دردشـــة عن القــَاعِدة ، هل أتباعها أذكيـَـــاء أم أغبــِـياء !
قَبل أي شيئ ...
إن كنت جــعاناً ، أو نعســـاناً أو " حاقنا ً" ، أو كان وقتك ضيقـاً و لا يسمح لك بإقتطاع عشر دقائق ، فأرجو أن تُحاول القراءة في وقت آخر ، هذا هُـو شرطي كي لا تَـــقتل الموضـــوع ، و المسلمون عند شُروطهم ،
دعك من أسْلوبي الخاص في الكتابة (هـــَذا الكـــَلام لزبائني الكِرام) ، و لا تنتظر مني هذه المرة أن أُحلق بك في دنيا الأدب الجِهَـادي ، فأنا اليوم أناقش فـــكرة ، و نقاش الأفكـــار يجب أن يكون مجرداً من كل عوامل التشتيت و الاستطـــــراد ،
إن كنت تبحث عن الإثــــارة فانتظر الحلقة القَــادمة ، فأنا اليوم سأتكلم بلغة ديكـــَـارت و لا أظن أن هناك في العالم حصـــة رياضيَّات مُمْتعة ،
أُدخلْ في المَوْضـوع ( صَوت داخلي يوجِّهني أثنــاء الكتابة فلا تتضايق منه ، فأنا وحدي المُخاطب)
جلستُ مع أحد مخالفي تنظيم القاعدة لأقهر نَفسي بنقاشه ، فقال لي مستغرباً :
أسْتغرب من رَجل بذكــائِك و ثقـــافتك (و هذا على ذمَّته ) كيف يروِّج للقاعـــِدة !
يقصد أن تنظيم القاعدة سطحي في التعاطي مع المستجدات و قـــراءة الأحداث و استخلاص النتائج و رسْم الاستراتيجيات ،
استوضَحْت منه رأيه أكـــثر ،
فقال : الشيخُ أسَــامة رجل بسيطٌ (و كلمة الشيخ هنا إضافة مني فهو لا يقول بها ) و يمكن بسهولة للاستخبارات العَالميِّة أن توجهه لأهدافها عن طريق الإلهَـام السََّلبِي " passive inspiration " المؤثّر على سلوكه و تصرفاته ، أي أن عدوّك حين يدرس سُلوكك فهو قادر على توجيهك نحو ما يريد و بدفعك ذاتياً self-driven لتحقيق مكاسب له ،
هذه الشُّبهة ليسَتْ جديدة على القـــَاعدة ، و تجد الكثير من المُحلّلين السياسين - أجلَّكم الله- (و هؤلاء من أغبى موظفي الفَضائِيّات و لو قال لي أحدهم أنهم خَرجوا من مصحّة عقلية بكفالة فلَن أكذّبه ) يروجون لمسألة ( القاعدة موجهة من قبل أعدائها و ينقصها الذَّكـــاء اللازم للدخول في الصِّراع مع قوى الإمبريالية العالميّة )
نَعود لذلك الشَّخص و لعبارة أخرى قالهــا قبل مدة قَصيرة :
ما هو المستوى الثَّقافي لأبي مُصعب الزرقاوي ليَقود تنظيم من آلاف الرّجال ؟ هو لم يكمل تعليمه و لا يصلح أن يكون طالبَ سنة أولى جَـــامعة ، لابد أن هناك من يحرّكه لأهداف خفيّـــة و أجندة خَارجيّة !
عند التعامل مع هؤلاء الناس ، فهناك طريقة أخرى لمُعالجة أفكارهم غَير الرقيـة الشَّـرعيّة،
الطريقة تعتمد على إدراك أن هؤلاء النّـاس (و أنا أقصد المغيَّبِين عن الحقيقة ، لا الأقلام المَأجورة) يجهلون تماماً فكر تنظيم القاعدة ،
فكرتهم المغلوطة عن تنظيم القاعدة لا تختلف كثيرا عن فكرة الدنماركيين و تصورهم عن الإســـْلام ،
هو لا يَعلم عدد السَّاعات الأكاديمية و العمليّة التي قَضاها الزَّرقـــاوي في السِّجون و الجبال يعد نفسه لمعركة الإســْـلام ،
هاجر رحمه الله في أواخِر الثمانينات إلى أفغانستان و بقي ما بين أسر و معسكر و جهاد حتى وصل العراق ،
أي أن خبرته في ميدانه تفوق الـ 14 سنــة من الإعــْدَاد المُتواصل ،
ربما أمثال هــؤلاء يحتاجون لأن نطبع CV لأبي مصعب الزرقاوي منذ هدايته إلى أن أسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، نضع فيها خبراته القتالية و دوراته العسكرية و الشرعية ، بالإضافة إلى رصيده الهائل من العزيمة و الحماس و الابتكار ، ليقتنعوا بأحقيته لزعامة تنظيم فيه آلاف المُجاهِدين ،
لو أن شهادات جامعية تعطى لمن خاضوا الحروب لكان أبو مصعب الزرقاوي أستاذاً جامعياً (بروفسور ) بدرجة العالميّة و لعلقت صورته في لوحة الشرف على المدخل الرئيسي للمكتبة ، بينما كان نابليون بونابرت طالب ماجستير على أحسن تقدير ، و "جون أبي زيد " كطالبٍ " حـِمَار " في الصف الأول الابتدائي "ب" ،
الزرقاوي - تقبله الله في عليين - مُجرد مِثال ، و أكثر منه الإمامان أسامة بن لادن و أيمن الظواهري ،
ثقافة هــَؤلاء التراكمية في إدارة الصِّراع و قيادة التنظيم في معركة الفصل مع الصليبيين و اليهود تفوق ثقافة أي شخصية أخرى في العالم لآخر 1000 سنة - و لا بأس أن تنقلوها عني-و العجيب أن أسامة بن لادن مثله مثل خالد بن الوليد ، لم يخسر معركة قط !
