منذ قيام اسرائيل على ارض فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي يزداد وتيرته يوما بعد يوم في ظل تبني الجانب الاسرائيلي عقيدة حربية بنيت على منهج حربي وفق مقولة توراتية " السيف والتوراة نزلا من السماء معاً " مترافقا مع المقولة التوراتية " العودة الى ارض الميعاد " ليتبين لنا ان الفكر العسكري الاسرائيلي هو فكر مبني على لغة التناقض مع المنطقة العربية من اجل الحفاظ على الكيان الاسرائيلي .
و بحكم ان اسرائيل محاطة من كل الدول العربية و المختلفة عنها بوحدة التكوين العربية والتي تضم اللغة والثقافة والديانة والحياة المشتركة جعل من اسرائيل مجتمعا مخالفا لوحدة التكوين العربية في اطار (الامة العربية ) ومناقض لها، وفي الجانب الاخر فان العينة الديمغرافية للوطن العربي تلعب دورها في تشكيبل المنطقة وهذا يتبين من الكثافة البشرية لدى المجتمع العربي مقارنة بالعدد الضئيل للمجتمع الاسرائيلي مما جعل الاسرائيليون يلجأون الى الكثافة التكنولوجية والعسكرية وتشكيل جيش قوي في مواجهة الكثافة السكانية العربية ( كتعويض ) لجعل اسرائيل امرا واقعا ضمن تلك المنطقة .
وان التغذية الفكرية لتعميق وترسيخ الوعي الاسرائيلي باحقية اسرائيل في الوجود وان دولتهم وجدت لتبقى قامت الدولة العبرية بتفعيل الاسطورة التوراتية والتي تسمى بالمسادا والتي تتلخص " ان مقاتلين يهود ونسائهم واطفالهم تحصنوا بقلعه اسمها المسادا بعد استيلائهم على مدينه القدس اثناء التمرد اليهودى على الحكم الرومانى فى العام 66 وهى قلعه تقع على قمة جبل صخري مطل علي البحر الميت ، وكان يقود المتمردين اليعازر بن باعى والذى حث جنوده على القتال حتى النهايه بدلا من الاستسلام لجنود الرومان ، وهذا طبقا للاسطوره التوراتيه ، وتنتهى القصه بالمأساه المعروفه وانتحار المتمردين اليهود جميعا ونسائهم واولادهم بشكل جماعى بدلا من اعلان الاستسلام "..فمن خلال تلك الاسطورة يتولد لدى الاسرائيلي حالة من القلق والخوف على مصيره ومصير دولته الاسرائيلية من الزوال حتى ان الجندي الاسرائيلي لدى دخوله في خدمة الجيش يقسم بالعبارة التالية " اقسم ان لا تعود اسطورة المسادا مرة اخرى " ، مما يعني ان وجود الدولة الاسرائيلية مرهون في ايجاد عقيدة حربية اسرائيلية يتحول فيها كل فرد موجود على تلك الدولة جنديا حارسا من اجل بقاء عنصر الدولة واستمرارها وعلى اثر ذلك فقد قامت اسرائيل بوضع عقيدتها الحربية والتي تعتبرها عقيدة الحماية والاستمرارية وذلك وفق مبدأ المبادأة والمرونة والمباغته والمناورة الواسعة في اعمال المسرح الحربي وفق وضع الخصم في موقف سيئ واستدراجه الى موقف سيئ يفرض عليه الهزيمة متبعة بذلك الهجوم الاستباقي على ارض الخصم جاعلا منه يتحول الى الدفاع والانسحاب والتقهقر بفوضى ليتبين ان عقيدة اسرائيل الحربية هي العقيدة الاستباقية وفق استراتيجية الاقتراب غير المباشر للعمل على الخطوط الداخلية والخارجية للجبهة الحربية وذلك باخذ المبادرة الهجومية المعتمدة على الدبابة والطائرة لان اسرائيل ليس لديها عمق استراتيجي مما جعلها تلجأ الى العمق الاستراتيجي الهجومي بنقل المعركة الى ارض الخصم لكي توجد عمقها الاستراتيجي الهجومي غير المباشر المعتمد على الطائرة والدبابة والذي تطلبه طبيعة عقيدة الحرب الاسرائيلية من اجل بقاء واسمرارية دولتهم .
ان الاستراتيجية الحربية الاسرائيلية والتي تعتمد على الخطوات الحربية التالية :
1. العامل الزمني : الاستمرار بالضربات الجوية لفترة طويلة من اجل اضعاف الخصم والسيطرة على اجواء المعركة .
