دوامةٌ من التساؤلات أخذت برأسى تلفها حول عنقى ..تكاد تكسر صمتى وتغرقنى تحت سطح الشرود والسرحان..!
ترى لو لم يخروا لفرعون سُجدا" ولم يزين له هامان سوء عمله...أتراه يقول لهم : أنا ربُكم الأعلى؟!
ترى لو لم يخروا لفرعون سُجدا" ولم يزين له هامان سوء عمله...أتراه يقول لهم : أنا ربُكم الأعلى؟!
ملفات الماضى تعبر بخاطرى...فأتوقف يوم تكرم الملك فاروق ومنح لطه حسين منحةً عظيمة...يومها وقف خطيب المسجد على المنبر فى خطبة الجمعة ..بينما فاروق يجلس فى مقدمة المصلين..فأراد الخطيب أن ينافق فاروق ويمدحه قائلا"" ماعبس وماتولى ان جاءهُ الأعمى"!.. وفور إنتهاء الصلاة وقف واحدا" من خيرة علماء الأزهر ...وقف ناصحا" الناس بأن يعيدوا صلاتهم لأنها كانت باطلة خلف ذلك الإمام المنافق... ولأن الديان لا يموت...أقسم بعضهم بأن ذلك المنافق دارت الأيام به حتى عمل كحارس للأحذية بنفس المسجد...!
ولأن نفاق الكبار لا موطن له... أحوم بذاكرتى حول ذلك اليوم الذى وقف فيه الملك حسين إبن طلال أمام قبر النبى..فإقترب منه أحد حاشيته ليهمس فى أُذنه قائلا"" شرفت قبر الرسول يا مولاى"!..إنفعل الملك صائحا" "إخرس...إخرس..بل تشرفت أنا بزيارة قبر النبى"..!
ولأن المنافقون مثل السوس ينخر فى قلب المجتمعات المتخلفة...حتى أنه يزين للكبار سوء عملهم ليجعله أمامهم عظيما"...حتى ان أحدهم كتب لعبد الناصر قائلا" "ماشئت أنت لا ماشائت الأقدارُ..فأحكم فأنت الواحدُ القهارُ"!... كتب المنافق ذلك وخنجر النكسة مغروس فى خاصرة مصر التى لازالت تسير عرجاء تصعد جبال التخلف والفقر...!
يا سادتى...
إذا كنا نؤمن بأن الله" هو الرزاق ذو القوة المتين"...
وبأنه هو الضار.. النافع.. المذل.. المعز.. القهار.. الوهاب
وإذا كنا نؤمن بأنه" ما اصابنا لم يكن ليخطأنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا"..
فلماذا كلما صاح أحد الكبار فينا :موافقون؟....إنخلعت القلوب وصدحت الحناجر فى نشوة: بل منافقووووون!
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
تعليق