الشيخ نافذ عزام في شهادة حية..
الشقاقي قدم الإسلام بصورته الحقيقية و طرح القضية الفلسطينية برؤية واقعية
عظيمة هي الأجيال التي ورَثها المعلم الشهيد فتحي الشقاقي فكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعد أن أفنى عمره يؤسس و يبنى لنظرة واعية للإسلام و للقضية الفلسطينية في زمن غفل فيه الكثيرون عن تلك القضية و في وقت عاثت فيه قوات الغدر الصهيوني خرابا و دمارا في أولى القبلتين و ثالث الحرمين.
الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي و الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في جزيرة مالطة عام 1995ترك إرثا مؤثرا في تاريخ الحركات الإسلامية في العالم ساهم من خلاله في تغيير النظرة الخاطئة للإسلام الحقيقي و للشاب المسلم الصلد القوي الذي يفهم دينه و يفهم طبيعة صراعه مع عدوه في زمن تعمد فيه آخرون إغماض أعينهم عن هذه الحقائق ووجهوا أنظارهم بعيدا حيث لا تنتظر فلسطين و ترقب.
الشيخ نافذ عزام أحد من عاشروا الدكتور فتحي الشقاقي و عاصر معه تأسيس حركة الجهاد الإسلامي يروي للاستقلال بشهادة حية مشهد كفاح و جهاد الدكتور المعلم في تأسيس الجهاد الإسلامي منذ البدايات و حتى دخولها قطاع غزة...
أول لقاء
يقول الشيخ عزام " أول لقاء كان لي شخصيا مع الدكتور فتحي رحمة الله عليه كان في صيف عام 1978، حيث التقيت به في حفل زفاف لأحد أصدقاءه من كبار قادة الإخوان المسلمين في في فترة الإجازة الصيفية، حيث كنا ندرس في مصر
كنت أسمع عن الدكتور الشقاقي، و كان لي علاقات صداقة مع كثير من أبناء و كوادر الإخوان المسلمين، لفت نظري الدكتور الشقاقي بحديث شعرت أنه غير عادي، تحدث عن الوقت و أهميته بالنسبة للحياة الإنسانية و بالنسبة إلينا كمسلمين، كان الحديث بالنسبة لي جديدا و غريبا، و تصورت معه أن هذا الإنسان يتحدث بطريقة مختلفة و يفكر بطريقة مختلفة، لذلك شعرت أنني مشدود إليه، و حمدت الله كثيرا على أن حصل اللقاء مرة ثانية بعد رجوعنا إلى مصر من الإجازة، و قدر الله تعالى أن أدرس في نفس الجامعة التي يدرس فيها الدكتور فتحي (جامعة الزقازيق)، و في نفس الكلية (كلية الطب)، و أكثر من ذلك تشرفت أن سكنت معه في شقة واحدة، أنا أعتبر أن هذا كان شرفا عظيما لي، و أعتبر أن لقائي مع الدكتور فتحي الشقاقي كان نقطة مفصلية في حياتي الشخصية، و كان نقطة مفصلية في كل ما يتعلق بتصوراتي للحياة و للإسلام و لكل القضايا التي يعيشها الناس".
شخصية المعلم
عن شخصية الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي يقول الشيخ عزام "كانت شخصية الدكتور فتحي مختلفة عن كثير من الشخصيات في العالم، و بالتأكيد من يصل إلى مركز الزعامة و من يوفقه الله تعالى لتأسيس حركة إسلامية مجاهدة و في فلسطين بالذات، بالتأكيد يجب أن يكون لديه مواصفات مختلفة، أهم ما ميَز الدكتور فتحي الشقاقي هو الإصرار على مواصلة ما يشعر أنه حق و صواب، لأن حركة الجهاد الإسلامي ولدت في ظروف بالغة الصعوبة، وولدت بدون أدنى دعم من أي جهة سواء كانت هذه الجهة تنظيما أو هيئة أو دولة، حركة الجهاد الإسلامي ولدت فقط بالاعتماد على الله سبحانه و تعالى، و بالإيمان بصوابية هذا الاجتهاد و ضرورته للساحة الإسلامية و الساحة الفلسطينية، من الصعب أن تولد حركة في ظل هذه الظروف و بدون مصادر دعم و أن تطرح هذه الحركة فكرة جديدة تماما و أن تطرح الجهاد كوسيلة لتحرير فلسطين في وقت لم يكن هناك صوت للإسلام في فلسطين، هذا أمر بالغ الصعوبة، لكن الدكتور فتحي الشقاقي كان يملك هذا الإصرار، و الإصرار مرتبط بالإيمان و مرتبط بالوعي بالمسئولية و الدور، كان الدكتور يبث فينا جميعا صفة الإصرار و كان يبشر أن هذا الخيار الذي كان يحمله و الحركة التي حملها أفراد قليلون ستنتشر، و هذه الفكرة سيحملها الآلاف و الآلاف".
