كيف نحاكم فكر الوسطيون الجدد ؟؟
اذا كانت سياسة الوسطيون الجدد تعتمد علي الكذب والدجل لحفظ الذات أو تحصينها من المؤثراث الخارجية وصيانة القواعد التنظيمة عبر برامج عاطفية أو سياسية التكتيم ودكتاتورية القرار , فإننا نستطيع أن نجابه كل هذا ونحاكمه وفق القواعد الشرعية التي أساسها العدل وميزانها الكتاب والسنة مستعينين بالوقائع التي تؤكد تأكل هذا الفكر وأهدافه ومرضه مما انعكس علي حال الأمة وواقعها المرير ,وكأتباع منهج محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم الذي أصطلح في الاعلام والدراسات علي تسميته (ألفكر السلفي الجهادي ) تميزاً عن الحركات والجماعات الاسلامية الاخري ,فالمسئولية علينا ثقيلة والامانة عظيمة للالتزام بهذا المنهج ونشره,ومع أننا لسنا علي عداء شخصي او تنافسي تنظيمي مع الوسطيين الجدد في غزة الذين بدءوا بتهيئة الأجواء اعلامياً وسياسياً أمام العامة لمكيدة كبيرة أو معركة قادمة مع أتباع الفكر السلفي الجهادي وهذا لا يتمناه أي غيور علي الاسلام وأهله أوحريص دماء المسلمين نسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها ومابطن .
لكن الحاجة اليوم تبرز لوضع أسس في التعامل لمحاكمة فكر من يتهموننا (بالتكفير وشهوة القتل )واذا كانوا هم يحسنون الكذب وتسويقه بكل لطافة اعلامية ليتغلغل بين البسطاء أوالمغرر بهم من أتباع التنظيمات فإننا نملك معايير أسمي وأكثر نبلاً واخلاقاً لنحاكمهم أيضاً وذلك بالمصداقية والصدق والاتيان بالقرائن والادلة الشرعية وقياسها علي الوقائع الحالية التي تدين مخالفنا وتجلده ! فمنهج أهل الحق قائم علي العدل والانصاف واتباع الدليل والحجة والاجرام بحقنا لن يمنعنا من العدل مع المخالف رغم قرارات الاعدام الفكري التي يبدو أنها بدأت تعد لأصحاب المنهج وجماعاته ولربما الميداني عبر السجون والتعذيب أو الاغتيالات أيضاً فيما بعد ! ان اتهامات الوسطيين الجدد في غزة تشكل بنظري المتواضع بداية حقيقية لمحاكمة علنية لأتباع الفكر السلفي الجهادي وجماعاته ومنظريه في قطاع غزة الذين كثر ازعاجهم وازدادت خطورة افكارهم في نظر الوسطيين الجدد , وقبل سحق أي ضحية و اذا كنت تريد أن تنهي او تقضي علي الاشياء التي لا تحبها فعليك أولاً نبذها من محيطك الداخلي وتنفير المتعاطفين معها وهذا في الواقع ما قد يؤشر حدوثه من تصريحات الوسطيين الجدد وقد يحصل ما لا نتوقعه وقد يكون الأسوء بما لا نتخيله وهذا ما لا نتمناه متمنين أن يرد الله هؤلاء الي دينهم وعقولهم , لكن قيادات الوسطيين الجدد لم تطلق الاتهامات جزافاً او اعتباطاً خاصة مع تأكل بنيتها الفكرية في الداخل التنظيمي وازدياد حالات التمرد ضعف المصداقية بالقيادة بما ينذر بالخطر القادم المتمثل في اجتياح الفكر السلفي الجهادي لجميع القواعد التنظيمية أو علي الاقل للمخلصين فيها , فالحاصل ان هذه الاتهامات هي مقدمة المحاكمة علنية قد نري فصولها خلال ايام أو شهور قادمة ولعل أي وفاق وطني قادم بين بين الوسطيين الجدد والعلمانيين السابقين يعزز حدوث مشهد كهذا .
