تنفس الطالب إحسان شهير أبو الرب من بلدة جلبون شرقي جنين الصعداء, عندما رأى نتيجته في التوجيهي 97%, متناسيا مرض السرطان الذي أصابه في شهر أغسطس من عام 2007, حيث اعتبر ذلك مفاجأة له وهدية من رب العالمين مقدمة له, بفضل إصراره وقوة عزيمته ووقوف عائلته بجانبه, بعد معاناة طويلة وحرب نفسية, بين متابعه العلاج الذي تم تأجيله إلى ما بعد الانتهاء من امتحانات التوجيهي ورحلة طويلة من العلاج في اخذ الجرعات الكيماوية وجلسات الاشعه, أو تقديم الامتحان والمخاطرة على نفسه لتأجيله العلاج.
وكان مراسلنا في جنين رائد ابوبكر, قد قام بزيارة له في بيته المتواضع في بلدة جلبون شرقي المدينة, لإجراء المقابلة الصحفية دون سابق إنذار, وكان قد طل إحسان بوجهه الملائكي, واثقا من نفسه, من يراه لا يصدق انه مريض بمرض خبيث, أو انه يتلقى الجرعات الكيماوية والجلسات الإشعاعية, فخبر النجاح أنساه المرض نهائيا وكأن شيئا لم يكن.
فرحة لا توصف:
وصف إحسان شعوره بنتيجته, أنها كانت مفاجأة وفرحة لا توصف, حيث لم تسعني الدنيا بفرحتي بأن احصل على هذا المعدل, بعد رحلة معاناة وعذاب بعد الإصابة بالمرض, فقد مررت بظروف صعبة للغاية, لا يعلمها إلا رب العباد, والذي أمدني القوة والعزيمة, وبعد أن قررت تأجيل مواصلة العلاج بالكيماوي والاشعه, وكانت مرحلة خطرة جدا, حيث كانت نسبة المناعة منخفضة, ولكن كان كل همي وتفكيري ليس المرض, وإنما هو كيف احصل على نتيجة عالية, وقد حصلت على مبتغاي, والآن بإمكاني الاستئناف بالعلاج وأنا مرتاح البال.
بداية رحلة العذاب:
يقول شهير أبو الرب والد الطالب إحسان, وهو موظف حكومي لمراسلنا, بعد ان اخذ تنهيدة قوية يدل على انه تعب من مشوار طويل, بدأت رحلة عذاب إحسان في شهر أغسطس من العام الماضي, بعد أن خرجت التحاليل والتقارير الطبية من مستشفى رفيديا في نابلس, والتي أفادت, أن إحسان مصاب بسرطان في الجيوب الأنفية, والتي تزامنت مع دخوله التوجيهي, فعند معرفته بالمرض أول ما خطر على بال إحسان, أن التوجيهي هذا العام قد ضاع منه, واستبق الأحداث على ضياع التوجيهي, فبدأ بالبكاء والحسرة انه لن يقدم التوجيهي هذا العام, وكان خبر إصابته بالمرض نزلت كالصاعقة على عائلته, وشعورهم الدائم بالكئابة والحسرة والحزن والبكاء طوال اليوم, وخوف من فقدان إحسان الذي لم يفكر بنفسه وإنما فكر بمستقبله في التوجيهي .
وأضاف, عندما رأينا إحسان قد انهمك في التفكير بمصيره في التوجيهي, صممنا على البدء بالعلاج فورا, لعل وعسى أن ينتهي المرض ويزول قبل الامتحانات النهائية, إرضاء لاحسان, فتوجهنا به إلى المستشفيات الأردنية وبدأت الرحلة الطويلة والصعبة والمعاناة المستمرة, والمشكلة أننا كنا قد توجهنا إلى الهدف الخاطئ إلى المستشفيات غير المتخصصة في علاج السرطان .
وتابع حديثه يقول, رغم رحلة العلاج الطويلة في الأردن إلا أن إحسان لم يستفد منها نهائيا, فقد رجعنا بالتحاليل وصور الاشعه وخسارة مادية كبيرة, وكانت وزارة الصحة الفلسطينية تغطي تكاليف العلاج فقط داخل المستشفيات الأردنية, بنسبة 90 % فقط, ما عدا الأدوية المكلفة الثمن.
