بـسْــــم الله الرّحـْـــمن الرّحـِــــــــــيم
" ملاحـَـــظة : لا تنقل هذا الموضــــوع إلى منتديـــات "......." إلا إن عَزمت القيام بعملية استشهادية إلكترونية لمعرّفك , أو كان لديك عندهم " كَتِيبَة" من المـــعرّفات :
" فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الأحزاب23
و عليه لا يحق لأي من المحتســـبين مطالبتي بأي تعويضات مادية أو معنوية بخصوص المعرفات التي قد تفقد بسبب نقل الموضوع "
إلى الصناديد المجاهدين , في حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين ,
إلى أحفاد أحمد ياسين , و أبناء عبد العزيز الرنتيسي , و إخوان يحيى عيّاش و عماد عقل ....
إلى من شعارهم :
" الله غايتنا , الرسول قدوتنا ,
القرآن دستورنا , الجهاد سبيلنا ,
و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا "
أهدي هذه المقالة ....:
" وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " هود 88
إذا حدث اضطراب في نبضات قلب المريض , و انخفض ضغطه و غاب وعيه , أصبح لزاماً على الطبيب المعالج أن "يَصْعَقَ " المريض ليعيد الأمور إلى نصابها ...
إنه الحل الأخير لإنعاش المريض الذي شارف على الهلاك ,
الصعقة الكهربائية أو ما يسمى ب (DC Shock) قادرة على قتل إنسان سليم , إلا أنها - ويا للمفارقة ! - قادرة كذلك على إخراج المريض من حالة " فقدان الوعي " إلى وضعه الطبيعي !
إنها صعقة الحياة التي تعيد المريض إلى الحياة ,
و لأن الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله " حكيم بارع " , فقد قرر إنعاش المريض في غرفة الطوارئ ...
لقد رفع حفظه الله جرعة الصعقة لأكثر من "360 جول ", بعد أن شعر أن مريضه الذي بين يديه , لم يستجب لمناصحات ذات جرعاتٍ أقل !
و هدف حكيمنا دائماً و أبداً : " مصلحة المريض "
يعلم الحكيم الظواهري و تعلمون , أن العقيدة ماء صاف , يفقد صِفَته إن تغير لونه أو طعمه أو رائحته ,
يعلم الحكيم الظواهري و تعلمون , أن عَقْدَ العقيدة متماسك كخرزات لؤلؤ , حتى إذا انفرط تناثرت خرزاته واحدةً تلو الأخرى ,
يعلم الحكيم الظواهري و تعلمون , أن " أَوّل الرَّقص حَنجْلة ! "
إن المبادئ الثابتة هي وقود كل ثورة حقيقية تسعى لتغيير الواقع , و هي وسيلة الدفاع الأصيلة التي تضيق على الخصم الأقوى مجال المناورة , إنها استشمار بعيد الأمد برأس مال متنامي , قد تعاني من نقص سيولةٍ في البداية , إلا أنك أنت الرابحة في النهاية , أما المتلونون , المائعون , أصحاب الملامح الذائبة و المبادئ الهشة , فهؤلاء رؤوسهم في السماء و أقدامهم في الهواء , يكون سقوطهم مدويا , و نهايتهم مريعة... هم عاجزون حتماً عن تغيير مكان نقطة أو فاصلة أو شدة في دفتر التاريخ , إنهم هامشيون , ثانويون , يعيشون ردحا من الدهر , ثم ينقرضوا كما انقرض فيل الماموث ...
ماذا بقي من حَماس بعد هذا النزف الحاد في المبادئ ؟
ماذا بقي من حَماس بعد أن استسلمت ب(هدنة ) , و التزمت ب(احترام) و اعترفت ب(الواقع) ...!
أم ماذا بقي من حماس بعد أن أصبحت خنادقها " فنادقاً " و قرآنُها " يَاسِقاً (1) " ؟
أم ماذا بقي من حَماس بعد أن رضخت لعبّاس ؟
ماذا بقي من حماس إن أصبحت التضحية من أجل المبادئ , تضحيةً بالمبادئ ؟
ماذا بقي من حماس إن أصبح الفرق بينها و بين " فتح " كالفرق بين الحزب الديمقراطي و الجمهوري , أو الفرق بين حزب الليكود و العمل , أوالفرق بين البيبسي و الكوكاكولا ؟!
