§¤~¤§¤~¤§يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين§¤~¤§¤~¤§
خططهم لتدمير الإسلام
بعد فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام، قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، وبدؤوا منذ قرنين يسعون بكل قوة للقضاء على الإسلام.
كانت خطواتهم كما يلي:
أولاً: القضاء على حكم الإسلامي :
بإنهاء الخلافة الإسلامية المتمثلة بالدولة العثمانية، التي كانت رغم بعد حكمها عن روح الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافة من خلافة شكلية إلى خلافة حقيقية تهددهم بالخطر.
كانت فرصتهم الذهبية التي مهدوا لها طوال قرن ونصف هي سقوط تركيا مع حليفتها ألمانيا خاسرة في الحرب العالمية الأولى.
دخلت الجيوش الإنكليزية واليونانية، والإيطالية، والفرنسية أراضي الدولة العثمانية، وسيطرت على جميع أراضيها، ومنها العاصمة استانبول.
ولما ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد صلح بين المتحاربين اشترطت إنكلترا على تركيا أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط التالية:
أ - إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.
ب - أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.
ج- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.
د – أن تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام. ()
فنفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، فانسحبت الدول المحتلة من تركيا.
ولما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب.
فأجاب كرزون: لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة.
فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة . (كيف هدمت الخلافة ص190)
ثانياً: القضاء على القرآن ومحوه:
لأنهم كما سبق أن قلنا يعتبرون القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين أيديهم حياً يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم.
1- يقول غلادستون: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان. ()
ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف:
متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه. ()
ويقول المبشر تاكلي:
يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضى عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً. ()
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .. ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم. ()
وقد أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون … ولما ابتدأت الحفلة، فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري …
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً !!! ؟؟
أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!!.()
ثالثاً: تدمير أخلاق المسلمين، وعقولهم، وصلتهم بالله، وإطلاق شهواتهم:
يقول مرماديوك باكتول:
إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً.
بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم. ()
يقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935 م:
إن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ، إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله ، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية ، لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له ، ألا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي مطابقاً لما أراده له الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة، والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب، حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم فللحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات .. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه. ()
ويقول صموئيل زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي :
إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتان، مزية هدم ، ومزية بناء
أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه، ولو بدفعه إلى الإلحاد ..
وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه. ()
ويقولون إن أهم الأساليب للوصول إلى تدمير أخلاق المسلم وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم العلماني.
أ- يقول المبشر تكلى:
يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية. ()
ب- ويقول زويمر: مادام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشيء لهم المدارس العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب. ()
ج- يقول جب: لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً عن غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حدٍ بعيدٍ على القادة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة. كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني. ()
رابعاً: القضاء على وحدة المسلمين:
1- يقول القس سيمون:
إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية. ()
ويقول المبشر لورنس براون:
إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنةً على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير. ()
ويكمل حديثه:
يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.
3- ويقول أرنولد توينبى في كتابه الإسلام والغرب والمستقبل: ()
إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ.
4- وقد فرح غابرائيل هانوتو وزير خارجية فرنسا حينما انحل رباط تونس الشديد بالبلاد الإسلامية، وتفلتت روابطه مع مكة، ومع ماضيه الإسلامي، حين فرض عليه الفرنسيون فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية. ()
5- من أخطر ما نذكره من أخبار حول هذه النقطة هو ما يلي:
في سنة 1907 عقد مؤتمر أوربى كبير ، ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوربيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح:
إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضى علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا.
واستمر المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش.
واستعرض المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضى على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوربة.
فقرر المؤتمرون وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوربة.
وأخيراً قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس، ليبقى العرب متفرقين.
وبذا أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين. ()
خامساً: تشكيك المسلمين بدينهم:
في كتاب مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين يقول:
إن المسلمين يدّعون أن في الإسلام ما يلبى كل حاجة اجتماعية في البشر، فعلينا نحن المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الفكرية والروحية. ()
تنفيذاً لذلك وضعت كتب المستشرقين المتربصين بالإسلام، التي لا تجد فيها إلا الطعن بالإسلام، والتشكيك بمبادئه، والغمز بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
سادساً: إبقاء العرب ضعفاء:
يعتقد الغربيون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية يقول مورو بيرجر في كتابه العالم العربي:
لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب تعني قوة الإسلام فليدمر العرب ليدمروا بتدميرهم الإسلام.
