بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(72) سورة الأنفال
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
(74) سورة الأنفال
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(218) سورة البقرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخوة الدعوة والتوحيد والجهاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة / اعلم يرحمك الله , بأن هذا البحث التاريخي في مجريات الأحداث السياسية والعسكرية على الساحة الفلسطينية , هو على ذمة التاريخ وشهود العصر .. وما أنا إلا ناقل وباحث وجامع ومعد لهذه المادة فقط , وليس بالضرورة أن تعبر عن وجهة نظري , فمنها ما يتفق مع رؤيتي للأحداث ومنها ما هو مخالف تماما لما أراه , فرؤيتي للأحداث تقوم على أحكام الجهاد الشرعي , وليس للمفاهيم الدولية أو الأعراف الوطنية والقومية عندي حساب , فحسابي هو شريعة رب العباد فقط ...كما أن الصور المرافقة للبحث التاريخي ما هي إلا بهدف التوضيح وتبسيط المعلومة التاريخية للقارئ الفاضل , حتى يسهل على الجميع فهم المعلومة وإتقانها , ولإتاحة الفرصة للقارئ بمعايشة الأحداث من خلال السرد التاريخي وما يرافقه من صور وخرائط استدلالية ... فإن وجد الأخوة الإداريون أو المشرفون أي مخالفة شرعية في وضعها فعليهم الحذف أو التعديل .... هذا للعلم ... وبارك الله فيكم ..
من وعى التاريخ في صدره .... أضاف أعمارا إلى عمره
.................................................. .......... ...........
إقرأوا التاريخ إذ فيه العبر .... ضل قوم ليس يدرون الخبر
.................................................. .......... .............
توطئة جغرافية
قبل أن نلج بكم إلى التاريخ الفلسطيني ، نود أن نعرج بكم قليلا نحو الجغرافيا لنتعرف على موقع وحدود فلسطين ومساحتها ، ليسهل على القارئ الكريم فهم مجريات الأحداث التاريخية جيدا عند تتبعها على الخريطة الجغرافية ( الطبيعية والسياسية ) الفلسطينية .
فمما هو معلوم أن فلسطين تقع في أقصى الجانب الغربي من آسيا ، بين خطي عرض 29.30 و33.15 شمالا .. وبين خطي 34.15 و35.40 شرقي غرينتش .
يحدها من الشرق الأردن بحدود طولها ( 360 كيلو متر ) ومن الشرق الشمالي سوريا على حدود بطول ( 70 كيلو ) ومن الشمال لبنان على حدود بطول ( 79 كيلو ) ، ومن الجنوب الغربي سيناء المصرية على حدود بطول ( 240 كيلو ) ، ومن الجنوب خليج العقبة بساحل على البحر الأحمر عرضه ( 10 كيلو متر ) ونصف .
هذه هي حدود ( فلسطين التاريخية ) قبل احتلالها من الصهاينة .
ومما هو جدير بالذكر ( وبما أننا لا ولن نؤمن بهذه الحدود السياسية ، لأنها من صنع الاحتلال والاستعمار والشرك الصليبي والانحراف اليهودي والتردي العربي ، فإننا لا نذكرها هنا إلا لأنها أصبحت واقعا إجباريا علينا , وبالرغم من ذلك فنحن كنا وما زلنا نرفض هذه الحدود من قبل ومن بعد رسمها على الخرائط وتاليا على ارض الواقع فهي بالنسبة لنا ( أهل التوحيد والجهاد العالمي ) مرفوضة جملة وتفصيلا , فنحن لا نؤمن بالحدود ولا الجنسيات ولا القومجيات ولا الأعلام ولا الرايات ، وإنما نؤمن بأمة واحدة ( بغض النظر عن اللون أو اللغة أو العرق أو السكن ) تحتكم إلى حاكمية الشريعة الإسلامية الغراء تحت قيادة إسلامية واحدة وبعلم واحد ( راية التوحيد الإسلامي الخالصة لله من الشرك والانحراف ) ...
أما عن كيفية وقائع وزمان رسم هذه الحدود فنقول وبالله التوفيق ( كما ورد في المراجع التاريخية )
لقد حدد ( حدود فلسطين الاستعمارية ) مع الأردن ما يعرف بالمندوب السامي ( الصليبي ) على فلسطين وشرقي الأردن يوم 1/9/1922م وهي تبدأ من نقطة اتصال اليرموك بالأردن ، فتسير جنوبا من منتصف مجرى نهر الأردن حتى تنتهي في ساحل خليج العقبة على بعد ميلين غربي مدينة العقبة ...
أما حدود فلسطين مع مصر , فلقد حددت بموجب اتفاق معقود في أول أكتوبر عام 1906م بين خديوي مصر والحكم العثماني , وتمتد من ( تل الخرائب ) في رفح وحتى رأس طابا ، بخط يكاد أن يستقيم .
وبالنسبة للحدود مع سوريا ولبنان ، فلقد تم تحديدها بموجب الاتفاق الفرنسي البريطاني المنعقد يوم 23/12/1920م ... بحيث تم تعديلها في الأعوام 1922م و 1923م ، بحيث تم إدخال بعض الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الفلسطينية القريبة من نهري بانياس والحاصباني ، وكذلك بعض القرى اللبنانية القريبة من نهر الليطاني ، وبذلك تسير الحدود من رأس الناقورة باتجاه الشرق إلى قرية يارون في لبنان ، ومن ثم تسير باتجاه الشمال الشرقي إلى ( قدس والمطلة ) في فلسطين ، وعبر نهر وادي الأردن إلى ( تل القاضي ) في فلسطين والى نهر بانياس في سوريا ، وبعد ذلك يسير الخط الحدودي باتجاه الجنوب الغربي إلى جسر بنات يعقوب , تاليا يسير باتجاه الجنوب على طول نهر الأردن حتى بحيرة طبريا وساحلها الشرقي إلى نقطة تكاد تكون إلى الشرق من مدينة طبريا ، حيث ينحرف الخط باتجاه الجنوب الشرقي إلى أن يصل محطة ( الحمة ) الواقعة على سكة حديد درعا _ سمخ .
وبذلك تقع بحيرة الحولة وحوضها وبحيرة طبريا بأكملها ضمن الأراضي الفلسطينية .
وبهذه الحدود المصطنعة ( المرفوضة من جانبنا ) بالجملة والتفصيل .... تكون المساحة الفلسطينية التي حوتها تساوي 26 مليون و300الف دونم ...
تمهيد تاريخي
بقي أن نذكر أن فلسطين ( ارض الرسالات ) شهدت دفن واحتضان أجساد عدد كبير من الأنبياء ( عليهم الصلاة والسلام ) مثل أبو الأنبياء ( إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب ويوسف الصديق ) بالإضافة إلى ( سارة زوجة إبراهيم وراحيل أم يوسف ) رضوان الله عليهم
ولقد شهدت ميلاد ( عيسى المسيح ) عليه السلام .
كما شهدت إسراء رسولنا الكريم ( محمد ابن عبد الله ) عليه الصلاة والسلام ، من مكة إلى القدس الشريف ..
كما شهدت احتضان أجساد عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومنهم ( الصحابي الجليل أبا عبيدة عامر ابن الجراح ) و( الصحابي الجليل شرحبيل ابن حسنة ) و( الصحابي ضرار ابن الأزور ) و ( والصحابي معاذ ابن جبل ) و( الصحابي عبد الله بن أبي السرح ) و( الصحابي عبادة ابن الصامت ) رضوان الله عليهم جميعا ..
وفي فلسطين أيضا تقع مقبرة مأمن الله
و مقبرة "مأمن الله" والتي يسمها البعض "ماملا" -بمعنى ماء من الله أو بركة من الله- على بُعد مئات الأمتار من باب الخليل أحد أبواب سور البلدة القديمة في القدس، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها بـ200 دونم.
وتعتبر المقبرة من أقدم مقابر القدس عهدًا وأكثرها شهرة، ففي هذا المكان دفن عدد كبير من الصحابة والفاتحين أثناء الفتح الإسلامي العمري "636م حيث عسكر جيش المسلمين في ذاك المكان، جيش أبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعًا، وكل شهداء المسلمين الذين قتلوا في تلك الحقبة دفنوا في ذلك المكان، ومن أبرزهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وفيه أيضًا عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من أيدي الصليبيين.
وعندما احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجازر بشعة هناك، أمر الصليبيون من بقي من المسلمين بدفن الشهداء في مقبرة "مأمن الله" وقد وجدوا فيها مقابر وأنفاقا، فوضعوا الشهداء فيها وهو ما يعرف إلى اليوم بـ"مغارة الشهداء" أو "مغارة الجماجم".
كما ان فلسطين ( بيت المقدس ) شهدت المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي , كما شهدت حصار المسلمين للقدس أيام خلافة ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه وأرضاه ، وفتحه للمدينة المقدسة وإعطائه لما يعرف بالعهدة العمرية ، بعدما صمد المسلمون في حصارهم للروم البيزنطيين هناك ، بحيث رابطت كتائب من الجيش الإسلامي على جبال القدس و بخاصة جبل ما يعرف بجبل ( أبو غنيم ) الذي أقامت عليه ( إسرائيل اللقيطة ) مستوطنة أسمتها ب ( حار حوماه ) بحيث يعود اسم جبل أبو غنيم إلى القائد المجاهد ( عياض ابن غنم الخزرجى أبا غنيم ) الذي قاد الكتائب المرابطة على الجبل عام 636م ....
التاريخ
اليوم تحل علينا الذكرى ( الستين ) على الهجرة القسرية لأكثر من 700000 فلسطيني تم تهجيرهم بالقوة من مدنهم وقراهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الشتات المجاورة .... وذلك نتيجة العمليات الحربية التي قادتها العصابات الصهيونية ( المدعومة بريطانيا يومذاك ) في اكبر حملة تطهير عرقية عرفها التاريخ الحديث .
