المنتديات الجهادية وظاهرة الجدال العقيم
الشيخ أبو سعد العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل في المنتديات الجهادية أن تكون منابر لنشر الحق وملئ الفراغ العلمي والتقني لدى الإخوة الأنصار، وهي في الوقت ذاته أداة ووسيلة فعالة لنشر أخبار المجاهدين ورفع الشبهات عن منهجهم القويم والتصدي لإعلام الطواغيت وأعدائنا الكفار الأصليين من صليبيين ويهود وغيرهم.
هذه المنابر الإعلامية تعتبر نعمة كبرى أنعم الله بها على عباده في ظل التعتيم والحصار الإعلامي الضخم الذي يمارسه أعداؤنا علينا وعلى أمتنا، فلا ينبغي أن نهدره في أمور قد تضر بما ذكرناه من أهداف وغايات كبيرة وعظيمة.
هذه الأهداف الكبيرة التي ينبغي أن تتركز عليها جهود الأنصار، وقد يكون هناك أهداف أخرى أقل شأناً وفيها منافع للجهاد والمجاهدين لا بأس من القيام بها ما لم تمنعنا أو تؤخر تحقيق الغايات الكبرى التي ذكرناها سالفاً.
لكننا نلاحظ سقوط بعض الإخوة – غفر الله لهم – في بعض المتاهات وإن كان ظاهرها صلاح وخير، لكن ضررها أكبر من نفعها ومن شأنها أن تُدخل الإخوة في دوامات من التيه والجدال العقيم أو من شأنها أن تتحول في حد ذاتها إلى غاية الغايات لديهم فيدمنوا عليها ويحسبون أنهم يُحسنون صنعاً.
هذه أسميها "ظاهرة البطالين" وأول من يتضرر بها هم أصحابها أنفسهم قبل غيرهم، فالمؤمن يترفع على القيل والقال وعن الكلام الذي لا ينفع فما بالك بتتبع عورات الآخرين وسقطاتهم حتى وإن كانوا من المخالفين. فما بالك أن تسول لهم أنفسهم تتبع سقطات إخوانهم من أتباع نفس المنهج؟
هذا لا يليق بمن يمنِّي نفسه التغيير ويدَّعي الانتماء إلى جماعة الحق وهو يظلم إخوانه ويتجسس عليهم بغية التشهير بهم لا لشيء إلا لأنهم خالفوه الرأي أو لم يوافقوا هواه في بعض الأمور الخلافية أو خالفوا شيخاً من شيوخه في مسألة أو أكثر، وهذا دليل قاطع على أن أوقاته فارغة ولا يقدم شيئاً لدينه ويبحث عن أعمال تافهة يملأ بها فراغه ويمني نفسه أنه على شيء، فيصنع لنفسه انتصارات وهمية ويبني لها قصوراً من الأحلام بأنه البطل الهمام الذي لا يُشق له غبار، و ينسى المسكين أنه قد سقط في شرك الشيطان فأضر من حيث لا يدري وهو يعتقد أنه يحسن صنعاً .
فليتق هؤلاء ربهم في أنفسهم ابتداءاً ثم ليترفعوا عن هذه السفاسف ولا ينسوا أنهم سفراء للمنهج الذي يحملونه، وليدِّخروا جهودهم في فضح أعدائهم الحقيقيين وليشحذوا هممهم في تتبع مخططات هؤلاء الأعداء وكشفها للناس لكي يحذروها بدلاً من تضييع أوقاتهم في تشويه إخوانهم فيكونوا سبباً في تنفير الناس من جماعات الحق التي نأمل أن نُكثِّر سوادها وننصرها بأعمالنا الصالحة قبل أقوالنا
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [1].
إهدار الطاقات في نقاشات عقيمة
لابد من تسطير أولويات في أعمالنا وتوفير جهودنا لإنجاز أعمال تنفع الجهاد والمجاهدين أو إزالة عقبات تعرقل مسيرتهم، وكل عمل مهما كان نوعه إذا تجاوز حدّه انقلب إلى ضده، ومنها هذه النقاشات الحادة التي لا تنتهي على منابر الشبكة والمنتديات بصفة خاصة، حيث تحولت هذه المنابر إلى ساحات للعراك والخصومات النظرية، ولا أقول مناظرات لأنها لا تتوفر فيها أدنى شروط المناظرة العلمية المقبولة عقلاً وشرعاً.
قد يكون الإخوة من أنصار الجهاد مورطون ومستدرجون إلى مثل هذه الحوارات العقيمة من قِبل عناصر المخابرات أو عناصر من الجماعات المخالفة والمناهضة للتوجه الجهادي، وذلك لكي يُغرقوا الإخوة في متاهات لا أ ول لها ولا آخر فينشغلوا عن النصرة الحقيقية لإخوانهم المجاهدين، مثل طلب العلم الشرعي وتطوير علومهم التقنية والمعلوماتية وغيرها من العلوم لينفعوا بها إخوانهم على جبهات القتال، أو يركزوا على استهداف مؤسسات الأعداء لمعرفة نقاط قوتهم وكشف مخططاتهم وإيصالها لأولي الأمر من قادة الجهاد.
هذه بعض الأعمال التي ينبغي الاهتمام بها على المنابر الجهادية، أما على المنابر الأخرى فينبغي السعي إلى إيصال كلمة المجاهدين ومناهجهم بالحسنى والحكمة لكي نؤثر على قلوب الناس ونبتعد عن المشاحنات وسوء القول وفحش الكلام وعدم التأثر باستفزازات خصومنا لكي لا يصرفونا عن هذه المهام الكبرى، ونعمل بنصيحة الإمام الشافعي مع هؤلاء حيث يقول:
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه *** وإن خليتـه كمداً يمـــوت
الشيخ أبو سعد العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل في المنتديات الجهادية أن تكون منابر لنشر الحق وملئ الفراغ العلمي والتقني لدى الإخوة الأنصار، وهي في الوقت ذاته أداة ووسيلة فعالة لنشر أخبار المجاهدين ورفع الشبهات عن منهجهم القويم والتصدي لإعلام الطواغيت وأعدائنا الكفار الأصليين من صليبيين ويهود وغيرهم.
