السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
صيد الأخطاء ..
هناك دوما من الناس سواء مقربا أو بعيدا يحاول تصيد الأخطاء دون أن يحمل شبكة صيد حيث ان لديه وسائله وأدواته
هذا إن كان هناك خطأ في الأساس ولو كانت قدرتنا في صيد الأخطاء موظفة في صيد السمك لكنّا أفضل صيادي العالم
في السمك .. ولكن المشكلة هناك من يصنع من الزلات أخطاء , ومن النسيان أخطاء , ومن اللمم أخطاء , ومن
اللاخطأ أخطاء .. ديدنه أي سلوك لا يتناسب وقناعاته فهو خطأ ..
إن صيد الخطأ في مجتمعنا على كافة فئاته وشرائحه واتجاهاته اشد من صيد البر والبحر .. فتجد الفرد يبحث في
المواقف ليقتنص القصور , ويصطاد الخطأ فيصنع منه مساحة للخلاف , ومجالا للتوسع والتقاطع وأحيانا للصراع .. إن
]
لدينا حقيقة ضعف في القدرة على تقدير المواقف , وتحليل الأمور وقبل ذلك حسن الظن فيما يحدث .. كما أن لدينا
آلات حاسبة فقط لتسجيل وحساب السلبيات أما الإيجابيات فليست مبرمجة على شاشاتها وعقلها الإلكتروني ..
انظروا حال كثير من العلاقات الاجتماعية التي تدور فيها الأخطاء بين الأطراف , بين الأب وابنه , و الأخ وأخيه , القريب
وقريبه , والصديق وصديقه , والزميل مع زميله تعاملات تموج بعدد الخطاء يتحزم فيها طرف من الأطراف ويشد على
تمسكه بوجهة نظر أحادية لا تبرر للآخر خطأ , ولا تغفر له زلة .. يكاد البعض يختنق بخطئه وعدم قدرته على تبريره ,
ويغص في عدم تفهم الطرف الآخر لما يحدث .
تمعنوا في محيط العمل والوظيفة والمسئولية حين يأتي المدير , أو المسئول , أو المراقب , أو المشرف وبيده حقيبة
فارغة في نيته أن يملأها بما صاده من الأخطاء والملاحظات والقصور .. وتجد حساباته , وملاحظاته السلبية أكثر من
ابتساماته , وذكره الايجابيات .. فهو يلهث على الأوراق , ويركض خلف الأفعال , ويهرول وراء الأحاديث ليصطاد شيئا
ويأمر ويوجه وكأنه صاحب الولاية , وحاكم المؤسسة .. للنظر إلى بعض الأصدقاء حين يحدث خطأ استوجب الصفح
والمسامحة , أو يكون هناك تقصير ما , أو خطأ بسيط وجب فيه التغاضي فتجده متحاملا ومتوسعا يقول الشافعي
تأن ولا تعجل بلومك صاحبا
لعل له عذرا وأنت تلوم
حقيقة الأمر أن الكثير بيننا لا يجيدون فن التبرير للغير عند خطئه ولا التبرير عن أخطائهم هم بما يجب .. ألسنتنا غالبا
تسبق عقولنا , و أفعالنا تسبق بصيرتنا .. تحدث المشكلات , وتكثر المنازعات , وتضيق الأنفس .. وتسوء الأخلاق ..
كما ان من جانب آخر لا يجيدون فن تصحيح الأخطاء و إصلاحها , ولا يتقنون أسلوب التقويم .. لماذا ؟ لأن الأغلب بيننا
يجيد ويعشق فن التقييم والنقد السلبي والانتقاص بدون حياد وبلا موضوعية .. حتى كلمة (آسف) أرهقناها بالتكرار
وكأنها الحل الوحيد والمفروض والمقبول عند الجميع لإزالة و تصحيح الخطأ فتجد احدهم يخطئ ثم يتأسف وكأن ضريبة
الخطأ هي كلمة آسف ومن المفترض أنها ترفع الخطأ و بها يصفح المرء.. هكذا الكثير بيننا فهم بين اصطياد الخطأ
وتكبير صورته .. وبين النقد السلبي وطاحونته .. وبين كلمة آسف وقيمتها المستهلكة .. فاتركوا صيد الأخطاء والتقاط
السقطات , وتتبع العيوب ..
واذكروا المحاسن قبل المساؤى .. واجعلوا من مساحة الصح شفيعا لأي خطأ يحدث أمامنا مع طرف قريب أو بعيد ..
ولتكن حساباتنا للايجابيات تفوق حساباتنا للسلبيات .. وتكون همتنا في تسجيل المحاسن وذكرها أكبر من همتنا في
تسجيل المساوئ وغنائها .. ولتكن سعة الأفق لدينا تكفي لكل ألوان الأخطاء وتحملها ,ولتكن مساحة صدورنا الرحبة
دافعا لنا لتبرير خطأ غيرنا علينا , ولتكن عقولنا الحكيمة سابقة لكلماتنا الجارحة أو الخائبة يقول الشاعر
رُبَّ ذنب محوتُهُ باعتذاري
وحملتُ الورى على إكباري
هكذا ينبغي أن نكون , وهكذا نكون كما ينبغي .. كلنا مسئولون أو مديرون , أو مشرفون , أو أخوان , أو
أصدقاء ..نحسن الظن , ونذكر الخير , و نجيد فن التأني , ونتبع سبيل الهدوء والرشاد والعقل.
