إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دليل المسجد الأقصى المبارك

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ولقد لعبت المدرسة الأمينية دوراً هاماً في تنشيط الحركة العلمية والحضارية في القدس الشريف، حيث اشتهر من شيوخها وناظريها في الفترة المملوكية الشيخ إبراهيم بن أبي بكر الموصلي (18) والذي تم تعيينه وفق مرسوم سلطاني موقع من نائب السلطنة في دمشق حسب ما كان متبعاً في الفترة المملوكية .
    وأما في الفترة العثمانية فقد كان حاكم القدس الشرعي الذي يقوم بالتعيينات السلطانية لوظفتي المشيخة والتدريس في المدرسة الأمينية كما هو الحال في المدارس الأخرى في القدس الشريف، حيث اشتهر من شيوخها في الفترة العثمانية الشيخ عبدالله بن الشيخ يوسف الذي تم تعيينه فيها سنة 1080 هجرية، وكذلك الشيخ محمد أسعد الإمام الحسيني وعدد من أقربائه الشيوخ الذين عينوا في وظيفة التولية والنظر والمشيخة على المدرسة الأمينية في سنة 1281 هجرية (19) .
    وتعتبر المدرسة الأمينية وقفاً ذرياً لآل الإمام حيث يسكن فيها حالياً الشيخ أسعد الإمام الذي حرص على الحفاظ عليها والمرابطة فيها أسوة بأجداده الذين سبقوه والمدفونين في غرفة الضريح الواقع في الطابق الأرضي للمدرسة، نذكر منهم (20): جدهم الأكبر ضياء الدين محمد أبو عيسى الهكاري والشيخ عبد الرحيم الإمام وكذلك الشيخ محمد شمس الدين الإمام وغيرهم .

    الرواق الغربي

    وهو الذي يقوم في الجهة الغربية للحرم الشريف ممتداً من الشمال (باب الغوانمة) إلى الجنوب (باب المغاربة)، والذي يتألف من سلسلة عقود حجرية أقيمت على دعامات حجرية متتابعة، غطيت بسلسلة من الأقبية المتقاطعة، والذي تخللها أبواب الحرم الشريف السبعة ومئذنتي باب الغوانمة وباب السلسلة .
    وقد تم إنشاء هذا الرواق في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون خلال فترة سلطنته الثانية (698-708 هجرية/ 1299-1309 ميلادية) والثالثة (709-741 هجرية/ 1309-1340 ميلادية)، والذي قام بتعميره على فترات متتابعة ما بين (707 –737 هجرية/ 1307-1336 ميلادية)، حيث تم إنجاز القسم الأول منه (الشمالي) في سنة 707 هجرية وذلك حسب النقش التذكاري الموجود بباب الناظر (21) .
    الثاني (الجنوبي) في سنة 713 هجرية/ 1313 ميلادية وذلك حسب النقش التذكاري الموجود بباب السلسلة والذي جاء فيه ما نصه (22) :
    ((بسم الله الرحمن الرحيم أنشئ هذا الرواق/ في أيام مولانا السلطان الملك الناصر الدنيا/ والدين محمد بن السلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون أعز الله/ أنصاره بنظر الأمير شرف الدين موسى بن حسن الهدباني في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة)) .
    وأما القسم الأوسط فقد تم إنشاؤه في سنة 737 هجرية/ 1336 ميلادية وهو تاريخ إنشاء باب القطانين (23) الذي هو جزء لا يتجزأ من القسم الأوسط من الرواق .
    ومن الجدير بالإشارة إلى أنه قد جرى على الرواق الغربي بكامله ترميمات وإصلاحات عديدة في الفترة العثمانية .
    وتقوم في الرواق الغربي فضلاً عن الأبواب والمآذن، خمس من المدارس الدينية والتي جاءت على الترتيب من الشمال إلى الجنوب كالآتي: (24)

    1) المدرسة المنجقية: (دليل الموقع – 25)
    الواقعة بباب الناظر فوق الرواق الغربي للحرم الشريف والتي تم إنشاؤها على يدي الأمير سيف الدين منجك في سنة 762 هجرية/ 1361 ميلادية، وهي اليوم مقر دائرة الأوقاف الإسلامية العامة .
    2) المدرسة الأرغونية: (دليل الموقع – 26)
    الواقعة بباب الحديد (باب أرغون) في الرواق الغربي للحرم الشريف والتي تم إنشاؤها على يدي الأمير أرغون الكاملي في سنة 759 هجرية/ 1358 ميلادية وأكملت عمارتها على يدي الأمير ركن الدين بيبرس السيفي في نفس التاريخ، وتعرف اليوم بدار العفيفي .
    3) المدرسة الخاتونية: (دليل الموقع – 27)

    الواقعة إلى الجنوب من المدرسة الأرغونية، والتي أنشأتها وأوقفتها السيدة أغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف الدين القازانية البغدادية في سنة 755 هجرية/ 1354 ميلادية ثم أكلمت عمارتها على يدي السيدة أصفهان شاه بنت الأمير قزان شاه في سنة 782 هجرية/ 1380 ميلادية، وتعتبر هذه المدرسة إحدى المدارس التي أنشئت على يدي الأمراء والسلاطين في القدس والتي لم يتعدى عددها عن الثلاث مدارس، وتعرف اليوم بدار الخطيب .