( حكومة مشتركة , وحدة وطنية , دستور كفري , برلمان شركي ...إلخ)
ليعلم قادة حماس , أن كل الضغوط التي تعرضوا لها , لا تساوي عُشْر ما تعرضت له حركة طالبان أعاد الله عزها لتسليم إمام المجاهدين الشيخ أسامة بن محمد بن لادن الحضرمي اليماني (رَضِيَ اللهُ عَنْه ) ,
قُلتُ :
ليتعلم العرب "دروس الدينَ" من البشتون !
لقد زال حكم الملا عمر بسبب رجل واحد رفض تسليمه لأمريكا , فكيف لحماس أن تضع يدها بيد العملاء و تحكم على الشريعة بالسجن الإداري , و تحترم اتفاقيات الاستسلام , من أجل ثلث حكومة ليس لها من الأمر شيئ ؟
قُلْتُ :
ليقرؤوا ترجمة القرآن بالبشتونيّة , فلقد استعجمت معاني القرآن على أهل العربية ..
ما عاد شعار حماس ( لن نعترف بإسرائيل) يطمئننا أو يطمئن حكيم الأمة الظواهري , ففي زمنٍ تحول فيه اسم الخمرة إلى مشروبات روحية , و اللواط إلى علاقة مِثْلِيّة و الاحتلال إلى تحرير , يسهل أن يتحول فيه الإعتراف إلى "احترام" و الاستسلام إلى "هدنة " ...
لقد كان خالد مشعل يؤكد من عاصمة الكفر و الردة "طهران" أن حماس لن تعترف بإسرائيل إلى الأبد , ثم تغير الخطاب ليصبح ( ...لن تعترف بإسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار) (2) ...
حماس تتغير و الصهاينة لا يتغيرون , حماس تتنازل و الصهاينة لا يتنازلون ؟
حماس تتراجع و فتح تتقدم ,
حماس تلين و العلمانيون لا يلينون ,
ما خطبكم يا أيها المتقهقرون ؟
هل نزلت سورة " الكافرون" علينا نحن المسلمين , أم على الصهاينة و العلمانيين !؟
ثم قولوا لي يا أهل الفطنة و الكياسة ,
ما الفرق بين أكل لحم الخنزير باليد أو بالشوكة ؟
ما الفرق بين شرب الخمر من الزجاجة أو بالكوب ؟
ما الفرق بين آكل الربا و مُؤَكله ؟
ما الفرق بين حكومة لحماس لا تعترف بشروط الرباعية الإستسلاميّة الصهيونية و حكومة وحدة وطنية ( تدعمها حماس) ترضخ لها ؟
ستلعن الأجيال كل خَسِيس يعرض فلسطين في سوق النخاسة , أو يفرط في شبر من أرضها أو بحرها ... مهما كان اسمه أو عظمت تضحياته , فَعَنّي , عَنْ أَبِي , عَنْ جَدّي الخِتْيارِ (رَحِمَهُ الله ) أَنّهُ قَـــالَ :
" لَعَنَ الله بائِعَ فِلَسْطِين و شَارِيها و شَاهِديْهما و كَاتِبَهما "
لقد كتب الروائي العالمي جورج أرويل ( George Orwell ) في عام 1944 , رواية ساخرة , تتحدث عن تآكل المبادئ , و تلاشي الأفكار, الذي يحدث بشكل تدريجي لمدعي المبادئ السامية حينما يصلون إلى السلطة ,
يقول الكاتب في روايته الشهيرة " مزرعة الحيوان " , أن هناك خنزيرا كهلا اسمه (Old Major)قد جمع الحيوانات في المزرعة قبيل وفاته ليلقي فيهم خطابا تحرّريا تحريضيّا ضِدّ الإنسان المُتَسَلّط , شَكّل فيما بعد دعائم الثورة و فلسفتها ...
