إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مراحل العمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مراحل العمر

    مراحل العمر



    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
    خلق الله الإنسان في هذا الوجود لحكمة كبرى وغاية عظمى، ذكرها في قوله: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) وهذه العبادة تصب في بحر مدة معينة يعيشها الإنسان ويقضيها بتقدير من الله سبحانه وتعالى طالت هذه المدة أم قَصُرَت وهي المعروفة باسم (العُمُر) وعمر الإنسان كما ذكر أهل العلم يمر بخمسة مراحل:
    أولها: تقلبه منذ البداية في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات قبل مولده.
    ثانيها: مدة حياته من حين مولده إلى مماته.
    ثالثها: مدة بقائه بعد موته في البرزخ إلى يوم البعث.
    رابعها: مدة بقائه في المحشر بعد البعث إلى فصل القضاء.
    خامسها: حياته بدار القرار في نعيم الجنان أو سعير النيران.
    1- تقلب الإنسان منذ البداية في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات:
    وتبتدئ هذه المرحلة من حين خلق الله آدم عليه السلام وضمَّن ظهره الذريةَ السعداء منهم والأشقياء، قال تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾
    2- مدة حياة الإنسان من حين مولده إلى حين مماته:
    وتبتدئ هذه المرحلة من حين خروج الإنسان من بطن أمه بالوضع إلى حين خروجه من الدنيا بالموت، وهي المقصودة من بقائه في هذا الوجود،لأن في بحرها مدة التكليف بالأمر والنهي الإلهيين اللذين يترتب عليهما الثواب والعقاب والنعيم المؤبد في جوار الله عز وجل والعذاب المخلد والبعد عن الله عز وجل، ولهذا كانت هذه المرحلة هي أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته.
    ويسبق هذه المرحلة من عمر الإنسان مقدمة تشبه البرزخ الأخروي، وهي مدة الحمل، درجة الشبه بينهما: أن البرزخ تظهر فيه جمل أمور الآخرة ويبقي فيه شيء من معاني أمور الدنيا التي كانت مع الإنسان قبل موته، ومدة الحمل تظهر فيها بعض معاني أمور الدنيا التي تظهر على الإنسان بعد خروجه من بطن أمه ويبقى فيها شيء من معاني وجود الإنسان في الأصلاب والأرحام.
    قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
    وقد قسم أهل العلم هذه المرحلة بالخصوص إلى خمسة مواسم:
    الموسم الأول: الصبا، وهو من ميلاد الإنسان إلى أن يبلغ خمسة عشر عاماً.
    الموسم الثاني: الشباب، وهو من بلوغه خمسة عشر عاماً إلى سن الخامسة والثلاثين.
    الموسم الثالث: الكهولة، وهو من سن الخامسة والثلاثين إلى سن الخمسين.
    الموسم الرابع: الشيخوخة، وهي من سن الخمسين إلى سن السبعين.
    الموسم الخامس: الكِبَر، ويطلق عليه الشيخوخة أيضاً، وهو إلى آخر العمر.
    3- مدة بقاء الإنسان بعد موته في البزرخ إلى يوم البعث
    تبتدئ هذه المرحلة منذ موت الإنسان إلى حين خروجه من قبره للبعث والنشور، والبرزخ منزل بين الدنيا والآخرة، بل هو منها، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يكثر الاستعاذة من عذاب القبر.
    4- مدة بقاء الإنسان في المحشر بعد البعث إلى فصل القضاء:
    وتبتدئ هذه المرحلة من حين خروج الإنسان من قبره للبعث والنشور، وتنتهي بدخول أهل الجنَّةِ الجنَّةَ، ودخول أهل النارِ النارَ، وذلك بأنْ يأمر الله - سبحانه وتعالى - إسرافيل- عليه السلام- أن ينفخ في الصور النفخة الثانية، قال تعالى ((ونُفِخَ في الصُّوْر فإذا هم من الأجداث إلى ربِّهِم ينسلون))، والصُّوْر: قَرْنٌ عظيم من نور لا يَعْلَم قدر عظمه إلا الله تعالى، وبين النفختين أربعون عاماً, فإذا خرج الناس من قبورهم أُمِروا بالمسير إلى أرض المحشر ويُقال: إنها الأرض المباركة، والأرض المقدسة بالشام، فتسوقهم الملائكة إليها، وفي أثناء هذا السير تتمثل للسائرين أعمالهم التي عملوها من خير أو شر ويجيء مع كل إنسان حفظته من الملائكة الذين كانوا يحفظون عليه عمله في حياته الدنيا، قال تعالى: ((وجاءت كُلُّ نفسٍ معها سائق وشهيد))، وعن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال (( السائق: المَلَك، والشهيد: العَمَل))، ثم يصل السائرون في اليوم الموعود إلى موقف القيامة يوم يقف فيه الخلق شاخصة أبصارهم منفطرة قلوبهم لا يُكَلَّمُون ولا يُنْظَر في أمورهم، وتطول مدة القيام على الناس ويشتد الأمر عليهم، فيأتون إلى من اختصهم الله بمحبته وقُرْبِه وهُمُ الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام فيعتذر كُلُّ واحدٍ منهم، حتى يأتون سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم فيقول: ))أنا لها، أنا لها))، وذلك هو المقام المحمود الذي ذكره الله بقوله: ((عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا )) وقد اختلف في تفسير المقام المحمود على أقوال عدة، لكن الذي عليه أهل التأويل أنَّ المقصود بالمقام المحمود مقام الشفاعة وهذه هي الشفاعة العظمى، وإلا فإنَّهُ- عليه الصلاة والسلام- له شفاعات أُخَر.
