إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اليوم ستكون قصتي مؤلمة جدا لأني سأحكيها لكم من داخل مغسلة الأموات !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليوم ستكون قصتي مؤلمة جدا لأني سأحكيها لكم من داخل مغسلة الأموات !!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسأل الله أن يمدكم بالعون والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد

    --------------------

    فصول قصتي مؤلمة جدا ..
    وكانت بالضبط قبل ساعتين ونصف ..
    والدليل أن رائحة .. ما يعطر به الميت من المسك و الحنوط ..
    لا تزال لصيقة .. بجسدي وثيابي ..
    سامحوني السطور المقبلة .. مؤلمة .. ولكن أرجو أن تكون .. عباراتها .. فيها من العبرة ...
    والقصة ساخنة .. وعوالقها .. حديثة ..
    لدرجة أن تراب المقبرة لا يزال بقدمي ..
    ورائحة الميت لا تزال في ثيابي ..
    وصورته فيما ستقرؤون أمام عيني ..

    -------------------------

    قولوها وكرروها : لا إله إلا الله ..
    سافرت للمدينة النبوية وكان لقائي الأخير به – رحمه الله – قبل شهرين ودعته كعادتي .. وداع عائد ..
    وفرق بين وداع العائد ووداع المودع ..
    ولم أظن ولا لحظة أنه سأودعه هذه المرة ولن أراه إلا وهو مسجى ..
    في مغسلة الأموات .. !!
    أبو أحمد .. رحمه الله رجل عرفه من حوله في العمل الخيري .. حبيب
    كثير الابتسامة لطيف الدعابة .. كبير نوعا ما تجاوز الخمس والأربعين .. حسب كلام بعض الإخوة ..
    مصري الجنسية .. يعمل في المملكة في أحد مؤسساتها الخيرية براتب دون المتواضع ..
    وله أسرة .. أكبر أبنائه جامعي .. وعنده صغار في السن .. بنين وبنات ..
    كم نحبه .. ؟؟ ونحب داعبته ؟؟
    كان جبلا رغم مشاكله التي يصعب على أقرانه تحملها ...
    كان حالته المادية غير جيدة ...
    وفوق هذا أحد زملائه في العمل .. أرد الزواج ..
    فدعمه بملغ لا يصدر ممن مثله وفي وضعه المادي ..
    آخر حوار كان بيني وبينه ..
    وكان يقنعني بالزواج ؟؟
    كان مهذبا في حواره كثيرا ... ولا يتشنج ..
    كان رائعا .. وكلماته مضيئة .. وله معي وقفات طريفة ..
    نزل من عيني دمعها من شدة الضحك .. رحمه الله
    لعلكم الآن ولو شيئا بسيطا أدركتم ..؟؟
    ماذا يعني لنا العم أبو أحمد ؟؟
    عدت من المدينة النبوية لأهلي ..
    وسلمت على لأحباب كلهم في المؤسسة الخيرية .. وافتقدت أبا أحمد – رحمه الله – لأني أحبه
    وكان رحمه الله يقول والله يا أخي إذا جيت تعود لنا البسمة والفرفشة ..
    وتغير علينا الجو الروتيني .. !!
    آه رحمك الله ..
    هذا الكلام السابق من عودتي قبل يومين
    وإذا برسالة تأتيني أمس الجمعة ..
    هذا نصها – تعيشون معي الفصول كما هي –
    أخوكم أبو أحمد رفيقنا في المؤسسة يطلبكم السماح فقد توفي اليوم بعد المغرب وستحدد عليه الصلاة لاحقا
    إنا لله وإنا إليه راجعون .
    المرسل أبو معاذ ( مدير المؤسسة التي يعمل فيها المتوفى )

