[frame="2 80"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل ( كُل نفس ذائقة الموت ) والقائل ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) والقائل ** فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } والقائل ** أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } .. والصلاة والسلام على القائل ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) رواه البخاري
يا من بدنياه اشتغل .. وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة .. والقبر صندوق العمل
أبيات كان يكررها أحد الأخوان الذين لاقوا ربهم جل جلاله وهو آت من عمرة في رمضان .. نسأل الله أن يجعله هو ومن معه في أعلى الجنان .. اللهم آمين
أخي الكريم : هل تأملت قصر الحياة وتقارب الزمان .. الأسبوع والشهر والسنة جميعها متقاربة جدا .. هل تأملت هذه السرعة والأيام تطوى .. يبدأ اليوم وينتهي ويبدأ الثاني وينقضي .. وينتهي الأسبوع ومن الجمعة إلى الجمعة كأنها والله دقائق وليست أيام .. بل هل تتذكر دخول رمضان الفائت ومرارة خروجه .. وفرحة العيد .. والله يا أخوان إنها جميعاً مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ، فتكون السنةُ كالشهر ، والشهرُ كالجمعة ، وتكون الجمعةُ كاليوم ، ويكون اليومُ كالساعةِ ، وتكون الساعةُ كالضَّرْمةِ من النار ) رواه الترمذي .. والمصيبة أننا نعلم أنها تذهب من أعمارنا ونبقى على معاصينا .
ألم تقرأ ** أَلْهَكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسَْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }
جاء في تفسير ابن عثيمين رحمه الله تعالى لهذه السورة : أي شغلكم حتى لهوتم عن ما هو أهم من ذكر الله تعالى والقيام بطاعته، والخطاب هنا لجميع الأمة إلا أنه يخصص بمن شغلتهم أمور الآخرة عن أمور الدنيا وهم قليل . وأما قوله: ** التكاثر } فهو يشمل التكاثر بالمال، والتكاثر بالقبيلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم، وبكل ما يمكن أن يقع فيه التفاخر
وتأمل قول الحبيب عليه الصلاة والسلام " مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها " صحيح الجامع ... لقد أشغلتنا الفانية عن الباقية .. فالكثير يهتم بجمع الأموال والقليل يهتم بجمع الحسنات .. ولو أننا حرصنا على آخرتنا كما حرصنا على دنيانا والله لرأينا الأثر عاجلاً كما قال ابن تيمية رحمه الله ( أنا جنتي في صدري )
تأمل قول العزيز سبحانه ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) يقول الشيخ ابن سعدي في تفسيره أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.
الموت في كل حين ينشر الكفنا .. ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها .. ولو وشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران مافعلوا .. أين الذين هم كانوا لنا سكنا
ساقهم الموت كاسا غير صافية .. فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لن اللهم ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ونسألك القصد في الفقر والغنى ونسألك نعيما لا يبيد ونسألك قرة عين لا تنقطع ونسألك الرضى بعد القضاء ونسألك برد العيش بعد الموت ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين , اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
أبوفؤاد
[/frame]
الحمد لله القائل ( كُل نفس ذائقة الموت ) والقائل ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) والقائل ** فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } والقائل ** أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } .. والصلاة والسلام على القائل ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) رواه البخاري
يا من بدنياه اشتغل .. وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة .. والقبر صندوق العمل
أبيات كان يكررها أحد الأخوان الذين لاقوا ربهم جل جلاله وهو آت من عمرة في رمضان .. نسأل الله أن يجعله هو ومن معه في أعلى الجنان .. اللهم آمين
أخي الكريم : هل تأملت قصر الحياة وتقارب الزمان .. الأسبوع والشهر والسنة جميعها متقاربة جدا .. هل تأملت هذه السرعة والأيام تطوى .. يبدأ اليوم وينتهي ويبدأ الثاني وينقضي .. وينتهي الأسبوع ومن الجمعة إلى الجمعة كأنها والله دقائق وليست أيام .. بل هل تتذكر دخول رمضان الفائت ومرارة خروجه .. وفرحة العيد .. والله يا أخوان إنها جميعاً مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ، فتكون السنةُ كالشهر ، والشهرُ كالجمعة ، وتكون الجمعةُ كاليوم ، ويكون اليومُ كالساعةِ ، وتكون الساعةُ كالضَّرْمةِ من النار ) رواه الترمذي .. والمصيبة أننا نعلم أنها تذهب من أعمارنا ونبقى على معاصينا .
ألم تقرأ ** أَلْهَكُمُ التَّكَّاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسَْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }
جاء في تفسير ابن عثيمين رحمه الله تعالى لهذه السورة : أي شغلكم حتى لهوتم عن ما هو أهم من ذكر الله تعالى والقيام بطاعته، والخطاب هنا لجميع الأمة إلا أنه يخصص بمن شغلتهم أمور الآخرة عن أمور الدنيا وهم قليل . وأما قوله: ** التكاثر } فهو يشمل التكاثر بالمال، والتكاثر بالقبيلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم، وبكل ما يمكن أن يقع فيه التفاخر
وتأمل قول الحبيب عليه الصلاة والسلام " مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها " صحيح الجامع ... لقد أشغلتنا الفانية عن الباقية .. فالكثير يهتم بجمع الأموال والقليل يهتم بجمع الحسنات .. ولو أننا حرصنا على آخرتنا كما حرصنا على دنيانا والله لرأينا الأثر عاجلاً كما قال ابن تيمية رحمه الله ( أنا جنتي في صدري )
تأمل قول العزيز سبحانه ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) يقول الشيخ ابن سعدي في تفسيره أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.
الموت في كل حين ينشر الكفنا .. ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها .. ولو وشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران مافعلوا .. أين الذين هم كانوا لنا سكنا
ساقهم الموت كاسا غير صافية .. فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لن اللهم ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ونسألك القصد في الفقر والغنى ونسألك نعيما لا يبيد ونسألك قرة عين لا تنقطع ونسألك الرضى بعد القضاء ونسألك برد العيش بعد الموت ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين , اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
أبوفؤاد
تعليق