العيد يقلب الجراح على أهالي الأسرى
فلسطين عابد / خنساء فلسطين
عيدٌ يأتي وأسرانا وأسيراتنا لازالوا يقبعون في ظلمات القهر والعذاب، عيدٌ ممزوج بالألم ولوعة الفراق والحسرة التي تدفعها آلاف الأسر الفلسطينية بسبب غياب أبنائهم في سجون الاحتلال، فقُدر لأطفالهم أن يبقوا بلا فرحة وتدمع قلوبهم على فراق عزيز خطفته قيود محتل، احتل بجبروته كل حقوق الإنسانية، فلم تكن أيام العيد في كل عام عند ذوى الأسرى سوى تجديد للآلام والأحزان التي لا تنتهي بين جدران تلك البيوت.
ويستقبل أهالي الأسرى هذا العيد وينتظرهم أمل كبير في أن تستمر خطوات أبنائهم في تحقيق الانتصارات المتتالية التي حققت انتصار جزئي بتمكينهم من زيارتهم بالسجون وإن كانت تلك الخطوات منقوصة بحرمان الزوجات والأبناء والآباء من زيارة أعز ما يملكون، لكن تلك الانتصارات لم تزيل الحسرة والألم الكبيرين الذي تشعر به عوائل الأسرى، التي تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تحتضن فيه أبنائها.
وبصوتها المشجون بالحزن تقول والدة الأسير "وسام العجلة"، أكثر من تسعة أعوام لم أرى ابني، يمر عليّ العيد بالحزن والذكريات المؤلمة، وأقضي يومي الأول بالبكاء عندما أرى كل الأمهات يفرحن بقدوم أبنائهن ليقدموا لهن العيدية، ويقبلون أيديهم، أشعر بغصة مرارة في يوم العيد، ولاسيما وأنه يقلب عليّ الذكريات الحزينة.
حلمٌ لم يتحقق!
وبعد إتمام صفقة "وفاء الأحرار" بين حركة حماس والكيان الصهيوني، كانت "أم وسام "على أمل بأن تحقق حلمها ويمن الله عليها بزيارة ورؤية مهجة قلبها، لتأتي الصدمة الثانية بأنها مرفوضة أمنية تحت ذرائع واهية لا أساس لها من الصحة، مفوضةَ أمرها إلى الله عز وجل بأن يفرج كرب ابنها وجميع الأسرى في السجون.
تجدد الأحزان
وما أن تطأ قدمك منزل الأسير "نازح على رجب حلس" من سكان حي الشجاعية، حتى ترى أبنائه الستة وهم يتأملون في صورة والدهم التي تزين "صالون المنزل" ودموعهم البريئة تسيل بغزارة الأمطار، وعيونهم الحزينة تنظر بشوقٍ لأباهم الذي غيبته ظلمات السجون، ويتسابقون لضم صورته إلى صدورهم على أمل أن يلتقوا به حي وأن لا تنال من صحته وروحه سجون القهر.
ولدى الأسير حلس ستة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، وأصغرهم سبعة أعوام لم يتعرف وأشقائه الآخرين على والدهم إلا عن طريق الصور التي يتزين بها منزلهم، وتصف زوجة الأسير "نازح" في حديث خاص لمراسلة "خنساء فلسطين"، شعور أبنائها بالقول "العيد يأتي على أطفالي وهم محرومون من حنان الأب وعدم وجوده معهم، في يوم العيد يشعرون بالحزن والبكاء والحسرة لم يعرفوا طعم وفرحة العيد، بقولوا ماما وقتيش بابا بدو يطلع من السجن عشان نفرح بالعيد ونروح علي الملاهي والبحر مع بابا".
