أصغيت والصَّوت ُ يدعوني
كأن على حروفه عَسـلاً أو أنّها العسلُ
بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
في الخطاب الجديد الشيخ الأمير في خطابه بمناسبة الذكرى الـ60 لاغتصاب فلسطين[2] للشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله ومكّنه آمين لقد لخص حفظه الله مسيرة ألأحداث , وبيّن الثمار المريرة المذاق لأكثر من تسع عقود على اغتصاب فلسطين , بداية من إسقاط الخلافة , مروراً بالحملات الصليبية الاستعمارية الممهدة لاحتلال فلسطين وتوضيحاً لخيانات الملوك والزعماء العرب , سواء من حيث بيع فلسطين والقدس لتسلم لهم عروشهم وكراسيهم, وتركيز السلطات الديكتاتورية في يد بعض الأسر والعائلات وبعض الأفراد من الطغاة العسكريين وعملاء المخابرات الأجنبية , فقيدّت الحريات , وألغت الشورى وسارت بعيدا عن دين الله مما ساعد على تأخير يقظة ونهضة الأمة , ومنع استثمارها لثرواتها وملكاتها وخبراتها وطاقاتها , وجعلها تترنح من الوهن والضعف , وعرضة لتداعي الأمم عليها من كل أفق .
ورغم حجم الفاجعة وهول الكارثة التي استمرت عقود طويلة ينبرى الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله مشبعاً بالإيمان والأمل والثقة بالله ورسوله , يمسح دموع الأمة ليخفف من اثر تلك الكوارث والفواجع ويجفف منابع الهزيمة واليأس , ويستنهض الأمة , ويدفع الدماء لتتدفق في عروقها , رغم كل ذلك لأننا أمة لا تموت , قد تُجْرَح , وقد تُعَرْقَلْ , وقد تغفوا وقد تنحرف عن مسارها إلا انها لا تيأس ولا تنهزم , بل تظل تقاوم جيلا بعد جيل لتتجاوز الأهوال والمصائب والذنوب والانحرافات , حتى تتمكن من ان تستعيد مكانتها ودورها القيادي للبشرية , الذي اختارها الله له وابتلاها من اجله ودعاها إلى الجهاد في سبيل الله من أجل ان يكرمها الله إذا عادت وتابت وأنابت إلى ان تصبح كما أراد لها ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )(آل عمران: من الآية110) .
بل هي معلّقةُ برقابنا ورب الكعبة!!
ولذلك رأيناه يؤكد بكل إيمان وعزم وتصميم في هذا الخطاب التاريخي على بقاء وعظم المسؤولية التاريخية ويقسم : ( فإننا غير معفيين من المسؤولية, بل هي معلّقةُ برقابنا ورب الكعبة.).
واثر هذا القسم الذي يستفز المشاعر الإنسانية بآسرها , وتقشعـر له الأبدان , وتخفق له القلوب الحيّة ,المقصود بها ليس ( كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) بل )ِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) لأن الشيخ الأمير بعدها كما سيأتي بنبرة العـزة والوضوح الذي يتسم به دائما قد أغلظ .امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73)
وبتلك الروح العملية التي يتميز بها الشيخ الأمير وصحبه الكرام وتفرقه عن باقي التنظيمات والحركات الإسلامية والإصلاحية والاجتماعية والسياسية التي قامت منذ زمن طويل وتوزعت على الساحة من إندنوسيا إلى موريتانيا , دعا إلى العمل الجاد لفك الحصار الظالم على غــزة الصامدة باعتباره الان من أول الأولويات لأن العشرات تلو العشرات هناك يموتون بسبب ذلك العمل الإجرامي المشين الذي تضافرت فيه جهود العدو وأتباع العدو من بني جلدتنا .
وحدد الأولويات في هذه المسؤوليات فقال حفظه الله : (وآكد ما يكون الواجب بشأن فك هذا الحصار على إخواننا فرسان أرض الكنانة, حيث أنهم الوحيدون على حدودها. فيجب عليهم العمل على فك هذا الحصار وإسقاط ذلك العتل الجواظ المتكبر. صاحب القلب المتحجر, قاتل أطفال غزة, المتشبه بفرعون وهامان, في قتل أطفال بني إسرائيل من قبل, عليه وعلى أعوانه من الله ما يستحقون. )
ثم وقف الشيخ الأمير حفظه الله بصراحة متناهية مع هذا الجيل وقفة خير وعز وثبات كلها صدق وحب وأخوّة في الله يشرح له مسار الأحداث بوضوح وتسلسل تامين وبأ داء أمانة يا له من أداء خالص لوجه الله لا تشوبه شائبة والحمد لله , صدق في القول ووضوح في البيان وعمق في الجوهر والمحتوى وإرضاء لله تعالى ,
ولأدراك الشيخ الأمير إن كثيرا من أبناء الأمة الصادقين, ما زالوا يدورون في الحلقة المفرغة, التي بدأت الأمة الدوران فيها منذ تسعين سنة تقريبا سعى سعياً حثيثاً واضحا جزاه الله خيرا لإخراج هذا الجيل من ذلك النفق المظلم وتلك الحلقة المفرغة ويساعده بحنان الأب وحرص القائد لأن يضع أقدامه على الطريق الصحيح طريق التقدم نحو النصر والعزة , والسؤدد والسعادة وداعيا إياه : ( ولكي نستدرك ما وقع من إخفاقات, حالت دون تحرير فلسطين خلال العقود الماضية, فلا بد على جيل اليوم أن يدرسوا أسباب الفشل ويتدبروها لأخذ العبر. وإني مساهم معكم في ذلك بذكر بعض مواطن الخلل لتلافي الوقوع بها.)
وكان قبل أيام قليلة من هذا الخطاب قد أشار أيضا إلى هذا السبيل لتحرير فلسطين فقال حينها ( لن ترجع لنا فلسطين بمفاوضات الحكامُ المستسلمين ومؤتمراتهم, ولا بمظاهرات الدعاة القاعدين وانتخاباتهم, فكلاهما وجهان لمصيبةِ الأمة, وإنما ترجع إلينا فلسطين بإذن الله إن صحونا من غفلتنا وتمسكنا بديننا وفديناه بأموالنا وأنفسنا. ) .
وهكذا جاءت مساهمته المتواضعة المركزة المفيدة .
ومن الإنصاف القول ان كثيرا مما قاله في بيان وشرح مسار الأحداث وخيانات الملوك والزعماء والقادة وكلاء العدو الاستراتيجي التاريخي , وممارساتهم الفرعونية الضارة التي قيّدت طاقات الأمة وكبلت قدراتها ومواهبها وحدت من إبداعاتها وانطلاقتها وضيقهم وتضييقهم على الحركات الإسلامية والعلماء والدعاة الصادقين والزج بهم في السجون وممارسة صنوف التعذيب والإرهاب عليهم وحفر القبور الجماعية في الصحاري ورمي جثث بعضهم للأسماك في أعماق البحار وغيرها من الجرائم طوال القرن الماضي خصوصا والى اليوم تحديدا – كل هذا ليس جديدا كل الجدة – بل قامت تلك الحركات الإسلامية الكبرى وفي إطارها وخارجه كثير من الدعاة والعلماء الذين بيّنوا طوال تلك المراحل التاريخية ذلك ولذلك تعرضوا للتنكيل بهم والتضييق والضغوط , كتب الله أجرهم لما تحملوه من المعاناة والمشاق ,
مــن عـَـــز بـَــــز !!
ولكن المميّز في طرحه من قبل الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله انه يأتي من فم الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله ولهذا دلالاته العميقة على المستويين التاريخي القريب والبعيد والاستراتيجي والتكتيكي باعتبار ان الشيخ أسامه عرفه العالم والتاريخ الخصوم والأصدقاء بأنهم ذلك الذي لا ولم يكتف بسرد مأساة أمته , ولكنه تجرءا وانطلق لفك أسرها وقرن القول بالعمل أيده الله وبارك خطواته آمين
فكتب له وإخوانه المجاهدين نصراً مؤزرا على إمبراطورية الشر الأولى , وكتب على يديه نصراً مؤزراً جديدا وقادما بإذن الله على إمبراطورية الشر الثانية التي تعيث في الأرض فسادا وظلما وجورا وطغيانا فكان ان وجه لها لكمة أدمى بها وجهها وجه هذا الطاغوت العالمي الجائر , فوّلد حالة مزمنة ومستمرة من الرعب والخوف والقلق والجنون لدى هذا الطاغوت الأهوّج جعله يعيش في أتون حالة نفسية مضطربة ومدمرة , وينتظر وينظر بحذر وخوف وقلق من ضربة أخرى تدميه مرة أخرى أو ترديه قتيلا , ومن هنا تنبعث رائحة ونكهة خاصة وتميّز خاص لهذا السرد التاريخي والتحريض الدعوي الجهادي كونه من فم الشيخ الأمير المحارب ولذلك يحسب العدو وأتباعه على وجه الخصوص لكل حرف وكل كلمة من حروفه وكلماته حساباً دقيقاً في مختبرات وهياكل ودوائر صنع القرار السياسي والعسكري والاقتصادي والاستخباري العالمي .
