بين التوصيف والتوظيف
يجتهد العقل باحثا في اطار الوعي عن الاسباب الحقيقية والمختفية خلف ظواهر الازمات التي تعيشها امتنا العربية والاسلامية والتي غالبا ما تكون في موقع متكرر مما انتج مقولة التاريخ يعيد نفسه !!! وهذه المقولة باتت من الشهرة في عالمنا بحيث بتنا نستخدمها يوميا وفي كل مناحي الحياة ، فتكرار الامور خصوصا السلبية منها والتي كان يقتضي ان نتعلم منها في مرات سابقة ولم نفعل كثيرة ومريرة ؟؟؟ ولنعد الى البداية فمجتمعنا العربي يعيش منذ سنين طويلة حالة من الانهزام المتكرر فالمرحلة تأتي متكررة تلو اخرى تحمل في طياتها ابعادا وتجارب ومقولات سبق البحث فيها والخوض في تجربتها ومن اهم واعم هذه الظواهر مسألة الاختلاف العام والدائم مع الغرب والاتفاق معه والانسياق لرؤيته في حال من التناقض الغريب العجيب الذي لم الحظه في حالات قومية مماثلة .
وكثيرا ما تبدأ القصة بنقطة بحثية تبدو معها التناقضات بيننا وبين الغرب جلية لا لبث فيها خصوصا بالاستناد الى المقاييس المحقة والموضوعية التي نملكها على قاعدة الوعي القومي والاسلامي ،وحتى لا يتحول الامر فزورة نضعها في سياق التطبيق الواقعي والامثلة في السياق كثيرة ففي مسالة فلسطين كان التوصيف العربي والاسلامي باعتبارها نكبة المت بنا وان الاستعمار الانكليزي ( حينها ) سهل عملية الهجرة والاستيطان للصهاينة وان الامر حصل في غفلة من الزمن في ظل الخداع ومنطق القوة وعبر التوصيف تم استنباط مجموعة الاهداف والوسائط اللازمة لتحويل التوصيف الى منتهاه الايجابي فكان الرد على توصيف الاحتلال بالتحرير والتهجير بالعودة ، وعندما بدا العرب نقاشهم مع الغرب والاطر العالمية كالامم المتحدة وغيرها كنا مصرين على توصيفنا للمسالة وخاض عبد الناصر عبر رحلته القيادية مسارا طويلا على اساس التوصيف العربي الذي انتج حينها لااءات الخرطوم الثلاث .
وهاهم العرب بعد ما يزيد عن الخمسين عاما يسقطون التوصيف الاساس والذي كان نابعا من دراسة حقيقية للواقع بنتائجه بعدما خاضوا صراعا مع التوصيف الذي اشاعه الغرب والذي تركز على احقية الاحتلال ضمن مقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض والاستمرار بالتهجير برفض منطق العودة مستخدمين في المسالة الاولى مقولة تاريخية تتحدث عن ارض الميعاد لليهود وفي الثانية قرارت الشرعية الدولية التي تتطبق بحذافيرها عندما تكون القرارت تخدم توصيفهم وترفضها وتستهتر بها ان كانت في اطار التوصيف العربي ، وجاء الناتج عن هذا ان قضية الشعب الفلسطيني تحولت من قضية قومية عربية اسلامية الى مشكلة ايجاد مكان يعيش فيه الفلسطينيين والهدف ليس تامين حياتهم بل اعطاء الامان للصهاينه لينعموا باحتلالهم . ومن البديهي القول ان هذه العملية الطويلة المدى قد مرت بمراحل عديدة بين التوصيفين وكان التنازل سمة الوعي العربي للوصول للنناتج الذي نعيش .