عيد ممزوج بالفرح والحزن معاً
أما والدة الأسير "عزام ذياب" من مدينة جنين والذي قضى اثني عشر عاماً، من الحكم المؤبد مدى الحياة بحقه، فتقول "يأتي علينا العيد ويكون الحزن والألم مصاحب لنا، منذ العام 1993 لم اجتمع مع أبنائي جميعاً على مائدة فطور العيد، قد يكون أحدهم معتقل أو اثنين وقد يصل أحياناً من ثلاثة إلى أربعة من أبنائي معتقلون في سجون الاحتلال، ودائماً كنت أقول وأدعو ربي بًن يأتي العيد القادم وأن يكونوا جميعاً بيننا".
وتضيف في حديثها عبر الهاتف لمراسلة "خنساء فلسطين"، منذ زمن طويل وأنا أحلم بضم أبنائي جميعاً إلى صدري ونجتمع معاً على مائدة فطور العيد، والحمد لله على كل حالٍ وحال، هذا قدري ونصيبي".
وتتابع، بالرغم من الحزن إلا أن الفرح دخل بيتي هذا العيد وإن كان غير مكتمل، وهو يختلف عن سابقه بسبب الإفراج عن ابني الأسير "بلال" ولكن هذه الفرحة منقوصة طبعاً بكل تأكيد بسب وجودي مهجة قلبي وفلذة كبدي ونور عيني "عزام" داخل السجن منذ عامين ونصف لم نتمكن من زيارته أو حتى سماع صوته عبر الاتصال بنا بسبب الرفض الأمني.
أما "روان" طفلة الأسير "أكرم الريخاوي" والذي انتصر مؤخراً على سجانيه بعد أن خاص إضراباً مفتوحاً هو الأطول في عمر الحركة الأسيرة، تقول، أشعر بالحزن على غياب أبي، كنت أتمنى أن يأتي العيد وهو بيننا، ولكني سعيدة بانتصاره في معركة الأمعاء الخاوية على سجانيه.
ووجهت طفلة الأسير المنتصر، رسالتها للأسرى المضربين عن الطعام قائلة بعبارات تعبر عن براءتها، "اللي نصر والدي على السجان سينصركم بإذن الله، ستتوجون بالنصر كم توج والدي بتاج العزة والانتصار".
فلسطين عابد / خنساء فلسطين
عيدٌ يأتي وأسرانا وأسيراتنا لازالوا يقبعون في ظلمات القهر والعذاب، عيدٌ ممزوج بالألم ولوعة الفراق والحسرة التي تدفعها آلاف الأسر الفلسطينية بسبب غياب أبنائهم في سجون الاحتلال، فقُدر لأطفالهم أن يبقوا بلا فرحة وتدمع قلوبهم على فراق عزيز خطفته قيود محتل، احتل بجبروته كل حقوق الإنسانية، فلم تكن أيام العيد في كل عام عند ذوى الأسرى سوى تجديد للآلام والأحزان التي لا تنتهي بين جدران تلك البيوت.
ويستقبل أهالي الأسرى هذا العيد وينتظرهم أمل كبير في أن تستمر خطوات أبنائهم في تحقيق الانتصارات المتتالية التي حققت انتصار جزئي بتمكينهم من زيارتهم بالسجون وإن كانت تلك الخطوات منقوصة بحرمان الزوجات والأبناء والآباء من زيارة أعز ما يملكون، لكن تلك الانتصارات لم تزيل الحسرة والألم الكبيرين الذي تشعر به عوائل الأسرى، التي تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تحتضن فيه أبنائها.
وبصوتها المشجون بالحزن تقول والدة الأسير "وسام العجلة"، أكثر من تسعة أعوام لم أرى ابني، يمر عليّ العيد بالحزن والذكريات المؤلمة، وأقضي يومي الأول بالبكاء عندما أرى كل الأمهات يفرحن بقدوم أبنائهن ليقدموا لهن العيدية، ويقبلون أيديهم، أشعر بغصة مرارة في يوم العيد، ولاسيما وأنه يقلب عليّ الذكريات الحزينة.
حلمٌ لم يتحقق!