مانسمعه اونشاهده في الكثير من المحاكمات السياسية يعيد الاذهان الينا فصول هذه المحاكمات والسناريو المتوقع الذي ينتهي بإعدام الضحية عد تعريته أخلاقياً وابراز مدي بشاعته ووحشية أفكاره وتطرفها والصاق التهم الجنائية بحقه مما يصبح من السهل تسويق حكم الاعدام بحق الضحية امام العامة وكأنه يستحق العقاب أوالموت ومع نهاية حكمه تنتهي فصول الماساة ويقل مؤيدوه الي اقصي حد ! مع تصور أسوء السناريوهات فالقضاء علي الأفراد لا يعني بأي حالاجثثاث منهج وعقيدة هؤلاء "التكفيريين " . قد يتسائل البعض ماذا يملك أتباع الفكر السلفي الجهادي في غزة ليردوا الاتهامات وسحق المخادعين والدجاليين ورد افتراءاتهم وتضليلهم للعوام ! ليس من الصعب القول أن هؤلاء المستضعفين أتباع المنهج السلفي الجهادي يملكون ايضاً ما يدينون بشدة ويحاكمون به (الوسطيين الجدد) ولكن ليست بطريقتهم الميكافيلية التي يتم استعمال أدوات التضليل والخداع بل يمكن أن نصد أي هجمة فكرية من خلال أربع عوامل اساسية لن يكون للاخرين القدرة أو الحيلة لاطفاء فوهة بركان التوحيد المتصاعد نوره والمنهج الرباني الذي يتعزز وجوده في الواقع أو تمدده البشري بفعل عوامل التنكيل أو التشويه , وبعد علمنا ان الله تكفل بحفظ دينه وتمكينه للمستضعفين الموحدين , سيكون علينا لزاماً العمل بالاسباب ودفع بلاء الوسطيين الجدد الذي ربما لا يقل خطرهم في المرحلة القادمة عن خطر أقرانهم من العلمانيين والقوميين , لذا أري أن العوامل التي تساعد علي حشر الخصم في الزاوية وخلخلة صفوفه بما يعني حسم المعركة فكرياً وتوجيه قواعده أو جزء مهم منها نحو التحييد أو التعاطف وقبول الفكر السلفي الجهادي يتوقف علي أربع عوامل اذ نجاحنا في ادارتها سيكون بوسعنا الصمود وحسم المعركة الفكرية والميدانية مع الوسطيين الجدد في غزة :
1- توجيه الضربات الفكرية والشرعية لداخل الخصم ومعاقله .
2-تحصين الجبهة الداخلية لاتباع الفكر السلفي الجهادي بالعلم الشرعي والابتعاد عن مظاهر الغلو والتكفير .
3- نشر افلام الجهاد وخطابات شيوخ الجهاد والكتيبات التي تحض علي المنهج وتكشف زيف وانحرافات المناهج الأخري.
4- وحدة الجماعات السلفية الجهادية تحت راية واسترتيجية واحدة .
*** بالنسبة لتوجيه الضربات الفكرية والشرعية لداخل الخصم ومعاقله التي تعتبر اكثر العوامل اثارة وقدرة علي احداث الفجوة بين قواعد الخصم وتشتيته وكسبه لمصلحة المنهج , ويمكن التفصيل قليلاً بالقول ان القواعد التنظيمية للوسطيين الجدد تعيش فراغات واسعة ونقاط يسهل السيطرة عليها ان نجحنا في استخدام عامل الاقناع والدليل بما ينتهي الي كسب جزء كبير أو مهم من عناصر او قواعد تنظيم الوسطيين الجدد الي جهتنا او علي الاقل تحييدهم والتشويش علي أفكارهم واذهانهم بما يدخل الكثير منهم في مرحلة صراع فكري ونفسي لا يقوي أي منهم بموجبه علي الحراك والتأثير ولعل لنا في خطابات الشيخ الظواهري ,اسلوبه وأدلته المثال الواضح ,يجب أن نبرز كأنصار السلفية الجهادية بقوة عناصر العقيدة ومكوناتها الاساسية عند الحديث مع الخصم والشرح والتفصيل مفيد جداً مع الأخذ بعين الاعتبار الوقائع علي الارض , فالارتباط الحاصل اليوم بين الحكم أو الموقف الشرعي الصحيح ووقائع الوسطيين الجدد تدعو الي الصدمة لاتساع الهوة , هذا يعني أن الارتباط شبه منفك أو غائب وأن ما يستند الي الخصم في الترويج والدعاية لفعل معين أو سلوك سياسي معين لا يقوم علي اساس شرعي صحيح بالنتيجة أي مادة للحوار متوفرة وتخدم أصحاب المنهج السلفي في أي محاورة أو نقاش مع الطرف الاخر متوفرة للوصول به الي معرفة الحق ولزومه ان كان جاد أو معني بذلك !
