بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرًا ما قرأنا و سمعنا عن رحلات الباحثين في علم الحديث وأسفارهم التي طال بعدها ومدتها في سبيل تحصيل حديثٍ أو التحقق من شخصية راوٍ أو التأكد من مصدر المنقول والمرويِّ حتى تتجلى أمام الباحث صحة الحديث ومتنه وسنده وتراجم رجاله. ويعجب المرء من صبرهم وبذلهم حياتهم في سبيل ذلك. هكذا كان حالهم ولولا ذلك لانقطع عنا الكثير من الموروث الإسلامي ولاختلطت الدرر بالشوائب التي ليس لها أصل من الصحة والثبوت. لولا جهودهم لازدحمت أمّات كتبنا بالإسرائيليات والأحاديث المختلقة، ولا يغيب عن وعينا وإدراكنا ما يعنيه ذلك من ضياع عقيدة الأمة وانحرافها عن الحق الذي ارتضاه لها ربها. فبفضل الله ومنّه على عباده أن سخّر هؤلاء لخدمة هذا الدين ونحن اليوم نجني ثمار جهودهم ونبني عليها فهمنا وتكويننا لشخصياتنا الإيمانية والإسلامية مستندين في ذلك على العلم الذي نستلهمه من القرآن الكريم وما وصلنا من الكتب الإسلامية.
إن الناظر في حال الأمة اليوم وتشتتها النابع من اختلاف أفهام أبنائها اختلاف فرقةٍ وتنازع لا يصعب عليه أن يدرك الدور الذي لعبته الدسائس والإسرائيليات التي تتواجد في كثير من الكتب والمجلات وصفحات الشبكة العنكبوتية وغيرها من مصادر المعرفة التي بات كثير من أبناء المسلمين يعتمدها كما لو كانت فرقانا منزلا لا يحتمل خطأً ولا تشويهًا.
أخي المسلم/أختي المسلمة
كثيرًا ما تصلنا عبر البريد الالكتروني رسائل مصبوغة صبغة الدين والإسلام ويدعوك صاحبها أن ترسلها لمن تعرفهم ترغيبًا لك بالثواب الذي قام المرسل بحسابته بالأرقام أو بالترهيب بغضب الله وسخطه إن أنت لم ترسل الرسالة، فتقوم بحسن نيتك وسلامة قلبك وحبك لعمل الخير وأملك بأن تكون ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بنشر الرسالة دون التأكد من صحة الموضوع المنقول إليك –غالبا- ، فلنقف أخي عند هذا الأمر لوهلة ولنفكر، ماذا لو كان الموضوع المنقول صحيح حقا وهو منقول من مصادر موثوقة، تخيّل كم من الثواب الجزيل والعطاء الذي سيمن الله عليك به إن أنت أرسلت الموضوع بصدق نية وطمعا في الأجر والثواب.
ولكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك وكان الموضوع تتخلله أحاديث ملفقة أو إسرائيليات مفتراة أو ضلالات لبعض الفرق المنحرفة عن الفهم الإسلامي السليم؟ ماذا لو كان في الموضوع المنقول ما يغضب الله ويثير سخطه؟ ماذا لو كان فيه إساءة لذات الله أو إنتقاص من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل كنت لتنشر الموضوع إن ثبت كل هذا؟؟؟
أخي الكريم / أختي الكريمة
إن الاحتمال الثاني ليس ببعيد خاصة إذا أدركنا الحرب الغوغاء التي يشنها أعداء العقيدة على عقول الشباب المسلم ومحاولاتهم المستميتة لنزع العقيدة السليمة واستبدالها بضلالات ليس لها أساس من الصحة والثبوت. أو تقبل أن تكون الأداة التي يستعينون بها على تحقيق مبتغاهم ومرادهم؟؟
أخي المسلم / أختي المسلمة
يا من إذا فتح أمامه باب الخير تأهب للكيل منه بلا كلل ولا ملل، يا من إذا ما تطاول أحدهم على الله أو نبيه أو دينه الذي حفظه لنا تحركت كالليث رافعا سيف الحق في وجهه قاطعا دابره هلا وقفت عند ما يصلك من رسائل لوهلة وفكرت قليلا في مضمونها وتحققت من صحتها وثبوتها. أذكرك ونفسي بالجهود التي بذلها من سبقنا وما آل لدينا من كتب الحديث التي لا يلزمنا إلا الاطلاع عليها والبحث بين صفحاتها وهي الآن مصنفة مبوّبة لها فهرس يسهل الوصول إلى الحديث الذي تبغي التأكد من صحته فلا يلزمك عبور الصحراء ولا امتطاء أمواج البحار ولا السير شهورا طوال. هذا من فضل ربي تبارك ذو الجلال والإكرام علم ضعف عزيمتنا وكسلنا وتراخينا فمن علينا بما يعيننا ويحفظ لنا ديننا.