قال الخنزير العجوز :
" يجب أن تتذكروا دائما واجبكم في العداء اتجاه الإنسان و جميع أساليبه , إن كل من يسير على قدمين هو عدو , و كل من يسير على أربعة أرجل أو له جنحان فهو صديق , و تذكروا دوما أننا يجب أن لا نتشبه بالإنسان في صراعنا معه , حتى حين تنتصرون عليه , لا تتبنوا رذائله , ليس للحيوان أبدا أن يعيش في منزل أو ينام في سرير , أو يلبس الملابس ...جميع عادات الإنسان شريرة , و فوق كل ذلك لا ينبغي لأي حيوان أن يستبد ببني جنسه ..."
و بعد أن انتصرت الثورة - بقيادة الخنازير - على الإنسان , و أصبحت الخنازير هي القيادة الجديدة للمزرعة , تغيرت المبادئ تدريجيا و نسي أصحاب السلطة وصايا الخنزير العجوز (Old Major), و بدؤوا بالتجبر و ظلم بقية الحيوانات , و التشبة بالإنسان , إلى أن عادت حياة الحيوانات إلى سابق عهدها , بل أسوء من ذي قبل , و أصبحت الخنازير هي الإنسان " الجديد " في المزرعة , و في آخر الرواية يصور لنا جورج أرويل المشهد الحزين :
" كان هناك صراخ و ضرب شديد على المائدة , و نظرات شك حادة , و رفض و انكار باهتياج , و ظهر أن أصل المشكلة هو أن كلا من نابليون (قائد الخنازير) و مستر بلكينجتون ( إنسان يملك مزرعة مجاورة لمزرعة الحيوان) قد لعبا ورقة الآس السّباتي في نفس الوقت .
..كانت الأصوات متشابهة , لا حاجة للسؤال الآن عما قد حدث لوجوه الخنازير ...تنظر الحيوانات في الخارج إليهم من خنزير إلى إنسان , و من إنسان إلى خنزير , ثم من خنزير إلى إنسان , و لكن أصبح من المستحيل القول من هو الإنسان و من هو الخنزير "
لقد قامت حماس على مبادئ جليلة منقوشة في ميثاقها , و أخشى أن عقدها قد انفرط أو يوشِك , و عندها سينظر الناس من الزهار إلى دحلان , و من دحلان إلى مشعل , و من مشعل إلى عباس , دون أن يستطيعوا أن يميزوا .. من هو حماس و من هو فتح ....!!!
هناك مثل يوناني يقول :
" الصديق المخلص يقول لك الحقيقة المرة " ,
و الشيخ أيمن الظواهري لم يقل ما قال تجريحا أو تشهيرا أو تقريعا , بل قال رأيه ليبرئ نفسه أمام الله , و ينصح لقادة حماس و جنودها , و يوضح لهم أنهم ليسوا على خير إن بقييوا تائهين بين موائد اللئام , معرضين عن شريعة الديان ...
" قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " الأعراف164
بصرف النظر عن أسلوب النصيحة , و هل راقت لحماس أم لم ترق , فإن اللبيب لا ينظر إلى أسلوب الناصح , و إنما ينظر إلى مضمون النصيحة و فحواها , لا وقت لدى حماس لتقل " لقد اشتد علينا " , " لقد اتهمنا بالخيانة " , بل عليها أن تجلس و تتدبر و تتفكر ...
لقد كتب الحكيم وصفته الطبيّة و ما بقي على حماس إلا صرفها من الكتاب و السنة :
" فيا أخواني المسلمين في ميادين الجهاد في الجزائر والصومال وفلسطين والعراقوأفغانستان و الشيشان وفي كل مكان تصدوا بتمسككم بعقيدتكم و بثباتكم و رباطكم للمخطط الصهيوني الصليبي الذي يترنح بقوة الله تحت ضرباتكم وأبشروا بقول النبي صلى اللهعليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) "
يا قادة حماس و جنودها :
أين أنتم من الإمام الشهيد حسن البنا حين قال :
" ستقوم إسرائيل وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام كما أبطل ما قبلها" (3)
أين أنتم من الشيخ أمجد الزهاوي يوم قال :
" إن العالم الإسلامي يحترق، وعلى كل منا أن يصب ولو قليلاً من الماء ليطفئ ما يستطيع أن يطفئه دون أن ينتظر غيره."(4)
أين أنتم يا قادة حماس من هذا البند المرقوم في ميثاقكم (5) :
" وقد طمع الطامعون بفلسطين أكثر من مرة فدهموها بالجيوش، لتحقيق أطماعهم، فجاءتها جحافل الصليبيين يحملون عقيدتهم ويرفعون صليبهم، وتمكنوا من دحر المسلمين ردحًا من الزمن، ولم يسترجعها المسلمون إلا عندما استظلوا برايتهم الدينية، وأجمعوا أمرهم، وكبّروا ربهم وانطلقوا مجاهدين، بقيادة صلاح الدين الأيوبي قرابة عقدين من السنين فكان الفتح المبين واندحر الصليبيون وتحررت فلسطين.
﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ستُغْلَبُون وتُحْشَرُون إلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهَادُ﴾ (آل عمران: 12).
وهذه هي الطريقة الوحيدة للتحرير، ولا شك في صدق شهادة التاريخ. وتلك سُنَّة من سنن الكون وناموس من نواميس الوجود، فلا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يغلب عقيدتهم الباطلة المزورة إلا عقيدة الإسلام الحقة، فالعقيدة لا تُنازَل إلا بالعقيدة، والغلبة في نهاية الأمر للحق والحق غلاب. ﴿وَلَقَد سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنا المُرْسَلِينَ، إنَّهُمْ لَهُمُ المَنْصُورُون، وإنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُون﴾ (الصافات: 171 – 173). "
أم أنكم اليوم تحتاجون إلى من يذكركم بميثاقكم ؟
هذا ليس كلام الشيخ أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري , بل هو كلامكم و ميثاقكم فالزموا غرزكم , و توبوا إلى بارئكم و تطّهروا من درن المفاوضات , و شرك البرلمانات ,
يا أبناء حماس :
تعلمون خيرا منا من هو عباس و دحلان و عريقات و الرجّوب , فكيف تقبلون بهؤلاء شركاء ؟ كيف لهؤلاء.. أن يناموا عملاء ليستيقظوا وزراء !
يا أبناء حماس :
لقد كانت رسالة حكيم الأمة إلى حماس واضحة ناصعة :
" تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " آل عمران 64
تفسيرها لمن استعجمت عليه من المستعربين :
كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ : أَيْ عَدْل وَنِصْف نَسْتَوِي نَحْنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا
وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا: لا وَثَنًا وَلَا صَلِيبًا وَلَا صَنَمًا وَلَا طَاغُوتًا وَلَا نَارًا وَلَا شَيْئًا بَلْ نُفْرِد الْعِبَادَة لِلَّهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ
وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ : ينقل ابن كثير عن اِبْن جُرَيْج أنه قال : يَعْنِي يُطِيع بَعْضنَا بَعْضًا فِي مَعْصِيَة اللَّه , و في تفسير القرطبي: أَيْ لَا نَتَّبِعهُ فِي تَحْلِيل شَيْء أَوْ تَحْرِيمه إِلَّا فِيمَا حَلَّلَهُ اللَّه تَعَالَى.
فإن أَبَيت يا حماس النصيحة , فما عليك إلا أن تشهدي بأنا مُسْلِمُونَ ...
" اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
يا قادة حماس :
من طوامكم الشّنيعة , تعطيل الشّريعة , و التفريط بالوديعة , و الخضوع أمام القَطِيعة , و موالاتكم للشّيعة , و البرلمانات الوَضِيعة , و ركونكم لأهل الخديعة ...فهل أنتم منتهون ؟
من أخطائكم ترك البنادق , و هجر الخنادق , و السياحة بين الفنادق , و مآخاة الزنادق , و السماع لكل ناعق , و علماني حانق , فهل أنتم منتهون ؟
فهل أنتم مهتدون ؟
" فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " غافر 44
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) (ويقال له اليساق، والياسا) كتاب ابتدعه جنكيز خان وحكم به بين الناس، فإنه وُصف بأنه مقتبس من أحكام ملفقة من شرائع مختلفة.
