مسك و بارود
كان لي هناك بيت في قلب الجنة , و جنة أرضي حريق , مسك و بارود , تتخلل جسدي رائحة حريق و في الخلف رياحين , رياحين أرضي رياحين قدسية , تلتحم بأديم الأرض أوراقها شامخة في أبعد نقطة في الأفق .. .
أيها الأفق الأزرق الموشى بسمرة الدخان , أيها الأفق الذي يكتنف تحت ذراعيه شمساً وردية , و في حضنه سماءً وردية , أيها الأفق و أيها النسيم الذي طالما لفحت وجوهنا كل يوم , أيها النسيم تمرد , نسيم أرضي رياح عاتية , مرسلة على الغاصبين , أيها النسيم اعصف بدبابات الغاصبين , أيها الأفق ابتلع طائراتهم , أيها الأديم الذي بذراتك تلتحم ذرات أشلاء الشهداء , أيها الأديم تمرد و انهض , أيها الأديم , أنت أم الشهداء , تحتضن مسك أشلائهم , أنت الطاهر المبارك لا تسمح لهم أن يمروا , أليس أديم أرضي زعفران و حنون , أليس من جوفك أرتوي الماء الزلال , من شقك أشتم رائحة شقائق النعمان , أيتها الأرض السليبة , يا قدس يا أرضي , أتقبلين الاجتياح , لا والله و لا بيع الديار و لا ترك الجهاد ... .
أرضي مقدسة و هناك كان بيتي , في أرض الرباط , أرضي و هناك بيتي كان له جدران عالية , و أدراج مصمتة , و خلف الجدران أطفال نائمة , استيقظت الأطفال على رائحة بارود و صراخهم يعلو فيا للأطفال الباكية , جاءت أمهم و احتضنتهم و قالت : ما أطفال فلسطين بباكية ؟ , قالتها الأم و كبدها باكية , و تساءلت : أحقاً في فلسطين أطفال؟! كلا , فلسطين كلها رجال , أطفال فلسطين رجال و ما الرجال بباكية , نطق أحدهم قائلاً : هل ستأخذون البندقية ؟ , نطقت أمهم : قلوبنا البندقية و أجسادنا البندقية , لا تبك يا ولدي , يا سيد الرجال , و لا يبكي سيد الرجال ! , نظر بحنو إلى أمه , ابتسمت , مسح الدمع , وقف خلف الشباك , دوى انفجار , و انفجار آخر و آخر و رابع ثم انهد الجدار و أضرمت النار و قال الطفل : أشتم رائحة مسك و بارود و أدرك الطفل بعقله الفلسطيني المجاهد أن المسك رائحة الخير و البارود يثير المسك , عاش الطفل و الرائحة تتخلل جسده و لا تندثر , إنها رائحة مسك و بارود .
كان لي هناك بيت في قلب الجنة , و جنة أرضي حريق , مسك و بارود , تتخلل جسدي رائحة حريق و في الخلف رياحين , رياحين أرضي رياحين قدسية , تلتحم بأديم الأرض أوراقها شامخة في أبعد نقطة في الأفق .. .
أيها الأفق الأزرق الموشى بسمرة الدخان , أيها الأفق الذي يكتنف تحت ذراعيه شمساً وردية , و في حضنه سماءً وردية , أيها الأفق و أيها النسيم الذي طالما لفحت وجوهنا كل يوم , أيها النسيم تمرد , نسيم أرضي رياح عاتية , مرسلة على الغاصبين , أيها النسيم اعصف بدبابات الغاصبين , أيها الأفق ابتلع طائراتهم , أيها الأديم الذي بذراتك تلتحم ذرات أشلاء الشهداء , أيها الأديم تمرد و انهض , أيها الأديم , أنت أم الشهداء , تحتضن مسك أشلائهم , أنت الطاهر المبارك لا تسمح لهم أن يمروا , أليس أديم أرضي زعفران و حنون , أليس من جوفك أرتوي الماء الزلال , من شقك أشتم رائحة شقائق النعمان , أيتها الأرض السليبة , يا قدس يا أرضي , أتقبلين الاجتياح , لا والله و لا بيع الديار و لا ترك الجهاد ... .
أرضي مقدسة و هناك كان بيتي , في أرض الرباط , أرضي و هناك بيتي كان له جدران عالية , و أدراج مصمتة , و خلف الجدران أطفال نائمة , استيقظت الأطفال على رائحة بارود و صراخهم يعلو فيا للأطفال الباكية , جاءت أمهم و احتضنتهم و قالت : ما أطفال فلسطين بباكية ؟ , قالتها الأم و كبدها باكية , و تساءلت : أحقاً في فلسطين أطفال؟! كلا , فلسطين كلها رجال , أطفال فلسطين رجال و ما الرجال بباكية , نطق أحدهم قائلاً : هل ستأخذون البندقية ؟ , نطقت أمهم : قلوبنا البندقية و أجسادنا البندقية , لا تبك يا ولدي , يا سيد الرجال , و لا يبكي سيد الرجال ! , نظر بحنو إلى أمه , ابتسمت , مسح الدمع , وقف خلف الشباك , دوى انفجار , و انفجار آخر و آخر و رابع ثم انهد الجدار و أضرمت النار و قال الطفل : أشتم رائحة مسك و بارود و أدرك الطفل بعقله الفلسطيني المجاهد أن المسك رائحة الخير و البارود يثير المسك , عاش الطفل و الرائحة تتخلل جسده و لا تندثر , إنها رائحة مسك و بارود .
تعليق