استئناف العلاج في القدس:
وقال ابو احسان توجهنا به إلى مستشفى المطلع في القدس للاستئناف في العلاج, وأيضا كانت رحلة علاج طويلة وعذاب شديد, وخاصة أنها جاءت في فترة الشتاء, فكان إحسان يخرج في ساعات الفجر الباكر ويرجع بعد غياب الشمس أسبوعيا إلى القدس, وكان يعود إلى البيت منهك القوى والأعصاب, وكان جسمه متأثرا بالعلاج الكيماوي الذي يتناوله في المستشفى, وكانت نسبة جهاز المناعة منخفضة جدا, وكنا نعزله عن البشر, وكان الجو باردا جدا "ينخر في العظام", عدا عن المعاناة على الحواجز الإسرائيلية, ومنعنا أحيانا من الدخول إلى القدس, ورجوعنا إلى المنزل دون علاج, وكانت فترة صعبة للغاية, عدا عن وضع إحسان النفسي وتفكيره الدائم بمرحلة التوجيهي, وسؤاله الدائم, "هل أقدم أم لا, هل انجح أم لا,و هل أحوز على معدل عالي أم لا؟".
مستشفى حيفا:
وبعد أن رأينا ان استفادته من العلاج الكيماوي في القدس بطيء, توجهنا به إلى مستشفى حيفا وتابع جلساته الكيماوية والإشعاعية, فإحسان يحتاج لعلاج طويل حيث يحتاج ل 48 أسبوع علاج كيماوي, ويحتاج لجلسات أشعه لمدة ثلاثة أشهر, وبعدها عملية جراحية, ومن ثم يتابع جلسات الاشعه حتى إزالة المرض نهائيا .
وكان إحسان ينقطع عن فترة الدوام المدرسي, حيث كان يحتاج أسبوعيا لجرعة كيماوية بالإضافة إلى ثلاثة أو أربعه أيام استراحة, بفعل الجرعة وعزله عن الناس حتى لا يكتسب جهاز المناعة أي جرثومة, آو مرض ,عدا عن معاناته من آلام شديدة في جسده جراء الجرعات الكيماوية, وكان إحسان يعتمد على نفسه في الدراسة دون الاستعانة بأي احد, وخاصة انه في الفرع الأدبي, ومعلوم أن هذا الفرع فيها مواد طويلة وصعبة.
ويقول والد إحسان, حاولنا مساعدة إحسان قدر الإمكان والوقوف إلى جانبه, قدمنا لوزارة التربية والتعليم العالي التقارير الطبية والتقارير التي توصف حالة مرض إحسان, من اجل تقديم الامتحانات النهائية في مستشفى حيفا, حيث كان الرفض التام من قبلهم, لان القوانين تمنع أي طالب فلسطيني في تقديم الامتحان خارج حدود السلطة الوطنية الفلسطينية, فما كان من إحسان إلا أن يتخذ قرارا في تأجيل العلاج, إلى ما بعد الانتهاء من تقديم الامتحانات النهائية, وقد حذرنا الأطباء من ذلك, لأنه يحتاج أسبوعيا لجرعات كيماوية وجلسات أشعه, لكن كان إحسان همه الوحيد تقديم الامتحان متناسيا مرضه, فأمده الله القوة والعزيمة وقدم الامتحان وحاز على المعدل, الذي يريده وكان نجاحا كبيرا له
القرار الصائب:
وأشار والد إحسان بأن قراره كان صائبا, لأنه مر في ظروف نفسية صعبة, وهذه الظروف لم تساعد جسده على استجابة العلاج, فأخلى المستشفى مسؤوليته وتحملها إحسان وقدم الامتحان.
