بعض الأطراف الفلسطينية تتهمكم بأنكم بإصراركم على مواصلة إطلاق الصواريخ، وبرفضكم المشاركة في العملية السياسية، تنفذون أجندة إيرانية، ويشيرون إلى العلاقة الخاصة التي تربطكم بإيران؟
بداية من الذي يتهمنا الآن بأننا ننفذ أجندة إيرانية سواء باستمرارنا في المقاومة أو بعدم انخراطنا في سلطة أوسلو؟ إنه الفريق الذي ينفذ أجندة أمريكية ـ صهيونية وهو فريق موجود في فلسطين وخارجها أيضاً.
إلاّ أن الخطير والمؤسف أن يصدق هذه التهمة وينساق خلفها وخلف الإشاعات وحملات التشويه ضد مشروع المقاومة بعض الطيبين من أبناء الحركات والاتجاهات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. لكن لماذا يصدق هؤلاء مثل هذه الإشاعات والتهم؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نتحدث بصراحة، ونضع النقاط على الحروف لنبين مصدر هذه التهمة لنا تاريخياً في الساحة الفلسطينية.
يؤسفني أن أقول، مضطراً، إن أول من اتهمنا في علاقتنا بإيران والشيعة هم الأخوة في حركة الإخوان المسلمين بقطاع غزة، وأقول الإخوان لأن الاتهام كان مبكراً قبل إنشاء حماس، وكانوا يعملون يومها تحت اسم "المجمع الإسلامي"، لكنهم عندما رأوا في هذه المجموعة من الشباب التي شكلت حركة الجهاد لاحقاً خروجاً عن النهج الذي يسيرون عليه، أعلنوا حرباً ..لا أريد أن أنكأ الجرح باجترار تفاصيلها، لاسيما أننا تجاوزناها منذ زمن والحمد لله، لكن الصداع المتعلق باتهامنا بعلاقتنا بإيران والشيعة يجب أن ينتهي، وأن نقدم حجتنا فيه للناس وقبل ذلك بين يدي الله عز وجل.
نعم نحن أيدنا الثورة الإسلامية في إيران، شأننا في ذلك شأن ملايين المسلمين، وكل ما قلناه يومها إن هذه الثورة التي أسقطت نظاماً من أقوى حلفاء الكيان الصهيوني في المنطقة والعالم، يمكن أن تشكل سنداً لنا في جهادنا من أجل تحرير وطننا المغتصب.. ما قلناه قبل حوالي ربع قرن هو ما يطبقه الإخوة في حماس اليوم في علاقتهم بإيران والشيعة. ومهما قلنا أو صدرت عنا مواقف إيجابية تجاه إيران أو حزب الله، فلن نجاري موقف فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين بمصر، الذي نحبه ونقدره ونحترمه، في ثنائه على بطولة حزب الله في حرب تموز الماضي، وهو موقف صحيح برأينا على الرغم من أن كثيرين من أهل السنة لم يرقهم هذا الخطاب، لكن لا أحد يتهم فضيلة المرشد أو أي أحد من الإخوان أو من حركة حماس بأنهم ينفذون أجندة إيرانية!
للأسف دارت الدوائر لنجد من يتهم حماس اليوم بأنها موالية للشيعة وتنفذ أجندة إيرانية في فلسطين! لكن العجيب والغريب أن هذه التهمة تصدر عن حركة علمانية مثل حركة فتح! لماذا لجأت فتح إلى اتهام حماس بعلاقتها بالشيعة، وهتفت بذلك في المهرجانات والمسيرات التي نقلتها الفضائيات وسمعها الملايين، على الرغم من أنه اتهام قد يصفه البعض بالسخيف والمضحك؟! السبب بكل بساطة أن فتح تدرك كم كان فتاكاً هذا الاتهام عندما استُخدم ضد حركة الجهاد الإسلامي، خاصة في إطار ظروف التعبئة المذهبية والطائفية التي واجهت الثورة الإيرانية وواكبت الحرب العراقية ـ الإيرانية، كما في هذه الفترة الراهنة؛ إذ مأساة العراق وجرحه النازف اليوم. وكم كان مؤثراً في استنزاف الحركة وتشويه صورتها وسمعتها على الرغم من كل ما قدمته من دماء وشهداء وتضحيات في ميادين الجهاد؟!!