نعم أسامة يركض من انتصار إلى انتصار ،
انتصر على الروس ،
و انتصر مع طالبان في السيطرة على أفغانستان و دحر المتناحرين ،
ثـــمَّ ها هو مستمر في معركته مع كرزاي و من خلفه تحالف الشمال و أمريكا ، و كل المؤشرات تشير إلى اقتراب النصر ،
و كذلك هو الإمام الظَّواهري ،
بعض مؤلفات الظواهري التي ينشرها بين الحينة و الأخرى كالتبرئة و الردود على الأسئلة تستحق أن تكون موضوع بحث رسالة دكتوراه في العلوم الشرعية و السياسية على حدٍ سَـــواء ،
قادة القاعدة يذكرونا بعلماء الأمَّة الأوائل كالبيروني و ابن النفيس حيث كانوا يبدعون في أكثر من باب علم ديني و دنيوي كالحديث و الفقه و الكيمياء و الطب ،
لو قلت عن الظواهري بحر العلوم ، حجة الإسلام ، بدر الزمان فو الله ما بالغت ،
عندما أقرا لهذا الإمام أعد حروف ما يكتب عدا ، لأني أعلم أن كل كلمة أو حتى حرف يخرج من ذلك (الأمَّة ) يعني دماء و دموع ، و عناء سهر تحت أضواء الشموع ، لقد اقتاتت كل كلماته على قلوب المتقين و دماء الصالحين و دموع العابدين ، فوصلتنا كثمرة يانعة ، قطوفها دانية ،
لو قال الظواهري ( نَعَـم ) لجلست أفكر ألف مرَّة لماذا لم يقل ( لا ) ،
لا أريد أن أسأل رجل بعلم الظواهري و خلقه عن مَســـائل الجهاد و حسب ، بل أحياناً أقول : لو أسأله عن الميراث ؟ عن نصاب الزكاة ، عن أحكام الوديعة ، عن المسح عن الجوربين ،
فلا أشك لحــظةً أن هذا المحيط العلمي سيروي غَليلي و يشفي عَليلي ....
هذا يا هازئين هو الإمام الظواهري قدس الله روحه ،
(دعك من الإمام الظواهريّ و عُــدْ للموضوع ، نفس الصوت القهري الذي يخاطبني ، فلا تكتثر به )
من هم أصلح من القاعدة في إدارة الصراع مع قوى الكفر العَـالمية ؟
الإخوان المسلمون ؟ لا أظن ، فهم من أكثر التنظيمات " أكلاً للمقالب" من قبل خصومها ،
الشيخ حسن البنا رحمه الله أحسن الظن بالملك فاروق و كان ينعته بأمير المؤمنين لاستمالته ، و أرسل الجنود للقتال تحت رايته في عام 48 ، و عندما عاد رجاله أُلقوا في السجون ! هذا مقلب ، نتعلم منه درساً : لا تقاتل تحت راية جـــَاهلية ،
هل استيقظ الإخوان ؟ حاشا ..
عبدالناصر ، اخترقهم و استطاع استثمار جهودهم في حركة الضباط الأحرار و عندما صعد إلى المنصة ، داسهم بالأقدام ، و جعل الشيخ الهضيبي - تحت التعذيب - يغني للريس ( في الأسر ) أغنية أم كلثوم ، حيث كان يحرك يديه كقائد أوركسترا ،
كان الريس يفتخر أنه اعتقل 17 ألف شخص في يوم واحد !
بل و قبل أن يستتب الأمن في مصر لصالح ضباط الثورة ، كانت هناك تحركات في الشارع المصري ضد الرئيس محمد نجيب فما كان من الإخوان إلا أن أخمدوا هذه المظاهرات لصالحه ،
يقول عباس السيسي في كتابه (في قافلة الإخوان المسلمين): "وجدير بالذكر أن السبب الحقيقي في محاكمة الأستاذ عبد القادر عودة هو الانتقام والخلاص منه بسبب الموقف الرهيب الذي وقفه إلى جوار الرئيس محمد نجيب في شرفة قصر عابدين، حين طلب منه الرئيس محمد نجيب الصعود إلى الشرفة؛ لتهدئة الجماهير الغفيرة المحتشدة في الميدان الفسيح، ومطالبتها بالانصراف، فما كان من الأستاذ عودة إلا أن طالبهم بالانصراف حتى انصرفوا جميعًا في الحال، بكل طاعة وهدوء ونظام، وقد أغاظ هذا الموقف عبد الناصر فأسرها في نفسه، وأدرك خطورة عبد القادر عودة الذي تأتمر الجماهير بأمره " اهـ
لا أقول أن القــــاعدة و دولة الإســـلام لم تتعرض للخيانة ، و الكثير من المجاميع المسلحة انقلبت عليهم في العراق ، و لكن الدولة لم و لن تترك لهم الميدان ، و جعلت قتال الصحوات مقدماً على قتال الأمريكان ، بل و أذاقت قادتهم أذل أنواع الذل ...و أحالت قصورهم قبورا ...
الدولة تعلنها و بكل صَــــراحة ، إما أن تكون لنا دولة إسلام أو لا تكون لكم دولة ، و خيرنا لشرنا الفــــــِداء ...
إضراب 6 أبريل التي دعت إليه قوى المُعــَارضة السياسيّة في مصر ، ماذا كان موقف الإخوان منه
أنا لا أتكلم عن منهج حركة كفاية الفاسد و لا عن جدوى الإضراب في اسقاط النظام المصري ، بل أتكلم عن انبطاحية الإخوان المُسلمين التي جعلت سقف تحركاتهم لا يصلح أن يكون أرضية لتحركات غيرهم من قوى المعارضة ،
فقد أعلن مَحمود عزت الأمين العام للجماعة رفض الجماعة المشاركة في الإضراب بالرغم تأييدهم الفكرة كحق عـــَام ،
بالله عليكم هل هؤلاء الانبطاحيون قادرون على تغيير واقعهم ؟
هل تجدون أكثر من هؤلاء تزلفاً للنظام ؟ نسأل الله العافية
في 1982 ، فُرضت على الإخوان في سوريا مواجهة مع النظام النصيري ، قتل فيها عشــرات الآلاف من أبناء الحركة و عوام المسلمين في بحر بضعة أيام ، و تعرض المسلمون في سوريا بسبب هذه المصيبة لقهر و كبت يستمر ليومنا هذا ، فهل تعلم الإخوان من هذا الدرس ؟
لا ، فابنهم البار خـــَالد مشعل ينعم بضيافة الرئيس بشـــار الأسد و لا يتوقف عن التسبيح بحمد ( الموقف السوري ) ، و لهذا لم يستغرب أحد عندما قال أن الشيشان شأن روسي داخلي ، فالذي يخون دماء أبناء تنظيمه التي ما رمَّت بعد تحت قدمية يخون دماء المُسلمين في الشيشان ، و البعيد عن العين بعيد عن القلب كما تقول جدة أمي ،
أنا فقط أنتظر اليوم الذي يبيع فيه بشار الأسد حماس لأمريكا بثمن بخس دراهم معدودة ، و عندها ستضاف حلقة جديدة من حلقات (المقالب ) على رأس حركة الإخوان المُغفلين ،
بل إن حماس الضالة تصر على نعت الهالك ياسر عرفات بالشَّهيد و هو الذي كان يعذب رجالهم في السجون و يحارب المجاهدين و يصد عن سبيل الله ،
روى لي من لا أكذبه ، أن التقى بضابط سابق في الأمن الوقائي في الضفة الغربية يعمل كسائق تكسي في الأردن ، فسأله عن سبب تركه لعمله هناك ، فقال :
ذات يوم اعتقلوا أحد مجاهدي القسام (و القصة حصلت في منتصف التسعينات) من أمام منزله، و بعد اسبوع جاءت سيارة للسطلة و ألقت به أمام منزله ، تفاجأت أمه و أخته به و قد أصبح ابنهم جلد و عظم و كأنه على وشك الموت ،
فأمر المجاهد القسامي أحد أبناء الجيران أن يبعد أخته و أمه عنه ليخبرهم بما حدث ، و عندما فعل ، أخبره أنه تعرض للاغتصاب على يد زبانية السلطة ، ثم لم يلبث مدة قصيرة حتى مات من قهره - تقبله الله في الشهداء -
حدث هذا على مرئى من هذا الضَّابط ، فقرر ترك الوظيفة المشينة و العمل كَسائق تكسي ،
هذا حدث في زمن من ؟ زمن " الشَّهيد " ياسر عرفات ، و لكن ذاكرة حماس عفنة صدئة خرفة ، لا تلتقط آلامها ولا ذكرياتها و لا ميثاقها ،
حماس تضع على قائمة الأسرى الذين تريد إطلاق صراحهم بالأسير شاليط القائد الفتحاوي الزنديق مروان البرغوثي ،
تأكـــدوا أن هذا الزّنديق المُرتد لو خرج ، فَسيفعل بحَماس ما لم يفعله الشّهيد عــَرفات – بزعمهم- و لا عزاء لحماس الغفلة ، و دوما يصر الإخوان على أن لا يتعلموا حتى مما يقع على رؤوسهم !