تحديه للواقع:
وعن الظروف التي مر بها إحسان خلال تأديته الامتحان, يقول والد إحسان, كانت ظروفا صعبة وحالته صعبه, حيث تعب بشدة وكانت نسبة المناعة تنخفض يوما بعد يوم, وكان يرهق نفسه في القراءة, لكن إصراره على التقديم كان سببا في حصوله على المعدل, وكان لعائلته أيضا دور في مساعدته, فقد كانت العائلة تيسر له كل ظروف المراعاة الخاصة, في تقديم الأدوية والعلاج الطبيعي والأغذية الطبيعية, وكل ما يحتاج من اجل راحته والدعاء له, والخوف عليه من ازدياد المرض عليه خلال تقديمه للامتحان.
وأضاف, لقد كان وضعه الصحي في الحقيقة, خلال تأديته الامتحان صعبا, فكانت نسبة جهاز المناعة معدمة, ونسبة كريات الدم البيضاء 1.5%, بينما كانت نسبة كريات الدم الحمراء والذي يعتمد عليها جهاز المناعة 10%, وكنت أتناوب ووالدته, وكنا نستيقظ من الفجر للجلوس بجانبه ودعمه, إلى أن انتهى من فترة الامتحان, وكان قد نفذ قوته كلها ولكن الله شاء وحماه.
وقال والد إحسان, لقد حاولت أن يكون تقديم الامتحان داخل المنزل بحضور لجنة من وزارة التربية, وبمساعدة من مديرة مديرية التربية والتعليم سلام الطاهر مشكورة, لكن قوانين التربية تمنع ذلك, لأنه بإمكان إحسان التوجه إلى المدرسة وتقديم الامتحان, وبإصراره استطاع أن يجتاز المرحلة.
الوضع المادي سيء للغاية:
وحول الوضع المادي الذي الم بالعائلة قال والد إحسان, في الحقيقة أنا معلم مدرسة وراتبي الشهري لا يتجاوز 1600 شيكل, وعائلتي مكونة من خمسة أنفار, ومعظم العلاج والسفريات ديون, والتي تراكمت هذا العام بشكل كبير, رغم ان وزارة الصحة الفلسطينية تكفلت بالعلاج, لكن كل ما يحتاجه داخل المستشفى فقط, أما الأدوية والعلاجات الطبيعية والأغذية الطبيعية المكلفة كانت على حسابنا الخاص, وكان إحسان يحتاج إلى مصاريف أسبوعيا 1000 شيكل, عدا عن السفر الأسبوعي إلى حيفا والذي يكلف 750 شيكل,ولكن المهم أن يشفى أحسان من المرض,متمنيا من الله أن يكرمه بالشفاء, كما أكرمه في النجاح بالتوجيهي, كما أدعو الجهات المعنية في مساعدة إحسان في تحقيق حلمه, ومساعدته في الدراسة الجامعية, لأنه في الحقيقة العائلة لا تستطيع أن تساعده في الدراسة الجامعية لتكاليفها الباهظة.
اهدي نجاحي لعائلتي:
يقول الطالب إحسان مفتخرا بعائلته وبنفسه, لقد مرت علي ظروف صعبة ما قبل الامتحان, وكان الأصعب منها خلال فترة الامتحان, حيث خاطرت على حياتي وأجلت العلاج إلى ما بعد الامتحانات النهائية, وكنت اشعر بتعب شديد, لأني كنت ادرس فوق طاقتي, وكنت أشجع نفسي بكلمات, انه لم يبق شيء إلا الوقت القليل, فقد اجتزت فترة طويلة, وهذه الفترة القصيرة لن تعيقني, حتى أحقق هدفي.
وتطرق إحسان إلى معاناته في فترة الأربعين يوم, ما قبل الامتحان, قال أجريت عمليتين جراحيتين لأنفي, وأخذت ثلاثة جرعات كيماوية, وكل أسبوع أتوجه إلى حيفا, ولكن كنت اقسم وقتي بالدراسة 15ساعة في اليوم, وخلال فترة الامتحان كنت أنام فقط ثلاثة إلى أربع ساعات, لكن الآن أنا مرتاح جدا.
وأتمنى, أن تقوم جهة معينة بمساعدتي في إكمال الدراسة الجامعية, لأنني أضعفت كاهل والدي ماديا, بسبب تكاليف العلاج الباهظة, وأتمنى مساعدتي حتى أحقق حلمي في الدراسة الجامعية, لأنني قررت وصممت الحصول على درجة الدكتوراه.
