الصواريخ الموجهة المضادة للدروع </B>بدأ الصراع بين الدبابات والأسلحة المضادة لها مع بداية استخدام الدبابات في ميادين القتال خلال الحرب العالمية الأولى، فقد كانت المدافع والرشاشات الثقيلة تستخدم في ذلك الوقت للتصدي لهجمات الدبابات التي كانت لا تزال بطيئة الحركة وخفيفة التدريع.
ومع نشوب الحرب العالمية الثانية واستخدام مدرعات أكثر تسلحاً وتطوراً، نشطت الجهود لتطوير الأسلحة المضادة للدبابات، إلا أن تطوير الدبابات لم يتوقف نظراً لأهمية بقائها كسلاح حسم في المعركة البرية.
ومع تطور الدبابات وزيادة سمك دروعها، ووصول مواسير المدافع إلى حدود لا يمكن تجاوزها لزيادة السرعة الفوهية للمقذوفات، وبعد أن أصبحت المقذوفات غير الموجهة المضادة للدبابات مثل (آر بي جي) (RBJ) غير قادرة على التعامل مع الدروع الحديثة، كان من الضروري أن يتطور السلاح المضاد لتزويد قدرته على الاختراق، ونتج عن ذلك تطوير الأجيال المختلفة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع.
مفهوم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للدروع هي جملة الوسائط القتالية والتقنية التي تؤمن تدمير الأهداف المدرعة باستخدام الصواريخ الموجهة. ويدخل فيها: القاذف، والصاروخ، وجهاز الفحص والصيانة.
يتألف القاذف من منصة الإطلاق وجهاز التسديد (المنظار) ولوحة القيادة والتوجيه لإرسال الإيعازات إلى الصاروخ. ويمكن أن يكون القاذف محمولاً على الكتف أو منقولاً على عربة أو حوامة.. إلخ.يتألف الصاروخ من رأس حربي وجنيحات وزعانف للتوازن والاستقرار، ومحرك صاروخ وأسلاك لنقل الأوامر.
أما جهاز الفحص والصيانة فهو عبارة عن عربة يتم فيها تحضير الصاروخ وفحصه.
المتطلبات الرئيسية للصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
حتى تتمكن الصواريخ الموجهة المضادة للدروع من مواجهة تطور الدروع المعادية فإن هناك متطلبات رئيسية يجب أن تتوفر لهذه الصواريخ وأهمها ما يلي:
1 قدرة تدميرية عالية يمكن تحقيقها عن طريق:
نسبة عالية لاحتمال الإصابة وهذا يتوقف على سرعة الصاروخ بالنسبة للهدف، وكذلك على قدرة الصاروخ على المناورة، ودرجة الآلية العالية التي تقلل من دور الرامي.
قوة تدمير عالية نتيجة حجم الرأس المدمرة، وقدرتها على الاختراق بالإضافة إلى المعدل العالي للضرب.
القدرة على العمل في الظروف المتغيرة ويتوقف ذلك على القدرة على تمييز الأهداف ليلاً والقدرة على مقاومة أعمال الإعاقة.
2 القدرة على البقاء نتيجة:
ضعف احتمال إصابة قاعدة الإطلاق ويتحقق ذلك عندما يكون مدى الصاروخ أطول من مدى أسلحة الدبابات المعادية.
صعوبة اكتشاف مكونات النظام.
إمكانية التحميل على مركبات خفيفة ذات قدرة كبيرة على المناورة.
إمكانية الإستخدام مع المشاة والطائرات العمودية بدون الحاجة إلى تعديلات في الصاروخ نفسه.
سهولة التدريب والاستخدام والصيانة والإصلاح.
درجة وثوقية عالية .(High Reliability)
تصنيفات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
التصنيف الأول: وتقسم حسب سرعتها إلى صواريخ بسرعة دون الصوتية وصواريخ فوق الصوتية. ومعظم الصواريخ ذات سرعة دون صوتية مما يسمح باستخدام طريقة بسيطة لنقل الأوامر بالأسلاك. أما السرعة فوق الصوتية فتستخدم في القواذف المنقولة على العربات أو الحوامات وحيث تنتقل الأوامر إلى الصاروخ باللاسلكي أو بالأشعة تحت الحمراء أو بالليزر وأخيراً التوجيه بأسلوب (اضرب وانس).
التصنيف الثاني: وتقسم حسب مداها إلى بعيدة المدى فوق 2000م، ومتوسطة المدى من 1000 حتى 2000، وقريبة المدى دون 1000م.
التصنيف الثالث: وتقسم حسب طريقة التحكم بها إلى ثلاثة أنواع: التحكم اليدوي، والتحكم النصف آلي، والتحكم الآلي.
الطريقة الأولى التحكم اليدوي: وفيه يرصد الرامي باستمرار تحرك الهدف ومسار الصاروخ بواسطة المنظار. ويحدد بالنظر انحراف الصاروخ عن خط التسديد ثم يحرك عصا التوجيه بالمدى والاتجاه بما يعادل هذا الانحراف. وبتحريك هذه العصا تنتج إشارات كهربائية وتنتقل إلى الصاروخ على خطوط اتصال مختلفة منها السلكية واللاسلكية وبالأشعة تحت الحمراء والليزر (لكن الغالبية العظمى في الصواريخ من الجيل الأول سلكية). وتصل الإشارات الكهربائية إلى أجهزة التحليل في الصاروخ وتتحول إلى أوامر تصل إلى جنيحات وزعانف الصاروخ فتحركها وتعدل من مسار الصاروخ حسب الوجهة المطلوبة.