سابعاً: إنشاء ديكتاتوريات سياسية في العالم الإسلامي:
يقول المستشرق و. ك. سميث الأمريكي، والخبير بشؤون الباكستان:
إذا أعطى المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها.
وينصح رئيس تحرير مجلة تايم في كتابه سفر آسيا الحكومة الأمريكية أن تنشئ في البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام إلى السيطرة على الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره. ()
لكنهم لا ينسوا أن يعطوا هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تتفجر.
يقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:
إن الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم، لكنها لم تثبط من عزائهم. ()
ثامناً: إبعاد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية ومحاولة إبقائهم مستهلكين لسلع الغرب:
يقول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952 إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي … (ويتابع):
فلنعط هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني ، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي، أصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة، خطراً داهماً ينتهي به الغرب ، وينتهي معه دوره القيادي في العالم. ()
تاسعاً: سعيهم المستمر لإبعاد القادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في دول العالم الإسلامي حتى لا ينهضوا بالإسلام:
1- يقول المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية، في آذار من عام 1968:
إذا وجد القائد المناسب، الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى.()
2- ويقول جب:
إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة، تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة، لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد. ()
[mark=0099FF]وقد سبق أن ذكرنا قول بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق:
إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد.[/mark]
كما ذكرنا قول سالازار، ديكتاتور البرتغال السابق:
أخشى أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا.
[mark=CCCC00]عاشراً: إفساد المرأة، وإشاعة الانحراف الجنسي:[/mark]
[mark=FF0000]تقول المبشرة آن ميليغان:[/mark]
لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشاوات وبكوات، ولا يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحى، وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة. ()
ماذا يعنون بذلك ؟ إنهم يعنون أنهم بإخراج المرأة المسلمة من دينها يخرج الجيل الذي تربيه ويخرج معها زوجها وأخوها أيضاً وتصبح أداة تدمير قوية لجميع قيم المجتمع الإسلامي الذي يحاولون تدميره وإلغاء دوره الحضاري من العالم .
2- حكى قادم من الضفة الغربية أن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي بحملات منظمة وهادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وأن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض، بحجة أنهم من المنتمين للحركات الفدائية ، كما أنها لا تُدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً، كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب، لضمان عدم انضمامهم إلى حركات المقاومة في الأرض المحتلة.
* * *
[mark=0000CC]هل هناك تغيير في موقف الغرب
تجاه الإسلام وأهله ؟! ..[/mark]
ظهرت في السنوات الأربع ألأخيرة بعض المواقف في الغرب تتميز بروح الأعتدال ، وتدعو إلى التأمل . سنستعرض هذه المواقف ، ثم نحلل ما تعنيه ..
[mark=FF9900]أذاعت إذاعة صوت العرب الخبر التالي : [/mark]قررت الحكومة الفرنسية ما يلي :
منح الديانة الإسلامية فترة إذاعية في إذاعتها .
فتح مساجد في المشافي والسجون الفرنسية .
منح العمال المسلمين إجازات بمناسبة الأعياد الإسلامية .
أقيم في لندن في نيسان 1976 مهرجان اسمه مهرجان العالم الإسلامي .
حدد المدير العام للمهرجان بول كيلر أهداف المهرجان كما يلي :
إن الإنسان في الغرب يعاني فراغاً ثقافياً وروحياً ، ومن هنا كان رحيله المستمر إلى الشرق على صورة موجات (( هيبية )) باحثاً عن ثقافة جديدة يواجه بها أزمته الروحية التي يعاني منها .
[mark=CC0000]يقول مدير المهرجان :[/mark]
أنا أعتقد أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتجاه إلى حضارة الشرق ، والإسلام بصورة خاصة لم يتجه إليه الغرب ، وهو أغنى حضارة بالقيم الروحية . فقلت لماذا لا نقيم هذا الاتصال الثقافي والحضاري مع الإسلام ، وخاصة وأن الدول الإسلامية بدأت تفرض نفسها على العالم بشتى الصور .. لذلك فكرنا بإقامة مهرجان العالم الإسلامي .
