11:11
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كبر الخط - صغر الخط - الإفتراضي
غزة-دنيا الوطن
يكافح الشاب ياسر أبو فارس (30 عاماً) من مدينة غزة، و'أبو هيثم' (50 عاماً) من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة ، 'للتعايش' مع مرض السكري الذي أصابهما قبل أكثر من عشرين عاماً.
فقد أصيب ياسر بالسكري وهو في العاشرة من عمره، ومازال يتلقى العلاج بالمجان في عيادة تابعة لوكالة الغوث'. فيما أصيب أبو 'هيثم' بالسكري عندما كان عمره في (28 عاماً)، وقال: 'أنا أواظب على تلقي العلاج اللازم لمواجهة هذا المرض في إحدى عيادات 'الأونروا' في مخيم جباليا'.
أبو فارس كان واحدا ضمن عشرات المراجعين من مرضى السكري ازدحمت بهم عيادة 'السويدي' التابعة لوكالة الغوث في مدينة غزة، بانتظار السماح لهم بالدخول على الطبيب المعالج.
وينتشر مرض السكري بصمت في المجتمع الغزي حيث أصاب أعداداً كبيرة من الصغار والكبار، وتقوم الجهات الصحية المعنية بمكافحته.
وأكدت مصادر طبية، أن 'السكري' هو المرض الأول ضمن الأمراض المزمنة المنتشرة في فلسطين، معلنة عن وجود أكثر من خمسة وخمسين مواطناً مصابون بهذا المرض في قطاع غزة يتلقون العلاج في عيادات تابعة لوزارة الصحة ووكالة الغوث الدولية.
وعرّف الدكتور وهيب الداهوك استشاري أمراض السكري والغدد الصماء، نائب رئيس الجمعية الفلسطينية لأمراض السكري، السّكري بأنه مرض مزمن ينتج عن نقص هرمون الأنسولين أو عدم فاعليته أو الاثنين معاً مما يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ومن أسباب الإصابة بمرض السكري، لفت الداهوك إلى أن هناك عدة أسباب منها الوراثة والبدانة وتناول النشويات بكثرة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة وكثرة الحمل المتكرر عند السيدات، إضافة إلى الضغوط النفسية والتوترات العصبية.
وعدّد الداهوك أعراض المرض وهي: الشعور الدائم بالعطش وكثرة التبول، إضافة إلى الإصابة بالفطريات خاصة في مناطق الجهاز التناسلي، وكذلك جفاف الجلد والشعور بالإرهاق والتعب.
وعن أنواع مرض السكري، أوضح أن هناك نوعين من المرض الأول: كان يسمى بسكري الأطفال (من الميلاد حتى 30 عاماً)، ومن أعراضه نحافة الجسم، بينما النوع الثاني كان يسمى بسكري كبار السن (من 30 عاماً فما فوق)، ومن أعراضه زيادة الوزن (البدانة).
وحول انتشار المرض في فلسطين، يوضح الأخصائي الداهوك افتقار قطاع غزة إلى إحصائيات دقيقة وتسجيلات حقيقة لعدد المصابين في المرض، ويقول: إن هناك حالتين غير مكتشفتين مقابل كل حالة مكتشفة، واعتبرها نسباً خطيرة وحساسة تستدعي اتخاذ جملة من الإجراءات الحاسمة لوقف انتشار المرض..
ويكشف يوسف أبو رحمة من دائرة الأمراض المزمنة في وزارة الصحة، النقاب عن أن عدد مرضى السكري المسجلين في مراكز الرعاية الأولية التابعة للوزارة في قطاع غزة بلغ في آخر إحصائية لعام 2007 حوالي 30 ألف مريض، مشيراً إلى أن عدد الحالات المرضية المترددة على هذه المراكز (من عيادات كبيرة وصغيرة) حوالي 1300 حالة شهرياً.
ويبين أبو رحمة أن عدد الحالات التي يتم كشفها شهرياً تتراوح ما بين 5-10 حالات لكل عيادة والبالغ عددها 53 عيادة موزعة على محافظات القطاع.
وعن عدد الحالات المرضية المسجلة لدى 'الأونروا'، يورد الدكتور علي الجيش مدير مراقبة الأمراض في المنظمة الأممية، أن الإحصائية الرسمية لعام 2007 هو 23301 مريض، يتلقون العلاج اللازم في 26 عيادة موزعة على جميع محافظات قطاع غزة، لكنه أكد أن الأرقام ربما أكثر من ذلك لعدم اكتشافها حتى الآن.