الطريقة الثانية التحكم النصف آلي: وفيها يكتفي الرامي بتتبع حركة الهدف فقط عن طريق تصويب المنظار نحو الهدف ونقل خط التسديد باستمرار وفقاً لحركة الهدف. ولا يوجد في هذه الطريقة عصا توجيه، بل يمتطي الصاروخ حزمة الأشعة الصادرة عن نظام التسديد والمتجهة نحو الهدف. وإذا كان الرامي في التحكم اليدوي هو الذي يحسب انحراف الصاروخ عن الهدف بتحريك عصا التوجيه ففي الطريقة الثانية يجرى تحديد انحراف الصاروخ عن خط التسديد وإعداد إيعازات القيادة (الإشارات الكهربائية) بصورة آلية ضمن جهاز القيادة استناداً لاتجاه منظار التسديد فقط.
الطريقة الثالثة التحكم الآلي: وفيها يقتصر عمل الرامي على اختيار الهدف والضغط على الزناد. فيتوجه الصاروخ بصورة آلية نحو الهدف. ويتم ذلك إما برأس التوجيه الذاتي أو بمساعدة أجهزة رادارية تتبع الهدف تلقائياً ويمتطي الصاروخ أشعتها.
يستخدم في الصواريخ الموجهة المضادة للدروع محركات تعمل على الوقود الصلب الذي يؤمن ضمانة عالية في العمل وإمكانية حفظ الصاروخ لمدة طويلة. وأهم مزايا الصواريخ الموجهة المضادة للدروع دقتها العالية في إصابة الأهداف المتحركة (70 90%) والقدرة العالية على الخرق 700 ملم وسطياً (وقد تجاوزت مؤخراً 1000ملم)، والمدى الكبير للطيران (حتى 5 كلم) وإمكان الإطلاق من مكان يبعد 50 80 م عن مربض الصاروخ.. إلخ.
التصنيف الرابع: وتقسم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع إلى أجيال:
1 الجيل الأول: وهي الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ذات التوجيه السلكي التي يجب على الرامي أن يتحكم في توجيهها يدوياً بواسطة عصا التوجيه حتى الهدف، وعلى الرامي أيضاً أن يرصد الهدف وصاروخه الموجه في آن واحد من خلال منظاره. وهذا يتطلب دقة كبيرة. كذلك يجب أن يتمتع الرماة بكفاءة عالية وأن يمارسوا تدريباً متواصلاتً. وقد ظهر في هذه الصواريخ عيوب كثيرة لم تكن التكنولوجيا حينذاك قادرة على تلافيها. ومن هذه العيوب:
طريقة التحكم: فطريقة التحكم اليدوية تتطلب من الرامي أن يقوم بثلاث عمليات بآن واحد وهي: أولاً متابعة الهدف، وثانياً متابعة الصاروخ، وثالثاً تعديل مسار الصاروخ عن طريق تحرك عصا التوجيه في كل الاتجاهات. وكان أقل خطأ في التوجيه يؤدي إلى إبعاد الصاروخ عن هدفه.
يتطلب توجيه الصاروخ وجود حساسية مرهفة ومهارة عالية لدى الرماة وتدريباً شاقاً ومتواصلاً لهم إذ أن الانقطاع عن التمرين في إجازة طويلة مثلاً يفقد الرامي بعض الحساسية. كما يتطلب رباطة جأش وبرودة أعصاب. فتوتر الأعصاب قد يفقد الرامي المقدرة على الاستجابة لحركة الصاروخ والهدف.
نتيجة لما سبق لم يكن احتمال الإصابة مضموناً دوماً.
نظراً لأن سرعة تحليق الصاروخ كانت منخفضة فقد أدى ذلك إلى بقاء الرامي مدة طويلة عرضة لنيران العدو.
إن عملية التدريب المكثفة تكلف نفقات باهظة إذ من الضروري أن يطلق الرامي عدة صواريخ قتالية.
2 الجيل الثاني:
أتى الجيل الثاني من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ليعفي الرامي من التحكم في الصاروخ وإدارة مقبض التوجيه. ذلك أن صواريخ هذا الجيل تتمتع بجهاز نصف آلي، وليس على الرامي سوى إبقاء علامة التسديد منطبقة على الهدف حتى وصول الصاروخ إليه. أضف إلى ذلك أن سرعة هذه الصواريخ الموجهة أكبر بكثير من سابقتها مما قلل من مدة تحليقها. ناهيك عن أن شحناتها أصبحت أكثر فاعلية، كما زادت قدرتها على اختراق التدريع.
الجيل الثالث: أفضل نموذج من هذا الجيل الثالث هو الصاروخ الأمريكي الموجه المضاد للدروع (هيل فاير) Hell Fire الذي يتمتع بمدى كبير، ويسهل مهمة الرامي ويوفر جهده وأعصابه، وذلك أنه لا يتطلب سوى التسديد المبدئي نحو الهدف والإطلاق. تبعاً لشعار (ارم وانس) (Fire And Forget) فالصاروخ يتجه تلقائياً نحو الهدف مستهدياً بكاشفه الليزري على الشعاع الليزري الذي يذهب من المنظومة إلى الهدف وينعكس منه إليها، فيكون الشعاع بمثابة خط سير الصاروخ. أما سرعته فتزيد على 4 5 ماك تقريباً وهي تعتبر لذلك سرعة فرط صوتية.
اتجاهات التطوير:
يجرى تطوير الصواريخ المضادة للدروع في عدة اتجاهات بهدف تحقيق المتطلبات الرئيسية السابقة وأهم هذه الاتجاهات:
زيادة المدى: ويتم ذلك بزيادة المادة القاذفة بدون إضافة وزن جديد للصاروخ باستخدام الألياف البصرية (Fibre Optics) الخفيفة بدلاً من سلك التوجيه التقليدي المصنوع من السبائك المعدنية، وتهدف زيادة المدى إلى تمكين الصاروخ من إصابة الدبابة على مسافات أكبر من مدى الضرب المباشر لها، وبالتالي قبل التعرض لنيرانها.
