الوداع .. الوداع
،،
،،
هناك البعض من الأحبة و أنا أقيس على نفسي
يكرهون لحظــات الوداع ..
لما تحمله من اختبار حقيقي لثبات المشاعر من عدم ثباتها
و كثيراً ما أتوارى من القوم إذا أحسست بقرب تلك اللحظات ..
بل إنني أعطي نفسي شهادة الإمتياز في فن الهروب من موقع الودااااع ..
،،
أرغب الرحيل بصمت و هدوء ، و أكره أصوات التوديع الحزينة ..
بل إنني حينما أستعيد الذكريات
تتبادر إلى ذهني مباشرة لحظات الوداع ..
،،
و أعتب كل العتب على من يهتم بمراسيم الوداع ، و يقوم بترتيب المكان و الزمان
بل في بعض الأحيان تتعدى المشاعر العتب لتصل إلى الكره ( المؤقت )
،،
لأنني لي قاعدة استنتجتها بناءً على القاعدة المعروفة
ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب !
فلدي ما لا يتم المكروه إلا به فهو المكروه !
،،
و أن أفارق سنة أسهل عندي من أن أُودع دقيقة !!
،،
و لك أن تقارن أخي بين الوداع و الفراق ، لكي تجعل مشاعري في ميزان عدل لا جور فيه
و من فارق بصمت ليس كمن فارق بوداع !
و مـــــن خاض التجارب يعرف الفرق ..
،،
ذلك لأن الراحل الصامت لا يؤلمه سوى الذكريات التي عاشها هنا و هناك !
بينما من ذاق لحظات الوداع .. ستبقى في فؤاده كالخناجر تطعنه بين الفينة و الأخرى ..
فيا أيهـــا الراحلون .. أصمتوا .. وارحلوا بصمت ..
،،
لكي نعيش على فتات الذكريات ، و يبقى الفؤاد معلق ببصيص الأمل الموهوم ..
ولا تقتلونا بوداعكم المهيب الحزين الباكي القشيب ..
،،
فلا زالت قوافل الراحلين تسير ، و كأن أقدام السائرين فيهــا سيوفٌ تـُـغرز في قلوبنا ..
و كأن أصوات خـُـــطاهم ترانيم حزن ٍ لا تفارق أسمــــاعنا ..
،،
مفارقات ٌ عجيبة غريبة أعيشها منذ أن عرفت أحبابي في الله
أحزن و هم أمامي ليقيني بأن اللقاء لــــن يدوووووم ..
و أعتب على من فارقني بصمت ، لأنني خسرت بعض الوقت معه و لو كان ودااااااع ..
و أكره من وادعني و أنا أعلم بأنه ما فعل ذلك إلا من محبة ..
أحب الأناشيد الحزينة و التي تتحدث عن الفراق و الوداع .. و أكره واقعها ..
،،
سافرت كعادتي بصمت ، و حينما وصلت
وجدت أحمد قد وضع في الكتاب الذي أخذته منه ورقة صغيرة مكتوب فيها
( يا أبا فلان كم أحبك في الله )
و قد كان من أعزّ الأحبـــة .. و تخيـّـل معي شعوري وقتهــــا !
،،
الأماكن التي تحيط بي .. كأني أسمع نحيبها .. و أرى دموعها حينما أنوي الرحيـــل !
فكيف بمن يحملون المشاعر و الأحاسيس ..
،،
قبل الوداع تشعر بأنك خائف
وحين الوداع تشعر بأنك ضعيف
و بعد الوداع تشعر بأنك حزين
،،
يعني الوداع ( مشكل كتير ) مثل ما يقولون الهنود !
،،
و في الختام
هل يستطيع من كتب هذه الحروف أن يرحل بصمت ؟
فـــ حتى الأبيات أبت أن تشارك في هذا الموضوع !
،،
محبكم / شاعر القاعدة
__________________
تعليق