السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سمع خلاد من شيخه أن أركان الدين ثلاثة ( الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان عزم خلاد أن ينقل قلبه من منزلة الإسلام إلى منزلة الإيمان .. ولكن ما الذي سينقل هذا القلب الذي امتلأ قسوة وخشونة وما الذي سينور هذا القلب الذي أظلم بالمعاصي والآثام وما ا لذي سيحرك هذه القسوة التي يحسها في نفسه .نادته الفطرة بإن هذه الأسئلة هي محض تسويف الشيطان تفكر في قوله تعالى {لَوْأَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًامُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَالِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }.قرر خلاد أن يبدأ بعلاج نفسه بالقران الكريم .. قطع المعاصي والذنوب وأقسم علي نفسه أن يتلو في كل ليلة خمسة أجزاء .. استمر على العلاج شهورا طويلة ، أحس بعدها أن قلبه بدأ يلين وبدأ الران ينقشع عن صدره فيحس بخفته ، بدا يشعر باللذةوالطمأنينة ، تطور الأمر .. بدأت الدموع تنهمر عند تلاوة القران , أخرجت العين أثقالها عندما اخرج القلب أثقاله أحس _ ولأول مرة _ أنه يبكي من خشية الله , ياالله ما هذا البكاء الذي يبعث في القلب السعادة والهناء ... أيام يسيرة وإذا به يحس أن مولودا جديدا قد ولد في قلبه وان ساكنا جديدا قد سكن صدره .. يا الله ماهذا المولود الذي يكبر ويزيد في قلبه فيحس بنموه كما تحس الأم بنمو الجنين في بطنها ؟ ما هذا المولود الذي أحسست عند ولادته بانشراح صدري وقيمة نفسي وتحقق هدفي ؟ ما هذا النور الذي يشع في قلبي فيدلني على طريق السير إلى الله ويهدينيالحق الذي يختلف عليه الناس ؟ الله اكبر إنه الإيمان _ إي والله _ إنه الكنز المفقود الذي أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أشار إلى قلبه فقال (( التقوى هاهنا التقوى هاهنا )) إنها حقيقة حسية وليست معنوية قالها صلي الله عليه وسلم (( التقوى هاهنا )) ... بدأت أعيش حياة لم اعش مثلها قط ، إنهاجنة الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .بدأت أتذوق حلاوة الإيمان وأطعم طعم الإيمان الذي اخبر به الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم .عجبا ... لم تعد العبادات والقربات ثقيلة على نفسي _ كما كانت من قبل _بل علي العكس من ذلك تماما أشعر بإندفاع قوي وإقبال شديد على التقرب من الله سبحانه وتعالى ، أقوم في الثلث الأخير من الليل فأرى في صلاتي أجساما نورانية تدخل علي وتدور حولي وكأنها تحرسني أنام بعدها فأرى في منامي سيدي وحبيبي صلى الله عليه وسلم ومن حوله أصحابه الطيبون الطاهرون فأعيش ليلي بينهم واقضي أحلامي معهم ،يا الله ما هذه الحياة يا ليت قومي يعلمون بها ويعيشونها كما أعيشها .رسخ اليقين وقوي الإيمان واعتمر القلب بطاعة الرحمن ...سبحان الله تطور غريب وأمر جديد شعرت أن القلب سما وعلا إلى أين علا إلى درجةأعلى سبحان جل وعلا أصلي فيكسوني الخشوع والخضوع حتى كأني وأنا في صلاتي أري الله ينظر إلى صلاتي فأزيدها حسنا وجمالا . صار القلب رقيقا جدا كالمرآةالرقيقة البيضاء التي يرى الإنسان ما خلفها فأرى الغيب كالشهادة ، ما هذا أليس هذا هو الإحسان الذي علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم (( أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك )) بلى والله ، شعرت في نفسي أنني الآن وصلت للقمة وان الله أحبني فعندما أحبني صرت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصربه ويده التي يبطش بهاو رجله التي يمشي عليها ... اخبر خلاد شيخه بما يحسه في نفسه فرد عليه الشيخ والابتسامة تملا فمه (( ابشر بخير يوم منذ ولدتك أمك ))لقد وصلت إلى القمة ولكن يابني من الصعب جدا جدا في هذا الزمان الثبات علي القمة فأوصيك بالثبات الثبات .