و يردف قائلا "أهم سمة ميزت الدكتور الشقاقي بعد الإصرار "التواضع"، فقد كان متواضعا جدا معنا و مع الناس رغم المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها، و بعد تحقيق إنجازات كبيرة و بعد أن أصبحت حركة الجهاد الإسلامي رقما كبيرا في الساحة الإسلامية والفلسطينية، كان الدكتور الشقاقي يزداد تواضعا معنا، صفة أخرى هامة جدا، و هي إنسانية الدكتور المعلم، لم يكن يحمل أحقادا على أحد رغم الطعنات و الضربات التي وجهت من غير اليهود، من الطبيعي أن توجه لحركة الجهاد الإسلامي ضربات من اليهود كونهم العدو الذي يحتل أرضنا، لكن كانت هناك ضربات ممن يفترض أنهم دعم و سند لنا، الدكتور لم يكن يحمل أحقادا على أحد نتيجة هذه الضربات و نتيجة المعوقات التي وضعت في طريقة و نتيجة الحرب الشعواء التي شنت عليه و على حركته و على فكرته و على شخصه، الجانب الإنساني في الدكتور فتحي الشقاقي كان جانبا طاغيا تماما و كان جانبا من الممكن أن نلاحظه ببساطة شديدة".
محطات مفصلية
يروي الشيخ عزام أن أهم مرحلة مفصلية في حياة الدكتور الشقاقي، كانت نكبة الشعب الفلسطيني في صيف عام 1967" كما روى لي شخصيا".
و يضيف "كان الدكتور فتحي الشقاقي قبل عام 67 ناصري الهوى، نسبة إلى الزعيم المعروف جمال عبد الناصر الذي كان يمتلك جاذبية كبيرة و قدرة كبيرة على التأثير في الناس، و امتلك مواصفات قيادية كثيرة أهلته أن يكون زعيما للأمة العربية، الشعارات التي كان يطرحها، إصراره على التصدي للأطماع الأمريكية، حديثه عن التحرير، و حديثه عن الاستقلال، و حديثه عن تجميع العرب في مواجهة ما كان يطلق عليه الإمبريالية، هذه شعارات استهوت أناسا كثيرين، و كان الدكتور فتحي الشقاقي في مقتبل العمر، و بالتالي تأثر بالشعارات و الأفكار الناصرية، لكن نكبة 67 أحدثت هزة في المنطقة و أحدثت هزة عند الدكتور فتحي الشقاقي، و قتها لم يكن يتجاوز المعلم السادسة عشر من عمره، لكن الزعماء من هذه الطينة و من هذا النموذج يمتلكون مواصفات القيادة و الزعامة مبكرا، و كانت هذه ملاحظة فيه".
و يقول" نكبة عام 67 جعلت الفتى الشقاقي يراجع مواقفه و يراجع ما يجري، و بالتالي انحاز إلى صف الإسلام بعد النكبة الثانية مباشرة، و التي أحيت خيارات الإسلام من جديد و شجعت الكثيرين في المنطقة العربية على التقدم أكثر نحو الإسلام إيمانا بأن الإسلام يملك القدرة على استنهاض الهمم و يملك القدرة على صياغة البرنامج الذي نواجه به (إسرائيل) في علوها و نواجه به مرحلة الهزيمة و التراجع ، و نواجه به آثار النكبة المدوية، أن تسقط القدس هذا أمر في غاية الخطورة، وفي غاية الصعوبة بالنسبة للناس".
حركة الإخوان المسلمين
الحركة الإسلامية التي كانت موجودة في الساحة الفلسطينية وقتها بحسب عزام "هي حركة الإخوان المسلمين، و بالتالي كان الدكتور الشقاقي يقترب من الإخوان المسلمين و يصبح واحدا من أهم كوادرهم رغم أنه لم يكن قد بلغ العشرين من عمره، روى لي شخصيا أن كثيرا من الإخوان المسلمين كانوا يضعون صورته في ميداليات يحملونها تقديرا و محبة له، كانوا يقدرونه تقديرا كبيرا لصفاته و أخلاقه العالية، كما روى لي شخصيا أنه كان واحدا من ستة أفراد ساهموا في إعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين في قطاع غزة بعد نكبة 67 رغم صغر سنه".
و يوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أنه في في فترة السبعينات كان الدكتور فتحي الشقاقي يعمل مدرسا للرياضيات في مدينة القدس بعد أن تخرج من جامعة بيرزيت "وسافر خارج فلسطين نتيجة ظروف مادية و عائلية، وتم قبوله في كلية الطب بجامعة الزقازيق و هو يعمل مدرسا بمدارس القدس، سافر عام 73 إلى مصر وسط أجواء ساد فيها أجواء الإقبال على الإسلام و حوار الذات و مراجعة كل شيء بعد نكبة 67 و سقوط الأفكار و اهتزاز الأنظمة التي كانت تستمد قوة من تلك الأفكار، و طبعا الدكتور فتحي الشقاقي كان يدلي بشهادته على تلك المرحلة، في تلك الفترة كانت هناك تساؤلات كبيرة حول خيار الإسلام و مواجهة إسرائيل، كان السؤال الفلسطيني الذي يلح بقوة: أين نحن كحركة إسلامية من هذا الصراع؟ ما هو موقف الحركات الإسلامية من القضية الفلسطينية؟ ما هو دور الشاب المسلم في هذه المرحلة؟ ما هو طبيعة المنهج الذي يجب أن تتقدم به الحركة الإسلامية سواء نحو فلسطين أو نحو التحديات و الواقع الذي نعيشه بشكل عام؟ د. فتحي الشقاقي لم يجد إجابات، و أدرك أن حركة الإخوان المسلمين لم تبلور إجابات واضحة حول هذه المسائل، بالذات في الموضوع الفلسطيني، و هو ردد هذا الكلام كثيرا، كان هناك إسلاميون بلا فلسطين، و كان هناك وطنيون بلا إسلام، بمعنى أن الاتجاهات الوطنية لم تتبن الإسلام كبرنامج و هوية في مواجهة إسرائيل، على الصعيد الإسلامي، الدائرة الإسلامية لم تتقدم نحو فلسطين، لم يكن هناك موقف محدد نحو القضية الفلسطينية و لم تكن هناك رؤية منظمة تتقدم بها الحركة الإسلامية نحو فلسطين و قضيتها، هذا السؤال كان سؤالا هاما، إضافة للموضوع المتعلق بالمنهج، الدكتور فتحي الشقاقي كان يؤكد على ضرورة امتلاك الحركة الإسلامية منهجا ثابتا واضح المعالم يعطي الحركة الإسلامية القدرة على تحليل واع لما يجري وثباتا بالنسبة للقضايا الكبرى و الإستراتيجية، المنهج سيكفل وجود انسجام في صفوف الحركة الإسلامية لتقديم برامجها، هذا الشيء كان غائبا و كان يبحث عنه الدكتور الشقاقي، الدكتور فتحي الشقاقي كان يدرك أنه لا بد من وجود تفسير واضح و قوي مترابط لأحداث التاريخ بالذات التاريخ الإسلامي، هذه العوامل مجتمعة كانت تقود الدكتور فتحي الشقاقي إلى حوار داخلي و جدل داخلي يقوده إلى لحظة يؤمن بها أنه لا بد من وجود اجتهاد و إطار جديد يقدم إجابات حول قضية فلسطين و دور الحركة الإسلامية في الزمن المعاصر، حول المنهج، حول التاريخ، كان يزداد الدكتور فتحي الشقاقي إيمانا أنه لا بد من إطار جديد، هو بذل عدة محاولات داخل صفوف الإخوان المسلمين، لكن لم يتوصل إلى نتائج".
الفضية الفلسطينية..رؤية واعية
و يتابع" ناأأنا أذكر من خلال حديث شخصي لي مع الدكتور الشقاقي أنه ضرب مثلا بالكتيب الهام للمفكر السوري الجزائري الأصل توفيق الطيب "ما بعد النكبتين" الذي تحدث من خلاله بشكل فلسفي و تفصيلي عن أسباب النكبة و أسباب انتصار (إسرائيل) و هزيمتنا، هذا الكتيب يعده الدكتور فتحي الشقاقي من أهم المنشورات التي فسرت نكبة عام 67، و من أهم الأدبيات التي قدمت رؤية واضحة للقضية الفلسطينية و لدور الأمة و دور الحركة الإسلامية تجاه فلسطين، يقول الدكتور فتحي الشقاقي إنه أخذ نسخة من هذا الكتيب و عرضها على قيادة الإخوان المسلمين ليتم طباعتها و تسويقها، فما سمع إلا التسويف، و بعد عدة شهور وجد الكتيب على حاله، و من خلال نقاش أدرك أن الكتيب لن يطبع، لأن هذا الكتيب يطرح فكرة جديدة، و يطرح برنامج للعمل في فلسطين، و يقدم رؤية جديدة لتعبئة أبناء و كوادر الحركة الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، مع مرور الوقت أدرك أنه لا بد ن وجود إطار جديد تتمثل فيه الإجابة عن هذه التساؤلات يحمل رؤية واعية للقضية الفلسطينية و يقدم تعبئة جديدة لأبناء و كوادر الحركة الإسلامية، و بالتالي طرح شعاره الهام جدا و الخالد": فلسطين قضية مركزية للحركة الإسلامية المعاصرة"، كان هذا الطرح يتم تداوله للمرة الأولى في الساحة الإسلامية و الفلسطينية، و هذا الطرح كلف الدكتور فتحي الشقاقي الكثير، لكنه كان مؤمنا أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة و للحركة الإسلامية، و كان يطرح مبرراته لهذا الشعار، و كان يتحدث عن الأبعاد القرآنية و الأبعاد التاريخية و يتحدث عن الأبعاد الواقعية للقضية الفلسطينية، و استنادا إلى هذه الأبعاد كان يزداد إصرارا على أن فلسطين يجب أن تكون القضية المركزية للعمل الإسلامي و للأمة الإسلامية و لكل فرد من شعبنا و أمتنا".
