رعب الأغنياء
خالص جلبي
العالم يموج موجا، وفي أقصى الأرض غربا تهتز الأرض وتنشق، وتتبخر تريليونات الدولارات من أموال المترفين، جزاء وفاقا على الجشع والاحتيال والكلبنة والتهام العالم مثل فطيرة محشوة بالزبيب؟
أما "علم جير" العامل البنغالي عندي؛ فيقوم صبحه، ويصلي صلاته، ويرش الماء وينظف الدرج وأرض الحوش، ويسقي النباتات، ويحمّم القط شوقي ويطعمه، ويمسح السيارة وينظف الغبرة، وإذا سألته عن الين واليورو ظن أنها جزر في المحيط الهندي ويقول ما في معلوم؟ فلا يعرف شيئا عن اليورو ولا كارثة الدولار، ولا ورطة العم بوش وعصابته، الذين يغرقون كما غرق فرعون في اليم وهو مليم، ولا يحمل "علم جير" في جيبه يورو ولا دولار، وينام هانئ البال فلا يسأل عن سوق البورصات وقاع المحيط الذي نزلت إليه بأشد من التيتانيك.
وفي يوم حين رأى اليورو الأحمر في يدي نظر إليه بفضول لا يقل عن فضول شوقي حين يرى عظمة مكسوة بلحم جيد..
وحين أفتح جريدة الاقتصادية كل يوم أرى الرعب مرتسما على وجوه الأغنياء والمرابين واللصوص وكذابي البنوك وسحرة البورصات؛ فأقول الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ..
إن ما يحدث في العالم من انهيار الأسواق المالية هو في الواقع حريق يأكل الأغنياء، أما الفقراء فليس عندهم ما يخسرون لأنه ليس عندهم ما يملكون..
وفي الإنجيل اكنزوا لكم كنوزا حيث لا ينقب الناقبون ويسرق السارقون..
اكنزوا لكم كنوزا في ملكوت السموات حيث لا يفسد سوس وصدأ، وحيث لا تنهار البورصات وتطير السندات ويهبط الدولار مثل طير أصابته قذيفة مدفع؟..
إنه رعب الأغنياء ورعبهم فقط .. فذوقوا عذاب..
جاء رجل غني إلى المسيح فقال يا معلم: دلني على طريق أدخل به الجنة؟ قال تصدق بكل ما تملك؟ تصوروا غنيا يتخلص من كل ثروته بإرادته؟؟
نظر الغني إلى المسيح بحزن ثم انصرف؟ فالتفت عيسى بن مريم إلى من حوله فقال: الحق أقول لكم دخول غني ملكوت السموات أصعب من دخول حبل السفينة الغليظ ثقب الإبرة..
وفي القرآن شبيه من هذا الكلام في سورة الأعراف الآية 40 أن المستكبرين لن يدخلوا ملكوت السموات و" لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط"؟!
فإن كان الحبل مستحيلا، فكيف بالجمل الحيوان، وهذا يعني بكلمة ثانية، كما يحدث في أسواق نيويورك في خريف 2008، أن العذاب ينال الأغنياء الأغبياء لأنهم يعيشون جهنم فعلية؟ سواء في الروح أو البدن؟؟
وهي كوارث الرأسمالية المكررة كل ستين إلى ثمانين عاما، كما ذهب إلى ذلك قبل زمن (رافي بترا) المحلل الاقتصادي الأمريكي من أصول هندية في كتابه الجرس الأعظم: الكساد الكبير؟؟
إنني أقرأ يوميا تحليلات الاقتصاديين، وبدأت أفكر في الاختصاص بالاقتصاد، حتى أفهم كل مسألة، وأستوعب الزلزال الذي أصاب الأغنياء برعب شديد، ويشفي صدور قوم مؤمنين..
كما كان يفعل الغزالي القديم، حيث مسح الفكر والرؤى المعاصرة له في وقت لئيم جدا، من الزحف المغولي من الشرق، وعصابات الصليبيين الفقراء المنحوسين من الغرب، فبدأ يقرأ ليس في العلوم العسكرية بل في الانهيار الفكري الذي قاد إلى الكارثة..