وسواء كانت هذه التهمة موجهة من حماس لنا أو من فتح لحماس، فهي تهمة واهية ومتهافتة، وقد لا تستحق الرد بنظر البعض، لكن دوافعها في الحالتين للأسف دوافع حزبية، ولا تصدر عن قناعة حقيقية؛ لأنها تفتقد إلى أية جذور على الأرض أو أية مصداقية.
في الواقع لا الجهاد ولا حماس شيعة، ولا فتح حامية حمى "السنة" في فلسطين. القصة هي أن الفريق الذي يتهم حماس أو الجهاد أو غيرهما بعلاقتهم الخاصة بإيران، هم حماة "إسرائيل" وأجندتها في خريطة الفرز والاستقطاب الحاصل في المنطقة. لقد أصبحت هذه التهمة ماركة مسجلة في الساحة الفلسطينية ضد كل حركات المقاومة الرافضة لنهج التسوية والاستسلام، وأصبحت تهمة إيران فزّاعة يحاول بها الآخرون التغطية على الإملاءات الأمريكية والصهيونية عليهم.
في الحقيقة، عندما يصدر الاتهام لنا من وكلاء الأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، فهو لا يزعجنا بل هو بمثابة شهادة بأننا على الحق وهذا يشرفنا.. لكن المشكلة تبقى في موقف بعض الإسلاميين الذين لا يكلفون أنفسهم عناء البحث والتدقيق، ويأخذون بالإشاعات دون الوقوف على حقيقة وأهداف هذه الاتهامات التي تهدف بالدرجة الأولى إلى إسقاط البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية إلى غير رجعة.. في عرفهم ممنوع على أي مسلم أو عربي أن يمد يده في قضية فلسطين، من حق أمريكا وكل العالم الغربي والوثني أن يمد يده في هذه القضية لتصفيتها، وليس من حق إيران أو أي بلد عربي أو مسلم أن يمد يد العون لفلسطين أو المقاومة بأي طريق.. فالمشكلة ليست إيران بل هي دعم المقاومة، وإلاّ فهل لو كان البلد المتهم بدعم المقاومة مثلاً تركيا أو مصر، أو السعودية أو المغرب هل سيغفرون له ذلك؟! بالطبع لا.
أما عن طبيعة علاقتنا بإيران فليس فيها أي خصوصية؛ لأن إيران اليوم لها علاقة بكافة الأطراف في الساحة الفلسطينية سواء من الفصائل الإسلامية والوطنية أو السلطة أو حتى شخصيات مستقلة. على الرغم من ذلك، فنحن لنا علاقة جيدة بإيران ولا ننكرها، ولا نخجل منها، فنحن واضحون جداً في خلفيات وأهداف وأبعاد هذه العلاقة.. وكل من يعرف حركة الجهاد يدرك أننا لا نتحدث بلغتين أو خطابين في هذا الموضوع..
إيران بنظرنا بلد مسلم ومن حقها بل من واجبها أن تمد يد العون لفلسطين.. وعندما تفعل إيران ذلك وتصبح فلسطين حاضرة في الأجندة الإيرانية فهل يحق لمن غابت فلسطين والمقاومة من أجندتهم أن يتهموا الآخرين في نواياهم؟! ثم ما ذنب حركة الجهاد الإسلامي في ذلك؟! عندما يحاصرنا العالم كله، وعندما تُغلق أبواب عواصم أمتنا في وجوهنا، وتُفتح في وجه اليهود والأمريكان، ونجد إيران تفتح لنا أبوابها وتمد يدها لنا بالعون والتأييد فهل نرفض ذلك وندير ظهرنا لقضيتنا المركزية، قضية الأمة كلها، فلسطين؟!