الحكومة الأردنية عاقبت الإخوان المسلمين في الأردن و زورت الإنتخابات لينالوا تقريبا 5 مقاعد نيابية بسبب اعتراضها على من يصفوا بالصقور في الجماعة ،
ماذا فعلت الجماعة بعد هذه اللكمة ؟
جمدوا عضوية زكي بن ارشيد و الشيخ محمد أبو فارس من مجلس شورى الجماعة بالرغم من فوزهم في الانتخابات الداخلية و ذلك إرضاء للحكومة ، أي أن الإخوان مؤسسة شبة حكومية تماما مثل أي شركة تملك الحكومة 51% من أسهمها ،
خسروا الانتخابات و خسروا صقورهم ، و هذا هو الخسران المبين ،
في أفغانستان ، رباني و سياف يعملون كمراسلين أو كسكرتيريا لكرزاي ، و لو أنهم أطاعوا الله و رسوله و قاتلوا في سبيل الله ، لكان خيرا لدينهم و دنياهم ، و لكنها سنة الإخوان المسلمين في الأرض إلا من رحم ربي ،
الإخوان المسلمين كانوا و مازالوا مستعدين لدعم جمال مبارك ليحكم مصر لأربعين سنة قادمة ، و السبب : ضمانات من الريّس !
هذا هو ديدن الإخوان ... إحسان الظن بالطواغيت و إساءة الظن بمجاهدي القاعدة ، و النتيجة ماذا ؟
" الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
يعني يلدغون من الجحر نفسه (أو من ابنه ) ألف مرة ، ثم هم لا يعقلون ،
لو كان أمثال قادة الإخوان المسلمين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلربما تنزلت فيهم " التوبـات " – جمع التوبة – لشدة ما في قلوبهم من مرض ، هذا و الله أعلم ،
مثال – سرد بطريقة حصة الرياضيات - :
إخوان العراق من حماس العراق و الحزب الإسلامي و المنشقين عن ثورة العشرين ، ليسوا إلا مطايا للروافض و الأمريكان ،
أي أنهم في قعر الهَـــرم الغذائي في هذه السِّلسة ، تَماماً كالأعشاب و النباتات ، أي مرتبة واحدة أسفل الاغنام و المواشي ،
القمة هي أمريكا ثم روافض المالكي ثم أكراد الطالباني و البرزاني ثم جيش المخزي ثم شراذم الإخوان يقبعون في أسفل الهرم ،
بالنسبة لدولة العراق الإسلامية فالهرم هُــوَ هُــوَ ، بعد أن تضع في أعلاه " دولة العراق الإسلامية " صلى الله عليها وسلم ،
أما حزب التحرير ، فليسوا أكثر من طلق فشنك في مسدس كــرتوني ، و لو كتبوا في بياناتهم ما تضعه سبيس ستون قبل عرضها لأفلام الكرتون لكان أنسب لهم :
" إن ما تشاهدونــه ليس حقيقة و لا ينطبق إلا على أفلام الكَرتــون "
يريدون إقامة دولة الخلافة عن طريق بيان و حنجرة و بعضٍ من البزاق المتطاير على من في السطر الأول في المسجد (لا تنسى لبس النظارات الشمسية مع مساحات) !
رجال تنظيم القاعدة أناس طموحون ، و لكنهم لا يزعمون أنهم سيؤسسون المدينة الفاضلة على سط المريخ !
رجال تنظيم القاعدة أناس يحبون التحدي ، و لكنهم لا يزعمون أنهم سينهون أمريكا و روسيا و الصين و الاتحاد الأوروبي بكبسة زر !
لا أحد يعلم بأس الألة العسكرية الأمريكية و من قبلها الروسية أكثر من قادة القاعدة في العراق و أفغانستان ، لذا ، فعندما يخرج مدلس سياسي لا يستطيع أن يمسك بزمام استه إن سقطت بجانبه قذيفة هاون مجهرية عيار 1 ملم فإنه لا عبرة فيما يقول ، لأنه ليس من رجال الحرب أو حتى نسائها !!
أمــام رجال تنظيم القاعدة ، فهم يستيقظون على وقت صـــَلاة الفجر على صوت قنائل 2000 رطل ، و ربما جعل أحدهم رنة جهازه الخليوي صوت أزيز الإف 16 ، بل ربما وجدت اثنين منهم يتناقشون هل صوت الرصاص من الموسيقى فيحرم استماعه و وضعه في أناشيد الجهاد أم أنه يدخل في باب قرع طبول الحرب !
هؤلاء ، ليسوا جهلة و ليسوا متهورين ، و هم –كما أسلفت- أعلم الناس بالحروب ، و عندما يقولون لأمتهم أنها قادرة على الانتصار على أمريكا و حلفائها فهم لا يَكذبون و لا ينجّمــون ...
قــَال لي ذلك المخالف أنه مُعجب بطريقة حَمَاس و حزب الله في إدارة الصِّراع مع إسرائيل ، حيث أنهم استطاعوا جَدْولة الأهــداف و توحيد البنادق نحو صدر العدو الأخطر ، بينما تتخبط القاعدة في تحديد أهدافها و ترمي عدوها من قوس واحدة بالرغم من ضعف إمكاناتها !
