هم الشهداء.. قافلة تسير.. ولا تتوقف.. منذ فجر التاريخ بدأت وعلى امتداد الأفق تمضي.. لها قضية ثابتة وهدف يتجدد والوسيلة تتعدد..
قضيتهم مبدأ من أجله انطلقوا وأهدافهم عبر الزمان والمكان تتجدد ووسائلهم لتحقيق الهدف تتنوع وتتعدد..
هم الشهداء.. حققوا غايتهم، ونالوا أمنياتهم، ساروا على الدرب فوصلوا.. هم وحدهم يشهدون نهاية الحرب.. فيما آخرون يحتسون الخمر في نشوة النصر، فيستبيحون الدماء بعدما ذهبت بعقولهم ويعيثون فساداً ليتكرر المشهد المؤلم..
هم الشهداء يذهبون.. يتركون خلفهم أحبائهم، أموالهم، وحتى سلاحهم فيما آخرون يصبح همهم كيف يحيلون نور دم الشهداء ظلمة تكسوا وجوههم بدل أن يكون نوراً يهديكم إلى الصواب، ولعنات تطاردهم باختلافهم وسطحية تفكيرهم، ويلهث آخرون نحو الغنيمة وما هي بغنيمة، بل هي أسلاب تشتعل ناراً على من سلبها.. فالغنيمة هي أمتعة الكفار في معركة النصر عليهم لكن أمتعة المجاهد لم تكن يوماً غنيمة. بل حقوق ترد إلى أهله..
هم الشهداء.. فازوا بجنة الرضوان.. وخسر صغار العقول إذ لم يلحقوا بهم وغرتهم الدنيا بزخرفها.. هم الشهداء لهم المجد ولكل من يسلبهم العار والهزيمة.. هم الشهداء دوماً سيبقون شعلة النصر المتقدة.. ومن ارتكسوا ففي الوحل قد سقطوا..
هم الشهداء يعبرون عن البوصلة باتجاه الحق المطلق، ومن بقي حياً يتنقل بين الصواب والخطأ حتى يأذن له الله بحسن الخاتمة أو سوءها..
هم الشهداء قد صعدوا إلى حواصل الطير، فيما غيرهم بالأرض يلتصق تغريه القوة تدفعه للإثم والخطيئة وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم. ويظن أن جهاده يوماً يُكَفِّر كل خطاياه.. وينسى أن النصر الحقيقي هو الشهادة.. وما دون ذلك يبقى مُتَقلبْ.. فالحياة امتحان صعب والكَيِّس من دان نفسه قبل الموت.. ومن اتعظ بغيره..
هم الشهداء يرتقون إلى العُلا.. ويخرج صوت من بعيد.. أين الحذر وينسى أنه جاء القدر.. وأن الوديعة إلى صاحبها ترد بلا مطل.. وهو اختيار واصطفاء بلا جدل.. فلتصمت الأصوات ولتعود القهقري فالموت حق ومن لا يعجبه القول فليدفع عنه القدر..
هم الشهداء .. مجد أمتنا .. ونصرنا المتجدد ...
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا القائد "خليل مصباح حسين الضعيفي" "أبا زيد" في مخيم الشاطئ بمدينة غزة الباسلة في العام 1958م.
تربى الشهيد الفارس "أبا زيد" في أسرة كريمة، ولم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي بلدة "القبيبة" قضاء مدينة الرملة المحتلة إذ هاجر منها أهلها إثر نكبة عام 1948.
يعتبر شهيدنا القائد "خليل الضعيفي" الابن الثاني بين إخوته، وله من الأخوة سبعة كما له من الأخوات أربعة.
تتكون أسرة شهيدنا المجاهد "أبا زيد" من زوجته وأبنائه العشرة، (سبعة من الذكور وثلاث من الإناث).
درس الشهيد "خليل الضعيفي" حتى المرحلة الإعدادية، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بالعمل ليسد احتياجات أسرته اليومية حيث عمل في مجال البناء والطوبار.
ينتمي شهيدنا المجاهد "خليل - أبا زيد" إلى عائلة مجاهدة (عائلة الضعيفي) تلك العائلة التي تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، حيث أن المجاهد "راشد" وهو أخ الشهيد "خليل"، كان من المقاتلين القدامى في العام 1967م ولقد خرج من قطاع غزة آنذاك واعتبر لاجئاً خارج وطنه فلسطين وتوفي فيما بعد في الأردن عام 2001م، كما يوجد أخ آخر للشهيد "أبو زيد" وهو المجاهد "مرعي" الذي يعتبر من مؤسسي كتائب القسام ومطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني في انتفاضة عام 1987م، حيث تمكن من مغادرة القطاع سراً ومن ثم العودة بنفس الطريقة في العام 2006م، وقد قدمت العائلة العديد من الشهداء على طريق ذات الشوكة ومنهم:
- الشهيد/ زيد خليل الضعيفي (11/1/2003م).
