انقسامات الحمساوية الرفاق تهدد اتفاقية الوفاق والاتفاق

[ابو لين]

على قناة العالم الفضائية الإيرانية الناطقة باللغة العربية بالذات .. وبما فيها من إشارات وتوجهات .. خرج علينا أيمن طه المتحدث باسم حركة حماس بجملة من التصريحات التي تعكس مدى الانقسامات الحاصلة في أركان حماس .. إلا إذا كانت المسألة من أولها لآخرها مجرد توزيع أدوار بين مؤيد ومعارض .. وبين متساهل ومتشدد .. وهذا وارد .. فالأيمن طه قال بالفم المليان أن حماس تنوي إعاقة أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الرئيس عباس والحكومة الإسرائيلية .. هذا عن الاتفاق الذي ما زال في علم الغيب ومجرد توقعات وتكهنات .. أم عن المعلوم وليس المجهول فإن حماس تعارض كافة الاتفاقيات السابقة بين منظمة التحرير وإسرائيل ولا تلتزم بها ولا تحترمها ومليون ( طز فيها ) وأيمن طه هو متحدث رسمي باسم حماس يعبر عن سياساتها إذا كانت لها سياسات واضحة وحماس لها قياداتها ومكتبها السياسي الذي شارك في اجتماعات مكة المكرمة وما نتج عنها من اتفاقيات وتفصيلات تم التوقيع عليها برعاية ملكية سعودية وبصمت عليها حماس بأصابعها العشرة وهذا الاتفاق ينص بوضوح لا يقبل التأويل والتضليل أن الرئيس عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية مخولون ومسئولون عن إدارة الشؤون السياسية وملف المفاوضات للتوصل إلى أية اتفاقات سياسية وأن حماس تحترم كافة الاتفاقيات الموقعة وتحترم قرارات الشريعة الدولية والقمم العربية وأكدها إسماعيل هنية في البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية حتى من لبسوا ثوب المعارضين لبرنامج الحكومة من أمثال الزهار وغيره كانوا في مكة المكرمة حاضرين وشاهدين ومشاركين فماذا استجد ليقوموا "بلحس" الكلمات الواردة في الاتفاق إلا إذا كان هناك الجديد من الانقسامات .. وحتى قبل اجتماعات مكة المكرمة فإن حماس بكافة قياداتها السياسية والعسكرية وافقت ضمنياً وعملياً على كافة الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير مع الطرف الآخر وفي مقدمتها اتفاقية أوسلو التي جاءت بحماس للانتخابات .. للسلطة الوطنية الفلسطينية التي أفرزتها أوسلو بتشريعاتها ووزارتها ومؤسساتها ومعابرها فلحركة حماس اليد الطولي فيها ورئيس الوزراء حمساوي ونصف الوزارة وأكثر من الحمساويين ومهما تلاعبت حماس بالألفاظ ومهما استندت إلى الأقوال والفتاوى فإنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أوسلو التي هي واحدة من اتفاقيات منظمة التحرير .. وحتى منظمة التحرير صارت الآن مطمعاً وهدفاً حمساوياً لدخولها والمشاركة في قيادتها ومؤسساتها ومشاركة حماس في المنظمة هي مسألة وقت بعد أن تم الاتفاق على المبدأ ولم يتبق إلا التفاصيل .. والسؤال من التي قطعت كل هذا الطريق هل هي حماس مشعل وهنية أم حماس أخرى غير حماس فلسطين التي نالت شقة الأغلبية الشعبية في الانتخابات التشريعية وأصبح منها النواب والوزراء والوكلاء والمدراء .. ولماذ1ا هذه التصريحات من الزهار وطه وغيرهما في هذا الوقت الحساس الذي نجوب فيه عواصم الدنيا للخلاص من الحصار على أساس الاحترام والالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقمم العربية سبيلاً وطريقاً للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص ..والواضح وضوح الشمس أن هناك تيارات داخل حماس تعمل على عرقلة مسيرة حكومة الوحدة الوطنية وتتعجل المصائب قبل حدوثها .. بما في كل هذا من تحطيم المعنويات وآمال وأماني المواطنين بحدوث الفرج بعد الصبر الطويل والمعاناة الصعبة خلال عام من حكم حكومة حماس .. وفي كل الأحوال حماس مش خسرانه فلديها الأموال .. والشعب هو المتضرر الوحيد فليس بين يديه إلا فتات الفتات