ويقول : يجب اقتلاع التعصب ضد الحضارة الإسلامية ، ونحن نتوقع أن يساهم المهرجان بهذه العملية .
ويقول : إن الغاية من المهرجان هي إيصال القيم الإسلامية إلى جماهير الشعب البريطاني ، واننا نتوقع أن يجري نقاش واسع حول القيم الإسلامية أثناء فترة المهرجان ، وهي فترة طويلة – ثلاثة أشهر – وهكذا تتهيأ الفرصة لشرح القيم الإسلامية بصورة وافية ، وان الفرصة التي ستتاح لعلماء المسلمين والمختصين لشرح الحضارة الإسلامية وإبرازها ، ومحاولة مد الجسور بين الشرق والغرب ستكون كبيرة .
وهذه هي المناسبة الحقيقية لا زالة الشبهات التي فرضت على الحضارة الإسلامية من مجموعة من المتعصبين المسيحيين واليهود ، وقصة تعدد الزوجات في الإسلام واحدة من تلك القصص التي تشرح للرأي العام البريطاني من قبل (1) .
[mark=FF0000]3- في دراسة نشرها في عام 1976 المستشرق الصهيوني الانكليزي المشهور برنارد لويس تحت عنوان (( عودة الإسلام )) وبعد مقدمات تحليلية واسعة للحركات الإسلامية في العالم الإسلامي يقول :[/mark]
مما تقدم تبرز نتائج عامة محددة : فالإسلام لا يزال الشكل الأكثر فعالية في الرأي العام في دول العالم الإسلامي ، وهو يشكل اللون الأساسي لجماهير ، وتزداد فعاليته كلما كانت أنظمة الحكم أكثر شعبية . أي قائمة على أساس اعطاء الحرية للشعوب ، ويمكن للمرء أن يدرك الفرق الواضح بين أنظمة الحكم الحالية ، وبين القيادات السياسية ذات الثقافة الغربية التي أبعدت عن الحكم . والتي حكمت حتى عشرات قليلة مضت من السنين .
وكلمات التصقت الحكومات أكثر بعامة الناس ، حتى ولو كانت يسارية ، فانها تصبح أكثر إسلامية . ولقد بنيت مساجد في ظل أحد أنظمة الحكم في منطقة المواجهة مع اسرائيل خلال ثلاث سنوات أكثر مما بني في السنوات الثلاثين التي سبقتها .
إن الإسلام قوي جدا ، إلا أنه لا يزال قوة غير موجهَّة في ميدان السياسة الداخلية .
وهو يبرز كعامل أساسي محتمل في السياسة الدولية ، وقد جرت محاولات كثيرة في سبيل سياسة تضامن إسلامي أو جامعة إسلامية للدول الإسلامية الا أنها أخفقت كلها في تحقيق تقدم نحو إقامة هذا التضامن . وان أحد الأسباب المهمة هو عجز الذين قاموا بهذه المحاولات في اقناع الشعوب الإسلامية بجدية ما يريدون .
ولا يزال المجال مفتوحا لبروز قيادات أكثر اقناعا وان هناك أدلة كافية في كل الدول الإسلامية قائمة فعلا تدل على الشوق العميق الذي تكنه الشعوب الإسلامية لمثل هذه القيادة ، والاستعداد العظيم للتجاوب معها .
إن غياب القيادة العصرية المثقفة ، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من تنظيم وعلم . ان غياب هذه القيادة قد قيَّد حركة الإسلام كقوة منتصرة ، ومنع غيابُ القيادة العصرية المثقفة الحركات الإسلامية من أن تكون منافساً خطيرا على السلطة في العالم الإسلامي . لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية محلية هائلة اذا تهيأ لها النوع الصحيح من القيادة (2) .
نقول ماذا تعني هذه المواقف ، وهذه الأقوال ؟! هل هي بداية تحوُّل غربي تجاه الإسلام .. أم أنها مكر من نوع جديد !!!
إنما – فيما نعتقد – طلاء لون به الغرب وجهه بعد أن برزت قوى العالم الإسلامي الاقتصادية والسياسية بشكل ضخم .
إن القوة الاقتصادية التي برزت لدول النفط قد أقضت مضاجع العالم الغربي ، فان كان تقرير البنك الدولي صادقاً ، وبأن السعودية وحدها سوف تملك عام 1980 نصف النقد المتداول في العالم ، فان هذا خطر واضح .