منقول 66:6 66:6 66:6
" ملاحـَـــظة : لا تنقل هذا الموضــــوع إلى منتديـــات "......." إلا إن عَزمت القيام بعملية استشهادية إلكترونية لمعرّفك , أو كان لديك عندهم " كَتِيبَة" من المـــعرّفات :
" فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الأحزاب23
و عليه لا يحق لأي من المحتســـبين مطالبتي بأي تعويضات مادية أو معنوية بخصوص المعرفات التي قد تفقد بسبب نقل الموضوع "
إلى الصناديد المجاهدين , في حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين ,
إلى أحفاد أحمد ياسين , و أبناء عبد العزيز الرنتيسي , و إخوان يحيى عيّاش و عماد عقل ....
إلى من شعارهم :
" الله غايتنا , الرسول قدوتنا ,
القرآن دستورنا , الجهاد سبيلنا ,
و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا "
أهدي هذه المقالة ....:
" وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " هود 88
إذا حدث اضطراب في نبضات قلب المريض , و انخفض ضغطه و غاب وعيه , أصبح لزاماً على الطبيب المعالج أن "يَصْعَقَ " المريض ليعيد الأمور إلى نصابها ...
إنه الحل الأخير لإنعاش المريض الذي شارف على الهلاك ,
الصعقة الكهربائية أو ما يسمى ب (DC Shock) قادرة على قتل إنسان سليم , إلا أنها - ويا للمفارقة ! - قادرة كذلك على إخراج المريض من حالة " فقدان الوعي " إلى وضعه الطبيعي !
إنها صعقة الحياة التي تعيد المريض إلى الحياة ,
و لأن الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله " حكيم بارع " , فقد قرر إنعاش المريض في غرفة الطوارئ ...
لقد رفع حفظه الله جرعة الصعقة لأكثر من "360 جول ", بعد أن شعر أن مريضه الذي بين يديه , لم يستجب لمناصحات ذات جرعاتٍ أقل !
و هدف حكيمنا دائماً و أبداً : " مصلحة المريض "
يعلم الحكيم الظواهري و تعلمون , أن العقيدة ماء صاف , يفقد صِفَته إن تغير لونه أو طعمه أو رائحته ,
يعلم الحكيم الظواهري و تعلمون , أن عَقْدَ العقيدة متماسك كخرزات لؤلؤ , حتى إذا انفرط تناثرت خرزاته واحدةً تلو الأخرى ,
يعلم الحكيم الظواهري و تعلمون , أن " أَوّل الرَّقص حَنجْلة ! "
إن المبادئ الثابتة هي وقود كل ثورة حقيقية تسعى لتغيير الواقع , و هي وسيلة الدفاع الأصيلة التي تضيق على الخصم الأقوى مجال المناورة , إنها استشمار بعيد الأمد برأس مال متنامي , قد تعاني من نقص سيولةٍ في البداية , إلا أنك أنت الرابحة في النهاية , أما المتلونون , المائعون , أصحاب الملامح الذائبة و المبادئ الهشة , فهؤلاء رؤوسهم في السماء و أقدامهم في الهواء , يكون سقوطهم مدويا , و نهايتهم مريعة... هم عاجزون حتماً عن تغيير مكان نقطة أو فاصلة أو شدة في دفتر التاريخ , إنهم هامشيون , ثانويون , يعيشون ردحا من الدهر , ثم ينقرضوا كما انقرض فيل الماموث ...
ماذا بقي من حَماس بعد هذا النزف الحاد في المبادئ ؟
ماذا بقي من حَماس بعد أن استسلمت ب(هدنة ) , و التزمت ب(احترام) و اعترفت ب(الواقع) ...!
أم ماذا بقي من حماس بعد أن أصبحت خنادقها " فنادقاً " و قرآنُها " يَاسِقاً (1) " ؟
أم ماذا بقي من حَماس بعد أن رضخت لعبّاس ؟
ماذا بقي من حماس إن أصبحت التضحية من أجل المبادئ , تضحيةً بالمبادئ ؟
ماذا بقي من حماس إن أصبح الفرق بينها و بين " فتح " كالفرق بين الحزب الديمقراطي و الجمهوري , أو الفرق بين حزب الليكود و العمل , أوالفرق بين البيبسي و الكوكاكولا ؟!
