اسم الكتاب: ( الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة ) .. ويأتي في 240 صفحة .. وينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
ــ المنطقة الغريبة والشهيرة/ مثلث برمودا.
ــ المنطقة الأخطر في العالم/ مثلث التنين.
ــ الأدلة والبراهين أن الشياطين خلف ما يحدث هناك.
سآتيكم بأجزاء من الكتاب وبكل اختصار حتى لا أصيبكم بالملل.
منطقة مثلث برمودا أشهر الغرائب.
الموقع:
يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلنطي شرق ولاية فلوريدا الأمريكية .. ويحدد الموقع على هيئة مثلث تمتد أضلاعه بين خليج المكسيك غرباً إلى جزر ليورد جنوباً ثم إلى شمال جزيرة برمودا ومنه إلى خليج المكسيك مرة أخرى.
وبذلك تشتمل منطقة مثلث برمودا على الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأمريكية وبعض الجزر الشهيرة مثل: جزر البهاما، وجزيرة بورتريكو، وجزيرة برمودا، وأيضاً أجزاء من جزيرتي كوبا وهاييتي .. ويصل عدد الجزر الصغيرة الموجودة في برمودا إلى (300) جزيرة، (20) جزيرة منها فقط آهلة بالسكان، في حين أن الجزر الباقية خالية تماماً، وربما هذا يعود للمخاوف التي ارتبطت بالمنطقة.
تسمية المنطقة:
سميت منطقة مثلث برمودا بأسماء كثيرة، أُطلقت عليها من قِبل من عاش بالجوار لها أو من قِبل البحارة المارين بها، ومن تلك الأسماء التي اشتهرت بها: جزر الشيطان، بحر الاختفاء، مقبرة الاطلنطي .. والملاحظ في هذه الأسماء أنها ترمز للخوف والرعب الذي تعرض له مطلقيها نتيجة للمخاطر التي واجهوها في المنطقة.
أما السبب في تسمية المنطقة بالمثلث فذلك لا يعود إلى هيئة موقعها كما يظن الكثير، بل يعود إلى حادث الاختفاء الشهير الذي شهدته المنطقة في (5) ديسمبر عام 1945م، حينما أعلنت السلطات الأمريكية عن اختفاء خمس طائرات فوق منطقة مثلث برمودا كانت تحلق على شكل مثلث .. لذا أُخذت التسمية من الوضعية التي كانت تطير عليها الطائرات .. ولكون هذا الحادث فريد من نوعه من حيث الغموض والغرابة، ولكونه قد أكسب المنطقة شهرة واسعة حيث لفت انتباه وسائل الإعلام لها، نُسبت إليه التسمية.
ولنذكر بشيء من التفصيل هذا الحادث لنتعرف على مدى الخطورة والغرابة والغموض الذي يلف منطقة مثلث برمودا:
في (5) ديسمبر عام 1945م انطلقت خمس طائرات من قاعدة "فورت لودير ديل" بفلوريدا للقيام بمهمة تدريبية، فكان عليها أن تطير على شكل مثلث وأن يكون خط سير رحلتها من فلوريدا لمسافة 160 ميلاً ناحية الشرق ثم 40 ميلاً ناحية الشمال ثم العودة مجدداً للقاعدة التي أقلعت منها.
وأُطلق على مجموعة الطائرات الخمس اسم "السرب 19"، وكان على متنها خمس طيارين وثمان مساعدين، موزعين على مجموعة الطائرات.
انطلقت الطائرات في رحلتها في الثانية ظهراً تحت قيادة الملازم (شارلز تيلور) الذي تأتي طائرته على رأس المثلث والذي له تاريخ جيد في الطيران، حيث يملك أكثر من 2500 ساعة طيران، ومعروف بمهارته وخبرته الكافية لتولي قيادة مجموعة من الطيارين .. وكانت ظروف المناخ جيدة ومناسبة جداً في الوقت الذي أقلعت طائرات "السرب 19" فيه.
وبعد ساعة وربع الساعة من إقلاع "السرب 19"، أي في تمام الساعة الثالثة والربع، كانت القاعدة تنتظر رسالة من قائد السرب ليحدد فيها ميعاد وصول السرب وتعليمات الهبوط، لكن بدلاً من ذلك تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب (شارلز تيلور) يقول فيها:
ـ الملازم (تيلور) ينادي القاعدة .. نحن في حالة طوارئ .. يبدو أننا خارج خط السير تماماً .. لا أستطيع رؤية الأرض .. لا أستطيع رؤية الأرض!
ـ القاعدة: ما هو مكانك بالضبط؟
ـ القائد (تيلور): لا أستطيع تحديد المكان ولا حتى أدري أين نحن على الإطلاق، أعتقد أننا فقدنا في الفضاء!
ـ القاعدة: استمر في الاتجاه ناحية الغرب.
ـ القائد (تيلور): لا أدري في أي اتجاه يوجد الغرب، كل شيء غريب ومشوش تماماً، لا أستطيع تحديد أي اتجاه، حتى المحيط أمامنا يبدو في وضعٍ غريب لا أستطيع تحديده!
وانقطع الاتصال ما بين القاعدة وقائد السرب، لكن القاعدة كانت تستمع إلى الرسائل المتبادلة بين طائرات السرب، وكانت تلك الرسائل واضحة تماماً للقاعدة، ولكنها غريبة أثارت عدد لا يحصى من علامات الاستفهام والتعجب، فقد أشارت تلك الرسائل إلى أن وقود الطائرات قد قارب على النفاد، وكذلك أشارت إلى أن الطيارين لم يتمكنوا من قراءة البوصلة التي أخذت تشير إلى الاتجاهات بطريقةٍ غير مفهومة!