وقد أهدى النجاح لعائلته أولا, التي وقفت إلى جانبه, وقامت بدعمه, وقال, "مهما قدمت لهم من تضحيات فلن اجزيهم بما فعلوه بي".
وكان مراسلنا في جنين رائد ابوبكر, قد قام بزيارة له في بيته المتواضع في بلدة جلبون شرقي المدينة, لإجراء المقابلة الصحفية دون سابق إنذار, وكان قد طل إحسان بوجهه الملائكي, واثقا من نفسه, من يراه لا يصدق انه مريض بمرض خبيث, أو انه يتلقى الجرعات الكيماوية والجلسات الإشعاعية, فخبر النجاح أنساه المرض نهائيا وكأن شيئا لم يكن.
فرحة لا توصف:
وصف إحسان شعوره بنتيجته, أنها كانت مفاجأة وفرحة لا توصف, حيث لم تسعني الدنيا بفرحتي بأن احصل على هذا المعدل, بعد رحلة معاناة وعذاب بعد الإصابة بالمرض, فقد مررت بظروف صعبة للغاية, لا يعلمها إلا رب العباد, والذي أمدني القوة والعزيمة, وبعد أن قررت تأجيل مواصلة العلاج بالكيماوي والاشعه, وكانت مرحلة خطرة جدا, حيث كانت نسبة المناعة منخفضة, ولكن كان كل همي وتفكيري ليس المرض, وإنما هو كيف احصل على نتيجة عالية, وقد حصلت على مبتغاي, والآن بإمكاني الاستئناف بالعلاج وأنا مرتاح البال.
بداية رحلة العذاب:
يقول شهير أبو الرب والد الطالب إحسان, وهو موظف حكومي لمراسلنا, بعد ان اخذ تنهيدة قوية يدل على انه تعب من مشوار طويل, بدأت رحلة عذاب إحسان في شهر أغسطس من العام الماضي, بعد أن خرجت التحاليل والتقارير الطبية من مستشفى رفيديا في نابلس, والتي أفادت, أن إحسان مصاب بسرطان في الجيوب الأنفية, والتي تزامنت مع دخوله التوجيهي, فعند معرفته بالمرض أول ما خطر على بال إحسان, أن التوجيهي هذا العام قد ضاع منه, واستبق الأحداث على ضياع التوجيهي, فبدأ بالبكاء والحسرة انه لن يقدم التوجيهي هذا العام, وكان خبر إصابته بالمرض نزلت كالصاعقة على عائلته, وشعورهم الدائم بالكئابة والحسرة والحزن والبكاء طوال اليوم, وخوف من فقدان إحسان الذي لم يفكر بنفسه وإنما فكر بمستقبله في التوجيهي .
وأضاف, عندما رأينا إحسان قد انهمك في التفكير بمصيره في التوجيهي, صممنا على البدء بالعلاج فورا, لعل وعسى أن ينتهي المرض ويزول قبل الامتحانات النهائية, إرضاء لاحسان, فتوجهنا به إلى المستشفيات الأردنية وبدأت الرحلة الطويلة والصعبة والمعاناة المستمرة, والمشكلة أننا كنا قد توجهنا إلى الهدف الخاطئ إلى المستشفيات غير المتخصصة في علاج السرطان .
وتابع حديثه يقول, رغم رحلة العلاج الطويلة في الأردن إلا أن إحسان لم يستفد منها نهائيا, فقد رجعنا بالتحاليل وصور الاشعه وخسارة مادية كبيرة, وكانت وزارة الصحة الفلسطينية تغطي تكاليف العلاج فقط داخل المستشفيات الأردنية, بنسبة 90 % فقط, ما عدا الأدوية المكلفة الثمن.
