بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه رقم: 14
إلى إخواننا في شبكات الإنترنت
الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أمّا بعد : أحببت منذ زمن أن أضع هذه النّصيحة بين يدي إخواننا المشاركين في مواقع الإنترنت وخاصّة أولئك المتعاطفين مع إخواننا المجاهدين وقضايا الجهاد حتّى جاءت هذه الفرصة حيث قادتنا يصنعون أروع الانتصارات في أفغانستان والشيشان والعراق.
ولا أنسى أن أهنّئ الأمّة بالهيئة الوزارية التي أعلنت عنها إمارة الدّولة الإسلامية العراقية نسأل الله لهم السّداد والتّوفيق والنّصر , وكم أودّ أن أكون برفقة إخواني هناك ويشهد الله أنّي أتحسّر كل يوم أصبح فيه مع القاعدين .
أردت في هده المرحلة خصوصا أن أوجّه نصيحة للأخوة المشار إليهم آنفا, فأقول مستعينا بالله تعالى :
1- إخلاص العمل لله تعالى: فلا يكون العمل مقبولا إلاّ إذا كان ممّا يراد به وجه الله تعالى ومن جملة هذه الأعمال الكتابة ، فلا يكتب الواحد منّا تشهّيا في الكتابة أو حبّا في استفزاز الغير, بل يكتب بما يعود على الجهاد والمجاهدين بالنّفع , لا سيما أنّ من أنواع الجهاد ، الجهاد بالكلمة والقلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم) رواه أبو داود. فليحتسب الكاتب أجره على الله تعالى , وليكتب وهو يحس من نفسه أنّه واقف على ثغر من ثغور الرّباط في سبيل الله ، فلا يكتب ليقال فلان جريء أو فلان شجاع بل يكتب لتكون كلمة الله هي العليا .
فالذين يكتبون هم أصناف :
- منهم من يكتب ليكسب ودّ الجماهير , وهؤلاء على حسب المواقع , فإذا كانت مواقع جهادية فهو يكتب بالطّريقة التي يظنّها تعجب زوّار هذه المواقع , وإذا كانت مواقع الجرح وجمع المثالب فهو كذالك يكتب بالطّريقة التي ترضي القائمين على هذه المواقع .
- ومنهم من يكتب ليكسب ودّ المشايخ , فتجده لا يعرف إلاّ الإطراء والثّناء ولو في الأخطاء.
- ومنهم من يكتب ليكسب ودّ الحكّام والسّلطات فلا تجده إلاّ مدافعا عنهم وعن سياستهم ، وفي المقابل يكون سليط اللّسان على النّاقدين لمختلف تلك السّياسات.
- ومنهم من يكتب لإعلاء كلمة الله تعالى صدقا وحقّا لا يريد جزاءا و لا شكورا.
2- تحرّي المصداقية في نقل الأخبار : لمّا قلت آنفا أن يكتب الكاتب وهو يحس من نفسه أنّه مجاهد في سبيل الله , فعليه أن يتعلّم الانضباط والجدّية والإتقان ، وتوضيحه : أنّ الكتّاب عموما قسمان , قسم ناقل الأخبار , وقسم يبدي رأيه على مختلف الأحداث .
أمّا عن القسم الأوّل : فمع إخلاص العمل لله تعالى , لابدّ لهذا القسم أن يتحرّى المصداقية في النّقل , فلا يكون همّه نقل القلاقل والإشاعات , بل عليه قبل أن ينقل خبرا أن يتثبّت منه ، وثمّة اقتراحا أضعه بين يدي الأحبّة , فلا يكتفي بنقل الشّاهد من الخبر لأنّ النّاس تتفاوت مفاهيمهم و قراءاتهم , والّذي يساعد على الفهم هو قراءة الخبر مع سياقه ، ولو استطاع الأخ أن ينقل صورة هذا النّص من مصدره لكان أحسن وأفضل .
أمّا إذا كان الخبر مسموعا , فكذالك ينقل كلّ النّص و لا يكتفي بالشّاهد من الخبر ولو استطاع أن ينقل لنا صوت الخبر من مصدره لكان أفضل وأحسن .
3-التّحلّي بالأدب في النّقد : القسم الثّاني من الكتّاب هم الّذين يريدون إبداء آرائهم , فيضطرّون أحيانا إلى نقد الآراء الأخرى , وهذا الأمر لابأس به إذا أراد الواحد بعمله هذا إرضاء الله تعالى وحده متحلّيا بآداب النّقد .
التّحلّي بالأدب لا يعني التمييع ,لكن الأدب يتنافى مع السّباب والشّتم والتّنابز بالألقاب وتوزيع الأحكام جزافا , أنصح إخواني قراءة كتاب الرّد على المخالف للعلاّمة بكر أبو زيد حفظه الله .