- الشهيد/ مفيد سعيد الضعيفي (8/3/2003م).
صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان شهيدنا "أبو زيد" ملتزماً الصلاة في المسجد الأبيض والمسجد الغربي في مخيم الشاطئ، وعرف عنه بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً.
يعتبر الشهيد المجاهد "خليل الضعيفي" أحد الأعمدة الرئيسة في أسرته لاسيما بعد وفاة والده في العام 1971م، ووفاة أخيه الأكبر راشد، فلقد تحمل الشهيد "أبا زيد" أعباء الأسرة وكان محبوباً من الجميع وكما قال ذوه (عاش سبعاً ومات سبعاً) حيث كان رجلاً وسبعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كان المجاهد "أبا زيد" حريصاً على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار، فدوماً تجده في الصفوف الأولى.
كان شهيدنا المجاهد "خليل الضعيفي" مثالاً للتواضع والعنفوان، شجاعاً لا يخاف الموت، عنيداً في المواقف الرجولية، ولا يخشى في الله لومة لائم.
مشواره الجهادي
أحب الشهيد المجاهد "خليل الضعيفي" حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فالتحق في صفوف الحركة مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة قبل نحو سبع سنوات، ليتربى على نهج الدكتور المعلم الشهيد "فتحي الشقاقي" وليسير على درب الإيمان والوعي والثورة.
ونظراً لحب شهيدنا "أبا زيد" للمقاومة والجهاد التحق في صفوف الجهاز العسكري "سرايا القدس"، في العام 2001م، فكان يعمل بلا كلل أو ملل، ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري، كُلف من قِبل قيادة سرايا القدس بقيادة المهام الصعبة، وقد نجح شهيدنا القائد "أبا زيد" في ذلك ـ الأمر الذي أهَّله فيما بعد لأن يصبح من القادة الميدانيين لسرايا القدس في مدينة غزة.
عُرف شهيدنا القائد "أبا زيد الضعيفي" بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، حيث كان دوماً على رأس المقاومين يخوض المعارك الباسلة ضد الجنود الصهاينة.
ارتبط شهيدنا القائد "خليل الضعيفي" بعلاقات طيبة مع الجميع، وكانت تربطه علاقة الصداقة بعدد كبير من الشهداء، عرف منهم الشهداء القادة: (بشير الدبش - أبا الوليد الدحدوح – أبا عرفات الخطيب)، حيث كانت تربطه بهم علاقات الأخوة والمحبة، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
كما وربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة لاسيما الأخوة في (كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى).
يعتبر الشهيد القائد "خليل الضعيفي" "أبا زيد" من القادة الميدانيين البارزين في "سرايا القدس"، وقد خطط للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، كما وشارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات.
كان للشهيد القائد "خليل الضعيفي" "أبا زيد" الدور الكبير مع الشهيد القائد "بشير الدبش" وبالاشتراك مع الأخوة في "كتائب القسام" في التخطيط للعملية البطولية المشتركة في مغتصبة "نتساريم" بتاريخ 24/10/2003م، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح، وقد استشهد في العملية الاستشهادي "سمير فودة" من كتائب القسام وعاد الاستشهادي من سرايا القدس إلى قاعدته سالماً تحفظه عناية الرحمن.
كما شارك القائد "أبا زيد" في العملية البطولية قرب مغتصبة "كفار داروم" وأدت في حينه إلى قتل جنرال صهيوني.
كان الشهيد القائد "أبا زيد" على رأس الوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس في مخيم الشاطئ حيث شارك في إطلاق العشرات من صواريخ (قدس 3) وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية لاسيما بلدة "سديروت" ومدينة "المجدل" المحتلتين، كما وشارك في إطلاق صواريخ الكاتيوشيا مع الشهيد القائد "محمد الدحدوح - أبوعبيدة".
أشرف الشهيد القائد "خليل-أبو زيد" على العديد من الدورات التدريبية لمجاهدي سرايا القدس ـ وخصوصاً الاستشهاديين منهم ـ على عمليات الاقتحام للمغتصبات الصهيونية.