استئناف العلاج في القدس:
وقال ابو احسان توجهنا به إلى مستشفى المطلع في القدس للاستئناف في العلاج, وأيضا كانت رحلة علاج طويلة وعذاب شديد, وخاصة أنها جاءت في فترة الشتاء, فكان إحسان يخرج في ساعات الفجر الباكر ويرجع بعد غياب الشمس أسبوعيا إلى القدس, وكان يعود إلى البيت منهك القوى والأعصاب, وكان جسمه متأثرا بالعلاج الكيماوي الذي يتناوله في المستشفى, وكانت نسبة جهاز المناعة منخفضة جدا, وكنا نعزله عن البشر, وكان الجو باردا جدا "ينخر في العظام", عدا عن المعاناة على الحواجز الإسرائيلية, ومنعنا أحيانا من الدخول إلى القدس, ورجوعنا إلى المنزل دون علاج, وكانت فترة صعبة للغاية, عدا عن وضع إحسان النفسي وتفكيره الدائم بمرحلة التوجيهي, وسؤاله الدائم, "هل أقدم أم لا, هل انجح أم لا,و هل أحوز على معدل عالي أم لا؟".
مستشفى حيفا:
وبعد أن رأينا ان استفادته من العلاج الكيماوي في القدس بطيء, توجهنا به إلى مستشفى حيفا وتابع جلساته الكيماوية والإشعاعية, فإحسان يحتاج لعلاج طويل حيث يحتاج ل 48 أسبوع علاج كيماوي, ويحتاج لجلسات أشعه لمدة ثلاثة أشهر, وبعدها عملية جراحية, ومن ثم يتابع جلسات الاشعه حتى إزالة المرض نهائيا .
وكان إحسان ينقطع عن فترة الدوام المدرسي, حيث كان يحتاج أسبوعيا لجرعة كيماوية بالإضافة إلى ثلاثة أو أربعه أيام استراحة, بفعل الجرعة وعزله عن الناس حتى لا يكتسب جهاز المناعة أي جرثومة, آو مرض ,عدا عن معاناته من آلام شديدة في جسده جراء الجرعات الكيماوية, وكان إحسان يعتمد على نفسه في الدراسة دون الاستعانة بأي احد, وخاصة انه في الفرع الأدبي, ومعلوم أن هذا الفرع فيها مواد طويلة وصعبة.
ويقول والد إحسان, حاولنا مساعدة إحسان قدر الإمكان والوقوف إلى جانبه, قدمنا لوزارة التربية والتعليم العالي التقارير الطبية والتقارير التي توصف حالة مرض إحسان, من اجل تقديم الامتحانات النهائية في مستشفى حيفا, حيث كان الرفض التام من قبلهم, لان القوانين تمنع أي طالب فلسطيني في تقديم الامتحان خارج حدود السلطة الوطنية الفلسطينية, فما كان من إحسان إلا أن يتخذ قرارا في تأجيل العلاج, إلى ما بعد الانتهاء من تقديم الامتحانات النهائية, وقد حذرنا الأطباء من ذلك, لأنه يحتاج أسبوعيا لجرعات كيماوية وجلسات أشعه, لكن كان إحسان همه الوحيد تقديم الامتحان متناسيا مرضه, فأمده الله القوة والعزيمة وقدم الامتحان وحاز على المعدل, الذي يريده وكان نجاحا كبيرا له
القرار الصائب:
وأشار والد إحسان بأن قراره كان صائبا, لأنه مر في ظروف نفسية صعبة, وهذه الظروف لم تساعد جسده على استجابة العلاج, فأخلى المستشفى مسؤوليته وتحملها إحسان وقدم الامتحان.
تحديه للواقع:
وعن الظروف التي مر بها إحسان خلال تأديته الامتحان, يقول والد إحسان, كانت ظروفا صعبة وحالته صعبه, حيث تعب بشدة وكانت نسبة المناعة تنخفض يوما بعد يوم, وكان يرهق نفسه في القراءة, لكن إصراره على التقديم كان سببا في حصوله على المعدل, وكان لعائلته أيضا دور في مساعدته, فقد كانت العائلة تيسر له كل ظروف المراعاة الخاصة, في تقديم الأدوية والعلاج الطبيعي والأغذية الطبيعية, وكل ما يحتاج من اجل راحته والدعاء له, والخوف عليه من ازدياد المرض عليه خلال تقديمه للامتحان.