2. الاضعاف : تدمير القوة الدفاعية للخصم وغير الدفاعية.
3. الهجموم المضاد : نقل المعركة الى ارض الخصم .
ولكن الذي يميز الحرب الاسرائيلية في اونتها الاخير انها لجأت الى حرب من نوع جديد لكي تكمل عقيدتها الحربية في ظل سعي اسرائيل لرسم حدودها في المنطقة ، ولكن ما هو الشيئ الذي اضيف الى العقيدة الحربية المترافقة مع ترسيم حدود الدولة العبرية والذي يعتبر هذا الرسم كاول مرة منذ انشاءها ، فتم اللجوء الى اسلوب جديد يضاف الى تلك العقيدة والذي يسمى " الردع والرادع الدولي " وهي ما فعلته اسرائيل في حرب تموز وحربها على غزة . ولكن ما معنى عبارة الردع والرادع الدولي حسب العقيدة الحربية الاسرائيلية ، ان تلك العبارة تعني ما يلي :
1. الردع : يعني ان تقوم اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية رادعة للخصم مستخدمة في ذلك كل الاساليب المتاحة مسببة حالة من الدمار في المنطقة المستهدفة من اجل اجبار الخصم على القبول بالشروط الدولية .
2. الرادع الدولي : قدوم قوات دولية لحماية الحدود الاسرائيلية والتي تعتبرها اسرائيل اقوى من حالة الردع الاولى وذلك لانها تتماشى مع القانون الدولي والتي تعتبرها متممة للضربة الاولى .
فمن خلال النظر الى الحربين والتي شنتها اسرائيل على لبنان( حرب تموز ) وغزة انما تهدف من ذلك الى تطبيق خطتها الحربية " الردع والرادع الدولي " من خلال ارسال رسالة الى الخصم ان قوة الردع الاسرائيلية قوية ومدمرة لكي لا يتجرأ الخصم مرة اخرى للتلاعب مع الدولة العبرية وهذا واضح من خلال تصريحات حسن نصرالله بعد حرب تموز حينما سأل عن ضخامة الضربة الاسرائيلية . فقال " لو كنت اعرف ان الضربة الاسرائيلية ستكون بهذه الصورة المدمرة لما قمت باسر الجنديين " وهذا يدل على ان حزب الله لن يخوض في المستقبل حربا مع اسرائيل مهما تكن الظروف ، وهذا هو نفس الشيء الذي تفعله اسرائيل مع قطاع غزة .فمن ذلك تكون اسرائيل قد الغت من فكرها مبدأ اقصاء الخصم وانما احتوائه ، مما يعني وضع الدول العربية تحت مسمى الدولة القطرية اولا ( ديماغوجيا ) .
وان ترسيم حدود الدولة العبرية في المنطقة العربية وفق المقولة التوراتية " درع داوود " والتي انطلق بها الاب الروحي للصهيونية فلاديمير جابوتنسكي باسم الجدار الحديدي من اجل الحفاظ على اساسيات الكيان الصهيوني ، فها هي اسرائيل اليوم تقوم باقامة الجدار الفاصل و الاتيان بالقوات الدولية من اجل ترسيم حدودها وذلك لان القانون الدولي يشترط اربعة عناصر في اقامة الدولة وهي :
1. الاقليم.
2. الشعب.
3. الحكومة.
4. السيادة.
فاذا بحثنا في تلك الامور الاربعة سنجد ان اسرائيل استطاعت ان تحصل على المفاهيم الاربعة السابقة ولكنها نسيت ان الاقليم يجب ان يكون له حدود من اجل تبيان صورة هذا الاقليم ، ووفق القانون الدولي فانه لا ينطبق مفهوم الدولة وفقا للتعريف الدولي على ما يسمى بدولة اسرائيل، وان اسرائيل ما تقوم به اليوم هو عملية ترسيم لحدود الاقليم الاسرائيلي بالجدار الفاصل وبالقوات الدولية من اجل ازالة القلق الاسرائيلي على دولته . فمن ذلك يتضح ان العقيدة الحربية الاسرائيلية اليوم تختلف عن السابق لانها لم تستطع تغيير الواقع العربي بقبول الدولة العبرية ضمن تلك المنطقة . فاسرائيل اليوم تبحث عن حدودها المستقبلية من اجل تخفيف حدة التوتر ما بين الدولة العبرية ووحدة التكوين العربية من خلال ترسيم حدودها الابدية كما فعلت مع جمهورية مصر العربية في صراعها على طابا والتي تم حلها ووضعت قوات دولية لحماية دولة اسرائيل مع العلم ان القوات الدولية كانت موجودة من قبل، والان اسرائيل بعد ان وضعت قوات دولية في جنوب لبنان مححققة في ذلك وقفا نهائيا لاطلاق النار فلم يتبق سوى نقطة صراع واحدة الا وهي مزارع شبعا و الان اسرائيل تدرس اعادتها الى لبنان لكي تسعى اسرائيل الى اقامة علاقات متبادلة مثلما اقامتها مع مصر ..