وما كان من القاعدة التي أُصيبت بالذهول والدهشة إلا أن تداركت الأمر وأرسلت على الفور طائرة الإغاثة "مارتين مارينر" لنجدة "السرب 19" الذي يبدو أنه يواجه خطراً غريباً .. وطائرة الإغاثة "مارتين مارينر" هذه؛ طائرة ضخمة يبلغ عدد أفراد طاقمها نحو ثلاثين فرداً.
وفي تمام الساعة الرابعة بعد الظهر تلقت القاعدة رسالة مفاجئة من "السرب 19" تقول: ((لا ندري أين نحن بالتحديد .. أعتقد أننا نطير على مسافة 225 ميلاً من الاتجاه الشمالي الشرقي للقاعدة .. لا بد أننا قد مررنا بفلوريدا، وأعتقد أننا الآن فوق خليج المكسيك)) .. وأعرب قائد "السرب 19" عن نيته في الدوران 180 درجة على أمل أن يعود مرة أخرى إلى فلوريدا، ولكن بدأ الاتصال يضعف تدريجياً إلى أن انقطع تماماً.
وتشير بعض التقارير إلى أن آخر ما سمعته القاعدة بعد ذلك من "السرب 19" قول القائد: ((يبدو كأننا نطير فوق مياه بيضاء .. لقد فُقدنا تماماً))!
وأتت رسالة من طائرة البحث "مارتين مارينر" تشير فيها إلى سوء حالة المناخ في المنطقة ووجود رياح عنيفة.
وانقطع الاتصال مع "السرب 19" و"مارتين مارينر"، ولم يصل منهما أي رسائل بعد اتصالهم الأخير!
وعلى إثر ذلك خرجت أكبر فرقة إنقاذ في التاريخ، ضمت 300 طائرة مختلفة ومئات القوارب واللنشات وعدد كبير من الغواصات لإنقاذ "السرب 19" و"مارتين مارينر"، واستمر البحث ما يزيد عن أربعة آلاف ساعة والذي لم يسفر عن وجود أي أثر لطائرات "السرب 19" وطائرة البحث "مارتين مارينر"!
ولم تقدم الحكومة الأمريكية أي تفسير منطقي لهذه الحادثة التي شغلت الرأي العام الأمريكي عشرات السنين، فأُنتج عن الحادثة أفلام وثائقية وسينمائية أبرزت مدى الغرابة والغموض لها.
بحر سارجاسو:
بحر سارجاسو الواقع في منطقة مثلث برمودا وتحديداً في الشمال الغربي للمحيط الأطلنطي، يعد أكثر المواقع في برمودا غرابةً ورعباً وغموضاً .. ففي قاعه ترقد مئات السفن والقوارب التي يعود زمن اختفاءها إلى أزمنة مختلفة قديمة وحديثة .. وتمتاز مياهه بالهدوء التام كالميت تماماً، لندرت التيارات الهوائية والرياح في محيطه، كما تمتاز مياهه بتواجد نوع من حامول البحر يسمى "سارجاسام" ـ والذي له تنسب تسمية البحر ـ، وهذا النوع من الحامول يتواجد فوق سطح بحر سارجاسو بكميات كبيرة تصل إلى حد إعاقة سير القوارب والسفن الصغيرة، ويحدد هذا النبات أطراف بحر سارجاسو، فتجعل بذلك منطقته مميزةً عمّا يحيط بها من مياه.
والغريب في أمر هذا النبات أنه لا يتواجد إلا عند الشواطئ، لذا يعد وجوده في وسط البحر كما في حالة بحر سارجاسو أمر نادر الحدوث! حتى أن المستكشف والرحالة (كريستوفر كولومبس) الذي مرّ بالمنطقة انخدع حينما رأى حامول البحر بتلك الكميات الكبيرة في بحر سارجاسو، فقد ظن أنه قد وصل إلى الشاطئ، وظل يُبحر ويُبحر حتى اتضحت له الخدعة.
وقد نال بحر سارجاسو تسميات عدة نظير الخوف الذي أوجده في قلوب المارين في منطقته أو المستكشفين له، ومن تلك الأسماء نذكر: بحر الرعب، مقبرة الأطلنطي.
ومن غرائب هذا البحر أنه بناءً على أقوال الكثير من البحارة الذين عبروا مياهه أنهم شاهدوا حيوانات بحرية ضخمة ومخيفة تظهر من وقتٍ لآخر على سطح البحر، وأغرب ما في هذا الأمر أن هذه الحيوانات البحرية التي أدلوا بمشاهدتهم لها من تلك الحيوانات المنقرضة التي حكت عنها الأساطير، والتي وصفت بأنها نوع من أنواع الثعابين الضخمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد .. وقد تمكن علماء من إثبات حقيقة رؤية هذه الحيوانات بالعثور على هياكل ضخمة لهذه الثعابين في قاع المحيط الأطلنطي والتي قدرت أطوالها بحوالي 90 قدماً!
