فلسطين اليوم : غزة
اعربت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان عن قلقها الشديد من "التداعيات البيئة و الصحية السلبية القاتلة التي تخلفها ممارسات سلطات الإحتلال الإسرائيلي في المناطق الحدودية وذلك جراء خطر ارتفاع نسب الإشعاع النووي المنبعثة من المفاعلات النووية الاسرائيلية او جراء دفن المخلفات النووية الناتجة عن بعض المصانع الإسرائيلية على طول الحدود من قطاع غزة.
وحسب مصادر "الضمير" وتحقيقاتها فقد زادت خلال العامين السابقين نسب ولادة الأجنة المشوهة في المناطق الشرقية من قطاع غزة ، و يرجح المختصون السبب في ذلك إلى الإشعاعات المنبعثة من المفاعلات النووية أو قيام إسرائيل بدفن مخلفاتها النووية على طول الحدود مع قطاع غزة.
واوضحت الضمير ان "مخاوف و شكوك المواطنين في منطقة خزاعة شرق خانيونس تزايدت عندما تم اكتشاف "نعجة" تنجب خروفاً مكتمل النمو، لكنه بلا رأس، وله أذنان فقط ويتنفس بينهما لبضع دقائق قبل أن ينفق، كما تم الكشف عن وجود حالات تشوه لدى الأجنة في بطون أمهاتهم، عرف منها حالتان الحالة الأولى لسيدة اكد الأطباء انها تحمل جنينا بنصف رأس، حيث الجزء العلوي من الرأس لا يظهر، مرجحين وفاة الجنين فور ولادته،و الحالة لسيدة اخرى تنتظر إنزال جنينها الذي أكد الأطباء أيضا أن لديه تشوها خلقيا في رأسه".
وقال الضمير انها " إذ تؤكد على موقفها القاضي بضرورة حماية كل من البيئة و الصحة العامة ضد الإنتهاكات الممارسة من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي بحق البيئة و المواطنين المدنيين ، فإنها تطالب كل من وزارة الصحة الفلسطينية و سلطة جودة البيئة والمؤسسات الصحية والطبية ضرورة البدء الفوري باجراء فحوصات شاملة للأجنة والحوامل في المناطق الحدودية، وتوفير العلاج اللازم وسبل الوقاية من خطر تلك الإشعاعات".
ويذكر أن 48% فقط من النفايات السامة للمصانع الإسرائيلية تصل إلى مناطق الدفن الرسمية، وأن 52% من هذه النفايات الخطيرة لم يعرف أماكن دفنها ، و ذلك حسب العديد من الدراسات العلمية و الأبحاث التي اجراها مختصين في حماية البيئة ، مما يثير الشك بأنها قد دفنت في أراضي الضفة والقطاع، حيث تقوم إسرائيل ومستعمراتها بتهريب مواد سامة وخطيرة، ودفنها في ألأراضي الفلسطينية، و كان اخرها الكشف عن 29 برميل من النفايات الخطرة في خان يونس قام المستعمرون بإلقائها و دفنها هناك.
كما يؤكد العديد من المختصين و الخبراء بأن مرض سرطان الدم والذي يعتبر احد الأمراض الذي قد يصاب الإنسان به نتيجة المخلفات النووية والكيماوية الاسرائيلية السامة والخطيرة التي يتم دفنها في بعض المناطق الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة .
ويعود السبب في الإصابة بسرطان الدم إلى تلوث مياه الشرب، وإلى دفن مخلفات من المواد المشعة التي تلوث الماء والهواء والتربة، كما تؤدي إلى الحاق الأذى بالأجنة ما يؤدي إلى انهم يولدون دون أيدي ومنهم من يولد بتشوهات في وجهه وجسمه.
وكان إيهود يعاري احد المعلقين في التلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية قد اكد أن" منطقة حلوتسا الواقعة داخل الأراضي المحتلة عام 48 والمحاذية تمامًا لقطاع غزة، تستخدم منذ زمن لدفن المخلفات الذرية الناتجة عن العمل في مفاعل ديمونا".
و يذكر أن مفاعل ديمونة الإسرائيلي الموجود بصحراء النقب منذ عام 1965م مكوَّن من تسعة مبانٍ ،وقد تخصص كل مبنى من تلك المباني التسع في إنتاج نوع معين من المواد التي تُستعمل في إنتاج الأسلحة النووية، وتشير بعض التقارير أن المفاعل أصبح قديمًا بحيث تآكلت جدرانه العازلة، وهو ما قد يؤدي إلى تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل، وهو ما قد يحدث أضرارًا بيئية وصحية جمة لسكان المنطقة بشكل عام.
وقالت الضمير انها" تنظر بخطورة بالغة إلى مواصلة سلطات الإحتلال الإسرائيلي انتهاكها للبيئة الفلسطينية و مكوناتها في قطاع غزة، و اصرارها على إلحاق الأذى الصحي و البيئي لكل من المواطنين المدنيين و البيئة على حد سواء، حيث تخالف اسرائيل بشكل صارخ جميع المعهدات و الإتفاقيات الدولية التي تكفل الحق في البيئة الصحية و النظيفة و السليمة و ضرورة حماية البيئة و مكوناتها، كما و ترفض سلطات الإحتلال الإسرائيلي تطبيق ميثاق "بازل" المبرم في 5 أيار/مايو 1992 والذي يحظر على الدول الأعضاء نقل أي مواد خطرة إلى أراضي دولة أخرى بحجة أن المناطق الفلسطينية لم يعترف بها كدولة بعد".
،و قد نص الميثاق على انه يُسمح فقط نقل أي نفايات عبر الحدود في حال ما إذا كانت عملية نقل النفايات ذاتها وعملية التخلص من هذه النفايات الخطرة أو غيرها من النفايات تتمان بطريقة سليمة بيئياً،و في الفقرة الثامنة تُعرِّف الاتفاقية الإدارة السليمة بيئياً للنفايات الخطرة أو النفايات الأخرى بأنها اتخاذ جميع الخطوات العملية لضمان إدارة النفايات الخطرة والنفايات الأخرى بطريقة تحمي الصحة البشرية والبيئة من الآثار المعاكسة التي قد تنتج عن هذه النفايات.
وجددت "الضمير" مطالبتها للمجتمع الدولي و المؤسسات الدولية التي تعنى بحماية البيئة و الصحة العامة بالضغط على اسرائيل للتوقف عن انتهاك البيئة الفلسطينة و مكوناتها و العمل على منعها بشكل فوري من مواصلة دفن النفايات الخطرة و النووية في الأراضي الفلسطينية عامة و في الأراضي الواقعة على طول حدود قطاع غزة خاصة، و ضرورة إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي بالالتزام و احترام المعاهدات و الاتفاقيات الدولية القاضية بحماية البيئة و الصحة العامة.
تعليق