هنا يحدث التصادم بين أصحاب الدعوات الحقة الثابتة و بين أصحاب المصالح المتغيرة ،
نعم ، استطاع حزب الله و حماس من إجراء الكثير من التحالفات و تقديم الكثير من التنازلات و تضييق دائرة الصراع مع العدو الصهيوني كما يقولون (و كأن الأمة لا تعاني إلا من الصهاينة ) ، و لذلك تجد الدعم المادي و المعنوي لهم منطقع النظير ، بينما تعاني القاعدة من شح الموارد ..
القاعدة قادرة على فعل ما تفعله حماس و حزب الله ، و لكنها لا تفعل ، لإنها إن فعلت ، تكون قد خسرت المعركة ، و تكون قد خسرت قاعـِديَّتَها ،
افهموا يا معاشر السادة ، أمريكا لا تخاف من حماس و لا حزب الله بقدر خوفها من القاعدة و لذا تجدهم يضعون هدايا و جوائز لمن يقبض أو يدل على أسامة و الظواهري بينما لا شيئ على رأس مشعل أو حسن نصر أو هنية ، بل و المقرف بالأمر أن اليهود يستطيعون تطيير رأس هنية من على رصيفه و لكنهم لا يفعلون ،
لِمَــــاذا ؟
لأنهم انتصروا على هؤلاء و جعلوا منهم مجاميع مسلحة ذات أهداف ضيقة ، و قابلية عالية للتفاوض و من ثم التَّــنـَازل ،
أي لقد تحولت حماس إلى حركة برغاماتية تتحالف مع أعداء الأمة من علمانيين و شيوعيين و روافض من أجل مواجهة (العدوّ الصهيوني ) ..
لقد أفرغوا ميثاق حماس من محتواه ، و جعلوا المطالبة بتحكيم الشريعة مغيباً ،
لقد أفقدوا حماس بوصلتها حتى أصبحت تتحدث عن حدود 67 و 48 و هدنة و اعتــراف،
لقد عَبَّــدُوا حماس لصنم " فلســطين " ، فنَسيت حقيقة الصراع الشامل العَقَــدي مع قوى الكــُفر العالميّة ، فحماس لا ترى إسلامها إلا و سيلة تقربها لما هو مقدم عليه ، و هي طينة فلسطين و " لاصتها " ،
لذا حماس تُحِــبّ في فلســـطين ( معبودها ) و تــَكره في فلسطين ،
أي تُحب جورج حبش و ياسر عرفات في فلسطين ، و تكره مُحمد دَحلان في فلسطين ،
لا عـــَلاقة قريبة أو بعيدة للعقيدة في ميزان حَماس الأعوج ،
بينما تنظيم القاعدة يحب في الله و يكره فيه ،
هكذا و بهذه البساطة ،
و لذا لا تجد في أدبيات القاعدة أي إطراء على أي فاسق أو زنديق ، بينما حماس لا تنفك تبكي جورج الأرذوكسي و ياسر العلماني و تقبل رأس حسن نصر الرافضي ،
و هو نفسه ما يفعله المضل الروحي للإخوان ، ابن رشد زماننا القرضاوي حين يترحم على البابا و يمسك عن الزرقاوي ...
لا قاعدة شرعية لتصرفات حماس ، و كلما ناقشت أحدا منهم عن طوامها قال لي : هذه سياسة ،
و لا أدري هلى تبيح السياسة محاذير الإسلام ؟ و هــَلْ هذه الكلمة من مصادر التشريع في الإسلام ؟ و هل أصول العقيدة تــُدْرؤ بالسّـــياسة ؟
ما هذا الغباء ؟
هل جميعهم يعمل على نسخة Windows-Ikhwan لتشغيل العقل الصلب !
إن معرفتنا بطبيعة الدعوة الإسلامية ليعلم أنها تنتصر على أعدائها برغم أنفهم إن تمسك أتباعها بتشريعاتها كاملة دون زيادة أو نُقصـــَان ،
عندما مات أبو طالب عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و نصير دعوة الإسلام ،
من حذاؤه ليعدل مائة ألف من جورج حبش عبد الصليب ، عدو التوحيد ،
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه كما جاء في الروايات :
لقد مــَات عَمُّــك الشيخ الضّــــال !
يا له من ولاء و براء تنحني أمامه الهامات إكبارا و إجلالاً ،
لو شهدت حماس هلاك أبي طالب لربما أنزلت فيه بيان تنعى فيه " شهيد القضية "!
و لو كان بين أظهرنا الإمام علي بن أبي طالب ، لقال في جورج حبش ما تقوله القاعدة فيه : عدو الله هلك !
فتبت يدا من كتب بيان حماس و تَـب ،
في فكر تنظيم القاعدة عدوّ عدوي ليس بالضرورة صَـديقي ، بينما القـــَاعدة عند حَماس : عدوّ عدوي صديقي و لو كان أشدُّ خـــــطراً !
في فكر تنظيم القاعدة تَخضع كل تصرُّفات المُجَــاهدين لموازين الشَّرع الحنيف ، بينما القاعدة عند حماس : كُلُّ شيئ مباح في الحبّ و الحــرْب ،
نعم حماس فعلت و فعلت و ضيقت دائرة الصراع و(Bla Bla Bla )...و لكن ماذا بقي من حَمــَاس الآن ؟ ذكرى ...
فهل تريدون أن تصبح القاعدة ذكرى قـــَاعدة !
لا ورب الكعبة ،
و لا و الذي نفس أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي بيده ،
ستبقى القاعدة هي القاعدة حتى يرث الله الأرض و ما عليها ...
فمسيرة النبوَّات تتعرض للنكسات لكنها دوما هي التي تصل منتصرة إلى نهاية المطاف ،
لا يهم إن كان السبيل وعراً و شاقـــاً مادامت البوصلة تشير إلى الطريق الصحيح ، فهذا خير بألف مرة من أن تختار طريقاً معبدة توصلك إلى غير وجهتك التي قصدت ،
بوصلة القاعدة في يدها ، كتاب الله و سنة رسوله ، يدلاّنها إلى الصراط المستقيم ،
صراط الذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ، و لا الضالين ،
هُـــنا تكمن عبقرية التنظيم الذي أسلم نفســـه لله ،
هنا تكمن عبقرية أتباعه من مختلف المشارب و الممالك و اللغات و الثقافات و مستويات الذكاء ،
فبساطة فكرة القاعدة من بساطة فكرة الإسلام ، و عمقه من عمقه ،
سواء كان أنصارها رجلاً يركب لوري ليقوم بعملية استشهادية ، أو كان خبير إنترنت يدعم الإعلام الجهادي ، أو كان حامل رشاش أو صاحب قلم ، كلهم يحملون في جعبتهم عبقرية الإسلام و روعته و بساطته ،
أما أتباع المناهج المخالفة ، فلقد وكلهم الله إلى اجتهادهم :
إذا لم يكن من الله عَـون للفتى فأول ما يجني عليه اجتــــهاده
كتبه نصرة لشريعة الله و جنودها البواسل ،
أبو دجانة الخُراساني
قَبل أي شيئ ...