    تخيلوا معي .. وفي لحظات أنت تترقب فيها رؤية أكثر الناس أنت شوقا إليه ..
    ويأتيك خبر وفاته !!
    بقيت فترة طويلة وأنا لم أصدق هذا ..
    من الدهشة لا أدري .. !
    نمت بين المصدق والمكذب ..
    وجاء يومنا هذا السبت .. وذهبت للمؤسسة التي يعمل فيها المتوفى ..
    قابلت الإخوة وقد خيم عليهم الحزن ..
    ومررت مرورا غير مقصود بأحد المكاتب لأجد ...
    مكتب ( أبا أحمد ) خاااااالي !!
    لم يداوم ذلك اليوم .. فدوامه اليوم عند أرحم الراحمين ..
    لا إله إلا الله ... محمد رسول الله ..
    رحمك الله يا أبا أحمد .
    في أثناء وجودي هناك وإذا بأحد الزملاء يسألني ..
    قال تريد تراه ؟؟!!
    قلت نعم ولكن كيف ؟؟
    قال : تعال معي نذهب للمغسلة – مغسلة الأموات – ؟... فهم يغسلونه الآن ؟؟
    قفزت للسيارة أريد رؤيته .. ؟؟
    وانطلقنا لمغسلة الأموات التي سنكون أنا وأنت في أحد الأيام ضيوفها ..
    فلا إله إلا الله ..
    فعلا وعلى عجل ... إذا نحن عند مغسلة الأموات ...
    لم أتوقع أني سأقابلك يا أبا أحمد وأنا عائد من سفري .. هنا ..
    في مغسلة الأموات ... !!
    عزيت من وجد من إخوانه ..
    وقلت وين أبو أحمد ؟
    قالوا اسحب سلك الباب وادخل ... !!
    نظرت إلى باب المغسلة ..
    ولأول مرة في حياتي أدخل مغسلة أموات .. فضلا عن رؤية ميت يغسل أمامي
    كان الأمر مرعبا نوعا ما ..؟؟ وأعظم من ذلك الرعب كان حزينا ..
    دخلت ما بين مدهوش وخائف ..
    ومودع يودع حبيبه ..

    ...