زيادة القدرة على الاختراق: وذلك بزيادة قطر الرأس المدمر (القدرة على الاختراق تعادل من 5 7 أمثال عيار الرأس) وقد بلغ قطر الرأس المدمر للصاروخ (Tow 2B) 152 ملم، وكذلك يمكن زيادة القدرة على الاختراق بتزويد الرأس المدمر للصاروخ بمقدمة أنبوبية بهدف منع الانفجار المبكر للرأس المدمر على الطبقات الخارجية من درع الدبابة، وبالتالي الاستفادة من تأثير الانفجار على الدرع الرئيسي مما يحقق الاختراق، وقد زود الصاروخ (تاو) والصاروخ (هوت) و (ميلان) بتلك المقدمة الأنبوبية.
تطوير أسلوب التوجيه: تجري التجارب لتطوير أسلوب توجيه الصاروخ بركوب الشعاع، وذلك باستخدام الموجات المليمترية بما يسمح بعدم التقيد في المدى بطول سلك التوجيه، وقد استخدمت الولايات المتحدة أسلوب نقل إشارات وأوامر التوجيه للصاروخ باستخدام الألياف البصرية، وذلك لتلافي التشويش على الصاروخ الناتج عن تأثير أي مجال كهربائي على سلك التوجيه وتنقل الأوامر في صورة إشارات ضوئية.
وتتميز الألياف البصرية بإمكانية تداول حجم أكبر من المعلومات عبر سلك مساحة مقطعه أقل من مساحة مقطع سلك التوجيه العادي، وبالإضافة إلى خفة وزنه، مما يساعد على التغلب على مشكلة زيادة حجم الصاروخ لاستيعاب كمية أكبر من السلك، وتزود مقدمة الصاروخ بكاميرا تلفزيونية تقوم بنقل صورة للأرض، ومنطقة الأهداف عبر سلك التوجيه إلى الرامي الذي يقوم باختبار خط المرور المناسب.
زيادة المرونة وخفة الحركة: بتحميل الصاروخ على مركبات خاصة مجهزة أو بتسليح الطائرات العمودية بها.
التوسع في إنتاج الصواريخ المتعددة المهام: مثل الصاروخ المضاد للدروع وللطائرات في نفس الوقت، حتى يمكن مواجهة الأخطار المتنوعة التي تهدد القوات في الميدان، وذلك بأقل قدر من نظم التسليح وبالاقتصاد في القوى والتكاليف.
برامج لتطوير الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
إن انتشار نظم التدريع المتطورة مثل الدروع الرد فعلية (Reactive Armour) في دبابات القتال الرئيسية يعني أن كثيراً من الصواريخ المضادة للدروع. التي تعتمد في تدمير الدبابة على الرؤوس المدمرة شديدة التفجير. أصبحت غير قادرة في الوقت الحاضر على إصابة الدبابة من الأمام. مما حدا بالشركات المنتجة للسلاح لتطوير أجيال جديدة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع تتميز بالسرعة وشدة التدمير لهزيمة الأجيال الحالية والمستقبلية من الدبابات الحديثة. ونستعرض في السطور التالية مجموعة من هذه الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، نذكر منها:
ميلان 3:
يشتمل (ميلان 3) الحديث الذي طورته شركة يورميسال العالمية على رأس مترادف (أي ذو حشوتين مترادفتين) ونظام تحكم شبه آلي نحو خط التسديد ويمتاز بمناعة أكبر ضد التشويش. ويساعد الرأس المترادف المستخدم أيضاً في (ميلان 2 تي) والذي أنتج في 1993م الصاروخ على اختراق الدروع الرد فعلية.
يتألف طاقم (ميلان 3) من شخصين حيث يقوم الثاني بحمل قذائف إضافية ويساعد في نصب وتركيب نظام القاذف، وكل ما يتوجب على الرامي فعله أثناء القتال الإطباق على الهدف حتى ارتطام الصاروخ به، ويولد نظام القذف أوامر التوجيه آلياً لإبقاء الصاروخ على خط نظر الرامي. يستخدم صاروخ (ميلان 3) مصباح (زينون) الومضي المرتبط بنظام استشعاري للتميز في نظام القذف. وعن طريق مزامنة وضبط مصباح الصاروخ مع جهاز التمييز مباشرة قبل الإطلاق، يصبح من المستحيل تقريباً التشويش على نظام التوجيه، فجميع أوامر التوجيه ترسل إلى الصاروخ أثناء طيرانه بوساطة سلك تخانته 0.4 ملم ينحل عن بكرة موجودة داخل الصاروخ.
وحالما يتم إطلاق الصاروخ، يقوم مولد غازي بلفظ الماسورة الحاوية للصاروخ من نظام القذف للسماح بتلقيم ماسورة أخرى. وكما هي الحال في معظم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع تأتي ماسورة الحاوية للصاروخ مختومة من المصنع ولا تتطلب أي تجهيز قبل التلقيم والإطلاق. هذا ويبلغ المدى الأقصى ل (ميلان 3) 2000متر.
كونكرز 9 كيه 113 إم:
يمتاز نظام(Konkurs - 9 K113M) الروسي الذي يماثل بمفهومه وعمله نظام (ميلان) بمدى أقصى يصل حتى 4000 متر. أما رأس كونكرز الحربية البالغ قطرها 135 ملم تحتوي شحنتين مترادفتين ويستطيع أن يخترق وجهاً لوجه درعاً سماكته 750 800 ملم.