إن كنت جــعاناً ، أو نعســـاناً أو " حاقنا ً" ، أو كان وقتك ضيقـاً و لا يسمح لك بإقتطاع عشر دقائق ، فأرجو أن تُحاول القراءة في وقت آخر ، هذا هُـو شرطي كي لا تَـــقتل الموضـــوع ، و المسلمون عند شُروطهم ،
دعك من أسْلوبي الخاص في الكتابة (هـــَذا الكـــَلام لزبائني الكِرام) ، و لا تنتظر مني هذه المرة أن أُحلق بك في دنيا الأدب الجِهَـادي ، فأنا اليوم أناقش فـــكرة ، و نقاش الأفكـــار يجب أن يكون مجرداً من كل عوامل التشتيت و الاستطـــــراد ،
إن كنت تبحث عن الإثــــارة فانتظر الحلقة القَــادمة ، فأنا اليوم سأتكلم بلغة ديكـــَـارت و لا أظن أن هناك في العالم حصـــة رياضيَّات مُمْتعة ،
أُدخلْ في المَوْضـوع ( صَوت داخلي يوجِّهني أثنــاء الكتابة فلا تتضايق منه ، فأنا وحدي المُخاطب)
جلستُ مع أحد مخالفي تنظيم القاعدة لأقهر نَفسي بنقاشه ، فقال لي مستغرباً :
أسْتغرب من رَجل بذكــائِك و ثقـــافتك (و هذا على ذمَّته ) كيف يروِّج للقاعـــِدة !
يقصد أن تنظيم القاعدة سطحي في التعاطي مع المستجدات و قـــراءة الأحداث و استخلاص النتائج و رسْم الاستراتيجيات ،
استوضَحْت منه رأيه أكـــثر ،
فقال : الشيخُ أسَــامة رجل بسيطٌ (و كلمة الشيخ هنا إضافة مني فهو لا يقول بها ) و يمكن بسهولة للاستخبارات العَالميِّة أن توجهه لأهدافها عن طريق الإلهَـام السََّلبِي " passive inspiration " المؤثّر على سلوكه و تصرفاته ، أي أن عدوّك حين يدرس سُلوكك فهو قادر على توجيهك نحو ما يريد و بدفعك ذاتياً self-driven لتحقيق مكاسب له ،
هذه الشُّبهة ليسَتْ جديدة على القـــَاعدة ، و تجد الكثير من المُحلّلين السياسين - أجلَّكم الله- (و هؤلاء من أغبى موظفي الفَضائِيّات و لو قال لي أحدهم أنهم خَرجوا من مصحّة عقلية بكفالة فلَن أكذّبه ) يروجون لمسألة ( القاعدة موجهة من قبل أعدائها و ينقصها الذَّكـــاء اللازم للدخول في الصِّراع مع قوى الإمبريالية العالميّة )
نَعود لذلك الشَّخص و لعبارة أخرى قالهــا قبل مدة قَصيرة :
ما هو المستوى الثَّقافي لأبي مُصعب الزرقاوي ليَقود تنظيم من آلاف الرّجال ؟ هو لم يكمل تعليمه و لا يصلح أن يكون طالبَ سنة أولى جَـــامعة ، لابد أن هناك من يحرّكه لأهداف خفيّـــة و أجندة خَارجيّة !
عند التعامل مع هؤلاء الناس ، فهناك طريقة أخرى لمُعالجة أفكارهم غَير الرقيـة الشَّـرعيّة،
الطريقة تعتمد على إدراك أن هؤلاء النّـاس (و أنا أقصد المغيَّبِين عن الحقيقة ، لا الأقلام المَأجورة) يجهلون تماماً فكر تنظيم القاعدة ،
فكرتهم المغلوطة عن تنظيم القاعدة لا تختلف كثيرا عن فكرة الدنماركيين و تصورهم عن الإســـْلام ،
هو لا يَعلم عدد السَّاعات الأكاديمية و العمليّة التي قَضاها الزَّرقـــاوي في السِّجون و الجبال يعد نفسه لمعركة الإســْـلام ،
هاجر رحمه الله في أواخِر الثمانينات إلى أفغانستان و بقي ما بين أسر و معسكر و جهاد حتى وصل العراق ،
أي أن خبرته في ميدانه تفوق الـ 14 سنــة من الإعــْدَاد المُتواصل ،
ربما أمثال هــؤلاء يحتاجون لأن نطبع CV لأبي مصعب الزرقاوي منذ هدايته إلى أن أسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، نضع فيها خبراته القتالية و دوراته العسكرية و الشرعية ، بالإضافة إلى رصيده الهائل من العزيمة و الحماس و الابتكار ، ليقتنعوا بأحقيته لزعامة تنظيم فيه آلاف المُجاهِدين ،
لو أن شهادات جامعية تعطى لمن خاضوا الحروب لكان أبو مصعب الزرقاوي أستاذاً جامعياً (بروفسور ) بدرجة العالميّة و لعلقت صورته في لوحة الشرف على المدخل الرئيسي للمكتبة ، بينما كان نابليون بونابرت طالب ماجستير على أحسن تقدير ، و "جون أبي زيد " كطالبٍ " حـِمَار " في الصف الأول الابتدائي "ب" ،
الزرقاوي - تقبله الله في عليين - مُجرد مِثال ، و أكثر منه الإمامان أسامة بن لادن و أيمن الظواهري ،
ثقافة هــَؤلاء التراكمية في إدارة الصِّراع و قيادة التنظيم في معركة الفصل مع الصليبيين و اليهود تفوق ثقافة أي شخصية أخرى في العالم لآخر 1000 سنة - و لا بأس أن تنقلوها عني-و العجيب أن أسامة بن لادن مثله مثل خالد بن الوليد ، لم يخسر معركة قط !