جلس خلاد مع نفسه طويلا يفكر في هذه النصيحة الذهبية التي أسداها شيخه له فماأجملها من كلمات وما أعذبها من عبارات ولكن كيف الثبات وأنا أقرا في حزبي اليومي من القران كثيرا من الآيات ولا أطبقها ولم ابذل القدر اللازم من الاستطاعة في تطبيقها لأعذر أمام المولى جل وعلا ؟.كيف الثبات وأنا أعيش في عالم طغت فيه فتن الشهوات والشبهات ؟كيف الثبات وأنا القادم على الامتحانات المرحلية التي لن أستطيع تجاوزها إلابالغش وسرقة المعلومات ؟سار خلاد في الطريق صابرا على دينه قابضا عليه ( كالقابض على الجمر ) .مرت الأيام وانطوت الشهور وجاء الموعد النكد _ موعد الامتحانات _ وبدأت الامتحانات وبدأت معها وساوس الشيطان ( إن لم تغش في مادة ........... فإنه الفشل حتما وجزما .جاءت ساعة الامتحان وجاء معها إبليس وجاء معه بمدخل ({ ْ إِلاَّ مَااضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ َ} ألقاها في روعي وبقي على الكرسي الآخر يشاهدني وينظر إلي ، قرأت أسئلة الامتحان .. يالله لم افهم منها إلا ما ندر حدثت الزلزلة ورجفت الراجفة بدأت الاتصال مع شياطين الإنس في قاعة الامتحان بعد أناستكمل شيطان الجن معي الاتصال بإن الضرورات تبيح المحظورات .. أخذت كثيرا منالمعلومات ممن حولي أحسست بعدها مباشرة أن الله اخذ من قلبي جزءا كبيرا من الإيمان الذي نما وابتنى في قلبي ، سرقت في اليوم الثاني فأحسست والله كأن قصرا تهاوى وتساقط من إيماني ويقيني ... سرقت في اليوم الثالث أحسست أن إيماني لم يبق منه إلا القليل ... سرقت في اليوم الرابع والخامس .... لم يبق منه شئ اخذالشيطان يضحك علي ويقول لي ماذا فعلت أتدري ماذا ضيعت لقد خسرت الدنيا والآخرةذلك هو الخسران المبين ، لقد بعت شيئا لا يمكن ابد أن يباع أو يشترى بعرض منالدنيا قليل ، وما كان لي عليك من سلطان إلا أن دعوتك فاستجبت لي فلا تلمني ولم نفسك وابكي على فعلك وانتظر قسوة قلبك .بدأت الهموم تتوارد وبدأت الأبواب المغلقة تتفتح ليدخل منها الشيطان بكل يسر وسهولة وبلا مداخل أو حيلة وبدأت المعاصي والسيئات تنكت في قلبي نكتا سوداء حتي صار قلبي _ ويا للأسى والأسف _ اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا ما اشرب من هواه . بدأت القسوة والجفوة تملا صدري وبدأت الغلظةوالخشونة تكسو جوارحي ، ذهبت أخلاق المؤمنين في مع ذهاب إيماني ويقيني ، انتهىكل شئ وضاع في نفسي كل ايجابي ولم يبق إلا القسوة والهموم والحيرة والغموم ،تركت القران وآياته العذبة المؤثرة بعد أن كان صاحبا لي أناء الليل وأطراف النهار ، وقطعت القيام بعد أن كان قلبي معلقا بالأسحار وقعدت عن الطاعات بعد أن كانت زادي وغذائي فحصل لي الانحطاط والانهيار .لقد ضحك الشيطان علي وكشف سوءتي وعورتي وسفه إلي نفسي وأضلني ضلالا بعيدا، لقدأخرجني اللعين من جنة الدنيا إلى نارها ومن أعلى عليين إلى أسفل سافلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .عشت بعدها بضع سنين حيرانا في الأرض لي فطرة تناديني للخير والهدى ولي شيطان يدعوني للهوى والردى فأعيش حيرانا بينهما ، تكبدت معيشة ضنكا وحياة سوداءوتناقضات جما ({وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } ،مضى وانقضى حب الناس لي وإقبالهم علي لان الله لم يعد يحب خلادا حتى يأمرملائكته أن يحبوه فتلاشى قبوله بين الناس في الأرض ، تأكد خلاد أن قلبه قد مات وان روحه الحقيقية قد ارتفعت عن جسده ولم يبق منه إلا جسد بلا روح وجثة بلاحقيقة ولكن ؟؟ .إلى متى هذه الحيرة والى أين ينتهي هذا التيه وكيف أتدارك هذا السقوط ، جلسخلاد مع نفسه يفكر في هذه الأسئلة أو بالأصح _ المشكلة _ وما هو الحل ؟ وبعدتفكير عميق ونظر دقيق أجاب خلاد نفسه قائلا وكيف تداركت السقوط وخرجت من التيه أول مرة حتى وصلت للقمة أليس بالقران ؟؟بلى بلى انه القران لماذا لا أعود مرةأخرى إلى القران فاغسل به قلبي واعرض عليه نفسي أليس فيه شفاء لما في الصدور ؟بلى بلى ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } 7قرر خلاد قرارا جازما بالعودة إلى تلاوة القران والتفرغ لتدبر آياته وتذوق معانيه , أحس في البداية بضعف في الهمة وفتور في العزيمة ولكن إصرار خلادوعزيمته جعلته يمشي في الطريق وان كان الطريق صعبا ويكمل المشوار وان كان السيربطيئا وبعد مدة ( طويلة ) إذا بالقلب يلين قليلا والعين ( تتباكى ) يسيرا وبعد هذا الإنجاز الصغير _ والذي استغرق زمنا كثيرا _ جاء الوسواس الخناس مرة أخرى وجثم على صدري ونفث نفثات شيطانية في روعي وقال لي أتظن انك ستصل إلى ما وصلت إليه سابقا ؟ ألا ترى أن الطريق طويل جدا ويحتاج إلى زمن أطول ؟ ألا ترى أنذنوبك قد بلغت عنان السماء ؟ ألا ترى انك لم تحقق شيئا يذكر خلال هذه المدةالطويلة ؟ ألا ترى أن ما انكسر وانثلم لن يعود أبدا كما كان أول مرة ؟ وبعدمعركة طويلة مع الشيطان نجح الشيطان مرة أخرى في تثبيط خلاد وصده عبر التيئيس والتقنيط . فاستسلم خلاد مرة أخرى لهمزات الشيطان فترك القران وهجر التدبر ووضع المصحف في الرف .عاش بعدها سنوات التائه في الصحراء المتخبط في الظلماء ، يعرف الطريق ولكنه يعلم أن الطريق صعب مكلف ، سارت الأقدار ودارت الدوائر وقضى الله جل وعلا أن يزج بخلاد في السجن على اثر تهمة الاشتباه بضلوعه في قضية إرهابية دخل خلاد (سجن الإرهابيين ) مظلوما بريئا ولكن ({فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًاوَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (19) سورة النساء .وجد خلاد في السجن فتية أنقياء أتقياء أصفياء ... وشبابا أطهارا أخيارا لم تقع عيني على مثلهم قط إذا رايتهم ذكرت الله وإذا تحدثوا تحدثوا بذكر الله .. رجالوالرجال قليل احسبهم رجالا في زمن ترى فيه أشباه رجال ولا رجال ، عاش خلاد بين هولاء الرجال عيشة هنيئة كريمة ذاق فيها طعم الإيمان وحلاوته ودخل جنة الدنيا مرة أخرى بعد أن خرج منها أول مرة ، وتجذر الإيمان الراسخ في سويداء قلبه بعدأن ارتفع كالظلة فوق رأسه سنوات طويلة ففرح فرح المسافر الذي عثر على ناقته الهاربة وعليها طعامه وشرابه ، فعاهد ربه أن يبقى ثابتا على إيمانه ويقينه وان يحذر مزالق الشيطان وخطواته في زمان صعب فيه الثبات فاستحق أن يسمى
بــــــــ (الزمن الصعب ) .
أللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك
لا تنسونا من صالح الدعاء
سمع خلاد من شيخه أن أركان الدين ثلاثة ( الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان عزم خلاد أن ينقل قلبه من منزلة الإسلام إلى منزلة الإيمان .. ولكن ما الذي سينقل هذا القلب الذي امتلأ قسوة وخشونة وما الذي سينور هذا القلب الذي أظلم بالمعاصي والآثام وما ا لذي سيحرك هذه القسوة التي يحسها في نفسه .نادته الفطرة بإن هذه الأسئلة هي محض تسويف الشيطان تفكر في قوله تعالى {لَوْأَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًامُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَالِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }.قرر خلاد أن يبدأ بعلاج نفسه بالقران الكريم .. قطع المعاصي والذنوب وأقسم علي نفسه أن يتلو في كل ليلة خمسة أجزاء .. استمر على العلاج شهورا طويلة ، أحس بعدها أن قلبه بدأ يلين وبدأ الران ينقشع عن صدره فيحس بخفته ، بدا يشعر باللذةوالطمأنينة ، تطور الأمر .. بدأت الدموع تنهمر عند تلاوة القران , أخرجت العين أثقالها عندما اخرج القلب أثقاله أحس _ ولأول مرة _ أنه يبكي من خشية الله , ياالله ما هذا البكاء الذي يبعث في القلب السعادة والهناء ... أيام يسيرة وإذا به يحس أن مولودا جديدا قد ولد في قلبه وان ساكنا جديدا قد سكن صدره .. يا الله ماهذا المولود الذي يكبر ويزيد في قلبه فيحس بنموه كما تحس الأم بنمو الجنين في بطنها ؟ ما هذا المولود الذي أحسست عند ولادته بانشراح صدري وقيمة نفسي وتحقق هدفي ؟ ما هذا النور الذي يشع في قلبي فيدلني على طريق السير إلى الله ويهدينيالحق الذي يختلف عليه الناس ؟ الله اكبر إنه الإيمان _ إي والله _ إنه الكنز المفقود الذي أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أشار إلى قلبه فقال (( التقوى هاهنا التقوى هاهنا )) إنها حقيقة حسية وليست معنوية قالها صلي الله عليه وسلم (( التقوى هاهنا )) ... بدأت أعيش حياة لم اعش مثلها قط ، إنهاجنة الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .بدأت أتذوق حلاوة الإيمان وأطعم طعم الإيمان الذي اخبر به الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم .عجبا ... لم تعد العبادات والقربات ثقيلة على نفسي _ كما كانت من قبل _بل علي العكس من ذلك تماما أشعر بإندفاع قوي وإقبال شديد على التقرب من الله سبحانه وتعالى ، أقوم في الثلث الأخير من الليل فأرى في صلاتي أجساما نورانية تدخل علي وتدور حولي وكأنها تحرسني أنام بعدها فأرى في منامي سيدي وحبيبي صلى الله عليه وسلم ومن حوله أصحابه الطيبون الطاهرون فأعيش ليلي بينهم واقضي أحلامي معهم ،يا الله ما هذه الحياة يا ليت قومي يعلمون بها ويعيشونها كما أعيشها .رسخ اليقين وقوي الإيمان واعتمر القلب بطاعة الرحمن ...سبحان الله تطور غريب وأمر جديد شعرت أن القلب سما وعلا إلى أين علا إلى درجةأعلى سبحان جل وعلا أصلي فيكسوني الخشوع والخضوع حتى كأني وأنا في صلاتي أري الله ينظر إلى صلاتي فأزيدها حسنا وجمالا . صار القلب رقيقا جدا كالمرآةالرقيقة البيضاء التي يرى الإنسان ما خلفها فأرى الغيب كالشهادة ، ما هذا أليس هذا هو الإحسان الذي علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم (( أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك )) بلى والله ، شعرت في نفسي أنني الآن وصلت للقمة وان الله أحبني فعندما أحبني صرت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصربه ويده التي يبطش بهاو رجله التي يمشي عليها ... اخبر خلاد شيخه بما يحسه في نفسه فرد عليه الشيخ والابتسامة تملا فمه (( ابشر بخير يوم منذ ولدتك أمك ))لقد وصلت إلى القمة ولكن يابني من الصعب جدا جدا في هذا الزمان الثبات علي القمة فأوصيك بالثبات الثبات .