وفي ظل الهجوم الأمريكي ـ الصهيوني الكاسح في المنطقة، وإطلاق الولايات المتحدة سياسة "الفوضى البناءة" لإعادة رسم خريطة المنطقة وبناء "شرق أوسط جديد" يقوم على أنقاض وخرائب الحرب الأمريكية التي تنذر بمزيد من تفتيت وتقطيع أوصال الأمة حتى داخل البلد الواحد، ومحاربة الأمة في دينها وهويتها وعقيدتها الإسلامية، وهي آخر القلاع والحصون الباقية في وجه الزحف الاستعماري.. في ظل هذا الظرف الذي يعصف بالمنطقة، والفرز الحاصل فيها بين موالين للسياسة الأمريكية ـ الصهيونية يوصفون بالمعتدلين ومعارضين ومقاومين لها يوصمون بالتشدد و"الإرهاب"، فنحن كحركة مقاومة من الطبيعي أن نجد أنفسنا في الصف المعادي لأمريكا و"إسرائيل". ومن يريدنا أن نعادي إيران وحزب الله يريد أن ينقلنا إلى معسكر الموالين لأمريكا والمنفذين للأجندة الأمريكية ـ الصهيونية في المنطقة، تحت حجج وذرائع واهية.
هل مطلوب من المسلمين أن يتصارعوا على الماضي وما وقع فيه من فتن، بينما الأعداء يسلبوننا كل شيء في حاضرنا، ويصارعوننا على امتلاك المستقبل.. مستقبلنا ومستقبل أمتنا ومقدساتها وثرواتها ومكانتها بين الأمم؟!
هل مطلوب منا أن نغمض عيوننا عما تمثله وما تفعله بنا أمريكا و ربيبتها "إسرائيل"، وأن نفتح عيوننا ونسلط أضواء كاشفه نفحص بها نوايا إيران وسرائرها تجاه فلسطين والعرب وأهل السنة وأن نحاسبها على ما تفعل وما لا تفعل؟!
هل يُعقل أن نغفل عن "إسرائيل" كخطر حقيقي واقع وماثل أمام عيوننا بل جاثم على صدورنا، ونصب جهودنا وطاقاتنا لمواجهة خطر افتراضي اسمه إيران يحذرنا منه شمعون بيرز وكونداليزا رايس؟!
هل يُعقل أن يصبح العرب والمسلمون شركاء للحرب الأمريكية والصهيونية المحتملة على إيران المسلمة ويقدموا لهما التسهيلات، بتهمة سعي إيران امتلاك القدرة النووية التي تشكل تهديداً "لإسرائيل" التي تمتلك مئات الرؤوس النووية الحربية؟!
هل هذا في مصلحة الإسلام والمسلمين، أم هو التطبيق الحرفي للأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة؟! سؤال يظل مطروحاً على عقل ووعي وضمير كل من ألقى السمع وهو شهيد!
بداية من الذي يتهمنا الآن بأننا ننفذ أجندة إيرانية سواء باستمرارنا في المقاومة أو بعدم انخراطنا في سلطة أوسلو؟ إنه الفريق الذي ينفذ أجندة أمريكية ـ صهيونية وهو فريق موجود في فلسطين وخارجها أيضاً.
إلاّ أن الخطير والمؤسف أن يصدق هذه التهمة وينساق خلفها وخلف الإشاعات وحملات التشويه ضد مشروع المقاومة بعض الطيبين من أبناء الحركات والاتجاهات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. لكن لماذا يصدق هؤلاء مثل هذه الإشاعات والتهم؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نتحدث بصراحة، ونضع النقاط على الحروف لنبين مصدر هذه التهمة لنا تاريخياً في الساحة الفلسطينية.
يؤسفني أن أقول، مضطراً، إن أول من اتهمنا في علاقتنا بإيران والشيعة هم الأخوة في حركة الإخوان المسلمين بقطاع غزة، وأقول الإخوان لأن الاتهام كان مبكراً قبل إنشاء حماس، وكانوا يعملون يومها تحت اسم "المجمع الإسلامي"، لكنهم عندما رأوا في هذه المجموعة من الشباب التي شكلت حركة الجهاد لاحقاً خروجاً عن النهج الذي يسيرون عليه، أعلنوا حرباً ..لا أريد أن أنكأ الجرح باجترار تفاصيلها، لاسيما أننا تجاوزناها منذ زمن والحمد لله، لكن الصداع المتعلق باتهامنا بعلاقتنا بإيران والشيعة يجب أن ينتهي، وأن نقدم حجتنا فيه للناس وقبل ذلك بين يدي الله عز وجل.
