الشهيد رائد أبو العدس..الاحتلال أعدمه بعد اعتقاله بـ 35 رصاصة
فلسطين اليوم –نابلس
في عام 1979 استقبلت عائلة أبو العدس طفلا جديدا انضم إلى عائلتها التي تقطن في مخيم بلاطة شرقي نابلس، بعد أن حرمها الاحتلال من العيش في بلدتها الأصل في قرية رأس العين القريبة من يافا.
الطفل الذي بدأ يكبر في أزقة المخيم لمس معاناة الأهل والعائلة التي شنتها الاحتلال في مخيمات للجوء في لوطن وخرجه...كان يسأل أين عمي فيرد الولد في مخيم اليرموك؟ وعندما يساءل عن السبب يطل عليه الجواب "الاحتلال" السبب ذاته من اعتقل أخواله وسبب لولدته ذات يوم ذلك البكاء المتواصل، وهو من حرمه من احد أشقائه الكبار لمدة ثلاث سنوات ، وهو الذي أبعده عن جنته في بلدته الأصل حسبما كان يحدثه والده...
"الاحتلال " هو سبب تعاستنا، كانت القناعة التي توصل إليها في النهاية، وبناء على ذلك كان لا بد من محاربته...كانت القناعة الثانية التي توصل إليه وعاش على تحقيقها....
الشهيد "رائد أبو العدس" لم يكن يوما ليتعلق بحياة كان يدرك مدى صعوبتها في ظل وجود من سرقوا أرضه...اعتقل مع بداية الانتفاضة وبالتحديد في عام 2002 حيث اعتقل أثناء مقاومته لاجتياح مخيمه وبعد خمسة أشهر عادت قوات الاحتلال لتطارده بتهمة قيادته لسرايا القدس في نابلس،الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الذي انتمى أليه بعد خروجه من السجن.
يقول شقيقه حسام:" خلال الفترة الأخيرة التركيز على رائد من قبل الاحتلال الذي دأب على تهديده و إيصال رسائل له و للأهل عبر الجوال، بتصفيته في حال عدم تسليم نفسه.
وعن ملابسات التصفية يقول حسام تم محاصرة المنزل الذي كان يتواجد فيه من قبل قوات خاصة مدعمة بالجيش، وبعد أن طلبوا منهم الخروج اشتبك رائد ورفيقه مع هذه القوات، إلا أن نفاذ ذخيرته عطله عن استمرار المواجهة، فاقتحموا البيت و كان مصابا برجليه، وبعد التحقيق الميداني معه و سلب سلاحه "مسدس وبنقدية" وأجهزة الجوال لخاصة به، تم تصفيته في المكان.
و أضاف:" كان بالإمكان اعتقاله و هذا ما أكده أصحاب المنزل حيث تم تصفيته في المكان، والدليل على ذلك أن ذخيرته كانت قد نفذت فلم يكن هناك أي مجال للمقاومة من قبله، فجسده كن ممزق ب"35" رصاصه".
وعن استقبال العائلة لخبر استشهاده يقول حسام:" في حولي الساعة الحادية عشر من مساء الخميس اخبرنا أن عملية عسكرية داخل البلدة القديمة تستهدف رائد، ولم نعرف أي شئ عن التفاصيل حتى انسحاب الجيش من المكان واستلامنا الجثة في حوالي الساعة الثالثة ونصف فجرا، منظر الجثة كان مرعبا فرصاص كان قد اخترق وجهه وعينيه حتى وراء أذنه، وبسبب مرض الوالدة لم نجرؤ على إخبارها إلا في اليوم الثاني قبيل الدفن وهي الآن بحالة صعبه للغاية".
والدة رائد كانت قد أنهكت طوال سنوات الاحتلال من المعاناة، فجميع أشقائها اعتقلوا لسنوات طويلة، و أبنائها الثلاثة غيبهم الاعتقال سنوات طويلة أيضا،بالإضافة إلى مطاردة رائد و شقيقه الأكبر حسن، وكانت تنتظر ليوم الذي تفرح بأبنائها الستة وتزوجهم وخاصة رائد، الذي كان دائما يقول لها أن تزوج شقيقه الأصغر فهو مصيره الاستشهاد.