ومن أكثر الأمور غرابةً وحيرة وتحدث في منطقة مثلث برمودا، أمر تلك الثعابين التي تهاجر من أنحاء أوروبا وأمريكا إلى برمودا، من أجل أن تضع بيضها في قاع بحر "سارجاسو" تحديداً، لتموت بعد ذلك، وما أن يفقس البيض إلا ويعاود الصغار طريق العودة إلى الموطن في أمريكا وأوروبا!
أغرب حوادث الاختفاء:
كما أشرنا سابقاً إلى أن منطقة مثلث برمودا كانت مسرحاً لاختفاء المركبات المارة بها من طائرات وسفن وقوارب وغواصات، إلا أن ذاكرة البعض لا زالت تحتفظ بتفاصيل اختفاء البعض منها لسبب واحد فقط وهو ما لف هذه الحوادث من غموض وحيرة جعلت العقول البشرية عاجزة عن تصور الحقيقة التي تقف خلف ما يحدث في منطقة مثلث برمودا .. نذكر بعض من تلك الاختفاءات لنعلم كم يمثله مثلث برمودا من أسرار بالغة الغرابة:
ـ في 17 يناير 1949م، اختفت طائرة الركاب "ستار اريل" وعلى متنها ثلاثون راكباً بالإضافة إلى طاقمها السبعة أثناء طيرانها من برمودا إلى جامايكا .. وكانت الطائرة قد أقلعت من برمودا في تمام الساعة الثامنة إلا الربع صباحاً، وقبل اختفاءها بعث قائد الطائرة برسالة توحي أن كل شيء كان يسير على أحسن حال، قال فيها:
((هنا الكابتن ماك في، قائد الطائرة "اريل" .. نحن نطير في سلام، والمناخ من حولنا مناسب جداً، أتوقع أن أصل إلى كينجستون بجامايكا في الميعاد المحدد .. والآن سأغير الموجة حتى ألتقط الاتصال بكينجستون)).
وما حدث بعد ذلك أنه لم يحدث أي اتصال بين الطائرة والقاعدة في برمودا أو كينجستون بجامايكا! ولم يفلح فريق البحث من وحدات حرس الحدود وطائرات الإغاثة وقوات بحرية أمريكية في العثور على أي أثر للطائرة!
ولكن في اليوم التالي تلقت القاعدة في برمودا تقرير من طائرة إنجليزية وتقرير آخر من طائرة أمريكية يتفقان فيه على مشاهدتهما لضوء غريب ينبعث عند نقطة معينة من المحيط وقت اختفاء الطائرة "اريل" .. وتم تفقد تلك المنطقة من قبل فرق البحث ولم يُعثر على أي أثر للضوء المذكور أو حتى أثر للطائرة!
ـ في 28 ديسمبر 1948م اختفت طائرة الركاب "dc-3" وهي في طريقها من سان جوان إلى ميامي وعلى متنها 36 فرداً.
وكانت القاعدة قد تلقت رسالة من الطائرة "dc-3" قبل اختفائها تقول فيها:
((لقد اقتربنا من الوصول .. لم يتبقى سوى 50 ميلاً في اتجاه الجنوب .. أستطيع الآن أن أتبين أنوار شاطئ ميامي .. كل شيء يسير على ما يرام سوف نستعد لعملية الهبوط)).
ولا أحد يعلم بعد تلك الرسالة ما حدث للطائرة "dc-3" التي لم تصل للقاعدة! فلو أن الطائرة قد تحطمت لحدوث انفجار ما، لكان بالإمكان رؤية الانفجار من على شواطئ ميامي ـ حسب إفادة الرسالة الأخيرة من قائد الطائرة التي توضح قربها من شواطئ ميامي ـ، أو حتى وجود حطام لها بالقرب من الشاطئ الذي تتميز مياهه بصفائها وبعمقها البسيط الذي لا يتجاوز العشرون قدماً!
ـ في سنة 1840م حدثت أغرب حالات الاختفاء في منطقة مثلث برمودا، حين وجدت السفينة التجارية الفرنسية "روزالى" عائمة في عرض البحر لكن دون ركابها الذين لم يسفر البحث عنهم في العثور لهم على أي أثر!
ـ في سنة 1872م وجدت سفينة بريطانية السفينة "ماري سيلستي" عائمة في بحر سارجاسو دون وجود أحد على متنها، وقد صعد ركاب السفينة البريطانية لسطح السفينة "ماري سيلستي" لاستطلاع الأمر، ولم يجدوا أي أثر لأحد من بحارتها، لكنهم وجدوا شحنة من الكحول كانت تحملها السفينة سليمة تماماً في موضعها، كما وجدوا قدراً كافياً من الطعام والماء على السفينة، وكل شيء سليم وفي موضعه، إلى جانب السجائر والنقود والأشياء الشخصية بطاقم السفينة، ولم يعثروا على أي أمرٍ مريب سوى كسر في باب قبطان السفينة!
ـ في سنة 1921م تم العثور على السفينة "كارول ديرنج" عائمة ببحر "سارجاسو" لكن دون طاقمها، بعد اختفاء دام عدة أشهر للسفينة .. ولم يكن هناك ما يدل على ما حدث للطاقم سوى أنهم قد اختفوا من السفينة قبل أن يبدؤوا في تناول الطعام الذي قاموا بإعداده!
ـ في سنة 1948م، اختفى المهرج الشهير بميامي (ال سنيدر) وعدد من أصدقائه بالقارب الذي كان يقلهم في رحلة صيد بالقرب من شاطئ ميامي، وقد عُثر على القارب بعد عدة أشهر لكن دون ركابه الذين لم يُعثر لهم على أي أثر!