ماهي الاشياء التي تساعدنا علي اثباث صحة المنهج ودعم الموقف الشرعي الذي نتبناه في انهزامية فكر الوسطيين :
* ابراز عيوب واخفاقات تنظيم الاخوان الدولي وخيانات فروعه وعمالته للمحتل وارتهانه للخارج !
* ابراز حجم الهوة بين واقع الوسطيين الجدد في غزة وبين ميثاقهم المعلن ومبادئهم السابقة .
* ابراز مدي التعارض بين الشعارات الاسلامية المرفوعة والسلوك والتصرفات حالياً للوسطيين الجدد في غزة
*ابراز مدي فشل تنظيم الوسطيين العالمي (ألاخوان) في قيادة الامة عبر أكثر من نصف قرن وتهادنه مع الطواغيث وانحرافه علي الاهداف المرجوة خاصة اقامة دولة اسلامية .
* ابراز الهوة الواسعة بين كتابات منظري هذا التنظيم الذي يدعي الوسطية والواقع الحالي لممارسات قيادة مركز التنظيم فروعه .
* التأكيد بإستمرار علي مدي فشل برنامج الاخوان السياسي واثباث أن التجارب السياسية التي خاضوها طوال عقود لم تبرز حالة واحدة قادت الي تحكيم الشريعة .
*** التجارب السابقة تعلمنا أن الخطا القاتل غالباً ما يأتي من داخل أي بيئة أو جماعة أكثر منه بفعل عوامل خارجية وعليه فإن ما يعزز اعتقاد أو أقوال الوسطيين الجدد في مسائل التكفير متوقف علي سلوك الخصم أو ممارساته سواء الجزئية أو الكلية
وفي حالة السلفية الجهادية في غزة لا توجد مؤشرات علي أن مشايخ التنظيم العالمي أو جماعاته المحلية هنا في غزة تتبني علي الاقل حالياً فكرة تكفير الوسطيين الجدد , برغم من مقدار الغضب والاحتقان التي تسيطر علي قادة هذه الجماعات من تصرفات حماس وسلوكها الغير الشرعي وانحرافها بصورة كبيرة عن ثوابثها وشعاراتها الاسلامية , لكن قيادات التيار السلفي الجهادي الداخلية في غزة محجمة عن الخوض في مسألة التكفير ملزمة نفسها بالتوقف عند أقوال العلماء ومنظري الفكر وشيوخه الذين عنفوا علي حماس مرات ومرات لكنهم توقفوا في مسألة التكفير , لكن يجدر الاشارة الي هناك حالات فردية منتشرة في مختلف المناطق التي يرتبط بعضها بقلة العلم الشرعي أو غيابه تخوض في مسألة التكفير واستحلال الدماء بكل جراءة دون دراية بالعواقب و الرجوع الي العلماء المعتبرين و نلحظ استسهال الحكم الشرعي ورغم كبر حجم المسألة وتشابك القضية فالجهل بالقواعد أو عدم الاهلية بالخوض في المسألة يتضح بما يتولد أحكام بدون تاصيل قوي معتبر يشكل عامل قوي يصب في اثباث صحة التهم والاكاذيب الذي يطلقها الخصم ! و بينما يعزف العلماء وطلبة العلم علي الخوض في هذه المسألة تجد الجراءة عند الافراد لاستباط الاحكام واسقاطها ! ان تحصين الجبهة الداخلية للتيار السلفي الجهادي في غزة يجب أن تكون تلقائيا من قبل مختلف الافراد