إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"نــاديـــتُ غـــــزةَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "نــاديـــتُ غـــــزةَ

    "نــاديـــتُ غـــــزةَ "

    ناديـتُ غَـزَّةَ والظـلامُ يلفُّهَـا والموتُ ينهشُ لحمَهـا ويمـزِّقُ

    والغـدرُ يقذفُهـا بكـلِّ ضغينـةٍ سوداءَ تنخرُ في الصدورِ وتحْرِقُ

    ناديتُها والريحُ تقصـفُ زهرَهـا وغصونُها تحتَ العواصفِ تُسْحَقُ

    ناديتُهَـا والجـرحُ ينـزفُ عـزةً بـدمٍ يسيـلُ وعبـرةٍ تترقـرقُ

    ناديتُها والحزنُ يغشَـى صفحَتِـي وجوانحِي بلظى الأسَـى تتحَـرَّقُ

    ناديتُهـا والوجـدُ يَمْـلأُ خافقِـي ودمِـي بحـبِّ حُمَاتِهـا يَتَدَفَّـقُ

    فأجابنِي صوتُ القنابـلِ صارخًـا كادَ الأسى بربـوعِ غَـزَّةَ يَنْطِـقُ

    أولمْ ترَ الأشلاءَ كيـفَ تبعثـرتْ ورمالَنَـا بـدمِ البواسـلِ تَغْـرَقُ

    أولمْ ترَ الأفـراحَ كيـفَ تبدلَّـتْ حَزَنًـا وشمـلَ الآمنيـنَ يُفَـرَّقُ

    ناديْتَنِـي لتـرَى الحيـاةَ هنيئـةً والفجرَ يَبْسُمُ في رُبَايَ ويُشْـرِقُ

    لترَى عيونَ الزهرِ كيفَ تبسَّمَـتْ وترى غصونِيَ فِي حماسٍ تُورِقُ

    فرأيتنِي والدمعُ يغسـلُ وجنتِـي والوجه يعـروهُ القتـامُ ويُرْهِـقُ

    ورأيتنِـي أبكِـي لفقْـدِ أحبـتِـي ورأيتَ قلبـيَ بالأسـى يَتشقَّـقُ

    ورأيتَ غربانَ اليهودِ وقدْ طغـتْ وسمعتَها بسمـاءِ غـزَّةَ تنْعَـقُ

    ورأيتَ أذيالَ القـرودِ تراقصـت ْ وكبيرهـم للمعتديـنَ يُصَـفِّـقُ

    ورأيتَ أسرابَ البعوضِ تطاولـتْ تقتاتُ من دمِنَا العزيـزِ وتلْعَـقُ

    ورأيتَ أجنحـةَ الظـلامِ تهدلـتْ والكونَ يغشاهُ السكونُ المطبـقُ

    ناديتُ يعربَ أينَ عزُّ بنودِكـمْ ؟! أولمْ يعدْ علـمُ الحميـةِ يَخْفِـقُ

    أينَ المروءةُ والشهامةُ والإبَـا؟! أينَ الجبينُ الشامـخُ المتألـقُ؟!

    بلْ أينَ دينُكِ ؟! أينَ عِزُّ محمدٍ ؟! أينَ " البراءةُ " والكتابُ المُشْرِقُ؟!

    إنِّـي رأيـتُ الحاكميـنَ أذلــةً وبأرضِنَا سَادَ الوضيـعُ الأحمـقُ

    حاشَـا هَنِيَّـةَ والذيـنَ تـبَّـوَؤُا عَرشَ الكرامةِ كيْ يَسودَ الأَصْدقُ

    هذَا الذي في وجههِ ألـقُ التُّقَـى وجبينُـه بالعـزِّ دومًـا يُشْـرِقُ

    كالشمسِ ينشرُ في الربوعِ كرامةً فَتُبِيـدُ ليـلَ الظالميـنَ وتَمْحَـقُ

    وبأمرِهِ تمضِي الجمـوعُ عزيـزةً وبحبِّـهِ تَحْيَـا القلـوبُ وتَخْفِـقُ

    والأُسْدُ تزأرُ حولَـهُ فِـي عِـزَّةٍ فتدوسُ أعناقَ الضباعِ وَتَسْحَـقُ

    هَذِي كتائـبُ عِزِّنَـا قـدْ أقبلـتْ في ركبِهَا يمضِي الإباءُ ويَلْحَـقُ

    فاستبشرِي يا قـدسُ إنَّ أسودَنَـا بِثَرَى فلسطيـنٍ تهيـمُ وَتَعْشَـقُ

    تمضِي إلى الهيجاءِ واثقةَ الخُطى وإلى المكـارمِ والفِـدَا لا تُسْبَـقُ

    لاذتْ بحبـلِ اللهِ واعتصمـتْ بـهِ والحقُّ أَنْجَـى والعقيـدةُ أَوْثَـقُ

    لا لَنْ يعيدَ الأرضَ سِلْـمٌ زائـفٌ يعـدُو إليـهِ الخائـنُ المتسلِّـقُ

    يدعونَنَا للسلـمِ أيـنَ سلامُهـمْ ودماءُ أهلِيَ فِي الثَّـرَى تَتَدَفَّـقُ

    يـا أُمَّتِـي لا تركنِـي لحبَالِهـمْ فالغدرُ أَوْهَـى والخيانـةُ أَخْلَـقُ

    لا لَنْ يُعِيدَ القـدسَ إلاَّ مصحـفٌ وسواعدٌ ترمي الجِمَارَ وترشُـقُ

    لا لـنْ يُعِيـدَ الحـقَّ إلا فتـيـةٌ بأكفِّهمْ يزهُـو الحسـامُ ويبـرُقُ

    ستعودُ يا أقصَـى وتلـكَ عقيـدةٌ ويعـودُ نجمُـكَ ساطعًـا يَتَأَلَّـقُ






    سأحمل روحي على راحتـي وألقي بها في مهاوي الردى

    فإما حيـاة تسـر الصديـق وإمـا ممـات يغيـظ العـدا

    فما العيش لاعشت إن لم أكن مخوف الجناب حرام الحمـى








    حملت الحياء علـى راحتـي ومرغته في رحـاب الثـرى

    وصيرت خصمي لقلبي صديقا وأسلمت عرضي كي أسعـدا

    فما العيش لا عشت إن لم أكن بليد الطبـاع عريـض القفَـا

    أجرع نفسيَ كـأس الهـوان وأحيَا مع الذلِّ حتـى الـردَى

    ليعلمَ قومـيَ أنِّـي الحمـارُ وأنـي الذليـل لمـنْ عربـدَا

    وأني الخؤون وأني الحـرونُ وأنـي العـدو لمـنْ جاهـدَا
    هيهات منا الذلة

  • #2
    قصيده رائعه وكلمات مؤثرة جداّ اخي الفاضل
    بارك الله فيك
    وماجور كل الخير ان شاء الله
    ونسئل الله ان يصلح حالنا الي ما يحب ويرضي ان شاء الله

    تعليق

    يعمل...
    X