إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عندما تمحى الذاكرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما تمحى الذاكرة

    عندما تُمحى الذاكرة !!!

    تلفت الشاب حوله بدهشة , وبدت على وجهه الحيرة , وهو يحس بالغربة في هذا المكان ...
    أشخاص يذهبون ويجيئون ... وأشخاص يصرخون ... ومباني تبنى , وأخرى تهدم ... وحركة هنا وهناك ... وهو تائه وسط كل ذلك ..

    نفض رأسه محاولا استيعاب الموقف وهو يردد في خفوت : "من أنا ؟"
    أخذ صوته يعلو شيئا فشيئا حتى تحول إلى صراخ وهو يقول : "من أناااااا ؟؟؟ "
    فجأة ... ظهر أمامه شيخ حسن الهيئة , كثيف اللحية , ينبعث من وجهه النور , بينما ابتسامة رقيقة لا تفارق وجهه ... خيل إليه كما لو كان ملاكا من السماء ...
    شعر بالراحة تجاه هذا الرجل , وحاول التقدم نحوه ... لكنه تراجع عن قراره بسرعة , فهو لا يعلم من هذا الشيخ ...
    وجد الشيخ يتحرك نحوه , ينظر إلى عينيه مباشرة , يبتسم ابتسامة تريح القلب ...

    قال الشيخ : "ماذا بك يا ولدي؟"
    رد الشاب بتلعثم : "أنا ... أنا لا أعلم من أنا؟"
    قال الشيخ بثقة :"كيف لا تعرف من أنت ... أنت البطل"
    فتح الشاب عينيه بدهشة وقال :"أنا ... بطل؟"
    هز الشيخ رأسه بالإيجاب وابتسامته لم تفارق وجهه :"نعم , أنت بطل ... ألا تذكر ذلك؟"
    هز الشاب رأسه محاولا التذكر , أغمض عينيه وفتحها عدة مرات لعل ذلك يفيد , ثم حرك رأسه بأسف وقال:"لا ... لا أذكر شيئا"
    قال الشيخ :"كيف لا تذكر ذلك ... أنت العربي المسلم ... بطلنا"
    عقد الشاب حاجبيه , وحك رأسه وهو يرد :"لا زلت لا أذكر"
    زادت ابتسامة الشيخ وهو يقول :"ألا تذكر يا بني ذلك اليوم المشهود حينما كنت تقف على أعتاب مصر لفتحها في جيش جرار قائده عمرو بن العاص ؟"
    لا زال الشاب يتطلع إلى الشيخ في دهشة وهو يتابع :"ألا تذكر قتالك خلف صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس ؟ ... أم لا تذكر قتالك ببسالة بجانب قائدك قطز ضد التتار؟ لا أظن أنك نسيت تضحيتك بحيات عندما فجرت نفسك في معسكر العدو على خط في أكتوبر "

    بدا على ملامح الشاب بعض الاهتمام , وأخذ يتحسس رأسه كما لو كان يحاول عصرها ليتذكر ...
    أخذ يحاول ....
    ويحاول ...
    ويحاول ...
    وبدأ بصيص من النور يشع في ذاكرته ... نعم بدأت بعض المشاهد تتضح ... وتزداد وضوحا شيئا فشيئا ...

    فجأة سمع صوتا يقول :"متتعبش نفسك يا عم الشيخ"
    خرج الشاب فجأة من عالم ذكرياته ... وتطلع إلى مصدر الصوت ... فأحس بانقباض في صدره ..
    رجل متشح بالسواد ... لا يظهر منه غير يديه القبيحتين , بينما تنبعث منه رائحة كريهة , أخذ يتابع محدثا الشيخ :"مش قلتلك مفيش فايدة ... سيبلي أنا الموضوع ده "
    رد الشيخ وقد بدا على وجهه الغضب :"لقد كدت أنجح ... لولا تدخلك"
    لكن ذلك الرجل الغامض اخذ يتحرك نحو الشاب وهو يردد :"فرصتك انتهت يا عم الشيخ ... أنا هتصرف"

    أخذ الشاب يتراجع كلما اقترب منه هذا الرجل ... أحس بالخوف ينبعث في نفسه , وبنفسه يضيق كلما اقترب هذا الرجل برائحته الخبيثة ...
    تمنى في هذه اللحظة لو يركض نحو الشيخ ... لو يتشبث به ويرجوه أن يبعده من هنا ... أن لا يجعل هذا الرجل الغامض يؤديه ... وأن يريه بصيص ذكرياته مرة أخرى ...
    لكنه أحس بقدميه قد تجمدتا ... وبأنه لم يعد حتى قادرا على تحريك أطراف أصابعه ...
    اقترب الرجل أكثر وأكثر منه وهو يميل ناحية أذنه ... والشاب يحس بالخوف ... وقلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه ... و ...

    "الماتش"
    نطق الرجل الغامض العبارة , ثم تراجع بسرعة ...
    فجأة قفز الشاب من مكانه وانطلق يجري مسرعا في الشارع وهو يردد :
    "يانهار أبيض ... ده النهاردة ماتش النهائي"
    انـــــــــــا اعرف ان القصة ربما من الصعب فهمها ولكن يا اخوة القصة رمزية للغاية ومن الصعب التواصل معها ولكن تعبر بواقع الحال عن شبابنا وشباب الامة الذى يحاول ان يستقيم وبرغم ذلك ينزلق فى مستنقع التفاهات الدنيوية
يعمل...
X