للإقبال علي العلم الشرعي وخطوات مدروسة من الجماعات لتحصين قواعدها , مما سيتولد مسئولية جماعية لاحتواء هذه الفئة التكفيرية الفردية التي من المفترض ان تكون اجابات الشيخ الظواهري أسكتت صوتها وعزلتها في زاوية ضيقة لكن من المسئولية الاعتراف بأن استمرار أفكار هذه الفئة سيؤدي الي تنفيرالناس أو جعلهم في دائرة الخوف وستدخل الريبة في قلوب القادمين الجدد الي الفكر السلفي الجهادي خاصة أن البيئة التي ينمو فيها هذا الفكر والمنهج الرباني هي أقرب الي بيئة جاهلية فاقدة لعوامل التأسيس الذاتي حيث أن بدايات الفكر وتغلغله انما جراء عوامل واسباب خارجية ليس للداخل سلطة عليها وترعرع هذا المنهج في بنية هشة مازالت تتضارها الافكار المنحرفة وتكثر فيها المناهج الضالة وعليه نري لزاماً أن نأخذ علي يد هؤلاء الافراد الذي اتجهوا الي التكفير بلا ضوابط شرعية أو تاصيلات سليمة للمسألة ودفعهم لتلقي العلم الشرعي أو الالتزام بالسكوت حتي لا نعزز بصورة غير مقصودة شكوك وأكاذيب الاخرين .
*** وحدة الجماعات السلفية الجهادية تحت راية واسترتيجية واحدة . يجب ان ندرك جميعاً كأفراد وجماعات تتبني الفكر السلفي الجهادي أنها ليس بعيدة عن دائرة الاستهداف أو المكيدة والفشل الحاصل للجماعات التيار السلفي الجهادي سببه بالأساس التشتيت والفرقة السائدة وسوء التقدير عند قيادات الجماعات والشك والريبة تجاه قيادات وأفراد الجماعات الاخري , هذه العوامل كلها يستفيد منها الخصم لسحق منافسه , واستمرار عدم العمل الجاد تجاه التكاثف والوحدة يعني اختيار مقصود ورضا مسبق واضح من قيادات الجماعات وشيوخ الفكربما ستؤل اليه الأمور لاحقاً واي أحداث قد لا يمكن تداركها الا متأخراً بعد نزيف أو معاناة شديدة . فلا اعلم لماذا ليس بمقدور الجميع التكاثف والاتفاق علي برنامج معين طالما أن المنهج واحد !!! واذا كانت قيادات الجماعات لا تسعي لمنصب أو مركز قيادي فلما تأخير الوحدة وانعدام التكاثف !! ان من ايجابيات الوحدة والعمل تحت راية واحدة ليس فقط دفع أي ضرر أو خطر قادم بل أيضاً سيحقق حصول المنفعة الكاملة التي يتطلع اليها كل موحد وجذب لمئات والالاف القادمين الجدد الذين يبحثون عن ضالتهم في تنظيم سليم المنهج صحيح العمل نقي الهدف , بل وترتيب للأعمال وصبها في قالب جماعي واحد سيؤدي الي وقف النزيف المالي والبشري وتوجيهه في اطار واحد يخدم مصلحة الدين , علينا بكل صدق ان ندرس تكلفة الفرقة التي بظني هي كبيرة جداً بمقارنة بالوحدة وان كل تأخير لربما سيدفع مقابله أتباع التيار السلفي الجهادي في المستقبل الكثير من الدماء والجهد في المرحلة القادمة !!