وكانت آخر العمليات الجهادية التي أشرف عليها القائد "أبو زيد" مع القائد "عمر الخطيب" قبل شهر من اغتياله عملية "الصيف الساخن" البطولية داخل موقع كيسوفيم العسكري في يونيو 2007م، حيث تمكن أربعة من الاستشهاديين من سرايا القدس وكتائب الأقصى من اقتحام الموقع العسكري بجيب مصفح واستشهد خلال العملية الشهيد المجاهد "محمد الجعبري" ابن سرايا القدس وتمكن ثلاث من الاستشهاديين من العودة إلى قواعدهم بسلام تحفظهم عناية الرحمن.
كما وشارك القائد "أبا زيد" مع القائد "أبا عرفات الخطيب" الشهر الماضي (يونيو 2007م) في عملية إلقاء القبض على العميل (ف.د) خلال قدومه من أحد المواقع العسكرية على الشريط الحدودي داخل أراضينا المحتلة عام 1948م.
وقد نجا الشهيد القائد "أبا زيد" من عدة محاولات اغتيال سابقة ففي تاريخ 29/5/2006م وبينما كان برفقة عدد من إخوانه المجاهدين في مهمة جهادية، استهدفتهم وحدة خاصة من سلاح البحرية خلال قيامهم بإطلاق صواريخ على مدينة المجدل المحتلة، واستشهد على الفور المجاهدين (عبد الرحمن أبو شنب – يوسف أبو المعزة – محمد مطر) ونجا عدد من المجاهدين كان من بينهم القائد "أبو زيد الضعيفي"، أما المحاولة الثانية فكانت بتاريخ 24/7/2007م أي قبل اغتياله بيومين، حينما كان برفقة القائد "عمر الخطيب-أبا عرفات" في منطقة النصر حيث استهدفتهم طائرات العدو بصاروخين لكنهما نجيا من المحاولة بفضل الله وسقط الصاروخين على منزل عائلة الخطيب.
استشهاده
بعد ظهر يوم الخميس 26/7/2007م كان القادة (خليل الضعيفي – عمر الخطيب – أحمد البلعاوي) على موعد مع الشهادة، حيث كان المجاهدون متوجهين لتنفيذ أحد المهام الجهادية حين استهدفت طائرات العدو الصهيوني السيارة التي كانوا يستقلونها بالقرب من مفرق الشهداء وسط مدينة غزة، فارتقى الفرسان الثلاثة إلى العلياء شهداء كما أحبوا.
(فإلى جنات الخلد يا شهدائنا الأبطال)
قضيتهم مبدأ من أجله انطلقوا وأهدافهم عبر الزمان والمكان تتجدد ووسائلهم لتحقيق الهدف تتنوع وتتعدد..
هم الشهداء.. حققوا غايتهم، ونالوا أمنياتهم، ساروا على الدرب فوصلوا.. هم وحدهم يشهدون نهاية الحرب.. فيما آخرون يحتسون الخمر في نشوة النصر، فيستبيحون الدماء بعدما ذهبت بعقولهم ويعيثون فساداً ليتكرر المشهد المؤلم..
هم الشهداء يذهبون.. يتركون خلفهم أحبائهم، أموالهم، وحتى سلاحهم فيما آخرون يصبح همهم كيف يحيلون نور دم الشهداء ظلمة تكسوا وجوههم بدل أن يكون نوراً يهديكم إلى الصواب، ولعنات تطاردهم باختلافهم وسطحية تفكيرهم، ويلهث آخرون نحو الغنيمة وما هي بغنيمة، بل هي أسلاب تشتعل ناراً على من سلبها.. فالغنيمة هي أمتعة الكفار في معركة النصر عليهم لكن أمتعة المجاهد لم تكن يوماً غنيمة. بل حقوق ترد إلى أهله..
هم الشهداء.. فازوا بجنة الرضوان.. وخسر صغار العقول إذ لم يلحقوا بهم وغرتهم الدنيا بزخرفها.. هم الشهداء لهم المجد ولكل من يسلبهم العار والهزيمة.. هم الشهداء دوماً سيبقون شعلة النصر المتقدة.. ومن ارتكسوا ففي الوحل قد سقطوا..
هم الشهداء يعبرون عن البوصلة باتجاه الحق المطلق، ومن بقي حياً يتنقل بين الصواب والخطأ حتى يأذن له الله بحسن الخاتمة أو سوءها..
هم الشهداء قد صعدوا إلى حواصل الطير، فيما غيرهم بالأرض يلتصق تغريه القوة تدفعه للإثم والخطيئة وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم. ويظن أن جهاده يوماً يُكَفِّر كل خطاياه.. وينسى أن النصر الحقيقي هو الشهادة.. وما دون ذلك يبقى مُتَقلبْ.. فالحياة امتحان صعب والكَيِّس من دان نفسه قبل الموت.. ومن اتعظ بغيره..