وبعد إتمام صفقة "وفاء الأحرار" بين حركة حماس والكيان الصهيوني، كانت "أم وسام "على أمل بأن تحقق حلمها ويمن الله عليها بزيارة ورؤية مهجة قلبها، لتأتي الصدمة الثانية بأنها مرفوضة أمنية تحت ذرائع واهية لا أساس لها من الصحة، مفوضةَ أمرها إلى الله عز وجل بأن يفرج كرب ابنها وجميع الأسرى في السجون.
تجدد الأحزان
وما أن تطأ قدمك منزل الأسير "نازح على رجب حلس" من سكان حي الشجاعية، حتى ترى أبنائه الستة وهم يتأملون في صورة والدهم التي تزين "صالون المنزل" ودموعهم البريئة تسيل بغزارة الأمطار، وعيونهم الحزينة تنظر بشوقٍ لأباهم الذي غيبته ظلمات السجون، ويتسابقون لضم صورته إلى صدورهم على أمل أن يلتقوا به حي وأن لا تنال من صحته وروحه سجون القهر.
ولدى الأسير حلس ستة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، وأصغرهم سبعة أعوام لم يتعرف وأشقائه الآخرين على والدهم إلا عن طريق الصور التي يتزين بها منزلهم، وتصف زوجة الأسير "نازح" في حديث خاص لمراسلة "خنساء فلسطين"، شعور أبنائها بالقول "العيد يأتي على أطفالي وهم محرومون من حنان الأب وعدم وجوده معهم، في يوم العيد يشعرون بالحزن والبكاء والحسرة لم يعرفوا طعم وفرحة العيد، بقولوا ماما وقتيش بابا بدو يطلع من السجن عشان نفرح بالعيد ونروح علي الملاهي والبحر مع بابا".
عيد ممزوج بالفرح والحزن معاً
أما والدة الأسير "عزام ذياب" من مدينة جنين والذي قضى اثني عشر عاماً، من الحكم المؤبد مدى الحياة بحقه، فتقول "يأتي علينا العيد ويكون الحزن والألم مصاحب لنا، منذ العام 1993 لم اجتمع مع أبنائي جميعاً على مائدة فطور العيد، قد يكون أحدهم معتقل أو اثنين وقد يصل أحياناً من ثلاثة إلى أربعة من أبنائي معتقلون في سجون الاحتلال، ودائماً كنت أقول وأدعو ربي بًن يأتي العيد القادم وأن يكونوا جميعاً بيننا".
وتضيف في حديثها عبر الهاتف لمراسلة "خنساء فلسطين"، منذ زمن طويل وأنا أحلم بضم أبنائي جميعاً إلى صدري ونجتمع معاً على مائدة فطور العيد، والحمد لله على كل حالٍ وحال، هذا قدري ونصيبي".
وتتابع، بالرغم من الحزن إلا أن الفرح دخل بيتي هذا العيد وإن كان غير مكتمل، وهو يختلف عن سابقه بسبب الإفراج عن ابني الأسير "بلال" ولكن هذه الفرحة منقوصة طبعاً بكل تأكيد بسب وجودي مهجة قلبي وفلذة كبدي ونور عيني "عزام" داخل السجن منذ عامين ونصف لم نتمكن من زيارته أو حتى سماع صوته عبر الاتصال بنا بسبب الرفض الأمني.
أما "روان" طفلة الأسير "أكرم الريخاوي" والذي انتصر مؤخراً على سجانيه بعد أن خاص إضراباً مفتوحاً هو الأطول في عمر الحركة الأسيرة، تقول، أشعر بالحزن على غياب أبي، كنت أتمنى أن يأتي العيد وهو بيننا، ولكني سعيدة بانتصاره في معركة الأمعاء الخاوية على سجانيه.
ووجهت طفلة الأسير المنتصر، رسالتها للأسرى المضربين عن الطعام قائلة بعبارات تعبر عن براءتها، "اللي نصر والدي على السجان سينصركم بإذن الله، ستتوجون بالنصر كم توج والدي بتاج العزة والانتصار".
تعليق