كذلك يشبه تصميم نظام قذف كونكرز ذلك الخاص ب (ميلان) عموماً، فهو يتألف من مسند ثلاثي الأرجل يحمل ماسورة القذف ومنظار بيرسكوبي ونظام للتوجيه على الجهة اليسرى. ومن أجل العمليات الليلية وفي الضوء الخافت يمكن للرامي أن يركب جهاز تصوير حراري فوق المنظار البصري. وكما هو الحال في (ميلان) أيضاً، يقوم مولد غازي بدفع الصاروخ من ماسورته قبل اشتغال المحرك الرئيسي للصاروخ مما يساعد نظام القذف على التخفي.
بترخيص من الشركة الأصلية عدلت شركة (بهارات دايناميكي) الهندية وحدة إطلاق كونكرز محلياً لتمكينها من إطلاق صواريخ (ميلان) المصنعة في الهند وأطلقت على هذا الهجين اسم (فليم) (Flame).
تاو 2 بي (بي جي إم 71 إف):
طورت شركة هيوز Hughes الأمريكية نسخة حديثة لنظام (Tow 2B (BGM-71F) وزودت هذه النسخة برأس حربي يهاجم الدروع من الأعلى على خلاف النسخ الأقدم ذات الهجوم المباشر. وتشتمل الرأس على حشوتين خارقتين تطلقان باتجاه الأسفل بوساطة صمامة مغناطيسية بصرية تستشعر الهدف عندما يصبح الصاروخ فوقه. وهذا يضمن مهاجمة العربات المدرعة من أضعف نقطة فيها.
أما النسخة Tow 2A (BGM-71E) فقد زودت برأس HEAT الحربية 152 ملم شديدة الانفجار للهجوم المباشر المجهز بمجس في مقدمته ويحمل شحنة تمهيدية لتدمير الدرع الردي الفعل. كذلك احتوى Tow 2 (BGM-71D) الأقدم على مجس أمامي لتوفير أفضل مسافة للرأس الحربية شديدة الانفجار (من خارج مدى الدفاعات المعادية). ويبلغ المدى الأقصى لجميع النسخ 3750 متر حيث يمكن إطلاقها من قاذف مثبت على الأرض كما يمكن إطلاقها من الحوامات أو من على متن العربات. تجدر الإشارة إلى أنه يجري الآن تطوير لنظام الصاروخ المتقدم (FOTT) ليحل محل الصاروخ (Tow) وهو صاروخ بعيد المدى يستخدم الألياف البصرية في التوجيه ويتميز بدرجة عالية من التدمير، وسوف تجهز به وحدات المشاة الخفيفة وهو من نوع (ارم وانس).
جافلين:
طورت شركة تكساس إنسترومنتس Texas Instrument بالتعاون مع لوكهيد مارتن Lockheed Martin نظام جافلين Javelin الخفيف القابل للحمل بوساطة شخص واحد والذي يصل وزنه 3.22 كلج لصالح الجيش الأمريكي.
يمتاز صاروخ جافلين المضاد للدروع بأنه يعمل على مبدأ (ارم وانس) ويشتبك بصورة آلية مع أي هدف يختاره الرامي بمساعدة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء. ويبلغ مدى النظام 2000 متر.
تحتوي وحدة إطلاق جافلين الآلية على منظار ليلي الذي يثبت على ماسورة الإطلاق ويستخدم لمسح منطقة الهدف. لتسديد الصاروخ، يقوم الرامي ببساطة، بتطبيق تقاطع شبكية المنظار على الهدف المقصود وبعد الإقفال يطلق الصاروخ. ويمتاز جافلين أيضاً بإطلاقه (اللطيف) مما يتيح استخدامه من داخل الأبنية.
يتخذ جافلين مساراً غاطساً أي أنه ينقض على هدفه من الأعلى، لكنه في الوقت ذاته يمتلك خيار انتقاء طريقة الهجوم المباشر ضد الأهداف. ويدعي المصنعون بأن رأسه الحربية المترادفة تستطيع خرق أصعب الأهداف المتحركة والثابتة.
ماكام:
يمتاز نظام ماكام MACAM المضاد للدروع الذي طورته شركة جيكونسا Gyconsa الإسبانية بالتعاون مع شركة هيوز Hughes الأمريكية والذي ينتمي للجيل الثالث ويطلق من على الكتف بامتلاكه لوصلة بيانية ليفية بصرية وجهاز للتصوير بالأشعة تحت الحمراء من أجل توجيهه على طريقة (ارم وانس). ويبلغ مدى ماكام الأقصى 5000 متر.
يتخذ ماكام إما مسار هجوم مباشر أو مساراً عالياً يسمح له بالانقضاض على هدفه من الأعلى مستخدماً في هذه الحالة رأساً حربياً ذو حشوتين منضدتين مترادفتين يميل باتجاه الأسفل.
بيل 2:
اشتهر نظام بيل Bill الذي طورته شركة بوفرز السويدية في عام 1987م بأنه كان أول صاروخ ذو رأس مائل نحو الأسفل وهاجم الدبابات من الأعلى ويمتاز بامتلاكه لرأس حربي شديد الانفجار 150 ملم يمكنه أن يطير على ارتفاع 57.0م فوق خط نظر الرامي لضمان طيرانه فوق الهدف. يصحح توجيه الصاروخ أثناء الطيران باستخدام التوجيه شبه الآلي نحو خط التسديد بالاستفادة من التوجيه السلكي ومرشد التوجيه الليزري. وقد تم تطوير جهاز تصوير حراري يركب على النظام من أجل العمل أثناء الليل وفي أحوال الرؤية السيئة. إثر ظهور الدرع الردي الفعل طورت الشركة Bill-2 ذو الرأس الحربي المعدل الذي يحتوي على شحنتين مترادفتين.