واذا أضفنا إلى ذلك الموقع الاستراتيجي العجيب للعالم الإسلامي ، اذ أن جميع مضائق العالم الاساسية فيه ومعظم السهول الخصبة الرخيصة فيه ، وجميع البحار الدافئة والتي تخترقها طرق العالم فيه ، وإن عدد سكانه يشكل ثلث سكان العالم .. وهم معظم المستهلكين لبضائع الغرب ، فرواج الصناعة الغربية كله قائم عليهم ، والمواد الأولية متوفرة فيه بشكل هائل ، كما أن لسكانه أثرا هائلا في جميع شعوب العالم فإننا بذلك ندرك مدى الشعور بالخطر الذي دفع الغرب إلى ما سبق أن فعله .
إذا كان برنارد لويس ذلك الصهيوني المستشرق قد اقتنع أن الإسلام في طريقه إلى العودة إلى العالم كقوة مهيمنة ،فكأنه يقول للغربيين انتبهوا..المسلمون قادمون ..دمروهم قبل أن يكسروا قمقمهم ..
وما الدليل على ما نقول !؟! إن الدليل الواضح هو حرب الصومال التي تشبه إلى حد كبير حرب بنغلادش فالشيوعيون يقدمون الأسلحة والجنود للحبشة والغربيون – أمريكا – وانكلترا – وفرنسا – وألمانيا تمتنع عن تقديم الدعم للصومال ببيعها السلاح ... فهو تآمر مكشوف من كلا الطرفين الشيوعي والرأسمالي لانقاذ الحبشة المسيحية الصليبية . ولو كان ذلك على حساب الشعبين المسلمين الارتيري والصومالي .
هذا يدل بوضوح على أن الغرب لا زال كما كان .. وإن ما يقوم به من أعمال تنبئ عن مهادنة الإسلام ما هي الا محاولات للتغرير بالمسلمين ... فلننتبه بشدة .
فان الغرب لا زال حريصا على شرب دمائهم وابتلاع امكاناتهم . ان آخر ما قام به ضدهم هو قتل ألف مسلم في مسجد مدينة ريرداد باقليم أوجادين الصومالي ، حين فتح الأحباش نيران رشاشاتهم الروسية (1) على المصلين فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة . ولم تتحرك لهذه الفعله الوحشية دولة من دول الغرب كله ... فهل في هذا ما يدل ... ؟!! إنه أكبر دليل ...
يجب أن نكسر ما يقيدنا .. ونعود إلى العالم سادة له ، نحرر من ظلم الجبارين .. والله غالب أمره .
أخـــــيراً
يا ويح أعدائنا ما أقذرهم، إنهم يفرضون علينا أن نحقد عليهم حين يرقصون على أشلائنا بعد أن يمزقوها ويطحنوها ويطعموها للكلاب.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقادة أعدائه حين فتح مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهم الذين ذبحوا أهله وأصحابه …
وترك صلاح الدين الصليبيين في القدس بعد أن فتحها دون أن يذبحهم كما ذبحوا أهله وإخوانه.
لكننا نتساءل:
إن أحقاد هؤلاء وما فعلوه بأمة الإسلام من ذبح، هل ستمكننا من العطف عليهم مرة أخرى حين ننتصر ؟؟! ولابد أن ننتصر، لأن الله قدر هذا وانتهى، هل سنبادلهم حقداً بحقد، وذبحاً بذبح، ودماً بدم ؟؟!!
إن الله سمح لنا بذلك، لكنه قال ] فمن عفى وأصلح فأجره على الله[، إننا لا نستطيع إلا أن نقول لهم يومنا ذلك : اذهبوا أحراراً حيث شئتم في ظل عدل أمة الإسلام – الذي لا حد له – والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمد وآله ومن سار على درب الجهاد الذي خطّه إلى يوم الدين .
خططهم لتدمير الإسلام
بعد فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام، قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، وبدؤوا منذ قرنين يسعون بكل قوة للقضاء على الإسلام.
كانت خطواتهم كما يلي:
أولاً: القضاء على حكم الإسلامي :
بإنهاء الخلافة الإسلامية المتمثلة بالدولة العثمانية، التي كانت رغم بعد حكمها عن روح الإسلام، إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافة من خلافة شكلية إلى خلافة حقيقية تهددهم بالخطر.