نعم أسامة يركض من انتصار إلى انتصار ،
انتصر على الروس ،
و انتصر مع طالبان في السيطرة على أفغانستان و دحر المتناحرين ،
ثـــمَّ ها هو مستمر في معركته مع كرزاي و من خلفه تحالف الشمال و أمريكا ، و كل المؤشرات تشير إلى اقتراب النصر ،
و كذلك هو الإمام الظَّواهري ،
بعض مؤلفات الظواهري التي ينشرها بين الحينة و الأخرى كالتبرئة و الردود على الأسئلة تستحق أن تكون موضوع بحث رسالة دكتوراه في العلوم الشرعية و السياسية على حدٍ سَـــواء ،
قادة القاعدة يذكرونا بعلماء الأمَّة الأوائل كالبيروني و ابن النفيس حيث كانوا يبدعون في أكثر من باب علم ديني و دنيوي كالحديث و الفقه و الكيمياء و الطب ،
لو قلت عن الظواهري بحر العلوم ، حجة الإسلام ، بدر الزمان فو الله ما بالغت ،
عندما أقرا لهذا الإمام أعد حروف ما يكتب عدا ، لأني أعلم أن كل كلمة أو حتى حرف يخرج من ذلك (الأمَّة ) يعني دماء و دموع ، و عناء سهر تحت أضواء الشموع ، لقد اقتاتت كل كلماته على قلوب المتقين و دماء الصالحين و دموع العابدين ، فوصلتنا كثمرة يانعة ، قطوفها دانية ،
لو قال الظواهري ( نَعَـم ) لجلست أفكر ألف مرَّة لماذا لم يقل ( لا ) ،
لا أريد أن أسأل رجل بعلم الظواهري و خلقه عن مَســـائل الجهاد و حسب ، بل أحياناً أقول : لو أسأله عن الميراث ؟ عن نصاب الزكاة ، عن أحكام الوديعة ، عن المسح عن الجوربين ،
فلا أشك لحــظةً أن هذا المحيط العلمي سيروي غَليلي و يشفي عَليلي ....
هذا يا هازئين هو الإمام الظواهري قدس الله روحه ،
(دعك من الإمام الظواهريّ و عُــدْ للموضوع ، نفس الصوت القهري الذي يخاطبني ، فلا تكتثر به )
من هم أصلح من القاعدة في إدارة الصراع مع قوى الكفر العَـالمية ؟
الإخوان المسلمون ؟ لا أظن ، فهم من أكثر التنظيمات " أكلاً للمقالب" من قبل خصومها ،
الشيخ حسن البنا رحمه الله أحسن الظن بالملك فاروق و كان ينعته بأمير المؤمنين لاستمالته ، و أرسل الجنود للقتال تحت رايته في عام 48 ، و عندما عاد رجاله أُلقوا في السجون ! هذا مقلب ، نتعلم منه درساً : لا تقاتل تحت راية جـــَاهلية ،
هل استيقظ الإخوان ؟ حاشا ..
عبدالناصر ، اخترقهم و استطاع استثمار جهودهم في حركة الضباط الأحرار و عندما صعد إلى المنصة ، داسهم بالأقدام ، و جعل الشيخ الهضيبي - تحت التعذيب - يغني للريس ( في الأسر ) أغنية أم كلثوم ، حيث كان يحرك يديه كقائد أوركسترا ،
كان الريس يفتخر أنه اعتقل 17 ألف شخص في يوم واحد !
بل و قبل أن يستتب الأمن في مصر لصالح ضباط الثورة ، كانت هناك تحركات في الشارع المصري ضد الرئيس محمد نجيب فما كان من الإخوان إلا أن أخمدوا هذه المظاهرات لصالحه ،
يقول عباس السيسي في كتابه (في قافلة الإخوان المسلمين): "وجدير بالذكر أن السبب الحقيقي في محاكمة الأستاذ عبد القادر عودة هو الانتقام والخلاص منه بسبب الموقف الرهيب الذي وقفه إلى جوار الرئيس محمد نجيب في شرفة قصر عابدين، حين طلب منه الرئيس محمد نجيب الصعود إلى الشرفة؛ لتهدئة الجماهير الغفيرة المحتشدة في الميدان الفسيح، ومطالبتها بالانصراف، فما كان من الأستاذ عودة إلا أن طالبهم بالانصراف حتى انصرفوا جميعًا في الحال، بكل طاعة وهدوء ونظام، وقد أغاظ هذا الموقف عبد الناصر فأسرها في نفسه، وأدرك خطورة عبد القادر عودة الذي تأتمر الجماهير بأمره " اهـ
لا أقول أن القــــاعدة و دولة الإســـلام لم تتعرض للخيانة ، و الكثير من المجاميع المسلحة انقلبت عليهم في العراق ، و لكن الدولة لم و لن تترك لهم الميدان ، و جعلت قتال الصحوات مقدماً على قتال الأمريكان ، بل و أذاقت قادتهم أذل أنواع الذل ...و أحالت قصورهم قبورا ...
الدولة تعلنها و بكل صَــــراحة ، إما أن تكون لنا دولة إسلام أو لا تكون لكم دولة ، و خيرنا لشرنا الفــــــِداء ...
إضراب 6 أبريل التي دعت إليه قوى المُعــَارضة السياسيّة في مصر ، ماذا كان موقف الإخوان منه
أنا لا أتكلم عن منهج حركة كفاية الفاسد و لا عن جدوى الإضراب في اسقاط النظام المصري ، بل أتكلم عن انبطاحية الإخوان المُسلمين التي جعلت سقف تحركاتهم لا يصلح أن يكون أرضية لتحركات غيرهم من قوى المعارضة ،
فقد أعلن مَحمود عزت الأمين العام للجماعة رفض الجماعة المشاركة في الإضراب بالرغم تأييدهم الفكرة كحق عـــَام ،
بالله عليكم هل هؤلاء الانبطاحيون قادرون على تغيير واقعهم ؟
هل تجدون أكثر من هؤلاء تزلفاً للنظام ؟ نسأل الله العافية
في 1982 ، فُرضت على الإخوان في سوريا مواجهة مع النظام النصيري ، قتل فيها عشــرات الآلاف من أبناء الحركة و عوام المسلمين في بحر بضعة أيام ، و تعرض المسلمون في سوريا بسبب هذه المصيبة لقهر و كبت يستمر ليومنا هذا ، فهل تعلم الإخوان من هذا الدرس ؟
لا ، فابنهم البار خـــَالد مشعل ينعم بضيافة الرئيس بشـــار الأسد و لا يتوقف عن التسبيح بحمد ( الموقف السوري ) ، و لهذا لم يستغرب أحد عندما قال أن الشيشان شأن روسي داخلي ، فالذي يخون دماء أبناء تنظيمه التي ما رمَّت بعد تحت قدمية يخون دماء المُسلمين في الشيشان ، و البعيد عن العين بعيد عن القلب كما تقول جدة أمي ،
أنا فقط أنتظر اليوم الذي يبيع فيه بشار الأسد حماس لأمريكا بثمن بخس دراهم معدودة ، و عندها ستضاف حلقة جديدة من حلقات (المقالب ) على رأس حركة الإخوان المُغفلين ،
بل إن حماس الضالة تصر على نعت الهالك ياسر عرفات بالشَّهيد و هو الذي كان يعذب رجالهم في السجون و يحارب المجاهدين و يصد عن سبيل الله ،
روى لي من لا أكذبه ، أن التقى بضابط سابق في الأمن الوقائي في الضفة الغربية يعمل كسائق تكسي في الأردن ، فسأله عن سبب تركه لعمله هناك ، فقال :
ذات يوم اعتقلوا أحد مجاهدي القسام (و القصة حصلت في منتصف التسعينات) من أمام منزله، و بعد اسبوع جاءت سيارة للسطلة و ألقت به أمام منزله ، تفاجأت أمه و أخته به و قد أصبح ابنهم جلد و عظم و كأنه على وشك الموت ،
فأمر المجاهد القسامي أحد أبناء الجيران أن يبعد أخته و أمه عنه ليخبرهم بما حدث ، و عندما فعل ، أخبره أنه تعرض للاغتصاب على يد زبانية السلطة ، ثم لم يلبث مدة قصيرة حتى مات من قهره - تقبله الله في الشهداء -
حدث هذا على مرئى من هذا الضَّابط ، فقرر ترك الوظيفة المشينة و العمل كَسائق تكسي ،
هذا حدث في زمن من ؟ زمن " الشَّهيد " ياسر عرفات ، و لكن ذاكرة حماس عفنة صدئة خرفة ، لا تلتقط آلامها ولا ذكرياتها و لا ميثاقها ،
حماس تضع على قائمة الأسرى الذين تريد إطلاق صراحهم بالأسير شاليط القائد الفتحاوي الزنديق مروان البرغوثي ،
تأكـــدوا أن هذا الزّنديق المُرتد لو خرج ، فَسيفعل بحَماس ما لم يفعله الشّهيد عــَرفات – بزعمهم- و لا عزاء لحماس الغفلة ، و دوما يصر الإخوان على أن لا يتعلموا حتى مما يقع على رؤوسهم !
