إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفارس الاخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفارس الاخير

    أما آن لهذا الفارس أن يترجل)
    كلمات أسماء بنت أبى بكر لإبنها
    المصلوب عبد الله بن الزبير

    هاهو يسقط
    من فوق حصانه
    مضرجا بالدماء

    كانت الريح شديدة
    والشمس قائظة
    والغبار يتصاعد الى السماء
    مغطيا وجه الكون
    بالعتمة والكآبة

    كانت الكلاب تنبح
    والعصافير تولى هاربة
    والأشجار تتشبث بالأرض
    والأفق يكتسى بغلالة سوداء

    وكان وجهه منيرا

    أسدل الستار
    ولىّ زمن البطولة
    وغادر الفرسان الساحة
    ونزل الممثلون من على الخشبة
    وما زال فوق صهوة جواده
    شاهرا سيفه
    تنزف منه الدماء



    بين الموت والحياة
    مسافة قريبة
    ولكنهما صورتين للنقيض
    فالحياة بعنفوانها
    وتدفقها
    ضجة وجلبة وصراع
    حزن وفرح وشقاء
    لكن الموت سكونا أبدى
    ضياع كامل
    وظلام سرمدى

    موته كان محتم
    وكانت نهايته وشيكة
    إبن موت
    هكذا قالت النبوؤة

    حينما تكاثروا عليه
    صوبوّا إليه سهامهم
    وأحقادهم السوداء
    فتسربل بالدماء

    الحياة ارتدت قناع الموت
    رائحة الموت إنتشرت فى المكان
    والمدى صار جحيما
    إكفهرّ وجه الكون
    وإصفرّ لون السماء
    وتحشرجت الروح فى الحلق
    والزبد الأبيض سال من الفم

    وجهه كان منيرا

    انفجر الدم شلالا
    وسال على الأرض
    إنتفض الجسد بعنف
    رافضا الموت
    متشبثا بالحياة
    ومقاوما للفناء

    حينما خارت قواه
    وخذله الرفاق
    وتدحرج الحصان على الأرض

    حينها
    حينها فقط
    مالت رقبته إلى الأسفل

    هذه الرقبة التي أبت أن تميل
    في أي وقت

    أيها المسكون دوما بالثورة
    المتطلع دائما الى الشرق
    حيث مطلع الحياة
    وإشراق الكون
    أيها الواقف على جبهة الشرف
    أيها الصامد دوما رغم الموت
    ستظل روحك الى الأبد
    كجمرة متقدة تحت الرماد
    تشع دفئا وحرارة
    لكل المقاتلين
    من أجل الوطن

    بوركت في كل كتاب
    وتسامت كلماتك
    ترسم الطريق للأجيال
    رمزا للحب
    والعدل
    والحرية

    تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني
يعمل...
X