وكارثة بوش هي لعنة العراق ونسف العامرية، وموت مئات الآلاف على يد المجرم ذي الرأس الأسود شفارتس كوبف، كما جاءت لعنة انهيار الاتحاد السوفياتي من التهام بلاد الفقراء أفغانستان للوصول إلى ممرات مهمة وبترول رخيص وبحار دافئة فجاءهم العذاب..
إنه رعب الأغنياء وليس هم الفقراء بحال ...
أعجبني تعليق الأخ صالح مقبل الدكير على وضع أمريكا أنهم يستوردون أكثر مما يصدرون، وينفقون أكثر مما يدّخرون، ويأكلون أكثر مما ينتجون؟
فأي مصير تتوقع من هذه الأمة المنتفخة بالسحت، شاربة ربع النفط العالمي، ناصرة إسرائيل في كل مقتلة ومخمصة، بما فيها زرع السلاح النووي والسكوت عليه؟ ملتهمة العراق بأفضل من البقلاوة الحلبية، ومحركة الانقلابات في كل أرض، ومنصبة عروش الطواغيت بمن فيهم صدام، الذي ركبوه ثم شنقوه، وعن غيره سكتوا طالما طاوعهم واستسلم لهم، زارعة الرعب في قلوب العالم أجمعين، وتتهم الناس بالرعب، وناشرة القواعد العسكرية في كل مكان نشرا، وتتجسس على العالم في 16 جهازا أمنيا، ويتقاضى (أنجيلو موزيلو) مدير بنك (كاونتيريو ايد فايننشال) عندهم 102.86 مليون دولار معاشات سنوية بما يعادل ميزانية دولة إفريقية؟
إن قوانين الله صارمة، وحين يمرض المريض لا يدخل المشفى إلا في الانهيار، ويبقى لفترة طويلة في مرحلة ما تحت السريرية حتى يصبح في السرير..
سنة الله في الذين خلوا من قبل وهلك هنالك المبطلون
وأمريكا سيصيبها داء الأمم..
وسوف تنهار كما انهار الاتحاد السوفياتي فتلعق جراحها ويركب بوش الحفيد "بسكليت" بدل ليموزين ويومئذ يفرح المؤمنون ..
يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون...
http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=10874
خالص جلبي
العالم يموج موجا، وفي أقصى الأرض غربا تهتز الأرض وتنشق، وتتبخر تريليونات الدولارات من أموال المترفين، جزاء وفاقا على الجشع والاحتيال والكلبنة والتهام العالم مثل فطيرة محشوة بالزبيب؟
أما "علم جير" العامل البنغالي عندي؛ فيقوم صبحه، ويصلي صلاته، ويرش الماء وينظف الدرج وأرض الحوش، ويسقي النباتات، ويحمّم القط شوقي ويطعمه، ويمسح السيارة وينظف الغبرة، وإذا سألته عن الين واليورو ظن أنها جزر في المحيط الهندي ويقول ما في معلوم؟ فلا يعرف شيئا عن اليورو ولا كارثة الدولار، ولا ورطة العم بوش وعصابته، الذين يغرقون كما غرق فرعون في اليم وهو مليم، ولا يحمل "علم جير" في جيبه يورو ولا دولار، وينام هانئ البال فلا يسأل عن سوق البورصات وقاع المحيط الذي نزلت إليه بأشد من التيتانيك.
وفي يوم حين رأى اليورو الأحمر في يدي نظر إليه بفضول لا يقل عن فضول شوقي حين يرى عظمة مكسوة بلحم جيد..
وحين أفتح جريدة الاقتصادية كل يوم أرى الرعب مرتسما على وجوه الأغنياء والمرابين واللصوص وكذابي البنوك وسحرة البورصات؛ فأقول الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ..
إن ما يحدث في العالم من انهيار الأسواق المالية هو في الواقع حريق يأكل الأغنياء، أما الفقراء فليس عندهم ما يخسرون لأنه ليس عندهم ما يملكون..
وفي الإنجيل اكنزوا لكم كنوزا حيث لا ينقب الناقبون ويسرق السارقون..
اكنزوا لكم كنوزا في ملكوت السموات حيث لا يفسد سوس وصدأ، وحيث لا تنهار البورصات وتطير السندات ويهبط الدولار مثل طير أصابته قذيفة مدفع؟..