هذه بعض المواقع الموثوقة المتخصصة في الحديث الشريف أضعها بين أيديكم لتكون لكم معينة على التحقق من صحة الأحاديث قبل تناقلها وإلا فلكم الخيرة بالرجوع إلى كتب الحديث إن تيسّر لكم ذلك بارك الله في شباب المسلمين وشاباتهم وسخرهم في خدمة دينه وإعلاء كلمته.
http://www.dorar.net/mhadith.asp
http://hadith.al-islam.com/
http://www.alawfa.com/
بقلم وريشة:
هداية
كثيرًا ما قرأنا و سمعنا عن رحلات الباحثين في علم الحديث وأسفارهم التي طال بعدها ومدتها في سبيل تحصيل حديثٍ أو التحقق من شخصية راوٍ أو التأكد من مصدر المنقول والمرويِّ حتى تتجلى أمام الباحث صحة الحديث ومتنه وسنده وتراجم رجاله. ويعجب المرء من صبرهم وبذلهم حياتهم في سبيل ذلك. هكذا كان حالهم ولولا ذلك لانقطع عنا الكثير من الموروث الإسلامي ولاختلطت الدرر بالشوائب التي ليس لها أصل من الصحة والثبوت. لولا جهودهم لازدحمت أمّات كتبنا بالإسرائيليات والأحاديث المختلقة، ولا يغيب عن وعينا وإدراكنا ما يعنيه ذلك من ضياع عقيدة الأمة وانحرافها عن الحق الذي ارتضاه لها ربها. فبفضل الله ومنّه على عباده أن سخّر هؤلاء لخدمة هذا الدين ونحن اليوم نجني ثمار جهودهم ونبني عليها فهمنا وتكويننا لشخصياتنا الإيمانية والإسلامية مستندين في ذلك على العلم الذي نستلهمه من القرآن الكريم وما وصلنا من الكتب الإسلامية.
إن الناظر في حال الأمة اليوم وتشتتها النابع من اختلاف أفهام أبنائها اختلاف فرقةٍ وتنازع لا يصعب عليه أن يدرك الدور الذي لعبته الدسائس والإسرائيليات التي تتواجد في كثير من الكتب والمجلات وصفحات الشبكة العنكبوتية وغيرها من مصادر المعرفة التي بات كثير من أبناء المسلمين يعتمدها كما لو كانت فرقانا منزلا لا يحتمل خطأً ولا تشويهًا.
أخي المسلم/أختي المسلمة
كثيرًا ما تصلنا عبر البريد الالكتروني رسائل مصبوغة صبغة الدين والإسلام ويدعوك صاحبها أن ترسلها لمن تعرفهم ترغيبًا لك بالثواب الذي قام المرسل بحسابته بالأرقام أو بالترهيب بغضب الله وسخطه إن أنت لم ترسل الرسالة، فتقوم بحسن نيتك وسلامة قلبك وحبك لعمل الخير وأملك بأن تكون ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بنشر الرسالة دون التأكد من صحة الموضوع المنقول إليك –غالبا- ، فلنقف أخي عند هذا الأمر لوهلة ولنفكر، ماذا لو كان الموضوع المنقول صحيح حقا وهو منقول من مصادر موثوقة، تخيّل كم من الثواب الجزيل والعطاء الذي سيمن الله عليك به إن أنت أرسلت الموضوع بصدق نية وطمعا في الأجر والثواب.
ولكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك وكان الموضوع تتخلله أحاديث ملفقة أو إسرائيليات مفتراة أو ضلالات لبعض الفرق المنحرفة عن الفهم الإسلامي السليم؟ ماذا لو كان في الموضوع المنقول ما يغضب الله ويثير سخطه؟ ماذا لو كان فيه إساءة لذات الله أو إنتقاص من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل كنت لتنشر الموضوع إن ثبت كل هذا؟؟؟
أخي الكريم / أختي الكريمة
إن الاحتمال الثاني ليس ببعيد خاصة إذا أدركنا الحرب الغوغاء التي يشنها أعداء العقيدة على عقول الشباب المسلم ومحاولاتهم المستميتة لنزع العقيدة السليمة واستبدالها بضلالات ليس لها أساس من الصحة والثبوت. أو تقبل أن تكون الأداة التي يستعينون بها على تحقيق مبتغاهم ومرادهم؟؟
أخي المسلم / أختي المسلمة
يا من إذا فتح أمامه باب الخير تأهب للكيل منه بلا كلل ولا ملل، يا من إذا ما تطاول أحدهم على الله أو نبيه أو دينه الذي حفظه لنا تحركت كالليث رافعا سيف الحق في وجهه قاطعا دابره هلا وقفت عند ما يصلك من رسائل لوهلة وفكرت قليلا في مضمونها وتحققت من صحتها وثبوتها. أذكرك ونفسي بالجهود التي بذلها من سبقنا وما آل لدينا من كتب الحديث التي لا يلزمنا إلا الاطلاع عليها والبحث بين صفحاتها وهي الآن مصنفة مبوّبة لها فهرس يسهل الوصول إلى الحديث الذي تبغي التأكد من صحته فلا يلزمك عبور الصحراء ولا امتطاء أمواج البحار ولا السير شهورا طوال. هذا من فضل ربي تبارك ذو الجلال والإكرام علم ضعف عزيمتنا وكسلنا وتراخينا فمن علينا بما يعيننا ويحفظ لنا ديننا.
هذه بعض المواقع الموثوقة المتخصصة في الحديث الشريف أضعها بين أيديكم لتكون لكم معينة على التحقق من صحة الأحاديث قبل تناقلها وإلا فلكم الخيرة بالرجوع إلى كتب الحديث إن تيسّر لكم ذلك بارك الله في شباب المسلمين وشاباتهم وسخرهم في خدمة دينه وإعلاء كلمته.
http://www.dorar.net/mhadith.asp
http://hadith.al-islam.com/
http://www.alawfa.com/
بقلم وريشة:
هداية
تعليق