بعد ذلك كان من الطبيعي كما يقول الشيخ عزام أن يقود هذا الحوار و هذا الجدل إلى تأسيس إطار يعبر عن هذه الأفكار، و بالتالي كان تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في أواخر السبعينيات، طبعا الدافع الأهم وراء تأسيس حركة جديدة هو العمل على تجديد طاقة العمل الإسلامي و تقديم الإسلام بشكل يجذب الناس، و نفض الغبار عن صورة الإسلام أمام الناس، و بالتأكيد الموضوع الفلسطيني كان في مركز هذه المحاولة".
مجلة المختار الإسلامي
يؤكد الشيخ عزام أن البداية الفكرية لحركة الجهاد الإسلامي كانت منذ منتصف السبعينات حينما بدأت التساؤلات حول دور الحركة الإسلامية تجاه فلسطين، وواجب الشاب المسلم تجاه القضية الفلسطينية، و موقف الحركات الإسلامية مما يجري في العالم"و بالتالي بدأ الناس يسمعون عن هذا الفكر الجديد وعن هذه الحركة الجديدة، البدايات كانت من خلال مجلة مهمة مثلت أداة في نقل هذه الأفكار للناس و هي مجلة "المختار الإسلامي" التي صدرت أواخر السبعينات في مصر، و للمرة الأولى طرحت في الساحة الفلسطينية القضية الفلسطينية بشكل واضح وواعي في إحدى ملفات مجلة المختار الإسلامي، طرح الدكتور فتحي الشقاقي رؤيته للقضية الفلسطينية "القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الإسلامية لماذا؟" و تحدث عن تفاصيل ذلك، وواكب الحديث عن القضية الفلسطينية، الحديث عن عز الدين القسام باعتباره الرمز الأبرز للنضال والجهاد الفلسطيني على مدى سنوات طويلة، عز الدين القسام قبل أن يتحدث عنه الدكتور فتحي الشقاقي لم يأخذ نصيبه أبدا و لم نقدمه للناس بصورته الحقيقية أو بالصورة التي تتناسب مع ما قدمه و ما مثله القسام، فقد أفرد الدكتور الشهيد دراسة كاملة نشرت في مجلة المختار الإسلامي أواخر السبعينات".
هزة كبيرة
و يشير عزام بالقول"حركة الجهاد الإسلامي أحدثت هزة كبيرة في الساحتين الإسلامية و الفلسطينية من خلال طرحها هذا الفكر المتماسك و طرحها الجهاد كوسيلة لتحرير فلسطين، و قد ظهر ذلك من خلال الدور الهام الذي لعبته حركة الجهاد الإسلامي في إشعال الانتفاضة الأولى، بالطبع كانت الأمور تتجه نحو مزيد من الغليان في الساحة العربية عموما، و كانت الحركات الإسلامية في جدل حول كثير من الأمور، و حول طريقة التعامل مع الأنظمة، في عام 1981 كان هناك حدث كبير في مصر و هو قتل الرئيس المصري أنور السادات على أيدي مصريين ينتسبون إلى تنظيم الجهاد المصري، و جرت بعد الحادث حملة اعتقالات واسعة في صفوف الإسلاميين في مصر و في صفوف الطلاب الفلسطينيين، و نحن اعتقلنا ضمن هذه الحملة، الدكتور فتحي كان وقتها في إجازة في فلسطين بعد أن أنهى دراسته في مصر، حيث كان يمضي فترة الامتياز، عندما اعتقلنا كان الدكتور قد غادر بشكل فجائي و سريع، كانت التهمة وجود علاقات بين الدكتور الشقاقي و من معه من الطلاب الفلسطينيين و بين بعض المصريين الذين كان لهم دور في قتل السادات، عودة الشهيد الشقاقي و حركة الجهاد الإسلامي إلى فلسطين بداية الثمانينات مثلت بداية حقي0قية لمرحلة جديدة ستكون مختلفة تماما عن كل المراحل السابقة".
و لم ينته المشهد بعد، فعودة الدكتور المعلم المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي إلى فلسطين كانت بداية إشراقة عهد جديد للإسلام، و لطبيعة الصراع بين الحق و الباطل في فلسطين..