صيد الأخطاء ..
هناك دوما من الناس سواء مقربا أو بعيدا يحاول تصيد الأخطاء دون أن يحمل شبكة صيد حيث ان لديه وسائله وأدواته
هذا إن كان هناك خطأ في الأساس ولو كانت قدرتنا في صيد الأخطاء موظفة في صيد السمك لكنّا أفضل صيادي العالم
في السمك .. ولكن المشكلة هناك من يصنع من الزلات أخطاء , ومن النسيان أخطاء , ومن اللمم أخطاء , ومن
اللاخطأ أخطاء .. ديدنه أي سلوك لا يتناسب وقناعاته فهو خطأ ..
إن صيد الخطأ في مجتمعنا على كافة فئاته وشرائحه واتجاهاته اشد من صيد البر والبحر .. فتجد الفرد يبحث في
المواقف ليقتنص القصور , ويصطاد الخطأ فيصنع منه مساحة للخلاف , ومجالا للتوسع والتقاطع وأحيانا للصراع .. إن
]
لدينا حقيقة ضعف في القدرة على تقدير المواقف , وتحليل الأمور وقبل ذلك حسن الظن فيما يحدث .. كما أن لدينا
آلات حاسبة فقط لتسجيل وحساب السلبيات أما الإيجابيات فليست مبرمجة على شاشاتها وعقلها الإلكتروني ..
انظروا حال كثير من العلاقات الاجتماعية التي تدور فيها الأخطاء بين الأطراف , بين الأب وابنه , و الأخ وأخيه , القريب
وقريبه , والصديق وصديقه , والزميل مع زميله تعاملات تموج بعدد الخطاء يتحزم فيها طرف من الأطراف ويشد على
تمسكه بوجهة نظر أحادية لا تبرر للآخر خطأ , ولا تغفر له زلة .. يكاد البعض يختنق بخطئه وعدم قدرته على تبريره ,
ويغص في عدم تفهم الطرف الآخر لما يحدث .
تمعنوا في محيط العمل والوظيفة والمسئولية حين يأتي المدير , أو المسئول , أو المراقب , أو المشرف وبيده حقيبة
فارغة في نيته أن يملأها بما صاده من الأخطاء والملاحظات والقصور .. وتجد حساباته , وملاحظاته السلبية أكثر من
ابتساماته , وذكره الايجابيات .. فهو يلهث على الأوراق , ويركض خلف الأفعال , ويهرول وراء الأحاديث ليصطاد شيئا
ويأمر ويوجه وكأنه صاحب الولاية , وحاكم المؤسسة .. للنظر إلى بعض الأصدقاء حين يحدث خطأ استوجب الصفح
والمسامحة , أو يكون هناك تقصير ما , أو خطأ بسيط وجب فيه التغاضي فتجده متحاملا ومتوسعا يقول الشافعي
تأن ولا تعجل بلومك صاحبا
لعل له عذرا وأنت تلوم
حقيقة الأمر أن الكثير بيننا لا يجيدون فن التبرير للغير عند خطئه ولا التبرير عن أخطائهم هم بما يجب .. ألسنتنا غالبا
تسبق عقولنا , و أفعالنا تسبق بصيرتنا .. تحدث المشكلات , وتكثر المنازعات , وتضيق الأنفس .. وتسوء الأخلاق ..
كما ان من جانب آخر لا يجيدون فن تصحيح الأخطاء و إصلاحها , ولا يتقنون أسلوب التقويم .. لماذا ؟ لأن الأغلب بيننا
يجيد ويعشق فن التقييم والنقد السلبي والانتقاص بدون حياد وبلا موضوعية .. حتى كلمة (آسف) أرهقناها بالتكرار
وكأنها الحل الوحيد والمفروض والمقبول عند الجميع لإزالة و تصحيح الخطأ فتجد احدهم يخطئ ثم يتأسف وكأن ضريبة
الخطأ هي كلمة آسف ومن المفترض أنها ترفع الخطأ و بها يصفح المرء.. هكذا الكثير بيننا فهم بين اصطياد الخطأ
وتكبير صورته .. وبين النقد السلبي وطاحونته .. وبين كلمة آسف وقيمتها المستهلكة .. فاتركوا صيد الأخطاء والتقاط
السقطات , وتتبع العيوب ..
واذكروا المحاسن قبل المساؤى .. واجعلوا من مساحة الصح شفيعا لأي خطأ يحدث أمامنا مع طرف قريب أو بعيد ..
ولتكن حساباتنا للايجابيات تفوق حساباتنا للسلبيات .. وتكون همتنا في تسجيل المحاسن وذكرها أكبر من همتنا في
تسجيل المساوئ وغنائها .. ولتكن سعة الأفق لدينا تكفي لكل ألوان الأخطاء وتحملها ,ولتكن مساحة صدورنا الرحبة
دافعا لنا لتبرير خطأ غيرنا علينا , ولتكن عقولنا الحكيمة سابقة لكلماتنا الجارحة أو الخائبة يقول الشاعر
رُبَّ ذنب محوتُهُ باعتذاري
وحملتُ الورى على إكباري
هكذا ينبغي أن نكون , وهكذا نكون كما ينبغي .. كلنا مسئولون أو مديرون , أو مشرفون , أو أخوان , أو
أصدقاء ..نحسن الظن , ونذكر الخير , و نجيد فن التأني , ونتبع سبيل الهدوء والرشاد والعقل.
تعليق