بدأت تسرد حكايتها: "عقلي لا يتذكر شيئا آخر سوى ما حدث، كله في ذاكرتي ولا أنساه ولن انساه ما حييت انا أم جمعت أشلاء أبنائها كيف سأنسى ذلك".
تابعت تحلم في مكان غير المكان، تقول لمراسلة "معا" خضرة حمدان التي زارتها في بيت لاقاربها بعد أن دمر العدوان بيتها: "راكان إبني كان أشلاء لا يدين ولا رجلين ولا وجه حتى، ما ذبحني انني لم استطع اخلائه من المنزل فدمره الاحتلال فوقه وفوق زوجي محمد الشهيد، فداء بنيتي كانت مثل القمر يا الله شو كنتي جميلة يا فداء تمزقت ملابسها عليها، جسدها تمزق إلى قطع ماتت بين يدي، اما ابراهيم الأكبر فقد لممته في بطانية واخذته معي الى بيت الجيران، وحملنا زوجة ابني ايمان كانت مقطعة الأطراف ووجها مشوه وهي تطالبني ان نحضر الاسعاف".
لمن يبحث عن حقائق الحرب على غزة عليه ان يزور هذه السيدة الباقية على قيد الحياة، ليسمع كيف فقدت عائلتها ومكثت بقرب ابنائها الشهداء تنام لياليها تحت القصف والنيران وتحتضنهم في نهارها الى ان طردها الاحتلال من المكان والتفتت لترى الجرافة تجرفهم وهذا ما يذبحها انها لم تدفنهم بيديها.
خمسة من عائلتها فقدت الأم ليلى حسين نصار "ام ابراهيم العر" هي تبلغ من العمر اربعين عاما كل اعوامها تلاشت أمام آلاف المرات التي ماتت بها تحتضن اشلاء أبنائها لخمسة ايام حوصرت خلالها بالمكان حيث الخط الشرقي الى الشرق من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، لكل الآهات التي أطلقتها الجريحتان فداء ( 19 عاما) والكنة ايمان ( 26 عاما) والام ام ابراهيم العر، لكل لحظاتها التي تعيشها الآن مصدومة مقهورة تتذكر جراح اطفالها وآهاتهم وكيف لملمت أشلاءهم واحتضنهم ليلها ونهارها، لهذا كله ولأكثر يجب الا تعود الحرب ويجب ان يحاكم المحتلون على ما اقترفوا.
راكان اربعة اعوام فقط، ابراهيم (12 عاما) فداء ( 19 عاما) وايمان الكنة ( 26 عاما) والاب محمد صرخ باحد الجيران من على قرب المنزل المتواضع: "ابنائي ماتوا يا عالم هل هناك من يتصل بالاسعاف، ارجوكم اننا نموت" صاروخ واحد وهم فارين على عربة يجرها حمار حيث يقطنون ملاصقين لمقبرة الشهداء شرقي جباليا كان الصاروخ كفيلا بأن يصيب ابنه الاكبر ناهض الذي زحف مسافة طويلة حتى وصل الى شارع صلاح الدين وهناك نقلته عربة الى مستشفى كمال عدوان، الا انه قبل ان يبلغ نهاية الشارع اختبأ لدى جاره القريب هناك لحقت به امه تحمل الزوجة ايمان والشقيق ابراهيم والابنة فداء.
قال لها ناهض: "يا امي كيف هم اخوتي" اجابت: "يا بني ها هم امامك ابراهيم لممت اشلاءه وفداء ها هي لم تفارق بعد الحياة اما زوجتك حبيبتك فإنك تراها وهناك غاب عن الوعي وعندما افاق زحف الى الطريق محاولا الوصول الى المشفى مصابا.
بعد نصف ساعة من رحيله لفظت شقيقته فداء انفاسها الاخيرة، وبقيت ايمان تصارع الموت من بعد مغرب الثالث من يناير /2009 عند بدء الهجوم البري الى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم التالي.