إسرائيل أعلنت عقب انتهاء العملية أنها قتلت احد مطلوبين لها، وانه قائد سرايا القدس في المنطقة، و مسؤول عن عمليات نصب كمائن للاحتلال داخل البلدة القديمة، وتحضير استشهاديين، و إعداد صواريخ.
وعن مشواره مع الجهاد الإسلامي يقول شقيقيه:" عندما اعتقل رائد المرة الأولى بتهمة الانتماء لكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، إلا انه عندما خرج من السجن كان فكر الجهاد متأصل في داخله، ولديه قناعاته ثابتة بذلك والجميع احترم هذه القناعات لتي بدأت تغير بملامح شخصيتهن فقد أصبح متدينا، حافظا للقران".
و يشدد حسام على أن انتماء رائد للجهاد الإسلامي لم يؤثر على علاقة مع أصدقائه و أشقائه فقد كان يحترم الجميع ويتعامل معهم بود واحترام، مع التمسك بقناعات الجهاد:" رغم أننا في البيت جميعا ننتمي لحركة فتح إلا ان رائد عندما اختار طريق الجهاد لم يتغير في تعامله معنا، كنا نتناقش في كافة القضايا السياسية دون تعصب وكان يحتفظ بقناعات ويطرحها بجرأة، ففي الفترة الأخيرة كان يرفض قضية تسليم السلاح المطروحة".
ويضيف حسام انه كان يتلقى تهديدات من قبل المخابرات الإسرائيلية باستمرار عبر جواله للتأثير على رائد و حثه على تسليم نفسه، إلا أن رائد حسبما يقول حسام كان "عنيد في ممارسة قناعاته، وكان يردد دائما أن الشهادة هي هدفه، ولن يسمح للأعداء باعتقاله مرة أخرى مهما حدث"، وكان له ما أحب.
فلسطين اليوم –نابلس
في عام 1979 استقبلت عائلة أبو العدس طفلا جديدا انضم إلى عائلتها التي تقطن في مخيم بلاطة شرقي نابلس، بعد أن حرمها الاحتلال من العيش في بلدتها الأصل في قرية رأس العين القريبة من يافا.
الطفل الذي بدأ يكبر في أزقة المخيم لمس معاناة الأهل والعائلة التي شنتها الاحتلال في مخيمات للجوء في لوطن وخرجه...كان يسأل أين عمي فيرد الولد في مخيم اليرموك؟ وعندما يساءل عن السبب يطل عليه الجواب "الاحتلال" السبب ذاته من اعتقل أخواله وسبب لولدته ذات يوم ذلك البكاء المتواصل، وهو من حرمه من احد أشقائه الكبار لمدة ثلاث سنوات ، وهو الذي أبعده عن جنته في بلدته الأصل حسبما كان يحدثه والده...
"الاحتلال " هو سبب تعاستنا، كانت القناعة التي توصل إليها في النهاية، وبناء على ذلك كان لا بد من محاربته...كانت القناعة الثانية التي توصل إليه وعاش على تحقيقها....
الشهيد "رائد أبو العدس" لم يكن يوما ليتعلق بحياة كان يدرك مدى صعوبتها في ظل وجود من سرقوا أرضه...اعتقل مع بداية الانتفاضة وبالتحديد في عام 2002 حيث اعتقل أثناء مقاومته لاجتياح مخيمه وبعد خمسة أشهر عادت قوات الاحتلال لتطارده بتهمة قيادته لسرايا القدس في نابلس،الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الذي انتمى أليه بعد خروجه من السجن.
يقول شقيقه حسام:" خلال الفترة الأخيرة التركيز على رائد من قبل الاحتلال الذي دأب على تهديده و إيصال رسائل له و للأهل عبر الجوال، بتصفيته في حال عدم تسليم نفسه.
