وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
جاء في سورة هود قول الله عز وجل :
(( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (114) ))
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية:
وقوله ولا تركنوا إلى الذين ظلموا قال على ابن أبي طلحة عن أبن عباس لا تداهنوا وقال العوني عن أبن عباس هو الركون إلى الشرك
وقال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم
وقال ابن جرير عن ابن عباس ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه ...
قال القرطبي : فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ولا تركنوا ، الركون حقيقة الإستناد والاعتماد والسكون إلى الشئ والرضا به قال قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم ابن جريج : لا تميلوا إليهم ، أبو العالية : لا ترضوا عمالهم ، ,كله متقارب وقال ابن زيد : الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ...
الثانية : قرأ الجمهور : تركنوا بفتح الكاف قال أبو عمرو: هي لغة أهل الحجاز وقرأ طلحة بن مصرف وقتادة وغيرهما : تركنوا بضم الكاف قال الفراء : وهي لغة تميم وقيس وجوز قوم ركن يركن مثل منع يمنع ..
الثالثة : قوله تعالى : إلى الذين ظلموا قيل : أهل الشرك وقيل : عامة فيهم وفي العصاة على نحو قوله تعالى : (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) الآية وتقدم وهذا هو الصحيح في معنى الآية وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم فإن صحبتهم كفر او معصية إذا الصحبة لا تكون إلا عن مودة وقد قال حكيم : عن المرء لا تسال وسل عن قرينة فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في آل عمران والمائدة وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار والله أعلم .
الرابعة : قوله تعالى : فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم .
أبو مريم الاسمري
جزيرتنا الجديدة
جاء في سورة هود قول الله عز وجل :
(( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (114) ))
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية:
وقوله ولا تركنوا إلى الذين ظلموا قال على ابن أبي طلحة عن أبن عباس لا تداهنوا وقال العوني عن أبن عباس هو الركون إلى الشرك
وقال أبو العالية لا ترضوا بأعمالهم
وقال ابن جرير عن ابن عباس ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه ...
قال القرطبي : فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ولا تركنوا ، الركون حقيقة الإستناد والاعتماد والسكون إلى الشئ والرضا به قال قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم ابن جريج : لا تميلوا إليهم ، أبو العالية : لا ترضوا عمالهم ، ,كله متقارب وقال ابن زيد : الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ...
الثانية : قرأ الجمهور : تركنوا بفتح الكاف قال أبو عمرو: هي لغة أهل الحجاز وقرأ طلحة بن مصرف وقتادة وغيرهما : تركنوا بضم الكاف قال الفراء : وهي لغة تميم وقيس وجوز قوم ركن يركن مثل منع يمنع ..
الثالثة : قوله تعالى : إلى الذين ظلموا قيل : أهل الشرك وقيل : عامة فيهم وفي العصاة على نحو قوله تعالى : (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) الآية وتقدم وهذا هو الصحيح في معنى الآية وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم فإن صحبتهم كفر او معصية إذا الصحبة لا تكون إلا عن مودة وقد قال حكيم : عن المرء لا تسال وسل عن قرينة فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في آل عمران والمائدة وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار والله أعلم .
الرابعة : قوله تعالى : فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم .
أبو مريم الاسمري
جزيرتنا الجديدة
تعليق