كانت فرصتهم الذهبية التي مهدوا لها طوال قرن ونصف هي سقوط تركيا مع حليفتها ألمانيا خاسرة في الحرب العالمية الأولى.
دخلت الجيوش الإنكليزية واليونانية، والإيطالية، والفرنسية أراضي الدولة العثمانية، وسيطرت على جميع أراضيها، ومنها العاصمة استانبول.
ولما ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد صلح بين المتحاربين اشترطت إنكلترا على تركيا أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط التالية:
أ - إلغاء الخلافة الإسلامية، وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.
ب - أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.
ج- أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.
د – أن تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام. ()
فنفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، فانسحبت الدول المحتلة من تركيا.
ولما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب.
فأجاب كرزون: لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة.
فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة . (كيف هدمت الخلافة ص190)
ثانياً: القضاء على القرآن ومحوه:
لأنهم كما سبق أن قلنا يعتبرون القرآن هو المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاؤه بين أيديهم حياً يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم.
1- يقول غلادستون: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان. ()
ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف:
متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه. ()
ويقول المبشر تاكلي:
يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضى عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً. ()
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .. ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم. ()
وقد أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون … ولما ابتدأت الحفلة، فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري …
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً !!! ؟؟
أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!!.()
ثالثاً: تدمير أخلاق المسلمين، وعقولهم، وصلتهم بالله، وإطلاق شهواتهم:
يقول مرماديوك باكتول:
إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً.
بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم. ()
يقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935 م:
إن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ، إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله ، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية ، لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له ، ألا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي مطابقاً لما أراده له الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة، والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب، حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم فللحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات .. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم تتم على أكمل الوجوه. ()
ويقول صموئيل زويمر نفسه في كتاب الغارة على العالم الإسلامي :
إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتان، مزية هدم ، ومزية بناء
أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه، ولو بدفعه إلى الإلحاد ..
وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة الغربية ضد قومه. ()
ويقولون إن أهم الأساليب للوصول إلى تدمير أخلاق المسلم وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم العلماني.
أ- يقول المبشر تكلى:
يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني، لأن كثيراً من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية. ()
ب- ويقول زويمر: مادام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشيء لهم المدارس العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب. ()
ج- يقول جب: لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً عن غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حدٍ بعيدٍ على القادة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشباب منهم خاصة. كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني. ()
رابعاً: القضاء على وحدة المسلمين:
1- يقول القس سيمون:
إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية. ()
ويقول المبشر لورنس براون:
إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنةً على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير. ()
ويكمل حديثه:
يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.
3- ويقول أرنولد توينبى في كتابه الإسلام والغرب والمستقبل: ()
إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ.
4- وقد فرح غابرائيل هانوتو وزير خارجية فرنسا حينما انحل رباط تونس الشديد بالبلاد الإسلامية، وتفلتت روابطه مع مكة، ومع ماضيه الإسلامي، حين فرض عليه الفرنسيون فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية. ()
5- من أخطر ما نذكره من أخبار حول هذه النقطة هو ما يلي:
في سنة 1907 عقد مؤتمر أوربى كبير ، ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوربيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح:
إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضى علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا.
واستمر المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش.
واستعرض المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضى على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوربة.
فقرر المؤتمرون وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوربة.
وأخيراً قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس، ليبقى العرب متفرقين.
وبذا أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين. ()
خامساً: تشكيك المسلمين بدينهم:
في كتاب مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين يقول:
إن المسلمين يدّعون أن في الإسلام ما يلبى كل حاجة اجتماعية في البشر، فعلينا نحن المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الفكرية والروحية. ()
تنفيذاً لذلك وضعت كتب المستشرقين المتربصين بالإسلام، التي لا تجد فيها إلا الطعن بالإسلام، والتشكيك بمبادئه، والغمز بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
سادساً: إبقاء العرب ضعفاء:
يعتقد الغربيون أن العرب هم مفتاح الأمة الإسلامية يقول مورو بيرجر في كتابه العالم العربي:
لقد ثبت تاريخياً أن قوة العرب تعني قوة الإسلام فليدمر العرب ليدمروا بتدميرهم الإسلام.
