الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي حرض على قتال المشركين وكافة أعداء الدين وفضل المجاهدين على القاعدين.
والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد المجاهدين الذي جاهد في الله حق جهاده فنصره الله وأعز به الإسلام والمسلمين.
أما بعد:
لقد حث الإسلام على الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة أهل الشرك والفساد هي السفلى.
يقول العلي العظيم: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}التوبة36.
ويقول عليه الصلاة والسلام: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))
فالجهاد هنا بالنفس والمال معاً أو بالنفس، له شأن وفضل عظيم وثوابه عند الله درجات ومغفرة ورحمة وجنات نعيم، ونصر من عنده وذلك الفوز العظيم.
وهو من أفضل الأعمال وأجل الأفعال، ولا يعدل فضله سائر القربات، والمجاهدين هم أفضل الناس إذا جاهدوا في سبيل الله صابرين محتسبين مقبلين غير مدبرين.
وفي فضل الجهاد وعلو شأن المجاهدين يقول رب العالمين: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}التوبة111.
ويقول العلي العظيم: { لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}النساء95-96.
ويقول العلي الكبير: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}الصف10-13.
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يعدل الجهاد قال: ((لا أجده)) ثم استأنف قائلاً ((هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر...؟)) قال: ومن يستطيع ذلك.
قال الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وهو يعللق على الحديث المتقدم: ((وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقضي ألا يعدل الجهاد شيء من الأعمال)).
وفي فضل الجهاد أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)).
والتراث الإسلامي غني بالقصص والملاحم الجهادية التي تسجل مآثر الرجال في ساحات الوغي .. رجال نور الله والإيمان في قلوبهم وزينه، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، فأضحوا كتلة من العزم والإصرار على بذل العطاء والفداء نصرة لهذا الدين الحنيف.
وفي سير وتراجم هؤلاء الرجال نبع لا ينضب يحكي لكل الأجيال آثارهم المرضية وسيرتهم الحميدة التي دفعت المسلمين إلى بناء حضارة إبداعية امتد شعارها إلى كافة مناحي الحياة.
*ومن أعلام هذه المدرسة الجهادية (الشهداء)
إن تاريخ الجهاد في الإسلام مخضب بسير وتراجم الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الدين وسلامة المعتقد، ولتكون كلمة الله هي العليا.
لقد لبوا نداء الجهاد، فجاهدوا في الله حق جهاد، حتى نالوا شرف الشهادة، فما أعظمه من شرف وما أعظمه من فضل ونعمة يمن بها الخالق العظيم على عباده المجاهدين في سبيله، ويبشر سبحانه وتعالى بهذا الفضل وهذه النعمة، فيقول عز من قائل: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}آل عمران 169-171.
وفي فضل الشهادة في سبيل الله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)).
ويقول صلى الله عليه وسلم عن فضل الشهادة: ((والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك)).
وقال ببعض العلماء: الحكمة في بعث الشهيد كذلك أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في طاعة الله تعالى.
ما أجمل الموت
وما أجمل الشهادة في سبيل الله
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله رب العالمين الذي حرض على قتال المشركين وكافة أعداء الدين وفضل المجاهدين على القاعدين.
والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد المجاهدين الذي جاهد في الله حق جهاده فنصره الله وأعز به الإسلام والمسلمين.
أما بعد:
لقد حث الإسلام على الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة أهل الشرك والفساد هي السفلى.
يقول العلي العظيم: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}التوبة36.
ويقول عليه الصلاة والسلام: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))
فالجهاد هنا بالنفس والمال معاً أو بالنفس، له شأن وفضل عظيم وثوابه عند الله درجات ومغفرة ورحمة وجنات نعيم، ونصر من عنده وذلك الفوز العظيم.
وهو من أفضل الأعمال وأجل الأفعال، ولا يعدل فضله سائر القربات، والمجاهدين هم أفضل الناس إذا جاهدوا في سبيل الله صابرين محتسبين مقبلين غير مدبرين.
وفي فضل الجهاد وعلو شأن المجاهدين يقول رب العالمين: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}التوبة111.
ويقول العلي العظيم: { لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}النساء95-96.
ويقول العلي الكبير: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}الصف10-13.
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يعدل الجهاد قال: ((لا أجده)) ثم استأنف قائلاً ((هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر...؟)) قال: ومن يستطيع ذلك.
قال الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني وهو يعللق على الحديث المتقدم: ((وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقضي ألا يعدل الجهاد شيء من الأعمال)).
وفي فضل الجهاد أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)).
والتراث الإسلامي غني بالقصص والملاحم الجهادية التي تسجل مآثر الرجال في ساحات الوغي .. رجال نور الله والإيمان في قلوبهم وزينه، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، فأضحوا كتلة من العزم والإصرار على بذل العطاء والفداء نصرة لهذا الدين الحنيف.
وفي سير وتراجم هؤلاء الرجال نبع لا ينضب يحكي لكل الأجيال آثارهم المرضية وسيرتهم الحميدة التي دفعت المسلمين إلى بناء حضارة إبداعية امتد شعارها إلى كافة مناحي الحياة.
*ومن أعلام هذه المدرسة الجهادية (الشهداء)
إن تاريخ الجهاد في الإسلام مخضب بسير وتراجم الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الدين وسلامة المعتقد، ولتكون كلمة الله هي العليا.
لقد لبوا نداء الجهاد، فجاهدوا في الله حق جهاد، حتى نالوا شرف الشهادة، فما أعظمه من شرف وما أعظمه من فضل ونعمة يمن بها الخالق العظيم على عباده المجاهدين في سبيله، ويبشر سبحانه وتعالى بهذا الفضل وهذه النعمة، فيقول عز من قائل: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}آل عمران 169-171.
وفي فضل الشهادة في سبيل الله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)).
ويقول صلى الله عليه وسلم عن فضل الشهادة: ((والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك)).
وقال ببعض العلماء: الحكمة في بعث الشهيد كذلك أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في طاعة الله تعالى.
ما أجمل الموت
وما أجمل الشهادة في سبيل الله
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين
تعليق