ولنقف معكم أيها الأخوة الأكارم الأفاضل على مفاصل القضية , وتفاصيلها من بداياتها ( من حيث الدوافع والأسباب والنتائج ) نطير بكم على أجنحة التاريخ , لنعبر وإياكم بوابة الزمن الغابر من بوابة الذاكرة التي لا تنسى , ونقف بمعيتكم ( وبخاصة انتم أيها الأخوة الذين تسكنون خارج فلسطين ) على أطلال القضية ومعالمها التاريخية , ونبتدئ القصة من يوم أن احتل البريطان فلسطين يوم 9/1/1917م , بحيث تقدمت جيوش الشرك الصليبي البريطاني الغاشمة نحو فلسطين من الجنوب , فاحتلوا مدينة رفح ( على الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر ) بعد أن كبدوا القوات العثمانية خسائر فادحة , وتقدموا ( شمالا ) إلى غزة مرورا بخانيونس , وأمكنوا سيطرتهم عليها يوم 7/11/1971م .. وتقدموا نحو ( وادي الحسي ) شمالا واشتبكوا مع القوات ( العثمانية والألمانية المتحالفة معها ) في معركة وصفها المؤرخون ( بحامية الوطيس ) تمكن البريطان في نهايتها من إحكام السيطرة وطرد الجيش العثماني والألماني من أمامهم , وتقدمت جيوش الشر والعدوان يوما بيوم وسيطرت على كامل الجنوب الفلسطيني ( قطاع غزة والسبع والمجدل ) وعلى اثر هذه المعارك قام ( المشير الألماني فون فالكنهاين ) قائد جيوش الصاعقة بإصدار أمرا عسكريا للجنرال ( فون كريس ) قائد الجيش الثامن العثماني بالتراجع إلى المنطقة الممتدة من الرملة إلى وادي الصرار ( شمالا )
ومما يذكره التاريخ أن البريطان لم يتمكنوا من غزة إلا بعد أن تولى ( اللنبي ) قيادة الجيش البريطاني , بحيث اجبر الفيلق 22 العثماني التركي على الرحيل من غزة مساء 7/11/1917م بقيادة ( رأفت بيك ) شمالا ... بناء على أمر الجنرال ( فون كريس ) ..
وهكذا استمرت هزائم الجيش العثماني وحليفه الجيش الألماني أمام الجيش البريطاني حتى وصلت قوات الشر إلى القدس الشريف وسيطروا عليها يوم 11/ 12 من العام 1917م .. بعد أن تكبد الأتراك أكثر من 10000 أسير ( غير القتلى ) ...
ومما يذكر في هذا المقام أن المدعو ( شريف مكة ) الشريف حسين .... أعلن تحالفه مع القوات البريطانية لمواجهة الدولة التركية الإسلامية يومذاك , وأعلن الحرب على الدولة العثمانية إلى جانب بريطانيا يوم 10/6/1916م .. وذلك بعد تفاهمات ما عرف في التاريخ ب ( مراسلات الحسين مكماهون ) التي أعطت وعودا كاذبة للشريف بإعطائه دولة عربية مستقلة يكون ( الشريف المزيف ) قائدا لها , وما إن انتهت الحرب وسقطت فلسطين ودخلت جيوش الشر القدس الشريف بقيادة ( اللنبي ) كانت القوات الشركية تحمل أعلام ورايات دول الحلفاء ( بريطانيا وفرنسا وايطاليا ) ولم يكن هناك مكان للعلم العربي ( علم الشريف ) في إشارة للمهانة والإستصغار ( للشريف ) وقواته التي خانت عهد الله بمحاربة الدولة العثمانية إلى جانب الصليبية الحاقدة ..
(1) .........انظر الصورة في الملحق رقم 1 ( أ ، ب ، ج )
وما إن بدأت معالم التمكين البريطاني على ارض فلسطين , حتى خرجت علينا الأفاعي ( اليهودية الصهيونية ) من أحفاد ( بني قريظة والنظير وقينقاع ) بعد سباتها الذي ألزمها به ( السلطان عبد الحميد الثاني ) سلطان الدولة العثمانية الذي رفض طلب ( الصهيوني ثيودور هرتزل ) بإعطاء اليهود دولة وكيان على ارض فلسطين ..وذلك في شهر يونيو عام 1896م عندما سافر ( هيرتزل ) إلى استانبول التركية وطلب من السلطان العثماني إعطاء اليهود دولة وكيان على ارض فلسطين مقابل 2 مليون ليرة تركية ، و18 مليون لسداد ديون الدولة التركية ، الأمر الذي رفضه السلطان عبد الحميد ولم يقابل ( هيرتزل ) ، ورد عليه من خلال رسالة شفوية مع ( نيو لنسكي ) صديق ( هيرتزل ) قائلا : لا استطيع أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد ، لقد حصل أبناء شعبي على هذه الإمبراطورية بدمائهم ، فهي ليست ملكي , ولكنها ملك الشعب التركي ، وليوفر اليهود ملياراتهم ..) .
فنهضوا اليوم بعد الهزيمة التي لحقت بالدولة العثمانية ليعيدوا إفسادهم في الأرض وطلبوا مساعدة بريطانيا ( حليفهم دينيا وتاريخيا ) وأعادوا مطلبهم بالدولة اليهودية على ارض فلسطين , فخرج علينا المدعو ( آرثر جيمس بلفور ) وزير خارجية بريطانيا يومذاك وأعطى تصريحا ووعدا لليهود يوم 2/11/1917م , موجها إلى المدعو ( روتشيلد ) احد ابرز وجهاء وأغنياء اليهود , ويقضي الوعد بما يلي :
(( وزارة الخارجية ))
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور ))
(2)......... انظر الصورة في الملحق رقم 2 ( أ ، ب )
بقي أن نذكر أن دولة الشر الصليبي المحتلة عينت الصهيوني ( هربرت صموئيل ) مندوبا ساميا ( أول ) على فلسطين .
وهكذا انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة التحالف التركي الألماني واستسلام الألمان يوم 11/11/1918م ... وقيل في تمام الساعة 11 أيضا ...
وبهذا التاريخ الفيصلي في تاريخ الشرق الأوسط , تكون المنطقة قد دخلت على منعطف تاريخي خطير واختلاف سياسي كبير , فبدأ اليهود ( الصهاينة ) تنفيذ تخطيطهم الخطير القائم على طرد السكان الفلسطينيين من ديارهم وإقامة كيانهم اللقيط , وذلك بعد أن سمحت لهم الظروف السياسية والحربية بذلك , فعمدوا إلى استكمال مخططهم الخبيث كما بدأته الصهيونية ....
فالصهيونية .. ظهرت كحركة سياسية في أوروبا منذ العهد العثماني وطالبت بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ( بيت المقدس ) .. ولقد أخذوا الإسم من اسم ( جبل صهيون ) الذي سكنه الكنعانيون القدماء قبل أكثر من 3500 عام مضت وبخاصة ( اليبوسيين ) وهم أحد فروع الكنعانيين آنذاك في القدس الحالية طبعا والذين سكنوا الجبل وأقاموا عليه مدينتهم قبل اليهود وأسموه بصهيون أي ( مقدس أو مشمس ) ..ذلك الجبل الذي يدعي اليهود أن النبي داوود عليه السلام أقام عليه فيما بعد ..
وبهذا اتخذه اليهود عنوانا يحملون اسمه للتعبير عن مطامعهم في فلسطين باسم الدين والتاريخ الذي قام أحبارهم بتزييفه كما هو معلوم للجميع .. فكانت البداية لهذا الفكر الإستعماري الإستيطاني إبان العهد العثماني وعلى الأراضي الأوروبية الصليبية طبعا يوم ذاك عندما خرج اليهودي المدعو ( الحاخام يهوذا قلعي ) 1798 - 1878م الذي عاش في البلقان وألف كتابا أسماه ( اسمعي يا إسرائيل ) ودعا عام 1834م إلى إقامة مستوطنات يهودية في فلسطين التي هاجر إليها وهو في السبعين من عمره، إلى أن توفي فيها عام 1878م فقام أتباعه بعده بشراء قطعة أرض وأنشئوا عليها أول مستعمرة زراعية ( بتاح تكفا ) بمعنى فاتحة الأمل بالعربية .
بقي أن نذكر هنا أن اليهود إبان العهد التركي كانوا يجندون عملاء لهم من بين العرب ليقوم أولائك بشراء قطع الأرض الزراعية المرغوبة لهم وبالتالي يشتريها منهم اليهود من أتباع الصهيونية بأثمان عالية وغالية طبعا .. وهكذا سار على خطاه عدد من الحاخامات اليهود الذين اتبعوا نفس الطريقة والأسلوب في نظريتهم كالحاخام ( زفي هيرش كاليشر ) 1795 – 1874 م المولود في بولونيا وألف كتاب ( السعي إلى صهيون ) عام 1862م ,,و الحاخام ( موسى هيس) 1812 - 1875م المولود في ألمانيا وله كتاب ( روما والقدس )
وهكذا توالى حاخامات من اليهود على قيادة الصهيونية العنصرية الإستعمارية المقيتة إلى أن وصل الأمر إلى عملاقها الإستعماري العنصري الكبير ( تيودور هرتسل ) المولود في بودابست عام 1860م والحاصل على الدكتوراه في التشريع الروماني عام 1884م وعمل مراسلا لجريدة ( الصحافة الحرة الجديدة ) التي كانت تصدر في ( فينا ) ... وهو صاحب مقولة : ( يجب أن نغرق أكثر ونحتقر أكثر في أرجاء الدنيا .. وإن يبصق علينا .. وإن يستهزأ بنا .. وإن نضرب .. وإن نسرق .. وإن نذبح .. قبل أن نصبح ناضجين للفكرة الصهيونية ) .. هذا ولقد أصدر هرتسل كتابا أسماه ( الدولة اليهودية ) عام 1896م ..
وهو الذي قاد وترأس المؤتمر الصهيوني في بازل السويسرية عام 1897م ..
ومما يذكر هنا أن مشروع هرتسل قائم على فكرة وضرورة الحصول على وعد دولي سواء من تركيا أو ألمانيا أو روسيا أو فرنسا أو بريطانيا يقضي بإعطاء أرض لإقامة كيان لدولة اليهود عليها ..
.. انظر الملحق في صورة رقم 2 ( ج)
كما كانت الفكرة الأولى تقتضي العمل على تسهيل الهجرات اليهودية إلى فلسطين وإقامة المستوطنات الزراعية عليها .. لإستخدامها لاحقا نقطة وثوب وانطلاق نحو بقية الأراضي الفلسطينية والإستيلاء عليها .. الأمر الذي تم لهم بوعد وزير خارجية بريطانيا الصليبية (آرثر جيمس بلفور) 1917م الذي خاطب يومذاك أحد أكبر أثرياء اليهود ووجيههم المدعو (البارون روتشيلد) وأخبره بالوعد البريطاني بإعطائهم وطنا على أرض فلسطين بعد أن رفض السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله هذا الأمر رفضا قاطعا أمام هيرتسل آنذاك فيما سبق ... إلى أن تم القضاء على الحكم العثماني إبان الحرب العالمية الأولى واستيلاء بريطانيا على فلسطين عام 1917م والسماح بالهجرات اليهودية التي قاومها مجاهدو فلسطين كالشيخ القسام و عبد القادر الحسيني وفرحان السعدي رحمهم الله ...حتى كان الإنسحاب البريطاني عن فلسطين عام 1948م وتمكين اليهود الصهاينة من الأرض والسلاح إلى أن تم لهم طرد وقتل السكان العرب المسلمين الآمنين في ديارهم يوم ذاك ليصبح أكثر من مليون فلسطيني لاجئ على حدود البلاد ومنهم في بلاد الشتات..