سابعاً: إنشاء ديكتاتوريات سياسية في العالم الإسلامي:
يقول المستشرق و. ك. سميث الأمريكي، والخبير بشؤون الباكستان:
إذا أعطى المسلمون الحرية في العالم الإسلامي، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية، فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها.
وينصح رئيس تحرير مجلة تايم في كتابه سفر آسيا الحكومة الأمريكية أن تنشئ في البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام إلى السيطرة على الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره. ()
لكنهم لا ينسوا أن يعطوا هذه الشعوب فترات راحة حتى لا تتفجر.
يقول هانوتو وزير خارجية فرنسا:
إن الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم، لكنها لم تثبط من عزائهم. ()
ثامناً: إبعاد المسلمين عن تحصيل القوة الصناعية ومحاولة إبقائهم مستهلكين لسلع الغرب:
يقول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952 إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً عنيفاً هو الخطر الإسلامي … (ويتابع):
فلنعط هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني ، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من عقدة عجزه الفني والصناعي، أصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة، خطراً داهماً ينتهي به الغرب ، وينتهي معه دوره القيادي في العالم. ()
تاسعاً: سعيهم المستمر لإبعاد القادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في دول العالم الإسلامي حتى لا ينهضوا بالإسلام:
1- يقول المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية، في آذار من عام 1968:
إذا وجد القائد المناسب، الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى.()
2- ويقول جب:
إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة، تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة، لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد. ()
[mark=0099FF]وقد سبق أن ذكرنا قول بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق:
إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد.[/mark]
كما ذكرنا قول سالازار، ديكتاتور البرتغال السابق:
أخشى أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا.
[mark=CCCC00]عاشراً: إفساد المرأة، وإشاعة الانحراف الجنسي:[/mark]
[mark=FF0000]تقول المبشرة آن ميليغان:[/mark]
لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشاوات وبكوات، ولا يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحى، وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة. ()
ماذا يعنون بذلك ؟ إنهم يعنون أنهم بإخراج المرأة المسلمة من دينها يخرج الجيل الذي تربيه ويخرج معها زوجها وأخوها أيضاً وتصبح أداة تدمير قوية لجميع قيم المجتمع الإسلامي الذي يحاولون تدميره وإلغاء دوره الحضاري من العالم .
2- حكى قادم من الضفة الغربية أن السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي بحملات منظمة وهادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وأن السلطات اليهودية تلاحق جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض، بحجة أنهم من المنتمين للحركات الفدائية ، كما أنها لا تُدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المعامل الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون دوراً للدعارة مجانية تقريباً، كل ذلك من أجل تدمير أخلاق أولئك الشباب، لضمان عدم انضمامهم إلى حركات المقاومة في الأرض المحتلة.
* * *
[mark=0000CC]هل هناك تغيير في موقف الغرب
تجاه الإسلام وأهله ؟! ..[/mark]
ظهرت في السنوات الأربع ألأخيرة بعض المواقف في الغرب تتميز بروح الأعتدال ، وتدعو إلى التأمل . سنستعرض هذه المواقف ، ثم نحلل ما تعنيه ..
[mark=FF9900]أذاعت إذاعة صوت العرب الخبر التالي : [/mark]قررت الحكومة الفرنسية ما يلي :
منح الديانة الإسلامية فترة إذاعية في إذاعتها .
فتح مساجد في المشافي والسجون الفرنسية .
منح العمال المسلمين إجازات بمناسبة الأعياد الإسلامية .
أقيم في لندن في نيسان 1976 مهرجان اسمه مهرجان العالم الإسلامي .
حدد المدير العام للمهرجان بول كيلر أهداف المهرجان كما يلي :
إن الإنسان في الغرب يعاني فراغاً ثقافياً وروحياً ، ومن هنا كان رحيله المستمر إلى الشرق على صورة موجات (( هيبية )) باحثاً عن ثقافة جديدة يواجه بها أزمته الروحية التي يعاني منها .
