حوار بين طالب جامعي و بائع الخضار
فلسطين اليوم – غزة "خاص"
يسأل الشاب رامي، و هو في العشرينات من العمر و يعمل بائع خضار رفيقاً له: خلصت دراستك الجامعية؟ فيرد إبراهيم و يقول أجلت الفصل لأني مش مستعجل.. أنت شايف الوظيفة واقفة على باب البيت..، فيجيبه رامي: أنا تخرجت و ها أنا اعمل بائع خضار..
هذا هو حال آلاف الطلبة الخريجين من الجامعات الفلسطينية، سواء في الضفة أو غزة الذين ينضمون في كل عام لقائمة طويلة من العاطلين عن العمل.
لينا السعافين، 28 عاماً من غزة، تحدثت لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية عن معاناة الخريجين و أحلامهم التي تتحطم شيئاً فشيئاً، حيث تقول:" تخرجت من كلية الصحافة و الإعلام بجامعة الأقصى بمعدل جيد جداً، طرقت أبواب المكاتب والمؤسسات بحثًا عن وظيفة طالما حلمت بها طيلة أربع سنوات من الدراسة والسهر والتعب، على أمل أن أجد من يلقي نظرة في أوراقي و شهادات الدورات التي أخذتها"
دور الواسطة
و تصمت لينا قليلاً ثم تواصل الحديث:"إن الواسطة تلعب دوراً مهماً في توفير فرص عمل لبعض الخريجين، أما من لا يجد من يتوسط له، فعليه أن يقف في طابور الانتظار في مكاتب العمل ومكاتب الوكالة عله يجد فرصة عمل قد تكون فراشاً في احد المؤسسات أو المدارس، أو كناساً في الشوارع كما يحصل مع الشباب"
ويصل عدد الخريجين سنويا إلى 12 ألف خريج من مختلف الجامعات الفلسطينية، وتبلغ نسبة العاملين منهم 25% والعاطلين عن العمل 75% حسب إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني.
الحزبية
أحمد عمران من بلدة دورا بالخليل المحتلة، و بنبرة حزينة قال:" تخرجت من كلية التربية من جامعة النجاح الوطنية قبل ثلاث سنوات بتقدير ممتاز، و حلمت بإيجاد وظيفة فور تخرجي،و لم أترك مؤسسة إلا وحاولت تقديم طلب توظيف لديها، إلا أنني لم أجد صدى لصوتي لحتى الآن"، مشيراً إلى أن الانتماءات السياسية و دور الواسطة لها دور في انعدام فرص العمل لآلاف الخريجين.
شروط تعجيزية
و يضيف عمران: أن بعض المؤسسات الحكومية و الخاصة تضع شروطاً تعجيزية أمام الخريجين، كطلب إرفاق شهادات خبرة مع طلب الوظيفة، متسائلاً: من أين نأتي بشهادات الخبرة ما دامت هذه المؤسسات ترفضنا وتقلل من قدراتنا وتضع أمامنا شروطاً قياسية للتوظيف؟"
و طالب عمران المؤسسات الفلسطينية في القطاع العام و الخاص بإعادة النظر في سياسة التوظيف لديها، بحيث يتم استيعاب الكفاءات و ذوي القدرات الوظيفية،و أن يضعوا جانباً الحزبية و الواسطة لإنقاذ هذه الشريحة من اليأس الذي يعيشون فيه ما يجعلهم فريسة سهلة للهجرة التي تستقطبهم، مؤكداً أن الهجرة أصبحت طموح الكثير من الشباب، متسائلا:"إذا هاجرت الدماغ البشرية من سيبقى في الوطن؟"
تعليق