لعنة غزة
شركات أفلست، مدخرات تبخرت، أرصدة لم يعد لها وجود، آلاف المليارات ضخت واختفت، دول بحالها على حافة الانهيار الاقتصادي التام، بل أوشكت على الافلاس فيما يُسمى National Bankruptcy، والعالم ينتظر فترة من الكساد المطبق، هذه هي أخبار العالم الاقتصادية للأسبوع المنصرم، وما زالت البقية تأتي.
ما علاقة ذلك بموضوعنا وعنوانه؟ سؤال اجابته ربما تكون شخصية بحتة، لكنها بالتأكيد مبررة، ويحق لنا أن نطرحها، لا من باب العاطفة المطلقة، ولا من باب التشفي، ولا أيضاً من باب من لديه عقدة أن العالم يدور حوله فقط، لكن من زاوية بسيطة مفادها أن الظلم لا يقبل به أحد، وأن الظلم ظلمات.
بينما كنا نتابع أخبار أسواق المال العالمية وانهيارها غير المسبوق، خطر على بالنا خاطرين، الأول هو عدم وجود مبرر اقتصادي أو تفسير لما يجري، حيث عجز محللو العالم في فهم حالة الفوضى والذعر التي سادت وتسود الأسواق العالمية، والثاني هو تأثير ذلك على اقتصاد شعبنا – ان كان لديه اقتصاد، ومع الخاطرين جاء تعليق منشور قرأناه من قلب مظلوم مكلوم، لكنه يحمل الدروس العظام لمن أراد أن يفهم من الأنام، تعليق بسيط لا يتجاوز الأسطر الثلاثة، ننقله ونزيد عليه، ثم نقف عنده.
من حقنا أن نقارن ونسأل ونضع المعادلات التالية بين غزة وباقي العالم، ومن حقنا أن نربط من باب الظلم العالمي الجماعي الفادح الذي وقع على أهلنا في غزة وبين ما تتعرض له الأسواق المالية اليوم:
§ قطعوا رواتب الأخيار فانهار الدولار
§ منعوا الدواء والغذاء فتضاعفت الأسعار وزاد الغلاء
§ أوقفوا صادرات الغاز والبترول فصرخ العالم من زيادة سعر البراميل
§ أرادوا ترويع وتركيع الآمنين فدب الذعر والخوف في المضاربين
§ أغلقوا المصارف وكان بديلها البريد فاُغلقت مصارفهم بلا تهديد أو وعيد
§ أرادوا أن تفلس غزة فأفلسوا من أول هزة
§ شددوا وأغلقوا المعابر واليوم يغلقون "بورصاتهم" أمام كل مغامر
حتى قوانين مكافحة الارهاب التي أريد لها أن تٌطبق على الشعوب المقاومة تطبق اليوم بين الدول، فبريطانيا جمدت أرصدة مصارف ايسلندا تحت بنود قانون مكافحة الارهاب، سبحان الله!
هذا هو لسان وواقع حال من يتعرض للظلم، كيف لا ومليون ونصف المليون يُحاربون في قوت يومهم، ويُسلّط عليهم أراذلهم ليحاربوهم في التعليم والصحة والطعام وحتى الكلام؟
ما يحتاجه أهلنا في غزة بضع ملايين ترفع عنهم الشدة والحصار، بخلوا بها وأبوا إلا أن يحاصروهم، واليوم يخسر العالم مئات بل آلاف المليارات وفي لحظات، اليوم يضخ العالم من شرقه لغربه، بعربه وعجمه، أمواله بأرقام فلكية لوقف الانهيار، لكنها ما أن تٌضخ حتى تتبخر من الأسواق التي تهتز خوفاً وجزعا، اليوم وبحسب موقع البي بي سي عجزت الساعة في ميدان Times Square في نيويورك والتي ترصد حجم المديونية والعجز القومي عن رصد هذا العجز بعد أن تجاوز عدد الأصفار المخصصة لذلك العشرة تريليونات ( التريليون يعادل ألف مليار أو مليون المليون!)