هذه المنابر الإعلامية تعتبر نعمة كبرى أنعم الله بها على عباده في ظل التعتيم والحصار الإعلامي الضخم الذي يمارسه أعداؤنا علينا وعلى أمتنا، فلا ينبغي أن نهدره في أمور قد تضر بما ذكرناه من أهداف وغايات كبيرة وعظيمة.
هذه الأهداف الكبيرة التي ينبغي أن تتركز عليها جهود الأنصار، وقد يكون هناك أهداف أخرى أقل شأناً وفيها منافع للجهاد والمجاهدين لا بأس من القيام بها ما لم تمنعنا أو تؤخر تحقيق الغايات الكبرى التي ذكرناها سالفاً.
لكننا نلاحظ سقوط بعض الإخوة – غفر الله لهم – في بعض المتاهات وإن كان ظاهرها صلاح وخير، لكن ضررها أكبر من نفعها ومن شأنها أن تُدخل الإخوة في دوامات من التيه والجدال العقيم أو من شأنها أن تتحول في حد ذاتها إلى غاية الغايات لديهم فيدمنوا عليها ويحسبون أنهم يُحسنون صنعاً.
هذه أسميها "ظاهرة البطالين" وأول من يتضرر بها هم أصحابها أنفسهم قبل غيرهم، فالمؤمن يترفع على القيل والقال وعن الكلام الذي لا ينفع فما بالك بتتبع عورات الآخرين وسقطاتهم حتى وإن كانوا من المخالفين. فما بالك أن تسول لهم أنفسهم تتبع سقطات إخوانهم من أتباع نفس المنهج؟
هذا لا يليق بمن يمنِّي نفسه التغيير ويدَّعي الانتماء إلى جماعة الحق وهو يظلم إخوانه ويتجسس عليهم بغية التشهير بهم لا لشيء إلا لأنهم خالفوه الرأي أو لم يوافقوا هواه في بعض الأمور الخلافية أو خالفوا شيخاً من شيوخه في مسألة أو أكثر، وهذا دليل قاطع على أن أوقاته فارغة ولا يقدم شيئاً لدينه ويبحث عن أعمال تافهة يملأ بها فراغه ويمني نفسه أنه على شيء، فيصنع لنفسه انتصارات وهمية ويبني لها قصوراً من الأحلام بأنه البطل الهمام الذي لا يُشق له غبار، و ينسى المسكين أنه قد سقط في شرك الشيطان فأضر من حيث لا يدري وهو يعتقد أنه يحسن صنعاً .
فليتق هؤلاء ربهم في أنفسهم ابتداءاً ثم ليترفعوا عن هذه السفاسف ولا ينسوا أنهم سفراء للمنهج الذي يحملونه، وليدِّخروا جهودهم في فضح أعدائهم الحقيقيين وليشحذوا هممهم في تتبع مخططات هؤلاء الأعداء وكشفها للناس لكي يحذروها بدلاً من تضييع أوقاتهم في تشويه إخوانهم فيكونوا سبباً في تنفير الناس من جماعات الحق التي نأمل أن نُكثِّر سوادها وننصرها بأعمالنا الصالحة قبل أقوالنا
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [1].
إهدار الطاقات في نقاشات عقيمة
لابد من تسطير أولويات في أعمالنا وتوفير جهودنا لإنجاز أعمال تنفع الجهاد والمجاهدين أو إزالة عقبات تعرقل مسيرتهم، وكل عمل مهما كان نوعه إذا تجاوز حدّه انقلب إلى ضده، ومنها هذه النقاشات الحادة التي لا تنتهي على منابر الشبكة والمنتديات بصفة خاصة، حيث تحولت هذه المنابر إلى ساحات للعراك والخصومات النظرية، ولا أقول مناظرات لأنها لا تتوفر فيها أدنى شروط المناظرة العلمية المقبولة عقلاً وشرعاً.
قد يكون الإخوة من أنصار الجهاد مورطون ومستدرجون إلى مثل هذه الحوارات العقيمة من قِبل عناصر المخابرات أو عناصر من الجماعات المخالفة والمناهضة للتوجه الجهادي، وذلك لكي يُغرقوا الإخوة في متاهات لا أ ول لها ولا آخر فينشغلوا عن النصرة الحقيقية لإخوانهم المجاهدين، مثل طلب العلم الشرعي وتطوير علومهم التقنية والمعلوماتية وغيرها من العلوم لينفعوا بها إخوانهم على جبهات القتال، أو يركزوا على استهداف مؤسسات الأعداء لمعرفة نقاط قوتهم وكشف مخططاتهم وإيصالها لأولي الأمر من قادة الجهاد.
هذه بعض الأعمال التي ينبغي الاهتمام بها على المنابر الجهادية، أما على المنابر الأخرى فينبغي السعي إلى إيصال كلمة المجاهدين ومناهجهم بالحسنى والحكمة لكي نؤثر على قلوب الناس ونبتعد عن المشاحنات وسوء القول وفحش الكلام وعدم التأثر باستفزازات خصومنا لكي لا يصرفونا عن هذه المهام الكبرى، ونعمل بنصيحة الإمام الشافعي مع هؤلاء حيث يقول:
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه *** وإن خليتـه كمداً يمـــوت
تعليق