إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين الأصولية والإعتدال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الأصولية والإعتدال

    بين الأصولية والإعتدال

    إن مكر الأعداء اليوم تعدى التكتيكات العسكرية ، والألاعيب السياسية ، والدعايات الإعلامية ، والخطب المنبرية (لا تعجبوا ، فهناك منابر في مساجد تعمل للمحتل) ، حتى وصل مكرهم إلى صميم الدين ، وثوابت الإيمان ، وزعزعة الفرائض والأركان ، يحرفون آي القرآن ، وكلام مَن أُنزل عليه الفرقان ، يساعدهم شياطين الإنس والجان وأهل النفاق والعصيان ، في أمر عظيم ومكر خطير تزول منه الجبال {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة : 32) ..

    إنه مكر قديم يتجدد ، مكر وقع في حفرته المسلمون قبل عقود قليلة ، ويعمل بعض المنهزمون اليوم على تغطية حافة الحفرة ليقع فيها المسلمون من جديد ..

    إن حرب الأعداء ضد الإسلام يهدف إلى تغييب قواعد الدين وأركانه ودعائمه ، ومن أعظم ما حمل عليه الكفار في هذا الدين وارادوا نقضه وعزله عن واقع المسلمين ، أو تفريغه من محتواه ، أربعة أمور :
    أولا : توحيد الخالق وإفراده بالعبادة
    ثانياً : عقيدة الولاء والبراء
    ثالثاً : الحكم بما أنزل الله
    رابعاً : الجهاد في سبيل الله

    إن توحيد الخالق وإفراده بالعبادة هو قلب الإسلام وجسده ، ولا إسلام بدونه ، والحرب على عقيدة التوحيد قديمة قدم الإسلام ، فقد بدأت الحرب منذ أول ظهور للإسلام في مكة {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (ص : 5) ، واستمرت هذه الحرب إلى يومنا هذا ، وستستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. وأهمية توحيد الخالق تكمن في طاعته في ما أمر وترك ما نهى عنه طواعية ومحبة وتعظيما له سبحانه ، فهذا هو السر وراء حرب الكفار لعقيدة التوحيد الخالصة ، فهم يريدون من المسلمين الإمتثال لأوامر غير الله من البشر حتى يقعوا فيما وقعوا هم فيه من تخبط ونقص وجهل وتخلف ، وهذه الحرب تكاد تكون خفية اليوم ، ولا ينتبه لها إلا عالم بصير خبير بحقيقة التوحيد وتاريخ صراعه ..

    أما عقيدة الولاء والبراء ، فهي بمثابة جهاز المناعة في جسد الإسلام ، وخطورتها على الكفار تكمن في بُعد المسلمين عنهم واحتقارهم وكراهيتهم بسبب هذه العقيدة القرآنية الشرعية ، فهم لا يستطيعون زرع أي وهم أو شك في قلوب المسلمين طالما كان المسلمون يُبغضونهم ويحتقرونهم ويجتنبونهم ، فلا بد من إلغاء هذه العقيدة حتى يقتربوا من المسلمين ويصير لهم القبول ..
    أما الحكم بما أنزل الله فهو قلعة الإسلام التي يأوي إليها المسلمون ، فلنا أن نتخيل داعية إلى الكفر في بلد تحكمه الشريعة ، أو داعية إلى التقريب بين الأديان ، أو داعية إلى بدعة أو أي أمر مخالف للشرع ، فحكم الشرع معروف في مثل هذه الأمور ، وبدون تحكيم شرع الله : يرتد من شاء عن الدين ، وينشر من شاء الفاحشة في المسلمين ، وينشر أهل البدع بدعهم دون رقيب أو رادع ، فقلعة الحكم بما أنزل الله تحمي المسلمين من كل شر يراد بهم بسهام الحدود والتعزيرات والأحكام ..