وفي مثيل اخر ويخدم سابقه لنلقي نظرة على مسالة المقاومة والارهاب فعندما كان التوصيف تحريرا كانت المقاومة ضرورية ومشروعة وشريفة وعندما وصلنا الى ما نحن عليه في الشأن الفلسطيني باتت حتى الحكومة المنتخبة ويقودها فصيل نضالي ارهابا وحتى لا يظنن احد الظنون فالامر لا يتعلق بحماس وحدها فالحكومات الفلسطينية في ظل رفض عرفات بالتطابق الكامل مع التوصيف الغربي باتت كلها ارهابية ولان المنظومة القومية والاسلامية تخلت عن توصيفها لم يكن امامها الا انتظار موت عرفات لفرض تعديل التوصيف عبر البدائل ولما نجحت حماس وخوفا من ان تأخذ سمة عرفات التاريخية المحرجة للانظمة امام شعوبها سارعت الى تبني التوصيف الغربي بل وتجاوزته في مناحي عديدة وهكذا ادان المجتمع العربي عملية اسر الجندي الصهيوني التي قامت بها حماس وسمتها ارهابا وتركت حماس ومعها الشعب الفلسطيني منذ تلكم اللحظة وبشكل فاضح يواجهون اعتى القوى في المنطقة دون ان ينبس احد ببنت شفه وحتى بات صمتهم احيانا هدفا محببا .
لن ادخل في المسألة اللبنانية الحالية الا من باب اخير ينهي صورة العلاقة بين التوصيف والتوظيف ، ففي اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية لدراسة الموضوعين الفلسطيني واللبناني حول التصعيد الصهيوني الواسع وخلال النقاشات التي دارت هناك مر موقفان لكل من وزيري خارجية الكويت والاردن اختم بهما دون تعليق واترك للقاريء الاستدلال الذي لا يحتاج ذكاء ولا فطنة ولا دراية ، فخلال المناقشات الحادة يقول وزير خارجية قطر ان علينا ان ننظر لنبض الشارع العربي ونحن نتجه لاصدار قراراتنا فرد عليه محمد الصباح قائلا ( عن اي شارع عربي تتكلم ، عن الشارع الذي هتف لصدام حسين وابو مصعب الزرقاوي ، هذا الشارع غير موجود ) وفي دعم من وزير خارجية الاردن عبد الاله الخطيب قال ( ان الشارع العربي غير منضبط واعماله لا تخدم العمل العربي المشترك ) .
ان موقف هذين الوزيرين يدللان بما يقطع الشك باليقين عن مسألة التنازل عن التوصيف لمصلحة التوظيف وان كان التوصيف عربيا ومتنازلا عنه من انظمتنا والتوظيف غربيا وهو شعار منهجيتهم ، ترى هل من الخطا ان نسمي زعماء الامة موظفين ؟؟؟؟؟؟
يجتهد العقل باحثا في اطار الوعي عن الاسباب الحقيقية والمختفية خلف ظواهر الازمات التي تعيشها امتنا العربية والاسلامية والتي غالبا ما تكون في موقع متكرر مما انتج مقولة التاريخ يعيد نفسه !!! وهذه المقولة باتت من الشهرة في عالمنا بحيث بتنا نستخدمها يوميا وفي كل مناحي الحياة ، فتكرار الامور خصوصا السلبية منها والتي كان يقتضي ان نتعلم منها في مرات سابقة ولم نفعل كثيرة ومريرة ؟؟؟ ولنعد الى البداية فمجتمعنا العربي يعيش منذ سنين طويلة حالة من الانهزام المتكرر فالمرحلة تأتي متكررة تلو اخرى تحمل في طياتها ابعادا وتجارب ومقولات سبق البحث فيها والخوض في تجربتها ومن اهم واعم هذه الظواهر مسألة الاختلاف العام والدائم مع الغرب والاتفاق معه والانسياق لرؤيته في حال من التناقض الغريب العجيب الذي لم الحظه في حالات قومية مماثلة .
وكثيرا ما تبدأ القصة بنقطة بحثية تبدو معها التناقضات بيننا وبين الغرب جلية لا لبث فيها خصوصا بالاستناد الى المقاييس المحقة والموضوعية التي نملكها على قاعدة الوعي القومي والاسلامي ،وحتى لا يتحول الامر فزورة نضعها في سياق التطبيق الواقعي والامثلة في السياق كثيرة ففي مسالة فلسطين كان التوصيف العربي والاسلامي باعتبارها نكبة المت بنا وان الاستعمار الانكليزي ( حينها ) سهل عملية الهجرة والاستيطان للصهاينة وان الامر حصل في غفلة من الزمن في ظل الخداع ومنطق القوة وعبر التوصيف تم استنباط مجموعة الاهداف والوسائط اللازمة لتحويل التوصيف الى منتهاه الايجابي فكان الرد على توصيف الاحتلال بالتحرير والتهجير بالعودة ، وعندما بدا العرب نقاشهم مع الغرب والاطر العالمية كالامم المتحدة وغيرها كنا مصرين على توصيفنا للمسالة وخاض عبد الناصر عبر رحلته القيادية مسارا طويلا على اساس التوصيف العربي الذي انتج حينها لااءات الخرطوم الثلاث .