نعم نحن أيدنا الثورة الإسلامية في إيران، شأننا في ذلك شأن ملايين المسلمين، وكل ما قلناه يومها إن هذه الثورة التي أسقطت نظاماً من أقوى حلفاء الكيان الصهيوني في المنطقة والعالم، يمكن أن تشكل سنداً لنا في جهادنا من أجل تحرير وطننا المغتصب.. ما قلناه قبل حوالي ربع قرن هو ما يطبقه الإخوة في حماس اليوم في علاقتهم بإيران والشيعة. ومهما قلنا أو صدرت عنا مواقف إيجابية تجاه إيران أو حزب الله، فلن نجاري موقف فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين بمصر، الذي نحبه ونقدره ونحترمه، في ثنائه على بطولة حزب الله في حرب تموز الماضي، وهو موقف صحيح برأينا على الرغم من أن كثيرين من أهل السنة لم يرقهم هذا الخطاب، لكن لا أحد يتهم فضيلة المرشد أو أي أحد من الإخوان أو من حركة حماس بأنهم ينفذون أجندة إيرانية!
للأسف دارت الدوائر لنجد من يتهم حماس اليوم بأنها موالية للشيعة وتنفذ أجندة إيرانية في فلسطين! لكن العجيب والغريب أن هذه التهمة تصدر عن حركة علمانية مثل حركة فتح! لماذا لجأت فتح إلى اتهام حماس بعلاقتها بالشيعة، وهتفت بذلك في المهرجانات والمسيرات التي نقلتها الفضائيات وسمعها الملايين، على الرغم من أنه اتهام قد يصفه البعض بالسخيف والمضحك؟! السبب بكل بساطة أن فتح تدرك كم كان فتاكاً هذا الاتهام عندما استُخدم ضد حركة الجهاد الإسلامي، خاصة في إطار ظروف التعبئة المذهبية والطائفية التي واجهت الثورة الإيرانية وواكبت الحرب العراقية ـ الإيرانية، كما في هذه الفترة الراهنة؛ إذ مأساة العراق وجرحه النازف اليوم. وكم كان مؤثراً في استنزاف الحركة وتشويه صورتها وسمعتها على الرغم من كل ما قدمته من دماء وشهداء وتضحيات في ميادين الجهاد؟!!
وسواء كانت هذه التهمة موجهة من حماس لنا أو من فتح لحماس، فهي تهمة واهية ومتهافتة، وقد لا تستحق الرد بنظر البعض، لكن دوافعها في الحالتين للأسف دوافع حزبية، ولا تصدر عن قناعة حقيقية؛ لأنها تفتقد إلى أية جذور على الأرض أو أية مصداقية.
في الواقع لا الجهاد ولا حماس شيعة، ولا فتح حامية حمى "السنة" في فلسطين. القصة هي أن الفريق الذي يتهم حماس أو الجهاد أو غيرهما بعلاقتهم الخاصة بإيران، هم حماة "إسرائيل" وأجندتها في خريطة الفرز والاستقطاب الحاصل في المنطقة. لقد أصبحت هذه التهمة ماركة مسجلة في الساحة الفلسطينية ضد كل حركات المقاومة الرافضة لنهج التسوية والاستسلام، وأصبحت تهمة إيران فزّاعة يحاول بها الآخرون التغطية على الإملاءات الأمريكية والصهيونية عليهم.
في الحقيقة، عندما يصدر الاتهام لنا من وكلاء الأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، فهو لا يزعجنا بل هو بمثابة شهادة بأننا على الحق وهذا يشرفنا.. لكن المشكلة تبقى في موقف بعض الإسلاميين الذين لا يكلفون أنفسهم عناء البحث والتدقيق، ويأخذون بالإشاعات دون الوقوف على حقيقة وأهداف هذه الاتهامات التي تهدف بالدرجة الأولى إلى إسقاط البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية إلى غير رجعة.. في عرفهم ممنوع على أي مسلم أو عربي أن يمد يده في قضية فلسطين، من حق أمريكا وكل العالم الغربي والوثني أن يمد يده في هذه القضية لتصفيتها، وليس من حق إيران أو أي بلد عربي أو مسلم أن يمد يد العون لفلسطين أو المقاومة بأي طريق.. فالمشكلة ليست إيران بل هي دعم المقاومة، وإلاّ فهل لو كان البلد المتهم بدعم المقاومة مثلاً تركيا أو مصر، أو السعودية أو المغرب هل سيغفرون له ذلك؟! بالطبع لا.
