أولاً هذا السؤال: ما هو آخر عمل تطوعي التزمت القيام به؟
غالباً الجواب: لا شيء.
لماذا مجتمعاتنا العربية الأفقر في مفاهيم التكافل الانساني؟ لا أعرف أسباباً مباشرة ودامغة، ولكن بالتأكيد هي نتاج خليط من التربية الأسرية والبيئة الاجتماعية والتعليم والخبرات الشخصية.
ذات السؤال طرحته على مجموعة من الطلاب في المرحلة الثانوية، مضيفاً لهم سؤالا عن مفهوم العمل التطوعي. بالتأكيد الأجوبة لم تكن مفاجئة، ولكنها كانت تأكيداً محزناً على مدى تفاعل الجانب الإنساني في حياتنا اليومية. ولكن ما يستحق الاهتمام أكثر أن غالبية شالطلاب رأوا في الاسهام المادي عملاً تطوعياً كافياً. ما يدفع بدوره الى سؤال آخر حول المدى الذي أضحت فيه قيمنا مادية بحتة مجردة من المشاعر.
العام الماضي ظهر الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو يزور أماكن فقيرة، واذا كان بعضنا صدم بوجود مثل هذه البقاع، فأكثرنا يعرف عن وجود مثلها في عدة أماكن في بلادنا.
مرة أخرى، لماذا لم نرَ شباناً تطوعوا بعد زيارة الملك بالذهاب الى هذه الأحياء وتنظيفها وطلاء جدارنها ومساعدة ساكنيها المتقدمين في السن الذين يعيشون بلا عائل، لماذا اكتفينا بالحزن دقيقة؟ وإخراج ما قسم الله من الجيب في أحسن الأحوال.
يقول فراس البليهد، 17 ربيعاً، الطالب في مدارس المملكة بالرياض «بالتأكيد أن التربية الأسرية والبيئة الاجتماعية عاملان مساعدان في غياب هذا النوع من المبادرات. فضلاً عن ضعف روح المبادرة عند الشباب. فلو قررنا يوماً كشبان الذهاب لتنظيف أحد الاحياء الفقيرة، ستجد العدد يتناقص سريعاً بين الراغبين في تقديم المساعدة، وبسرعة تنحسر الفكرة لمجرد دعم مادي يتم جمعه».
مجدل القحطاني، أيضاً طالب في المرحلة الثانوية، آخر عمل تطوع به هو توزيع المطويات الدينية وإفطار صائم، يقول «العمل التطوعي هو ما يتم عمله بدون التفكير في مردود من ورائه، والاكتفاء بفائدته الاجتماعية، مثل توزيع المطويات والكتب الخيرية والأشرطة الدينية التي تنفع الناس في أمور دينهم ودنياهم».
والحال أن الشبان ليسوا المسؤولين وحدهم عن قصور وعيهم بالعمل التطوعي ومجالاته، فكثير من القطاعات أيضاً مسؤولة، من مؤسسات صحية ودور رعاية ومؤسسات مدنية. مسؤولة لأنها لا تعترف بفتح المجال لهذا النوع من الاعمال في قطاعاتها صيفاً على سبيل المثال.
ما هي المهارة التي تحتاجها الفتاة أو الشاب للبقاء مع المرضى كبار السن في المستشفيات ومساعدتهم على القيام بأعمالهم البسيطة. ما الذي يمنع المراكز الصيفية أن تكون من ضمن برامجها ساعتان يومياً لزيارة دور الأيتام ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة. ما الذي يمنع شبان كل حي من التطوع لتنظيف جدران الحي وإعادة طلائها من العبارات السخيفة والرسومات التي تشوهها. ما الذي يمنع كثير من الاعمال الانسانية الحقيقية من الظهور على وجه المجتمع السعودي. لا شيء في العالم يساوي ابتسامة مغبون او مقهور أو بائس عرفاناً منه بمعروف قدمته له. ولا حتى التبرع بمئات الالوف تغني عن مشاركة انسان آلامه والاستماع اليه ومساعدته.
سؤال أخير فيه اختبار لمعلومات القارئ: ما هو المنهج التعليمي الثانوي الذي يحوي هذه الموضوعات.. مفهوم العالم الاسلامي وعوامل وحدته، جهود تحقيق الوحدة والتضامن الاسلامي، التحديات العصرية والغزو الفكري؟ أعلم أن البعض أجاب بأنه منهج التاريخ، وآخرين بأنه منهج الجغرافيا، ولكن الجواب الصحيح أنه منهج التربية الوطنية.