لعنة الفراعنة اسطورة وخرافة خاطها وحاكها المستكشفون الغربيون بعد أن مات أكثرهم في ظروف لم تُفسر في حينها، وعلى أساس هذه اللعنة انتجت الأفلام، وسالت الأقلام، حتى باتت وكأنها حقيقة لا جدال فيها، يخوض فيها من يخوض، والعبرة فيها أن هذه الأرض لأهلها حتى الأموات منهم، ولا تقبل أن يعبث بقبورها غريب مهما كانت نواياه، والا فمصيره اللعنة والفناء.
غزة أرض العزة لعنتها حقيقية لا أسطورية ضد من يعاديها، غزة تمنى رابين أن يبتلعها البحر فابتلعته الأرض، وشارون الذي قال أن نتساريم كتل أبيب هرب منها فمات حياً بحسرته، والمتآمرون اللحديون الدايتونيون فروا منها كالجرذان يوم انتفضت غزة عليهم، واليوم وبدعاء أهلها ومعهم مليار ونصف المليار مسلم، يشرب العالم من الكأس التي أرادوا أن يسقوا غزة منه، اليوم تحل لعنة غزة على من ظلمها وتجبر عليها، نقولها لا شماتة ولا تشفي، لكن من أجل رفع الظلم والمعاناة عن أهلنا وشعبنا.
غزة الصامدة الصابرة تتحمل أذى القريب والبعيد، وتصبر سنوات على الضيم، وتعيش بأقل القليل، وتتحمل من أجل الثوابت والحقوق غير القابلة للتصرف والعبث في مفاوضات عبثية، فهل يتحمل العالم، أو جزء منه، أو أي زاوية منه ما تتحمله غزة؟ بل ربعه أو حتى عشره؟
لك الله يا غزة يا أرض العزة، ومعك قلوب وأفئدة كل محب للعدل والحق، ودعوات مليارات البشر التي تثبت اليوم أنها أقوى وأشد وقعاً من مليارات من يحاصروك ويخنقوك.
شركات أفلست، مدخرات تبخرت، أرصدة لم يعد لها وجود، آلاف المليارات ضخت واختفت، دول بحالها على حافة الانهيار الاقتصادي التام، بل أوشكت على الافلاس فيما يُسمى National Bankruptcy، والعالم ينتظر فترة من الكساد المطبق، هذه هي أخبار العالم الاقتصادية للأسبوع المنصرم، وما زالت البقية تأتي.
ما علاقة ذلك بموضوعنا وعنوانه؟ سؤال اجابته ربما تكون شخصية بحتة، لكنها بالتأكيد مبررة، ويحق لنا أن نطرحها، لا من باب العاطفة المطلقة، ولا من باب التشفي، ولا أيضاً من باب من لديه عقدة أن العالم يدور حوله فقط، لكن من زاوية بسيطة مفادها أن الظلم لا يقبل به أحد، وأن الظلم ظلمات.
بينما كنا نتابع أخبار أسواق المال العالمية وانهيارها غير المسبوق، خطر على بالنا خاطرين، الأول هو عدم وجود مبرر اقتصادي أو تفسير لما يجري، حيث عجز محللو العالم في فهم حالة الفوضى والذعر التي سادت وتسود الأسواق العالمية، والثاني هو تأثير ذلك على اقتصاد شعبنا – ان كان لديه اقتصاد، ومع الخاطرين جاء تعليق منشور قرأناه من قلب مظلوم مكلوم، لكنه يحمل الدروس العظام لمن أراد أن يفهم من الأنام، تعليق بسيط لا يتجاوز الأسطر الثلاثة، ننقله ونزيد عليه، ثم نقف عنده.