ويقول الدكتور الجيش: إن عدد الحالات المرضية المترددة شهرياً على عيادات الوكالة البالغة (16 عيادة) يبلغ حوالي 15 ألف مريض.. موضحاً أنه يتم كل شهر اكتشاف 490 حالة عن طريق ما سماه 'النظام النشيط'، أي البحث عن المرض، أو عن طريق الفحوصات في العيادات.
ويتوزع عدد مرضى السكري المسجلين لدى عيادات الحكومة، حسبما يذكر أبو رحمة، في محافظات غزة كالتالي، في المرتبة الأولى محافظة غزة يليها محافظات الشمال والوسطى وخان يونس ورفح، لكنه يقر في الوقت نفسه بعدم توافر إحصائيات دقيقة وحديثة حول توزيع المرض حسب الجنس والعمر ونوع المرض.
ووزع الدكتور الجيش هذه الأعداد المسجلة لدى 'الأونروا' حسب نوع المرض، كالتالي: النوع الأول من المرض يشكل 7% من عدد الحالات المسجلة، بينما النوع الثاني يشكل ما نسبته 93%، أما بالنسبة لتوزيع هذه الحالات حسب الجنس، فيبين الجيش أن 64% منها هم إناث و36% هم من الذكور.
وحسب المحافظات، كان توزيع المرضى وفقاً للدكتور الجيش كالتالي، احتلت محافظة غزة المرتبة الأولى (7814 حالة)، تلتها محافظة الوسطى (4878 حالة) ثم محافظتي الشمال (3623 حالة) وخان يونس (3536 حالة) وأخيراً محافظة رفح (3450 حالة).
كما وزع مدير مراقبة الأمراض في وكالة الغوث، الحالات المرضية حسب الفئة العمرية، حيث شكلت الفئة الأولى (دون العشرون عاماً) ما نسبته 1%، والفئة الثانية (20-39 عاماً) 10% والفئة الثالثة (40-59 عاماً) 50% والفئة الرابعة (60عاماً فما فوق) 39%.
واعتبر الدكتور الداهوك السكري من الأمراض القاتلة إذا حصلت مضاعفات خطيرة لدى المريض ومنها: تأثر شبكية العين (الاعتلال الشبكي)، واعتلال الكلى والأعصاب، علاوة على الجلطات الدماغية وجلطات الشريان التاجي في القلب والقدم السكرية ما يؤدي إلى بتر في الأطراف، مشيراً إلى أنه يمكن تنظيم نسبة السكر لدى المريض والسيطرة عليها حتى نتفادى حدوث هذه المضاعفات.
في هذا السياق، كشف أبو رحمة أن معدل الوفيات من المرضى المصابين بالسكري سنوياً يتراوح ما بين 13-15% من كل 100 ألف نسمة، مرجعاً سبب ذلك لأسباب كثيرة منها: عدم العناية والمتابعة الجيدة والكافية لهؤلاء المرضى خاصة كبار السن (65 سنة فما فوق) الذين يشكلون أكثر نسبة من عدد المرضى الكلي، فيما كشف الدكتور الجيش النقاب عن وفاة 692 مريضاً كانوا يتلقون العلاج في عيادات 'الأونروا' خلال عام 2007.
وأكد الدكتور الجيش أن هذا ليس هو الرقم الصحيح فهناك حالات توفيت لم يقم ذووها بتبليغ الجهات المختصة بحالة الوفاة، مبيناً أن معظم المتوفين أعمارهم تتجاوز الستون عاماً.
وحول توفر الفحوصات والعلاجات لمرضى السكري في قطاع غزة، أعلن الدكتور الداهوك أن الفحوصات والعلاجات (الأقراص الفموية والأنسولين) متوفرة في المستشفيات والعيادات التابعة للحكومة ولوكالة الغوث.
وعن دور وزارة الصحة قال أبو رحمة: إن الوزارة توفر الفحص والعلاج مقابل دفع رسوم للمرضى المؤمنين وغير المؤمنين، لكن الوضع مختلف في وكالة الغوث، حيث الفحوصات والعلاج بالمجان، كما قال الدكتور الجيش.
وعن العراقيل وأهم المشاكل التي تواجه عمل الجهات المختصة لمواجهة مرض السكري في قطاع غزة، أكد الدكتور الداهوك، أن الحصار الإسرائيلي أثر بشكل كبير على القطاع الصحي الفلسطيني، وبالتالي قلة توافر الأدوية والعقاقير الطبية، ومنها الخاصة بمرضى السكري لاسيما في مستشفيات وعيادات القطاع الحكومي.