    4) المدرسة العثمانية: (دليل الموقع – 28)

    الواقعة بباب المطهرة إلى الشمال من المدرسة الأشرفية فوق الرواق الغربي للحرم الشريف والتي تم إنشاؤها ووقفها على يدي السيدة أصفهان شاه خاتون ابنة الأمير محمد الشهيرة بخاتم وذلك في سنة 840 هجرية/ 1437 ميلادية، وتعرف اليوم بدار الفتياني .
    هذا وقد ارتأينا أن نعرض المدرسة الأشرفية كنموذجاً للمدارس الواقعة في الرواق الغربي للحرم الشريف، وذلك لما احتوته من زخم معماري وزخرفي الذي جاء ليعكس تطور العمارة المملوكية في القدس .

    المدرسة الأشرفية: (دليل الموقع – 29)

    لقد وصفت المدرسة الأشرفية بالجوهرة الثالثة في الحرم الشريف، بعد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك .
    تقع المدرسة الأشرفية في الرواق الغربي للحرم الشريف بين بابي السلسلة والمطهرة، حيث يدخل إليها من خلال مدخلها الرئيسي الواقع في الطرف الجنوبي لها والذي تتقدمه قوصرة أو سقيفة ما زالت تبهر الزائرين بعناصرها وزخارفها المعمارية .
    يتألف مبنى المدرسة الأشرفية من طابقين: الأرضي والأول، حيث يتكون الطابق الأرضي من المدخل الرئيسي والسقيفة التي تتقدمه والدركاه المؤدية إلى السلم الحجري الذي يتوصل بواسطته إلى الطابق الأول، والقاعة الرئيسية التي فتح في كل من جهتيها الشمالية والشرقية باباً يؤدي إلى ساحة الحرم الشريف، ويقوم إلى الغرب من هذه القاعة وعلى صف واحد أربع من الغرف الصغيرة، ويستخدم الطابق الأرضي جميعه اليوم كمقر لمكتبة المسجد الأقصى المبارك .
    وأما الطابق الأول فيتوصل إليه من خلال السلم الحجري المؤدي إلى ساحة مستطيلة الشكل (تقوم فوق المدرسة البادية) والتي تتقدم المدخل الذي كان يؤدي إلى الطابق الأول، حيث نشاهد اليوم بقايا معمارية تشير إلى عناصر هذا المدخل الذي تهدم وأغلق بصورة عشوائية في فترة لاحقة .
    ومن خلال البقايا الأثرية والمعمارية للطابق الأول والتي بقيت بعد تهدم المدرسة جراء هزة أرضية عنيفة حدثت في فترة لاحقة يتضح لنا أنه كان يتألف من أربعة أواوين (جمع إيوان) يتوسطها صحناً مفتوحاً (فناء): الإيوان الجنوبي وهو أكبرها وقد توسط في جداره القبلي محراب جميل، والإيوان الشمالي والإيوان الشرقي الذي يطل على ساحة الحرم الشريف والإيوان الغربي المقابل له في الجهة الغربية .
    هذا وقد جاء وصف الطابق الأول عند مجير الدين بما نصه (25) :
    (( .. وعند انتهاء السلم باب يدخل منه إلى باحة سماوية مفروشة الأرض بالبلاط الأبيض (المقصود المستطيلة الشكل) ، ويصدر هذه الساحة من جهة الشمال باب مربع يدخل منه إلى دركاه لطيفة بها عن يمنة الداخل دهليز (ما زال باقياً) يتوصل منه إلى المدرسة (المقصود الطابق الأول). وهذه المدرسة العلوية (هي الطابق الأول من المدرسة الأشرفية) تشمل على أربعة أواوين متقابلة: القبلي منها وهو الأكبر بصدره محراب وبجانب المحراب من جهة الشرق شباكان مطلان على المسجد الشريف (أي المسجد الأقصى المبارك) ومن جهة الغرب شباكان مطلان على السلم المتوصل منه إلى المدرسة (أي الطابق الأول) وبالإيوان المذكور من جهة الشرق ثلاثة شبابيك مطلة على المسجد (المقصود الحرم الشريف) إلى جهة صحن الصخرة الشريفة ويقابلها ثلاثة شبابيك على صحن المدرسة .
    والإيوان الشمالي به شباكان مطلان على المسجد الشريف (أي ساحة الحرم الشريف) من جهة الشمال وشباكان من جهة الشرق .
    والإيوان الشرقي، به ثلاثة قناطر على عمودين من الرخام وعلوها قميات من الزجاج الإفرنجي في غاية البهجة والإتقان .
    ويقابله الإيوان الغربي وبه شباك مطل على صحن المدرسة، مفروش أرض جميع ذلك بالرخام الملون وحيطان ذلك مستدير عليها الرخام والسقف على جميع ذلك من الخشب المدهون بورق الذهب واللازورد وهو في غاية الإحكام والإتقان والارتفاع .
    … وبالمدرسة المشار إليها من آلات البسط والقناديل ما هو في غاية الحسن مما لا يوجد في غيرها، وعلى ظاهرها (أي سطحها الخارجي) الرصاص المحكم كظاهر المسجد الأقصى الشريف .
    ومن أعظم محاسنها كونها في هذه البقعة الشريفة ولو بنيت في غير ذلك المحل لم يكن عليها الرونق الموجود عليها ببنائها فإن الناس كانوا يقولون قديماً: مسجد بيت المقدس به جوهرتان هما قبة الجامع الأقصى وقبة الصخرة المشرفة .
    قلت: وهذه المدرسة صارت جوهرة فإنها من العجائب في حسن المنظر ولطف الهيئة والله الموفق)) .
    وقد امتازت المدرسة الأشرفية بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية حتى غدت متحفاً في تاريخ العمارة المملوكية في القدس (راجع ما كتب عن مميزات العمارة المملوكية سابقاً)، حيث وضع المعماري المملوكي كل ما في جعبته من عناصر، في مدخلها، في مدخلها الرئيسي والسقيفة التي تتقدمه، حيث اشتملت هذه العناصر على صفوف الحجارة المشهرة (الملونة باللونين الأحمر والأبيض المتتالية) والمقرنصات الركنية المزخرفة والصنج المعشقة واللوحات الرخامية المزخرفة بالزخارف النباتية والهندسية والشريط الكتابي الذي يشير إلى تاريخ عمارتها واسم مؤسسها حيث جاء فيه ما نصه:


    (( أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة الإمام الأعظم والملك المكرم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قيتباي عز نصره/ وكان الفراغ من ذلك من شهر رجب سنة سبع وثمانين وثمانمائة)) .

    هذا ولم يقل مستوى العناصر المعمارية والزخرفية في الطابق الأول عنه في المدخل الرئيسي، بل قل يزيد، وحسبنا الوصف الذي قدمه مجير الدين لنا والذي ذكرناه أعلاه. ومن الجدير بالإشارة هنا إلى قيام أحد الباحثين بوضع تصور للطابق الأول معتمداً على ما وصف مجير الدين بالدرجة الأولى وعمائر السلطان قايتباي بالقاهرة (26) .
    تاريخ المبنى :
    يعود تاريخ عمارة المدرسة الأشرفية للمرة الأولى في عهد السلطان الملك الظاهر خشقدم (865-872 هجرية/ 1461-1467 ميلادية)، وقد حال دون إتمامها وفاة السلطان خشقدم في سنة 872 هجرية (27) .
    هذا ولم يكن بناء المدرسة في هيأته الحالية، وإنما كان عادياً مثل معظم المدارس المملوكية في القدس .
    وعندما زار السلطان الملك الأشرف قايتباي (872-901 هجرية/ 1468-1496 ميلادية)، القدس سنة 880 هجرية والذي اشتهر بولعه بالعمارة والبناء، لم تعجبه هيئة المدرسة الخشقدمية، فأمر بهدمها وإعادة بنائها من جديد بوضع يتناسب وعظمة الحرم الشريف، حيث تم الفراغ من بنائها في سنة 887 هجرية/ 1482 ميلادية، وذلك وفق ما جاء في الشريط الكتابي المذكور أعلاه .
    هذا وقد أوقف على المدرسة الأشرفية وقوفات كثيرة (28) ، اشتملت على أراض ومبان عديدة وذلك لتوفير المخصصات اللازمة للصرف عليها: فقد كان فيها ما يزيد عن (22) وظيفة، فضلاً عن إيواء وإطعام ثلاثين صوفياً دفعة واحدة. وقد لعبت المدرسة الأشرفية دوراً هاماً في تنشيط الحركة العلمية في الحرم الشريف في الفترتين المملوكية والعثمانية، (29) ، حيث اشتهر من مشايخها الشيخ شهاب الدين العميري الذي أقر على مشيختها سنة 876 هجرية، وشيخ الإسلام الكمالي أبن أبي شريف الذي عين على مشيختها سنة 880 هجرية بعد وفاة الشيخ العميري (30) .

    تعليق


    • #17
      وعليك السلام ورحمة الله وبركاته...

      بارك الله بك وبجهودك أخي أبو فؤاد في ميزان حسناتك إن شاء الله...

      سيكون مرجع قيم لنا جزاك الله خيرا ووفقك الله...

      تعليق


      • #18
        بارك الله بك وبجهودك أخي أبو فؤاد في ميزان حسناتك

        تعليق

        يعمل...
        X