[mark=CC0000]يقول مدير المهرجان :[/mark]
أنا أعتقد أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتجاه إلى حضارة الشرق ، والإسلام بصورة خاصة لم يتجه إليه الغرب ، وهو أغنى حضارة بالقيم الروحية . فقلت لماذا لا نقيم هذا الاتصال الثقافي والحضاري مع الإسلام ، وخاصة وأن الدول الإسلامية بدأت تفرض نفسها على العالم بشتى الصور .. لذلك فكرنا بإقامة مهرجان العالم الإسلامي .
ويقول : يجب اقتلاع التعصب ضد الحضارة الإسلامية ، ونحن نتوقع أن يساهم المهرجان بهذه العملية .
ويقول : إن الغاية من المهرجان هي إيصال القيم الإسلامية إلى جماهير الشعب البريطاني ، واننا نتوقع أن يجري نقاش واسع حول القيم الإسلامية أثناء فترة المهرجان ، وهي فترة طويلة – ثلاثة أشهر – وهكذا تتهيأ الفرصة لشرح القيم الإسلامية بصورة وافية ، وان الفرصة التي ستتاح لعلماء المسلمين والمختصين لشرح الحضارة الإسلامية وإبرازها ، ومحاولة مد الجسور بين الشرق والغرب ستكون كبيرة .
وهذه هي المناسبة الحقيقية لا زالة الشبهات التي فرضت على الحضارة الإسلامية من مجموعة من المتعصبين المسيحيين واليهود ، وقصة تعدد الزوجات في الإسلام واحدة من تلك القصص التي تشرح للرأي العام البريطاني من قبل (1) .
[mark=FF0000]3- في دراسة نشرها في عام 1976 المستشرق الصهيوني الانكليزي المشهور برنارد لويس تحت عنوان (( عودة الإسلام )) وبعد مقدمات تحليلية واسعة للحركات الإسلامية في العالم الإسلامي يقول :[/mark]
مما تقدم تبرز نتائج عامة محددة : فالإسلام لا يزال الشكل الأكثر فعالية في الرأي العام في دول العالم الإسلامي ، وهو يشكل اللون الأساسي لجماهير ، وتزداد فعاليته كلما كانت أنظمة الحكم أكثر شعبية . أي قائمة على أساس اعطاء الحرية للشعوب ، ويمكن للمرء أن يدرك الفرق الواضح بين أنظمة الحكم الحالية ، وبين القيادات السياسية ذات الثقافة الغربية التي أبعدت عن الحكم . والتي حكمت حتى عشرات قليلة مضت من السنين .
وكلمات التصقت الحكومات أكثر بعامة الناس ، حتى ولو كانت يسارية ، فانها تصبح أكثر إسلامية . ولقد بنيت مساجد في ظل أحد أنظمة الحكم في منطقة المواجهة مع اسرائيل خلال ثلاث سنوات أكثر مما بني في السنوات الثلاثين التي سبقتها .
إن الإسلام قوي جدا ، إلا أنه لا يزال قوة غير موجهَّة في ميدان السياسة الداخلية .
وهو يبرز كعامل أساسي محتمل في السياسة الدولية ، وقد جرت محاولات كثيرة في سبيل سياسة تضامن إسلامي أو جامعة إسلامية للدول الإسلامية الا أنها أخفقت كلها في تحقيق تقدم نحو إقامة هذا التضامن . وان أحد الأسباب المهمة هو عجز الذين قاموا بهذه المحاولات في اقناع الشعوب الإسلامية بجدية ما يريدون .
ولا يزال المجال مفتوحا لبروز قيادات أكثر اقناعا وان هناك أدلة كافية في كل الدول الإسلامية قائمة فعلا تدل على الشوق العميق الذي تكنه الشعوب الإسلامية لمثل هذه القيادة ، والاستعداد العظيم للتجاوب معها .
إن غياب القيادة العصرية المثقفة ، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من تنظيم وعلم . ان غياب هذه القيادة قد قيَّد حركة الإسلام كقوة منتصرة ، ومنع غيابُ القيادة العصرية المثقفة الحركات الإسلامية من أن تكون منافساً خطيرا على السلطة في العالم الإسلامي . لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية محلية هائلة اذا تهيأ لها النوع الصحيح من القيادة (2) .
نقول ماذا تعني هذه المواقف ، وهذه الأقوال ؟! هل هي بداية تحوُّل غربي تجاه الإسلام .. أم أنها مكر من نوع جديد !!!