( حكومة مشتركة , وحدة وطنية , دستور كفري , برلمان شركي ...إلخ)
ليعلم قادة حماس , أن كل الضغوط التي تعرضوا لها , لا تساوي عُشْر ما تعرضت له حركة طالبان أعاد الله عزها لتسليم إمام المجاهدين الشيخ أسامة بن محمد بن لادن الحضرمي اليماني (رَضِيَ اللهُ عَنْه ) ,
قُلتُ :
ليتعلم العرب "دروس الدينَ" من البشتون !
لقد زال حكم الملا عمر بسبب رجل واحد رفض تسليمه لأمريكا , فكيف لحماس أن تضع يدها بيد العملاء و تحكم على الشريعة بالسجن الإداري , و تحترم اتفاقيات الاستسلام , من أجل ثلث حكومة ليس لها من الأمر شيئ ؟
قُلْتُ :
ليقرؤوا ترجمة القرآن بالبشتونيّة , فلقد استعجمت معاني القرآن على أهل العربية ..
ما عاد شعار حماس ( لن نعترف بإسرائيل) يطمئننا أو يطمئن حكيم الأمة الظواهري , ففي زمنٍ تحول فيه اسم الخمرة إلى مشروبات روحية , و اللواط إلى علاقة مِثْلِيّة و الاحتلال إلى تحرير , يسهل أن يتحول فيه الإعتراف إلى "احترام" و الاستسلام إلى "هدنة " ...
لقد كان خالد مشعل يؤكد من عاصمة الكفر و الردة "طهران" أن حماس لن تعترف بإسرائيل إلى الأبد , ثم تغير الخطاب ليصبح ( ...لن تعترف بإسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار) (2) ...
حماس تتغير و الصهاينة لا يتغيرون , حماس تتنازل و الصهاينة لا يتنازلون ؟
حماس تتراجع و فتح تتقدم ,
حماس تلين و العلمانيون لا يلينون ,
ما خطبكم يا أيها المتقهقرون ؟
هل نزلت سورة " الكافرون" علينا نحن المسلمين , أم على الصهاينة و العلمانيين !؟
ثم قولوا لي يا أهل الفطنة و الكياسة ,
ما الفرق بين أكل لحم الخنزير باليد أو بالشوكة ؟
ما الفرق بين شرب الخمر من الزجاجة أو بالكوب ؟
ما الفرق بين آكل الربا و مُؤَكله ؟
ما الفرق بين حكومة لحماس لا تعترف بشروط الرباعية الإستسلاميّة الصهيونية و حكومة وحدة وطنية ( تدعمها حماس) ترضخ لها ؟
ستلعن الأجيال كل خَسِيس يعرض فلسطين في سوق النخاسة , أو يفرط في شبر من أرضها أو بحرها ... مهما كان اسمه أو عظمت تضحياته , فَعَنّي , عَنْ أَبِي , عَنْ جَدّي الخِتْيارِ (رَحِمَهُ الله ) أَنّهُ قَـــالَ :
" لَعَنَ الله بائِعَ فِلَسْطِين و شَارِيها و شَاهِديْهما و كَاتِبَهما "
لقد كتب الروائي العالمي جورج أرويل ( George Orwell ) في عام 1944 , رواية ساخرة , تتحدث عن تآكل المبادئ , و تلاشي الأفكار, الذي يحدث بشكل تدريجي لمدعي المبادئ السامية حينما يصلون إلى السلطة ,
يقول الكاتب في روايته الشهيرة " مزرعة الحيوان " , أن هناك خنزيرا كهلا اسمه (Old Major)قد جمع الحيوانات في المزرعة قبيل وفاته ليلقي فيهم خطابا تحرّريا تحريضيّا ضِدّ الإنسان المُتَسَلّط , شَكّل فيما بعد دعائم الثورة و فلسفتها ...