وأضاف, لقد كان وضعه الصحي في الحقيقة, خلال تأديته الامتحان صعبا, فكانت نسبة جهاز المناعة معدمة, ونسبة كريات الدم البيضاء 1.5%, بينما كانت نسبة كريات الدم الحمراء والذي يعتمد عليها جهاز المناعة 10%, وكنت أتناوب ووالدته, وكنا نستيقظ من الفجر للجلوس بجانبه ودعمه, إلى أن انتهى من فترة الامتحان, وكان قد نفذ قوته كلها ولكن الله شاء وحماه.
وقال والد إحسان, لقد حاولت أن يكون تقديم الامتحان داخل المنزل بحضور لجنة من وزارة التربية, وبمساعدة من مديرة مديرية التربية والتعليم سلام الطاهر مشكورة, لكن قوانين التربية تمنع ذلك, لأنه بإمكان إحسان التوجه إلى المدرسة وتقديم الامتحان, وبإصراره استطاع أن يجتاز المرحلة.
الوضع المادي سيء للغاية:
وحول الوضع المادي الذي الم بالعائلة قال والد إحسان, في الحقيقة أنا معلم مدرسة وراتبي الشهري لا يتجاوز 1600 شيكل, وعائلتي مكونة من خمسة أنفار, ومعظم العلاج والسفريات ديون, والتي تراكمت هذا العام بشكل كبير, رغم ان وزارة الصحة الفلسطينية تكفلت بالعلاج, لكن كل ما يحتاجه داخل المستشفى فقط, أما الأدوية والعلاجات الطبيعية والأغذية الطبيعية المكلفة كانت على حسابنا الخاص, وكان إحسان يحتاج إلى مصاريف أسبوعيا 1000 شيكل, عدا عن السفر الأسبوعي إلى حيفا والذي يكلف 750 شيكل,ولكن المهم أن يشفى أحسان من المرض,متمنيا من الله أن يكرمه بالشفاء, كما أكرمه في النجاح بالتوجيهي, كما أدعو الجهات المعنية في مساعدة إحسان في تحقيق حلمه, ومساعدته في الدراسة الجامعية, لأنه في الحقيقة العائلة لا تستطيع أن تساعده في الدراسة الجامعية لتكاليفها الباهظة.
اهدي نجاحي لعائلتي:
يقول الطالب إحسان مفتخرا بعائلته وبنفسه, لقد مرت علي ظروف صعبة ما قبل الامتحان, وكان الأصعب منها خلال فترة الامتحان, حيث خاطرت على حياتي وأجلت العلاج إلى ما بعد الامتحانات النهائية, وكنت اشعر بتعب شديد, لأني كنت ادرس فوق طاقتي, وكنت أشجع نفسي بكلمات, انه لم يبق شيء إلا الوقت القليل, فقد اجتزت فترة طويلة, وهذه الفترة القصيرة لن تعيقني, حتى أحقق هدفي.
وتطرق إحسان إلى معاناته في فترة الأربعين يوم, ما قبل الامتحان, قال أجريت عمليتين جراحيتين لأنفي, وأخذت ثلاثة جرعات كيماوية, وكل أسبوع أتوجه إلى حيفا, ولكن كنت اقسم وقتي بالدراسة 15ساعة في اليوم, وخلال فترة الامتحان كنت أنام فقط ثلاثة إلى أربع ساعات, لكن الآن أنا مرتاح جدا.
وأتمنى, أن تقوم جهة معينة بمساعدتي في إكمال الدراسة الجامعية, لأنني أضعفت كاهل والدي ماديا, بسبب تكاليف العلاج الباهظة, وأتمنى مساعدتي حتى أحقق حلمي في الدراسة الجامعية, لأنني قررت وصممت الحصول على درجة الدكتوراه.
وقد أهدى النجاح لعائلته أولا, التي وقفت إلى جانبه, وقامت بدعمه, وقال, "مهما قدمت لهم من تضحيات فلن اجزيهم بما فعلوه بي".
تعليق