    أما الجهاد في سبيل الله فهو والسور المحيط بقلعة الإسلام يحمي المسلمين من هجمات العدو الخارجي ، ويطهر الأرض من الشرك والكفر والبدع والأهواء وكل شر ، فالقلعة الغير محمية بسور الجهاد توشك أن تسقط في يد الأعداء ، والجهاد يُبقي مسافة كبيرة بين الأعداء وبين ديار الإسلام لينعم المسلمون بحياة كريمة ، فإذا غاب الجهاد سقطت قلعة الإسلام ، وإذا سقطت القلعة تغلغل الكفار في جسد المسلمين ، وإذا فعلوا ذلك صدوهم عن عبادة الله وحده {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} (النساء : 89) ، والأحمق هو من ظن أنه يعبد الله وحده بدون عقيدة الولاء والبراء وبدون الحكم بما أزل الله وبدون جهاد في سبيل الله ، فهذه الأمور متصلة لا يفرط منها عقد إلا وسقط البقية ..

    ولعل البعض يتسائل : ما دخل هذه المقدمة بعنوان المقالة ؟الجواب : هناك ارتباط وثيق جدا بين هذه المقدمة والعنوان ، وهذا الأرتباط سيتضح جليا في الكلمات القادمة ..

    حقيقة الأصولية :
    في مقدمة الأستاذ "عبدالوراث سعيد" ، لترجمة كتاب : "الأُصولية" قال (ص 12) في معرض كشفه لعدد من سلبيات كتابات الغربيين عن الإسلام : "تقديم الصحوة الإسلامية من خلال مجموعة من المصطلحات التي وُلِدت في بيئة الغرب وحُمِّلت بمعانٍ ، ومفاهيم متأثرة بتجارب الغرب ، وقِيمِهِ ، ونظرته للدين ، والحياة ، مثل : الأصولية ... والخلاص ... والعهد السعيد ... واليمين واليسار ... والرجعية ... والتقدمية ... والحداثة ... والرادكالية ... والنضالية ... والتحررية ... والإحياء ... والإصلاح ... والانبعاث ، وغيرها .
    وخير مثال على خطورة تبني هذه المصطلحات ، دون إعادة تحديد لمدلولاتها ، مصطلح : "الأصولية" ؛ إذ يعني في بيئته الأصلية : فرقة من البروتستنت ، تؤمن بالعصمة الحرفية لكل كلمة في : "الكتاب المقدس" ويدّعي أفرادها التلقي المباشر عن الله ، ويعادون العقل ، والتفكير العلمي ، ويميلون إلى استخدام القوة ، والعنف ؛ لِفرْضِ هذه المعتقدات الفاسدة" (انتهى) ..

