قبل فوات الاوان
احبتي في الله
منذ تعرفت عليكم في منتداكم الكريم ، وفي معرض تصفحي لموضوعاته والردود والمشاركات ، لفت نظري امر احببت نقاشه معكم ، فقد رأيت فيه من الخطر الكبير ما يكفي لدفعي لفتح موضوع لمناقشته كاولوية مطلقة.
انه مرض التعصب حتى التقديس ، ورأيت الامور تجنح الى مكامن الخطر فتنبش اموات الماضي وتنفث الاحقاد ، وتبطش بالتاريخ والمصالح الوطنية .
كلنا ننتمي الى امة العروبة والاسلام ، لذا ففكرنا ومعتقدنا من الطبيعي ان يصب في خانة خدمة القضية التي نؤمن ، وهو امر اعم واشمل من فلسطين نفسها ، علما ان الامة قد اجمعت انها قضيتها الاولى ، وهو مسار عقلاني صحيح لقراءة الامور ، ولاننا نحن ابناء فلسطين قضية الامة فأن الواجبات التي ننوء بحملها تفرض علينا ان نكون اكثر وعيا وأشد التزاما وأقل تزمتا واوسع صدرا من غيرنا ، لاننا كما يقال نحن ام الصبي ، لذا فمن البديهي القول ان التعصب الاعمى يقتل الصبي .
هذا حمساوي ينتظر كامنا لفتحاوي ، وجهادي ينصب الافخاخ لحمساوي ، وأخر من الديمقراطية يحاول اثبات ان شيوعية الشعبية هي طفولية لا تنتسب الى الفكر الماركسي الحقيقي وذاك ............... الخ .ترى اين فلسطين في كل هذا . عندما انطلقت فتح كحركة فلسطينية تعصب لها الشعب الفلسطيني وسار امامها يقدم التضحيات في سبيل العنوان العريض الذي جمع الامة تحرير كامل التراب الفلسطيني وكان هذا قبل ان تصبح الضفة الغربية وقطاع غزة محتلين ، وها هي الان تفاوض على 22% من ارض الضفة ولا زال البعض يتعصب لها اهو يتعصب لل22% لا اعتقد لكنه مرض القداسة الزائفة ، بجلنا عرفات ومجدناه ووضعناه تاجا على رؤوسنا ، ورغم هذا قبل على نفسه الموت الصامت على ان يعلن الحقائق لشعبه ، ذهب وتركنا نسير على درب الاشواك الدامية وما زلنا نكن له القداسة فمن سب فلسطين او الخالق جل وعلا يمكن ان يغفر له ذلك اما عرفات فهو فوق كل شيء . نحاكم الامور بعواطفنا الفارغة واصطفافاتنا المزيفة ، وننسى اننا سنسأل عنها يوم القيامة ، ويومها لن يدافع عنا كادر فتحاوي ، ولا زعيم حماس ولا قائد الجهاد كل يومئذ مشغول بمصيبته ، فماذا سنجيب ، كنا نظن انهم على حق ، وقد قال الله تبارك وتعالى ( ان بعد الظن اثم ) اي ان الخطأ بالظن لا يحمينا من الاثم نحمل وزره .
ايها الاحبة اذكر نفسي واذكركم اننا لادم وادم من تراب وكلنا بشر وكلنا خطاؤون ، الم تنتقد امرأة امير المؤمنين وصاحب رسولنا الكريم عمر بين الخطاب رضوان الله عليه وهو يقف على المنبر فقال اصابت امرأة واخطأ عمر. النقد وسيلتنا الحضارية لفهم الاخطاء والنقاش الهاديء المثمر هو طريقنا لتصويبها ، والاخطاء كبيرة وواضحة ولا تحتاج لجدل كبير حتى نتفق عليها شرط ان نخرج من دائرة الاستقطاب التنظيمي الضيق ، أعجب لامر البعض فهو مدعو للانتماء لامة ويفضل عليها بعضا منها .
ونظرة بسيطة الى الخطأ والتعصب الى اين يفضي بنا اليس من العيب ان يكون مشروع الانظمة العربية في القمة اعلى سقفا من المشروع الفلسطيني ، الا تطالب ورقة القمة العربية بالعودة الى حدود 67 بينما تفاوض السلطة على اجزاء من الضفة ، متى نستيقظ ونقرأ الامور على قاعدة المصلحة الوطنية والقومية العامة .
لن توصلنا فتح وحدها ولا الجهاد وحدها الى تحرير فلسطين فهذا امر الامة مجتمعة ، ليست دعوتي للابتعاد عن الانتماء للفصائل والتنظيمات ولكن على قاعدة تحديد الخيارات والاولويات من منطق تقديم الاهداف الوطنية على التنظيمية .
رفقا بأنفسكم وبشعبكم وبدينكم ، فالسنون تتوالى ولم نصل الى منتصف الطريق بعد . عذرا للاطالة ولكني رغبت ان اذكركم ونفسي قبل فــوات الاوان .
تعليق