وعن ملابسات التصفية يقول حسام تم محاصرة المنزل الذي كان يتواجد فيه من قبل قوات خاصة مدعمة بالجيش، وبعد أن طلبوا منهم الخروج اشتبك رائد ورفيقه مع هذه القوات، إلا أن نفاذ ذخيرته عطله عن استمرار المواجهة، فاقتحموا البيت و كان مصابا برجليه، وبعد التحقيق الميداني معه و سلب سلاحه "مسدس وبنقدية" وأجهزة الجوال لخاصة به، تم تصفيته في المكان.
و أضاف:" كان بالإمكان اعتقاله و هذا ما أكده أصحاب المنزل حيث تم تصفيته في المكان، والدليل على ذلك أن ذخيرته كانت قد نفذت فلم يكن هناك أي مجال للمقاومة من قبله، فجسده كن ممزق ب"35" رصاصه".
وعن استقبال العائلة لخبر استشهاده يقول حسام:" في حولي الساعة الحادية عشر من مساء الخميس اخبرنا أن عملية عسكرية داخل البلدة القديمة تستهدف رائد، ولم نعرف أي شئ عن التفاصيل حتى انسحاب الجيش من المكان واستلامنا الجثة في حوالي الساعة الثالثة ونصف فجرا، منظر الجثة كان مرعبا فرصاص كان قد اخترق وجهه وعينيه حتى وراء أذنه، وبسبب مرض الوالدة لم نجرؤ على إخبارها إلا في اليوم الثاني قبيل الدفن وهي الآن بحالة صعبه للغاية".
والدة رائد كانت قد أنهكت طوال سنوات الاحتلال من المعاناة، فجميع أشقائها اعتقلوا لسنوات طويلة، و أبنائها الثلاثة غيبهم الاعتقال سنوات طويلة أيضا،بالإضافة إلى مطاردة رائد و شقيقه الأكبر حسن، وكانت تنتظر ليوم الذي تفرح بأبنائها الستة وتزوجهم وخاصة رائد، الذي كان دائما يقول لها أن تزوج شقيقه الأصغر فهو مصيره الاستشهاد.
إسرائيل أعلنت عقب انتهاء العملية أنها قتلت احد مطلوبين لها، وانه قائد سرايا القدس في المنطقة، و مسؤول عن عمليات نصب كمائن للاحتلال داخل البلدة القديمة، وتحضير استشهاديين، و إعداد صواريخ.
وعن مشواره مع الجهاد الإسلامي يقول شقيقيه:" عندما اعتقل رائد المرة الأولى بتهمة الانتماء لكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، إلا انه عندما خرج من السجن كان فكر الجهاد متأصل في داخله، ولديه قناعاته ثابتة بذلك والجميع احترم هذه القناعات لتي بدأت تغير بملامح شخصيتهن فقد أصبح متدينا، حافظا للقران".
و يشدد حسام على أن انتماء رائد للجهاد الإسلامي لم يؤثر على علاقة مع أصدقائه و أشقائه فقد كان يحترم الجميع ويتعامل معهم بود واحترام، مع التمسك بقناعات الجهاد:" رغم أننا في البيت جميعا ننتمي لحركة فتح إلا ان رائد عندما اختار طريق الجهاد لم يتغير في تعامله معنا، كنا نتناقش في كافة القضايا السياسية دون تعصب وكان يحتفظ بقناعات ويطرحها بجرأة، ففي الفترة الأخيرة كان يرفض قضية تسليم السلاح المطروحة".
ويضيف حسام انه كان يتلقى تهديدات من قبل المخابرات الإسرائيلية باستمرار عبر جواله للتأثير على رائد و حثه على تسليم نفسه، إلا أن رائد حسبما يقول حسام كان "عنيد في ممارسة قناعاته، وكان يردد دائما أن الشهادة هي هدفه، ولن يسمح للأعداء باعتقاله مرة أخرى مهما حدث"، وكان له ما أحب.
تعليق