هم الشهداء يرتقون إلى العُلا.. ويخرج صوت من بعيد.. أين الحذر وينسى أنه جاء القدر.. وأن الوديعة إلى صاحبها ترد بلا مطل.. وهو اختيار واصطفاء بلا جدل.. فلتصمت الأصوات ولتعود القهقري فالموت حق ومن لا يعجبه القول فليدفع عنه القدر..
هم الشهداء .. مجد أمتنا .. ونصرنا المتجدد ...
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا القائد "خليل مصباح حسين الضعيفي" "أبا زيد" في مخيم الشاطئ بمدينة غزة الباسلة في العام 1958م.
تربى الشهيد الفارس "أبا زيد" في أسرة كريمة، ولم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي بلدة "القبيبة" قضاء مدينة الرملة المحتلة إذ هاجر منها أهلها إثر نكبة عام 1948.
يعتبر شهيدنا القائد "خليل الضعيفي" الابن الثاني بين إخوته، وله من الأخوة سبعة كما له من الأخوات أربعة.
تتكون أسرة شهيدنا المجاهد "أبا زيد" من زوجته وأبنائه العشرة، (سبعة من الذكور وثلاث من الإناث).
درس الشهيد "خليل الضعيفي" حتى المرحلة الإعدادية، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بالعمل ليسد احتياجات أسرته اليومية حيث عمل في مجال البناء والطوبار.
ينتمي شهيدنا المجاهد "خليل - أبا زيد" إلى عائلة مجاهدة (عائلة الضعيفي) تلك العائلة التي تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، حيث أن المجاهد "راشد" وهو أخ الشهيد "خليل"، كان من المقاتلين القدامى في العام 1967م ولقد خرج من قطاع غزة آنذاك واعتبر لاجئاً خارج وطنه فلسطين وتوفي فيما بعد في الأردن عام 2001م، كما يوجد أخ آخر للشهيد "أبو زيد" وهو المجاهد "مرعي" الذي يعتبر من مؤسسي كتائب القسام ومطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني في انتفاضة عام 1987م، حيث تمكن من مغادرة القطاع سراً ومن ثم العودة بنفس الطريقة في العام 2006م، وقد قدمت العائلة العديد من الشهداء على طريق ذات الشوكة ومنهم:
- الشهيد/ زيد خليل الضعيفي (11/1/2003م).
- الشهيد/ مفيد سعيد الضعيفي (8/3/2003م).
صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان شهيدنا "أبو زيد" ملتزماً الصلاة في المسجد الأبيض والمسجد الغربي في مخيم الشاطئ، وعرف عنه بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً.
يعتبر الشهيد المجاهد "خليل الضعيفي" أحد الأعمدة الرئيسة في أسرته لاسيما بعد وفاة والده في العام 1971م، ووفاة أخيه الأكبر راشد، فلقد تحمل الشهيد "أبا زيد" أعباء الأسرة وكان محبوباً من الجميع وكما قال ذوه (عاش سبعاً ومات سبعاً) حيث كان رجلاً وسبعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كان المجاهد "أبا زيد" حريصاً على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار، فدوماً تجده في الصفوف الأولى.
كان شهيدنا المجاهد "خليل الضعيفي" مثالاً للتواضع والعنفوان، شجاعاً لا يخاف الموت، عنيداً في المواقف الرجولية، ولا يخشى في الله لومة لائم.
مشواره الجهادي
أحب الشهيد المجاهد "خليل الضعيفي" حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فالتحق في صفوف الحركة مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة قبل نحو سبع سنوات، ليتربى على نهج الدكتور المعلم الشهيد "فتحي الشقاقي" وليسير على درب الإيمان والوعي والثورة.
ونظراً لحب شهيدنا "أبا زيد" للمقاومة والجهاد التحق في صفوف الجهاز العسكري "سرايا القدس"، في العام 2001م، فكان يعمل بلا كلل أو ملل، ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري، كُلف من قِبل قيادة سرايا القدس بقيادة المهام الصعبة، وقد نجح شهيدنا القائد "أبا زيد" في ذلك ـ الأمر الذي أهَّله فيما بعد لأن يصبح من القادة الميدانيين لسرايا القدس في مدينة غزة.
عُرف شهيدنا القائد "أبا زيد الضعيفي" بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، حيث كان دوماً على رأس المقاومين يخوض المعارك الباسلة ضد الجنود الصهاينة.