كتبه قاصداً مرضاة الله والفوز بعفوه ورضاه
أخوكم أبوحمزة
اذا كانت سياسة الوسطيون الجدد تعتمد علي الكذب والدجل لحفظ الذات أو تحصينها من المؤثراث الخارجية وصيانة القواعد التنظيمة عبر برامج عاطفية أو سياسية التكتيم ودكتاتورية القرار , فإننا نستطيع أن نجابه كل هذا ونحاكمه وفق القواعد الشرعية التي أساسها العدل وميزانها الكتاب والسنة مستعينين بالوقائع التي تؤكد تأكل هذا الفكر وأهدافه ومرضه مما انعكس علي حال الأمة وواقعها المرير ,وكأتباع منهج محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم الذي أصطلح في الاعلام والدراسات علي تسميته (ألفكر السلفي الجهادي ) تميزاً عن الحركات والجماعات الاسلامية الاخري ,فالمسئولية علينا ثقيلة والامانة عظيمة للالتزام بهذا المنهج ونشره,ومع أننا لسنا علي عداء شخصي او تنافسي تنظيمي مع الوسطيين الجدد في غزة الذين بدءوا بتهيئة الأجواء اعلامياً وسياسياً أمام العامة لمكيدة كبيرة أو معركة قادمة مع أتباع الفكر السلفي الجهادي وهذا لا يتمناه أي غيور علي الاسلام وأهله أوحريص دماء المسلمين نسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها ومابطن .
لكن الحاجة اليوم تبرز لوضع أسس في التعامل لمحاكمة فكر من يتهموننا (بالتكفير وشهوة القتل )واذا كانوا هم يحسنون الكذب وتسويقه بكل لطافة اعلامية ليتغلغل بين البسطاء أوالمغرر بهم من أتباع التنظيمات فإننا نملك معايير أسمي وأكثر نبلاً واخلاقاً لنحاكمهم أيضاً وذلك بالمصداقية والصدق والاتيان بالقرائن والادلة الشرعية وقياسها علي الوقائع الحالية التي تدين مخالفنا وتجلده ! فمنهج أهل الحق قائم علي العدل والانصاف واتباع الدليل والحجة والاجرام بحقنا لن يمنعنا من العدل مع المخالف رغم قرارات الاعدام الفكري التي يبدو أنها بدأت تعد لأصحاب المنهج وجماعاته ولربما الميداني عبر السجون والتعذيب أو الاغتيالات أيضاً فيما بعد ! ان اتهامات الوسطيين الجدد في غزة تشكل بنظري المتواضع بداية حقيقية لمحاكمة علنية لأتباع الفكر السلفي الجهادي وجماعاته ومنظريه في قطاع غزة الذين كثر ازعاجهم وازدادت خطورة افكارهم في نظر الوسطيين الجدد , وقبل سحق أي ضحية و اذا كنت تريد أن تنهي او تقضي علي الاشياء التي لا تحبها فعليك أولاً نبذها من محيطك الداخلي وتنفير المتعاطفين معها وهذا في الواقع ما قد يؤشر حدوثه من تصريحات الوسطيين الجدد وقد يحصل ما لا نتوقعه وقد يكون الأسوء بما لا نتخيله وهذا ما لا نتمناه متمنين أن يرد الله هؤلاء الي دينهم وعقولهم , لكن قيادات الوسطيين الجدد لم تطلق الاتهامات جزافاً او اعتباطاً خاصة مع تأكل بنيتها الفكرية في الداخل التنظيمي وازدياد حالات التمرد ضعف المصداقية بالقيادة بما ينذر بالخطر القادم المتمثل في اجتياح الفكر السلفي الجهادي لجميع القواعد التنظيمية أو علي الاقل للمخلصين فيها , فالحاصل ان هذه الاتهامات هي مقدمة المحاكمة علنية قد نري فصولها خلال ايام أو شهور قادمة ولعل أي وفاق وطني قادم بين بين الوسطيين الجدد والعلمانيين السابقين يعزز حدوث مشهد كهذا .