قالت لوالدة زوجها: "يا عمتي ارجو ان يلهمك الله الصبر على ما ابتلاك" فأجابتها عمتها: "وأرجو من الله ان يريحك من عذاب جراحك" قالت لها: "عمتي اريد شربة ماء انني اشعر بالعطش والجوع وآلامي تحرقني".
تتابع الأم وقد بدت الصدمة على ملامحها: "أي عالم هذا الذي يستبيح أطفالنا ودماءنا ويجعل الأم تلملم اشلاء ابنائها، اريد ان أحيا فقط لأنتقم لموتهم بين يدي ولعدم قدرتي على دفنهم بكرامة".
تابعت: "مكثت بجانب إبني ابراهيم وفداء وكنتي ايمان وانا اناظر من باب جيراني اطراف منزلي وابحث بعيوني عن اشلاء زوجي وابني راكان ولا اعلم ان كان ناهض وصل حيا الى الاسعاف ام انه لحق بزوجته واشقائه، من صدمتي لم اعلم في اليوم الاول انني فقدت زوجي ايضا اصبحت اصرخ عليه واناديه يا محمد تعال احمل معي ابناءك لقد مات راكان وابراهيم وفداء وكنتك مصابة يا محمد اين انت؟" تتابع "سمعت صوته يصرخ طالبا الاسعاف وبعدها تلاشى الصوت".
انتقل من بقي حيا الام واربعة من البنات نداء، وسناء، وياسمين والصغرى ملك عامان وجنين لم يبلغ شهرا واحدا وبعد كانت الام حاملا، فقدته من هول الصدمة إلى بيت الجيران الذي لم يكن آمنا، خمسة من الايام توسطت ابناءها الشهداء نامت بينهم كلما حاولت ان تحتضن جثامينهم تمسك بها الابنة نداء وترفعها عن ابنائها، وتهدئ من روعها وعندما تنام الام تسهر نداء بجانب الجثامين تبكي الدم والدموع وتقبل ما بقي من الاشلاء
تابعت تحلم في مكان غير المكان، تقول لمراسلة "معا" خضرة حمدان التي زارتها في بيت لاقاربها بعد أن دمر العدوان بيتها: "راكان إبني كان أشلاء لا يدين ولا رجلين ولا وجه حتى، ما ذبحني انني لم استطع اخلائه من المنزل فدمره الاحتلال فوقه وفوق زوجي محمد الشهيد، فداء بنيتي كانت مثل القمر يا الله شو كنتي جميلة يا فداء تمزقت ملابسها عليها، جسدها تمزق إلى قطع ماتت بين يدي، اما ابراهيم الأكبر فقد لممته في بطانية واخذته معي الى بيت الجيران، وحملنا زوجة ابني ايمان كانت مقطعة الأطراف ووجها مشوه وهي تطالبني ان نحضر الاسعاف".
لمن يبحث عن حقائق الحرب على غزة عليه ان يزور هذه السيدة الباقية على قيد الحياة، ليسمع كيف فقدت عائلتها ومكثت بقرب ابنائها الشهداء تنام لياليها تحت القصف والنيران وتحتضنهم في نهارها الى ان طردها الاحتلال من المكان والتفتت لترى الجرافة تجرفهم وهذا ما يذبحها انها لم تدفنهم بيديها.
خمسة من عائلتها فقدت الأم ليلى حسين نصار "ام ابراهيم العر" هي تبلغ من العمر اربعين عاما كل اعوامها تلاشت أمام آلاف المرات التي ماتت بها تحتضن اشلاء أبنائها لخمسة ايام حوصرت خلالها بالمكان حيث الخط الشرقي الى الشرق من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، لكل الآهات التي أطلقتها الجريحتان فداء ( 19 عاما) والكنة ايمان ( 26 عاما) والام ام ابراهيم العر، لكل لحظاتها التي تعيشها الآن مصدومة مقهورة تتذكر جراح اطفالها وآهاتهم وكيف لملمت أشلاءهم واحتضنهم ليلها ونهارها، لهذا كله ولأكثر يجب الا تعود الحرب ويجب ان يحاكم المحتلون على ما اقترفوا.