وهكذا مضى اليهود على نهجهم الخبيث بالإستيلاء على الأراضي الزراعية الخصبة ( إما بالشراء من خلال أعوانهم وعملائهم العرب وإما من خلال القوة ) وأقاموا عليها العديد من المستعمرات اليهودية واستقدموا إليها آلافا من الوافدين اليهود من دول العالم ليسكنوا الأرض العربية تحت حماية الدولة الصليبية البريطانية , لتشتد ضراوة المعركة مع العرب ( سكان المدن والقرى الفلسطينية ) اللذين أدركوا مدى خطورة الإنتداب البريطاني على بلادهم , فشدوا الهمة وحملوا السلاح وانشأوا التنظيمات الفدائية لمحاربة العصابات الصهيونية والإنجليز .
ومما يذكر أن بريطانيا سمحت لليهود بإنشاء جبهة دفاعية ( عصابة ) للدفاع عن اليهود ضد العرب اسموها ( الهاجاناة ) التي أنشأها المدعو ( الياهو غولومب ) وكانت بمثابة النواة الأولى للجيش الصهيوني .
فكانت هذه العصابة واحدة ضمن عدة منظمات وعصابات صهيونية أنشئت لنفس الغاية ومنها ( أرغون وشتيرن والبلماخ ) وغيرها ..
ومما يذكره التاريخ عن منظمة الأرغون .. أنها عصابة إرهابية أسسها اثنان من تلاميذ الجامعة العبرية هما ( دافيد برازيل و أبراهام شاتيرن ) كانا يعملان في صفوف الهاجاناة و انشقا عنها وانشآ ( منظمة أرغون تسفأي لئومي ) بالعبرية , وتعني بالعربية ( المنظمة العسكرية القومية ) حيث كان شعارهم ( التوراة والمدفع )
هذا .. ولقد قتل رازابيل يوم 20/5/1941م في العراق على اثر غارة جوية .. وبعده تولى الزعامة ( مناحم بيقن ) .
أما منظمة شتيرن .. فلقد تأسست في أيار عام 1941م على اثر انشقاق آخر في الأرغون .
أما عصابة البالماخ أو البلماخ أو بلماح هي اختصار للعبارة العبرية "بلوغوت ماحتس" (القوة الضاربة) (بالعبرية פלוגות מחץ) ، وهي القوة المتحركة الضاربة التابعة للهاجاناه ، وقد بدأ البالماخ أنشطته العسكرية في 19 مايو 1941.
البالماخ أو جند العاصفة منظمة صهيونية عسكرية لعبت عن طريق عمليات نسف خطوط السكك الحديد والغارات الخاطفة على القرى الفلسطينية دورا مهما في طريق إقامة دولة إسرائيل قبل أن يدمجها بن غوريون ضمن قوات جيش الدفاع الذي أنشئ عام 1948.
. النشأة والأهداف
البالماخ كلمة عبرية مكونة من مقطعين هما "بلوغوت ماهاتزو" وتعني "جند العاصفة". وهي تنظيم عسكري مكون من تسع فرق أنشئ عام 1941 عندما كانت قوات المحور تقترب من فلسطين. وكانت هذه الوحدات خفيفة تلقى أفرادها تدريبات شاقة على أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق لترويع السكان الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة مدنهم وقراهم والقيام بأعمال ضد قوات الانتداب البريطاني إذا وقفت عقبة أمام تحقيق المطامع الصهيونية في فلسطين.
•. التعاون مع قوات الانتداب
شارك هذا التنظيم في الحملة البريطانية على حكومة فيشي في سوريا ولبنان بعد أن ارتدوا ملابس عربية وتسللوا إلى هناك. وارتبط التنظيم منذ البداية بحركة مزارع الكيبوتز وحزب المابام. ويعد إسحق سادي الضابط السابق في الجيش القيصري الروسي أحد مؤسسيه الأوائل مع موشيه ديان وإسحق رابين وإيغال آلون وعزرا وايزمان.
•. القوة الضاربة للهاغاناه
أولت الهاغاناه البالماخ عناية خاصة واعتبرتها القوة الضاربة لها نظرا لقدرتها على تنفيذ المهام الهجومية الصعبة ولسرعة حركتها ولتمتع أفرادها بدرجة عالية من التثقيف السياسي الذي يركز على مبادئ الصهيونية العالمية.
•. القيادة الخاصة
كان لقوات البالماخ قيادة خاصة مختارة من الوكالة اليهودية متمركزة في تل أبيب كما كان لها قيادات ميدانية في معظم المدن الفلسطينية الرئيسية مثل القدس وحيفا.
•. دور المرأة في التنظيم
ولعبت المرأة دورا في تنفيذ عمليات البالماخ العسكرية، وتجاوز عدد النساء في بعض السرايا 30% من مجموع أفرادها. وقد اشتركت بعضهن في عدد من العمليات العسكرية مثل نسف خطوط السكك الحديد بالإضافة إلى أعمالهن الأساسية في الحراسة والإسعافات الأولية وتشغيل أجهزة اللاسلكي والإذاعة السرية.
وكان للبالماخ مخابرات جيدة التنظيم استطاعت بمساعدتها التسلل إلى بعض معسكرات أسرى الحرب الألمانية لأغراض التجسس، كما تخفى كثير منهم بالزى العربي واستقروا في سوريا ولبنان للهدف نفسه.
عملت قوات البالماخ ضد الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورا رئيسيا في حرب 1948 في الجليل والنقب وسيناء والقدس.
•. حل التنظيم
شكل ضباط البالماخ نواة قيادة الجيش الإسرائيلي بعد أن أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفد بن غوريون قراره عام 1948 عقب قيام دولة إسرائيل بحل البالماخ ودمج قواتها بجيش الدفاع.
•. أشهر رجالاته
•- موشيه دايان
•- إسحاق ساده
- إسحاق رابين
ثورة البراق
14/8/1929م تظاهر اليهود في مستوطنة ( تل أبيب ) المقامة على أراضي تل الربيع العربية , بمناسبة ما يعرف لديهم بذكرى ( خراب الهيكل ) ( هيكل سليمان ) الذي تم على يد القائد البابلي ( نبوخذ نصر ) عام 586 ق م ... وتاليا على يد ( تيطس الروماني ) عام 70 م ..
وفي اليوم التالي ( 15/8 ) قاموا ( اليهود ) بمسيرة إلى القدس بنظام مدبر وهم يحملون على رؤوسهم العلم الصهيوني وانشدوا النشيد الوطني اليهودي بحماسة , وارتفعت أصواتهم بالهتاف ( الحائط حائطنا ) يقصدون ( حائط المبكى ) أي البراق .. ولقد أسموه بحائط المبكى لأنهم كانوا يبكون عنده على مجدهم الضائع بعد هدم الهيكل المزعوم لديهم ... أما نحن أهل التوحيد والجهاد فسميناه بحائط البراق كما اسماه السلف الصالح بالبراق لأن النبي عليه الصلاة والسلام ربط فيه ( دابة البراق ) التي حملته من مكة إلى القدس عام 621م ليلة الإسراء والمعراج . .... وما إن خرج اليهود بمسيرتهم هذه التي هزت المدينة حتى استنفرت الجماهير العربية وخرجت في مسيرات حاشدة في اليوم التالي وكان يوم جمعه , واتجهت المسيرة نحو البراق , حيث ألقى الشيخ ( حسن أبو السعود ) خطابا حماسيا ألهب المشاعر , وسرعان ما حطم العرب منضدة ( طاولة ) لليهود موضوعة على الرصيف , كما احرقوا النصوص التوراتية الموضوعة في ثقوب الحائط ..
(3) .............. انظر الصورة في الملحق رقم 3 ( أ ، ب ، ج)
وهكذا التهبت الساحة بالمشاعر العقائدية , فثار العرب على اليهود وحلفائهم الإنجليز , فما إن حل يوم الجمعة 23/8/1929م حتى تدفق المواطنون من المدن والقرى بأعداد كبيرة إلى الحرم الشريف ( الأقصى ) وهم يحملون المسدسات النارية والسيوف والعصي , وما إن انتهت الصلاة حتى قامت المعركة المقدسة بين الحق الإسلامي والباطل الصهيوني , واشتدت المواجهة التي انتشر خبرها في عموم فلسطين , فخرجت الجماهير العربية المسلمة بسلاحها لتصطدم مع أحفاد ( بني قريظة والنظير وقينقاع ) في معركة عمت أراضي فلسطين , فدمر العرب (6) ست مستوطنات يهودية , كما قام اليهود بالتنكيل والتمثيل في احد أئمة المساجد في يافا مع أفراد عائلته رحمه الله ...
هذا ... وبلغ عدد قتلى اليهود 133 وجرحاهم 339 ... أما شهداء العرب ( نحسبهم والله حسيبهم ) 116 وجرحاهم 232 .
بقي أن نذكر في هذا المجال .. أن اللقيط ( المندوب السامي ) ( تشانسلور ) عاد إلى فلسطين من لندن في أعقاب أحداث البراق في شهر سبتمبر 1929م واصدرا تصريحا قال فيه : ( عدت من المملكة المتحدة فوجدت بمزيد من الأسى أن البلاد في حالة اضطراب , وأصبحت فريسة لأعمال العنف غير المشروعة , وقد راعني ما قد علمته من الأعمال الفظيعة التي اقترفها جماعة من الأشرار سفاكي الدماء , عديمي الرأفة وأعمال القتل الوحشية التي ارتكبت في أفراد من الشعب اليهودي ... أن هذه الجرائم أنزلت على فاعليها لعنة جميع الشعوب المتحدثة في أنحاء العالم قاطبة , فواجبي أن أعيد النظام إلى نصابه , وان أوقع القصاص الصارم بإولائك اللذين يثبت عليهم أنهم ارتكبوا أعمال عنف وستتخذ التدابير اللازمة لإنجاز هاتين الغايتين ) .