ـ من أغرب الرسائل التي وصلت تطلب الاستغاثة وتلقاها حرس الشواطئ كانت من الشاحنة اليابانية "ريفوكو مارو" التي اختفت ما بين بنما وكوبا، والتي كان قائد الشاحنة يستغيث بها قائلاً:
((الرعب يهددنا .. خطر .. خطر .. احضروا حالاً))، ولم تعثر فرق البحث على أي أثر للسفينة!
أغرب المشاهدات:
عندما يكون حديثنا عن منطقة مثلث برمودا فلا بد أن يرافق ذلك ذكر تلك المشاهدات الغامضة والغريبة التي أدلى برؤيتها الكثير في منطقة مثلث برمودا، والتي تعطي برهاناً على أن هذه المنطقة ليست منطقةً طبيعية لما بها من ألغاز مخيفة .. ونذكر هنا بعضاً من تلك المشاهدات:
ـ ذكر مكتشف أمريكا (كريستوفر كولومبس) في مذكراته أمور غريبة صادفته أثناء رحلته عبر منطقة مثلث برمودا، كمشاهدته لكرة كبيرة من النار تسقط في المحيط، وحركة البوصلة التي ظلت طوال عبور المنطقة تشير إلى دلالات غير مفهومة!
وحديث (كريستوفر كولومبس) يأتي من رجل يملك من العلم الكثير، ولا يؤمن بالخرافات والاعتقادات السائدة بين عامة البشر في ذلك الوقت، وليس في تاريخه ما يثير الشك في أن يكون كاذباً، والأغرب من ذلك كله أن حديثه هذا كان قبل أكثر من خمسة قرون، أي قبل أن تنال منطقة مثلث برمودا شهرتها .. مما يؤكد لنا أن هذه المنطقة الغريبة ليست من اكتشافات هذا الزمان، بل سبق الحديث عنها قبل خمسة قرون!
ـ في أكتوبر سنة 1951م اختفت السفينة البرازيلية "ساوباولو"، ولم تتمكن فرق البحث من العثور لها على أي أثر! وقدمت السلطات تقريرها عن عملية البحث عن السفينة "ساوباولو" جاء فيه:
((شوهدت أضواء غريبة فوق مياه المحيط ظلت من المساء حتى الصباح ثم ظهرت في اليوم التالي كثافة من الظلام الشديد ظلت راكدة فوق المياه لفترة قصيرة ثم اختفت تماماً .. لم يتم العثور على أي أثر للسفينة "ساوباولو" أو على أي فرد من طاقمها))!
حكايات الناجين:
ذكر بعض الناجين من الهلاك في منطقة مثلث برمودا لحظاتهم الصعبة التي كادوا أن يفقدوا فيها حياتهم خلال مرورهم بالمنطقة .. وهذه بعض من تلك الروايات التي تتحدث عن غرابة هذه المنطقة والرعب القابع فيها:
ـ في سنة 1944م نجا (ديك استرن) من الهلاك في منطقة مثلث برمودا عندما خرج بطائرته الحربية بمهمة رسمية مع ستة طائرات حربية أخرى .. فذكر (ديك استرن) أنه أثناء عبور طائرته فوق مثلث برمودا اختل توازن طائرته بصورة شديدة ومفاجئة تماماً سقط معها طاقم الطائرة من مقاعدهم، وأنه عندما حاول الاستدارة بطائرته للعودة إلى قاعدته، أحس أن الطائرة تفقد قدرتها على الارتفاع وأنها تنجذب بشدة نحو منطقة معينة من مياه المحيط، لكنه نجح في نهاية الأمر في الاستدارة والعودة إلى قاعدته .. وعندما عاد إلى القاعدة تبين له أنه لم ينجو من الست طائرات الأخرى التي كانت برحلته سوى طائرة واحدة فقط، ولا يعلم أحد شيئاً عن تلك الطائرات التي اختفت بلا أي أثر!
ـ كما روى (جون تيللي) رواية نجاته من قبضة الهلاك في مثلث برمودا قائلاً أنه خرج بمركبه "وايلد جوز" لصيد الحيتان وبرفقته مركب آخر يدعى "كيكوس تريدر"، وذلك في مناخ مناسب جداً للإبحار .. وما أن دخل المركبان إلى داخل المحيط حيث منطقة عميقة جداً بين مجموعة جزر بهاما، كان الليل قد حلَّ على المنطقة، فاتجه لكبينته لأخذ قسط من الراحة، وفي أثناء ذلك تفاجأ بمياه البحر تنهال عليه من كل جانب، فقام من مكانه وفتح باب الكبينة ليجد نفسه في عمق البحر، فما كان منه إلا أن قفز من المركب محاولاً الصعود إلى سطح الماء، وعندما ظهر على السطح تبين له أن المركب "كيكوس تريدر" لا يزال على سطح الماء، ويهمُّ بالابتعاد عن المنطقة بعد أن أحس بالخطر لرؤيته المركب "وايلد جوز" وهو يغوص في المياه التي اضطربت على نحوٍ مفاجئ .. لكنه تمكن من أن يلحق بالمركب "كيكوس تريدر" الذي قام طاقمه بالتقاطه ومغادرة المنطقة على الفور.
ترقبوا المنطقة الأخطر على مستوى العالم ( موضوع مستقل على الساحه العامه) .. مثلث التنين.