الحكومة الأردنية عاقبت الإخوان المسلمين في الأردن و زورت الإنتخابات لينالوا تقريبا 5 مقاعد نيابية بسبب اعتراضها على من يصفوا بالصقور في الجماعة ،
ماذا فعلت الجماعة بعد هذه اللكمة ؟
جمدوا عضوية زكي بن ارشيد و الشيخ محمد أبو فارس من مجلس شورى الجماعة بالرغم من فوزهم في الانتخابات الداخلية و ذلك إرضاء للحكومة ، أي أن الإخوان مؤسسة شبة حكومية تماما مثل أي شركة تملك الحكومة 51% من أسهمها ،
خسروا الانتخابات و خسروا صقورهم ، و هذا هو الخسران المبين ،
في أفغانستان ، رباني و سياف يعملون كمراسلين أو كسكرتيريا لكرزاي ، و لو أنهم أطاعوا الله و رسوله و قاتلوا في سبيل الله ، لكان خيرا لدينهم و دنياهم ، و لكنها سنة الإخوان المسلمين في الأرض إلا من رحم ربي ،
الإخوان المسلمين كانوا و مازالوا مستعدين لدعم جمال مبارك ليحكم مصر لأربعين سنة قادمة ، و السبب : ضمانات من الريّس !
هذا هو ديدن الإخوان ... إحسان الظن بالطواغيت و إساءة الظن بمجاهدي القاعدة ، و النتيجة ماذا ؟
" الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
يعني يلدغون من الجحر نفسه (أو من ابنه ) ألف مرة ، ثم هم لا يعقلون ،
لو كان أمثال قادة الإخوان المسلمين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلربما تنزلت فيهم " التوبـات " – جمع التوبة – لشدة ما في قلوبهم من مرض ، هذا و الله أعلم ،
مثال – سرد بطريقة حصة الرياضيات - :
إخوان العراق من حماس العراق و الحزب الإسلامي و المنشقين عن ثورة العشرين ، ليسوا إلا مطايا للروافض و الأمريكان ،
أي أنهم في قعر الهَـــرم الغذائي في هذه السِّلسة ، تَماماً كالأعشاب و النباتات ، أي مرتبة واحدة أسفل الاغنام و المواشي ،
القمة هي أمريكا ثم روافض المالكي ثم أكراد الطالباني و البرزاني ثم جيش المخزي ثم شراذم الإخوان يقبعون في أسفل الهرم ،
بالنسبة لدولة العراق الإسلامية فالهرم هُــوَ هُــوَ ، بعد أن تضع في أعلاه " دولة العراق الإسلامية " صلى الله عليها وسلم ،
أما حزب التحرير ، فليسوا أكثر من طلق فشنك في مسدس كــرتوني ، و لو كتبوا في بياناتهم ما تضعه سبيس ستون قبل عرضها لأفلام الكرتون لكان أنسب لهم :
" إن ما تشاهدونــه ليس حقيقة و لا ينطبق إلا على أفلام الكَرتــون "
يريدون إقامة دولة الخلافة عن طريق بيان و حنجرة و بعضٍ من البزاق المتطاير على من في السطر الأول في المسجد (لا تنسى لبس النظارات الشمسية مع مساحات) !
رجال تنظيم القاعدة أناس طموحون ، و لكنهم لا يزعمون أنهم سيؤسسون المدينة الفاضلة على سط المريخ !
رجال تنظيم القاعدة أناس يحبون التحدي ، و لكنهم لا يزعمون أنهم سينهون أمريكا و روسيا و الصين و الاتحاد الأوروبي بكبسة زر !
لا أحد يعلم بأس الألة العسكرية الأمريكية و من قبلها الروسية أكثر من قادة القاعدة في العراق و أفغانستان ، لذا ، فعندما يخرج مدلس سياسي لا يستطيع أن يمسك بزمام استه إن سقطت بجانبه قذيفة هاون مجهرية عيار 1 ملم فإنه لا عبرة فيما يقول ، لأنه ليس من رجال الحرب أو حتى نسائها !!
أمــام رجال تنظيم القاعدة ، فهم يستيقظون على وقت صـــَلاة الفجر على صوت قنائل 2000 رطل ، و ربما جعل أحدهم رنة جهازه الخليوي صوت أزيز الإف 16 ، بل ربما وجدت اثنين منهم يتناقشون هل صوت الرصاص من الموسيقى فيحرم استماعه و وضعه في أناشيد الجهاد أم أنه يدخل في باب قرع طبول الحرب !
هؤلاء ، ليسوا جهلة و ليسوا متهورين ، و هم –كما أسلفت- أعلم الناس بالحروب ، و عندما يقولون لأمتهم أنها قادرة على الانتصار على أمريكا و حلفائها فهم لا يَكذبون و لا ينجّمــون ...
قــَال لي ذلك المخالف أنه مُعجب بطريقة حَمَاس و حزب الله في إدارة الصِّراع مع إسرائيل ، حيث أنهم استطاعوا جَدْولة الأهــداف و توحيد البنادق نحو صدر العدو الأخطر ، بينما تتخبط القاعدة في تحديد أهدافها و ترمي عدوها من قوس واحدة بالرغم من ضعف إمكاناتها !
هنا يحدث التصادم بين أصحاب الدعوات الحقة الثابتة و بين أصحاب المصالح المتغيرة ،
نعم ، استطاع حزب الله و حماس من إجراء الكثير من التحالفات و تقديم الكثير من التنازلات و تضييق دائرة الصراع مع العدو الصهيوني كما يقولون (و كأن الأمة لا تعاني إلا من الصهاينة ) ، و لذلك تجد الدعم المادي و المعنوي لهم منطقع النظير ، بينما تعاني القاعدة من شح الموارد ..