لكن كان للدكتور الجيش رأي آخر في هذا الجانب، وقال: هناك إشكاليات تقع من قبل المرضى وتتمثل في تلقيهم العلاج والمتابعة في عيادات الحكومة والوكالة، مؤكداً أن ذلك العمل يحدث خللاً وازدواجية لدى المريض نفسه، إضافة الى هدر الموارد كالأدوية.
وحول التنسيق بين وكالة الغوث ووزارة الصحة الفلسطينية، أشار الدكتور الجيش إلى وجود تعاون لكنه ليس بالمستوى المطلوب، معرباً عن أمله بزيادة هذا التعاون في جميع المجالات للتغلب على هذا المرض.
وبعيداً عن العلاج بالأدوية التقليدية لمرضى السكري، كان للدكتور جميل النباهين أخصائي الأعشاب الطبية والرجيم وسيلة أخرى لإمكانية علاج مرضى السكري.
وأكد النباهين أن هناك مجموعة من الأغذية والأعشاب تقلل من مستوى السكر بالدم مثل: الحلبة والترمس والكرنب والشيح وحبة البركة، مشدداً على أنه لا يمكن الاعتماد على هذه الأعشاب بشكل كامل في علاج مرض السكر، ويجب مراجعة الطبيب المختص قبل استخدام أي عشب ومعرفة مفعوله وأثاره الجانبية.
وعن طرق الوقاية من مرض السكري، نصح الداهوك المرضى بإتباع الحمية الغذائية وتقليل تناول النشويات والدهون، ممارسة الرياضة يومياً، تناول الدواء حسب وصفة الطبيب المعالج والمتابعة في المراكز الصحية بصورة يومية.
وأكد المسؤولية متبادلة للحد من انتشار المرض وتقع على المواطنين أنفسهم من خلال إجراءات الفحوصات الدورية للكشف المبكر ومراجعة الطبيب المختص، وتقع أيضاً على المسئولين، ومختلف الجهات الصحية من خلال نشر التوعية اللازمة وإجراء الفحوصات لكافة المراجعين.
وناشد صنّاع القرار في فلسطين التيقظ من أجل مواجهة هذا المرض خوفاً من تفاقمه وبالتالي استنزاف الموارد الصحية في مواجهة تداعياته، ودعاهم كذلك إلى ضرورة توفير العلاجات المجانية للمرضى.
*وفا
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كبر الخط - صغر الخط - الإفتراضي
غزة-دنيا الوطن
يكافح الشاب ياسر أبو فارس (30 عاماً) من مدينة غزة، و'أبو هيثم' (50 عاماً) من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة ، 'للتعايش' مع مرض السكري الذي أصابهما قبل أكثر من عشرين عاماً.
فقد أصيب ياسر بالسكري وهو في العاشرة من عمره، ومازال يتلقى العلاج بالمجان في عيادة تابعة لوكالة الغوث'. فيما أصيب أبو 'هيثم' بالسكري عندما كان عمره في (28 عاماً)، وقال: 'أنا أواظب على تلقي العلاج اللازم لمواجهة هذا المرض في إحدى عيادات 'الأونروا' في مخيم جباليا'.
أبو فارس كان واحدا ضمن عشرات المراجعين من مرضى السكري ازدحمت بهم عيادة 'السويدي' التابعة لوكالة الغوث في مدينة غزة، بانتظار السماح لهم بالدخول على الطبيب المعالج.
وينتشر مرض السكري بصمت في المجتمع الغزي حيث أصاب أعداداً كبيرة من الصغار والكبار، وتقوم الجهات الصحية المعنية بمكافحته.
وأكدت مصادر طبية، أن 'السكري' هو المرض الأول ضمن الأمراض المزمنة المنتشرة في فلسطين، معلنة عن وجود أكثر من خمسة وخمسين مواطناً مصابون بهذا المرض في قطاع غزة يتلقون العلاج في عيادات تابعة لوزارة الصحة ووكالة الغوث الدولية.
وعرّف الدكتور وهيب الداهوك استشاري أمراض السكري والغدد الصماء، نائب رئيس الجمعية الفلسطينية لأمراض السكري، السّكري بأنه مرض مزمن ينتج عن نقص هرمون الأنسولين أو عدم فاعليته أو الاثنين معاً مما يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ومن أسباب الإصابة بمرض السكري، لفت الداهوك إلى أن هناك عدة أسباب منها الوراثة والبدانة وتناول النشويات بكثرة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة وكثرة الحمل المتكرر عند السيدات، إضافة إلى الضغوط النفسية والتوترات العصبية.
