المسجد الأقصى و صمت المسلمين
مضت سنوات عجاف أربعون، و المسجد الأقصى ما زال مكبلاً بأغلال الأسر و قيود الإحتلال، إتخذ اليهود من هدمه شعاراً و من إقامة صرح كاذب مكانه هدفاً يسيرون إليه بخطى وطيدة، يعملون ليلاً و نهاراً بلا كلل و لا ملل ليروه واقعاً ماثلاً على أرض أسري إليها نبي الإسلام صلى الله عليه و سلم و منها عرج إلى السماء .. أما المسلمون أبناء الأقصى فلا يسمع منهم إلا شعارات رفعوها (الأقصى يئن)و (الأقصى يستصرخكم أيها المسلمون) و (الأقصى في خطر) و لكنها ما لامست قلوبهم!! و ما وجدت فيها حمية و حباً لتجعل فك قيود القدس و الأقصى هدفاً و شعاراً يتحول إلى فعل كما يفعل اليهود!!
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) نزعم أننا مؤمنون و الإيمان هو قول و عمل و لكنا قلنا الكثير و ما فعلنا الا القليل و ما زال الأقصى أسير، فهل نحن مؤمنون حقا؟!
إختلقنا لأنفسنا أعذاراً ورددنا قول أصحاب الهمم الضعيفة (إننا مغلبون على امرنا)، و ليتنا تعلمنا من المسلمين الأوائل كيف تكون الهمم و كيف تخترق الصعاب لتحرير بيت المقدس، و ليتنا عرفنا قدره كما عرفوه هم..
جهِلنا قدر أقصانا و قيمته في شرعنا، و غفلنا عن معان عميقة في قولنا (أولى القبلتين) و (ثاني المسجدين) و (إليه كان مسرى نبينا صلى الله عليه و سلم و منه كان معراجه إلى السماء السابعة) و ما عاد يؤثر فينا أن الأرض التي (ما فيها موضع شبر إلا سجد عليه نبي أو ملك أو عبد صالح) يدنسها اليهود الصهاينة كل يوم
و بالغنا في جهلنا حتى أصابتنا الحيرة فما عدنا نعرف ما هو الاقصى، فضاعت حقيقة أن الأقصى أرض واسعة يحيطها سور يقف أمام الهجمات يحميه لا جزء صغير منه تعتليه قبة ذهبية أو رصاصية! فأصبح جهلنا أعظم خطر و أكبر معين للصهاينة على تحقيق أحلامهم الزائفة
فكفانا تخاذلا ليس لمقدستنا فحسب بل لكل شبر يئن من أرض المسلمين المغتصبة، لقد آن لنا أن ننفي عن أجسادنا العجز والكسل، وعن قلوبنا الجبن والبخل، و أن ننهض لنأخذ سهما من كنانة الإيمان فنرمي بها الشيطان سهما لطاعة الله وحبيبه عليه الصلاة و السلام، فنعمل بأقصى طاقاتنا لأنا سنحاسب على العمل والنية وليس على النتيجة.. بأيدينا الكثير لننصر مسجدنا و نفك قيده بصبرنا على مشاق درب تحريره:
أولاً:: فهم القضية فهماً صحيحة، و معرفة قيمة المسجد الأقصى المبارك و مكانته في الإسلام، و التعرف إلى حقيقة المسجد الأقصى و أنه أرض مقدسة مباركة من عند الله لا تضيع قدسيتها بإحتلالها و لا بتدمير مبانيها، فأساس العمل العلم و الإيمان و الفهم
ثانيا:: نشر الفهم الصحيح للقضية عن بينة و بصيرة بين عامة المسلمين و خاصتهم لتكوين وعي عام في هذه الأمة يقودها إلى واجبها في نصرة مسجدها، و ليكون الإهتمام بهذا المسجد الأسير قضية تشغل المسلمين في كل حين و ليس رد فعل و ثورة لبضعة أيام على إعتداء يعلن عنه و ما خفي أعظم و أخطر
ثالثا:: إصلاح النفس و تقويم عوجها فلا يعقل أن يكون فاتح بيت المقدس ممن يتكاسلون عن صلاة الفجر أو يبخلون بصدقة أو تبرع؟ و كذلك العمل على إصلاح المجتمع من حولنا لنكون أهلاً لتحرير بيت الله المقدّس، و تنشئة الجيل القادم ليجعل الأقصى بين عينيه
رابعا:: مقاطعة العدو إقتصادياً و فكرياً فهذا سلاح فعال يخافه الأعداء و إن جهل بعضنا أثره
خامسا:: التبرع بالمال، و إن قلّ، وبكل ما تستطيع من وقت أو جهد لنشر القضية و تذكير المسلمين بواجبهم نحوها
سادسا:: الدعاء و هو سهم لا يخطيء، و هذه الوسائل لن تأتى إلا من أناس صادقين في أقوالهم وأفعالهم ووعودهم
سابعا:: المشاركة في الاعمال والنشاطات التي تدعم المسجد الاقصى المبارك .. مثل هذه المسابقة
http://islam.gov.kw/thaqafa/topics/c....php?cat_id=26
أرأيت رجلاً أحاط المرض بإبنه من كل جانب، أيتركه أم يسهر على راحته ( و هذا قيام الليل) و يدعو له من القلب و يعمل بجد ليأتي له بالدواء، و يتقرّب إلى الله في السر والعلن حتى يشفى فلذة كبده.. أفيعجز المسلمون عن فعل ذاك لأجل أقصاهم الأسير؟!
بقلم وريشة:
هداية
تعليق