    وكتب الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله – فتوى نقلها في كتابه القيّم المدفون تحت آكام عاصفة الكتب الثلجية "معجم المناهي اللفظية" ، فقال :"الأصولية .... الراديكالية ... النضالية .... الخلاص ... العهد السعيد .... جميعها ، وأمثال لها من "الألقاب الدينية" مصطلحات أجنبية تولدت حديثاً في العالم الغربي ، أوصافاً "للكهنوتيين" المتشددين . فإذا أخذنا هذا المصطلح "الأُصولية" نجد حقيقته كما يلي : أنَّه – يعني في بيئته الأصلية – العالم الغربي - : فرقة من البرتستنت تؤمن بالعصمة لأفرادها الذين يدعون تلقيهم عن الله مباشرة ، ويعادون العقل ، والفكر العلمي ، ويميلون إلى استخدام القوة والعنف في سبيل هذا المعتقد الفاسد .... فمصطلح الأصولية ، وما في معناه هو إذاً : لإيجاد جو كبير من الرعب والتخويف من "الدين" ، ومقاومة من يدعو إليه ، في أي ديانة كانت ...نبذة عن تاريخ ألقاب ومصطلحات النقد والتنفير : للّقب شأن عظيم في سائر الملل ، وفي الإسلام أكمل الهدي وآخره ، قال تعالى في سورة الحجرات : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ – إلى قوله تعالى - وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}الآية ...
    وفي لقب أهل الإسلام ، قال سبحانه : {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} ...وامتداداً لسُنَّةِ الصراع بين الخير والشر ، فإن النبز بالمصطلح واللقب أمرٌ من عادة المشركين ضد المسلمين ، كما في تلقيب المسلمين بالصابئة ، ومنه قول المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم : "صبأ محمد" أي رجع عن دين آبائه ...ولهذا صار النبز بنحو هذه المصطلحات الناقدة من طريقة الفرق المنشقة عن جماعة المسلمين ، للتنفير منهم ، والحط من أقدارهم ، ومنها :نبز المعتزلة لأهل السنة باسم : مجسمة ، حشوية .والقدرية يسمون أهل السنة : مجبرة . والجهمية يسمونهم : صفاتية . مشبهة .
    والرافضة يسمونهم : نابتة . ناصبية . عوام . والكلاميون يسمونهم : علماء الحيض والنفاس . والألقاب متحركة متغيرة ، حسب لغة كل عصر ، وما يستجد فيه وحسب القوة والظهور ، والضعف والانكماش ...
    وما تزال سنة الصراع ماضية ، والمطاردة للمصلحين جارية ، والألقاب متجددة فكم
    رأى الراؤون ، وسمع السامعون ، تلقيب الإسلام ، والدولة الإسلامية ، والمسلم
    المرتبط بدينه قولاً وعملاً ، بمصطلحات فيها تنفيرٌ وتوهينٌ ، وإشعارٌ
    بالتخلف ، فمنها :
    الرجعية ... الرجعي ... اليمين واليسار .... ثم : التطرف ... التزمت ...
    وهكذا كلما ازداد الوعي الإسلامي ، كلما كثرت الحرب الكلامية والمجابهة
    النفسية بصياغة مصطلحات منفرة كهذه ... وبصيغ أُخرى أشد مكراً ؛ لأن التنفير
    لا يبدو من مبنى اللقب وظاهره ، لكن عند إرجاع اللقب إلى أصله تجده يلتقي مع
    تلك الألقاب والمصطلحات ، بالاستصغار والتوهين من جهة ، وبالتحذير والرعب
    منهم من جهة أُخرى ... ومنها مصطلحات :
    الأُصولي ... الأُصولية ... الراديكالية ... النضالية... الإسلاميين ...
    المهدية ... الصحوة ... الزحف .
    وإذا أخذنا أوسعها انتشاراً اليوم : "الأُصولية" وما حصل له من استمراء عجيب
    ، وتردد ذكره على ألسنة المتكلمين ، وفي أقلام الكاتبين ، من إطلاقه على
    جماعات من المسلمين ، وبخاصة الدعاة ، ومن واقع حقيقته المذكورة في صدر هذا
    المبحث ، تلخصت لنا الحقائق الآتية :
    أنه بهذا المعنى أجنبي عن الحقائق والمصطلحات الإسلامية ، فلا ارتباط مطلقاً
    بينه وبين ما يوجد في كتب المسلمين من هذه النسبة "الأُصولي" ، في نسبة إلى
    علم : أُصول الفقه ، وفي علمائه ألّف المراغي – رحمه الله تعالى – "طبقات
    الأصوليين" ..
    أنه اصطلاح أجنبي حادث تولد في بيئته الغربية ؛ لمقاومة الكنسيين والكهنوتيين
    المتشددين .
    وأن معناه باختصار : الكهنوتية التي ترفض التعامل مع العلم والعقل ,
    وأن معناه ومفاهيمه المذكورة – في صدر هذا المبحث – مفاهيم فاسدة لا يمكن
    قبولها لدى المسلمين بحال ، وبالتالي فهو لقب مرفوض في حكم الإسلام وهديه ،
    فلا يجوز إطلاقه على جماعة المسلمين بهذا المعنى ....
    في إطلاقه على العلماء والدعاة المسلمين ، تدبير ماكر من الخط المعاكس لهم
    بإيجاد جو يُكْسِبُهُمْ معنى : "الإرهاب ، والانشقاق ، .." فيجعلوا من السلطة
    قوة لمقاومتهم ، والنفرة منهم ، كلما ذكر هذا اللقب المرعب ؟؟
    وبالتالي فإن هذا المصطلح "الأصوليين" هو ألطف تلك المصطلحات في مبناه ،
    وأشدها مكراً في معناه .(انتهى) .

    وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى - : "مما يلاحظ في هذه
    الأعوام – أي : 1412 هـ وما بعده – بشكل خاص أن كثيراً من وكالات الأنباء
    العالمية التي تخدم مخططات أعداء الإسلام ، وتخضع لمراكز التوجيه النصراني ،
    والماسوني ، تخطط بأُسلوب ماكر ؛ لإثارة العالم كله ضد ما يسمونه :
    "الأُصوليين" ، وهم يقصدون بذلك الذَّمَّ والقدح في المسلمين المتمسكين
    بالإسلام على أُصوله الصحيحة ، الذين يرفضون مسايرة الأهواء ، والتقارب بين
    الثقافات ، والأديان الباطلة" . (انتهى : نقلا عن معجم المناهي اللفظية) ..

    فأصل كلمة "الأصولية" غربية نصرانية معناها – كما قال الشيخ بكر "فرقة من
    البروتستنت تؤمن بالعصمة لأفرادها الذين يدعون تلقيهم عن الله مباشرة ،
    ويعادون العقل ، والفكر العلمي ، ويميلون إلى استخدام القوة والعنف في سبيل
    هذا المعتقد الفاسد" ، أما في مصطلح المسلمين فهي "نسبة إلى علم : أُصول
    الفقه" ، أو كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله "المسلمين المتمسكين بالإسلام
    على أُصوله الصحيحة ، الذين يرفضون مسايرة الأهواء ، والتقارب بين الثقافات ،
    والأديان الباطلة" (انتهى) ..

    إن مصطلح الأصولية عندنا مصطلح محمود يُطلق على العالم بأصول الفقه أو أصول
    الدين ، فيقال : عالم أصولي ، كما يقال : فقيه ومُفسر ومُحدّث ونحوي وغيرها
    من المصطلحات الشرعية .. وتأتي الأصولية عندنا بمعنى : العودة إلى أصل
    الإسلام من كتاب وسنة ، وفهم سلف الأمة ، فهناك فرق كبير بين معنى مصطلح
    "الأصولية" عند الغرب ، ومعناه عندنا ..

    أما مصطلح "الإعتدال" ، فنترك مؤسسة "راند" الأمريكية تعرفنا معناه ، فقد
    كُفينا عناء البحث عن هذه الكلمة المطاطية التي عجز الناس عن فهمها وماهيتها
    في زمن التطرف والإرهاب والأصولية والوهابية والجهادية والسلفية والفرق
    الضالة والخوارج وخيار العنف !!

    كتب الدكتور باسم خفاجي - مدير وحدة الدراسات والأبحاث في المركز العربي
    للدراسات الإنسانية بالقاهرة - مقالة في مجلة البيان بعنوان "المفهوم
    الأمريكي للاعتدال الإسلامي قراءة في تقرير راند 2007م" ..

    ولأهمية هذه المقالة وما جاء فيها من تحذير وتنبيه للمسلمين بما يمكره
    أعدائهم ، كان لا بد من إعادة نشر بعض مقتطفات منها ، خاصة تلك التي تتعلق
    بالجهاد والمجاهدين من قريب أو بعيد ، وقد نقلت كلمات الخفاجي بإختصار وعلقت
    عليها ، ومن أراد الأصل فليرجع إلى المقالة في مجلة البيان (العدد 236 ربيع
    الآخر 1428هـ) فإنها جد مهمة ، وهذه الدراسة لراند تعرّف لنا الأصولية الحقة
    والإعتدال الصحيح على المذهب الديمقراطي الأمريكي الذي تتبناه حكومات الدول
    العربية وغيرهم ..