وعدّد الداهوك أعراض المرض وهي: الشعور الدائم بالعطش وكثرة التبول، إضافة إلى الإصابة بالفطريات خاصة في مناطق الجهاز التناسلي، وكذلك جفاف الجلد والشعور بالإرهاق والتعب.
وعن أنواع مرض السكري، أوضح أن هناك نوعين من المرض الأول: كان يسمى بسكري الأطفال (من الميلاد حتى 30 عاماً)، ومن أعراضه نحافة الجسم، بينما النوع الثاني كان يسمى بسكري كبار السن (من 30 عاماً فما فوق)، ومن أعراضه زيادة الوزن (البدانة).
وحول انتشار المرض في فلسطين، يوضح الأخصائي الداهوك افتقار قطاع غزة إلى إحصائيات دقيقة وتسجيلات حقيقة لعدد المصابين في المرض، ويقول: إن هناك حالتين غير مكتشفتين مقابل كل حالة مكتشفة، واعتبرها نسباً خطيرة وحساسة تستدعي اتخاذ جملة من الإجراءات الحاسمة لوقف انتشار المرض..
ويكشف يوسف أبو رحمة من دائرة الأمراض المزمنة في وزارة الصحة، النقاب عن أن عدد مرضى السكري المسجلين في مراكز الرعاية الأولية التابعة للوزارة في قطاع غزة بلغ في آخر إحصائية لعام 2007 حوالي 30 ألف مريض، مشيراً إلى أن عدد الحالات المرضية المترددة على هذه المراكز (من عيادات كبيرة وصغيرة) حوالي 1300 حالة شهرياً.
ويبين أبو رحمة أن عدد الحالات التي يتم كشفها شهرياً تتراوح ما بين 5-10 حالات لكل عيادة والبالغ عددها 53 عيادة موزعة على محافظات القطاع.
وعن عدد الحالات المرضية المسجلة لدى 'الأونروا'، يورد الدكتور علي الجيش مدير مراقبة الأمراض في المنظمة الأممية، أن الإحصائية الرسمية لعام 2007 هو 23301 مريض، يتلقون العلاج اللازم في 26 عيادة موزعة على جميع محافظات قطاع غزة، لكنه أكد أن الأرقام ربما أكثر من ذلك لعدم اكتشافها حتى الآن.
ويقول الدكتور الجيش: إن عدد الحالات المرضية المترددة شهرياً على عيادات الوكالة البالغة (16 عيادة) يبلغ حوالي 15 ألف مريض.. موضحاً أنه يتم كل شهر اكتشاف 490 حالة عن طريق ما سماه 'النظام النشيط'، أي البحث عن المرض، أو عن طريق الفحوصات في العيادات.
ويتوزع عدد مرضى السكري المسجلين لدى عيادات الحكومة، حسبما يذكر أبو رحمة، في محافظات غزة كالتالي، في المرتبة الأولى محافظة غزة يليها محافظات الشمال والوسطى وخان يونس ورفح، لكنه يقر في الوقت نفسه بعدم توافر إحصائيات دقيقة وحديثة حول توزيع المرض حسب الجنس والعمر ونوع المرض.
ووزع الدكتور الجيش هذه الأعداد المسجلة لدى 'الأونروا' حسب نوع المرض، كالتالي: النوع الأول من المرض يشكل 7% من عدد الحالات المسجلة، بينما النوع الثاني يشكل ما نسبته 93%، أما بالنسبة لتوزيع هذه الحالات حسب الجنس، فيبين الجيش أن 64% منها هم إناث و36% هم من الذكور.
وحسب المحافظات، كان توزيع المرضى وفقاً للدكتور الجيش كالتالي، احتلت محافظة غزة المرتبة الأولى (7814 حالة)، تلتها محافظة الوسطى (4878 حالة) ثم محافظتي الشمال (3623 حالة) وخان يونس (3536 حالة) وأخيراً محافظة رفح (3450 حالة).
كما وزع مدير مراقبة الأمراض في وكالة الغوث، الحالات المرضية حسب الفئة العمرية، حيث شكلت الفئة الأولى (دون العشرون عاماً) ما نسبته 1%، والفئة الثانية (20-39 عاماً) 10% والفئة الثالثة (40-59 عاماً) 50% والفئة الرابعة (60عاماً فما فوق) 39%.
واعتبر الدكتور الداهوك السكري من الأمراض القاتلة إذا حصلت مضاعفات خطيرة لدى المريض ومنها: تأثر شبكية العين (الاعتلال الشبكي)، واعتلال الكلى والأعصاب، علاوة على الجلطات الدماغية وجلطات الشريان التاجي في القلب والقدم السكرية ما يؤدي إلى بتر في الأطراف، مشيراً إلى أنه يمكن تنظيم نسبة السكر لدى المريض والسيطرة عليها حتى نتفادى حدوث هذه المضاعفات.
