هناك من المديرين من نطلق عليهم المديرين السيئين، ولكن من المديرون السيئون؟ لابد أن يكونوا إما ضعفاء في شخصياتهم، أو مستبدين متعجرفين في أوامرهم، أو غير متلقين للمهارات الإدارية اللازمة لمساعدة الموظف على تدبير أموره، وفي كل الحالات تبقى تلك الصفات مزعجة للموظف وتؤثر في نفسيته وعمله، لذلك _عزيزي الموظف_ إليك بعض النقاط التي يجب ألا تفعلها في مقابلتك مع مديرك السيئ؛ لأنك إن فعلتها فسوف تخسر المعركة معه:
أوضح مدرب التنمية البشرية مروان الدهدار أن العمل الإداري وإدارة المورد البشري من أسوأ الأعمال على الإطلاق لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "اَلْمُؤْمِنُ اَلَّذِي يُخَالِطُ اَلنَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ اَلَّذِي لَا يُخَالِطُ اَلنَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ".
وأشار إلى أنه من الضروري للمدير أن يتحلى بالأخلاق الحميدة، وأن تتوفر فيه المهارات الإدارية للاتصال والتواصل؛ فالإدارة ما هي إلا اتخاذ قرارات نتخذها دون استخدام السلطة إلا من خلال توفر قوة التأثير.
وقال الدهدار: "لذلك ننصح المدير السيئ أن يهذب من أخلاقه وينمي مهارة تعامله مع الموظفين، فبعض المديرين لا يكنّوا أي احترام لموظفيهم".
إحراجه مُغرٍ
أما بخصوص الموظف فبين الدهدار أن هناك شروطًا يجب أن يأخذها بعين الاعتبار عند مقابلة المدير من ذاك النوع، ومنها: "لا تقف في وجه رئيسك لتجعل من نفسك بطلًا أمام الموظفين، فصحيح أن مواجهة المدير ووضع حد له وإحراجه أمام الموظفين أمر مغرٍ وحماسي، ولكنه أمر مدمر، فإذا كان رئيسك من النوع المستبد فإن مواجهته بشأن سلوك خاطئ اتخذه يعد تحديًا لك، فعليك أن تخطط لاتصال فعال مع مديرك بهدف تحقيق احتياجات معينة لك، فهذا أفضل من أن تتسرع وتخسر كل شيء".
ويضيف مخاطبًا الموظف: "لا تخاف مقابلته والتحدث إليه، إن الخوف من مقابلة مديرك يسلبك طاقتك وقوتك الشخصية، فالتكلم مع النفس (الصوت الداخلي) حول فشل محادثتك مع الرئيس، أو تجنبه كاملًا سوف يعزز السلوك السلبي بداخلك يومًا بعد يوم، وفي النهاية ستصل لمرحلة تقنع فيها نفسك أنه لا مجال للتسويات، ما يؤدي إلى تحطيم فرصك في إعادة التوازن لعلاقتك مع رئيسك، فالأفضل لك أن تتخيل كيف يمكنك إيصال اهتماماتك للمدير والخروج بنتائج إيجابية".
افتراضات سابقة
ويتبع ناصحًا: "لا تضع افتراضات خاطئة عنه سلفًا، فإذا كنت غاضبًا أو محبطًا من تصرفات مديرك السيئة فسوف تصل في النهاية إلى نتيجة واحدة، وهي أن المشكلة الأساسية هي فقط في شخصية رئيسك، وسوف يتعزز لديك الافتراض أن مديرك مختل نفسيًّا وأناني ومغرور، وهذا الافتراض وصلت إليه بسبب عدة قرارات سيئة اتخذها المدير، فبدلًا من الوصول إلى هذا الحد اسعَ لمساعدة نفسك بالتوقف عن التفكير في تلك الافتراضات، وارجع للتفكير في بيئة العمل، وسوف تتحسن تلقائيًّا علاقتك بالمدير".
أما عن التخطيط للقاء المدير فيقول فيه الدهدار: "لا تقابل مديرك أبدًا دون وضع خطة سلفًا، فتدرب على ماذا ستقول قبل لقائك مديرك، وحدد قائمة بالأهداف التي ترجوها من المقابلة، وأقنع مديرك السيئ الذي ليس لديه الوقت ليكلمك، أو يحاول السيطرة على الحديث مع عدم إعطائك الفرصة للتعبير؛ فإن وضعك خطة من الخطوات سوف تمنحك الطمأنينة وتقوي موقفك في المحادثة".
ويختم الدهدار نصائحه بالقول:" ولا تنس أن تدعم تقدم العمل والتحلي بالمرونة اللازمة، فإن تطوير العلاقة مع رئيسك السيئ والصعب قد يأخذ وقتًا طويلًا ويحتاج إلى الصبر، وقد يستلزم الأمر معاملة خاصة مثل معاملتك للأطفال الصغار، وقد يستلزم الأمر تجريب عدة طرق و"تكتيكات" لجعل سير المحادثة مفتوحًا، كن قوي الملاحظة وضع بعض العلامات والنقاط حول تقدم العلاقة مع رئيسك، وحاول مناقشة آخر مستجدات العمل؛ لإفهامه أنك تهتم بكل ما يستجد في العمل، ولاحظ ما هو "التكتيك" الناجح مع مديرك، واضبط نفسك على أساسه للمحافظة على اتصالك الفعال".
تعليق