يحافظ (بيل 2) على مساره العلوي ويطلق حشوة تمهيدية 80 ملم موجودة في مقدمته حال مروره فوق الهدف، وهذه الحشوة مائلة في الحقيقة نحو الوراء قليلاً كي تستطيع تدمير أي درع إضافي ردي الفعل يحمي نقطة التصويب على الدرع الرئيسي. ويبلغ مدى (بيل 2) 2200 متر=>منقول م عبدالحميد شقير
ومع نشوب الحرب العالمية الثانية واستخدام مدرعات أكثر تسلحاً وتطوراً، نشطت الجهود لتطوير الأسلحة المضادة للدبابات، إلا أن تطوير الدبابات لم يتوقف نظراً لأهمية بقائها كسلاح حسم في المعركة البرية.
ومع تطور الدبابات وزيادة سمك دروعها، ووصول مواسير المدافع إلى حدود لا يمكن تجاوزها لزيادة السرعة الفوهية للمقذوفات، وبعد أن أصبحت المقذوفات غير الموجهة المضادة للدبابات مثل (آر بي جي) (RBJ) غير قادرة على التعامل مع الدروع الحديثة، كان من الضروري أن يتطور السلاح المضاد لتزويد قدرته على الاختراق، ونتج عن ذلك تطوير الأجيال المختلفة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع.
مفهوم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للدروع هي جملة الوسائط القتالية والتقنية التي تؤمن تدمير الأهداف المدرعة باستخدام الصواريخ الموجهة. ويدخل فيها: القاذف، والصاروخ، وجهاز الفحص والصيانة.
يتألف القاذف من منصة الإطلاق وجهاز التسديد (المنظار) ولوحة القيادة والتوجيه لإرسال الإيعازات إلى الصاروخ. ويمكن أن يكون القاذف محمولاً على الكتف أو منقولاً على عربة أو حوامة.. إلخ.يتألف الصاروخ من رأس حربي وجنيحات وزعانف للتوازن والاستقرار، ومحرك صاروخ وأسلاك لنقل الأوامر.
أما جهاز الفحص والصيانة فهو عبارة عن عربة يتم فيها تحضير الصاروخ وفحصه.
المتطلبات الرئيسية للصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
حتى تتمكن الصواريخ الموجهة المضادة للدروع من مواجهة تطور الدروع المعادية فإن هناك متطلبات رئيسية يجب أن تتوفر لهذه الصواريخ وأهمها ما يلي:
1 قدرة تدميرية عالية يمكن تحقيقها عن طريق:
نسبة عالية لاحتمال الإصابة وهذا يتوقف على سرعة الصاروخ بالنسبة للهدف، وكذلك على قدرة الصاروخ على المناورة، ودرجة الآلية العالية التي تقلل من دور الرامي.
قوة تدمير عالية نتيجة حجم الرأس المدمرة، وقدرتها على الاختراق بالإضافة إلى المعدل العالي للضرب.
القدرة على العمل في الظروف المتغيرة ويتوقف ذلك على القدرة على تمييز الأهداف ليلاً والقدرة على مقاومة أعمال الإعاقة.
2 القدرة على البقاء نتيجة:
ضعف احتمال إصابة قاعدة الإطلاق ويتحقق ذلك عندما يكون مدى الصاروخ أطول من مدى أسلحة الدبابات المعادية.
صعوبة اكتشاف مكونات النظام.
إمكانية التحميل على مركبات خفيفة ذات قدرة كبيرة على المناورة.
إمكانية الإستخدام مع المشاة والطائرات العمودية بدون الحاجة إلى تعديلات في الصاروخ نفسه.
سهولة التدريب والاستخدام والصيانة والإصلاح.
درجة وثوقية عالية .(High Reliability)
تصنيفات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
التصنيف الأول: وتقسم حسب سرعتها إلى صواريخ بسرعة دون الصوتية وصواريخ فوق الصوتية. ومعظم الصواريخ ذات سرعة دون صوتية مما يسمح باستخدام طريقة بسيطة لنقل الأوامر بالأسلاك. أما السرعة فوق الصوتية فتستخدم في القواذف المنقولة على العربات أو الحوامات وحيث تنتقل الأوامر إلى الصاروخ باللاسلكي أو بالأشعة تحت الحمراء أو بالليزر وأخيراً التوجيه بأسلوب (اضرب وانس).
التصنيف الثاني: وتقسم حسب مداها إلى بعيدة المدى فوق 2000م، ومتوسطة المدى من 1000 حتى 2000، وقريبة المدى دون 1000م.
التصنيف الثالث: وتقسم حسب طريقة التحكم بها إلى ثلاثة أنواع: التحكم اليدوي، والتحكم النصف آلي، والتحكم الآلي.
الطريقة الأولى التحكم اليدوي: وفيه يرصد الرامي باستمرار تحرك الهدف ومسار الصاروخ بواسطة المنظار. ويحدد بالنظر انحراف الصاروخ عن خط التسديد ثم يحرك عصا التوجيه بالمدى والاتجاه بما يعادل هذا الانحراف. وبتحريك هذه العصا تنتج إشارات كهربائية وتنتقل إلى الصاروخ على خطوط اتصال مختلفة منها السلكية واللاسلكية وبالأشعة تحت الحمراء والليزر (لكن الغالبية العظمى في الصواريخ من الجيل الأول سلكية). وتصل الإشارات الكهربائية إلى أجهزة التحليل في الصاروخ وتتحول إلى أوامر تصل إلى جنيحات وزعانف الصاروخ فتحركها وتعدل من مسار الصاروخ حسب الوجهة المطلوبة.
الطريقة الثانية التحكم النصف آلي: وفيها يكتفي الرامي بتتبع حركة الهدف فقط عن طريق تصويب المنظار نحو الهدف ونقل خط التسديد باستمرار وفقاً لحركة الهدف. ولا يوجد في هذه الطريقة عصا توجيه، بل يمتطي الصاروخ حزمة الأشعة الصادرة عن نظام التسديد والمتجهة نحو الهدف. وإذا كان الرامي في التحكم اليدوي هو الذي يحسب انحراف الصاروخ عن الهدف بتحريك عصا التوجيه ففي الطريقة الثانية يجرى تحديد انحراف الصاروخ عن خط التسديد وإعداد إيعازات القيادة (الإشارات الكهربائية) بصورة آلية ضمن جهاز القيادة استناداً لاتجاه منظار التسديد فقط.