مانسمعه اونشاهده في الكثير من المحاكمات السياسية يعيد الاذهان الينا فصول هذه المحاكمات والسناريو المتوقع الذي ينتهي بإعدام الضحية عد تعريته أخلاقياً وابراز مدي بشاعته ووحشية أفكاره وتطرفها والصاق التهم الجنائية بحقه مما يصبح من السهل تسويق حكم الاعدام بحق الضحية امام العامة وكأنه يستحق العقاب أوالموت ومع نهاية حكمه تنتهي فصول الماساة ويقل مؤيدوه الي اقصي حد ! مع تصور أسوء السناريوهات فالقضاء علي الأفراد لا يعني بأي حالاجثثاث منهج وعقيدة هؤلاء "التكفيريين " . قد يتسائل البعض ماذا يملك أتباع الفكر السلفي الجهادي في غزة ليردوا الاتهامات وسحق المخادعين والدجاليين ورد افتراءاتهم وتضليلهم للعوام ! ليس من الصعب القول أن هؤلاء المستضعفين أتباع المنهج السلفي الجهادي يملكون ايضاً ما يدينون بشدة ويحاكمون به (الوسطيين الجدد) ولكن ليست بطريقتهم الميكافيلية التي يتم استعمال أدوات التضليل والخداع بل يمكن أن نصد أي هجمة فكرية من خلال أربع عوامل اساسية لن يكون للاخرين القدرة أو الحيلة لاطفاء فوهة بركان التوحيد المتصاعد نوره والمنهج الرباني الذي يتعزز وجوده في الواقع أو تمدده البشري بفعل عوامل التنكيل أو التشويه , وبعد علمنا ان الله تكفل بحفظ دينه وتمكينه للمستضعفين الموحدين , سيكون علينا لزاماً العمل بالاسباب ودفع بلاء الوسطيين الجدد الذي ربما لا يقل خطرهم في المرحلة القادمة عن خطر أقرانهم من العلمانيين والقوميين , لذا أري أن العوامل التي تساعد علي حشر الخصم في الزاوية وخلخلة صفوفه بما يعني حسم المعركة فكرياً وتوجيه قواعده أو جزء مهم منها نحو التحييد أو التعاطف وقبول الفكر السلفي الجهادي يتوقف علي أربع عوامل اذ نجاحنا في ادارتها سيكون بوسعنا الصمود وحسم المعركة الفكرية والميدانية مع الوسطيين الجدد في غزة :
1- توجيه الضربات الفكرية والشرعية لداخل الخصم ومعاقله .
2-تحصين الجبهة الداخلية لاتباع الفكر السلفي الجهادي بالعلم الشرعي والابتعاد عن مظاهر الغلو والتكفير .
3- نشر افلام الجهاد وخطابات شيوخ الجهاد والكتيبات التي تحض علي المنهج وتكشف زيف وانحرافات المناهج الأخري.
4- وحدة الجماعات السلفية الجهادية تحت راية واسترتيجية واحدة .
*** بالنسبة لتوجيه الضربات الفكرية والشرعية لداخل الخصم ومعاقله التي تعتبر اكثر العوامل اثارة وقدرة علي احداث الفجوة بين قواعد الخصم وتشتيته وكسبه لمصلحة المنهج , ويمكن التفصيل قليلاً بالقول ان القواعد التنظيمية للوسطيين الجدد تعيش فراغات واسعة ونقاط يسهل السيطرة عليها ان نجحنا في استخدام عامل الاقناع والدليل بما ينتهي الي كسب جزء كبير أو مهم من عناصر او قواعد تنظيم الوسطيين الجدد الي جهتنا او علي الاقل تحييدهم والتشويش علي أفكارهم واذهانهم بما يدخل الكثير منهم في مرحلة صراع فكري ونفسي لا يقوي أي منهم بموجبه علي الحراك والتأثير ولعل لنا في خطابات الشيخ الظواهري ,اسلوبه وأدلته المثال الواضح ,يجب أن نبرز كأنصار السلفية الجهادية بقوة عناصر العقيدة ومكوناتها الاساسية عند الحديث مع الخصم والشرح والتفصيل مفيد جداً مع الأخذ بعين الاعتبار الوقائع علي الارض , فالارتباط الحاصل اليوم بين الحكم أو الموقف الشرعي الصحيح ووقائع الوسطيين الجدد تدعو الي الصدمة لاتساع الهوة , هذا يعني أن الارتباط شبه منفك أو غائب وأن ما يستند الي الخصم في الترويج والدعاية لفعل معين أو سلوك سياسي معين لا يقوم علي اساس شرعي صحيح بالنتيجة أي مادة للحوار متوفرة وتخدم أصحاب المنهج السلفي في أي محاورة أو نقاش مع الطرف الاخر متوفرة للوصول به الي معرفة الحق ولزومه ان كان جاد أو معني بذلك !