وهاهم العرب بعد ما يزيد عن الخمسين عاما يسقطون التوصيف الاساس والذي كان نابعا من دراسة حقيقية للواقع بنتائجه بعدما خاضوا صراعا مع التوصيف الذي اشاعه الغرب والذي تركز على احقية الاحتلال ضمن مقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض والاستمرار بالتهجير برفض منطق العودة مستخدمين في المسالة الاولى مقولة تاريخية تتحدث عن ارض الميعاد لليهود وفي الثانية قرارت الشرعية الدولية التي تتطبق بحذافيرها عندما تكون القرارت تخدم توصيفهم وترفضها وتستهتر بها ان كانت في اطار التوصيف العربي ، وجاء الناتج عن هذا ان قضية الشعب الفلسطيني تحولت من قضية قومية عربية اسلامية الى مشكلة ايجاد مكان يعيش فيه الفلسطينيين والهدف ليس تامين حياتهم بل اعطاء الامان للصهاينه لينعموا باحتلالهم . ومن البديهي القول ان هذه العملية الطويلة المدى قد مرت بمراحل عديدة بين التوصيفين وكان التنازل سمة الوعي العربي للوصول للنناتج الذي نعيش .
وفي مثيل اخر ويخدم سابقه لنلقي نظرة على مسالة المقاومة والارهاب فعندما كان التوصيف تحريرا كانت المقاومة ضرورية ومشروعة وشريفة وعندما وصلنا الى ما نحن عليه في الشأن الفلسطيني باتت حتى الحكومة المنتخبة ويقودها فصيل نضالي ارهابا وحتى لا يظنن احد الظنون فالامر لا يتعلق بحماس وحدها فالحكومات الفلسطينية في ظل رفض عرفات بالتطابق الكامل مع التوصيف الغربي باتت كلها ارهابية ولان المنظومة القومية والاسلامية تخلت عن توصيفها لم يكن امامها الا انتظار موت عرفات لفرض تعديل التوصيف عبر البدائل ولما نجحت حماس وخوفا من ان تأخذ سمة عرفات التاريخية المحرجة للانظمة امام شعوبها سارعت الى تبني التوصيف الغربي بل وتجاوزته في مناحي عديدة وهكذا ادان المجتمع العربي عملية اسر الجندي الصهيوني التي قامت بها حماس وسمتها ارهابا وتركت حماس ومعها الشعب الفلسطيني منذ تلكم اللحظة وبشكل فاضح يواجهون اعتى القوى في المنطقة دون ان ينبس احد ببنت شفه وحتى بات صمتهم احيانا هدفا محببا .
لن ادخل في المسألة اللبنانية الحالية الا من باب اخير ينهي صورة العلاقة بين التوصيف والتوظيف ، ففي اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية لدراسة الموضوعين الفلسطيني واللبناني حول التصعيد الصهيوني الواسع وخلال النقاشات التي دارت هناك مر موقفان لكل من وزيري خارجية الكويت والاردن اختم بهما دون تعليق واترك للقاريء الاستدلال الذي لا يحتاج ذكاء ولا فطنة ولا دراية ، فخلال المناقشات الحادة يقول وزير خارجية قطر ان علينا ان ننظر لنبض الشارع العربي ونحن نتجه لاصدار قراراتنا فرد عليه محمد الصباح قائلا ( عن اي شارع عربي تتكلم ، عن الشارع الذي هتف لصدام حسين وابو مصعب الزرقاوي ، هذا الشارع غير موجود ) وفي دعم من وزير خارجية الاردن عبد الاله الخطيب قال ( ان الشارع العربي غير منضبط واعماله لا تخدم العمل العربي المشترك ) .
ان موقف هذين الوزيرين يدللان بما يقطع الشك باليقين عن مسألة التنازل عن التوصيف لمصلحة التوظيف وان كان التوصيف عربيا ومتنازلا عنه من انظمتنا والتوظيف غربيا وهو شعار منهجيتهم ، ترى هل من الخطا ان نسمي زعماء الامة موظفين ؟؟؟؟؟؟
تعليق