إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنشط شرطي مرور في غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنشط شرطي مرور في غزة

    أنشط شرطي مرور في غزة
    هادا مجنون.. بيشتغل زي المكنة ع الفاضي.. بيطفي الإشارة وبيشغل حالو مكانها


    مساء الأحد:
    “هادا مجنون.. بيشتغل زي المكنة ع الفاضي.. بيطفي الإشارة وبيشغل حالو مكانها”
    بصق بها سائق شاب مع ما تبقى من سيجارته وهو ينتظر شرطي المرور السماح له والعبور عند مفترق المجلس التشريعي..

    صباح الاثنين:
    “هادا أنشط شرطي في غزة.. ويمكن في فلسطين كلها”
    صدح بها سائق كهل وهو ينتظر السماح من نفس شرطي المرور للتجاوز عن اليمين عند مفترق المجلس التشريعي – مستشفى الشفاء..

    صباح الثلاثاء:
    “هادا الشرطي أخد مكافأة من الشهيد سعيد صيام لما كان وزير الداخلية عند ما شافه ع الإشارة وهو داخل من هنا قبل سنتين”
    قالها سائق هرم يتمترس خلف عجلة سيارة مهترئة وهو يشير لنفس شرطي المرور الذي مازالت حركاته تدير عجلة الحياة عند مفترق المجلس التشريعي – مبنى الجوازات

    قبل صباح الأربعاء:
    “هادا أحسن مفترق في غزة كلها.. والشرطي هادا ما شفت زيه في حياتي”
    بادر بها راكب يجلس بجانب السائق، مشيراً لشرطي المرور الذي مازال ينسج تناغماً متسلسلاً بين المركبات، ويعزف بيديه مقطوعة متواصلة من الإشارات..

    مساء الأربعاء:
    ” في هنا شرطي قلق.. بيحرك السير بانتظار وسرعة فظيعة”
    قالها السائق الشاب وهو يبحث بناظريه عن شرطي بعينه عند مفترق المجلس التشريعي – مركز رشاد الشوا الثقافي

    صباح الخميس:
    “هو يمكن حركات هادا الشرطي غريبة بس بجد نشيط جداً.. وجدع.. مش طبيعي ”
    سائق خامس ختم الأسبوع بعبارته تلك وجلس يمني ناظريه بمشاهدة حركات شرطي المرور ، كأنه يشاهد مسلسلاً ممتعاً..

    مساء السبت:
    “والله أكتر من مرة بيكون نفسي أنزل من السيارة وأسلم عليه وأحكي له يعطيك العافية”
    حادثني بها رفيقي في السيارة ، وملامح الامتنان تبدو جلية على تقاسيم وجهه ، وهو يتابع مبتهجاً حركات نفس شرطي المرور آنف الذكر..

    ردود فعل متباينة عشت أجواءها أو سببّت بعضها، خلال مروري من هذا المفترق متجهاً لعملي، اضطررت بعض الأحيان أن أستفز سائقاً، أو أنبه راكباً لحركات هذا الشرطي، وفي كل مرة كنت أشاهد رجلاً يؤدي عمله بإتقان، معه عرفت يقيناً معنى “يقف على ثغر من ثغور الوطن“، يوصل شمال المدينة بجنوبها، غالباً ما تستكين أبواق المركبات بمجرد وصولها عرينه، كمايسترو بلا عصا يهدهد بيديه نغماتها، يسمح لهذه بالمرور ولتلك بالعبور، فلا نكاد نسمع إلا عزف يديه بإشاراتها الدءوبة، وألحان الغبار المتطاير بين ذراعيه في كل استدارة وهرولة، جد وانتظام يجبرك أن تترجل من مركبتك احتراماً لقداسته.. وإجلالاً لاهتمامه بأوقات الناس ومشاغلهم..

    وفي داخلك توقن أنه يفعل ذلك كله لوجه الله لا يريد منا جزاء ولا شكوراً، فإشارات المرور الأخرى تكاد تكتظ بالشرطيين الذين يتخذون صندوق لوحة تحكم الإشارة الإلكتروني مضطجعاً ومتكئاً.. والانتظار ديدن كافة المركبات، والسخط والتذمر هو حال الواقف على الإشارة في أي وقت وحين.. معه لسنا بحاجة لأن نخترع روبوت آلي ينظم حركة السير، فذراعاه مدربتان على العمل ثماني ساعات متواصلة في كافة الاتجاهات..

    ما دعاني لكتابة كلماتي مشيداً بأنشط شرطي مرور رأيته في حياتي هو افتقادي له خلال الأسبوع الماضي، بعدما التقطت له صورة من مكاني في الكرسي الخلفي في السيارة، ولا أعرف له اسماً ولا مكاناً..

    مثل هؤلاء إن ذهبوا من حياتنا، هل لهم في الكون باك أو ناعٍ؟ ثم تراني أسائل من يحمل بين جنباته منطق النقد حرفة، ويزاول السب على
    البلد ومن فيها ومن عليها مهنة، هل تملك بين طيات لسانك مدحاً لرجل يعطي فيجزل، ويعمل فيتقن؟

    هذا نموذج حري بنا أن نشد على يديه، ونقلده وسام حماة الوطن وجنود البناء..

    على الأقل..
    نتذكر أنه ذات يوم..
    كان حريصاً على مواعيدنا..

    المصدر\http://www.khaledsafi.com/
    قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلو بعدي ابدا كتاب الله وعثرتي اهل بيتي)صحيح مسلم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    رد: أنشط شرطي مرور في غزة

    الله يخليلنا المرور ورجالها

    تعليق

    يعمل...
    X