إنما – فيما نعتقد – طلاء لون به الغرب وجهه بعد أن برزت قوى العالم الإسلامي الاقتصادية والسياسية بشكل ضخم .
إن القوة الاقتصادية التي برزت لدول النفط قد أقضت مضاجع العالم الغربي ، فان كان تقرير البنك الدولي صادقاً ، وبأن السعودية وحدها سوف تملك عام 1980 نصف النقد المتداول في العالم ، فان هذا خطر واضح .
واذا أضفنا إلى ذلك الموقع الاستراتيجي العجيب للعالم الإسلامي ، اذ أن جميع مضائق العالم الاساسية فيه ومعظم السهول الخصبة الرخيصة فيه ، وجميع البحار الدافئة والتي تخترقها طرق العالم فيه ، وإن عدد سكانه يشكل ثلث سكان العالم .. وهم معظم المستهلكين لبضائع الغرب ، فرواج الصناعة الغربية كله قائم عليهم ، والمواد الأولية متوفرة فيه بشكل هائل ، كما أن لسكانه أثرا هائلا في جميع شعوب العالم فإننا بذلك ندرك مدى الشعور بالخطر الذي دفع الغرب إلى ما سبق أن فعله .
إذا كان برنارد لويس ذلك الصهيوني المستشرق قد اقتنع أن الإسلام في طريقه إلى العودة إلى العالم كقوة مهيمنة ،فكأنه يقول للغربيين انتبهوا..المسلمون قادمون ..دمروهم قبل أن يكسروا قمقمهم ..
وما الدليل على ما نقول !؟! إن الدليل الواضح هو حرب الصومال التي تشبه إلى حد كبير حرب بنغلادش فالشيوعيون يقدمون الأسلحة والجنود للحبشة والغربيون – أمريكا – وانكلترا – وفرنسا – وألمانيا تمتنع عن تقديم الدعم للصومال ببيعها السلاح ... فهو تآمر مكشوف من كلا الطرفين الشيوعي والرأسمالي لانقاذ الحبشة المسيحية الصليبية . ولو كان ذلك على حساب الشعبين المسلمين الارتيري والصومالي .
هذا يدل بوضوح على أن الغرب لا زال كما كان .. وإن ما يقوم به من أعمال تنبئ عن مهادنة الإسلام ما هي الا محاولات للتغرير بالمسلمين ... فلننتبه بشدة .
فان الغرب لا زال حريصا على شرب دمائهم وابتلاع امكاناتهم . ان آخر ما قام به ضدهم هو قتل ألف مسلم في مسجد مدينة ريرداد باقليم أوجادين الصومالي ، حين فتح الأحباش نيران رشاشاتهم الروسية (1) على المصلين فأبادوا منهم ألفاً دفعة واحدة . ولم تتحرك لهذه الفعله الوحشية دولة من دول الغرب كله ... فهل في هذا ما يدل ... ؟!! إنه أكبر دليل ...
يجب أن نكسر ما يقيدنا .. ونعود إلى العالم سادة له ، نحرر من ظلم الجبارين .. والله غالب أمره .
أخـــــيراً
يا ويح أعدائنا ما أقذرهم، إنهم يفرضون علينا أن نحقد عليهم حين يرقصون على أشلائنا بعد أن يمزقوها ويطحنوها ويطعموها للكلاب.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقادة أعدائه حين فتح مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهم الذين ذبحوا أهله وأصحابه …
وترك صلاح الدين الصليبيين في القدس بعد أن فتحها دون أن يذبحهم كما ذبحوا أهله وإخوانه.
لكننا نتساءل:
إن أحقاد هؤلاء وما فعلوه بأمة الإسلام من ذبح، هل ستمكننا من العطف عليهم مرة أخرى حين ننتصر ؟؟! ولابد أن ننتصر، لأن الله قدر هذا وانتهى، هل سنبادلهم حقداً بحقد، وذبحاً بذبح، ودماً بدم ؟؟!!
إن الله سمح لنا بذلك، لكنه قال ] فمن عفى وأصلح فأجره على الله[، إننا لا نستطيع إلا أن نقول لهم يومنا ذلك : اذهبوا أحراراً حيث شئتم في ظل عدل أمة الإسلام – الذي لا حد له – والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه محمد وآله ومن سار على درب الجهاد الذي خطّه إلى يوم الدين .
تعليق