ماهي الاشياء التي تساعدنا علي اثباث صحة المنهج ودعم الموقف الشرعي الذي نتبناه في انهزامية فكر الوسطيين :
* ابراز عيوب واخفاقات تنظيم الاخوان الدولي وخيانات فروعه وعمالته للمحتل وارتهانه للخارج !
* ابراز حجم الهوة بين واقع الوسطيين الجدد في غزة وبين ميثاقهم المعلن ومبادئهم السابقة .
* ابراز مدي التعارض بين الشعارات الاسلامية المرفوعة والسلوك والتصرفات حالياً للوسطيين الجدد في غزة
*ابراز مدي فشل تنظيم الوسطيين العالمي (ألاخوان) في قيادة الامة عبر أكثر من نصف قرن وتهادنه مع الطواغيث وانحرافه علي الاهداف المرجوة خاصة اقامة دولة اسلامية .
* ابراز الهوة الواسعة بين كتابات منظري هذا التنظيم الذي يدعي الوسطية والواقع الحالي لممارسات قيادة مركز التنظيم فروعه .
* التأكيد بإستمرار علي مدي فشل برنامج الاخوان السياسي واثباث أن التجارب السياسية التي خاضوها طوال عقود لم تبرز حالة واحدة قادت الي تحكيم الشريعة .
*** التجارب السابقة تعلمنا أن الخطا القاتل غالباً ما يأتي من داخل أي بيئة أو جماعة أكثر منه بفعل عوامل خارجية وعليه فإن ما يعزز اعتقاد أو أقوال الوسطيين الجدد في مسائل التكفير متوقف علي سلوك الخصم أو ممارساته سواء الجزئية أو الكلية
وفي حالة السلفية الجهادية في غزة لا توجد مؤشرات علي أن مشايخ التنظيم العالمي أو جماعاته المحلية هنا في غزة تتبني علي الاقل حالياً فكرة تكفير الوسطيين الجدد , برغم من مقدار الغضب والاحتقان التي تسيطر علي قادة هذه الجماعات من تصرفات حماس وسلوكها الغير الشرعي وانحرافها بصورة كبيرة عن ثوابثها وشعاراتها الاسلامية , لكن قيادات التيار السلفي الجهادي الداخلية في غزة محجمة عن الخوض في مسألة التكفير ملزمة نفسها بالتوقف عند أقوال العلماء ومنظري الفكر وشيوخه الذين عنفوا علي حماس مرات ومرات لكنهم توقفوا في مسألة التكفير , لكن يجدر الاشارة الي هناك حالات فردية منتشرة في مختلف المناطق التي يرتبط بعضها بقلة العلم الشرعي أو غيابه تخوض في مسألة التكفير واستحلال الدماء بكل جراءة دون دراية بالعواقب و الرجوع الي العلماء المعتبرين و نلحظ استسهال الحكم الشرعي ورغم كبر حجم المسألة وتشابك القضية فالجهل بالقواعد أو عدم الاهلية بالخوض في المسألة يتضح بما يتولد أحكام بدون تاصيل قوي معتبر يشكل عامل قوي يصب في اثباث صحة التهم والاكاذيب الذي يطلقها الخصم ! و بينما يعزف العلماء وطلبة العلم علي الخوض في هذه المسألة تجد الجراءة عند الافراد لاستباط الاحكام واسقاطها ! ان تحصين الجبهة الداخلية للتيار السلفي الجهادي في غزة يجب أن تكون تلقائيا من قبل مختلف الافراد للإقبال علي العلم الشرعي