13:13
الشقاقي قدم الإسلام بصورته الحقيقية و طرح القضية الفلسطينية برؤية واقعية
عظيمة هي الأجيال التي ورَثها المعلم الشهيد فتحي الشقاقي فكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بعد أن أفنى عمره يؤسس و يبنى لنظرة واعية للإسلام و للقضية الفلسطينية في زمن غفل فيه الكثيرون عن تلك القضية و في وقت عاثت فيه قوات الغدر الصهيوني خرابا و دمارا في أولى القبلتين و ثالث الحرمين.
الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي و الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في جزيرة مالطة عام 1995ترك إرثا مؤثرا في تاريخ الحركات الإسلامية في العالم ساهم من خلاله في تغيير النظرة الخاطئة للإسلام الحقيقي و للشاب المسلم الصلد القوي الذي يفهم دينه و يفهم طبيعة صراعه مع عدوه في زمن تعمد فيه آخرون إغماض أعينهم عن هذه الحقائق ووجهوا أنظارهم بعيدا حيث لا تنتظر فلسطين و ترقب.
الشيخ نافذ عزام أحد من عاشروا الدكتور فتحي الشقاقي و عاصر معه تأسيس حركة الجهاد الإسلامي يروي للاستقلال بشهادة حية مشهد كفاح و جهاد الدكتور المعلم في تأسيس الجهاد الإسلامي منذ البدايات و حتى دخولها قطاع غزة...
أول لقاء
يقول الشيخ عزام " أول لقاء كان لي شخصيا مع الدكتور فتحي رحمة الله عليه كان في صيف عام 1978، حيث التقيت به في حفل زفاف لأحد أصدقاءه من كبار قادة الإخوان المسلمين في في فترة الإجازة الصيفية، حيث كنا ندرس في مصر
كنت أسمع عن الدكتور الشقاقي، و كان لي علاقات صداقة مع كثير من أبناء و كوادر الإخوان المسلمين، لفت نظري الدكتور الشقاقي بحديث شعرت أنه غير عادي، تحدث عن الوقت و أهميته بالنسبة للحياة الإنسانية و بالنسبة إلينا كمسلمين، كان الحديث بالنسبة لي جديدا و غريبا، و تصورت معه أن هذا الإنسان يتحدث بطريقة مختلفة و يفكر بطريقة مختلفة، لذلك شعرت أنني مشدود إليه، و حمدت الله كثيرا على أن حصل اللقاء مرة ثانية بعد رجوعنا إلى مصر من الإجازة، و قدر الله تعالى أن أدرس في نفس الجامعة التي يدرس فيها الدكتور فتحي (جامعة الزقازيق)، و في نفس الكلية (كلية الطب)، و أكثر من ذلك تشرفت أن سكنت معه في شقة واحدة، أنا أعتبر أن هذا كان شرفا عظيما لي، و أعتبر أن لقائي مع الدكتور فتحي الشقاقي كان نقطة مفصلية في حياتي الشخصية، و كان نقطة مفصلية في كل ما يتعلق بتصوراتي للحياة و للإسلام و لكل القضايا التي يعيشها الناس".
شخصية المعلم
عن شخصية الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي يقول الشيخ عزام "كانت شخصية الدكتور فتحي مختلفة عن كثير من الشخصيات في العالم، و بالتأكيد من يصل إلى مركز الزعامة و من يوفقه الله تعالى لتأسيس حركة إسلامية مجاهدة و في فلسطين بالذات، بالتأكيد يجب أن يكون لديه مواصفات مختلفة، أهم ما ميَز الدكتور فتحي الشقاقي هو الإصرار على مواصلة ما يشعر أنه حق و صواب، لأن حركة الجهاد الإسلامي ولدت في ظروف بالغة الصعوبة، وولدت بدون أدنى دعم من أي جهة سواء كانت هذه الجهة تنظيما أو هيئة أو دولة، حركة الجهاد الإسلامي ولدت فقط بالاعتماد على الله سبحانه و تعالى، و بالإيمان بصوابية هذا الاجتهاد و ضرورته للساحة الإسلامية و الساحة الفلسطينية، من الصعب أن تولد حركة في ظل هذه الظروف و بدون مصادر دعم و أن تطرح هذه الحركة فكرة جديدة تماما و أن تطرح الجهاد كوسيلة لتحرير فلسطين في وقت لم يكن هناك صوت للإسلام في فلسطين، هذا أمر بالغ الصعوبة، لكن الدكتور فتحي الشقاقي كان يملك هذا الإصرار، و الإصرار مرتبط بالإيمان و مرتبط بالوعي بالمسئولية و الدور، كان الدكتور يبث فينا جميعا صفة الإصرار و كان يبشر أن هذا الخيار الذي كان يحمله و الحركة التي حملها أفراد قليلون ستنتشر، و هذه الفكرة سيحملها الآلاف و الآلاف".