إنه رعب الأغنياء ورعبهم فقط .. فذوقوا عذاب..
جاء رجل غني إلى المسيح فقال يا معلم: دلني على طريق أدخل به الجنة؟ قال تصدق بكل ما تملك؟ تصوروا غنيا يتخلص من كل ثروته بإرادته؟؟
نظر الغني إلى المسيح بحزن ثم انصرف؟ فالتفت عيسى بن مريم إلى من حوله فقال: الحق أقول لكم دخول غني ملكوت السموات أصعب من دخول حبل السفينة الغليظ ثقب الإبرة..
وفي القرآن شبيه من هذا الكلام في سورة الأعراف الآية 40 أن المستكبرين لن يدخلوا ملكوت السموات و" لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط"؟!
فإن كان الحبل مستحيلا، فكيف بالجمل الحيوان، وهذا يعني بكلمة ثانية، كما يحدث في أسواق نيويورك في خريف 2008، أن العذاب ينال الأغنياء الأغبياء لأنهم يعيشون جهنم فعلية؟ سواء في الروح أو البدن؟؟
وهي كوارث الرأسمالية المكررة كل ستين إلى ثمانين عاما، كما ذهب إلى ذلك قبل زمن (رافي بترا) المحلل الاقتصادي الأمريكي من أصول هندية في كتابه الجرس الأعظم: الكساد الكبير؟؟
إنني أقرأ يوميا تحليلات الاقتصاديين، وبدأت أفكر في الاختصاص بالاقتصاد، حتى أفهم كل مسألة، وأستوعب الزلزال الذي أصاب الأغنياء برعب شديد، ويشفي صدور قوم مؤمنين..
كما كان يفعل الغزالي القديم، حيث مسح الفكر والرؤى المعاصرة له في وقت لئيم جدا، من الزحف المغولي من الشرق، وعصابات الصليبيين الفقراء المنحوسين من الغرب، فبدأ يقرأ ليس في العلوم العسكرية بل في الانهيار الفكري الذي قاد إلى الكارثة..
وكارثة بوش هي لعنة العراق ونسف العامرية، وموت مئات الآلاف على يد المجرم ذي الرأس الأسود شفارتس كوبف، كما جاءت لعنة انهيار الاتحاد السوفياتي من التهام بلاد الفقراء أفغانستان للوصول إلى ممرات مهمة وبترول رخيص وبحار دافئة فجاءهم العذاب..
إنه رعب الأغنياء وليس هم الفقراء بحال ...
أعجبني تعليق الأخ صالح مقبل الدكير على وضع أمريكا أنهم يستوردون أكثر مما يصدرون، وينفقون أكثر مما يدّخرون، ويأكلون أكثر مما ينتجون؟
فأي مصير تتوقع من هذه الأمة المنتفخة بالسحت، شاربة ربع النفط العالمي، ناصرة إسرائيل في كل مقتلة ومخمصة، بما فيها زرع السلاح النووي والسكوت عليه؟ ملتهمة العراق بأفضل من البقلاوة الحلبية، ومحركة الانقلابات في كل أرض، ومنصبة عروش الطواغيت بمن فيهم صدام، الذي ركبوه ثم شنقوه، وعن غيره سكتوا طالما طاوعهم واستسلم لهم، زارعة الرعب في قلوب العالم أجمعين، وتتهم الناس بالرعب، وناشرة القواعد العسكرية في كل مكان نشرا، وتتجسس على العالم في 16 جهازا أمنيا، ويتقاضى (أنجيلو موزيلو) مدير بنك (كاونتيريو ايد فايننشال) عندهم 102.86 مليون دولار معاشات سنوية بما يعادل ميزانية دولة إفريقية؟
إن قوانين الله صارمة، وحين يمرض المريض لا يدخل المشفى إلا في الانهيار، ويبقى لفترة طويلة في مرحلة ما تحت السريرية حتى يصبح في السرير..
سنة الله في الذين خلوا من قبل وهلك هنالك المبطلون
وأمريكا سيصيبها داء الأمم..
وسوف تنهار كما انهار الاتحاد السوفياتي فتلعق جراحها ويركب بوش الحفيد "بسكليت" بدل ليموزين ويومئذ يفرح المؤمنون ..
يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون...
http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=10874
تعليق