وخطوات مدروسة من الجماعات لتحصين قواعدها , مما سيتولد مسئولية جماعية لاحتواء هذه الفئة التكفيرية الفردية التي من المفترض ان تكون اجابات الشيخ الظواهري أسكتت صوتها وعزلتها في زاوية ضيقة لكن من المسئولية الاعتراف بأن استمرار أفكار هذه الفئة سيؤدي الي تنفيرالناس أو جعلهم في دائرة الخوف وستدخل الريبة في قلوب القادمين الجدد الي الفكر السلفي الجهادي خاصة أن البيئة التي ينمو فيها هذا الفكر والمنهج الرباني هي أقرب الي بيئة جاهلية فاقدة لعوامل التأسيس الذاتي حيث أن بدايات الفكر وتغلغله انما جراء عوامل واسباب خارجية ليس للداخل سلطة عليها وترعرع هذا المنهج في بنية هشة مازالت تتضارها الافكار المنحرفة وتكثر فيها المناهج الضالة وعليه نري لزاماً أن نأخذ علي يد هؤلاء الافراد الذي اتجهوا الي التكفير بلا ضوابط شرعية أو تاصيلات سليمة للمسألة ودفعهم لتلقي العلم الشرعي أو الالتزام بالسكوت حتي لا نعزز بصورة غير مقصودة شكوك وأكاذيب الاخرين .
*** وحدة الجماعات السلفية الجهادية تحت راية واسترتيجية واحدة . يجب ان ندرك جميعاً كأفراد وجماعات تتبني الفكر السلفي الجهادي أنها ليس بعيدة عن دائرة الاستهداف أو المكيدة والفشل الحاصل للجماعات التيار السلفي الجهادي سببه بالأساس التشتيت والفرقة السائدة وسوء التقدير عند قيادات الجماعات والشك والريبة تجاه قيادات وأفراد الجماعات الاخري , هذه العوامل كلها يستفيد منها الخصم لسحق منافسه , واستمرار عدم العمل الجاد تجاه التكاثف والوحدة يعني اختيار مقصود ورضا مسبق واضح من قيادات الجماعات وشيوخ الفكربما ستؤل اليه الأمور لاحقاً واي أحداث قد لا يمكن تداركها الا متأخراً بعد نزيف أو معاناة شديدة . فلا اعلم لماذا ليس بمقدور الجميع التكاثف والاتفاق علي برنامج معين طالما أن المنهج واحد !!! واذا كانت قيادات الجماعات لا تسعي لمنصب أو مركز قيادي فلما تأخير الوحدة وانعدام التكاثف !! ان من ايجابيات الوحدة والعمل تحت راية واحدة ليس فقط دفع أي ضرر أو خطر قادم بل أيضاً سيحقق حصول المنفعة الكاملة التي يتطلع اليها كل موحد وجذب لمئات والالاف القادمين الجدد الذين يبحثون عن ضالتهم في تنظيم سليم المنهج صحيح العمل نقي الهدف , بل وترتيب للأعمال وصبها في قالب جماعي واحد سيؤدي الي وقف النزيف المالي والبشري وتوجيهه في اطار واحد يخدم مصلحة الدين , علينا بكل صدق ان ندرس تكلفة الفرقة التي بظني هي كبيرة جداً بمقارنة بالوحدة وان كل تأخير لربما سيدفع مقابله أتباع التيار السلفي الجهادي في المستقبل الكثير من الدماء والجهد في المرحلة القادمة !!
كتبه قاصداً مرضاة الله والفوز بعفوه ورضاه
أخوكم أبوحمزة
تعليق