ثم بيّن بنور الله ومن هدي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وخبرات الأمة عبر القرون بيّن السبيل إلى تحرير فلسطين.
ليس الجدران الإسمنتية
بل هذه الجدران البشرية!!
( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
ثم استدعي من أعماق تاريخ الأمة المشرق رجالها العظام أمثال الأمير صلاح الدين الأيوبي رحمه الله,
وعقد الشيخ ألأمير حفظه الله مقارنة سريعة وموفقة بفضل الله اجتاز بها قرون التاريخ المشرق الوضاء للأمة الإسلامية إلى عصرنا الراهن حيث ترزح الأمة تحت ما وصفه بعناية ودقة عندما خاطبها وعاتبها ( أمتي المسلمة, أما آن لكي أن تخرجي من هذا التيه, لقد أثقلتك الجراح, وأرهقتك الخطوب ) , وهو بتلك المقارنة فضح اكبر وأخطر ردة في التاريخ عن الإسلام من طرف وكلاء اليهود والنصارى المحاربين لامتهم تحت لواء العدو مبيناً بوضوح ما بعده وضوح وبيان ناصع ما بعد بيان ناصع ان الجدار العازل الذي يحمي الاحتلال اليهودي في فلسطين ليس الجدران الإسمنتية التي يبنيها شركاء صفقات بيع الاسمنت لليهود (علاء حسني مبارك واحمد قريع ودحلان وغيرهم ) وان الجدران الحقيقية التي تحمي اليهود هم وكلاء العدو الملوك والزعماء الذين يحولون بين الإسلامية وطلائعها المجاهدة وبين العدو فقال بوضوح:( وأما حكام العرب فأعرضوا عن تعاليم الإسلام ونظروا في تعاليم أمريكا فوجدوها تأمر بمحو آيات القتال والجهاد من مناهج التعليم. وتأمر بالاستسلام تحت اسم السلام. فقرروا بالإجماع أن السلام مع الكيان الصهيوني خيارهم الاستراتيجي, فبئس ما قرروا. ) . وقال بنفس الشجاعة والوضوح أيضا : ( وأما حكام العرب, فقد أسروا العلماء بوظائفهم ليسكتوهم, ومن أبى أودعوه السجن, وفتحوا مجال الإعلام لعلماء السوء ليثبطوا فتية الجيل عن جهاد أمريكا وعملائها, وقاموا بالطعن في المجاهدين, وشهدوا بالزور أن الحكام العملاء ولاة أمر شرعيون. )
وأوضح في انصع بيان ( إن السبيل لتحرير فلسطين واضح بيُّن نظريا, ولكن إذا ما تم تنزيل الأمر إلى أرض الواقع, نشأ الخلاف, فمعلوم أنه لا سبيل للوصول إلى فلسطين إلا بقتال الحكومات والأحزاب التي تحيط باليهود. وتحول بيننا وبينهم, وعند ذلك يصيح كثير من الناس ويقولون كيف تقتلون من يقول لا إله إلا الله, ؟؟ ولو كان لمثل هؤلاء قوة وكلمة زمن صلاح الدين وما بعده لحالوا بينه وبين الخطوات العملية لتحرير القدس. ولبقي الأقصى في الأسر عشرة قرون. فهؤلاء القوم يدورون بين أمور عدة منها, أنهم لا يفقهون دينهم, فقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم, على قتال مانعي الزكاة, وهم يشهدون أن لا إله إلا الله, ويقيمون بقية أركان الإسلام, فكيف بالحكام الذين استبدلوا الإسلام بالقوانين الوضعية, ويقاتلون مع النصارى ضد المسلمين,؟ واحتمال آخر أن هؤلاء قد جبنت نفوسهم عن قتال العدو, وخارت عزائمهم عن تحمل تكاليف الجهاد, من هجرة الأوطان ومفارقة الأهل والخلان, وقد يكون هؤلاء من الذين لا يعقلون, فالحكام يحكموننا بغير ما أنزل الله, وقد وصلوا إلى الحكم إما بانقلاب عسكري أو بدعم مسلح خارجي, ثم يقولون إياكم وحمل السلاح, وأقول لا يتخلى عن السلاح اختيارا إلا من قلة مرؤته وضعف دينه, فالمجاهدون قراؤا قول الله تعالى:( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) فقد كان السلاح بأيدي الرجال الصادقين الأوائل رضي الله عنهم في كلا الحالين, من قضى نحبه ومن بقي, ونحن على العهد ولن نبدل تبديلا بإذن الله.
فيا فتية الجيل, ليس سوى الجهاد من سبيل لتحرير فلسطين والأقصى. واسترجاع الخلافة بإذن الله. فاحرصوا على ساحاته, ولا سيما أقربها إلى فلسطين,) وأؤكد لكم أن الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين كيان ضعيف جدا, مليء بالثغرات, وهو يعلم علم اليقين, أنه فاقد لمقومات البقاء, في محيط إسلامي كبير, بدون حبل ودعم من الغرب ووكلائه من حكام المنطقة, وهذا من أكبر الأسباب لبقائه, إضافة إلى أنه لم يتعرض ولا مرة واحدة لحرب حقيقة لاسترجاع فلسطين ) ( وبذا يظهر أن بقاء الكيان الصهيوني إلى اليوم لم يكن ناشئا عن قوته, وإنما بسبب تخلي الحكومات عن جهاده ومقاومته, فضلا عن حماية حدوده لضعفه.) .
قـسوة الناصح المشفـق
( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ )
ومما يميّز هذا الخطاب التاريخي أيضا تلك الصراحة والشجاعة في نقد أحوال الحركات الإسلامية , والتي ظلت من المحظورات والمحرمات التي أدت إلى تراكم كثير من السلبيات التي حالت هي الأخرى دون التقدم السريع نحو التجدد والإبداع والانطلاق في الأفاق الرحبة للإسلام , وارتبطت على نحو وثيق بنفس الأسلوب الديكتاتوري القسري في الإطار الداخلي لهذه الحركات التي قيدها الخوف من شدة جبروت وطغيان الفراعنة فانعكس ذلك على تصرفاتها وإحاطة أعضائها بمزيد من القيود التي كبلتهم هي الأخرى ووضعتهم أسرى لدى قياداتهم المثقلة بموروثات وتركات وترسبات تلك المراحل الصعبة مما اثر على عطاءهم فقلل من حركة الإبداع والانطلاق والتجديد التي تتيحها مجالات الجهاد في سبيل الله , فانتقد بمرارة وقسوة الناصح المشفق المحب تلك السلوكيات السلبية والأمراض السقيمة التي ابتليت بها تلك الحركات , وكما كان غاية في الصراحة والشجاعة والوضوح كان كذلك في غاية النُبل والأدب وهو يقول موضحا مقاصده النبيلة وأبعادها الإستراتيجية (وإني عندما أصف الجماعات الإسلامية بواقع حقيقي فإن ذلك من باب التناصح والنصح للأمة. وحرصا مني على تحذيرها من انحراف مسارها, فسلامة المنهج مقدمة على سلامة الدول والجماعات والأفراد. وسلامة هؤلاء عندما تتصادم مع سلامة المنهج فهي في الحقيقة سلامة موهومة, فالسلامة كل السلامة في إتباع المنهج الذي أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وإن المداهنة في الباطل فضلا عن كونها معصية, فهي تعين الآخرين في السير في طريق الضلال, ولا توصلهم لنصرة الدين كما يدعون ويتوهمون. فنصرة دين الله بما شرع, لا بما يحدثه المحدثون في الدين من بدع, فهؤلاء المداهنون لن يحرروا الأقصى ولن يسترجعوا القدس ).
علمت يا شيخ فآمنت فبلغت وصدقت اللهم فاشهد !
ضـؤ عـلى مــزاعــم السيد حـسن وحـزبـــه في لبنان !!