    5- حياة الإنسان واستقراره في نعيم الجِنان أو سعير النيران
    قال الإمام النووي رحِمَه الله: الشفاعات خمس:
    الأولى: في الإراحة من هول الموقف: وهي الشفاعة العظمى.
    الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب.
    الثالثة: في إدخال قوم حوسِبُوا واستحقوا العذاب ألا يعذبوا.
    الرابعة: في إخراج من أُدْخِلَ النار من العُصاة.
    الخامسة: في رفع الدرجات في الجنة.
    والمختص به صلى الله عليه وسلم: الأولى والثانية.
    ومن مظاهر يوم الحشر: دنو الشمس من الرؤوس حتى تكون على قدر ميل، حتى يعرق الناس، فمنهم من يبلغ عرقه كعبيه، ومنهم من يبلغ نِصْف ساقيه، ومنهم من يبلغ ركبتيه، ومنهم من يبلغ فخذيه، ومنهم من يبلغ خاصرتيه، ومنهم من يبلغ فاه، ومنهم من يغطيه عرقه.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم)).
    فإذا شفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه في أن يفصل بين عباده ويريحهم مما هم فيه أمر الله الملائكة الذين هم حملة العرش العظيم فيحملون عرش الرحمن إلى الموقف ويُجاء بالجنة فتُجْعَل على يمين العرش، ويؤمر بالنار- أعاذنا الله منها- فتُجْعَل على يسار العرش، وتُعْرَض الخلائق على الله تعالى للحساب، فمنهم من لا يُحَاسَب وهم السابقون، ومنهم من يحاسب حساباً يسيراً، ومنهم من يناقش في الحساب، ومن نوقش الحساب عُذِّب.
    وتوزن الأعمال وينصب الميزان، قال تعالى: (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )) فمن ثقلت موازينه فقد أفلح ونجا، ومن خفَّت موازينه فقد خاب وخسر، ومن استوت حسناته يوقف على الأعراف بين الجنة والنار ثم يصير إلى الجنة برحمة الله تعالى كما ذكره بعض المفسرين.
    وبعد ذلك يُنْصَب الصراط ويؤمر الناس بالجواز عليه، وقد ورد أنه أحدُّ من السيف وأدق من الشعر فيجوز الناس بأعمالهم، فمن كان أكمل إيماناً وأسرع في طاعة الله خفَّ على الصراط وجاز كالبرق الخاطف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل، والركاب، وكأشد رجل تجري بهم أعمالهم، ومنهم من يحبو، ومنهم من يزحف، ومنهم من تلفحه النار، ومنهم من يقع فيها، وأول من يجوزه الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأولهم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأمم أمته، وفيه دحض ومزلة وكلاليب كشوك السعدان تَأخُذ من أُمِرَت بأخذه فمن استقام في هذا العالم على الصراط المستقيم خفَّ على صراط الآخرة ونجا، ومن عَدَلَ عن الاستقامة في الدنيا وأثقل ظهره بالأوزار وعصى تعثر في أول قدم من الصراط وتردَّى، ثم يكون الورود على حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ( إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده، وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارده) ، وحول وصفه قال صلى الله عليه وسلم: ((حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المِسْك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منه فلا يظمأ أبداً)).
    ومع هذا كله فيوم القيامة يكون بالنسبة إلى المؤمنين كما أخبر به صلى الله عليه وسلم (( كقدر ما بين الظهر والعصر)) وفي رواية: (( أهون على المؤمن من أخف صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا)).
    [size=3]فتحي الشقاقي**الكلمة الصادقة ** والنظرة الثاقبة ** والرؤية الواضحة...

  • #2
    بارك الله فيك

    عارف يا اخ ابو قسم موضوعك هذا قلق

    نسئل الله ان يهدينا الصراط المستقيم

    تعليق


    • #3
      سبحان الله العلي القدير

      بارك الله فيك اخي

      وجزاك الله كل خير


      وجعله الله في ميزان حسناتك

      أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
      وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
      واذاق قلبي من كؤوس مرارة
      في بحر حزن من بكاي رماني !

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخوي على الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك

        وللأمااااااااااااام أخوي
        القناعة كنز لا يفنى

        تعليق

        يعمل...
        X