وتقبلوا خالص احترامي وتقديري.
د-القرني
ــ المنطقة الغريبة والشهيرة/ مثلث برمودا.
ــ المنطقة الأخطر في العالم/ مثلث التنين.
ــ الأدلة والبراهين أن الشياطين خلف ما يحدث هناك.
سآتيكم بأجزاء من الكتاب وبكل اختصار حتى لا أصيبكم بالملل.
منطقة مثلث برمودا أشهر الغرائب.
الموقع:
يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلنطي شرق ولاية فلوريدا الأمريكية .. ويحدد الموقع على هيئة مثلث تمتد أضلاعه بين خليج المكسيك غرباً إلى جزر ليورد جنوباً ثم إلى شمال جزيرة برمودا ومنه إلى خليج المكسيك مرة أخرى.
وبذلك تشتمل منطقة مثلث برمودا على الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأمريكية وبعض الجزر الشهيرة مثل: جزر البهاما، وجزيرة بورتريكو، وجزيرة برمودا، وأيضاً أجزاء من جزيرتي كوبا وهاييتي .. ويصل عدد الجزر الصغيرة الموجودة في برمودا إلى (300) جزيرة، (20) جزيرة منها فقط آهلة بالسكان، في حين أن الجزر الباقية خالية تماماً، وربما هذا يعود للمخاوف التي ارتبطت بالمنطقة.
تسمية المنطقة:
سميت منطقة مثلث برمودا بأسماء كثيرة، أُطلقت عليها من قِبل من عاش بالجوار لها أو من قِبل البحارة المارين بها، ومن تلك الأسماء التي اشتهرت بها: جزر الشيطان، بحر الاختفاء، مقبرة الاطلنطي .. والملاحظ في هذه الأسماء أنها ترمز للخوف والرعب الذي تعرض له مطلقيها نتيجة للمخاطر التي واجهوها في المنطقة.
أما السبب في تسمية المنطقة بالمثلث فذلك لا يعود إلى هيئة موقعها كما يظن الكثير، بل يعود إلى حادث الاختفاء الشهير الذي شهدته المنطقة في (5) ديسمبر عام 1945م، حينما أعلنت السلطات الأمريكية عن اختفاء خمس طائرات فوق منطقة مثلث برمودا كانت تحلق على شكل مثلث .. لذا أُخذت التسمية من الوضعية التي كانت تطير عليها الطائرات .. ولكون هذا الحادث فريد من نوعه من حيث الغموض والغرابة، ولكونه قد أكسب المنطقة شهرة واسعة حيث لفت انتباه وسائل الإعلام لها، نُسبت إليه التسمية.
ولنذكر بشيء من التفصيل هذا الحادث لنتعرف على مدى الخطورة والغرابة والغموض الذي يلف منطقة مثلث برمودا:
في (5) ديسمبر عام 1945م انطلقت خمس طائرات من قاعدة "فورت لودير ديل" بفلوريدا للقيام بمهمة تدريبية، فكان عليها أن تطير على شكل مثلث وأن يكون خط سير رحلتها من فلوريدا لمسافة 160 ميلاً ناحية الشرق ثم 40 ميلاً ناحية الشمال ثم العودة مجدداً للقاعدة التي أقلعت منها.
وأُطلق على مجموعة الطائرات الخمس اسم "السرب 19"، وكان على متنها خمس طيارين وثمان مساعدين، موزعين على مجموعة الطائرات.
انطلقت الطائرات في رحلتها في الثانية ظهراً تحت قيادة الملازم (شارلز تيلور) الذي تأتي طائرته على رأس المثلث والذي له تاريخ جيد في الطيران، حيث يملك أكثر من 2500 ساعة طيران، ومعروف بمهارته وخبرته الكافية لتولي قيادة مجموعة من الطيارين .. وكانت ظروف المناخ جيدة ومناسبة جداً في الوقت الذي أقلعت طائرات "السرب 19" فيه.
وبعد ساعة وربع الساعة من إقلاع "السرب 19"، أي في تمام الساعة الثالثة والربع، كانت القاعدة تنتظر رسالة من قائد السرب ليحدد فيها ميعاد وصول السرب وتعليمات الهبوط، لكن بدلاً من ذلك تلقت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب (شارلز تيلور) يقول فيها:
ـ الملازم (تيلور) ينادي القاعدة .. نحن في حالة طوارئ .. يبدو أننا خارج خط السير تماماً .. لا أستطيع رؤية الأرض .. لا أستطيع رؤية الأرض!
ـ القاعدة: ما هو مكانك بالضبط؟
ـ القائد (تيلور): لا أستطيع تحديد المكان ولا حتى أدري أين نحن على الإطلاق، أعتقد أننا فقدنا في الفضاء!
ـ القاعدة: استمر في الاتجاه ناحية الغرب.
ـ القائد (تيلور): لا أدري في أي اتجاه يوجد الغرب، كل شيء غريب ومشوش تماماً، لا أستطيع تحديد أي اتجاه، حتى المحيط أمامنا يبدو في وضعٍ غريب لا أستطيع تحديده!
وانقطع الاتصال ما بين القاعدة وقائد السرب، لكن القاعدة كانت تستمع إلى الرسائل المتبادلة بين طائرات السرب، وكانت تلك الرسائل واضحة تماماً للقاعدة، ولكنها غريبة أثارت عدد لا يحصى من علامات الاستفهام والتعجب، فقد أشارت تلك الرسائل إلى أن وقود الطائرات قد قارب على النفاد، وكذلك أشارت إلى أن الطيارين لم يتمكنوا من قراءة البوصلة التي أخذت تشير إلى الاتجاهات بطريقةٍ غير مفهومة!