ولعل من ابرز وأهم القضايا البالغة الخطورة والحساسية التي تطرق إليها بشجاعة ووضوح أيضا الموقف من حزب الله في لبنان وهي ليست المرة الأولى فقد سبق له ان أوضح في خطاب سابق هذه المسألة فقال: ( فأولئك ميزانياتهم بعشرات بل مئات الملايين , وهؤلاء رزقهم تحت ظلال رماحهم وهذا خير الرزق لو كانوا يعلمون , فأولئك فقدوا قرارهم و استقلاليتهم بسبب دعم الدول لهم فما أن تمارس أمريكا و أولياؤها الضغوط على الدولة الداعمة حتى ينتقل الضغط مباشرة على أمين الحزب أو أمير الجماعة وقد رأى الناس ذلك نهاراً جهاراً في لبنان , فبعد الخطب الرنانة عن العزة والكرامة وعن فلسطين ونصرتها , وبعد أن تحدى أُمم العالم أجمع أن تفرض عليه إرادتها تم القبول بالقرار ألف وسبعمائة وواحد الصادر عن الأمم المتحدة الملحدة أداة أمريكا والذي جوهره القبول بدخول الجيوش الصليبية إلى أرض لبنان , وهل يخفى على الناس أن هذه الجيوش هي الوجه الآخر للتحالف الأمريكي الصهيوني ؟ ولكن الأمين العام حسن نصر الله يستغفل الناس وقام ورحب بها على الملأ ووعد بتسهيل مهمتها رغم علمه أنها قادمة لحماية اليهود وإغلاق الحدود أمام المجاهدين الصادقين , فقد فعل هذه الطوام نزولاً عند رغبة الدول الداعمة صاحبة الأموال النزيهة الشريفة التي تَحَدَّثَ عنها من قبل , فعلام يكون السادات والحسين ابن طلال خائنين عندما قبلوا باتفاقيات تتضمن إغلاق الحدود أمام المجاهدين ضد اليهود -وهم كذلك ولا شك- وفي المقابل يكون الأمين العام للحزب شريفاً عندما وافق على قرارٍ مماثل ؟ ثم كيف يتفهم الناس اتهام الحزب للأكثرية في لبنان بأنهم عملاء لأمريكا -وهم كذلك ولا شك أيضاً- وفي المقابل يتم وصف محمد باقر الحكيم الذي تواطأ مع أمريكا لغزو العراق ونهى الناس عن مقاتلتها بأنه بطل شهيد كما جاء على لسان الأمين العام للحزب , أليس هذا هو النفاق بعينه ؟
وصنف آخر من هؤلاء عندما تمارس الدولة الممولة والداعمة ضغوطها الشديدة عليهم يقومون بإلزام جيشهم بأخذ إجازة مفتوحة لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد ! هل سمعت الدنيا أن جيشاً يأخذ إجازة والعدو جاثم على صدر البلاد ؟
فهذه بعض شؤون الذين يرهنون قراراتهم بيد الدول الممولة , ولو أردنا الاسترسال لطال بنا المقام ,)
وفي هذا الخطاب الجديد 60 عاما على اغتصاب فلسطين زاد المسألة بيانا ووضوحا فقال حفظه الله ( في لبنان يقول حسن نصرالله, إنه لا يريد أموالا, لأنه لديه أموالا طاهرة زكية كما زعم, ولا يحتاج رجالا, لأنه عنده من الرجال ما يكفي, ولكن الحقيقة خلاف ذلك, فإذا كان صادقا, ولديه ما يكفي, فلم لم يواصل القتال لتحرير فلسطين, وتخليص أهلنا من أيدي اليهود, بل على العكس من ذلك, فقد رحب بالقوات الصليبية لحماية اليهود, ولقد أظهر الحقيقة الأمين العام السابق للحزب, صبحي الطفيلي والذي قال: أن كوفي عنان جاء إلى لبنان والتقى قادة الحزب, لتوثيق الاتفاق بين الحزب والكيان الصهيوني" ومن هنا كان رفضه لقبول المجاهدين المتطوعين, لأن ذلك يتعارض مع الاتفاق المبرم.) .
وأثناء تلك المقارنة السريعة لبيان تلك الفروقات الهائلة التي - في الحقيقة تحتاج إلى مزيد من الدراسات بجانب ما قد احتوته مكتبة الجهاد المعاصر وليس إلى خطاب قصير – بيّن الشيخ الأمير جزاه الله خيرا ان الزعيم البطل صلاح الدين الأيوبي, التزم ذلك السبيل الصحيح وبمقارنة بين بعض الأعمال التي قام بها, وبعض الأعمال التي قام بها حكام العرب خلال هذه العقود, سيتبين لنا السبيل لاسترجاع فلسطين بإذن الله فذكر منها ان الأمير صلاح الدين التزم بتعاليم الإسلام وقرأ قول الله تعالى:( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) (النساء:84) فأيقن أن السبيل لكف بأس الكفار هو بالقتال في سبيل الله. وان الأمير صلاح الدين كان يصاحب العلماء الربانيين, يطلب العلم حتى في ميادين الجهاد للعمل به, ويساعدهم في تحريض الأمة على الجهاد ضد الصليبين,
وان الأمير صلاح الدين, قاتل الأمراء وأعوانهم, الذين قاتلوا جنبا إلى جنب, مع الصليبيين ضد المسلمين, وإن كانوا يقولون لا إله إلا الله, لأنه يعلم أن هؤلاء قد نقضوا هذه الكلمة العظيمة بفعلهم هذا. وأما حكام العرب فقد وقفوا تحت راية الصليب الكبرى بقيادة بوش يقاتلون الإسلام وأهله. تحت مظلة الحرب على الإرهاب كما زعموا. وتلك ردة ظاهرة, فإذا قاتلهم المجاهدون قالوا خوارج تكفيريين.!!) .
بعـض الوصايا المهـمة :
إجمالاً فالشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله دعى وأوصى الجيل إلى :
· قراءة التاريخ والاستفادة من العبر
· التفقه الدائم والواسع في الدين
· كشف المرتدين والمنافقين والمترددين والمخذلين
· وضع الأحداث والحروب التي جرت في سياقها الطبيعي من مسارات التاريخ
· وفضح تظليل وتضخيم الزعماء والملوك للأوهام والأكاذيب مما يدفع هذا الجيل بإذن الله إلى أداء دوره في التصدي إلى الحملة الصليبية واليهودية الشرسة التي يساندها منافقو هذه الأمة والتي تركزت على العلماء والدعاة المجاهدين لإقصائهم عن مواقع النفوذ والفعل وإخلاء الساحة للرموز التي تمثل ثقافة الاستعمار المباشر وغير المباشر، وقد تعرض هذا الجيل والذي سبقه لمسخ وغسيل دماغ رهيب وحملة تضليل واسعة النطاق لإبعاده عن قيادته الحقيقية المؤهلة من علماء الأمة الأماجد وبذلت الأجهزة الإعلامية اليهودية النصرانية جهوداً واسعة النطاق وبكل الوسائل لتزيين قيادات وزعامات سياسية واجتماعية أمام الجماهير في محاولات عديدة ليفتن الناس وخاصة الشباب بها بتأثير ما يصنعه هذا الإعلام بالطبع من دعايات وتهويلات خرافية تحيل تلك الرموز إلى أساطير ثم لا تلبث الأمة أن تكشف زيفها وتتساقط أمام عواصف الأحداث وسنن الله في الكون وطبيعة الصراع بين الخير والشر فتنة من الله ليبلونا أينا أحسن عملا. فعند ذلك تصاب تلك الحشود الهائلة من الناس التي كانت تبح حناجرها من الهتاف وأكفها من التصفيق للزعيم الملهم تصاب بالخيبة والإحباط فيتأثر وعيها وطاقتها سلباً. ولقد عرف جيلنا الحديث عددا من تلك الزعامات التي صنعها الإعلام الخائب فخابت معها آمال الأمة الإسلامية بهذه الزعامات واهتزت الثقة بها وكان ولا زال هذا هدفاً من أهداف الحملة الإعلامية اليهودية والصليبية التي تحاول قطع الطريق أمام أي زعامات حقيقية مخلصه في أن تصل إلى مواقعها الفعالة في الحكم والنفوذ، ولكن (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون) سورة الصف الآية 8،.
فهذه المحن والهزات والفتن والمصاعب بفضل من الله الكريم في جانب آخر أخرجت الكثير من أبناء الأمة الإسلامية من وهم أساطير الإعلام إلى حقائق الواقع وطموح المستقبل فإذا بنا نرى الأمة الإسلامية تلتف حول العلماء المجاهدين , وترتفع الأكف وتلهج القلوب سرا وجهرا بالدعاء لهم , والجيل المرتبك يقف على قدميه ويتجه إلى المساجد تحت المنابر وفى حلقات العلم ورحلات العمرة والاعتكاف والحج وأداء الفرائض ويتحرق شوقا للجهاد في سبيل الله ومن أجل تطبيق حكم الله العادل في الأرض، فتشرق اليوم في سماء الأمة الإسلامية كوكبة من العلماء الأماجد حول الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله يضيئون طريق الخروج من الظلمات إلى النور فهم ورثة الأنبياء حقا ويقومون بوظيفتهم في كل العصور إلى يوم القيامة، وما هذه الصحوة الشاملة والاندفاع الشديد نحو الجهاد في سبيل الله إلا دليل قاطع على ذلك، فصحيح أن الطريق شاق ووعر ويتطلب تضحيات كثيرة وقد استشهد الكثير وامتلأت السجون بكثير واستخدمت كل أنواع الدعاية والتشكيك والتضليل وقلب الحقائق وتلميع الأباطيل والتزوير الجلي واستخدمت أبشع أنهـل التعذيب الهمجي الوحشي والاغتيالات الغادرة والممارسات اللا أخلاقية التي يندى لها الجبين الحر الشريف إلا أن هذه المحن أيضاً لم تزد طلائع الأمة الإسلامية وقادتها وعلماءها ومجاهديها الأماجد المنادين بتطبيق الشريعة الإسلامية والالتزام الكامل بالإسلام عقيدة وشريعة إلا صلابة وأصلة وإشعاعا وإضاءة ومتانة وتوحيد الصفوف لإفشال تلك المخططات والمؤا0مرات الشنيعة (وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ{46} فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) إبراهيم الآيات 46، 47،. ووعد الله لا يخلف أبدأ وقد وعد وبشر بنصر المؤمنين (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ ...) سورة آل عمران الآية 160،. ومن تلك البشائر فتح روما بعد القسطنطينية كما أخبر الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعودة الخلافة الراشدة مرة أخرى وكل هذا سيتحقق بإذن الله لأنه لا ينطق على الهوى. وستفشل كل تلك المخططات والمؤامرات والفتن التي يريدون من خلالها إثناء الأمة الإسلامية عن استعادة دورها التاريخي في قمة ذرا المجد الرفيع وقيادة البشرية مرة أخرى على هدى دين الله الحق (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85.