من حقنا أن نقارن ونسأل ونضع المعادلات التالية بين غزة وباقي العالم، ومن حقنا أن نربط من باب الظلم العالمي الجماعي الفادح الذي وقع على أهلنا في غزة وبين ما تتعرض له الأسواق المالية اليوم:
§ قطعوا رواتب الأخيار فانهار الدولار
§ منعوا الدواء والغذاء فتضاعفت الأسعار وزاد الغلاء
§ أوقفوا صادرات الغاز والبترول فصرخ العالم من زيادة سعر البراميل
§ أرادوا ترويع وتركيع الآمنين فدب الذعر والخوف في المضاربين
§ أغلقوا المصارف وكان بديلها البريد فاُغلقت مصارفهم بلا تهديد أو وعيد
§ أرادوا أن تفلس غزة فأفلسوا من أول هزة
§ شددوا وأغلقوا المعابر واليوم يغلقون "بورصاتهم" أمام كل مغامر
حتى قوانين مكافحة الارهاب التي أريد لها أن تٌطبق على الشعوب المقاومة تطبق اليوم بين الدول، فبريطانيا جمدت أرصدة مصارف ايسلندا تحت بنود قانون مكافحة الارهاب، سبحان الله!
هذا هو لسان وواقع حال من يتعرض للظلم، كيف لا ومليون ونصف المليون يُحاربون في قوت يومهم، ويُسلّط عليهم أراذلهم ليحاربوهم في التعليم والصحة والطعام وحتى الكلام؟
ما يحتاجه أهلنا في غزة بضع ملايين ترفع عنهم الشدة والحصار، بخلوا بها وأبوا إلا أن يحاصروهم، واليوم يخسر العالم مئات بل آلاف المليارات وفي لحظات، اليوم يضخ العالم من شرقه لغربه، بعربه وعجمه، أمواله بأرقام فلكية لوقف الانهيار، لكنها ما أن تٌضخ حتى تتبخر من الأسواق التي تهتز خوفاً وجزعا، اليوم وبحسب موقع البي بي سي عجزت الساعة في ميدان Times Square في نيويورك والتي ترصد حجم المديونية والعجز القومي عن رصد هذا العجز بعد أن تجاوز عدد الأصفار المخصصة لذلك العشرة تريليونات ( التريليون يعادل ألف مليار أو مليون المليون!)
لعنة الفراعنة اسطورة وخرافة خاطها وحاكها المستكشفون الغربيون بعد أن مات أكثرهم في ظروف لم تُفسر في حينها، وعلى أساس هذه اللعنة انتجت الأفلام، وسالت الأقلام، حتى باتت وكأنها حقيقة لا جدال فيها، يخوض فيها من يخوض، والعبرة فيها أن هذه الأرض لأهلها حتى الأموات منهم، ولا تقبل أن يعبث بقبورها غريب مهما كانت نواياه، والا فمصيره اللعنة والفناء.
غزة أرض العزة لعنتها حقيقية لا أسطورية ضد من يعاديها، غزة تمنى رابين أن يبتلعها البحر فابتلعته الأرض، وشارون الذي قال أن نتساريم كتل أبيب هرب منها فمات حياً بحسرته، والمتآمرون اللحديون الدايتونيون فروا منها كالجرذان يوم انتفضت غزة عليهم، واليوم وبدعاء أهلها ومعهم مليار ونصف المليار مسلم، يشرب العالم من الكأس التي أرادوا أن يسقوا غزة منه، اليوم تحل لعنة غزة على من ظلمها وتجبر عليها، نقولها لا شماتة ولا تشفي، لكن من أجل رفع الظلم والمعاناة عن أهلنا وشعبنا.
غزة الصامدة الصابرة تتحمل أذى القريب والبعيد، وتصبر سنوات على الضيم، وتعيش بأقل القليل، وتتحمل من أجل الثوابت والحقوق غير القابلة للتصرف والعبث في مفاوضات عبثية، فهل يتحمل العالم، أو جزء منه، أو أي زاوية منه ما تتحمله غزة؟ بل ربعه أو حتى عشره؟
لك الله يا غزة يا أرض العزة، ومعك قلوب وأفئدة كل محب للعدل والحق، ودعوات مليارات البشر التي تثبت اليوم أنها أقوى وأشد وقعاً من مليارات من يحاصروك ويخنقوك.
تعليق