وبذلك التصريح قامت شرطة اللقطاء من البريطان الصليبيين بملاحقة العرب وأقامت معسكرات الإعتقال , واعتقلت العديد من الشبان العرب والشيوخ .... فاعتقلت من ضمن قائمة المعتقلين ثلاثة شبان ( عرفهم التاريخ الإسلامي الجهادي جيدا ) وهم الشهداء ( نحسبهم والله حسيبهم ) ( عطا الزير و محمد جمجوم و فؤاد حجازي )
وجميعهم كانوا ينتمون لحركة ( الجهادية ) التي قادها الشهيد ( نحسبه والله حسيبه ) ( عز الدين القسام ) لاحقا ..
وتمت محاكمتهم بالإعدام الذي تم تنفيذه بحقهم ( رحمهم الله ) يوم الثلاثاء بتاريخ 17/6/1930م في سجن عكا ( شمال فلسطين ) .
(3) ... انظر الملحق رقم 3 ( د )
وهكذا مضت مسيرة الجهاد بقيادة الشيخ السوري الأصل ( عز الدين عبد القادر القسام ) ( رحمه الله ) الوافد إلى فلسطين , بعد أن حكمت عليه فرنسا بالإعدام ... و حل ضيفا وخطيبا مفوها على مسجد ( الإستقلال ) بحيفا .. يتقدم الناس ويؤمهم بالصلاة ويدعوهم إلى محاربة اليهود والإنجليز ..
(4) ...... انظر الصورة في الملحق رقم 4
هذا ... ولقد كانت القيادة الأولى ( لحركة القسام الجهادية ) التي تشكلت عام 1928م تضم خمسة أشخاص من بينهم الشيخ القسام , ومعه ( العبد قاسم , فلاح وبائع كاز في حيفا ) و ( محمود زعرورة , فلاح وبائع كاز أيضا بحيفا ) و ( محمد صالح ( فلاح) و ( أبو إبراهيم الكبير , فلاح وصاحب دكان لبيع الصوف والأكياس ) ..
بحيث قامت الجماعة الجهادية بجمع التبرعات واشترت السلاح وأخذت في مقاومة المستعمر الصليبي و المتربص الصهيوني .... في حين ذهب القسام ( رحمه الله ) للاتصال بالحاج ( أمين الحسيني ) للتنسيق فيما بينهما لإعلان الثورة الشعبية العامة ...
هذا .. ومنذ بدايات العام 35م شهدت المنطقة ( جنين ونابلس وطولكرم ) سيلا من الإغتيالات التي طالت الضباط الانجليز ونسف القطارات و ومهاجمة الثكنات العسكرية البريطانية , وملاحقة العملاء , وهكذا تجلت حركة القسام ( الجهادية ) بعزيمتها وإصرارها على المواجهة مع العدو الصائل المشرك إلى أن حل يوم 20/11/1935م فكان القسام رحمه الله على موعد مع الشهادة , فاستقر مع عدد من جماعته في أحراج وغابات ( يعبد ) بجنين , إلى أن علمت بهم القوات البريطانية الغاشمة فقامت بحشد قواتها وأحاطت بالمكان وحاصرته , بمعية ضباط وجنود عرب يعملون تحت لواء الاحتلال الغاشم , وفي الساعة السادسة صباحا تجول الكابتن ( رايس ) نائب مدير الشرطة البريطانية مع أحد أفراد المخابرات فوق المنطقة بالطائرة وقدموا إشارات حددت مكان تواجد الخلية ..ونشبت المعركة وأمر القسام جنوده بالصمود , واستبسل الرجال وقاوموا المحتل المشرك , واستمرت المعركة أكثر من ساعتين واستطاعت قوات الكفر أن تحيط بهم من كل الجهات واشتدت الأمور على الجماعة المجاهدة فاستل القسام مسدسه واخذ يطلق النار , فطالبتهم القوات المحاصرة بالإستسلام .. إلا أن القسام أمر رجاله قائلا : ( موتوا شهداء ) .. ورفض الإستسلام .. واستمر في مقاومة العدو إلى أن نفذت ذخيرة المجموعة إلا القسام ورفيقه ( حسن الباير ) فبقيا يقاومان إلى أن أطلق العدو المشرك صليات متتالية نحو ( حسن الباير ) فأخطأته , فرفع الشيخ القسام رأسه ليرى مطلق النار ليرد عليه فأصابته رصاصة سريعة في رأسه ( رحمه الله ) كانت كفيلة بوضع حد لحياة المجاهد الكبير ( عز الدين القسام ) ... وبعد انتهاء المعركة اكتشف البوليس الانجليزي جثة القسام بلحيته البيضاء و بالقرب منه ( مصحف ) وأربعة عشر جنيها ومسدس كبير ..
كما استشهد معه في نفس المعركة ( الشيخ عبد الله الزيباوي والسيد سعيد عطية احمد ) كما تم أسر عدد آخر .
فرحل القسام رحمه الله , وخلفه في قيادة ( الجهادية ) الشيخ ( فرحان السعدي )
(5) .......... انظر الصورة في الملحق رقم 5
الذي قاد العمل الجهادي في فلسطين إلى أن تم إلقاء القبض عليه وتم إعدامه يوم 28/11/1937م وهو صائم عن عمر ناهز السبعين ( رحمه الله ) وتقبله في الشهداء ..
ومما يذكره التاريخ الفلسطيني أن الأراضي الفلسطينية كافة شهدت أكبر إضراب في التاريخ عرف في التاريخ الفلسطيني ب ( إضراب عام 36م الشهير) والذي استمر من 20/4 _12/10 /1936م ... ورافقه عمليات احتجاج واشتباكات مسلحة مع القوات البريطانية وحلفائها الصهاينة ..
وفي يوم 25/4/1936م تم تشكيل ما يعرف ب ( اللجنة العربية العليا ) برئاسة الحاج أمين الحسيني .
فعمدت هذه اللجنة إلى متابعة القضية سياسيا مع الدول العربية والصديقة ... في حين خرجت علينا بريطانيا بكاتبها الأزرق ( لجنة بيل الملكية ) التي جاءت للمنطقة وقدمت مقترحا يقضي بتقسيم فلسطين ( التقسيم الأول ) يوم 7/7/1937م بحيث تشمل الدولة الدولة اليهودية ( الجليل وسهل مرجح ابن عامر و سهل صانور ) في حين تبقى القدس وبيت لحم والناصرة تحت إدارة الإنتداب الدولية ... ذلك الأمر الذي رفضه العرب وقبله اليهود يومذاك .. ففشل المقترح .. فرفعت بريطانيا الملف إلى هيئة الأمم المتحدة لتقول كلمتها فيه .
يوم 1/9/1939م اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور ( ألمانيا وايطاليا واليابان ) ضد الحلفاء ( فرنسا وبريطانيا و السوفيت والصين وأمريكا لاحقا ) بحيث مارس الحزب النازي حربا ضروسا طالت اليهود الألمان والبولنديون وجوارهم من يهود أوروبا ( عرفت لدى اليهود بالمحرقة الهيلوكوست ) التي هولها اليهود وأعطوها حجما اكبر من حجمها ليكسبوا تعاطف العالم معهم ... واستمرت الحرب حتى الثاني من سبتمبر عام 1945م بعد استسلام اليابان التي أنهكتها القنبلة الذرية التي ألقاها سلاح الجو الأمريكي على ( هيروشيما وناجازاكي اليابانيتان ) وذلك يومي 6و 9 أغسطس عام 1945م ...
وعلى الأرض الفلسطينية اشتدت المعارك بين العرب من جانب ، والبريطان واليهود من جانب آخر , وفشلت كافة المقترحات الدولية لحل المشكلة الفلسطينية ك ( الكتاب الأبيض الأول والثاني والثالث ) واللجنة الملكية ( الكتاب الأزرق ) فقررت بريطانيا ( بعد أن مكنت لليهود من الرجال والعتاد ) قررت الانسحاب من فلسطين وإنهاء الانتداب وصدر القرار رسميا يوم 26/9/1947م ... وتسليم الأمر للأمم المتحدة التي قررت يوم 29/11/1947م تقسيم فلسطين (التقسيم الثاني ) بين العرب واليهود , وذلك بقرار حمل الرقم 181 , بحيث صوت لصالح القرار 33 وعارضه 13 وامتنع 10 وغاب 1 . وبهذا تكون دولة الكيان اللقيط أول دولة تقوم بقرار دولي أممي على ارض الغير ..
( قرار من لا يملك إلى من لا يستحق )
(6) ...............انظر الخريطة في الملحق رقم 6
ويوم 8/12/1947م الجامعة العربية ترفض القرار على لسان رئيسها ( عبد الرحمن عزام ) في حين نهضت جماهير الشعب الفلسطيني بالثورة الشعبية العارمة رافضة القرار , ونشبت المعارك الحامية مع اليهود , وعمد السكان لإنشاء المنظمات الفدائية الجهادية السرية لمقاومة المحتل الغاشم ..
يوم 25/12/1947م أسس الشهيد ( نحسبه والله حسيبه ) ( عبد القادر الحسيني ) قوات الجهاد المقدس .. التي قامت بعمليات جهادية كبيرة ضد معسكرات اليهود ومناطق نفوذهم وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات .
فردت العصابات الصهيونية ( على قوات الجهاد المقدس ) يوم 5/1/1948م بنسف فندق سميراميس بالقدس , بحيث سقط أكثر من 100 من العرب بين قتيل وجريح .. .. فما كان من قوات الجهاد المقدس ( بقيادة عبد القادر ) إلا الرد والإنتقام فقام المجاهدون يوم 22/2/1948م بتفجير ( شارع بن يهوذا ) في القدس حيث قتل 49 يهوديا وجرح 132 , وذلك على يد المجاهد ( فوزي القطب ) الذي استعمل 4 سيارات بريطانية ( مموهة ) في عملية التفخيخ والتفجير الكبير , وكان ذلك بتخطيط عبد القادر الحسيني , الذي طالب جامعة الدول العربية بدعم المجاهدين في فلسطين بالسلاح للدفاع عن أنفسهم وديارهم ...