· عدم الانصياع لمؤامرة الكفار والمنافقين بنزع السلاح فهذا المخطط الماكر ينتقل بخطوات منسقة ومتدرجة إلى واحدة من أخطر المراحل وهي نزع سلاح القبائل بحجة "إيجاد الأمن للمواطن من قبل سلطة الدولة المركزية" وبحجة "إنهاء الثارات القبلية" وجرت تصفية الأشراف والعلماء والحكماء والقضاة وإشراف القبائل ومشايخهم وعقالهم تصفية دموية في أحيان كثيرة وشملت التصفيات الجسدية أسرا كاملة في بعض المناطق إما للقضاء على مكانتها الروحية والعلمية أو القضاء على مكانتها الاجتماعية الرفيعة ليستتب لها الأمر وهي تواصل هذا المخطط المدروس :
أ- ( نزع سلاح القبائل تحت شعار العصرنة والتحديث لإذلالها فيما بعد.
ب- منع راية الجهاد وتعطيل فرض واضح من فرائض الإسلام.
ج- تحييد الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية الأخرى وعزلها عن الدفاع عن دينه وعقيدته وأوامر ربه عز وجل وإبعاده عن تحقيق مطالب الأمة وحماية عقيدتها وأعراضها بإبقائه تحت سلطة الدولة.
د ـ حصر المسألة في الدفاع عن "الحكام" تحت شعار الدفاع عن الوطن والتحمس لحدود الوطن وإهمال حدود الله.
هـ - تمرير المخطط اليهودي- الصليبي المنادي بالسلام لضمان أمن اليهود والنصارى بنزع السلاح حتى الخفيف من يد المسلمين وإبقائه فقط بيد اليهود والنصارى حتى إذا واصلوا غزو بلاد المسلمين يكونوا مجردين من العقيدة والسلاح. ولم ينحصر الأمر عند هذا الحد، بل تم أيضا التخلص من الكفاءات في الجيش والأمن والعناصر التي لا تزال تحمل الإسلام في عقلها وقلبها واستبدالها بعناصر درست مبادئ الكفر والشرك والضلال.
وقد أتضح من تجارب سابقة في مناطق عدة في الوطن العربي والإسلامي أن الحجج والشعارات التي قدمت من أجل "نزع السلاح ": كانت ستاراً للمؤامرة على الإسلام والمسلمين، ولم يحدث أي تطور أو تقدم اجتماعي تقني وتكنولوجي ومتطور، بل زاد الفقر والتدهور الاقتصادي وزاد التنافس على السلطة والتبعية الأجنبية ولم تستقر البلاد، فقد وزع السلاح على الفرق والفئات المتنافسة على السلطة وعلى المليشيات الشعبية والأفراد وجرت أبشع معارك داخلية في ظل من زعموا أنهم نزعوا السلاح من أجل المحافظة على أرواح المواطنين فأزهقت أرواح الأبرياء واشتدت حدة الفتن الثورية والثارات الثورية ولازالت قائمة حتى اليوم.
وبـشارات مـضيئة في خطاب الشيخ الأمير :
وبروح الأمل المفعم بالثقة بالنصر لم يخل خطاب الشيخ الأمير من بشارات مضيئة على طريق المستقبل الواعد بإذن الله ومما حمله إلى الأمة:
البشارة الأولى:
أطمئن أهلي في فلسطين خاصةبأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرءأهله ؟ ولكن بعد تلك الغزوات المباركة التي أصابت رأس الكفر العالمي وفؤاده الحليف الأكبر للكيان الصهيوني أمريكا فإننا اليوم منشغلون بمصاولتها ومقاتلتها وعملاءهاولاسيما في العراق وأفغانستان والمغرب الإسلامي والصومال , وإن انهزمت وعملاءها في العراق بإذن الله فلن يبقى كثير ولا قليل لتنطلق جحافل المجاهدين كتائب في إثرهاالكتائب من بغداد والأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين تعيد لنا حطين - بإذن الله - , ولن نعترف لليهود بدولة ولا على شبرٍ من أرض فلسطين .
( لـن نتخـلـى عن شبـرٍ واحد من فلسطين بإذن الله ما دام على الأرض مسلم صادق واحد " ومـن يـزرع الشـوك لن يجنـي العنـب" )
البشارة الثانية :
وإني أؤكد لكم إن الكيان الصهيوني لا يحتمل عشر معشار ما بذله المجاهدون من قبل لإسقاط الروس في أفغانستان, ولا يحتمل عشرمعشار ما بذله المجاهدون اليوم في ضرب أمريكا وعملائها في العراق وكل تلك الجهود جهودأبنائك أمتي وليست جهود الحكومات. فثقي بالله ثم بنفسك والتزمي سبيل الجهاد. واعلميان ضعف الكيان الصهيوني وحده لا يكفي لسقوطه, فالخشبة النخرة رغم ضعفها لا بد لهامن قوة لإسقاطها, فعسى أن تكونوا أنتم هذه القوة بإذن الله.
البشارة الثالثة:
ان الذي سيسترجع القدس بإذن الله فتية أمنوا بربهم وزادهم هدى. فتية عندهم عقيدةالولاء والبراء مقدمة على الملوك والأمراء, فتية لا ينتظرون الكبار إن قعدوا, ولايستفتون السادة إن فسدوا, فتية مصدرهم في التلقي ليس قوانين الأمم المتحدة, أو مايسمى بالشرعية الدولية أو طواغيت الغرب أو الشرق أو علماء وقادة جماعات يستظلون بظلهم, وليس مصدرهم في التلقي تحليلات سياسية من إعلام مغرض لا يلتزم بشرع الله, يستهزئ بشعائر الدين تحت اسم الفكاهة, وينشر الزندقة تحت مسمى حرية التعبير, ويسعى لتشويه المجاهدين وتخذيلهم. وإنما مصدر هؤلاء الفتية في التلقي كتاب الله تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فإذا ناداهم الشجر أو الحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله انطلقوا كالشهاب يضربون الرقاب. ولأن يخروا من السماءعلى الأرض أهون عليهم من أن يشترطوا إذنا من طاغوت أو ممن يعترف به. لكي يقوموابتنفيذ أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
البشارة الرابعة :
اما الحكام العملاء فهؤلاء لا نطمئنهم .
فكيف نطمئنهم وقد والوا أعداء الأمة وفعلوا بها الأفاعيل ؟
وكيف نطمئنهم وقد أشركواشريعة البشر مع شريعة الله تعالى ؟
وكيف نطمئنهم والطريق إلى أوسع جبهة لتحريرفلسطين يمر عبر الأراضي الخاضعة لهم .
فهؤلاء لا نطمئنهم
إنما نسعى إلى إسقاطهم
وإحالتهم إلى القضاء الشرعي .
البشارة الخامسة :
اقتراب موكب الخلافة على منهاج النبؤة بإذن الله مصداقا للحديث النبوي الشريف فقد قال صلى الله عليه واله وسلم : ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها ما شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله ما شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعهاثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).
ومن المهم الإشارة إن كل موضوع تطرق إليه الشيخ الأمير في خطابه بمناسبة الذكرى الـ60 لاغتصاب فلسطين[4]من حقه علينا ان نتفهمه ونستوعبه ونشرحه ونفصله تفصيلا دقيقا ونوضح جميع جوانبه توضيحا شاملا لهذا الجيل الذي خاطبه كعادته بكل تواضع كأب وكأخ وليس كأمير وقائد , وسنحاول ذلك بإذن الله بقدر استطاعتنا في الأيام القادمة بإذن الله, سائلين الله العون والتوفيق والسداد , آمين .