وهنا أضطرّ أن أقول لألئك النّاقدين للمجاهدين , فيا إخواننا لا ننكر عليكم على أنكم انتقدتم العاملين في الجملة, بل الواجب علينا أن نأخذ ما تفضلتم به بعين الاعتبار, لكن وأنتم تنتقدون ضعوا هذه النّقاط نصب أعينكم :
- لمّا أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ من اجتهد فأصاب فله أجران , ومن اجتهد فأخطأ فله أجر , هذا الأمر ليس خاصا بالمسائل الدّينية العملية , بل النّص شامل لكلّ ما يحتاج إلى اجتهاد من أهل الاختصاص, وكلّ في اختصاصه , فالنّص يشمل مسائل الفقه وأصوله , وحتّى مسائل العقيدة التي اختلف فيها السّلف كما يشمل النّص الأمور الدّعويّة , كما يشمل مسائل الجهاد .
فالإجتهاد هو بدل الوسع للوصول إلى المراد وفق ضوابط وقواعد معلومة في مسائل معلومة, فكما أنّ من اجتهد في مسائل الفقه على وفق قواعد معلومة للإجتهاد ثمّ أخطأ فإنّه لا يؤثم ولايقدح في أصل إجتهاده , فكذلك القول في ميادين الجهاد يا أحباب.
- إدّعاء الصّواب في المسائل الخلافية أمر نسبي , نعم للواحد أن يظهر الحق الذي معه دون أن يبخس مخالفه أو يحتقره أو يبغي عليه , فالذمّ يقع على من بغى على أخيه .
- أحسن النّاس نقدا لمخالفه هو الّذي علم ما عند مخالفه من البيان من مصادره , لا من المصادر التي تحكي عنه , فقد يعوّل الواحد على مصادر أخرى وقد تكون عدائيّة لنقد من يريد نقده . وعلى من أراد نقد المجاهدين فعليه أن يعرف واقعهم , أو يسأل عن واقعهم من أهل الثّغور أنفسهم أمّا أن يكون مصدره الجرائد أو الإذاعات أو من له عداوة فأكيد سيكون ظالما في نقده.
يا إخوان العلماء في مسائل الإقتصاد المعاصرة ما أبدوا لنا إجتهاداتهم إلاّ لمّا سمعوا وجهة نظر الإقتصاديين , وكذلك ما أبدوا لنا رأيهم في مسائل السّياسة المعاصرة إلاّ لمّا عايشوا هذا الواقع فلماذا مسائل الجهاد الكلّ يتطاول , أليس حريّا إمّا أن يذهبوا بأنفسهم إلى الجهاد فيعايشوا الواقع على كثب , وإمّا أنّ يصلوا حبلا متينا مع أهل الجهاد؟
- المجاهدون الذين يجاهدون لإعلاء كلمة الله هم في الجملة أفضل النّاس , وأفضل من يمشي على الأرض في هذا الزّمان. ,
فإذا ما أراد الواحد نقدهم , يتذكّر أنّهم أفضل منه , وإن كان هذا النّاقد يزعم أنّه واقف على ثغر , فليس الثغر كالثغر وقديما قالوا لا يعرف فضل أولى الفضل إلاّ أولو الفضل , قال الله تعالى :(لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً, دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).
- يحذر النّاقد من الإستعلاء على المجاهدين , لكونه واحدا من أهل العلم .
فليعلم هذا النّاقد أنّه واحد من أهل العلم , وليس هو فريد عصره , ولعلّ من هو مع المجاهدين في بعض الثغور كأفغانستان والعراق والشيشان من أهل العلم من يفوقونه علما وحلما .
نعم على أهل العلم أن يبدوا آراءهم ونصحهم للمجاهدين ولطلبة العلم وكذلك للحكّام ولعموم البشريّة , لكن الكلّ لابدّ أن يعرف قدر نفسه , ورحم الله عبدا عرف قدر نفسه .
اللهمّ سدّد العلماء وانصر المجاهدين
وختاما أقول للأحبّة وضعت هذه الكلمات بين أيديكم رغبة أن نكون في خدمة الجهاد والمجاهدين بأن نقدّم ما لعلّه ينتفعون به .
ولي رجاء أخير للأحبّة الذين يكتبون بألقاب مستعارة أن يختاروا أسماء عربية واضحة.
اللهمّ أسألك الشهادة في سبيلك , وسلامنا لمشايخنا وقاداتنا في أرض الوغى وعلى رأسهم إمام المجاهدين الشيخ أبي عبد الله أسامة بن لادن , وأمير مؤمني أفغانستان الشيخ الملاّ عمر ، وأمير مؤمني العراق الشيخ أبي عمر البغدادي , وأقول لمشايخنا معذرة على قعودي وأرجوا من الله أن يمنحني فرصة و شرف اللّحاق بكم .
سبحنك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
7ربيع الثاني 1428هــ
الموافق لـ 25/4/2007م
أبو مسلم الجزائري.
تعليق