أما عن طبيعة علاقتنا بإيران فليس فيها أي خصوصية؛ لأن إيران اليوم لها علاقة بكافة الأطراف في الساحة الفلسطينية سواء من الفصائل الإسلامية والوطنية أو السلطة أو حتى شخصيات مستقلة. على الرغم من ذلك، فنحن لنا علاقة جيدة بإيران ولا ننكرها، ولا نخجل منها، فنحن واضحون جداً في خلفيات وأهداف وأبعاد هذه العلاقة.. وكل من يعرف حركة الجهاد يدرك أننا لا نتحدث بلغتين أو خطابين في هذا الموضوع..
إيران بنظرنا بلد مسلم ومن حقها بل من واجبها أن تمد يد العون لفلسطين.. وعندما تفعل إيران ذلك وتصبح فلسطين حاضرة في الأجندة الإيرانية فهل يحق لمن غابت فلسطين والمقاومة من أجندتهم أن يتهموا الآخرين في نواياهم؟! ثم ما ذنب حركة الجهاد الإسلامي في ذلك؟! عندما يحاصرنا العالم كله، وعندما تُغلق أبواب عواصم أمتنا في وجوهنا، وتُفتح في وجه اليهود والأمريكان، ونجد إيران تفتح لنا أبوابها وتمد يدها لنا بالعون والتأييد فهل نرفض ذلك وندير ظهرنا لقضيتنا المركزية، قضية الأمة كلها، فلسطين؟!
وفي ظل الهجوم الأمريكي ـ الصهيوني الكاسح في المنطقة، وإطلاق الولايات المتحدة سياسة "الفوضى البناءة" لإعادة رسم خريطة المنطقة وبناء "شرق أوسط جديد" يقوم على أنقاض وخرائب الحرب الأمريكية التي تنذر بمزيد من تفتيت وتقطيع أوصال الأمة حتى داخل البلد الواحد، ومحاربة الأمة في دينها وهويتها وعقيدتها الإسلامية، وهي آخر القلاع والحصون الباقية في وجه الزحف الاستعماري.. في ظل هذا الظرف الذي يعصف بالمنطقة، والفرز الحاصل فيها بين موالين للسياسة الأمريكية ـ الصهيونية يوصفون بالمعتدلين ومعارضين ومقاومين لها يوصمون بالتشدد و"الإرهاب"، فنحن كحركة مقاومة من الطبيعي أن نجد أنفسنا في الصف المعادي لأمريكا و"إسرائيل". ومن يريدنا أن نعادي إيران وحزب الله يريد أن ينقلنا إلى معسكر الموالين لأمريكا والمنفذين للأجندة الأمريكية ـ الصهيونية في المنطقة، تحت حجج وذرائع واهية.
هل مطلوب من المسلمين أن يتصارعوا على الماضي وما وقع فيه من فتن، بينما الأعداء يسلبوننا كل شيء في حاضرنا، ويصارعوننا على امتلاك المستقبل.. مستقبلنا ومستقبل أمتنا ومقدساتها وثرواتها ومكانتها بين الأمم؟!
هل مطلوب منا أن نغمض عيوننا عما تمثله وما تفعله بنا أمريكا و ربيبتها "إسرائيل"، وأن نفتح عيوننا ونسلط أضواء كاشفه نفحص بها نوايا إيران وسرائرها تجاه فلسطين والعرب وأهل السنة وأن نحاسبها على ما تفعل وما لا تفعل؟!
هل يُعقل أن نغفل عن "إسرائيل" كخطر حقيقي واقع وماثل أمام عيوننا بل جاثم على صدورنا، ونصب جهودنا وطاقاتنا لمواجهة خطر افتراضي اسمه إيران يحذرنا منه شمعون بيرز وكونداليزا رايس؟!
هل يُعقل أن يصبح العرب والمسلمون شركاء للحرب الأمريكية والصهيونية المحتملة على إيران المسلمة ويقدموا لهما التسهيلات، بتهمة سعي إيران امتلاك القدرة النووية التي تشكل تهديداً "لإسرائيل" التي تمتلك مئات الرؤوس النووية الحربية؟!
هل هذا في مصلحة الإسلام والمسلمين، أم هو التطبيق الحرفي للأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة؟! سؤال يظل مطروحاً على عقل ووعي وضمير كل من ألقى السمع وهو شهيد!
تعليق