[2] اذيع مساء يوم 12 جماد الاولى 1429هـ الموافق 18 مايو 2008م
[4] اذيع مساء يوم 12 جماد الاولى 1429هـ الموافق 18 مايو 2008م
كأن على حروفه عَسـلاً أو أنّها العسلُ
بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
في الخطاب الجديد الشيخ الأمير في خطابه بمناسبة الذكرى الـ60 لاغتصاب فلسطين[2] للشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله ومكّنه آمين لقد لخص حفظه الله مسيرة ألأحداث , وبيّن الثمار المريرة المذاق لأكثر من تسع عقود على اغتصاب فلسطين , بداية من إسقاط الخلافة , مروراً بالحملات الصليبية الاستعمارية الممهدة لاحتلال فلسطين وتوضيحاً لخيانات الملوك والزعماء العرب , سواء من حيث بيع فلسطين والقدس لتسلم لهم عروشهم وكراسيهم, وتركيز السلطات الديكتاتورية في يد بعض الأسر والعائلات وبعض الأفراد من الطغاة العسكريين وعملاء المخابرات الأجنبية , فقيدّت الحريات , وألغت الشورى وسارت بعيدا عن دين الله مما ساعد على تأخير يقظة ونهضة الأمة , ومنع استثمارها لثرواتها وملكاتها وخبراتها وطاقاتها , وجعلها تترنح من الوهن والضعف , وعرضة لتداعي الأمم عليها من كل أفق .
ورغم حجم الفاجعة وهول الكارثة التي استمرت عقود طويلة ينبرى الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله مشبعاً بالإيمان والأمل والثقة بالله ورسوله , يمسح دموع الأمة ليخفف من اثر تلك الكوارث والفواجع ويجفف منابع الهزيمة واليأس , ويستنهض الأمة , ويدفع الدماء لتتدفق في عروقها , رغم كل ذلك لأننا أمة لا تموت , قد تُجْرَح , وقد تُعَرْقَلْ , وقد تغفوا وقد تنحرف عن مسارها إلا انها لا تيأس ولا تنهزم , بل تظل تقاوم جيلا بعد جيل لتتجاوز الأهوال والمصائب والذنوب والانحرافات , حتى تتمكن من ان تستعيد مكانتها ودورها القيادي للبشرية , الذي اختارها الله له وابتلاها من اجله ودعاها إلى الجهاد في سبيل الله من أجل ان يكرمها الله إذا عادت وتابت وأنابت إلى ان تصبح كما أراد لها ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )(آل عمران: من الآية110) .
بل هي معلّقةُ برقابنا ورب الكعبة!!
ولذلك رأيناه يؤكد بكل إيمان وعزم وتصميم في هذا الخطاب التاريخي على بقاء وعظم المسؤولية التاريخية ويقسم : ( فإننا غير معفيين من المسؤولية, بل هي معلّقةُ برقابنا ورب الكعبة.).
واثر هذا القسم الذي يستفز المشاعر الإنسانية بآسرها , وتقشعـر له الأبدان , وتخفق له القلوب الحيّة ,المقصود بها ليس ( كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) بل )ِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) لأن الشيخ الأمير بعدها كما سيأتي بنبرة العـزة والوضوح الذي يتسم به دائما قد أغلظ .امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73)
وبتلك الروح العملية التي يتميز بها الشيخ الأمير وصحبه الكرام وتفرقه عن باقي التنظيمات والحركات الإسلامية والإصلاحية والاجتماعية والسياسية التي قامت منذ زمن طويل وتوزعت على الساحة من إندنوسيا إلى موريتانيا , دعا إلى العمل الجاد لفك الحصار الظالم على غــزة الصامدة باعتباره الان من أول الأولويات لأن العشرات تلو العشرات هناك يموتون بسبب ذلك العمل الإجرامي المشين الذي تضافرت فيه جهود العدو وأتباع العدو من بني جلدتنا .
وحدد الأولويات في هذه المسؤوليات فقال حفظه الله : (وآكد ما يكون الواجب بشأن فك هذا الحصار على إخواننا فرسان أرض الكنانة, حيث أنهم الوحيدون على حدودها. فيجب عليهم العمل على فك هذا الحصار وإسقاط ذلك العتل الجواظ المتكبر. صاحب القلب المتحجر, قاتل أطفال غزة, المتشبه بفرعون وهامان, في قتل أطفال بني إسرائيل من قبل, عليه وعلى أعوانه من الله ما يستحقون. )
ثم وقف الشيخ الأمير حفظه الله بصراحة متناهية مع هذا الجيل وقفة خير وعز وثبات كلها صدق وحب وأخوّة في الله يشرح له مسار الأحداث بوضوح وتسلسل تامين وبأ داء أمانة يا له من أداء خالص لوجه الله لا تشوبه شائبة والحمد لله , صدق في القول ووضوح في البيان وعمق في الجوهر والمحتوى وإرضاء لله تعالى ,
ولأدراك الشيخ الأمير إن كثيرا من أبناء الأمة الصادقين, ما زالوا يدورون في الحلقة المفرغة, التي بدأت الأمة الدوران فيها منذ تسعين سنة تقريبا سعى سعياً حثيثاً واضحا جزاه الله خيرا لإخراج هذا الجيل من ذلك النفق المظلم وتلك الحلقة المفرغة ويساعده بحنان الأب وحرص القائد لأن يضع أقدامه على الطريق الصحيح طريق التقدم نحو النصر والعزة , والسؤدد والسعادة وداعيا إياه : ( ولكي نستدرك ما وقع من إخفاقات, حالت دون تحرير فلسطين خلال العقود الماضية, فلا بد على جيل اليوم أن يدرسوا أسباب الفشل ويتدبروها لأخذ العبر. وإني مساهم معكم في ذلك بذكر بعض مواطن الخلل لتلافي الوقوع بها.)
وكان قبل أيام قليلة من هذا الخطاب قد أشار أيضا إلى هذا السبيل لتحرير فلسطين فقال حينها ( لن ترجع لنا فلسطين بمفاوضات الحكامُ المستسلمين ومؤتمراتهم, ولا بمظاهرات الدعاة القاعدين وانتخاباتهم, فكلاهما وجهان لمصيبةِ الأمة, وإنما ترجع إلينا فلسطين بإذن الله إن صحونا من غفلتنا وتمسكنا بديننا وفديناه بأموالنا وأنفسنا. ) .
وهكذا جاءت مساهمته المتواضعة المركزة المفيدة .
ومن الإنصاف القول ان كثيرا مما قاله في بيان وشرح مسار الأحداث وخيانات الملوك والزعماء والقادة وكلاء العدو الاستراتيجي التاريخي , وممارساتهم الفرعونية الضارة التي قيّدت طاقات الأمة وكبلت قدراتها ومواهبها وحدت من إبداعاتها وانطلاقتها وضيقهم وتضييقهم على الحركات الإسلامية والعلماء والدعاة الصادقين والزج بهم في السجون وممارسة صنوف التعذيب والإرهاب عليهم وحفر القبور الجماعية في الصحاري ورمي جثث بعضهم للأسماك في أعماق البحار وغيرها من الجرائم طوال القرن الماضي خصوصا والى اليوم تحديدا – كل هذا ليس جديدا كل الجدة – بل قامت تلك الحركات الإسلامية الكبرى وفي إطارها وخارجه كثير من الدعاة والعلماء الذين بيّنوا طوال تلك المراحل التاريخية ذلك ولذلك تعرضوا للتنكيل بهم والتضييق والضغوط , كتب الله أجرهم لما تحملوه من المعاناة والمشاق ,
مــن عـَـــز بـَــــز !!
ولكن المميّز في طرحه من قبل الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله انه يأتي من فم الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله ولهذا دلالاته العميقة على المستويين التاريخي القريب والبعيد والاستراتيجي والتكتيكي باعتبار ان الشيخ أسامه عرفه العالم والتاريخ الخصوم والأصدقاء بأنهم ذلك الذي لا ولم يكتف بسرد مأساة أمته , ولكنه تجرءا وانطلق لفك أسرها وقرن القول بالعمل أيده الله وبارك خطواته آمين
فكتب له وإخوانه المجاهدين نصراً مؤزرا على إمبراطورية الشر الأولى , وكتب على يديه نصراً مؤزراً جديدا وقادما بإذن الله على إمبراطورية الشر الثانية التي تعيث في الأرض فسادا وظلما وجورا وطغيانا فكان ان وجه لها لكمة أدمى بها وجهها وجه هذا الطاغوت العالمي الجائر , فوّلد حالة مزمنة ومستمرة من الرعب والخوف والقلق والجنون لدى هذا الطاغوت الأهوّج جعله يعيش في أتون حالة نفسية مضطربة ومدمرة , وينتظر وينظر بحذر وخوف وقلق من ضربة أخرى تدميه مرة أخرى أو ترديه قتيلا , ومن هنا تنبعث رائحة ونكهة خاصة وتميّز خاص لهذا السرد التاريخي والتحريض الدعوي الجهادي كونه من فم الشيخ الأمير المحارب ولذلك يحسب العدو وأتباعه على وجه الخصوص لكل حرف وكل كلمة من حروفه وكلماته حساباً دقيقاً في مختبرات وهياكل ودوائر صنع القرار السياسي والعسكري والاقتصادي والاستخباري العالمي .