و يردف قائلا "أهم سمة ميزت الدكتور الشقاقي بعد الإصرار "التواضع"، فقد كان متواضعا جدا معنا و مع الناس رغم المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها، و بعد تحقيق إنجازات كبيرة و بعد أن أصبحت حركة الجهاد الإسلامي رقما كبيرا في الساحة الإسلامية والفلسطينية، كان الدكتور الشقاقي يزداد تواضعا معنا، صفة أخرى هامة جدا، و هي إنسانية الدكتور المعلم، لم يكن يحمل أحقادا على أحد رغم الطعنات و الضربات التي وجهت من غير اليهود، من الطبيعي أن توجه لحركة الجهاد الإسلامي ضربات من اليهود كونهم العدو الذي يحتل أرضنا، لكن كانت هناك ضربات ممن يفترض أنهم دعم و سند لنا، الدكتور لم يكن يحمل أحقادا على أحد نتيجة هذه الضربات و نتيجة المعوقات التي وضعت في طريقة و نتيجة الحرب الشعواء التي شنت عليه و على حركته و على فكرته و على شخصه، الجانب الإنساني في الدكتور فتحي الشقاقي كان جانبا طاغيا تماما و كان جانبا من الممكن أن نلاحظه ببساطة شديدة".
محطات مفصلية
يروي الشيخ عزام أن أهم مرحلة مفصلية في حياة الدكتور الشقاقي، كانت نكبة الشعب الفلسطيني في صيف عام 1967" كما روى لي شخصيا".
و يضيف "كان الدكتور فتحي الشقاقي قبل عام 67 ناصري الهوى، نسبة إلى الزعيم المعروف جمال عبد الناصر الذي كان يمتلك جاذبية كبيرة و قدرة كبيرة على التأثير في الناس، و امتلك مواصفات قيادية كثيرة أهلته أن يكون زعيما للأمة العربية، الشعارات التي كان يطرحها، إصراره على التصدي للأطماع الأمريكية، حديثه عن التحرير، و حديثه عن الاستقلال، و حديثه عن تجميع العرب في مواجهة ما كان يطلق عليه الإمبريالية، هذه شعارات استهوت أناسا كثيرين، و كان الدكتور فتحي الشقاقي في مقتبل العمر، و بالتالي تأثر بالشعارات و الأفكار الناصرية، لكن نكبة 67 أحدثت هزة في المنطقة و أحدثت هزة عند الدكتور فتحي الشقاقي، و قتها لم يكن يتجاوز المعلم السادسة عشر من عمره، لكن الزعماء من هذه الطينة و من هذا النموذج يمتلكون مواصفات القيادة و الزعامة مبكرا، و كانت هذه ملاحظة فيه".
و يقول" نكبة عام 67 جعلت الفتى الشقاقي يراجع مواقفه و يراجع ما يجري، و بالتالي انحاز إلى صف الإسلام بعد النكبة الثانية مباشرة، و التي أحيت خيارات الإسلام من جديد و شجعت الكثيرين في المنطقة العربية على التقدم أكثر نحو الإسلام إيمانا بأن الإسلام يملك القدرة على استنهاض الهمم و يملك القدرة على صياغة البرنامج الذي نواجه به (إسرائيل) في علوها و نواجه به مرحلة الهزيمة و التراجع ، و نواجه به آثار النكبة المدوية، أن تسقط القدس هذا أمر في غاية الخطورة، وفي غاية الصعوبة بالنسبة للناس".
حركة الإخوان المسلمين
الحركة الإسلامية التي كانت موجودة في الساحة الفلسطينية وقتها بحسب عزام "هي حركة الإخوان المسلمين، و بالتالي كان الدكتور الشقاقي يقترب من الإخوان المسلمين و يصبح واحدا من أهم كوادرهم رغم أنه لم يكن قد بلغ العشرين من عمره، روى لي شخصيا أن كثيرا من الإخوان المسلمين كانوا يضعون صورته في ميداليات يحملونها تقديرا و محبة له، كانوا يقدرونه تقديرا كبيرا لصفاته و أخلاقه العالية، كما روى لي شخصيا أنه كان واحدا من ستة أفراد ساهموا في إعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين في قطاع غزة بعد نكبة 67 رغم صغر سنه".
و يوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أنه في في فترة السبعينات كان الدكتور فتحي الشقاقي يعمل مدرسا للرياضيات في مدينة القدس بعد أن تخرج من جامعة بيرزيت "وسافر خارج فلسطين نتيجة ظروف مادية و عائلية، وتم قبوله في كلية الطب بجامعة الزقازيق و هو يعمل مدرسا بمدارس القدس، سافر عام 73 إلى مصر وسط أجواء ساد فيها أجواء الإقبال على الإسلام و حوار الذات و مراجعة كل شيء بعد نكبة 67 و سقوط الأفكار و اهتزاز الأنظمة التي كانت تستمد قوة من تلك الأفكار، و طبعا الدكتور فتحي الشقاقي كان يدلي بشهادته على تلك المرحلة، في تلك الفترة كانت هناك تساؤلات كبيرة حول خيار الإسلام و مواجهة إسرائيل، كان السؤال الفلسطيني الذي يلح بقوة: أين نحن كحركة إسلامية من هذا الصراع؟ ما هو موقف الحركات الإسلامية من القضية الفلسطينية؟ ما هو دور الشاب المسلم في هذه المرحلة؟ ما هو طبيعة المنهج الذي يجب أن تتقدم به الحركة الإسلامية سواء نحو فلسطين أو نحو التحديات و الواقع الذي نعيشه بشكل عام؟ د. فتحي الشقاقي لم يجد إجابات، و أدرك أن حركة الإخوان المسلمين لم تبلور إجابات واضحة حول هذه المسائل، بالذات في الموضوع الفلسطيني، و هو ردد هذا الكلام كثيرا، كان هناك إسلاميون بلا فلسطين، و كان هناك وطنيون بلا إسلام، بمعنى أن الاتجاهات الوطنية لم تتبن الإسلام كبرنامج و هوية في مواجهة إسرائيل، على الصعيد الإسلامي، الدائرة الإسلامية لم تتقدم نحو فلسطين، لم يكن هناك موقف محدد نحو القضية الفلسطينية و لم تكن هناك رؤية منظمة تتقدم بها الحركة الإسلامية نحو فلسطين و قضيتها، هذا السؤال كان سؤالا هاما، إضافة للموضوع المتعلق بالمنهج، الدكتور فتحي الشقاقي كان يؤكد على ضرورة امتلاك الحركة الإسلامية منهجا ثابتا واضح المعالم يعطي الحركة الإسلامية القدرة على تحليل واع لما يجري وثباتا بالنسبة للقضايا الكبرى و الإستراتيجية، المنهج سيكفل وجود انسجام في صفوف الحركة الإسلامية لتقديم برامجها، هذا الشيء كان غائبا و كان يبحث عنه الدكتور الشقاقي، الدكتور فتحي الشقاقي كان يدرك أنه لا بد من وجود تفسير واضح و قوي مترابط لأحداث التاريخ بالذات التاريخ الإسلامي، هذه العوامل مجتمعة كانت تقود الدكتور فتحي الشقاقي إلى حوار داخلي و جدل داخلي يقوده إلى لحظة يؤمن بها أنه لا بد من وجود اجتهاد و إطار جديد يقدم إجابات حول قضية فلسطين و دور الحركة الإسلامية في الزمن المعاصر، حول المنهج، حول التاريخ، كان يزداد الدكتور فتحي الشقاقي إيمانا أنه لا بد من إطار جديد، هو بذل عدة محاولات داخل صفوف الإخوان المسلمين، لكن لم يتوصل إلى نتائج".
الفضية الفلسطينية..رؤية واعية
و يتابع" ناأأنا أذكر من خلال حديث شخصي لي مع الدكتور الشقاقي أنه ضرب مثلا بالكتيب الهام للمفكر السوري الجزائري الأصل توفيق الطيب "ما بعد النكبتين" الذي تحدث من خلاله بشكل فلسفي و تفصيلي عن أسباب النكبة و أسباب انتصار (إسرائيل) و هزيمتنا، هذا الكتيب يعده الدكتور فتحي الشقاقي من أهم المنشورات التي فسرت نكبة عام 67، و من أهم الأدبيات التي قدمت رؤية واضحة للقضية الفلسطينية و لدور الأمة و دور الحركة الإسلامية تجاه فلسطين، يقول الدكتور فتحي الشقاقي إنه أخذ نسخة من هذا الكتيب و عرضها على قيادة الإخوان المسلمين ليتم طباعتها و تسويقها، فما سمع إلا التسويف، و بعد عدة شهور وجد الكتيب على حاله، و من خلال نقاش أدرك أن الكتيب لن يطبع، لأن هذا الكتيب يطرح فكرة جديدة، و يطرح برنامج للعمل في فلسطين، و يقدم رؤية جديدة لتعبئة أبناء و كوادر الحركة الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، مع مرور الوقت أدرك أنه لا بد ن وجود إطار جديد تتمثل فيه الإجابة عن هذه التساؤلات يحمل رؤية واعية للقضية الفلسطينية و يقدم تعبئة جديدة لأبناء و كوادر الحركة الإسلامية، و بالتالي طرح شعاره الهام جدا و الخالد": فلسطين قضية مركزية للحركة الإسلامية المعاصرة"، كان هذا الطرح يتم تداوله للمرة الأولى في الساحة الإسلامية و الفلسطينية، و هذا الطرح كلف الدكتور فتحي الشقاقي الكثير، لكنه كان مؤمنا أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة و للحركة الإسلامية، و كان يطرح مبرراته لهذا الشعار، و كان يتحدث عن الأبعاد القرآنية و الأبعاد التاريخية و يتحدث عن الأبعاد الواقعية للقضية الفلسطينية، و استنادا إلى هذه الأبعاد كان يزداد إصرارا على أن فلسطين يجب أن تكون القضية المركزية للعمل الإسلامي و للأمة الإسلامية و لكل فرد من شعبنا و أمتنا".