غالباً الجواب: لا شيء.
لماذا مجتمعاتنا العربية الأفقر في مفاهيم التكافل الانساني؟ لا أعرف أسباباً مباشرة ودامغة، ولكن بالتأكيد هي نتاج خليط من التربية الأسرية والبيئة الاجتماعية والتعليم والخبرات الشخصية.
ذات السؤال طرحته على مجموعة من الطلاب في المرحلة الثانوية، مضيفاً لهم سؤالا عن مفهوم العمل التطوعي. بالتأكيد الأجوبة لم تكن مفاجئة، ولكنها كانت تأكيداً محزناً على مدى تفاعل الجانب الإنساني في حياتنا اليومية. ولكن ما يستحق الاهتمام أكثر أن غالبية شالطلاب رأوا في الاسهام المادي عملاً تطوعياً كافياً. ما يدفع بدوره الى سؤال آخر حول المدى الذي أضحت فيه قيمنا مادية بحتة مجردة من المشاعر.
العام الماضي ظهر الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو يزور أماكن فقيرة، واذا كان بعضنا صدم بوجود مثل هذه البقاع، فأكثرنا يعرف عن وجود مثلها في عدة أماكن في بلادنا.
مرة أخرى، لماذا لم نرَ شباناً تطوعوا بعد زيارة الملك بالذهاب الى هذه الأحياء وتنظيفها وطلاء جدارنها ومساعدة ساكنيها المتقدمين في السن الذين يعيشون بلا عائل، لماذا اكتفينا بالحزن دقيقة؟ وإخراج ما قسم الله من الجيب في أحسن الأحوال.
يقول فراس البليهد، 17 ربيعاً، الطالب في مدارس المملكة بالرياض «بالتأكيد أن التربية الأسرية والبيئة الاجتماعية عاملان مساعدان في غياب هذا النوع من المبادرات. فضلاً عن ضعف روح المبادرة عند الشباب. فلو قررنا يوماً كشبان الذهاب لتنظيف أحد الاحياء الفقيرة، ستجد العدد يتناقص سريعاً بين الراغبين في تقديم المساعدة، وبسرعة تنحسر الفكرة لمجرد دعم مادي يتم جمعه».
مجدل القحطاني، أيضاً طالب في المرحلة الثانوية، آخر عمل تطوع به هو توزيع المطويات الدينية وإفطار صائم، يقول «العمل التطوعي هو ما يتم عمله بدون التفكير في مردود من ورائه، والاكتفاء بفائدته الاجتماعية، مثل توزيع المطويات والكتب الخيرية والأشرطة الدينية التي تنفع الناس في أمور دينهم ودنياهم».
والحال أن الشبان ليسوا المسؤولين وحدهم عن قصور وعيهم بالعمل التطوعي ومجالاته، فكثير من القطاعات أيضاً مسؤولة، من مؤسسات صحية ودور رعاية ومؤسسات مدنية. مسؤولة لأنها لا تعترف بفتح المجال لهذا النوع من الاعمال في قطاعاتها صيفاً على سبيل المثال.
ما هي المهارة التي تحتاجها الفتاة أو الشاب للبقاء مع المرضى كبار السن في المستشفيات ومساعدتهم على القيام بأعمالهم البسيطة. ما الذي يمنع المراكز الصيفية أن تكون من ضمن برامجها ساعتان يومياً لزيارة دور الأيتام ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة. ما الذي يمنع شبان كل حي من التطوع لتنظيف جدران الحي وإعادة طلائها من العبارات السخيفة والرسومات التي تشوهها. ما الذي يمنع كثير من الاعمال الانسانية الحقيقية من الظهور على وجه المجتمع السعودي. لا شيء في العالم يساوي ابتسامة مغبون او مقهور أو بائس عرفاناً منه بمعروف قدمته له. ولا حتى التبرع بمئات الالوف تغني عن مشاركة انسان آلامه والاستماع اليه ومساعدته.
سؤال أخير فيه اختبار لمعلومات القارئ: ما هو المنهج التعليمي الثانوي الذي يحوي هذه الموضوعات.. مفهوم العالم الاسلامي وعوامل وحدته، جهود تحقيق الوحدة والتضامن الاسلامي، التحديات العصرية والغزو الفكري؟ أعلم أن البعض أجاب بأنه منهج التاريخ، وآخرين بأنه منهج الجغرافيا، ولكن الجواب الصحيح أنه منهج التربية الوطنية.
تعليق