ثم بيّن بنور الله ومن هدي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وخبرات الأمة عبر القرون بيّن السبيل إلى تحرير فلسطين.
ليس الجدران الإسمنتية
بل هذه الجدران البشرية!!
( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
ثم استدعي من أعماق تاريخ الأمة المشرق رجالها العظام أمثال الأمير صلاح الدين الأيوبي رحمه الله,
وعقد الشيخ ألأمير حفظه الله مقارنة سريعة وموفقة بفضل الله اجتاز بها قرون التاريخ المشرق الوضاء للأمة الإسلامية إلى عصرنا الراهن حيث ترزح الأمة تحت ما وصفه بعناية ودقة عندما خاطبها وعاتبها ( أمتي المسلمة, أما آن لكي أن تخرجي من هذا التيه, لقد أثقلتك الجراح, وأرهقتك الخطوب ) , وهو بتلك المقارنة فضح اكبر وأخطر ردة في التاريخ عن الإسلام من طرف وكلاء اليهود والنصارى المحاربين لامتهم تحت لواء العدو مبيناً بوضوح ما بعده وضوح وبيان ناصع ما بعد بيان ناصع ان الجدار العازل الذي يحمي الاحتلال اليهودي في فلسطين ليس الجدران الإسمنتية التي يبنيها شركاء صفقات بيع الاسمنت لليهود (علاء حسني مبارك واحمد قريع ودحلان وغيرهم ) وان الجدران الحقيقية التي تحمي اليهود هم وكلاء العدو الملوك والزعماء الذين يحولون بين الإسلامية وطلائعها المجاهدة وبين العدو فقال بوضوح:( وأما حكام العرب فأعرضوا عن تعاليم الإسلام ونظروا في تعاليم أمريكا فوجدوها تأمر بمحو آيات القتال والجهاد من مناهج التعليم. وتأمر بالاستسلام تحت اسم السلام. فقرروا بالإجماع أن السلام مع الكيان الصهيوني خيارهم الاستراتيجي, فبئس ما قرروا. ) . وقال بنفس الشجاعة والوضوح أيضا : ( وأما حكام العرب, فقد أسروا العلماء بوظائفهم ليسكتوهم, ومن أبى أودعوه السجن, وفتحوا مجال الإعلام لعلماء السوء ليثبطوا فتية الجيل عن جهاد أمريكا وعملائها, وقاموا بالطعن في المجاهدين, وشهدوا بالزور أن الحكام العملاء ولاة أمر شرعيون. )
وأوضح في انصع بيان ( إن السبيل لتحرير فلسطين واضح بيُّن نظريا, ولكن إذا ما تم تنزيل الأمر إلى أرض الواقع, نشأ الخلاف, فمعلوم أنه لا سبيل للوصول إلى فلسطين إلا بقتال الحكومات والأحزاب التي تحيط باليهود. وتحول بيننا وبينهم, وعند ذلك يصيح كثير من الناس ويقولون كيف تقتلون من يقول لا إله إلا الله, ؟؟ ولو كان لمثل هؤلاء قوة وكلمة زمن صلاح الدين وما بعده لحالوا بينه وبين الخطوات العملية لتحرير القدس. ولبقي الأقصى في الأسر عشرة قرون. فهؤلاء القوم يدورون بين أمور عدة منها, أنهم لا يفقهون دينهم, فقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم, على قتال مانعي الزكاة, وهم يشهدون أن لا إله إلا الله, ويقيمون بقية أركان الإسلام, فكيف بالحكام الذين استبدلوا الإسلام بالقوانين الوضعية, ويقاتلون مع النصارى ضد المسلمين,؟ واحتمال آخر أن هؤلاء قد جبنت نفوسهم عن قتال العدو, وخارت عزائمهم عن تحمل تكاليف الجهاد, من هجرة الأوطان ومفارقة الأهل والخلان, وقد يكون هؤلاء من الذين لا يعقلون, فالحكام يحكموننا بغير ما أنزل الله, وقد وصلوا إلى الحكم إما بانقلاب عسكري أو بدعم مسلح خارجي, ثم يقولون إياكم وحمل السلاح, وأقول لا يتخلى عن السلاح اختيارا إلا من قلة مرؤته وضعف دينه, فالمجاهدون قراؤا قول الله تعالى:( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) فقد كان السلاح بأيدي الرجال الصادقين الأوائل رضي الله عنهم في كلا الحالين, من قضى نحبه ومن بقي, ونحن على العهد ولن نبدل تبديلا بإذن الله.
فيا فتية الجيل, ليس سوى الجهاد من سبيل لتحرير فلسطين والأقصى. واسترجاع الخلافة بإذن الله. فاحرصوا على ساحاته, ولا سيما أقربها إلى فلسطين,) وأؤكد لكم أن الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين كيان ضعيف جدا, مليء بالثغرات, وهو يعلم علم اليقين, أنه فاقد لمقومات البقاء, في محيط إسلامي كبير, بدون حبل ودعم من الغرب ووكلائه من حكام المنطقة, وهذا من أكبر الأسباب لبقائه, إضافة إلى أنه لم يتعرض ولا مرة واحدة لحرب حقيقة لاسترجاع فلسطين ) ( وبذا يظهر أن بقاء الكيان الصهيوني إلى اليوم لم يكن ناشئا عن قوته, وإنما بسبب تخلي الحكومات عن جهاده ومقاومته, فضلا عن حماية حدوده لضعفه.) .
قـسوة الناصح المشفـق
( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ )
ومما يميّز هذا الخطاب التاريخي أيضا تلك الصراحة والشجاعة في نقد أحوال الحركات الإسلامية , والتي ظلت من المحظورات والمحرمات التي أدت إلى تراكم كثير من السلبيات التي حالت هي الأخرى دون التقدم السريع نحو التجدد والإبداع والانطلاق في الأفاق الرحبة للإسلام , وارتبطت على نحو وثيق بنفس الأسلوب الديكتاتوري القسري في الإطار الداخلي لهذه الحركات التي قيدها الخوف من شدة جبروت وطغيان الفراعنة فانعكس ذلك على تصرفاتها وإحاطة أعضائها بمزيد من القيود التي كبلتهم هي الأخرى ووضعتهم أسرى لدى قياداتهم المثقلة بموروثات وتركات وترسبات تلك المراحل الصعبة مما اثر على عطاءهم فقلل من حركة الإبداع والانطلاق والتجديد التي تتيحها مجالات الجهاد في سبيل الله , فانتقد بمرارة وقسوة الناصح المشفق المحب تلك السلوكيات السلبية والأمراض السقيمة التي ابتليت بها تلك الحركات , وكما كان غاية في الصراحة والشجاعة والوضوح كان كذلك في غاية النُبل والأدب وهو يقول موضحا مقاصده النبيلة وأبعادها الإستراتيجية (وإني عندما أصف الجماعات الإسلامية بواقع حقيقي فإن ذلك من باب التناصح والنصح للأمة. وحرصا مني على تحذيرها من انحراف مسارها, فسلامة المنهج مقدمة على سلامة الدول والجماعات والأفراد. وسلامة هؤلاء عندما تتصادم مع سلامة المنهج فهي في الحقيقة سلامة موهومة, فالسلامة كل السلامة في إتباع المنهج الذي أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وإن المداهنة في الباطل فضلا عن كونها معصية, فهي تعين الآخرين في السير في طريق الضلال, ولا توصلهم لنصرة الدين كما يدعون ويتوهمون. فنصرة دين الله بما شرع, لا بما يحدثه المحدثون في الدين من بدع, فهؤلاء المداهنون لن يحرروا الأقصى ولن يسترجعوا القدس ).
علمت يا شيخ فآمنت فبلغت وصدقت اللهم فاشهد !
ضـؤ عـلى مــزاعــم السيد حـسن وحـزبـــه في لبنان !!