وهكذا مضت مسيرة الجهاد المقدس في بيت المقدس بين الكر والفر إلى أن تقدمت عصابات الشر والعدوان ( الصهيونية ) نحو قرية القسطل المقدسية , ونشبت فيها معركة حامية الوطيس ( بين قوات الشر وقوات الجهاد المقدس ) بقيادة ( عبد القادر ) وذلك يوم
8/4/1948م بحيث اشتدت المعركة واستبسل المجاهدون حتى ارتقى الشيخ عبد القادر شهيدا ( نحسبه والله حسيبه ) في سبيل الله دفاعا عن وطنه وأهله , على ارض القسطل .. لتشيعه الجماهير في مسيرة حاشدة غاضبة زادت من لهيب المعركة والمواجهات مع العدو الصهيوني
يتبع
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(72) سورة الأنفال
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
(74) سورة الأنفال
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(218) سورة البقرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخوة الدعوة والتوحيد والجهاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة / اعلم يرحمك الله , بأن هذا البحث التاريخي في مجريات الأحداث السياسية والعسكرية على الساحة الفلسطينية , هو على ذمة التاريخ وشهود العصر .. وما أنا إلا ناقل وباحث وجامع ومعد لهذه المادة فقط , وليس بالضرورة أن تعبر عن وجهة نظري , فمنها ما يتفق مع رؤيتي للأحداث ومنها ما هو مخالف تماما لما أراه , فرؤيتي للأحداث تقوم على أحكام الجهاد الشرعي , وليس للمفاهيم الدولية أو الأعراف الوطنية والقومية عندي حساب , فحسابي هو شريعة رب العباد فقط ...كما أن الصور المرافقة للبحث التاريخي ما هي إلا بهدف التوضيح وتبسيط المعلومة التاريخية للقارئ الفاضل , حتى يسهل على الجميع فهم المعلومة وإتقانها , ولإتاحة الفرصة للقارئ بمعايشة الأحداث من خلال السرد التاريخي وما يرافقه من صور وخرائط استدلالية ... فإن وجد الأخوة الإداريون أو المشرفون أي مخالفة شرعية في وضعها فعليهم الحذف أو التعديل .... هذا للعلم ... وبارك الله فيكم ..
من وعى التاريخ في صدره .... أضاف أعمارا إلى عمره
.................................................. .......... ...........
إقرأوا التاريخ إذ فيه العبر .... ضل قوم ليس يدرون الخبر
.................................................. .......... .............
توطئة جغرافية
قبل أن نلج بكم إلى التاريخ الفلسطيني ، نود أن نعرج بكم قليلا نحو الجغرافيا لنتعرف على موقع وحدود فلسطين ومساحتها ، ليسهل على القارئ الكريم فهم مجريات الأحداث التاريخية جيدا عند تتبعها على الخريطة الجغرافية ( الطبيعية والسياسية ) الفلسطينية .
فمما هو معلوم أن فلسطين تقع في أقصى الجانب الغربي من آسيا ، بين خطي عرض 29.30 و33.15 شمالا .. وبين خطي 34.15 و35.40 شرقي غرينتش .
يحدها من الشرق الأردن بحدود طولها ( 360 كيلو متر ) ومن الشرق الشمالي سوريا على حدود بطول ( 70 كيلو ) ومن الشمال لبنان على حدود بطول ( 79 كيلو ) ، ومن الجنوب الغربي سيناء المصرية على حدود بطول ( 240 كيلو ) ، ومن الجنوب خليج العقبة بساحل على البحر الأحمر عرضه ( 10 كيلو متر ) ونصف .
هذه هي حدود ( فلسطين التاريخية ) قبل احتلالها من الصهاينة .
ومما هو جدير بالذكر ( وبما أننا لا ولن نؤمن بهذه الحدود السياسية ، لأنها من صنع الاحتلال والاستعمار والشرك الصليبي والانحراف اليهودي والتردي العربي ، فإننا لا نذكرها هنا إلا لأنها أصبحت واقعا إجباريا علينا , وبالرغم من ذلك فنحن كنا وما زلنا نرفض هذه الحدود من قبل ومن بعد رسمها على الخرائط وتاليا على ارض الواقع فهي بالنسبة لنا ( أهل التوحيد والجهاد العالمي ) مرفوضة جملة وتفصيلا , فنحن لا نؤمن بالحدود ولا الجنسيات ولا القومجيات ولا الأعلام ولا الرايات ، وإنما نؤمن بأمة واحدة ( بغض النظر عن اللون أو اللغة أو العرق أو السكن ) تحتكم إلى حاكمية الشريعة الإسلامية الغراء تحت قيادة إسلامية واحدة وبعلم واحد ( راية التوحيد الإسلامي الخالصة لله من الشرك والانحراف ) ...
أما عن كيفية وقائع وزمان رسم هذه الحدود فنقول وبالله التوفيق ( كما ورد في المراجع التاريخية )
لقد حدد ( حدود فلسطين الاستعمارية ) مع الأردن ما يعرف بالمندوب السامي ( الصليبي ) على فلسطين وشرقي الأردن يوم 1/9/1922م وهي تبدأ من نقطة اتصال اليرموك بالأردن ، فتسير جنوبا من منتصف مجرى نهر الأردن حتى تنتهي في ساحل خليج العقبة على بعد ميلين غربي مدينة العقبة ...
أما حدود فلسطين مع مصر , فلقد حددت بموجب اتفاق معقود في أول أكتوبر عام 1906م بين خديوي مصر والحكم العثماني , وتمتد من ( تل الخرائب ) في رفح وحتى رأس طابا ، بخط يكاد أن يستقيم .
وبالنسبة للحدود مع سوريا ولبنان ، فلقد تم تحديدها بموجب الاتفاق الفرنسي البريطاني المنعقد يوم 23/12/1920م ... بحيث تم تعديلها في الأعوام 1922م و 1923م ، بحيث تم إدخال بعض الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الفلسطينية القريبة من نهري بانياس والحاصباني ، وكذلك بعض القرى اللبنانية القريبة من نهر الليطاني ، وبذلك تسير الحدود من رأس الناقورة باتجاه الشرق إلى قرية يارون في لبنان ، ومن ثم تسير باتجاه الشمال الشرقي إلى ( قدس والمطلة ) في فلسطين ، وعبر نهر وادي الأردن إلى ( تل القاضي ) في فلسطين والى نهر بانياس في سوريا ، وبعد ذلك يسير الخط الحدودي باتجاه الجنوب الغربي إلى جسر بنات يعقوب , تاليا يسير باتجاه الجنوب على طول نهر الأردن حتى بحيرة طبريا وساحلها الشرقي إلى نقطة تكاد تكون إلى الشرق من مدينة طبريا ، حيث ينحرف الخط باتجاه الجنوب الشرقي إلى أن يصل محطة ( الحمة ) الواقعة على سكة حديد درعا _ سمخ .
وبذلك تقع بحيرة الحولة وحوضها وبحيرة طبريا بأكملها ضمن الأراضي الفلسطينية .
وبهذه الحدود المصطنعة ( المرفوضة من جانبنا ) بالجملة والتفصيل .... تكون المساحة الفلسطينية التي حوتها تساوي 26 مليون و300الف دونم ...
تمهيد تاريخي
بقي أن نذكر أن فلسطين ( ارض الرسالات ) شهدت دفن واحتضان أجساد عدد كبير من الأنبياء ( عليهم الصلاة والسلام ) مثل أبو الأنبياء ( إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب ويوسف الصديق ) بالإضافة إلى ( سارة زوجة إبراهيم وراحيل أم يوسف ) رضوان الله عليهم
ولقد شهدت ميلاد ( عيسى المسيح ) عليه السلام .
كما شهدت إسراء رسولنا الكريم ( محمد ابن عبد الله ) عليه الصلاة والسلام ، من مكة إلى القدس الشريف ..
كما شهدت احتضان أجساد عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومنهم ( الصحابي الجليل أبا عبيدة عامر ابن الجراح ) و( الصحابي الجليل شرحبيل ابن حسنة ) و( الصحابي ضرار ابن الأزور ) و ( والصحابي معاذ ابن جبل ) و( الصحابي عبد الله بن أبي السرح ) و( الصحابي عبادة ابن الصامت ) رضوان الله عليهم جميعا ..
وفي فلسطين أيضا تقع مقبرة مأمن الله
و مقبرة "مأمن الله" والتي يسمها البعض "ماملا" -بمعنى ماء من الله أو بركة من الله- على بُعد مئات الأمتار من باب الخليل أحد أبواب سور البلدة القديمة في القدس، وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وتقدر مساحتها بـ200 دونم.
وتعتبر المقبرة من أقدم مقابر القدس عهدًا وأكثرها شهرة، ففي هذا المكان دفن عدد كبير من الصحابة والفاتحين أثناء الفتح الإسلامي العمري "636م حيث عسكر جيش المسلمين في ذاك المكان، جيش أبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعًا، وكل شهداء المسلمين الذين قتلوا في تلك الحقبة دفنوا في ذلك المكان، ومن أبرزهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وفيه أيضًا عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من أيدي الصليبيين.
وعندما احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجازر بشعة هناك، أمر الصليبيون من بقي من المسلمين بدفن الشهداء في مقبرة "مأمن الله" وقد وجدوا فيها مقابر وأنفاقا، فوضعوا الشهداء فيها وهو ما يعرف إلى اليوم بـ"مغارة الشهداء" أو "مغارة الجماجم".
كما ان فلسطين ( بيت المقدس ) شهدت المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي , كما شهدت حصار المسلمين للقدس أيام خلافة ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه وأرضاه ، وفتحه للمدينة المقدسة وإعطائه لما يعرف بالعهدة العمرية ، بعدما صمد المسلمون في حصارهم للروم البيزنطيين هناك ، بحيث رابطت كتائب من الجيش الإسلامي على جبال القدس و بخاصة جبل ما يعرف بجبل ( أبو غنيم ) الذي أقامت عليه ( إسرائيل اللقيطة ) مستوطنة أسمتها ب ( حار حوماه ) بحيث يعود اسم جبل أبو غنيم إلى القائد المجاهد ( عياض ابن غنم الخزرجى أبا غنيم ) الذي قاد الكتائب المرابطة على الجبل عام 636م ....
التاريخ
اليوم تحل علينا الذكرى ( الستين ) على الهجرة القسرية لأكثر من 700000 فلسطيني تم تهجيرهم بالقوة من مدنهم وقراهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الشتات المجاورة .... وذلك نتيجة العمليات الحربية التي قادتها العصابات الصهيونية ( المدعومة بريطانيا يومذاك ) في اكبر حملة تطهير عرقية عرفها التاريخ الحديث .