القاعدة قادرة على فعل ما تفعله حماس و حزب الله ، و لكنها لا تفعل ، لإنها إن فعلت ، تكون قد خسرت المعركة ، و تكون قد خسرت قاعـِديَّتَها ،
افهموا يا معاشر السادة ، أمريكا لا تخاف من حماس و لا حزب الله بقدر خوفها من القاعدة و لذا تجدهم يضعون هدايا و جوائز لمن يقبض أو يدل على أسامة و الظواهري بينما لا شيئ على رأس مشعل أو حسن نصر أو هنية ، بل و المقرف بالأمر أن اليهود يستطيعون تطيير رأس هنية من على رصيفه و لكنهم لا يفعلون ،
لِمَــــاذا ؟
لأنهم انتصروا على هؤلاء و جعلوا منهم مجاميع مسلحة ذات أهداف ضيقة ، و قابلية عالية للتفاوض و من ثم التَّــنـَازل ،
أي لقد تحولت حماس إلى حركة برغاماتية تتحالف مع أعداء الأمة من علمانيين و شيوعيين و روافض من أجل مواجهة (العدوّ الصهيوني ) ..
لقد أفرغوا ميثاق حماس من محتواه ، و جعلوا المطالبة بتحكيم الشريعة مغيباً ،
لقد أفقدوا حماس بوصلتها حتى أصبحت تتحدث عن حدود 67 و 48 و هدنة و اعتــراف،
لقد عَبَّــدُوا حماس لصنم " فلســطين " ، فنَسيت حقيقة الصراع الشامل العَقَــدي مع قوى الكــُفر العالميّة ، فحماس لا ترى إسلامها إلا و سيلة تقربها لما هو مقدم عليه ، و هي طينة فلسطين و " لاصتها " ،
لذا حماس تُحِــبّ في فلســـطين ( معبودها ) و تــَكره في فلسطين ،
أي تُحب جورج حبش و ياسر عرفات في فلسطين ، و تكره مُحمد دَحلان في فلسطين ،
لا عـــَلاقة قريبة أو بعيدة للعقيدة في ميزان حَماس الأعوج ،
بينما تنظيم القاعدة يحب في الله و يكره فيه ،
هكذا و بهذه البساطة ،
و لذا لا تجد في أدبيات القاعدة أي إطراء على أي فاسق أو زنديق ، بينما حماس لا تنفك تبكي جورج الأرذوكسي و ياسر العلماني و تقبل رأس حسن نصر الرافضي ،
و هو نفسه ما يفعله المضل الروحي للإخوان ، ابن رشد زماننا القرضاوي حين يترحم على البابا و يمسك عن الزرقاوي ...
لا قاعدة شرعية لتصرفات حماس ، و كلما ناقشت أحدا منهم عن طوامها قال لي : هذه سياسة ،
و لا أدري هلى تبيح السياسة محاذير الإسلام ؟ و هــَلْ هذه الكلمة من مصادر التشريع في الإسلام ؟ و هل أصول العقيدة تــُدْرؤ بالسّـــياسة ؟
ما هذا الغباء ؟
هل جميعهم يعمل على نسخة Windows-Ikhwan لتشغيل العقل الصلب !
إن معرفتنا بطبيعة الدعوة الإسلامية ليعلم أنها تنتصر على أعدائها برغم أنفهم إن تمسك أتباعها بتشريعاتها كاملة دون زيادة أو نُقصـــَان ،
عندما مات أبو طالب عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و نصير دعوة الإسلام ،
من حذاؤه ليعدل مائة ألف من جورج حبش عبد الصليب ، عدو التوحيد ،
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه كما جاء في الروايات :
لقد مــَات عَمُّــك الشيخ الضّــــال !
يا له من ولاء و براء تنحني أمامه الهامات إكبارا و إجلالاً ،
لو شهدت حماس هلاك أبي طالب لربما أنزلت فيه بيان تنعى فيه " شهيد القضية "!
و لو كان بين أظهرنا الإمام علي بن أبي طالب ، لقال في جورج حبش ما تقوله القاعدة فيه : عدو الله هلك !
فتبت يدا من كتب بيان حماس و تَـب ،
في فكر تنظيم القاعدة عدوّ عدوي ليس بالضرورة صَـديقي ، بينما القـــَاعدة عند حَماس : عدوّ عدوي صديقي و لو كان أشدُّ خـــــطراً !
في فكر تنظيم القاعدة تَخضع كل تصرُّفات المُجَــاهدين لموازين الشَّرع الحنيف ، بينما القاعدة عند حماس : كُلُّ شيئ مباح في الحبّ و الحــرْب ،
نعم حماس فعلت و فعلت و ضيقت دائرة الصراع و(Bla Bla Bla )...و لكن ماذا بقي من حَمــَاس الآن ؟ ذكرى ...
فهل تريدون أن تصبح القاعدة ذكرى قـــَاعدة !
لا ورب الكعبة ،
و لا و الذي نفس أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي بيده ،
ستبقى القاعدة هي القاعدة حتى يرث الله الأرض و ما عليها ...
فمسيرة النبوَّات تتعرض للنكسات لكنها دوما هي التي تصل منتصرة إلى نهاية المطاف ،
لا يهم إن كان السبيل وعراً و شاقـــاً مادامت البوصلة تشير إلى الطريق الصحيح ، فهذا خير بألف مرة من أن تختار طريقاً معبدة توصلك إلى غير وجهتك التي قصدت ،
بوصلة القاعدة في يدها ، كتاب الله و سنة رسوله ، يدلاّنها إلى الصراط المستقيم ،
صراط الذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ، و لا الضالين ،
هُـــنا تكمن عبقرية التنظيم الذي أسلم نفســـه لله ،
هنا تكمن عبقرية أتباعه من مختلف المشارب و الممالك و اللغات و الثقافات و مستويات الذكاء ،
فبساطة فكرة القاعدة من بساطة فكرة الإسلام ، و عمقه من عمقه ،
سواء كان أنصارها رجلاً يركب لوري ليقوم بعملية استشهادية ، أو كان خبير إنترنت يدعم الإعلام الجهادي ، أو كان حامل رشاش أو صاحب قلم ، كلهم يحملون في جعبتهم عبقرية الإسلام و روعته و بساطته ،
أما أتباع المناهج المخالفة ، فلقد وكلهم الله إلى اجتهادهم :
إذا لم يكن من الله عَـون للفتى فأول ما يجني عليه اجتــــهاده
كتبه نصرة لشريعة الله و جنودها البواسل ،
أبو دجانة الخُراساني
تعليق