ولعل من ابرز وأهم القضايا البالغة الخطورة والحساسية التي تطرق إليها بشجاعة ووضوح أيضا الموقف من حزب الله في لبنان وهي ليست المرة الأولى فقد سبق له ان أوضح في خطاب سابق هذه المسألة فقال: ( فأولئك ميزانياتهم بعشرات بل مئات الملايين , وهؤلاء رزقهم تحت ظلال رماحهم وهذا خير الرزق لو كانوا يعلمون , فأولئك فقدوا قرارهم و استقلاليتهم بسبب دعم الدول لهم فما أن تمارس أمريكا و أولياؤها الضغوط على الدولة الداعمة حتى ينتقل الضغط مباشرة على أمين الحزب أو أمير الجماعة وقد رأى الناس ذلك نهاراً جهاراً في لبنان , فبعد الخطب الرنانة عن العزة والكرامة وعن فلسطين ونصرتها , وبعد أن تحدى أُمم العالم أجمع أن تفرض عليه إرادتها تم القبول بالقرار ألف وسبعمائة وواحد الصادر عن الأمم المتحدة الملحدة أداة أمريكا والذي جوهره القبول بدخول الجيوش الصليبية إلى أرض لبنان , وهل يخفى على الناس أن هذه الجيوش هي الوجه الآخر للتحالف الأمريكي الصهيوني ؟ ولكن الأمين العام حسن نصر الله يستغفل الناس وقام ورحب بها على الملأ ووعد بتسهيل مهمتها رغم علمه أنها قادمة لحماية اليهود وإغلاق الحدود أمام المجاهدين الصادقين , فقد فعل هذه الطوام نزولاً عند رغبة الدول الداعمة صاحبة الأموال النزيهة الشريفة التي تَحَدَّثَ عنها من قبل , فعلام يكون السادات والحسين ابن طلال خائنين عندما قبلوا باتفاقيات تتضمن إغلاق الحدود أمام المجاهدين ضد اليهود -وهم كذلك ولا شك- وفي المقابل يكون الأمين العام للحزب شريفاً عندما وافق على قرارٍ مماثل ؟ ثم كيف يتفهم الناس اتهام الحزب للأكثرية في لبنان بأنهم عملاء لأمريكا -وهم كذلك ولا شك أيضاً- وفي المقابل يتم وصف محمد باقر الحكيم الذي تواطأ مع أمريكا لغزو العراق ونهى الناس عن مقاتلتها بأنه بطل شهيد كما جاء على لسان الأمين العام للحزب , أليس هذا هو النفاق بعينه ؟
وصنف آخر من هؤلاء عندما تمارس الدولة الممولة والداعمة ضغوطها الشديدة عليهم يقومون بإلزام جيشهم بأخذ إجازة مفتوحة لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد ! هل سمعت الدنيا أن جيشاً يأخذ إجازة والعدو جاثم على صدر البلاد ؟
فهذه بعض شؤون الذين يرهنون قراراتهم بيد الدول الممولة , ولو أردنا الاسترسال لطال بنا المقام ,)
وفي هذا الخطاب الجديد 60 عاما على اغتصاب فلسطين زاد المسألة بيانا ووضوحا فقال حفظه الله ( في لبنان يقول حسن نصرالله, إنه لا يريد أموالا, لأنه لديه أموالا طاهرة زكية كما زعم, ولا يحتاج رجالا, لأنه عنده من الرجال ما يكفي, ولكن الحقيقة خلاف ذلك, فإذا كان صادقا, ولديه ما يكفي, فلم لم يواصل القتال لتحرير فلسطين, وتخليص أهلنا من أيدي اليهود, بل على العكس من ذلك, فقد رحب بالقوات الصليبية لحماية اليهود, ولقد أظهر الحقيقة الأمين العام السابق للحزب, صبحي الطفيلي والذي قال: أن كوفي عنان جاء إلى لبنان والتقى قادة الحزب, لتوثيق الاتفاق بين الحزب والكيان الصهيوني" ومن هنا كان رفضه لقبول المجاهدين المتطوعين, لأن ذلك يتعارض مع الاتفاق المبرم.) .
وأثناء تلك المقارنة السريعة لبيان تلك الفروقات الهائلة التي - في الحقيقة تحتاج إلى مزيد من الدراسات بجانب ما قد احتوته مكتبة الجهاد المعاصر وليس إلى خطاب قصير – بيّن الشيخ الأمير جزاه الله خيرا ان الزعيم البطل صلاح الدين الأيوبي, التزم ذلك السبيل الصحيح وبمقارنة بين بعض الأعمال التي قام بها, وبعض الأعمال التي قام بها حكام العرب خلال هذه العقود, سيتبين لنا السبيل لاسترجاع فلسطين بإذن الله فذكر منها ان الأمير صلاح الدين التزم بتعاليم الإسلام وقرأ قول الله تعالى:( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) (النساء:84) فأيقن أن السبيل لكف بأس الكفار هو بالقتال في سبيل الله. وان الأمير صلاح الدين كان يصاحب العلماء الربانيين, يطلب العلم حتى في ميادين الجهاد للعمل به, ويساعدهم في تحريض الأمة على الجهاد ضد الصليبين,
وان الأمير صلاح الدين, قاتل الأمراء وأعوانهم, الذين قاتلوا جنبا إلى جنب, مع الصليبيين ضد المسلمين, وإن كانوا يقولون لا إله إلا الله, لأنه يعلم أن هؤلاء قد نقضوا هذه الكلمة العظيمة بفعلهم هذا. وأما حكام العرب فقد وقفوا تحت راية الصليب الكبرى بقيادة بوش يقاتلون الإسلام وأهله. تحت مظلة الحرب على الإرهاب كما زعموا. وتلك ردة ظاهرة, فإذا قاتلهم المجاهدون قالوا خوارج تكفيريين.!!) .
بعـض الوصايا المهـمة :
إجمالاً فالشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله دعى وأوصى الجيل إلى :
· قراءة التاريخ والاستفادة من العبر
· التفقه الدائم والواسع في الدين
· كشف المرتدين والمنافقين والمترددين والمخذلين
· وضع الأحداث والحروب التي جرت في سياقها الطبيعي من مسارات التاريخ
· وفضح تظليل وتضخيم الزعماء والملوك للأوهام والأكاذيب مما يدفع هذا الجيل بإذن الله إلى أداء دوره في التصدي إلى الحملة الصليبية واليهودية الشرسة التي يساندها منافقو هذه الأمة والتي تركزت على العلماء والدعاة المجاهدين لإقصائهم عن مواقع النفوذ والفعل وإخلاء الساحة للرموز التي تمثل ثقافة الاستعمار المباشر وغير المباشر، وقد تعرض هذا الجيل والذي سبقه لمسخ وغسيل دماغ رهيب وحملة تضليل واسعة النطاق لإبعاده عن قيادته الحقيقية المؤهلة من علماء الأمة الأماجد وبذلت الأجهزة الإعلامية اليهودية النصرانية جهوداً واسعة النطاق وبكل الوسائل لتزيين قيادات وزعامات سياسية واجتماعية أمام الجماهير في محاولات عديدة ليفتن الناس وخاصة الشباب بها بتأثير ما يصنعه هذا الإعلام بالطبع من دعايات وتهويلات خرافية تحيل تلك الرموز إلى أساطير ثم لا تلبث الأمة أن تكشف زيفها وتتساقط أمام عواصف الأحداث وسنن الله في الكون وطبيعة الصراع بين الخير والشر فتنة من الله ليبلونا أينا أحسن عملا. فعند ذلك تصاب تلك الحشود الهائلة من الناس التي كانت تبح حناجرها من الهتاف وأكفها من التصفيق للزعيم الملهم تصاب بالخيبة والإحباط فيتأثر وعيها وطاقتها سلباً. ولقد عرف جيلنا الحديث عددا من تلك الزعامات التي صنعها الإعلام الخائب فخابت معها آمال الأمة الإسلامية بهذه الزعامات واهتزت الثقة بها وكان ولا زال هذا هدفاً من أهداف الحملة الإعلامية اليهودية والصليبية التي تحاول قطع الطريق أمام أي زعامات حقيقية مخلصه في أن تصل إلى مواقعها الفعالة في الحكم والنفوذ، ولكن (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون) سورة الصف الآية 8،.
فهذه المحن والهزات والفتن والمصاعب بفضل من الله الكريم في جانب آخر أخرجت الكثير من أبناء الأمة الإسلامية من وهم أساطير الإعلام إلى حقائق الواقع وطموح المستقبل فإذا بنا نرى الأمة الإسلامية تلتف حول العلماء المجاهدين , وترتفع الأكف وتلهج القلوب سرا وجهرا بالدعاء لهم , والجيل المرتبك يقف على قدميه ويتجه إلى المساجد تحت المنابر وفى حلقات العلم ورحلات العمرة والاعتكاف والحج وأداء الفرائض ويتحرق شوقا للجهاد في سبيل الله ومن أجل تطبيق حكم الله العادل في الأرض، فتشرق اليوم في سماء الأمة الإسلامية كوكبة من العلماء الأماجد حول الشيخ الأمير أسامه بن لادن حفظه الله يضيئون طريق الخروج من الظلمات إلى النور فهم ورثة الأنبياء حقا ويقومون بوظيفتهم في كل العصور إلى يوم القيامة، وما هذه الصحوة الشاملة والاندفاع الشديد نحو الجهاد في سبيل الله إلا دليل قاطع على ذلك، فصحيح أن الطريق شاق ووعر ويتطلب تضحيات كثيرة وقد استشهد الكثير وامتلأت السجون بكثير واستخدمت كل أنواع الدعاية والتشكيك والتضليل وقلب الحقائق وتلميع الأباطيل والتزوير الجلي واستخدمت أبشع أنهـل التعذيب الهمجي الوحشي والاغتيالات الغادرة والممارسات اللا أخلاقية التي يندى لها الجبين الحر الشريف إلا أن هذه المحن أيضاً لم تزد طلائع الأمة الإسلامية وقادتها وعلماءها ومجاهديها الأماجد المنادين بتطبيق الشريعة الإسلامية والالتزام الكامل بالإسلام عقيدة وشريعة إلا صلابة وأصلة وإشعاعا وإضاءة ومتانة وتوحيد الصفوف لإفشال تلك المخططات والمؤا0مرات الشنيعة (وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ{46} فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) إبراهيم الآيات 46، 47،. ووعد الله لا يخلف أبدأ وقد وعد وبشر بنصر المؤمنين (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ ...) سورة آل عمران الآية 160،. ومن تلك البشائر فتح روما بعد القسطنطينية كما أخبر الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعودة الخلافة الراشدة مرة أخرى وكل هذا سيتحقق بإذن الله لأنه لا ينطق على الهوى. وستفشل كل تلك المخططات والمؤامرات والفتن التي يريدون من خلالها إثناء الأمة الإسلامية عن استعادة دورها التاريخي في قمة ذرا المجد الرفيع وقيادة البشرية مرة أخرى على هدى دين الله الحق (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85.