بعد ذلك كان من الطبيعي كما يقول الشيخ عزام أن يقود هذا الحوار و هذا الجدل إلى تأسيس إطار يعبر عن هذه الأفكار، و بالتالي كان تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في أواخر السبعينيات، طبعا الدافع الأهم وراء تأسيس حركة جديدة هو العمل على تجديد طاقة العمل الإسلامي و تقديم الإسلام بشكل يجذب الناس، و نفض الغبار عن صورة الإسلام أمام الناس، و بالتأكيد الموضوع الفلسطيني كان في مركز هذه المحاولة".
مجلة المختار الإسلامي
يؤكد الشيخ عزام أن البداية الفكرية لحركة الجهاد الإسلامي كانت منذ منتصف السبعينات حينما بدأت التساؤلات حول دور الحركة الإسلامية تجاه فلسطين، وواجب الشاب المسلم تجاه القضية الفلسطينية، و موقف الحركات الإسلامية مما يجري في العالم"و بالتالي بدأ الناس يسمعون عن هذا الفكر الجديد وعن هذه الحركة الجديدة، البدايات كانت من خلال مجلة مهمة مثلت أداة في نقل هذه الأفكار للناس و هي مجلة "المختار الإسلامي" التي صدرت أواخر السبعينات في مصر، و للمرة الأولى طرحت في الساحة الفلسطينية القضية الفلسطينية بشكل واضح وواعي في إحدى ملفات مجلة المختار الإسلامي، طرح الدكتور فتحي الشقاقي رؤيته للقضية الفلسطينية "القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الإسلامية لماذا؟" و تحدث عن تفاصيل ذلك، وواكب الحديث عن القضية الفلسطينية، الحديث عن عز الدين القسام باعتباره الرمز الأبرز للنضال والجهاد الفلسطيني على مدى سنوات طويلة، عز الدين القسام قبل أن يتحدث عنه الدكتور فتحي الشقاقي لم يأخذ نصيبه أبدا و لم نقدمه للناس بصورته الحقيقية أو بالصورة التي تتناسب مع ما قدمه و ما مثله القسام، فقد أفرد الدكتور الشهيد دراسة كاملة نشرت في مجلة المختار الإسلامي أواخر السبعينات".
هزة كبيرة
و يشير عزام بالقول"حركة الجهاد الإسلامي أحدثت هزة كبيرة في الساحتين الإسلامية و الفلسطينية من خلال طرحها هذا الفكر المتماسك و طرحها الجهاد كوسيلة لتحرير فلسطين، و قد ظهر ذلك من خلال الدور الهام الذي لعبته حركة الجهاد الإسلامي في إشعال الانتفاضة الأولى، بالطبع كانت الأمور تتجه نحو مزيد من الغليان في الساحة العربية عموما، و كانت الحركات الإسلامية في جدل حول كثير من الأمور، و حول طريقة التعامل مع الأنظمة، في عام 1981 كان هناك حدث كبير في مصر و هو قتل الرئيس المصري أنور السادات على أيدي مصريين ينتسبون إلى تنظيم الجهاد المصري، و جرت بعد الحادث حملة اعتقالات واسعة في صفوف الإسلاميين في مصر و في صفوف الطلاب الفلسطينيين، و نحن اعتقلنا ضمن هذه الحملة، الدكتور فتحي كان وقتها في إجازة في فلسطين بعد أن أنهى دراسته في مصر، حيث كان يمضي فترة الامتياز، عندما اعتقلنا كان الدكتور قد غادر بشكل فجائي و سريع، كانت التهمة وجود علاقات بين الدكتور الشقاقي و من معه من الطلاب الفلسطينيين و بين بعض المصريين الذين كان لهم دور في قتل السادات، عودة الشهيد الشقاقي و حركة الجهاد الإسلامي إلى فلسطين بداية الثمانينات مثلت بداية حقي0قية لمرحلة جديدة ستكون مختلفة تماما عن كل المراحل السابقة".
و لم ينته المشهد بعد، فعودة الدكتور المعلم المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي إلى فلسطين كانت بداية إشراقة عهد جديد للإسلام، و لطبيعة الصراع بين الحق و الباطل في فلسطين..
13:13
تعليق