جلس خلاد مع نفسه طويلا يفكر في هذه النصيحة الذهبية التي أسداها شيخه له فماأجملها من كلمات وما أعذبها من عبارات ولكن كيف الثبات وأنا أقرا في حزبي اليومي من القران كثيرا من الآيات ولا أطبقها ولم ابذل القدر اللازم من الاستطاعة في تطبيقها لأعذر أمام المولى جل وعلا ؟.كيف الثبات وأنا أعيش في عالم طغت فيه فتن الشهوات والشبهات ؟كيف الثبات وأنا القادم على الامتحانات المرحلية التي لن أستطيع تجاوزها إلابالغش وسرقة المعلومات ؟سار خلاد في الطريق صابرا على دينه قابضا عليه ( كالقابض على الجمر ) .مرت الأيام وانطوت الشهور وجاء الموعد النكد _ موعد الامتحانات _ وبدأت الامتحانات وبدأت معها وساوس الشيطان ( إن لم تغش في مادة ........... فإنه الفشل حتما وجزما .جاءت ساعة الامتحان وجاء معها إبليس وجاء معه بمدخل ({ ْ إِلاَّ مَااضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ َ} ألقاها في روعي وبقي على الكرسي الآخر يشاهدني وينظر إلي ، قرأت أسئلة الامتحان .. يالله لم افهم منها إلا ما ندر حدثت الزلزلة ورجفت الراجفة بدأت الاتصال مع شياطين الإنس في قاعة الامتحان بعد أناستكمل شيطان الجن معي الاتصال بإن الضرورات تبيح المحظورات .. أخذت كثيرا منالمعلومات ممن حولي أحسست بعدها مباشرة أن الله اخذ من قلبي جزءا كبيرا من الإيمان الذي نما وابتنى في قلبي ، سرقت في اليوم الثاني فأحسست والله كأن قصرا تهاوى وتساقط من إيماني ويقيني ... سرقت في اليوم الثالث أحسست أن إيماني لم يبق منه إلا القليل ... سرقت في اليوم الرابع والخامس .... لم يبق منه شئ اخذالشيطان يضحك علي ويقول لي ماذا فعلت أتدري ماذا ضيعت لقد خسرت الدنيا والآخرةذلك هو الخسران المبين ، لقد بعت شيئا لا يمكن ابد أن يباع أو يشترى بعرض منالدنيا قليل ، وما كان لي عليك من سلطان إلا أن دعوتك فاستجبت لي فلا تلمني ولم نفسك وابكي على فعلك وانتظر قسوة قلبك .بدأت الهموم تتوارد وبدأت الأبواب المغلقة تتفتح ليدخل منها الشيطان بكل يسر وسهولة وبلا مداخل أو حيلة وبدأت المعاصي والسيئات تنكت في قلبي نكتا سوداء حتي صار قلبي _ ويا للأسى والأسف _ اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا ما اشرب من هواه . بدأت القسوة والجفوة تملا صدري وبدأت الغلظةوالخشونة تكسو جوارحي ، ذهبت أخلاق المؤمنين في مع ذهاب إيماني ويقيني ، انتهىكل شئ وضاع في نفسي كل ايجابي ولم يبق إلا القسوة والهموم والحيرة والغموم ،تركت القران وآياته العذبة المؤثرة بعد أن كان صاحبا لي أناء الليل وأطراف النهار ، وقطعت القيام بعد أن كان قلبي معلقا بالأسحار وقعدت عن الطاعات بعد أن كانت زادي وغذائي فحصل لي الانحطاط والانهيار .لقد ضحك الشيطان علي وكشف سوءتي وعورتي وسفه إلي نفسي وأضلني ضلالا بعيدا، لقدأخرجني اللعين من جنة الدنيا إلى نارها ومن أعلى عليين إلى أسفل سافلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .عشت بعدها بضع سنين حيرانا في الأرض لي فطرة تناديني للخير والهدى ولي شيطان يدعوني للهوى والردى فأعيش حيرانا بينهما ، تكبدت معيشة ضنكا وحياة سوداءوتناقضات جما ({وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } ،مضى وانقضى حب الناس لي وإقبالهم علي لان الله لم يعد يحب خلادا حتى يأمرملائكته أن يحبوه فتلاشى قبوله بين الناس في الأرض ، تأكد خلاد أن قلبه قد مات وان روحه الحقيقية قد ارتفعت عن جسده ولم يبق منه إلا جسد بلا روح وجثة بلاحقيقة ولكن ؟؟ .إلى متى هذه الحيرة والى أين ينتهي هذا التيه وكيف أتدارك هذا السقوط ، جلسخلاد مع نفسه يفكر في هذه الأسئلة أو بالأصح _ المشكلة _ وما هو الحل ؟ وبعدتفكير عميق ونظر دقيق أجاب خلاد نفسه قائلا وكيف تداركت السقوط وخرجت من التيه أول مرة حتى وصلت للقمة أليس بالقران ؟؟بلى بلى انه القران لماذا لا أعود مرةأخرى إلى القران فاغسل به قلبي واعرض عليه نفسي أليس فيه شفاء لما في الصدور ؟بلى بلى ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } 7قرر خلاد قرارا جازما بالعودة إلى تلاوة القران والتفرغ لتدبر آياته وتذوق معانيه , أحس في البداية بضعف في الهمة وفتور في العزيمة ولكن إصرار خلادوعزيمته جعلته يمشي في الطريق وان كان الطريق صعبا ويكمل المشوار وان كان السيربطيئا وبعد مدة ( طويلة ) إذا بالقلب يلين قليلا والعين ( تتباكى ) يسيرا وبعد هذا الإنجاز الصغير _ والذي استغرق زمنا كثيرا _ جاء الوسواس الخناس مرة أخرى وجثم على صدري ونفث نفثات شيطانية في روعي وقال لي أتظن انك ستصل إلى ما وصلت إليه سابقا ؟ ألا ترى أن الطريق طويل جدا ويحتاج إلى زمن أطول ؟ ألا ترى أنذنوبك قد بلغت عنان السماء ؟ ألا ترى انك لم تحقق شيئا يذكر خلال هذه المدةالطويلة ؟ ألا ترى أن ما انكسر وانثلم لن يعود أبدا كما كان أول مرة ؟ وبعدمعركة طويلة مع الشيطان نجح الشيطان مرة أخرى في تثبيط خلاد وصده عبر التيئيس والتقنيط . فاستسلم خلاد مرة أخرى لهمزات الشيطان فترك القران وهجر التدبر ووضع المصحف في الرف .عاش بعدها سنوات التائه في الصحراء المتخبط في الظلماء ، يعرف الطريق ولكنه يعلم أن الطريق صعب مكلف ، سارت الأقدار ودارت الدوائر وقضى الله جل وعلا أن يزج بخلاد في السجن على اثر تهمة الاشتباه بضلوعه في قضية إرهابية دخل خلاد (سجن الإرهابيين ) مظلوما بريئا ولكن ({فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًاوَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (19) سورة النساء .وجد خلاد في السجن فتية أنقياء أتقياء أصفياء ... وشبابا أطهارا أخيارا لم تقع عيني على مثلهم قط إذا رايتهم ذكرت الله وإذا تحدثوا تحدثوا بذكر الله .. رجالوالرجال قليل احسبهم رجالا في زمن ترى فيه أشباه رجال ولا رجال ، عاش خلاد بين هولاء الرجال عيشة هنيئة كريمة ذاق فيها طعم الإيمان وحلاوته ودخل جنة الدنيا مرة أخرى بعد أن خرج منها أول مرة ، وتجذر الإيمان الراسخ في سويداء قلبه بعدأن ارتفع كالظلة فوق رأسه سنوات طويلة ففرح فرح المسافر الذي عثر على ناقته الهاربة وعليها طعامه وشرابه ، فعاهد ربه أن يبقى ثابتا على إيمانه ويقينه وان يحذر مزالق الشيطان وخطواته في زمان صعب فيه الثبات فاستحق أن يسمى
بــــــــ (الزمن الصعب ) .
أللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك
لا تنسونا من صالح الدعاء
تعليق