الطريقة الثالثة التحكم الآلي: وفيها يقتصر عمل الرامي على اختيار الهدف والضغط على الزناد. فيتوجه الصاروخ بصورة آلية نحو الهدف. ويتم ذلك إما برأس التوجيه الذاتي أو بمساعدة أجهزة رادارية تتبع الهدف تلقائياً ويمتطي الصاروخ أشعتها.
يستخدم في الصواريخ الموجهة المضادة للدروع محركات تعمل على الوقود الصلب الذي يؤمن ضمانة عالية في العمل وإمكانية حفظ الصاروخ لمدة طويلة. وأهم مزايا الصواريخ الموجهة المضادة للدروع دقتها العالية في إصابة الأهداف المتحركة (70 90%) والقدرة العالية على الخرق 700 ملم وسطياً (وقد تجاوزت مؤخراً 1000ملم)، والمدى الكبير للطيران (حتى 5 كلم) وإمكان الإطلاق من مكان يبعد 50 80 م عن مربض الصاروخ.. إلخ.
التصنيف الرابع: وتقسم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع إلى أجيال:
1 الجيل الأول: وهي الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ذات التوجيه السلكي التي يجب على الرامي أن يتحكم في توجيهها يدوياً بواسطة عصا التوجيه حتى الهدف، وعلى الرامي أيضاً أن يرصد الهدف وصاروخه الموجه في آن واحد من خلال منظاره. وهذا يتطلب دقة كبيرة. كذلك يجب أن يتمتع الرماة بكفاءة عالية وأن يمارسوا تدريباً متواصلاتً. وقد ظهر في هذه الصواريخ عيوب كثيرة لم تكن التكنولوجيا حينذاك قادرة على تلافيها. ومن هذه العيوب:
طريقة التحكم: فطريقة التحكم اليدوية تتطلب من الرامي أن يقوم بثلاث عمليات بآن واحد وهي: أولاً متابعة الهدف، وثانياً متابعة الصاروخ، وثالثاً تعديل مسار الصاروخ عن طريق تحرك عصا التوجيه في كل الاتجاهات. وكان أقل خطأ في التوجيه يؤدي إلى إبعاد الصاروخ عن هدفه.
يتطلب توجيه الصاروخ وجود حساسية مرهفة ومهارة عالية لدى الرماة وتدريباً شاقاً ومتواصلاً لهم إذ أن الانقطاع عن التمرين في إجازة طويلة مثلاً يفقد الرامي بعض الحساسية. كما يتطلب رباطة جأش وبرودة أعصاب. فتوتر الأعصاب قد يفقد الرامي المقدرة على الاستجابة لحركة الصاروخ والهدف.
نتيجة لما سبق لم يكن احتمال الإصابة مضموناً دوماً.
نظراً لأن سرعة تحليق الصاروخ كانت منخفضة فقد أدى ذلك إلى بقاء الرامي مدة طويلة عرضة لنيران العدو.
إن عملية التدريب المكثفة تكلف نفقات باهظة إذ من الضروري أن يطلق الرامي عدة صواريخ قتالية.
2 الجيل الثاني:
أتى الجيل الثاني من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ليعفي الرامي من التحكم في الصاروخ وإدارة مقبض التوجيه. ذلك أن صواريخ هذا الجيل تتمتع بجهاز نصف آلي، وليس على الرامي سوى إبقاء علامة التسديد منطبقة على الهدف حتى وصول الصاروخ إليه. أضف إلى ذلك أن سرعة هذه الصواريخ الموجهة أكبر بكثير من سابقتها مما قلل من مدة تحليقها. ناهيك عن أن شحناتها أصبحت أكثر فاعلية، كما زادت قدرتها على اختراق التدريع.
الجيل الثالث: أفضل نموذج من هذا الجيل الثالث هو الصاروخ الأمريكي الموجه المضاد للدروع (هيل فاير) Hell Fire الذي يتمتع بمدى كبير، ويسهل مهمة الرامي ويوفر جهده وأعصابه، وذلك أنه لا يتطلب سوى التسديد المبدئي نحو الهدف والإطلاق. تبعاً لشعار (ارم وانس) (Fire And Forget) فالصاروخ يتجه تلقائياً نحو الهدف مستهدياً بكاشفه الليزري على الشعاع الليزري الذي يذهب من المنظومة إلى الهدف وينعكس منه إليها، فيكون الشعاع بمثابة خط سير الصاروخ. أما سرعته فتزيد على 4 5 ماك تقريباً وهي تعتبر لذلك سرعة فرط صوتية.
اتجاهات التطوير:
يجرى تطوير الصواريخ المضادة للدروع في عدة اتجاهات بهدف تحقيق المتطلبات الرئيسية السابقة وأهم هذه الاتجاهات:
زيادة المدى: ويتم ذلك بزيادة المادة القاذفة بدون إضافة وزن جديد للصاروخ باستخدام الألياف البصرية (Fibre Optics) الخفيفة بدلاً من سلك التوجيه التقليدي المصنوع من السبائك المعدنية، وتهدف زيادة المدى إلى تمكين الصاروخ من إصابة الدبابة على مسافات أكبر من مدى الضرب المباشر لها، وبالتالي قبل التعرض لنيرانها.