قال الخنزير العجوز :
" يجب أن تتذكروا دائما واجبكم في العداء اتجاه الإنسان و جميع أساليبه , إن كل من يسير على قدمين هو عدو , و كل من يسير على أربعة أرجل أو له جنحان فهو صديق , و تذكروا دوما أننا يجب أن لا نتشبه بالإنسان في صراعنا معه , حتى حين تنتصرون عليه , لا تتبنوا رذائله , ليس للحيوان أبدا أن يعيش في منزل أو ينام في سرير , أو يلبس الملابس ...جميع عادات الإنسان شريرة , و فوق كل ذلك لا ينبغي لأي حيوان أن يستبد ببني جنسه ..."
و بعد أن انتصرت الثورة - بقيادة الخنازير - على الإنسان , و أصبحت الخنازير هي القيادة الجديدة للمزرعة , تغيرت المبادئ تدريجيا و نسي أصحاب السلطة وصايا الخنزير العجوز (Old Major), و بدؤوا بالتجبر و ظلم بقية الحيوانات , و التشبة بالإنسان , إلى أن عادت حياة الحيوانات إلى سابق عهدها , بل أسوء من ذي قبل , و أصبحت الخنازير هي الإنسان " الجديد " في المزرعة , و في آخر الرواية يصور لنا جورج أرويل المشهد الحزين :
" كان هناك صراخ و ضرب شديد على المائدة , و نظرات شك حادة , و رفض و انكار باهتياج , و ظهر أن أصل المشكلة هو أن كلا من نابليون (قائد الخنازير) و مستر بلكينجتون ( إنسان يملك مزرعة مجاورة لمزرعة الحيوان) قد لعبا ورقة الآس السّباتي في نفس الوقت .
..كانت الأصوات متشابهة , لا حاجة للسؤال الآن عما قد حدث لوجوه الخنازير ...تنظر الحيوانات في الخارج إليهم من خنزير إلى إنسان , و من إنسان إلى خنزير , ثم من خنزير إلى إنسان , و لكن أصبح من المستحيل القول من هو الإنسان و من هو الخنزير "
لقد قامت حماس على مبادئ جليلة منقوشة في ميثاقها , و أخشى أن عقدها قد انفرط أو يوشِك , و عندها سينظر الناس من الزهار إلى دحلان , و من دحلان إلى مشعل , و من مشعل إلى عباس , دون أن يستطيعوا أن يميزوا .. من هو حماس و من هو فتح ....!!!
هناك مثل يوناني يقول :
" الصديق المخلص يقول لك الحقيقة المرة " ,
و الشيخ أيمن الظواهري لم يقل ما قال تجريحا أو تشهيرا أو تقريعا , بل قال رأيه ليبرئ نفسه أمام الله , و ينصح لقادة حماس و جنودها , و يوضح لهم أنهم ليسوا على خير إن بقييوا تائهين بين موائد اللئام , معرضين عن شريعة الديان ...
" قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " الأعراف164
بصرف النظر عن أسلوب النصيحة , و هل راقت لحماس أم لم ترق , فإن اللبيب لا ينظر إلى أسلوب الناصح , و إنما ينظر إلى مضمون النصيحة و فحواها , لا وقت لدى حماس لتقل " لقد اشتد علينا " , " لقد اتهمنا بالخيانة " , بل عليها أن تجلس و تتدبر و تتفكر ...
لقد كتب الحكيم وصفته الطبيّة و ما بقي على حماس إلا صرفها من الكتاب و السنة :
" فيا أخواني المسلمين في ميادين الجهاد في الجزائر والصومال وفلسطين والعراقوأفغانستان و الشيشان وفي كل مكان تصدوا بتمسككم بعقيدتكم و بثباتكم و رباطكم للمخطط الصهيوني الصليبي الذي يترنح بقوة الله تحت ضرباتكم وأبشروا بقول النبي صلى اللهعليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) "
يا قادة حماس و جنودها :
أين أنتم من الإمام الشهيد حسن البنا حين قال :
" ستقوم إسرائيل وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام كما أبطل ما قبلها" (3)
أين أنتم من الشيخ أمجد الزهاوي يوم قال :
" إن العالم الإسلامي يحترق، وعلى كل منا أن يصب ولو قليلاً من الماء ليطفئ ما يستطيع أن يطفئه دون أن ينتظر غيره."(4)
أين أنتم يا قادة حماس من هذا البند المرقوم في ميثاقكم (5) :
" وقد طمع الطامعون بفلسطين أكثر من مرة فدهموها بالجيوش، لتحقيق أطماعهم، فجاءتها جحافل الصليبيين يحملون عقيدتهم ويرفعون صليبهم، وتمكنوا من دحر المسلمين ردحًا من الزمن، ولم يسترجعها المسلمون إلا عندما استظلوا برايتهم الدينية، وأجمعوا أمرهم، وكبّروا ربهم وانطلقوا مجاهدين، بقيادة صلاح الدين الأيوبي قرابة عقدين من السنين فكان الفتح المبين واندحر الصليبيون وتحررت فلسطين.
﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ستُغْلَبُون وتُحْشَرُون إلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهَادُ﴾ (آل عمران: 12).
وهذه هي الطريقة الوحيدة للتحرير، ولا شك في صدق شهادة التاريخ. وتلك سُنَّة من سنن الكون وناموس من نواميس الوجود، فلا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يغلب عقيدتهم الباطلة المزورة إلا عقيدة الإسلام الحقة، فالعقيدة لا تُنازَل إلا بالعقيدة، والغلبة في نهاية الأمر للحق والحق غلاب. ﴿وَلَقَد سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنا المُرْسَلِينَ، إنَّهُمْ لَهُمُ المَنْصُورُون، وإنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُون﴾ (الصافات: 171 – 173). "
أم أنكم اليوم تحتاجون إلى من يذكركم بميثاقكم ؟
هذا ليس كلام الشيخ أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري , بل هو كلامكم و ميثاقكم فالزموا غرزكم , و توبوا إلى بارئكم و تطّهروا من درن المفاوضات , و شرك البرلمانات ,
يا أبناء حماس :
تعلمون خيرا منا من هو عباس و دحلان و عريقات و الرجّوب , فكيف تقبلون بهؤلاء شركاء ؟ كيف لهؤلاء.. أن يناموا عملاء ليستيقظوا وزراء !
يا أبناء حماس :
لقد كانت رسالة حكيم الأمة إلى حماس واضحة ناصعة :
" تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " آل عمران 64
تفسيرها لمن استعجمت عليه من المستعربين :
كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ : أَيْ عَدْل وَنِصْف نَسْتَوِي نَحْنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا
وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا: لا وَثَنًا وَلَا صَلِيبًا وَلَا صَنَمًا وَلَا طَاغُوتًا وَلَا نَارًا وَلَا شَيْئًا بَلْ نُفْرِد الْعِبَادَة لِلَّهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ
وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ : ينقل ابن كثير عن اِبْن جُرَيْج أنه قال : يَعْنِي يُطِيع بَعْضنَا بَعْضًا فِي مَعْصِيَة اللَّه , و في تفسير القرطبي: أَيْ لَا نَتَّبِعهُ فِي تَحْلِيل شَيْء أَوْ تَحْرِيمه إِلَّا فِيمَا حَلَّلَهُ اللَّه تَعَالَى.
فإن أَبَيت يا حماس النصيحة , فما عليك إلا أن تشهدي بأنا مُسْلِمُونَ ...
" اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
يا قادة حماس :
من طوامكم الشّنيعة , تعطيل الشّريعة , و التفريط بالوديعة , و الخضوع أمام القَطِيعة , و موالاتكم للشّيعة , و البرلمانات الوَضِيعة , و ركونكم لأهل الخديعة ...فهل أنتم منتهون ؟
من أخطائكم ترك البنادق , و هجر الخنادق , و السياحة بين الفنادق , و مآخاة الزنادق , و السماع لكل ناعق , و علماني حانق , فهل أنتم منتهون ؟
فهل أنتم مهتدون ؟
" فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " غافر 44
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) (ويقال له اليساق، والياسا) كتاب ابتدعه جنكيز خان وحكم به بين الناس، فإنه وُصف بأنه مقتبس من أحكام ملفقة من شرائع مختلفة.
منقول 66:6 66:6 66:6
تعليق