تويت
الحمد لله رب العالمين القائل"فاصفح الصفح الجميل"والقائل"وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين القائل"من كظم غيظا وهو قادرعلى أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق
يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء "والقائل"لا حليم إلا ذو عثرة ، ولا حكيم إلا ذو تجربة"
والقائل"ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"والقائل ممتدحاً صاحبه أشج عبد القيس
رضي الله عنه "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله:الحلم والأناة ".
وبعد
الحلم صفة يحبها الله تعالى فبها يصفح المسلم عن المسلم ؛ وهي صفة مطلوبة بل لا يمكن أن يسير الركب رافعاً لواء الجهاد
وهذه الصفة غير موجودة بينهم ؛ لأن المعامع ومخالطة الناس بعضهم لبعضهم على اختلاف أطباعهم أمر يحتاج إلى حلم وصبركثير.
فالمسلمون لو انشغلوا فيما بينهم بالزلات والهفوات الحادثات لعطلوا المسير وفقدوا وحُرموا الخير الكثير فلابد أن يكون المسلم
حليماً متأنياً لا متعجلاً متسرعاً .
قال يوسف ابن أسباط رحمه الله تعالى علامة حسن الخلق عشر خصال:
الأولى:قلة الخلاف. الثانية:حسن الإنصاف. الثالثة:ترك طلب العثرات. الرابعة:تحسين ما يبدو من السيئات.
الخامسة:التماس المعذرة. السادسة:احتمال الأذى. السابعة:الرجوع بالملامة على النفس.
الثامنة:التفرد بمعرفة عيوب نفسه دون غيره. التاسعة طلاقة الوجه للصغير والكبير.العاشرة:لطف الكلام لمن دونه ولمن فوقه.أ هـ
قال محمود الوراق
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب *** وإن عظمت منه علي الجرائم
فما الناس إلا واحداً من ثلاثة *** شريف ومشروف ومثلي مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره *** واتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن *** إجابته عرضي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا *** تفضلت إن الفضل بالفضل حاكم
الحلم صفة محمودة تسموا بصاحبها إلى طيب الكلام ومعاملة الأنام بالإحسان ؛ فالحليم ينظر بعين الرحمة للآخرين
ولا يتسرع في اللوم والحكم عليهم ؛ فيحكم فيهم بما لا يناسب حالهم فيكون قد ظلمهم في أمر العدل أو حتى الصبر فيه أولى
فالحليم صبور شفوق محسن محب للمسلمين.
فالحليم كما قال صلى الله عليه وسلم:ذو عثرة ...أي أصبح حليماً بعد عثرة
الحليم الدائم الحلم الموصوف به؛ لا يصل إلى هذه المكرمة الطيبة إلا بعد عثرة فيكون قد وقع مع الآخرين فحلموا عليه
فجرب الحلم وقنع به وحمله وأصبح من أهله المعروفين به .
فهو يحب أن يسعد الناس كما أسعد هو من قبل فالحلم بين الناس والعفو وكثرة الإحسان خصال طيبة تعمل على تكثير الخير
واعتياده وألفته بين الناس.
فالحليم لا يتسرع في الحكم على الآخرين ولا في الرد عليهم ويصفح عمن وقع فيه فالحلم والصفح من أهم الصفات التي تجعل المسلمين
متماسكين مترابطين فيما بينهم .
وهذه صفات لابد أن تلازم المسلمين في حلهم وترحالهم ولابد أن تحيا بينهم كالهواء لا تفارقهم أبداً.
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه القيم مدارج السالكين:
وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل.
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه-يقول:الصبرالجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه؛
والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه؛والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه.أهـ
فعلينا إخواني الكرام أن يحلم بعضنا على بعض وألا ندع للشيطان وأوليائه مكاناً بيننا
ولا نفرحه ونشمته وأتباعه فينا وليكن شعارنا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.