زيادة القدرة على الاختراق: وذلك بزيادة قطر الرأس المدمر (القدرة على الاختراق تعادل من 5 7 أمثال عيار الرأس) وقد بلغ قطر الرأس المدمر للصاروخ (Tow 2B) 152 ملم، وكذلك يمكن زيادة القدرة على الاختراق بتزويد الرأس المدمر للصاروخ بمقدمة أنبوبية بهدف منع الانفجار المبكر للرأس المدمر على الطبقات الخارجية من درع الدبابة، وبالتالي الاستفادة من تأثير الانفجار على الدرع الرئيسي مما يحقق الاختراق، وقد زود الصاروخ (تاو) والصاروخ (هوت) و (ميلان) بتلك المقدمة الأنبوبية.
تطوير أسلوب التوجيه: تجري التجارب لتطوير أسلوب توجيه الصاروخ بركوب الشعاع، وذلك باستخدام الموجات المليمترية بما يسمح بعدم التقيد في المدى بطول سلك التوجيه، وقد استخدمت الولايات المتحدة أسلوب نقل إشارات وأوامر التوجيه للصاروخ باستخدام الألياف البصرية، وذلك لتلافي التشويش على الصاروخ الناتج عن تأثير أي مجال كهربائي على سلك التوجيه وتنقل الأوامر في صورة إشارات ضوئية.
وتتميز الألياف البصرية بإمكانية تداول حجم أكبر من المعلومات عبر سلك مساحة مقطعه أقل من مساحة مقطع سلك التوجيه العادي، وبالإضافة إلى خفة وزنه، مما يساعد على التغلب على مشكلة زيادة حجم الصاروخ لاستيعاب كمية أكبر من السلك، وتزود مقدمة الصاروخ بكاميرا تلفزيونية تقوم بنقل صورة للأرض، ومنطقة الأهداف عبر سلك التوجيه إلى الرامي الذي يقوم باختبار خط المرور المناسب.
زيادة المرونة وخفة الحركة: بتحميل الصاروخ على مركبات خاصة مجهزة أو بتسليح الطائرات العمودية بها.
التوسع في إنتاج الصواريخ المتعددة المهام: مثل الصاروخ المضاد للدروع وللطائرات في نفس الوقت، حتى يمكن مواجهة الأخطار المتنوعة التي تهدد القوات في الميدان، وذلك بأقل قدر من نظم التسليح وبالاقتصاد في القوى والتكاليف.
برامج لتطوير الصواريخ الموجهة المضادة للدروع:
إن انتشار نظم التدريع المتطورة مثل الدروع الرد فعلية (Reactive Armour) في دبابات القتال الرئيسية يعني أن كثيراً من الصواريخ المضادة للدروع. التي تعتمد في تدمير الدبابة على الرؤوس المدمرة شديدة التفجير. أصبحت غير قادرة في الوقت الحاضر على إصابة الدبابة من الأمام. مما حدا بالشركات المنتجة للسلاح لتطوير أجيال جديدة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع تتميز بالسرعة وشدة التدمير لهزيمة الأجيال الحالية والمستقبلية من الدبابات الحديثة. ونستعرض في السطور التالية مجموعة من هذه الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، نذكر منها:
ميلان 3:
يشتمل (ميلان 3) الحديث الذي طورته شركة يورميسال العالمية على رأس مترادف (أي ذو حشوتين مترادفتين) ونظام تحكم شبه آلي نحو خط التسديد ويمتاز بمناعة أكبر ضد التشويش. ويساعد الرأس المترادف المستخدم أيضاً في (ميلان 2 تي) والذي أنتج في 1993م الصاروخ على اختراق الدروع الرد فعلية.
يتألف طاقم (ميلان 3) من شخصين حيث يقوم الثاني بحمل قذائف إضافية ويساعد في نصب وتركيب نظام القاذف، وكل ما يتوجب على الرامي فعله أثناء القتال الإطباق على الهدف حتى ارتطام الصاروخ به، ويولد نظام القذف أوامر التوجيه آلياً لإبقاء الصاروخ على خط نظر الرامي. يستخدم صاروخ (ميلان 3) مصباح (زينون) الومضي المرتبط بنظام استشعاري للتميز في نظام القذف. وعن طريق مزامنة وضبط مصباح الصاروخ مع جهاز التمييز مباشرة قبل الإطلاق، يصبح من المستحيل تقريباً التشويش على نظام التوجيه، فجميع أوامر التوجيه ترسل إلى الصاروخ أثناء طيرانه بوساطة سلك تخانته 0.4 ملم ينحل عن بكرة موجودة داخل الصاروخ.
وحالما يتم إطلاق الصاروخ، يقوم مولد غازي بلفظ الماسورة الحاوية للصاروخ من نظام القذف للسماح بتلقيم ماسورة أخرى. وكما هي الحال في معظم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع تأتي ماسورة الحاوية للصاروخ مختومة من المصنع ولا تتطلب أي تجهيز قبل التلقيم والإطلاق. هذا ويبلغ المدى الأقصى ل (ميلان 3) 2000متر.
كونكرز 9 كيه 113 إم:
يمتاز نظام(Konkurs - 9 K113M) الروسي الذي يماثل بمفهومه وعمله نظام (ميلان) بمدى أقصى يصل حتى 4000 متر. أما رأس كونكرز الحربية البالغ قطرها 135 ملم تحتوي شحنتين مترادفتين ويستطيع أن يخترق وجهاً لوجه درعاً سماكته 750 800 ملم.
كذلك يشبه تصميم نظام قذف كونكرز ذلك الخاص ب (ميلان) عموماً، فهو يتألف من مسند ثلاثي الأرجل يحمل ماسورة القذف ومنظار بيرسكوبي ونظام للتوجيه على الجهة اليسرى. ومن أجل العمليات الليلية وفي الضوء الخافت يمكن للرامي أن يركب جهاز تصوير حراري فوق المنظار البصري. وكما هو الحال في (ميلان) أيضاً، يقوم مولد غازي بدفع الصاروخ من ماسورته قبل اشتغال المحرك الرئيسي للصاروخ مما يساعد نظام القذف على التخفي.