ولنقف معكم أيها الأخوة الأكارم الأفاضل على مفاصل القضية , وتفاصيلها من بداياتها ( من حيث الدوافع والأسباب والنتائج ) نطير بكم على أجنحة التاريخ , لنعبر وإياكم بوابة الزمن الغابر من بوابة الذاكرة التي لا تنسى , ونقف بمعيتكم ( وبخاصة انتم أيها الأخوة الذين تسكنون خارج فلسطين ) على أطلال القضية ومعالمها التاريخية , ونبتدئ القصة من يوم أن احتل البريطان فلسطين يوم 9/1/1917م , بحيث تقدمت جيوش الشرك الصليبي البريطاني الغاشمة نحو فلسطين من الجنوب , فاحتلوا مدينة رفح ( على الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر ) بعد أن كبدوا القوات العثمانية خسائر فادحة , وتقدموا ( شمالا ) إلى غزة مرورا بخانيونس , وأمكنوا سيطرتهم عليها يوم 7/11/1971م .. وتقدموا نحو ( وادي الحسي ) شمالا واشتبكوا مع القوات ( العثمانية والألمانية المتحالفة معها ) في معركة وصفها المؤرخون ( بحامية الوطيس ) تمكن البريطان في نهايتها من إحكام السيطرة وطرد الجيش العثماني والألماني من أمامهم , وتقدمت جيوش الشر والعدوان يوما بيوم وسيطرت على كامل الجنوب الفلسطيني ( قطاع غزة والسبع والمجدل ) وعلى اثر هذه المعارك قام ( المشير الألماني فون فالكنهاين ) قائد جيوش الصاعقة بإصدار أمرا عسكريا للجنرال ( فون كريس ) قائد الجيش الثامن العثماني بالتراجع إلى المنطقة الممتدة من الرملة إلى وادي الصرار ( شمالا )
ومما يذكره التاريخ أن البريطان لم يتمكنوا من غزة إلا بعد أن تولى ( اللنبي ) قيادة الجيش البريطاني , بحيث اجبر الفيلق 22 العثماني التركي على الرحيل من غزة مساء 7/11/1917م بقيادة ( رأفت بيك ) شمالا ... بناء على أمر الجنرال ( فون كريس ) ..
وهكذا استمرت هزائم الجيش العثماني وحليفه الجيش الألماني أمام الجيش البريطاني حتى وصلت قوات الشر إلى القدس الشريف وسيطروا عليها يوم 11/ 12 من العام 1917م .. بعد أن تكبد الأتراك أكثر من 10000 أسير ( غير القتلى ) ...
ومما يذكر في هذا المقام أن المدعو ( شريف مكة ) الشريف حسين .... أعلن تحالفه مع القوات البريطانية لمواجهة الدولة التركية الإسلامية يومذاك , وأعلن الحرب على الدولة العثمانية إلى جانب بريطانيا يوم 10/6/1916م .. وذلك بعد تفاهمات ما عرف في التاريخ ب ( مراسلات الحسين مكماهون ) التي أعطت وعودا كاذبة للشريف بإعطائه دولة عربية مستقلة يكون ( الشريف المزيف ) قائدا لها , وما إن انتهت الحرب وسقطت فلسطين ودخلت جيوش الشر القدس الشريف بقيادة ( اللنبي ) كانت القوات الشركية تحمل أعلام ورايات دول الحلفاء ( بريطانيا وفرنسا وايطاليا ) ولم يكن هناك مكان للعلم العربي ( علم الشريف ) في إشارة للمهانة والإستصغار ( للشريف ) وقواته التي خانت عهد الله بمحاربة الدولة العثمانية إلى جانب الصليبية الحاقدة ..
(1) .........انظر الصورة في الملحق رقم 1 ( أ ، ب ، ج )
وما إن بدأت معالم التمكين البريطاني على ارض فلسطين , حتى خرجت علينا الأفاعي ( اليهودية الصهيونية ) من أحفاد ( بني قريظة والنظير وقينقاع ) بعد سباتها الذي ألزمها به ( السلطان عبد الحميد الثاني ) سلطان الدولة العثمانية الذي رفض طلب ( الصهيوني ثيودور هرتزل ) بإعطاء اليهود دولة وكيان على ارض فلسطين ..وذلك في شهر يونيو عام 1896م عندما سافر ( هيرتزل ) إلى استانبول التركية وطلب من السلطان العثماني إعطاء اليهود دولة وكيان على ارض فلسطين مقابل 2 مليون ليرة تركية ، و18 مليون لسداد ديون الدولة التركية ، الأمر الذي رفضه السلطان عبد الحميد ولم يقابل ( هيرتزل ) ، ورد عليه من خلال رسالة شفوية مع ( نيو لنسكي ) صديق ( هيرتزل ) قائلا : لا استطيع أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد ، لقد حصل أبناء شعبي على هذه الإمبراطورية بدمائهم ، فهي ليست ملكي , ولكنها ملك الشعب التركي ، وليوفر اليهود ملياراتهم ..) .
فنهضوا اليوم بعد الهزيمة التي لحقت بالدولة العثمانية ليعيدوا إفسادهم في الأرض وطلبوا مساعدة بريطانيا ( حليفهم دينيا وتاريخيا ) وأعادوا مطلبهم بالدولة اليهودية على ارض فلسطين , فخرج علينا المدعو ( آرثر جيمس بلفور ) وزير خارجية بريطانيا يومذاك وأعطى تصريحا ووعدا لليهود يوم 2/11/1917م , موجها إلى المدعو ( روتشيلد ) احد ابرز وجهاء وأغنياء اليهود , ويقضي الوعد بما يلي :
(( وزارة الخارجية ))
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور ))
(2)......... انظر الصورة في الملحق رقم 2 ( أ ، ب )
بقي أن نذكر أن دولة الشر الصليبي المحتلة عينت الصهيوني ( هربرت صموئيل ) مندوبا ساميا ( أول ) على فلسطين .
وهكذا انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة التحالف التركي الألماني واستسلام الألمان يوم 11/11/1918م ... وقيل في تمام الساعة 11 أيضا ...
وبهذا التاريخ الفيصلي في تاريخ الشرق الأوسط , تكون المنطقة قد دخلت على منعطف تاريخي خطير واختلاف سياسي كبير , فبدأ اليهود ( الصهاينة ) تنفيذ تخطيطهم الخطير القائم على طرد السكان الفلسطينيين من ديارهم وإقامة كيانهم اللقيط , وذلك بعد أن سمحت لهم الظروف السياسية والحربية بذلك , فعمدوا إلى استكمال مخططهم الخبيث كما بدأته الصهيونية ....
فالصهيونية .. ظهرت كحركة سياسية في أوروبا منذ العهد العثماني وطالبت بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ( بيت المقدس ) .. ولقد أخذوا الإسم من اسم ( جبل صهيون ) الذي سكنه الكنعانيون القدماء قبل أكثر من 3500 عام مضت وبخاصة ( اليبوسيين ) وهم أحد فروع الكنعانيين آنذاك في القدس الحالية طبعا والذين سكنوا الجبل وأقاموا عليه مدينتهم قبل اليهود وأسموه بصهيون أي ( مقدس أو مشمس ) ..ذلك الجبل الذي يدعي اليهود أن النبي داوود عليه السلام أقام عليه فيما بعد ..
وبهذا اتخذه اليهود عنوانا يحملون اسمه للتعبير عن مطامعهم في فلسطين باسم الدين والتاريخ الذي قام أحبارهم بتزييفه كما هو معلوم للجميع .. فكانت البداية لهذا الفكر الإستعماري الإستيطاني إبان العهد العثماني وعلى الأراضي الأوروبية الصليبية طبعا يوم ذاك عندما خرج اليهودي المدعو ( الحاخام يهوذا قلعي ) 1798 - 1878م الذي عاش في البلقان وألف كتابا أسماه ( اسمعي يا إسرائيل ) ودعا عام 1834م إلى إقامة مستوطنات يهودية في فلسطين التي هاجر إليها وهو في السبعين من عمره، إلى أن توفي فيها عام 1878م فقام أتباعه بعده بشراء قطعة أرض وأنشئوا عليها أول مستعمرة زراعية ( بتاح تكفا ) بمعنى فاتحة الأمل بالعربية .
بقي أن نذكر هنا أن اليهود إبان العهد التركي كانوا يجندون عملاء لهم من بين العرب ليقوم أولائك بشراء قطع الأرض الزراعية المرغوبة لهم وبالتالي يشتريها منهم اليهود من أتباع الصهيونية بأثمان عالية وغالية طبعا .. وهكذا سار على خطاه عدد من الحاخامات اليهود الذين اتبعوا نفس الطريقة والأسلوب في نظريتهم كالحاخام ( زفي هيرش كاليشر ) 1795 – 1874 م المولود في بولونيا وألف كتاب ( السعي إلى صهيون ) عام 1862م ,,و الحاخام ( موسى هيس) 1812 - 1875م المولود في ألمانيا وله كتاب ( روما والقدس )
وهكذا توالى حاخامات من اليهود على قيادة الصهيونية العنصرية الإستعمارية المقيتة إلى أن وصل الأمر إلى عملاقها الإستعماري العنصري الكبير ( تيودور هرتسل ) المولود في بودابست عام 1860م والحاصل على الدكتوراه في التشريع الروماني عام 1884م وعمل مراسلا لجريدة ( الصحافة الحرة الجديدة ) التي كانت تصدر في ( فينا ) ... وهو صاحب مقولة : ( يجب أن نغرق أكثر ونحتقر أكثر في أرجاء الدنيا .. وإن يبصق علينا .. وإن يستهزأ بنا .. وإن نضرب .. وإن نسرق .. وإن نذبح .. قبل أن نصبح ناضجين للفكرة الصهيونية ) .. هذا ولقد أصدر هرتسل كتابا أسماه ( الدولة اليهودية ) عام 1896م ..
وهو الذي قاد وترأس المؤتمر الصهيوني في بازل السويسرية عام 1897م ..
ومما يذكر هنا أن مشروع هرتسل قائم على فكرة وضرورة الحصول على وعد دولي سواء من تركيا أو ألمانيا أو روسيا أو فرنسا أو بريطانيا يقضي بإعطاء أرض لإقامة كيان لدولة اليهود عليها ..
.. انظر الملحق في صورة رقم 2 ( ج)
كما كانت الفكرة الأولى تقتضي العمل على تسهيل الهجرات اليهودية إلى فلسطين وإقامة المستوطنات الزراعية عليها .. لإستخدامها لاحقا نقطة وثوب وانطلاق نحو بقية الأراضي الفلسطينية والإستيلاء عليها .. الأمر الذي تم لهم بوعد وزير خارجية بريطانيا الصليبية (آرثر جيمس بلفور) 1917م الذي خاطب يومذاك أحد أكبر أثرياء اليهود ووجيههم المدعو (البارون روتشيلد) وأخبره بالوعد البريطاني بإعطائهم وطنا على أرض فلسطين بعد أن رفض السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله هذا الأمر رفضا قاطعا أمام هيرتسل آنذاك فيما سبق ... إلى أن تم القضاء على الحكم العثماني إبان الحرب العالمية الأولى واستيلاء بريطانيا على فلسطين عام 1917م والسماح بالهجرات اليهودية التي قاومها مجاهدو فلسطين كالشيخ القسام و عبد القادر الحسيني وفرحان السعدي رحمهم الله ...حتى كان الإنسحاب البريطاني عن فلسطين عام 1948م وتمكين اليهود الصهاينة من الأرض والسلاح إلى أن تم لهم طرد وقتل السكان العرب المسلمين الآمنين في ديارهم يوم ذاك ليصبح أكثر من مليون فلسطيني لاجئ على حدود البلاد ومنهم في بلاد الشتات..