في هذا السياق، كشف أبو رحمة أن معدل الوفيات من المرضى المصابين بالسكري سنوياً يتراوح ما بين 13-15% من كل 100 ألف نسمة، مرجعاً سبب ذلك لأسباب كثيرة منها: عدم العناية والمتابعة الجيدة والكافية لهؤلاء المرضى خاصة كبار السن (65 سنة فما فوق) الذين يشكلون أكثر نسبة من عدد المرضى الكلي، فيما كشف الدكتور الجيش النقاب عن وفاة 692 مريضاً كانوا يتلقون العلاج في عيادات 'الأونروا' خلال عام 2007.
وأكد الدكتور الجيش أن هذا ليس هو الرقم الصحيح فهناك حالات توفيت لم يقم ذووها بتبليغ الجهات المختصة بحالة الوفاة، مبيناً أن معظم المتوفين أعمارهم تتجاوز الستون عاماً.
وحول توفر الفحوصات والعلاجات لمرضى السكري في قطاع غزة، أعلن الدكتور الداهوك أن الفحوصات والعلاجات (الأقراص الفموية والأنسولين) متوفرة في المستشفيات والعيادات التابعة للحكومة ولوكالة الغوث.
وعن دور وزارة الصحة قال أبو رحمة: إن الوزارة توفر الفحص والعلاج مقابل دفع رسوم للمرضى المؤمنين وغير المؤمنين، لكن الوضع مختلف في وكالة الغوث، حيث الفحوصات والعلاج بالمجان، كما قال الدكتور الجيش.
وعن العراقيل وأهم المشاكل التي تواجه عمل الجهات المختصة لمواجهة مرض السكري في قطاع غزة، أكد الدكتور الداهوك، أن الحصار الإسرائيلي أثر بشكل كبير على القطاع الصحي الفلسطيني، وبالتالي قلة توافر الأدوية والعقاقير الطبية، ومنها الخاصة بمرضى السكري لاسيما في مستشفيات وعيادات القطاع الحكومي.
لكن كان للدكتور الجيش رأي آخر في هذا الجانب، وقال: هناك إشكاليات تقع من قبل المرضى وتتمثل في تلقيهم العلاج والمتابعة في عيادات الحكومة والوكالة، مؤكداً أن ذلك العمل يحدث خللاً وازدواجية لدى المريض نفسه، إضافة الى هدر الموارد كالأدوية.
وحول التنسيق بين وكالة الغوث ووزارة الصحة الفلسطينية، أشار الدكتور الجيش إلى وجود تعاون لكنه ليس بالمستوى المطلوب، معرباً عن أمله بزيادة هذا التعاون في جميع المجالات للتغلب على هذا المرض.
وبعيداً عن العلاج بالأدوية التقليدية لمرضى السكري، كان للدكتور جميل النباهين أخصائي الأعشاب الطبية والرجيم وسيلة أخرى لإمكانية علاج مرضى السكري.
وأكد النباهين أن هناك مجموعة من الأغذية والأعشاب تقلل من مستوى السكر بالدم مثل: الحلبة والترمس والكرنب والشيح وحبة البركة، مشدداً على أنه لا يمكن الاعتماد على هذه الأعشاب بشكل كامل في علاج مرض السكر، ويجب مراجعة الطبيب المختص قبل استخدام أي عشب ومعرفة مفعوله وأثاره الجانبية.
وعن طرق الوقاية من مرض السكري، نصح الداهوك المرضى بإتباع الحمية الغذائية وتقليل تناول النشويات والدهون، ممارسة الرياضة يومياً، تناول الدواء حسب وصفة الطبيب المعالج والمتابعة في المراكز الصحية بصورة يومية.
وأكد المسؤولية متبادلة للحد من انتشار المرض وتقع على المواطنين أنفسهم من خلال إجراءات الفحوصات الدورية للكشف المبكر ومراجعة الطبيب المختص، وتقع أيضاً على المسئولين، ومختلف الجهات الصحية من خلال نشر التوعية اللازمة وإجراء الفحوصات لكافة المراجعين.
وناشد صنّاع القرار في فلسطين التيقظ من أجل مواجهة هذا المرض خوفاً من تفاقمه وبالتالي استنزاف الموارد الصحية في مواجهة تداعياته، ودعاهم كذلك إلى ضرورة توفير العلاجات المجانية للمرضى.
*وفا
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعليق