مبادرة الأمير البغدادي " أسرار وتوقعات " [ د. جون بطرس ]
أرسل لي أحد الثقات من مدينة الرمادي في العراق ممن لا ينتسب لدولة العراق الإسلامية إلا بالتعاطف فقط رسالة يبشرني فيها بقرب انتهاء ما يسمى بالصحوات ..!! ، فأخبرته أن القضاء على الصحوات أمرٌ لا شك فيه طال الزمان أو قصر ولكن البشارة تعني أن أمراً حدث في العراق لم أطلع عليه بعد ولا بد أن يطلعني هو عليه كما اتفقنا .
فأجابني بعد أن أخذ علي تعهدا شديد اللهجة بأن لا أكشف هذا الأمر إلا بعد ظهوره رسميا من مؤسسة الفرقان .
مضمون الخبر : " هو أن دولة العراق الإسلامية اتفقت مع رؤوس بعض العشائر في الأنبار وغيرها على إنهاء الصحوات والقضاء عليهم وتوحيد الجهود في طرد المحتل وتأمين المناطق السنية " .
وبعد أن طال بي الانتظار أرسلت له رسالة أستوضح فيها الأمر وأطلب منه أن يطمئنني على هذا الاتفاق وماذا استجد فيه فأخبرني أن الأمر على خير ما يرام وأن التأخر إنما كان بسبب انتظار اكتمال عملية اختراق صفوف الصحوات .
ولا أكتمكم سرا أنني كنت أتمنى أن يتأخر الإعلان أطول فترة ممكنة لأن التأني في مثل هذه الأمور مطلوب ومحمود أيضا ومع هذا فقد كان وجهي يحمر ويصفر كلما رأيت شريطا جديدا لمؤسسة الفرقان وأبدأ بترديد عبارة : " كن هو " !!
لا إراديا إلى أن نزل هذا الشريط بأبدع ما يكون وبطرح أفضل مما توقعته ورسمته في مخيلتي وعندها أيقنت أن دولة العراق الإسلامية تسير بخطىً ثابتة وأن عوامل البقاء متغلغلة في هذه الدولة المباركة تغلغل الشجاعة في قلوب رجالها .
صيغة المبادرة التي أعلنا أمير دولة العراق الإسلامية
أولاً :تشكيل لجنة من علماء الدين المخلصين والذين لم يكونوا قط في صف المحتل أو دولة الرافضة والمشهورين بسِعة العلم وحُسن السيرة ولا تربطهم علاقة مع أي حكومة ردة في دول الجوار, وذلك للفصل في كل خلاف يدور في المنطقة السنية سواءً بين العشائر أو بين المجاهدين وغيرهم .
ثانياً :يتولي علماء الدين وشيوخ العشائر الشرفاء حث ودعوة أبناء العشائر السنية بترك الجيش والشرطة في دولة الرافضة وكذلك الصحوات , على أن يوجه سلاح أهل السنة جميعاً إلى المحتلين الصليبيين ومن ساندهم.
ثالثاً :تتعهد الدولة الإسلامية بإعلان عفو عن كل من ترك قتال المجاهدين قبل القدرة عليه من المنتسبين للجيش والشرطة والصحوات كما تتعهد كل عشيرة برفض تصرفات أبناءها وأن تأخذ على يد كل من يحاول أن يزج بأهل السنة إلى الهاوية ويترك المحتل الصليبي يصول في أرضنا ويلعب في أعراضنا.
رابعاً :تُشكل لجان من علماء الدين وشيوخ العشائر والمجاهدين في كل منطقة لإدارة شئون مناطقهم وفق الشريعة الإسلامية
خامساً :تُشك لمحكمةٌ قضائيةٌ عُليا تتولى الفصل في كل خصومات مضت من تاريخ هذا الإعلان وفق الشريعة الإسلامية .
سادساً :تَتعهد الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الجهادية بتسليم أي شخص ثبت عليه ثبوتاً شرعياً أنه ارتكب دماً حراماً إلى اللجنة المشكلة سابقاً .
سابعاً :تشكل لجنة إدارية عليا لمتابعة المشروع السابق ذكره بإمرة أمير الدولة الإسلامية وعضوية أمير كل جماعة لم تدخل في العملية السياسية الكفرية أو صحوات الردة وذلك بعد موافقتهم على المشروع السابق ذكره .
وأخيراً : هذا الاتفاق سيبقى حبراً على ورق ما لم يذهب علماءالدين وشيوخ العشائر إلى تفعيله ووضعه حَيز التنفيذ , على الأقل ضمن أي منطقة يتيسر فيها الأخذ بهذا الاتفاق دون اجتزاء لبعض بنوده أو فقراته
قراءاتي لقرار العفو الصادر من أمير الدولة
هناك دراسة سرية يُمنع نشرها في الإعلام تم تزويدي بها أثناء عملي في قسم مكافحة الإرهاب في أحد الدول الأوربية كانت هذه الدراسة في تتحدث عن " تكتيك الحروب واستكشاف قدرات العدو من خلال تصريحاته " أذكر منها :
أن العفو الذي يصدره القادة العسكريون دائما ما يكون دِلالة على الضعف ، بخلاف العفو الذي يَصدُر من رأس الهرم في الدولة فهو يحتمل الأمران جميعا " القوة أو الضعف " ولكن القرائن المصاحبة للقرار تحدد أحد هذين الأمرين .
وتضيف الدراسة أيضا أن قرار العفو إذا صاحبه تصريح قوي من القائد العسكري فإنه يدل دلالة قاطعة على أن قرار العفو إنما كان من منطلق القوة وليس من منطلق الضعف .
وإذا أردنا أن ننظر لواقع العفو الصادر من دولة العراق الإسلامية فإننا نكتشف أنه صادر من رأس الهرم في الدولة والقرائن المصاحبة له تدل دلالة أكيدة على أن العفو إنما كان من منطلق القوة فالأمير يخبر عن اتفاق تم بينه وبين رؤوس العشائر السنية في العراق على تطهير الدولة من عملاء الصليب ، ومن المعلوم أن الصحوات تستمد قوتها من رؤوس العشائر فإذا تحالف المجاهدون مع العشائر فماذا بقي للصحوات غير القتل والسحل في شوارع الأنبار .
آثار المبادرة على الصحوات وعلى الفصائل الجهادية
أما الصحوات فلا أظن عاقلا منهم سيتردد في قبول العفو الذي قام به أمير الدولة ، فرجال الأنبار ونساؤها ضاقوا ضرعا
بهؤلاء الخونة وكلهم يتمنى أن يرجع رجال الدولة إلى ديارهم ليخلصوهم من مغتصبي نسائهم وقاتلي أولادهم !!
وهناك الآلاف من الأسر التي تتميز غيضا تنتظر اليوم الذي تتمكن فيه من الأخذ بثأرها ممن داس كرامتها وفتك بفلذات أكبادها ، وسيبقى شرذمة قليلون من ذكور الصحوات سيتزاحمون في المطارات لتأكيد حجوزاتهم والهرب بعيدا قبل أن تطالهم سهام الموحدين ، وأقترح على رجال الدولة أن يكثفوا تواجدهم في المطارات هذه الأيام ليستقبلوا القطعان الهاربة من أرض المعركة بعد أن تمايزت الصفوف وقرب تصفية الحساب مع لاعقي الأحذية وبائعي الكرامة في سوق النخاسة .
أما الفصائل الجهادية الصادقة فلا يمكن لها أن تتخلف عن هذه المبادرة ، لأن تخلفهم يعني إفشال هذه المبادرة العظيمة
وتحمل الآثام المترتبة على ذلك ، فكم من أسيرٍ مكلوم وكم من أمٍ ثكلى كلهم يتمنى أن يعود الأمن والأمان إلى ديارهم تحت
حكم المجاهدين بعد أن ذاقوا الويلات مع هؤلاء الخبثاء منزوعي الرجولة والكرامة .
ولن يتم لهم ذلك إلا بعد أن يساهم الصادقون من المجاهدين بتلبية مبادرة الأمير وبذل الغالي والنفيس في سبيل إنجاحها وعلى رأس هؤلاء .. أبطال الوغى وأسود الشرى رجال " أنصار الإسلام " فانتظروهم فإنهم قادمون .
جريمة تعدد الرايات في العراق
منذ سماعي كلمة الأمير وأنا أضع يدي على قلبي أنتظر ردة فعل المتحدث باسم " الجيش الإسلامي " والذي اشتهر بمحاولاته المستميتة في وأد أي مبادرة تهدف إلى وقف الاقتتال السني ، وكانت احتمالات ردة الفعل هي إما إخراج بيان جديد يتهم دولة العراق بسفك الدماء ونبش القبور واغتصاب النساء !! أو أن يقوم بهجوم مباغت على عدد من جنود الدولة الآمنين في بيوتهم ثم يخرج بيانا صوتيا يزعم فيه أنهم حرروا مجموعة من قيادات المجاهدين كانوا أسرى لدى القاعدة !ولكن المفاجأة هي أن ذلك لم يحصل من جماعة الشمري وإنما تكفل بهذا الدور جماعة أخرى لم تبرز في الإعلام الجهادي إلا في شهر يناير من عام 2008 م !! وأنا لا أشكك بأهداف هذه الجماعة ولا عقيدتها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة !
ما هو المبرر في إنشاء فصيل جهادي جديد في العراق يزعم أنه ينتمي للتيار السلفي الجهادي مع وجود جماعتين كبيرتين جدا هما : " دولة العراق الإسلامية "و " جماعة أنصار الإسلام " .
إن كان لهم تحفظ على دولة العراق فدونهم جماعة أنصار الإسلام فليبايعوها وينظموا إليها أما أن يقوموا بإنشاء جماعة جهادية جديدة بلا مبرر فهذا لا نقبله أبدا !! إلا إن كانوا يعتنقون فكرا أو منهجا مغايرا للسلفية الجهادية وهنا وجب على الإعلام الجهادي أن يئد هذه الراية في مهدها ولا يبرزها إعلاميا حتى لا تكون خنجرا مسموما يستخدمه العملاء في تشويه الفصائل الجهادية الصادقة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !!.
ثم هل العراق بحاجة إلى رايات جديدة !! إن كان بحاجة إليها فيجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا ضد دولة العراق الإسلامية وضد مجلس شورى المجاهدين !!! ، أما إن كانت حاجتنا في التوحد والاعتصام فما هو المبرر إذاً في تشجيع أمثال هذه الرايات الجديدة سواءاً بالسماح لها في نشر بياناتها بين أظهرنا وفي منتدياتنا أو بتشجيع الكتاب لها بدلا من مناصحتها بوجوب الاعتصام والتوحد مع إخوانهم في الفصائل الأخرى .
وإني أعلنها بكل قوة بأننا لو تجاهلنا هذه الرايات منذ البداية ولم نسمح لها بنشر بياناتها في منتدياتنا الجهادية لما أصبح حال العراق كما هو الآن ولاضطرت تلك الجماعات أن تبايع الفصائل الكبيرة بدلا من التشرذم والتفرق .
فحظوظ النفس وحب السلطة يسري في القلوب مهما بلغت منزلة أصحابها في العلم والتقى ، ولذا كان الناس بحاجة ماسة إلى النصح وسد المنافذ التي ينفذ منها الشيطان إلى قلوبهم ومن هذه المنافذ التي لا بد من سدها " الإعلام الجهادي ".
ولهذا فإني أدعو إخواني في المنتديات الجهادية وخاصة " الإخلاص والحسبة والبراق والفردوس وحنين والفلوجة " أن لا يسمحوا لأي فصيل جهادي جديد بنشر بياناته لديهم مع وجود فصائل مجاهدة على النهج السلفي قبله في الميدان وليناصح بوجوب التوحد مع إخوانه الصادقين ، فإن أبدى أسبابا مقنعة فليتم التأكد منها بمراسلة الفصائل الصادقة وبعدها يتم التقرير إما بالسماح له أو بالرفض القاطع وبهذا نسلم من إعانة الأعداء على إخواننا المجاهدين الصادقين .
هذا ما تيسر لي كتابته على عجالة بعد سماعي لكلمة أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي الحسيني القرشي
د . جون بطرس
D. John Boutros
19 / 4 / 2008م
أرسل لي أحد الثقات من مدينة الرمادي في العراق ممن لا ينتسب لدولة العراق الإسلامية إلا بالتعاطف فقط رسالة يبشرني فيها بقرب انتهاء ما يسمى بالصحوات ..!! ، فأخبرته أن القضاء على الصحوات أمرٌ لا شك فيه طال الزمان أو قصر ولكن البشارة تعني أن أمراً حدث في العراق لم أطلع عليه بعد ولا بد أن يطلعني هو عليه كما اتفقنا .
فأجابني بعد أن أخذ علي تعهدا شديد اللهجة بأن لا أكشف هذا الأمر إلا بعد ظهوره رسميا من مؤسسة الفرقان .
مضمون الخبر : " هو أن دولة العراق الإسلامية اتفقت مع رؤوس بعض العشائر في الأنبار وغيرها على إنهاء الصحوات والقضاء عليهم وتوحيد الجهود في طرد المحتل وتأمين المناطق السنية " .
وبعد أن طال بي الانتظار أرسلت له رسالة أستوضح فيها الأمر وأطلب منه أن يطمئنني على هذا الاتفاق وماذا استجد فيه فأخبرني أن الأمر على خير ما يرام وأن التأخر إنما كان بسبب انتظار اكتمال عملية اختراق صفوف الصحوات .
ولا أكتمكم سرا أنني كنت أتمنى أن يتأخر الإعلان أطول فترة ممكنة لأن التأني في مثل هذه الأمور مطلوب ومحمود أيضا ومع هذا فقد كان وجهي يحمر ويصفر كلما رأيت شريطا جديدا لمؤسسة الفرقان وأبدأ بترديد عبارة : " كن هو " !!
لا إراديا إلى أن نزل هذا الشريط بأبدع ما يكون وبطرح أفضل مما توقعته ورسمته في مخيلتي وعندها أيقنت أن دولة العراق الإسلامية تسير بخطىً ثابتة وأن عوامل البقاء متغلغلة في هذه الدولة المباركة تغلغل الشجاعة في قلوب رجالها .
صيغة المبادرة التي أعلنا أمير دولة العراق الإسلامية
أولاً :تشكيل لجنة من علماء الدين المخلصين والذين لم يكونوا قط في صف المحتل أو دولة الرافضة والمشهورين بسِعة العلم وحُسن السيرة ولا تربطهم علاقة مع أي حكومة ردة في دول الجوار, وذلك للفصل في كل خلاف يدور في المنطقة السنية سواءً بين العشائر أو بين المجاهدين وغيرهم .
ثانياً :يتولي علماء الدين وشيوخ العشائر الشرفاء حث ودعوة أبناء العشائر السنية بترك الجيش والشرطة في دولة الرافضة وكذلك الصحوات , على أن يوجه سلاح أهل السنة جميعاً إلى المحتلين الصليبيين ومن ساندهم.
ثالثاً :تتعهد الدولة الإسلامية بإعلان عفو عن كل من ترك قتال المجاهدين قبل القدرة عليه من المنتسبين للجيش والشرطة والصحوات كما تتعهد كل عشيرة برفض تصرفات أبناءها وأن تأخذ على يد كل من يحاول أن يزج بأهل السنة إلى الهاوية ويترك المحتل الصليبي يصول في أرضنا ويلعب في أعراضنا.
رابعاً :تُشكل لجان من علماء الدين وشيوخ العشائر والمجاهدين في كل منطقة لإدارة شئون مناطقهم وفق الشريعة الإسلامية
خامساً :تُشك لمحكمةٌ قضائيةٌ عُليا تتولى الفصل في كل خصومات مضت من تاريخ هذا الإعلان وفق الشريعة الإسلامية .
سادساً :تَتعهد الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الجهادية بتسليم أي شخص ثبت عليه ثبوتاً شرعياً أنه ارتكب دماً حراماً إلى اللجنة المشكلة سابقاً .
سابعاً :تشكل لجنة إدارية عليا لمتابعة المشروع السابق ذكره بإمرة أمير الدولة الإسلامية وعضوية أمير كل جماعة لم تدخل في العملية السياسية الكفرية أو صحوات الردة وذلك بعد موافقتهم على المشروع السابق ذكره .
وأخيراً : هذا الاتفاق سيبقى حبراً على ورق ما لم يذهب علماءالدين وشيوخ العشائر إلى تفعيله ووضعه حَيز التنفيذ , على الأقل ضمن أي منطقة يتيسر فيها الأخذ بهذا الاتفاق دون اجتزاء لبعض بنوده أو فقراته
قراءاتي لقرار العفو الصادر من أمير الدولة
هناك دراسة سرية يُمنع نشرها في الإعلام تم تزويدي بها أثناء عملي في قسم مكافحة الإرهاب في أحد الدول الأوربية كانت هذه الدراسة في تتحدث عن " تكتيك الحروب واستكشاف قدرات العدو من خلال تصريحاته " أذكر منها :
أن العفو الذي يصدره القادة العسكريون دائما ما يكون دِلالة على الضعف ، بخلاف العفو الذي يَصدُر من رأس الهرم في الدولة فهو يحتمل الأمران جميعا " القوة أو الضعف " ولكن القرائن المصاحبة للقرار تحدد أحد هذين الأمرين .
وتضيف الدراسة أيضا أن قرار العفو إذا صاحبه تصريح قوي من القائد العسكري فإنه يدل دلالة قاطعة على أن قرار العفو إنما كان من منطلق القوة وليس من منطلق الضعف .
وإذا أردنا أن ننظر لواقع العفو الصادر من دولة العراق الإسلامية فإننا نكتشف أنه صادر من رأس الهرم في الدولة والقرائن المصاحبة له تدل دلالة أكيدة على أن العفو إنما كان من منطلق القوة فالأمير يخبر عن اتفاق تم بينه وبين رؤوس العشائر السنية في العراق على تطهير الدولة من عملاء الصليب ، ومن المعلوم أن الصحوات تستمد قوتها من رؤوس العشائر فإذا تحالف المجاهدون مع العشائر فماذا بقي للصحوات غير القتل والسحل في شوارع الأنبار .
آثار المبادرة على الصحوات وعلى الفصائل الجهادية
أما الصحوات فلا أظن عاقلا منهم سيتردد في قبول العفو الذي قام به أمير الدولة ، فرجال الأنبار ونساؤها ضاقوا ضرعا
بهؤلاء الخونة وكلهم يتمنى أن يرجع رجال الدولة إلى ديارهم ليخلصوهم من مغتصبي نسائهم وقاتلي أولادهم !!
وهناك الآلاف من الأسر التي تتميز غيضا تنتظر اليوم الذي تتمكن فيه من الأخذ بثأرها ممن داس كرامتها وفتك بفلذات أكبادها ، وسيبقى شرذمة قليلون من ذكور الصحوات سيتزاحمون في المطارات لتأكيد حجوزاتهم والهرب بعيدا قبل أن تطالهم سهام الموحدين ، وأقترح على رجال الدولة أن يكثفوا تواجدهم في المطارات هذه الأيام ليستقبلوا القطعان الهاربة من أرض المعركة بعد أن تمايزت الصفوف وقرب تصفية الحساب مع لاعقي الأحذية وبائعي الكرامة في سوق النخاسة .
أما الفصائل الجهادية الصادقة فلا يمكن لها أن تتخلف عن هذه المبادرة ، لأن تخلفهم يعني إفشال هذه المبادرة العظيمة
وتحمل الآثام المترتبة على ذلك ، فكم من أسيرٍ مكلوم وكم من أمٍ ثكلى كلهم يتمنى أن يعود الأمن والأمان إلى ديارهم تحت
حكم المجاهدين بعد أن ذاقوا الويلات مع هؤلاء الخبثاء منزوعي الرجولة والكرامة .
ولن يتم لهم ذلك إلا بعد أن يساهم الصادقون من المجاهدين بتلبية مبادرة الأمير وبذل الغالي والنفيس في سبيل إنجاحها وعلى رأس هؤلاء .. أبطال الوغى وأسود الشرى رجال " أنصار الإسلام " فانتظروهم فإنهم قادمون .
جريمة تعدد الرايات في العراق
منذ سماعي كلمة الأمير وأنا أضع يدي على قلبي أنتظر ردة فعل المتحدث باسم " الجيش الإسلامي " والذي اشتهر بمحاولاته المستميتة في وأد أي مبادرة تهدف إلى وقف الاقتتال السني ، وكانت احتمالات ردة الفعل هي إما إخراج بيان جديد يتهم دولة العراق بسفك الدماء ونبش القبور واغتصاب النساء !! أو أن يقوم بهجوم مباغت على عدد من جنود الدولة الآمنين في بيوتهم ثم يخرج بيانا صوتيا يزعم فيه أنهم حرروا مجموعة من قيادات المجاهدين كانوا أسرى لدى القاعدة !ولكن المفاجأة هي أن ذلك لم يحصل من جماعة الشمري وإنما تكفل بهذا الدور جماعة أخرى لم تبرز في الإعلام الجهادي إلا في شهر يناير من عام 2008 م !! وأنا لا أشكك بأهداف هذه الجماعة ولا عقيدتها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة !
ما هو المبرر في إنشاء فصيل جهادي جديد في العراق يزعم أنه ينتمي للتيار السلفي الجهادي مع وجود جماعتين كبيرتين جدا هما : " دولة العراق الإسلامية "و " جماعة أنصار الإسلام " .
إن كان لهم تحفظ على دولة العراق فدونهم جماعة أنصار الإسلام فليبايعوها وينظموا إليها أما أن يقوموا بإنشاء جماعة جهادية جديدة بلا مبرر فهذا لا نقبله أبدا !! إلا إن كانوا يعتنقون فكرا أو منهجا مغايرا للسلفية الجهادية وهنا وجب على الإعلام الجهادي أن يئد هذه الراية في مهدها ولا يبرزها إعلاميا حتى لا تكون خنجرا مسموما يستخدمه العملاء في تشويه الفصائل الجهادية الصادقة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !!.
ثم هل العراق بحاجة إلى رايات جديدة !! إن كان بحاجة إليها فيجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا ضد دولة العراق الإسلامية وضد مجلس شورى المجاهدين !!! ، أما إن كانت حاجتنا في التوحد والاعتصام فما هو المبرر إذاً في تشجيع أمثال هذه الرايات الجديدة سواءاً بالسماح لها في نشر بياناتها بين أظهرنا وفي منتدياتنا أو بتشجيع الكتاب لها بدلا من مناصحتها بوجوب الاعتصام والتوحد مع إخوانهم في الفصائل الأخرى .
وإني أعلنها بكل قوة بأننا لو تجاهلنا هذه الرايات منذ البداية ولم نسمح لها بنشر بياناتها في منتدياتنا الجهادية لما أصبح حال العراق كما هو الآن ولاضطرت تلك الجماعات أن تبايع الفصائل الكبيرة بدلا من التشرذم والتفرق .
فحظوظ النفس وحب السلطة يسري في القلوب مهما بلغت منزلة أصحابها في العلم والتقى ، ولذا كان الناس بحاجة ماسة إلى النصح وسد المنافذ التي ينفذ منها الشيطان إلى قلوبهم ومن هذه المنافذ التي لا بد من سدها " الإعلام الجهادي ".
ولهذا فإني أدعو إخواني في المنتديات الجهادية وخاصة " الإخلاص والحسبة والبراق والفردوس وحنين والفلوجة " أن لا يسمحوا لأي فصيل جهادي جديد بنشر بياناته لديهم مع وجود فصائل مجاهدة على النهج السلفي قبله في الميدان وليناصح بوجوب التوحد مع إخوانه الصادقين ، فإن أبدى أسبابا مقنعة فليتم التأكد منها بمراسلة الفصائل الصادقة وبعدها يتم التقرير إما بالسماح له أو بالرفض القاطع وبهذا نسلم من إعانة الأعداء على إخواننا المجاهدين الصادقين .
هذا ما تيسر لي كتابته على عجالة بعد سماعي لكلمة أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي الحسيني القرشي
د . جون بطرس
D. John Boutros
19 / 4 / 2008م