وما كان من القاعدة التي أُصيبت بالذهول والدهشة إلا أن تداركت الأمر وأرسلت على الفور طائرة الإغاثة "مارتين مارينر" لنجدة "السرب 19" الذي يبدو أنه يواجه خطراً غريباً .. وطائرة الإغاثة "مارتين مارينر" هذه؛ طائرة ضخمة يبلغ عدد أفراد طاقمها نحو ثلاثين فرداً.
وفي تمام الساعة الرابعة بعد الظهر تلقت القاعدة رسالة مفاجئة من "السرب 19" تقول: ((لا ندري أين نحن بالتحديد .. أعتقد أننا نطير على مسافة 225 ميلاً من الاتجاه الشمالي الشرقي للقاعدة .. لا بد أننا قد مررنا بفلوريدا، وأعتقد أننا الآن فوق خليج المكسيك)) .. وأعرب قائد "السرب 19" عن نيته في الدوران 180 درجة على أمل أن يعود مرة أخرى إلى فلوريدا، ولكن بدأ الاتصال يضعف تدريجياً إلى أن انقطع تماماً.
وتشير بعض التقارير إلى أن آخر ما سمعته القاعدة بعد ذلك من "السرب 19" قول القائد: ((يبدو كأننا نطير فوق مياه بيضاء .. لقد فُقدنا تماماً))!
وأتت رسالة من طائرة البحث "مارتين مارينر" تشير فيها إلى سوء حالة المناخ في المنطقة ووجود رياح عنيفة.
وانقطع الاتصال مع "السرب 19" و"مارتين مارينر"، ولم يصل منهما أي رسائل بعد اتصالهم الأخير!
وعلى إثر ذلك خرجت أكبر فرقة إنقاذ في التاريخ، ضمت 300 طائرة مختلفة ومئات القوارب واللنشات وعدد كبير من الغواصات لإنقاذ "السرب 19" و"مارتين مارينر"، واستمر البحث ما يزيد عن أربعة آلاف ساعة والذي لم يسفر عن وجود أي أثر لطائرات "السرب 19" وطائرة البحث "مارتين مارينر"!
ولم تقدم الحكومة الأمريكية أي تفسير منطقي لهذه الحادثة التي شغلت الرأي العام الأمريكي عشرات السنين، فأُنتج عن الحادثة أفلام وثائقية وسينمائية أبرزت مدى الغرابة والغموض لها.
بحر سارجاسو:
بحر سارجاسو الواقع في منطقة مثلث برمودا وتحديداً في الشمال الغربي للمحيط الأطلنطي، يعد أكثر المواقع في برمودا غرابةً ورعباً وغموضاً .. ففي قاعه ترقد مئات السفن والقوارب التي يعود زمن اختفاءها إلى أزمنة مختلفة قديمة وحديثة .. وتمتاز مياهه بالهدوء التام كالميت تماماً، لندرت التيارات الهوائية والرياح في محيطه، كما تمتاز مياهه بتواجد نوع من حامول البحر يسمى "سارجاسام" ـ والذي له تنسب تسمية البحر ـ، وهذا النوع من الحامول يتواجد فوق سطح بحر سارجاسو بكميات كبيرة تصل إلى حد إعاقة سير القوارب والسفن الصغيرة، ويحدد هذا النبات أطراف بحر سارجاسو، فتجعل بذلك منطقته مميزةً عمّا يحيط بها من مياه.
والغريب في أمر هذا النبات أنه لا يتواجد إلا عند الشواطئ، لذا يعد وجوده في وسط البحر كما في حالة بحر سارجاسو أمر نادر الحدوث! حتى أن المستكشف والرحالة (كريستوفر كولومبس) الذي مرّ بالمنطقة انخدع حينما رأى حامول البحر بتلك الكميات الكبيرة في بحر سارجاسو، فقد ظن أنه قد وصل إلى الشاطئ، وظل يُبحر ويُبحر حتى اتضحت له الخدعة.
وقد نال بحر سارجاسو تسميات عدة نظير الخوف الذي أوجده في قلوب المارين في منطقته أو المستكشفين له، ومن تلك الأسماء نذكر: بحر الرعب، مقبرة الأطلنطي.
ومن غرائب هذا البحر أنه بناءً على أقوال الكثير من البحارة الذين عبروا مياهه أنهم شاهدوا حيوانات بحرية ضخمة ومخيفة تظهر من وقتٍ لآخر على سطح البحر، وأغرب ما في هذا الأمر أن هذه الحيوانات البحرية التي أدلوا بمشاهدتهم لها من تلك الحيوانات المنقرضة التي حكت عنها الأساطير، والتي وصفت بأنها نوع من أنواع الثعابين الضخمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد .. وقد تمكن علماء من إثبات حقيقة رؤية هذه الحيوانات بالعثور على هياكل ضخمة لهذه الثعابين في قاع المحيط الأطلنطي والتي قدرت أطوالها بحوالي 90 قدماً!
ومن أكثر الأمور غرابةً وحيرة وتحدث في منطقة مثلث برمودا، أمر تلك الثعابين التي تهاجر من أنحاء أوروبا وأمريكا إلى برمودا، من أجل أن تضع بيضها في قاع بحر "سارجاسو" تحديداً، لتموت بعد ذلك، وما أن يفقس البيض إلا ويعاود الصغار طريق العودة إلى الموطن في أمريكا وأوروبا!