قال تعالى
"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
17 شعبان 1432هـ
منقول من شبكة شموخ الاسلام
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين القائل"من كظم غيظا وهو قادرعلى أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق
يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء "والقائل"لا حليم إلا ذو عثرة ، ولا حكيم إلا ذو تجربة"
والقائل"ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"والقائل ممتدحاً صاحبه أشج عبد القيس
رضي الله عنه "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله:الحلم والأناة ".
وبعد
الحلم صفة يحبها الله تعالى فبها يصفح المسلم عن المسلم ؛ وهي صفة مطلوبة بل لا يمكن أن يسير الركب رافعاً لواء الجهاد
وهذه الصفة غير موجودة بينهم ؛ لأن المعامع ومخالطة الناس بعضهم لبعضهم على اختلاف أطباعهم أمر يحتاج إلى حلم وصبركثير.
فالمسلمون لو انشغلوا فيما بينهم بالزلات والهفوات الحادثات لعطلوا المسير وفقدوا وحُرموا الخير الكثير فلابد أن يكون المسلم
حليماً متأنياً لا متعجلاً متسرعاً .
قال يوسف ابن أسباط رحمه الله تعالى علامة حسن الخلق عشر خصال:
الأولى:قلة الخلاف. الثانية:حسن الإنصاف. الثالثة:ترك طلب العثرات. الرابعة:تحسين ما يبدو من السيئات.
الخامسة:التماس المعذرة. السادسة:احتمال الأذى. السابعة:الرجوع بالملامة على النفس.
الثامنة:التفرد بمعرفة عيوب نفسه دون غيره. التاسعة طلاقة الوجه للصغير والكبير.العاشرة:لطف الكلام لمن دونه ولمن فوقه.أ هـ
قال محمود الوراق
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب *** وإن عظمت منه علي الجرائم
فما الناس إلا واحداً من ثلاثة *** شريف ومشروف ومثلي مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره *** واتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن *** إجابته عرضي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا *** تفضلت إن الفضل بالفضل حاكم
الحلم صفة محمودة تسموا بصاحبها إلى طيب الكلام ومعاملة الأنام بالإحسان ؛ فالحليم ينظر بعين الرحمة للآخرين
ولا يتسرع في اللوم والحكم عليهم ؛ فيحكم فيهم بما لا يناسب حالهم فيكون قد ظلمهم في أمر العدل أو حتى الصبر فيه أولى
فالحليم صبور شفوق محسن محب للمسلمين.
فالحليم كما قال صلى الله عليه وسلم:ذو عثرة ...أي أصبح حليماً بعد عثرة
الحليم الدائم الحلم الموصوف به؛ لا يصل إلى هذه المكرمة الطيبة إلا بعد عثرة فيكون قد وقع مع الآخرين فحلموا عليه
فجرب الحلم وقنع به وحمله وأصبح من أهله المعروفين به .
فهو يحب أن يسعد الناس كما أسعد هو من قبل فالحلم بين الناس والعفو وكثرة الإحسان خصال طيبة تعمل على تكثير الخير
واعتياده وألفته بين الناس.
فالحليم لا يتسرع في الحكم على الآخرين ولا في الرد عليهم ويصفح عمن وقع فيه فالحلم والصفح من أهم الصفات التي تجعل المسلمين
متماسكين مترابطين فيما بينهم .
وهذه صفات لابد أن تلازم المسلمين في حلهم وترحالهم ولابد أن تحيا بينهم كالهواء لا تفارقهم أبداً.
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه القيم مدارج السالكين:
وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل.
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه-يقول:الصبرالجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه؛
والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه؛والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه.أهـ
فعلينا إخواني الكرام أن يحلم بعضنا على بعض وألا ندع للشيطان وأوليائه مكاناً بيننا
ولا نفرحه ونشمته وأتباعه فينا وليكن شعارنا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.
قال تعالى
"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
17 شعبان 1432هـ
منقول من شبكة شموخ الاسلام
تعليق