ان الجدار الفاصل والذي يمثل جزء من العقيدة الحربية الاسرائيلية يظهر اليوم على ارض الواقع مترافقا مع القوات الدولية من اجل رسم حدود الدولة العبرية مكملة في ذلك اقليمها اقليميا وفق حدود ثابته والغاء حالة الصراع العربي الاسرائيلي .
وان العقيدة الصهيونية والمبنية على الاسطورة تتمثل في سؤال وجه لاحد الاسرائيليين " ماذا سوف تفعلون لو ان مجموعة من الدول العربية اعلنت الحرب عليكم واستطاعت ان تحقق الانتصار .. ماذا سوف تفعلون " حينها قال : ستعاد اسطورة المسادا مرة اخرى ، فوجه اليه سؤال اخر بلغة التعجب !! .. ولكن كيف !!! ، قال : " سنفضل الانتحار على الاستسلام " فقيل له كيف سيكون الانتحار لخمسة ملايين اسرائيلي ... فقال " سنضرب القنبلة الذرية في المنطقة العربية مما سيؤدي ان مقتلنا ومقتلهم.... ولكننا لن نستسلم .
فمن هذا يستدل على ان اسطورة المسادا تطارد اسرائيل من ناحية الخوف على مستقبلها مما جعلها تسعى الى الكثافة التكنولوجية والعسكرية وتشكيل جيش قوي رادع ليتبلور في عقيدة حربية تواجه فيها كل الدول المحيطة لجعل اسرائيل امرا واقعا ضمن تلك المنطقة ومما يحتم هذا الكلام ان الجندي الاسرائيلي لدى دخوله في خدمة الجيش يقسم بالعبارة التالية " اقسم ان لا تعود اسطورة المسادا مرة اخرى " مما يعني تشكيل عقيدة عسكرية قوية في المنطقة من اجل الحفاظ على الدولة العبرية .
و بحكم ان اسرائيل محاطة من كل الدول العربية و المختلفة عنها بوحدة التكوين العربية والتي تضم اللغة والثقافة والديانة والحياة المشتركة جعل من اسرائيل مجتمعا مخالفا لوحدة التكوين العربية في اطار (الامة العربية ) ومناقض لها، وفي الجانب الاخر فان العينة الديمغرافية للوطن العربي تلعب دورها في تشكيبل المنطقة وهذا يتبين من الكثافة البشرية لدى المجتمع العربي مقارنة بالعدد الضئيل للمجتمع الاسرائيلي مما جعل الاسرائيليون يلجأون الى الكثافة التكنولوجية والعسكرية وتشكيل جيش قوي في مواجهة الكثافة السكانية العربية ( كتعويض ) لجعل اسرائيل امرا واقعا ضمن تلك المنطقة .
وان التغذية الفكرية لتعميق وترسيخ الوعي الاسرائيلي باحقية اسرائيل في الوجود وان دولتهم وجدت لتبقى قامت الدولة العبرية بتفعيل الاسطورة التوراتية والتي تسمى بالمسادا والتي تتلخص " ان مقاتلين يهود ونسائهم واطفالهم تحصنوا بقلعه اسمها المسادا بعد استيلائهم على مدينه القدس اثناء التمرد اليهودى على الحكم الرومانى فى العام 66 وهى قلعه تقع على قمة جبل صخري مطل علي البحر الميت ، وكان يقود المتمردين اليعازر بن باعى والذى حث جنوده على القتال حتى النهايه بدلا من الاستسلام لجنود الرومان ، وهذا طبقا للاسطوره التوراتيه ، وتنتهى القصه بالمأساه المعروفه وانتحار المتمردين اليهود جميعا ونسائهم واولادهم بشكل جماعى بدلا من اعلان الاستسلام "..فمن خلال تلك الاسطورة يتولد لدى الاسرائيلي حالة من القلق والخوف على مصيره ومصير دولته الاسرائيلية من الزوال حتى ان الجندي الاسرائيلي لدى دخوله في خدمة الجيش يقسم بالعبارة التالية " اقسم ان لا تعود اسطورة المسادا مرة اخرى " ، مما يعني ان وجود الدولة الاسرائيلية مرهون في ايجاد عقيدة حربية اسرائيلية يتحول فيها كل فرد موجود على تلك الدولة جنديا حارسا من اجل بقاء عنصر الدولة واستمرارها وعلى اثر ذلك فقد قامت اسرائيل بوضع عقيدتها الحربية والتي تعتبرها عقيدة الحماية والاستمرارية وذلك وفق مبدأ المبادأة والمرونة والمباغته والمناورة الواسعة في اعمال المسرح الحربي وفق وضع الخصم في موقف سيئ واستدراجه الى موقف سيئ يفرض عليه الهزيمة متبعة بذلك الهجوم الاستباقي على ارض الخصم جاعلا منه يتحول الى الدفاع والانسحاب والتقهقر بفوضى ليتبين ان عقيدة اسرائيل الحربية هي العقيدة الاستباقية وفق استراتيجية الاقتراب غير المباشر للعمل على الخطوط الداخلية والخارجية للجبهة الحربية وذلك باخذ المبادرة الهجومية المعتمدة على الدبابة والطائرة لان اسرائيل ليس لديها عمق استراتيجي مما جعلها تلجأ الى العمق الاستراتيجي الهجومي بنقل المعركة الى ارض الخصم لكي توجد عمقها الاستراتيجي الهجومي غير المباشر المعتمد على الطائرة والدبابة والذي تطلبه طبيعة عقيدة الحرب الاسرائيلية من اجل بقاء واسمرارية دولتهم .
ان الاستراتيجية الحربية الاسرائيلية والتي تعتمد على الخطوات الحربية التالية :
1. العامل الزمني : الاستمرار بالضربات الجوية لفترة طويلة من اجل اضعاف الخصم والسيطرة على اجواء المعركة .
2. الاضعاف : تدمير القوة الدفاعية للخصم وغير الدفاعية.
3. الهجموم المضاد : نقل المعركة الى ارض الخصم .
ولكن الذي يميز الحرب الاسرائيلية في اونتها الاخير انها لجأت الى حرب من نوع جديد لكي تكمل عقيدتها الحربية في ظل سعي اسرائيل لرسم حدودها في المنطقة ، ولكن ما هو الشيئ الذي اضيف الى العقيدة الحربية المترافقة مع ترسيم حدود الدولة العبرية والذي يعتبر هذا الرسم كاول مرة منذ انشاءها ، فتم اللجوء الى اسلوب جديد يضاف الى تلك العقيدة والذي يسمى " الردع والرادع الدولي " وهي ما فعلته اسرائيل في حرب تموز وحربها على غزة . ولكن ما معنى عبارة الردع والرادع الدولي حسب العقيدة الحربية الاسرائيلية ، ان تلك العبارة تعني ما يلي :
1. الردع : يعني ان تقوم اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية رادعة للخصم مستخدمة في ذلك كل الاساليب المتاحة مسببة حالة من الدمار في المنطقة المستهدفة من اجل اجبار الخصم على القبول بالشروط الدولية .
2. الرادع الدولي : قدوم قوات دولية لحماية الحدود الاسرائيلية والتي تعتبرها اسرائيل اقوى من حالة الردع الاولى وذلك لانها تتماشى مع القانون الدولي والتي تعتبرها متممة للضربة الاولى .
فمن خلال النظر الى الحربين والتي شنتها اسرائيل على لبنان( حرب تموز ) وغزة انما تهدف من ذلك الى تطبيق خطتها الحربية " الردع والرادع الدولي " من خلال ارسال رسالة الى الخصم ان قوة الردع الاسرائيلية قوية ومدمرة لكي لا يتجرأ الخصم مرة اخرى للتلاعب مع الدولة العبرية وهذا واضح من خلال تصريحات حسن نصرالله بعد حرب تموز حينما سأل عن ضخامة الضربة الاسرائيلية . فقال " لو كنت اعرف ان الضربة الاسرائيلية ستكون بهذه الصورة المدمرة لما قمت باسر الجنديين " وهذا يدل على ان حزب الله لن يخوض في المستقبل حربا مع اسرائيل مهما تكن الظروف ، وهذا هو نفس الشيء الذي تفعله اسرائيل مع قطاع غزة .فمن ذلك تكون اسرائيل قد الغت من فكرها مبدأ اقصاء الخصم وانما احتوائه ، مما يعني وضع الدول العربية تحت مسمى الدولة القطرية اولا ( ديماغوجيا ) .
وان ترسيم حدود الدولة العبرية في المنطقة العربية وفق المقولة التوراتية " درع داوود " والتي انطلق بها الاب الروحي للصهيونية فلاديمير جابوتنسكي باسم الجدار الحديدي من اجل الحفاظ على اساسيات الكيان الصهيوني ، فها هي اسرائيل اليوم تقوم باقامة الجدار الفاصل و الاتيان بالقوات الدولية من اجل ترسيم حدودها وذلك لان القانون الدولي يشترط اربعة عناصر في اقامة الدولة وهي :
1. الاقليم.
2. الشعب.
3. الحكومة.
4. السيادة.
فاذا بحثنا في تلك الامور الاربعة سنجد ان اسرائيل استطاعت ان تحصل على المفاهيم الاربعة السابقة ولكنها نسيت ان الاقليم يجب ان يكون له حدود من اجل تبيان صورة هذا الاقليم ، ووفق القانون الدولي فانه لا ينطبق مفهوم الدولة وفقا للتعريف الدولي على ما يسمى بدولة اسرائيل، وان اسرائيل ما تقوم به اليوم هو عملية ترسيم لحدود الاقليم الاسرائيلي بالجدار الفاصل وبالقوات الدولية من اجل ازالة القلق الاسرائيلي على دولته . فمن ذلك يتضح ان العقيدة الحربية الاسرائيلية اليوم تختلف عن السابق لانها لم تستطع تغيير الواقع العربي بقبول الدولة العبرية ضمن تلك المنطقة . فاسرائيل اليوم تبحث عن حدودها المستقبلية من اجل تخفيف حدة التوتر ما بين الدولة العبرية ووحدة التكوين العربية من خلال ترسيم حدودها الابدية كما فعلت مع جمهورية مصر العربية في صراعها على طابا والتي تم حلها ووضعت قوات دولية لحماية دولة اسرائيل مع العلم ان القوات الدولية كانت موجودة من قبل، والان اسرائيل بعد ان وضعت قوات دولية في جنوب لبنان مححققة في ذلك وقفا نهائيا لاطلاق النار فلم يتبق سوى نقطة صراع واحدة الا وهي مزارع شبعا و الان اسرائيل تدرس اعادتها الى لبنان لكي تسعى اسرائيل الى اقامة علاقات متبادلة مثلما اقامتها مع مصر ..
ان الجدار الفاصل والذي يمثل جزء من العقيدة الحربية الاسرائيلية يظهر اليوم على ارض الواقع مترافقا مع القوات الدولية من اجل رسم حدود الدولة العبرية مكملة في ذلك اقليمها اقليميا وفق حدود ثابته والغاء حالة الصراع العربي الاسرائيلي .
وان العقيدة الصهيونية والمبنية على الاسطورة تتمثل في سؤال وجه لاحد الاسرائيليين " ماذا سوف تفعلون لو ان مجموعة من الدول العربية اعلنت الحرب عليكم واستطاعت ان تحقق الانتصار .. ماذا سوف تفعلون " حينها قال : ستعاد اسطورة المسادا مرة اخرى ، فوجه اليه سؤال اخر بلغة التعجب !! .. ولكن كيف !!! ، قال : " سنفضل الانتحار على الاستسلام " فقيل له كيف سيكون الانتحار لخمسة ملايين اسرائيلي ... فقال " سنضرب القنبلة الذرية في المنطقة العربية مما سيؤدي ان مقتلنا ومقتلهم.... ولكننا لن نستسلم .
فمن هذا يستدل على ان اسطورة المسادا تطارد اسرائيل من ناحية الخوف على مستقبلها مما جعلها تسعى الى الكثافة التكنولوجية والعسكرية وتشكيل جيش قوي رادع ليتبلور في عقيدة حربية تواجه فيها كل الدول المحيطة لجعل اسرائيل امرا واقعا ضمن تلك المنطقة ومما يحتم هذا الكلام ان الجندي الاسرائيلي لدى دخوله في خدمة الجيش يقسم بالعبارة التالية " اقسم ان لا تعود اسطورة المسادا مرة اخرى " مما يعني تشكيل عقيدة عسكرية قوية في المنطقة من اجل الحفاظ على الدولة العبرية .
تعليق