أغرب حوادث الاختفاء:
كما أشرنا سابقاً إلى أن منطقة مثلث برمودا كانت مسرحاً لاختفاء المركبات المارة بها من طائرات وسفن وقوارب وغواصات، إلا أن ذاكرة البعض لا زالت تحتفظ بتفاصيل اختفاء البعض منها لسبب واحد فقط وهو ما لف هذه الحوادث من غموض وحيرة جعلت العقول البشرية عاجزة عن تصور الحقيقة التي تقف خلف ما يحدث في منطقة مثلث برمودا .. نذكر بعض من تلك الاختفاءات لنعلم كم يمثله مثلث برمودا من أسرار بالغة الغرابة:
ـ في 17 يناير 1949م، اختفت طائرة الركاب "ستار اريل" وعلى متنها ثلاثون راكباً بالإضافة إلى طاقمها السبعة أثناء طيرانها من برمودا إلى جامايكا .. وكانت الطائرة قد أقلعت من برمودا في تمام الساعة الثامنة إلا الربع صباحاً، وقبل اختفاءها بعث قائد الطائرة برسالة توحي أن كل شيء كان يسير على أحسن حال، قال فيها:
((هنا الكابتن ماك في، قائد الطائرة "اريل" .. نحن نطير في سلام، والمناخ من حولنا مناسب جداً، أتوقع أن أصل إلى كينجستون بجامايكا في الميعاد المحدد .. والآن سأغير الموجة حتى ألتقط الاتصال بكينجستون)).
وما حدث بعد ذلك أنه لم يحدث أي اتصال بين الطائرة والقاعدة في برمودا أو كينجستون بجامايكا! ولم يفلح فريق البحث من وحدات حرس الحدود وطائرات الإغاثة وقوات بحرية أمريكية في العثور على أي أثر للطائرة!
ولكن في اليوم التالي تلقت القاعدة في برمودا تقرير من طائرة إنجليزية وتقرير آخر من طائرة أمريكية يتفقان فيه على مشاهدتهما لضوء غريب ينبعث عند نقطة معينة من المحيط وقت اختفاء الطائرة "اريل" .. وتم تفقد تلك المنطقة من قبل فرق البحث ولم يُعثر على أي أثر للضوء المذكور أو حتى أثر للطائرة!
ـ في 28 ديسمبر 1948م اختفت طائرة الركاب "dc-3" وهي في طريقها من سان جوان إلى ميامي وعلى متنها 36 فرداً.
وكانت القاعدة قد تلقت رسالة من الطائرة "dc-3" قبل اختفائها تقول فيها:
((لقد اقتربنا من الوصول .. لم يتبقى سوى 50 ميلاً في اتجاه الجنوب .. أستطيع الآن أن أتبين أنوار شاطئ ميامي .. كل شيء يسير على ما يرام سوف نستعد لعملية الهبوط)).
ولا أحد يعلم بعد تلك الرسالة ما حدث للطائرة "dc-3" التي لم تصل للقاعدة! فلو أن الطائرة قد تحطمت لحدوث انفجار ما، لكان بالإمكان رؤية الانفجار من على شواطئ ميامي ـ حسب إفادة الرسالة الأخيرة من قائد الطائرة التي توضح قربها من شواطئ ميامي ـ، أو حتى وجود حطام لها بالقرب من الشاطئ الذي تتميز مياهه بصفائها وبعمقها البسيط الذي لا يتجاوز العشرون قدماً!
ـ في سنة 1840م حدثت أغرب حالات الاختفاء في منطقة مثلث برمودا، حين وجدت السفينة التجارية الفرنسية "روزالى" عائمة في عرض البحر لكن دون ركابها الذين لم يسفر البحث عنهم في العثور لهم على أي أثر!
ـ في سنة 1872م وجدت سفينة بريطانية السفينة "ماري سيلستي" عائمة في بحر سارجاسو دون وجود أحد على متنها، وقد صعد ركاب السفينة البريطانية لسطح السفينة "ماري سيلستي" لاستطلاع الأمر، ولم يجدوا أي أثر لأحد من بحارتها، لكنهم وجدوا شحنة من الكحول كانت تحملها السفينة سليمة تماماً في موضعها، كما وجدوا قدراً كافياً من الطعام والماء على السفينة، وكل شيء سليم وفي موضعه، إلى جانب السجائر والنقود والأشياء الشخصية بطاقم السفينة، ولم يعثروا على أي أمرٍ مريب سوى كسر في باب قبطان السفينة!
ـ في سنة 1921م تم العثور على السفينة "كارول ديرنج" عائمة ببحر "سارجاسو" لكن دون طاقمها، بعد اختفاء دام عدة أشهر للسفينة .. ولم يكن هناك ما يدل على ما حدث للطاقم سوى أنهم قد اختفوا من السفينة قبل أن يبدؤوا في تناول الطعام الذي قاموا بإعداده!
ـ في سنة 1948م، اختفى المهرج الشهير بميامي (ال سنيدر) وعدد من أصدقائه بالقارب الذي كان يقلهم في رحلة صيد بالقرب من شاطئ ميامي، وقد عُثر على القارب بعد عدة أشهر لكن دون ركابه الذين لم يُعثر لهم على أي أثر!