بترخيص من الشركة الأصلية عدلت شركة (بهارات دايناميكي) الهندية وحدة إطلاق كونكرز محلياً لتمكينها من إطلاق صواريخ (ميلان) المصنعة في الهند وأطلقت على هذا الهجين اسم (فليم) (Flame).
تاو 2 بي (بي جي إم 71 إف):
طورت شركة هيوز Hughes الأمريكية نسخة حديثة لنظام (Tow 2B (BGM-71F) وزودت هذه النسخة برأس حربي يهاجم الدروع من الأعلى على خلاف النسخ الأقدم ذات الهجوم المباشر. وتشتمل الرأس على حشوتين خارقتين تطلقان باتجاه الأسفل بوساطة صمامة مغناطيسية بصرية تستشعر الهدف عندما يصبح الصاروخ فوقه. وهذا يضمن مهاجمة العربات المدرعة من أضعف نقطة فيها.
أما النسخة Tow 2A (BGM-71E) فقد زودت برأس HEAT الحربية 152 ملم شديدة الانفجار للهجوم المباشر المجهز بمجس في مقدمته ويحمل شحنة تمهيدية لتدمير الدرع الردي الفعل. كذلك احتوى Tow 2 (BGM-71D) الأقدم على مجس أمامي لتوفير أفضل مسافة للرأس الحربية شديدة الانفجار (من خارج مدى الدفاعات المعادية). ويبلغ المدى الأقصى لجميع النسخ 3750 متر حيث يمكن إطلاقها من قاذف مثبت على الأرض كما يمكن إطلاقها من الحوامات أو من على متن العربات. تجدر الإشارة إلى أنه يجري الآن تطوير لنظام الصاروخ المتقدم (FOTT) ليحل محل الصاروخ (Tow) وهو صاروخ بعيد المدى يستخدم الألياف البصرية في التوجيه ويتميز بدرجة عالية من التدمير، وسوف تجهز به وحدات المشاة الخفيفة وهو من نوع (ارم وانس).
جافلين:
طورت شركة تكساس إنسترومنتس Texas Instrument بالتعاون مع لوكهيد مارتن Lockheed Martin نظام جافلين Javelin الخفيف القابل للحمل بوساطة شخص واحد والذي يصل وزنه 3.22 كلج لصالح الجيش الأمريكي.
يمتاز صاروخ جافلين المضاد للدروع بأنه يعمل على مبدأ (ارم وانس) ويشتبك بصورة آلية مع أي هدف يختاره الرامي بمساعدة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء. ويبلغ مدى النظام 2000 متر.
تحتوي وحدة إطلاق جافلين الآلية على منظار ليلي الذي يثبت على ماسورة الإطلاق ويستخدم لمسح منطقة الهدف. لتسديد الصاروخ، يقوم الرامي ببساطة، بتطبيق تقاطع شبكية المنظار على الهدف المقصود وبعد الإقفال يطلق الصاروخ. ويمتاز جافلين أيضاً بإطلاقه (اللطيف) مما يتيح استخدامه من داخل الأبنية.
يتخذ جافلين مساراً غاطساً أي أنه ينقض على هدفه من الأعلى، لكنه في الوقت ذاته يمتلك خيار انتقاء طريقة الهجوم المباشر ضد الأهداف. ويدعي المصنعون بأن رأسه الحربية المترادفة تستطيع خرق أصعب الأهداف المتحركة والثابتة.
ماكام:
يمتاز نظام ماكام MACAM المضاد للدروع الذي طورته شركة جيكونسا Gyconsa الإسبانية بالتعاون مع شركة هيوز Hughes الأمريكية والذي ينتمي للجيل الثالث ويطلق من على الكتف بامتلاكه لوصلة بيانية ليفية بصرية وجهاز للتصوير بالأشعة تحت الحمراء من أجل توجيهه على طريقة (ارم وانس). ويبلغ مدى ماكام الأقصى 5000 متر.
يتخذ ماكام إما مسار هجوم مباشر أو مساراً عالياً يسمح له بالانقضاض على هدفه من الأعلى مستخدماً في هذه الحالة رأساً حربياً ذو حشوتين منضدتين مترادفتين يميل باتجاه الأسفل.
بيل 2:
اشتهر نظام بيل Bill الذي طورته شركة بوفرز السويدية في عام 1987م بأنه كان أول صاروخ ذو رأس مائل نحو الأسفل وهاجم الدبابات من الأعلى ويمتاز بامتلاكه لرأس حربي شديد الانفجار 150 ملم يمكنه أن يطير على ارتفاع 57.0م فوق خط نظر الرامي لضمان طيرانه فوق الهدف. يصحح توجيه الصاروخ أثناء الطيران باستخدام التوجيه شبه الآلي نحو خط التسديد بالاستفادة من التوجيه السلكي ومرشد التوجيه الليزري. وقد تم تطوير جهاز تصوير حراري يركب على النظام من أجل العمل أثناء الليل وفي أحوال الرؤية السيئة. إثر ظهور الدرع الردي الفعل طورت الشركة Bill-2 ذو الرأس الحربي المعدل الذي يحتوي على شحنتين مترادفتين.
يحافظ (بيل 2) على مساره العلوي ويطلق حشوة تمهيدية 80 ملم موجودة في مقدمته حال مروره فوق الهدف، وهذه الحشوة مائلة في الحقيقة نحو الوراء قليلاً كي تستطيع تدمير أي درع إضافي ردي الفعل يحمي نقطة التصويب على الدرع الرئيسي. ويبلغ مدى (بيل 2) 2200 متر=>منقول م عبدالحميد شقير
تعليق