ارتبط شهيدنا القائد "خليل الضعيفي" بعلاقات طيبة مع الجميع، وكانت تربطه علاقة الصداقة بعدد كبير من الشهداء، عرف منهم الشهداء القادة: (بشير الدبش - أبا الوليد الدحدوح – أبا عرفات الخطيب)، حيث كانت تربطه بهم علاقات الأخوة والمحبة، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
كما وربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة لاسيما الأخوة في (كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى).
يعتبر الشهيد القائد "خليل الضعيفي" "أبا زيد" من القادة الميدانيين البارزين في "سرايا القدس"، وقد خطط للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، كما وشارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات.
كان للشهيد القائد "خليل الضعيفي" "أبا زيد" الدور الكبير مع الشهيد القائد "بشير الدبش" وبالاشتراك مع الأخوة في "كتائب القسام" في التخطيط للعملية البطولية المشتركة في مغتصبة "نتساريم" بتاريخ 24/10/2003م، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح، وقد استشهد في العملية الاستشهادي "سمير فودة" من كتائب القسام وعاد الاستشهادي من سرايا القدس إلى قاعدته سالماً تحفظه عناية الرحمن.
كما شارك القائد "أبا زيد" في العملية البطولية قرب مغتصبة "كفار داروم" وأدت في حينه إلى قتل جنرال صهيوني.
كان الشهيد القائد "أبا زيد" على رأس الوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس في مخيم الشاطئ حيث شارك في إطلاق العشرات من صواريخ (قدس 3) وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية لاسيما بلدة "سديروت" ومدينة "المجدل" المحتلتين، كما وشارك في إطلاق صواريخ الكاتيوشيا مع الشهيد القائد "محمد الدحدوح - أبوعبيدة".
أشرف الشهيد القائد "خليل-أبو زيد" على العديد من الدورات التدريبية لمجاهدي سرايا القدس ـ وخصوصاً الاستشهاديين منهم ـ على عمليات الاقتحام للمغتصبات الصهيونية.
وكانت آخر العمليات الجهادية التي أشرف عليها القائد "أبو زيد" مع القائد "عمر الخطيب" قبل شهر من اغتياله عملية "الصيف الساخن" البطولية داخل موقع كيسوفيم العسكري في يونيو 2007م، حيث تمكن أربعة من الاستشهاديين من سرايا القدس وكتائب الأقصى من اقتحام الموقع العسكري بجيب مصفح واستشهد خلال العملية الشهيد المجاهد "محمد الجعبري" ابن سرايا القدس وتمكن ثلاث من الاستشهاديين من العودة إلى قواعدهم بسلام تحفظهم عناية الرحمن.
كما وشارك القائد "أبا زيد" مع القائد "أبا عرفات الخطيب" الشهر الماضي (يونيو 2007م) في عملية إلقاء القبض على العميل (ف.د) خلال قدومه من أحد المواقع العسكرية على الشريط الحدودي داخل أراضينا المحتلة عام 1948م.
وقد نجا الشهيد القائد "أبا زيد" من عدة محاولات اغتيال سابقة ففي تاريخ 29/5/2006م وبينما كان برفقة عدد من إخوانه المجاهدين في مهمة جهادية، استهدفتهم وحدة خاصة من سلاح البحرية خلال قيامهم بإطلاق صواريخ على مدينة المجدل المحتلة، واستشهد على الفور المجاهدين (عبد الرحمن أبو شنب – يوسف أبو المعزة – محمد مطر) ونجا عدد من المجاهدين كان من بينهم القائد "أبو زيد الضعيفي"، أما المحاولة الثانية فكانت بتاريخ 24/7/2007م أي قبل اغتياله بيومين، حينما كان برفقة القائد "عمر الخطيب-أبا عرفات" في منطقة النصر حيث استهدفتهم طائرات العدو بصاروخين لكنهما نجيا من المحاولة بفضل الله وسقط الصاروخين على منزل عائلة الخطيب.
استشهاده
بعد ظهر يوم الخميس 26/7/2007م كان القادة (خليل الضعيفي – عمر الخطيب – أحمد البلعاوي) على موعد مع الشهادة، حيث كان المجاهدون متوجهين لتنفيذ أحد المهام الجهادية حين استهدفت طائرات العدو الصهيوني السيارة التي كانوا يستقلونها بالقرب من مفرق الشهداء وسط مدينة غزة، فارتقى الفرسان الثلاثة إلى العلياء شهداء كما أحبوا.
(فإلى جنات الخلد يا شهدائنا الأبطال)
تعليق