· عدم الانصياع لمؤامرة الكفار والمنافقين بنزع السلاح فهذا المخطط الماكر ينتقل بخطوات منسقة ومتدرجة إلى واحدة من أخطر المراحل وهي نزع سلاح القبائل بحجة "إيجاد الأمن للمواطن من قبل سلطة الدولة المركزية" وبحجة "إنهاء الثارات القبلية" وجرت تصفية الأشراف والعلماء والحكماء والقضاة وإشراف القبائل ومشايخهم وعقالهم تصفية دموية في أحيان كثيرة وشملت التصفيات الجسدية أسرا كاملة في بعض المناطق إما للقضاء على مكانتها الروحية والعلمية أو القضاء على مكانتها الاجتماعية الرفيعة ليستتب لها الأمر وهي تواصل هذا المخطط المدروس :
أ- ( نزع سلاح القبائل تحت شعار العصرنة والتحديث لإذلالها فيما بعد.
ب- منع راية الجهاد وتعطيل فرض واضح من فرائض الإسلام.
ج- تحييد الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية الأخرى وعزلها عن الدفاع عن دينه وعقيدته وأوامر ربه عز وجل وإبعاده عن تحقيق مطالب الأمة وحماية عقيدتها وأعراضها بإبقائه تحت سلطة الدولة.
د ـ حصر المسألة في الدفاع عن "الحكام" تحت شعار الدفاع عن الوطن والتحمس لحدود الوطن وإهمال حدود الله.
هـ - تمرير المخطط اليهودي- الصليبي المنادي بالسلام لضمان أمن اليهود والنصارى بنزع السلاح حتى الخفيف من يد المسلمين وإبقائه فقط بيد اليهود والنصارى حتى إذا واصلوا غزو بلاد المسلمين يكونوا مجردين من العقيدة والسلاح. ولم ينحصر الأمر عند هذا الحد، بل تم أيضا التخلص من الكفاءات في الجيش والأمن والعناصر التي لا تزال تحمل الإسلام في عقلها وقلبها واستبدالها بعناصر درست مبادئ الكفر والشرك والضلال.
وقد أتضح من تجارب سابقة في مناطق عدة في الوطن العربي والإسلامي أن الحجج والشعارات التي قدمت من أجل "نزع السلاح ": كانت ستاراً للمؤامرة على الإسلام والمسلمين، ولم يحدث أي تطور أو تقدم اجتماعي تقني وتكنولوجي ومتطور، بل زاد الفقر والتدهور الاقتصادي وزاد التنافس على السلطة والتبعية الأجنبية ولم تستقر البلاد، فقد وزع السلاح على الفرق والفئات المتنافسة على السلطة وعلى المليشيات الشعبية والأفراد وجرت أبشع معارك داخلية في ظل من زعموا أنهم نزعوا السلاح من أجل المحافظة على أرواح المواطنين فأزهقت أرواح الأبرياء واشتدت حدة الفتن الثورية والثارات الثورية ولازالت قائمة حتى اليوم.
وبـشارات مـضيئة في خطاب الشيخ الأمير :
وبروح الأمل المفعم بالثقة بالنصر لم يخل خطاب الشيخ الأمير من بشارات مضيئة على طريق المستقبل الواعد بإذن الله ومما حمله إلى الأمة:
البشارة الأولى:
أطمئن أهلي في فلسطين خاصةبأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرءأهله ؟ ولكن بعد تلك الغزوات المباركة التي أصابت رأس الكفر العالمي وفؤاده الحليف الأكبر للكيان الصهيوني أمريكا فإننا اليوم منشغلون بمصاولتها ومقاتلتها وعملاءهاولاسيما في العراق وأفغانستان والمغرب الإسلامي والصومال , وإن انهزمت وعملاءها في العراق بإذن الله فلن يبقى كثير ولا قليل لتنطلق جحافل المجاهدين كتائب في إثرهاالكتائب من بغداد والأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين تعيد لنا حطين - بإذن الله - , ولن نعترف لليهود بدولة ولا على شبرٍ من أرض فلسطين .
( لـن نتخـلـى عن شبـرٍ واحد من فلسطين بإذن الله ما دام على الأرض مسلم صادق واحد " ومـن يـزرع الشـوك لن يجنـي العنـب" )
البشارة الثانية :
وإني أؤكد لكم إن الكيان الصهيوني لا يحتمل عشر معشار ما بذله المجاهدون من قبل لإسقاط الروس في أفغانستان, ولا يحتمل عشرمعشار ما بذله المجاهدون اليوم في ضرب أمريكا وعملائها في العراق وكل تلك الجهود جهودأبنائك أمتي وليست جهود الحكومات. فثقي بالله ثم بنفسك والتزمي سبيل الجهاد. واعلميان ضعف الكيان الصهيوني وحده لا يكفي لسقوطه, فالخشبة النخرة رغم ضعفها لا بد لهامن قوة لإسقاطها, فعسى أن تكونوا أنتم هذه القوة بإذن الله.
البشارة الثالثة:
ان الذي سيسترجع القدس بإذن الله فتية أمنوا بربهم وزادهم هدى. فتية عندهم عقيدةالولاء والبراء مقدمة على الملوك والأمراء, فتية لا ينتظرون الكبار إن قعدوا, ولايستفتون السادة إن فسدوا, فتية مصدرهم في التلقي ليس قوانين الأمم المتحدة, أو مايسمى بالشرعية الدولية أو طواغيت الغرب أو الشرق أو علماء وقادة جماعات يستظلون بظلهم, وليس مصدرهم في التلقي تحليلات سياسية من إعلام مغرض لا يلتزم بشرع الله, يستهزئ بشعائر الدين تحت اسم الفكاهة, وينشر الزندقة تحت مسمى حرية التعبير, ويسعى لتشويه المجاهدين وتخذيلهم. وإنما مصدر هؤلاء الفتية في التلقي كتاب الله تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فإذا ناداهم الشجر أو الحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله انطلقوا كالشهاب يضربون الرقاب. ولأن يخروا من السماءعلى الأرض أهون عليهم من أن يشترطوا إذنا من طاغوت أو ممن يعترف به. لكي يقوموابتنفيذ أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
البشارة الرابعة :
اما الحكام العملاء فهؤلاء لا نطمئنهم .
فكيف نطمئنهم وقد والوا أعداء الأمة وفعلوا بها الأفاعيل ؟
وكيف نطمئنهم وقد أشركواشريعة البشر مع شريعة الله تعالى ؟
وكيف نطمئنهم والطريق إلى أوسع جبهة لتحريرفلسطين يمر عبر الأراضي الخاضعة لهم .
فهؤلاء لا نطمئنهم
إنما نسعى إلى إسقاطهم
وإحالتهم إلى القضاء الشرعي .
البشارة الخامسة :
اقتراب موكب الخلافة على منهاج النبؤة بإذن الله مصداقا للحديث النبوي الشريف فقد قال صلى الله عليه واله وسلم : ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها ما شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله ما شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعهاثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).
ومن المهم الإشارة إن كل موضوع تطرق إليه الشيخ الأمير في خطابه بمناسبة الذكرى الـ60 لاغتصاب فلسطين[4]من حقه علينا ان نتفهمه ونستوعبه ونشرحه ونفصله تفصيلا دقيقا ونوضح جميع جوانبه توضيحا شاملا لهذا الجيل الذي خاطبه كعادته بكل تواضع كأب وكأخ وليس كأمير وقائد , وسنحاول ذلك بإذن الله بقدر استطاعتنا في الأيام القادمة بإذن الله, سائلين الله العون والتوفيق والسداد , آمين .
[2] اذيع مساء يوم 12 جماد الاولى 1429هـ الموافق 18 مايو 2008م
[4] اذيع مساء يوم 12 جماد الاولى 1429هـ الموافق 18 مايو 2008م
تعليق