وهكذا مضى اليهود على نهجهم الخبيث بالإستيلاء على الأراضي الزراعية الخصبة ( إما بالشراء من خلال أعوانهم وعملائهم العرب وإما من خلال القوة ) وأقاموا عليها العديد من المستعمرات اليهودية واستقدموا إليها آلافا من الوافدين اليهود من دول العالم ليسكنوا الأرض العربية تحت حماية الدولة الصليبية البريطانية , لتشتد ضراوة المعركة مع العرب ( سكان المدن والقرى الفلسطينية ) اللذين أدركوا مدى خطورة الإنتداب البريطاني على بلادهم , فشدوا الهمة وحملوا السلاح وانشأوا التنظيمات الفدائية لمحاربة العصابات الصهيونية والإنجليز .
ومما يذكر أن بريطانيا سمحت لليهود بإنشاء جبهة دفاعية ( عصابة ) للدفاع عن اليهود ضد العرب اسموها ( الهاجاناة ) التي أنشأها المدعو ( الياهو غولومب ) وكانت بمثابة النواة الأولى للجيش الصهيوني .
فكانت هذه العصابة واحدة ضمن عدة منظمات وعصابات صهيونية أنشئت لنفس الغاية ومنها ( أرغون وشتيرن والبلماخ ) وغيرها ..
ومما يذكره التاريخ عن منظمة الأرغون .. أنها عصابة إرهابية أسسها اثنان من تلاميذ الجامعة العبرية هما ( دافيد برازيل و أبراهام شاتيرن ) كانا يعملان في صفوف الهاجاناة و انشقا عنها وانشآ ( منظمة أرغون تسفأي لئومي ) بالعبرية , وتعني بالعربية ( المنظمة العسكرية القومية ) حيث كان شعارهم ( التوراة والمدفع )
هذا .. ولقد قتل رازابيل يوم 20/5/1941م في العراق على اثر غارة جوية .. وبعده تولى الزعامة ( مناحم بيقن ) .
أما منظمة شتيرن .. فلقد تأسست في أيار عام 1941م على اثر انشقاق آخر في الأرغون .
أما عصابة البالماخ أو البلماخ أو بلماح هي اختصار للعبارة العبرية "بلوغوت ماحتس" (القوة الضاربة) (بالعبرية פלוגות מחץ) ، وهي القوة المتحركة الضاربة التابعة للهاجاناه ، وقد بدأ البالماخ أنشطته العسكرية في 19 مايو 1941.
البالماخ أو جند العاصفة منظمة صهيونية عسكرية لعبت عن طريق عمليات نسف خطوط السكك الحديد والغارات الخاطفة على القرى الفلسطينية دورا مهما في طريق إقامة دولة إسرائيل قبل أن يدمجها بن غوريون ضمن قوات جيش الدفاع الذي أنشئ عام 1948.
. النشأة والأهداف
البالماخ كلمة عبرية مكونة من مقطعين هما "بلوغوت ماهاتزو" وتعني "جند العاصفة". وهي تنظيم عسكري مكون من تسع فرق أنشئ عام 1941 عندما كانت قوات المحور تقترب من فلسطين. وكانت هذه الوحدات خفيفة تلقى أفرادها تدريبات شاقة على أعمال النسف والتخريب والهجوم الصاعق لترويع السكان الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة مدنهم وقراهم والقيام بأعمال ضد قوات الانتداب البريطاني إذا وقفت عقبة أمام تحقيق المطامع الصهيونية في فلسطين.
•. التعاون مع قوات الانتداب
شارك هذا التنظيم في الحملة البريطانية على حكومة فيشي في سوريا ولبنان بعد أن ارتدوا ملابس عربية وتسللوا إلى هناك. وارتبط التنظيم منذ البداية بحركة مزارع الكيبوتز وحزب المابام. ويعد إسحق سادي الضابط السابق في الجيش القيصري الروسي أحد مؤسسيه الأوائل مع موشيه ديان وإسحق رابين وإيغال آلون وعزرا وايزمان.
•. القوة الضاربة للهاغاناه
أولت الهاغاناه البالماخ عناية خاصة واعتبرتها القوة الضاربة لها نظرا لقدرتها على تنفيذ المهام الهجومية الصعبة ولسرعة حركتها ولتمتع أفرادها بدرجة عالية من التثقيف السياسي الذي يركز على مبادئ الصهيونية العالمية.
•. القيادة الخاصة
كان لقوات البالماخ قيادة خاصة مختارة من الوكالة اليهودية متمركزة في تل أبيب كما كان لها قيادات ميدانية في معظم المدن الفلسطينية الرئيسية مثل القدس وحيفا.
•. دور المرأة في التنظيم
ولعبت المرأة دورا في تنفيذ عمليات البالماخ العسكرية، وتجاوز عدد النساء في بعض السرايا 30% من مجموع أفرادها. وقد اشتركت بعضهن في عدد من العمليات العسكرية مثل نسف خطوط السكك الحديد بالإضافة إلى أعمالهن الأساسية في الحراسة والإسعافات الأولية وتشغيل أجهزة اللاسلكي والإذاعة السرية.
وكان للبالماخ مخابرات جيدة التنظيم استطاعت بمساعدتها التسلل إلى بعض معسكرات أسرى الحرب الألمانية لأغراض التجسس، كما تخفى كثير منهم بالزى العربي واستقروا في سوريا ولبنان للهدف نفسه.
عملت قوات البالماخ ضد الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورا رئيسيا في حرب 1948 في الجليل والنقب وسيناء والقدس.
•. حل التنظيم
شكل ضباط البالماخ نواة قيادة الجيش الإسرائيلي بعد أن أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفد بن غوريون قراره عام 1948 عقب قيام دولة إسرائيل بحل البالماخ ودمج قواتها بجيش الدفاع.
•. أشهر رجالاته
•- موشيه دايان
•- إسحاق ساده
- إسحاق رابين
ثورة البراق
14/8/1929م تظاهر اليهود في مستوطنة ( تل أبيب ) المقامة على أراضي تل الربيع العربية , بمناسبة ما يعرف لديهم بذكرى ( خراب الهيكل ) ( هيكل سليمان ) الذي تم على يد القائد البابلي ( نبوخذ نصر ) عام 586 ق م ... وتاليا على يد ( تيطس الروماني ) عام 70 م ..
وفي اليوم التالي ( 15/8 ) قاموا ( اليهود ) بمسيرة إلى القدس بنظام مدبر وهم يحملون على رؤوسهم العلم الصهيوني وانشدوا النشيد الوطني اليهودي بحماسة , وارتفعت أصواتهم بالهتاف ( الحائط حائطنا ) يقصدون ( حائط المبكى ) أي البراق .. ولقد أسموه بحائط المبكى لأنهم كانوا يبكون عنده على مجدهم الضائع بعد هدم الهيكل المزعوم لديهم ... أما نحن أهل التوحيد والجهاد فسميناه بحائط البراق كما اسماه السلف الصالح بالبراق لأن النبي عليه الصلاة والسلام ربط فيه ( دابة البراق ) التي حملته من مكة إلى القدس عام 621م ليلة الإسراء والمعراج . .... وما إن خرج اليهود بمسيرتهم هذه التي هزت المدينة حتى استنفرت الجماهير العربية وخرجت في مسيرات حاشدة في اليوم التالي وكان يوم جمعه , واتجهت المسيرة نحو البراق , حيث ألقى الشيخ ( حسن أبو السعود ) خطابا حماسيا ألهب المشاعر , وسرعان ما حطم العرب منضدة ( طاولة ) لليهود موضوعة على الرصيف , كما احرقوا النصوص التوراتية الموضوعة في ثقوب الحائط ..
(3) .............. انظر الصورة في الملحق رقم 3 ( أ ، ب ، ج)
وهكذا التهبت الساحة بالمشاعر العقائدية , فثار العرب على اليهود وحلفائهم الإنجليز , فما إن حل يوم الجمعة 23/8/1929م حتى تدفق المواطنون من المدن والقرى بأعداد كبيرة إلى الحرم الشريف ( الأقصى ) وهم يحملون المسدسات النارية والسيوف والعصي , وما إن انتهت الصلاة حتى قامت المعركة المقدسة بين الحق الإسلامي والباطل الصهيوني , واشتدت المواجهة التي انتشر خبرها في عموم فلسطين , فخرجت الجماهير العربية المسلمة بسلاحها لتصطدم مع أحفاد ( بني قريظة والنظير وقينقاع ) في معركة عمت أراضي فلسطين , فدمر العرب (6) ست مستوطنات يهودية , كما قام اليهود بالتنكيل والتمثيل في احد أئمة المساجد في يافا مع أفراد عائلته رحمه الله ...
هذا ... وبلغ عدد قتلى اليهود 133 وجرحاهم 339 ... أما شهداء العرب ( نحسبهم والله حسيبهم ) 116 وجرحاهم 232 .
بقي أن نذكر في هذا المجال .. أن اللقيط ( المندوب السامي ) ( تشانسلور ) عاد إلى فلسطين من لندن في أعقاب أحداث البراق في شهر سبتمبر 1929م واصدرا تصريحا قال فيه : ( عدت من المملكة المتحدة فوجدت بمزيد من الأسى أن البلاد في حالة اضطراب , وأصبحت فريسة لأعمال العنف غير المشروعة , وقد راعني ما قد علمته من الأعمال الفظيعة التي اقترفها جماعة من الأشرار سفاكي الدماء , عديمي الرأفة وأعمال القتل الوحشية التي ارتكبت في أفراد من الشعب اليهودي ... أن هذه الجرائم أنزلت على فاعليها لعنة جميع الشعوب المتحدثة في أنحاء العالم قاطبة , فواجبي أن أعيد النظام إلى نصابه , وان أوقع القصاص الصارم بإولائك اللذين يثبت عليهم أنهم ارتكبوا أعمال عنف وستتخذ التدابير اللازمة لإنجاز هاتين الغايتين ) .
