حين أكتمل القمر فى تلك الليلة السوداء..ليضفى لمسة فضية على بحره الهائج..
ذاك الذى ينتزع الصمت من المكان بثورة لا حدود لها..وكأنه يتحضر للإنقضاض على الفريسة..
تلك الليلة المرعبة..إختلط فيها مد البحر بجزره..وأرتطمت المياه بصخوره..حتى الشواطئ..
لم تكن مرفأ للأمان..شئ غريب يحصل فى تلك الليلة..وتلك المسكينة تجلس فى بيتها..قبالة الباب .. تنتظر ابنها الذى أصبح أمانة فى عنقها بعد إستشهاد أبيه..الإيمان يعتمر فلبها..الرضاء بالقضاء والقدر ..هو عنوان بصيرتها..لكنها رغم الإقرار ما زالت ترتجف..ليس سهلا أن تفقده..
فكل الأمنيات أصبحت مرهونة بوجوده..كانت تعلم فى قرارة نفسها أننا أمانات وضعها الله على الأرض..وأنه ما شاء يستطيع أخذ الأمانة..لكن النفس البشرية أحيانا تخفق وتعتبر أن ما عندها هو ملكها..ليس بيدها أن تدور فى تلك الداومة ..فذاك أيضا فلذة كبدها..محور حياتها ..فهل من السهل أن تتركه فريسة للموت حين يأتى مترجلا؟..الساعة تتأخر ولا خبر..والموج يتخبط ..ثم يضرب ضربته بعنف..وتأتى الدوامة كالإعصار..تضرب برأسه الصغير فى صخرة كانت تبعده ..ثم تلقيه صريعا فى قاع البحر..ربما تلتهمه الكائنات هناك..وربما يلفظه البحر..ويأتى الخبر..وتصعق الأم ..وينتهى الخبر..مات الولد..مات الحلم..وماتت جميع الأشياء..وبقيت منه ذاكرة ..وبقايا قلم
يتحدث عنه اليوم..ويذكر أسمه بحبر يتقطر دمعا ..لقد كان خبر غرقك يا ياسر الغنام شئ أفزعنا..
وأمات ما تبقى فينا ..نحتسبك شهيد عند الله..ونسأل لوالدتك الصبر والسلوان على رحيلك.
ذاك الذى ينتزع الصمت من المكان بثورة لا حدود لها..وكأنه يتحضر للإنقضاض على الفريسة..
تلك الليلة المرعبة..إختلط فيها مد البحر بجزره..وأرتطمت المياه بصخوره..حتى الشواطئ..
لم تكن مرفأ للأمان..شئ غريب يحصل فى تلك الليلة..وتلك المسكينة تجلس فى بيتها..قبالة الباب .. تنتظر ابنها الذى أصبح أمانة فى عنقها بعد إستشهاد أبيه..الإيمان يعتمر فلبها..الرضاء بالقضاء والقدر ..هو عنوان بصيرتها..لكنها رغم الإقرار ما زالت ترتجف..ليس سهلا أن تفقده..
فكل الأمنيات أصبحت مرهونة بوجوده..كانت تعلم فى قرارة نفسها أننا أمانات وضعها الله على الأرض..وأنه ما شاء يستطيع أخذ الأمانة..لكن النفس البشرية أحيانا تخفق وتعتبر أن ما عندها هو ملكها..ليس بيدها أن تدور فى تلك الداومة ..فذاك أيضا فلذة كبدها..محور حياتها ..فهل من السهل أن تتركه فريسة للموت حين يأتى مترجلا؟..الساعة تتأخر ولا خبر..والموج يتخبط ..ثم يضرب ضربته بعنف..وتأتى الدوامة كالإعصار..تضرب برأسه الصغير فى صخرة كانت تبعده ..ثم تلقيه صريعا فى قاع البحر..ربما تلتهمه الكائنات هناك..وربما يلفظه البحر..ويأتى الخبر..وتصعق الأم ..وينتهى الخبر..مات الولد..مات الحلم..وماتت جميع الأشياء..وبقيت منه ذاكرة ..وبقايا قلم
يتحدث عنه اليوم..ويذكر أسمه بحبر يتقطر دمعا ..لقد كان خبر غرقك يا ياسر الغنام شئ أفزعنا..
وأمات ما تبقى فينا ..نحتسبك شهيد عند الله..ونسأل لوالدتك الصبر والسلوان على رحيلك.
تعليق