    ستار أمامي من أعلى السقف إلى القريب من الأرض من ثلاث واجهات وهو الذي يفصل بيني
    وبينه رحمه الله
    وإذا بآيات القرآن تعلو تلك الأجواء الإيمانية من رؤية حقيقة الإنسان ..
    وأن ينظر الحي هناك لمرحلة سيصلها حتما ويقينا ..
    والمسألة بينه وبين ذلك الموضع .. مسألة وقت سينتهي قريبا ..
    ذهبت من خلف الستار ..
    لأرى اثنين قد اجتمعوا على الحبيب أبا أحمد ..
    وقد وضعوه على شقه الأيمن ... يريقون عليه الماء ..
    آآآه يا أبا أحمد ...
    أتعرف – أخي القارئ – ما معنى أن ترى حبيبا لك ..
    وهو ميت قد تجمدت أطرافه في ثلاجة الموتى ..
    قد تجمدت نظراته .. ملامح وجه ..
    تعلو لحيته كرات من الثلج بقية .. من الثلاجة ..
    على محياه ابتسامه .. !!
    مغمض العينين .. كم تمنيت أن أراه ..؟؟ وهو يبتسم لي ليتني أظفر منه بكلمة بنظرة ...
    ولكن هيهات ..
    تضاربت مشاعر معرفتي لمصيري ..
    بشغلي بفقده ..
    غسلوه .. وكان بجواري ولده الجامعي ( أحمد )
    ينظر لوالده .. بين المصدق والمكذب ..
    لم يبك .. ولم تنزل من عينه قطرة ..
    تدرون لماذا ؟؟
    من شدة الموقف .. لا يدري ماذا يصنع ؟؟
    يرى الناس تقلب والده ويغسلونه وهو لا يري فقط ينظر لوالده ..؟؟
    حالته جدا محزنة احتضنته وعزيته ...
    قال : جزاك الله خير ..
    وعاد في صمته ..
    آآآآه ..
    تلاوة القرآن ترفع .. بصوت القارئ المحيسني .. بصوت خاشع ..
    كان تزيد التأثر كثيرا والله المستعان ..
    كفنوا حبيبي أمام عيني ..
    وحملته مع من حمله .. إلى الجامع لنصلي عليه بعد صلاة الظهر ..
    المهم .. فعلا ..
    وكان الموقف المؤثر الآخر ..
    كبرت لسنة الظهر وصليت ولما انتهيت ..
    نظرت عن يميني في الصف الذي أمامي لأجد من ؟؟
    عبد الله ...
    من هو عبد الله ؟؟
    يدرس في الصف الرابع الابتدائي ...
    والمحزن أكثر أنه ...
    ابن المتوفى الصغير ( آخر العنقود ) ..
    وابنه الأصغر .. والذي حظي من والده رحمه الله بالدلال المضاعف والدلع الكثير ..
    جالس بين الناس .. ضعيف حالته محزنه .. كأنه يظن أنه في حلم ..
    ينظر يمينا وشمالا للمصلين وأحيانا ينظر إلى جنازة والده ..
    أحزنني كثيرا ... كدت أبكي حينما رأيته
    صلينا وانطلقنا مع والده ... نحمله نحو المقبرة ..
    للشهادة والأمانة ..
    كانت جنازته مسرعة جدا ... لا أدري كيف هذا ؟؟
    حملنا حبيبنا ... ولم يستطع ابنه الكبير حمله فهو يحتاج لمن يحمله ..
    تخيلوا ابنه الجامعي لا يتكلم ..
    فقط ينظر .. للجنازة ..
    أما ابنه الصغير فليس عنده من يجبر خاطره ..
    يبكي لوحده .. ولوحده .. لا يجد من يحضنه ..
    تخيلوا يسير مع الناس يريد أن يحمل جنازة والده ..
    ولكنه صغير والجنازة ثقيلة وعالية ..
    يجري ولا يدري .. كيف يلامس جسد والده ...
    أتشعرون معي لمرارة الحرمان ؟؟
    وأحيانا هذا يدفعه .. وهذا ربما ينهره ..
    لا يعرفون أنه ابن المتوفى ..
    كأنه تائه .. !!
    موقف لا يتحمله الكبير فضلا عن هذا الطفل ..
    لا إله إلا الله ..
    انشغلت عن أبي أحمد .. برؤية هذا الطفل وأخوه الكبير ..
    وصلنا للقبر ... ووضعنا الجنازة وأدخلها الموجودين ..
    وابنه سااااكت وعينه مدهوشه ..
    أما فتحة القبر ...
    وأخوه الصغير ينظر ممسكا بأخيه ويبكي .. !!
    لا إله إلا الله ..
    دفناه ودعينا له ..
    وذهب ابنه من بيننا يهادى بين الناس لا يدري ماذا يفعل هل هو فوق الأرض ؟؟
    نظراته نظرات المفجوع .. تصرفاته غير طبيعية ..
    من هو المنظر ..
    وأما الصغير فهو ذهب بين الناس كالغريب ... ودع والده ..
    وذاق من ألم الحرمان في الساعات الماضية ما يكفيه ...
    مما هو مقبل عليه من حرمان ... وشراسة الحياة ..
    لا إله إلا الله ..
    المهم ..
    ودعنا الجميع وعزينا الجميع ..
    ذهبنا لحياتنا وتركنا حبيبنا تحت أطباق الثرى ..
    رحمك الله أبا أحمد ..
    ويرحمني ربي إن صرت مكانك وثبتني وإياك ..
    وكل من يقرأ هذه الرسالة والمسلمين والمسلمات ..
    وداعا أبا أحمد

    -----------------
    منقوله لكم لانها اعجبتنى واحزنتنى كثيرا فحقا لااله الا الله

  • #2
    بارك الله بك , شكراً أخي الكريم

    تعليق


    • #3
      عنجد قصة مؤلمة ومحزنة

      اللهم صبرنا في مصائبنا ويثبتنا

      اللهم امين

      وأحسن خاتمتنا


      أخي أبو فؤاد

      بارك الله فيك ع هذا الطرح

      ضـــرغام السرايا غير متواجد للأبد

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        تعليق


        • #5
          شكراااا

          لك عزيزي

          وبارك الله فيك

          ان شاء الله في ميزان حسناتك
          اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيكم خوانى على مروركم الطيب

            تعليق

            يعمل...
            X