ـ من أغرب الرسائل التي وصلت تطلب الاستغاثة وتلقاها حرس الشواطئ كانت من الشاحنة اليابانية "ريفوكو مارو" التي اختفت ما بين بنما وكوبا، والتي كان قائد الشاحنة يستغيث بها قائلاً:
((الرعب يهددنا .. خطر .. خطر .. احضروا حالاً))، ولم تعثر فرق البحث على أي أثر للسفينة!
أغرب المشاهدات:
عندما يكون حديثنا عن منطقة مثلث برمودا فلا بد أن يرافق ذلك ذكر تلك المشاهدات الغامضة والغريبة التي أدلى برؤيتها الكثير في منطقة مثلث برمودا، والتي تعطي برهاناً على أن هذه المنطقة ليست منطقةً طبيعية لما بها من ألغاز مخيفة .. ونذكر هنا بعضاً من تلك المشاهدات:
ـ ذكر مكتشف أمريكا (كريستوفر كولومبس) في مذكراته أمور غريبة صادفته أثناء رحلته عبر منطقة مثلث برمودا، كمشاهدته لكرة كبيرة من النار تسقط في المحيط، وحركة البوصلة التي ظلت طوال عبور المنطقة تشير إلى دلالات غير مفهومة!
وحديث (كريستوفر كولومبس) يأتي من رجل يملك من العلم الكثير، ولا يؤمن بالخرافات والاعتقادات السائدة بين عامة البشر في ذلك الوقت، وليس في تاريخه ما يثير الشك في أن يكون كاذباً، والأغرب من ذلك كله أن حديثه هذا كان قبل أكثر من خمسة قرون، أي قبل أن تنال منطقة مثلث برمودا شهرتها .. مما يؤكد لنا أن هذه المنطقة الغريبة ليست من اكتشافات هذا الزمان، بل سبق الحديث عنها قبل خمسة قرون!
ـ في أكتوبر سنة 1951م اختفت السفينة البرازيلية "ساوباولو"، ولم تتمكن فرق البحث من العثور لها على أي أثر! وقدمت السلطات تقريرها عن عملية البحث عن السفينة "ساوباولو" جاء فيه:
((شوهدت أضواء غريبة فوق مياه المحيط ظلت من المساء حتى الصباح ثم ظهرت في اليوم التالي كثافة من الظلام الشديد ظلت راكدة فوق المياه لفترة قصيرة ثم اختفت تماماً .. لم يتم العثور على أي أثر للسفينة "ساوباولو" أو على أي فرد من طاقمها))!
حكايات الناجين:
ذكر بعض الناجين من الهلاك في منطقة مثلث برمودا لحظاتهم الصعبة التي كادوا أن يفقدوا فيها حياتهم خلال مرورهم بالمنطقة .. وهذه بعض من تلك الروايات التي تتحدث عن غرابة هذه المنطقة والرعب القابع فيها:
ـ في سنة 1944م نجا (ديك استرن) من الهلاك في منطقة مثلث برمودا عندما خرج بطائرته الحربية بمهمة رسمية مع ستة طائرات حربية أخرى .. فذكر (ديك استرن) أنه أثناء عبور طائرته فوق مثلث برمودا اختل توازن طائرته بصورة شديدة ومفاجئة تماماً سقط معها طاقم الطائرة من مقاعدهم، وأنه عندما حاول الاستدارة بطائرته للعودة إلى قاعدته، أحس أن الطائرة تفقد قدرتها على الارتفاع وأنها تنجذب بشدة نحو منطقة معينة من مياه المحيط، لكنه نجح في نهاية الأمر في الاستدارة والعودة إلى قاعدته .. وعندما عاد إلى القاعدة تبين له أنه لم ينجو من الست طائرات الأخرى التي كانت برحلته سوى طائرة واحدة فقط، ولا يعلم أحد شيئاً عن تلك الطائرات التي اختفت بلا أي أثر!
ـ كما روى (جون تيللي) رواية نجاته من قبضة الهلاك في مثلث برمودا قائلاً أنه خرج بمركبه "وايلد جوز" لصيد الحيتان وبرفقته مركب آخر يدعى "كيكوس تريدر"، وذلك في مناخ مناسب جداً للإبحار .. وما أن دخل المركبان إلى داخل المحيط حيث منطقة عميقة جداً بين مجموعة جزر بهاما، كان الليل قد حلَّ على المنطقة، فاتجه لكبينته لأخذ قسط من الراحة، وفي أثناء ذلك تفاجأ بمياه البحر تنهال عليه من كل جانب، فقام من مكانه وفتح باب الكبينة ليجد نفسه في عمق البحر، فما كان منه إلا أن قفز من المركب محاولاً الصعود إلى سطح الماء، وعندما ظهر على السطح تبين له أن المركب "كيكوس تريدر" لا يزال على سطح الماء، ويهمُّ بالابتعاد عن المنطقة بعد أن أحس بالخطر لرؤيته المركب "وايلد جوز" وهو يغوص في المياه التي اضطربت على نحوٍ مفاجئ .. لكنه تمكن من أن يلحق بالمركب "كيكوس تريدر" الذي قام طاقمه بالتقاطه ومغادرة المنطقة على الفور.
ترقبوا المنطقة الأخطر على مستوى العالم ( موضوع مستقل على الساحه العامه) .. مثلث التنين.
وتقبلوا خالص احترامي وتقديري.
د-القرني