راكان اربعة اعوام فقط، ابراهيم (12 عاما) فداء ( 19 عاما) وايمان الكنة ( 26 عاما) والاب محمد صرخ باحد الجيران من على قرب المنزل المتواضع: "ابنائي ماتوا يا عالم هل هناك من يتصل بالاسعاف، ارجوكم اننا نموت" صاروخ واحد وهم فارين على عربة يجرها حمار حيث يقطنون ملاصقين لمقبرة الشهداء شرقي جباليا كان الصاروخ كفيلا بأن يصيب ابنه الاكبر ناهض الذي زحف مسافة طويلة حتى وصل الى شارع صلاح الدين وهناك نقلته عربة الى مستشفى كمال عدوان، الا انه قبل ان يبلغ نهاية الشارع اختبأ لدى جاره القريب هناك لحقت به امه تحمل الزوجة ايمان والشقيق ابراهيم والابنة فداء.
قال لها ناهض: "يا امي كيف هم اخوتي" اجابت: "يا بني ها هم امامك ابراهيم لممت اشلاءه وفداء ها هي لم تفارق بعد الحياة اما زوجتك حبيبتك فإنك تراها وهناك غاب عن الوعي وعندما افاق زحف الى الطريق محاولا الوصول الى المشفى مصابا.
بعد نصف ساعة من رحيله لفظت شقيقته فداء انفاسها الاخيرة، وبقيت ايمان تصارع الموت من بعد مغرب الثالث من يناير /2009 عند بدء الهجوم البري الى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم التالي.
قالت لوالدة زوجها: "يا عمتي ارجو ان يلهمك الله الصبر على ما ابتلاك" فأجابتها عمتها: "وأرجو من الله ان يريحك من عذاب جراحك" قالت لها: "عمتي اريد شربة ماء انني اشعر بالعطش والجوع وآلامي تحرقني".
تتابع الأم وقد بدت الصدمة على ملامحها: "أي عالم هذا الذي يستبيح أطفالنا ودماءنا ويجعل الأم تلملم اشلاء ابنائها، اريد ان أحيا فقط لأنتقم لموتهم بين يدي ولعدم قدرتي على دفنهم بكرامة".
تابعت: "مكثت بجانب إبني ابراهيم وفداء وكنتي ايمان وانا اناظر من باب جيراني اطراف منزلي وابحث بعيوني عن اشلاء زوجي وابني راكان ولا اعلم ان كان ناهض وصل حيا الى الاسعاف ام انه لحق بزوجته واشقائه، من صدمتي لم اعلم في اليوم الاول انني فقدت زوجي ايضا اصبحت اصرخ عليه واناديه يا محمد تعال احمل معي ابناءك لقد مات راكان وابراهيم وفداء وكنتك مصابة يا محمد اين انت؟" تتابع "سمعت صوته يصرخ طالبا الاسعاف وبعدها تلاشى الصوت".
انتقل من بقي حيا الام واربعة من البنات نداء، وسناء، وياسمين والصغرى ملك عامان وجنين لم يبلغ شهرا واحدا وبعد كانت الام حاملا، فقدته من هول الصدمة إلى بيت الجيران الذي لم يكن آمنا، خمسة من الايام توسطت ابناءها الشهداء نامت بينهم كلما حاولت ان تحتضن جثامينهم تمسك بها الابنة نداء وترفعها عن ابنائها، وتهدئ من روعها وعندما تنام الام تسهر نداء بجانب الجثامين تبكي الدم والدموع وتقبل ما بقي من الاشلاء
تعليق