وبذلك التصريح قامت شرطة اللقطاء من البريطان الصليبيين بملاحقة العرب وأقامت معسكرات الإعتقال , واعتقلت العديد من الشبان العرب والشيوخ .... فاعتقلت من ضمن قائمة المعتقلين ثلاثة شبان ( عرفهم التاريخ الإسلامي الجهادي جيدا ) وهم الشهداء ( نحسبهم والله حسيبهم ) ( عطا الزير و محمد جمجوم و فؤاد حجازي )
وجميعهم كانوا ينتمون لحركة ( الجهادية ) التي قادها الشهيد ( نحسبه والله حسيبه ) ( عز الدين القسام ) لاحقا ..
وتمت محاكمتهم بالإعدام الذي تم تنفيذه بحقهم ( رحمهم الله ) يوم الثلاثاء بتاريخ 17/6/1930م في سجن عكا ( شمال فلسطين ) .
(3) ... انظر الملحق رقم 3 ( د )
وهكذا مضت مسيرة الجهاد بقيادة الشيخ السوري الأصل ( عز الدين عبد القادر القسام ) ( رحمه الله ) الوافد إلى فلسطين , بعد أن حكمت عليه فرنسا بالإعدام ... و حل ضيفا وخطيبا مفوها على مسجد ( الإستقلال ) بحيفا .. يتقدم الناس ويؤمهم بالصلاة ويدعوهم إلى محاربة اليهود والإنجليز ..
(4) ...... انظر الصورة في الملحق رقم 4
هذا ... ولقد كانت القيادة الأولى ( لحركة القسام الجهادية ) التي تشكلت عام 1928م تضم خمسة أشخاص من بينهم الشيخ القسام , ومعه ( العبد قاسم , فلاح وبائع كاز في حيفا ) و ( محمود زعرورة , فلاح وبائع كاز أيضا بحيفا ) و ( محمد صالح ( فلاح) و ( أبو إبراهيم الكبير , فلاح وصاحب دكان لبيع الصوف والأكياس ) ..
بحيث قامت الجماعة الجهادية بجمع التبرعات واشترت السلاح وأخذت في مقاومة المستعمر الصليبي و المتربص الصهيوني .... في حين ذهب القسام ( رحمه الله ) للاتصال بالحاج ( أمين الحسيني ) للتنسيق فيما بينهما لإعلان الثورة الشعبية العامة ...
هذا .. ومنذ بدايات العام 35م شهدت المنطقة ( جنين ونابلس وطولكرم ) سيلا من الإغتيالات التي طالت الضباط الانجليز ونسف القطارات و ومهاجمة الثكنات العسكرية البريطانية , وملاحقة العملاء , وهكذا تجلت حركة القسام ( الجهادية ) بعزيمتها وإصرارها على المواجهة مع العدو الصائل المشرك إلى أن حل يوم 20/11/1935م فكان القسام رحمه الله على موعد مع الشهادة , فاستقر مع عدد من جماعته في أحراج وغابات ( يعبد ) بجنين , إلى أن علمت بهم القوات البريطانية الغاشمة فقامت بحشد قواتها وأحاطت بالمكان وحاصرته , بمعية ضباط وجنود عرب يعملون تحت لواء الاحتلال الغاشم , وفي الساعة السادسة صباحا تجول الكابتن ( رايس ) نائب مدير الشرطة البريطانية مع أحد أفراد المخابرات فوق المنطقة بالطائرة وقدموا إشارات حددت مكان تواجد الخلية ..ونشبت المعركة وأمر القسام جنوده بالصمود , واستبسل الرجال وقاوموا المحتل المشرك , واستمرت المعركة أكثر من ساعتين واستطاعت قوات الكفر أن تحيط بهم من كل الجهات واشتدت الأمور على الجماعة المجاهدة فاستل القسام مسدسه واخذ يطلق النار , فطالبتهم القوات المحاصرة بالإستسلام .. إلا أن القسام أمر رجاله قائلا : ( موتوا شهداء ) .. ورفض الإستسلام .. واستمر في مقاومة العدو إلى أن نفذت ذخيرة المجموعة إلا القسام ورفيقه ( حسن الباير ) فبقيا يقاومان إلى أن أطلق العدو المشرك صليات متتالية نحو ( حسن الباير ) فأخطأته , فرفع الشيخ القسام رأسه ليرى مطلق النار ليرد عليه فأصابته رصاصة سريعة في رأسه ( رحمه الله ) كانت كفيلة بوضع حد لحياة المجاهد الكبير ( عز الدين القسام ) ... وبعد انتهاء المعركة اكتشف البوليس الانجليزي جثة القسام بلحيته البيضاء و بالقرب منه ( مصحف ) وأربعة عشر جنيها ومسدس كبير ..
كما استشهد معه في نفس المعركة ( الشيخ عبد الله الزيباوي والسيد سعيد عطية احمد ) كما تم أسر عدد آخر .
فرحل القسام رحمه الله , وخلفه في قيادة ( الجهادية ) الشيخ ( فرحان السعدي )
(5) .......... انظر الصورة في الملحق رقم 5
الذي قاد العمل الجهادي في فلسطين إلى أن تم إلقاء القبض عليه وتم إعدامه يوم 28/11/1937م وهو صائم عن عمر ناهز السبعين ( رحمه الله ) وتقبله في الشهداء ..
ومما يذكره التاريخ الفلسطيني أن الأراضي الفلسطينية كافة شهدت أكبر إضراب في التاريخ عرف في التاريخ الفلسطيني ب ( إضراب عام 36م الشهير) والذي استمر من 20/4 _12/10 /1936م ... ورافقه عمليات احتجاج واشتباكات مسلحة مع القوات البريطانية وحلفائها الصهاينة ..
وفي يوم 25/4/1936م تم تشكيل ما يعرف ب ( اللجنة العربية العليا ) برئاسة الحاج أمين الحسيني .
فعمدت هذه اللجنة إلى متابعة القضية سياسيا مع الدول العربية والصديقة ... في حين خرجت علينا بريطانيا بكاتبها الأزرق ( لجنة بيل الملكية ) التي جاءت للمنطقة وقدمت مقترحا يقضي بتقسيم فلسطين ( التقسيم الأول ) يوم 7/7/1937م بحيث تشمل الدولة الدولة اليهودية ( الجليل وسهل مرجح ابن عامر و سهل صانور ) في حين تبقى القدس وبيت لحم والناصرة تحت إدارة الإنتداب الدولية ... ذلك الأمر الذي رفضه العرب وقبله اليهود يومذاك .. ففشل المقترح .. فرفعت بريطانيا الملف إلى هيئة الأمم المتحدة لتقول كلمتها فيه .
يوم 1/9/1939م اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور ( ألمانيا وايطاليا واليابان ) ضد الحلفاء ( فرنسا وبريطانيا و السوفيت والصين وأمريكا لاحقا ) بحيث مارس الحزب النازي حربا ضروسا طالت اليهود الألمان والبولنديون وجوارهم من يهود أوروبا ( عرفت لدى اليهود بالمحرقة الهيلوكوست ) التي هولها اليهود وأعطوها حجما اكبر من حجمها ليكسبوا تعاطف العالم معهم ... واستمرت الحرب حتى الثاني من سبتمبر عام 1945م بعد استسلام اليابان التي أنهكتها القنبلة الذرية التي ألقاها سلاح الجو الأمريكي على ( هيروشيما وناجازاكي اليابانيتان ) وذلك يومي 6و 9 أغسطس عام 1945م ...
وعلى الأرض الفلسطينية اشتدت المعارك بين العرب من جانب ، والبريطان واليهود من جانب آخر , وفشلت كافة المقترحات الدولية لحل المشكلة الفلسطينية ك ( الكتاب الأبيض الأول والثاني والثالث ) واللجنة الملكية ( الكتاب الأزرق ) فقررت بريطانيا ( بعد أن مكنت لليهود من الرجال والعتاد ) قررت الانسحاب من فلسطين وإنهاء الانتداب وصدر القرار رسميا يوم 26/9/1947م ... وتسليم الأمر للأمم المتحدة التي قررت يوم 29/11/1947م تقسيم فلسطين (التقسيم الثاني ) بين العرب واليهود , وذلك بقرار حمل الرقم 181 , بحيث صوت لصالح القرار 33 وعارضه 13 وامتنع 10 وغاب 1 . وبهذا تكون دولة الكيان اللقيط أول دولة تقوم بقرار دولي أممي على ارض الغير ..
( قرار من لا يملك إلى من لا يستحق )
(6) ...............انظر الخريطة في الملحق رقم 6
ويوم 8/12/1947م الجامعة العربية ترفض القرار على لسان رئيسها ( عبد الرحمن عزام ) في حين نهضت جماهير الشعب الفلسطيني بالثورة الشعبية العارمة رافضة القرار , ونشبت المعارك الحامية مع اليهود , وعمد السكان لإنشاء المنظمات الفدائية الجهادية السرية لمقاومة المحتل الغاشم ..
يوم 25/12/1947م أسس الشهيد ( نحسبه والله حسيبه ) ( عبد القادر الحسيني ) قوات الجهاد المقدس .. التي قامت بعمليات جهادية كبيرة ضد معسكرات اليهود ومناطق نفوذهم وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات .
فردت العصابات الصهيونية ( على قوات الجهاد المقدس ) يوم 5/1/1948م بنسف فندق سميراميس بالقدس , بحيث سقط أكثر من 100 من العرب بين قتيل وجريح .. .. فما كان من قوات الجهاد المقدس ( بقيادة عبد القادر ) إلا الرد والإنتقام فقام المجاهدون يوم 22/2/1948م بتفجير ( شارع بن يهوذا ) في القدس حيث قتل 49 يهوديا وجرح 132 , وذلك على يد المجاهد ( فوزي القطب ) الذي استعمل 4 سيارات بريطانية ( مموهة ) في عملية التفخيخ والتفجير الكبير , وكان ذلك بتخطيط عبد القادر الحسيني , الذي طالب جامعة الدول العربية بدعم المجاهدين في فلسطين بالسلاح للدفاع عن أنفسهم وديارهم ...
وهكذا مضت مسيرة الجهاد المقدس في بيت المقدس بين الكر والفر إلى أن تقدمت عصابات الشر والعدوان ( الصهيونية ) نحو قرية القسطل المقدسية , ونشبت فيها معركة حامية الوطيس ( بين قوات الشر وقوات الجهاد المقدس ) بقيادة ( عبد القادر ) وذلك يوم
8/4/1948م بحيث اشتدت المعركة واستبسل المجاهدون حتى ارتقى الشيخ عبد القادر شهيدا ( نحسبه والله حسيبه ) في سبيل الله دفاعا عن وطنه وأهله , على ارض القسطل .. لتشيعه الجماهير في مسيرة حاشدة غاضبة زادت من لهيب المعركة والمواجهات مع العدو الصهيوني
تعليق