    قال الدكتور الخفاجي في مقالته في مجلة البيان : "أما في فبراير من عام 2005م
    فقد صدر لمؤسسة راند تقرير بعنوان "الإسلام المدني الديمقراطي : الشركاء
    والموارد والاستراتيجيات" ، ويرى التقرير - كما ينقل أحد الباحثين [علي حسن
    باكير] - أنه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب من دون فهم طبيعة الإسلام في
    المنطقة ؛ الذي يقف سداً منيعاً أمام محاولات التغيير ، وأنّ الحل يكمن في
    النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات ، هي : مسلمين أصوليين ، مسلمين تقليديين ،
    مسلمين حداثيين ، ومسلمين علمانيين.
    أما فيما يتعلّق بالأصوليين فتقول (راند) : يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء
    عليهم ، وأفضلهم هو ميّتهم لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب ، ويتمسكون بما
    يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن ، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة
    الإسلامية ، ويجب الحذر منهم لأنّهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة
    والعلم في تحقيق أهدافهم ، وهم ذوو تمكُّن في الحجّة والمجادلة. ويدخل في هذا
    الباب السلفيون السنة، وأتباع تنظيم القاعدة والموالون لهم والمتعاطفون معهم
    ، و(الوهّابيون)، كما يقول التقرير.
    وفيما يتعلق بالتقليديين تقول (راند): يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع
    الأصوليين ويجب دعمهم وتثقيفهم ؛ ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى
    مستواهم في الحجّة والمجادلة ، وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية
    ومن ثم الشيعية (يقول ابن خلدون: لولا التشيع لما كان التصوف)، ويجب دعم ونشر
    الفتاوى (الحنفية) لتقف في مقابل (الحنبلية) التي ترتكز عليها (الوهابية)
    وأفكار القاعدة وغيرها ، مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء
    التقليديين. وأوصى التقرير بأهمية أن (ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنظهر
    لجموع المسلمين والمتدينين وللشباب والنساء من المسلمين في الغرب ما يلي عن
    الأصوليين :
    1- دحض نظريتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته ،
    2- إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية ،
    3- التوعية عن العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها ،
    4- إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلّفهم ،
    5- تغذية عوامل الفرقة بينهم ،
    6- دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم
    ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّة إيمانهم ،
    7- وتجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما
    كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين؛ كي لا يجتذبوا أحداً للتعاطف معهم". (انتهى)
    ..

    أقول : نلاحظ هنا في تعريف "الأصوليين" بأنهم : السلفيون السنة ، وأتباع
    تنظيم القاعدة والموالون لهم والمتعاطفون معهم ، والوهّابيون الذين يعادون
    الديمقراطية والغرب ، ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن ،
    ويريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية ، ولا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة
    والعلم في تحقيق أهدافهم ، وهم ذوو تمكُّن في الحجّة والمجادلة" ، فهذا تعريف
    راند للأصوليين المسلمين ، وهو تعريف جيد في جملته ، وهو أفضل بكثير من تعريف
    الحكومات العربية المبهم للأصولية ..

    أما "التقليديون" فلم تذكر لنا راند تعريف بهم ، ولكن ذكرت أمور مهمة في معرض
    كلامها عنهم ، منها "ويجب دعم ونشر الفتاوى (الحنفية) لتقف في مقابل
    (الحنبلية) التي ترتكز عليها (الوهابية) وأفكار القاعدة وغيرها" ، وهذه
    الإشارة المقصود منها : أفغانستان وباكستان ، فهم العمود الفقري للمجاهدين ،
    ومسألة المذهبية عندهم خطير ، ولذلك جاء التركيز على هذا العامل الحيوي
    للتفريق بين قاعدة الجهاد والجموع الإسلامية العريضة في القطرين ، وسيعلم
    الكفار بعد حين أن دعم ونشر الفتاوى الحنفية سينقلب عليهم ، لن أقول كيف ،
    ولكن من عرف المذهب الحنفي جيدا علم حقيقة غباء هؤلاء الكفار .. أما كون
    "الوهابية" ترتكز على المذهب "الحنبلي" فهذا صحيح في بعض أجزاء جزيرة العرب
    فقط ، وهناك الكثير من المسلمين ممن تأثروا بالشيخ محمد بن عبد الوهاب وليسوا
    حنابلة المذهب ، فالتقرير لم يفرق هنا بين العقيدة والمذهب الفقهي ، وهذا خطأ
    يقع فيه الكثير من الناس ..

    أما مسألة "تشجيع الاتجاهات الصوفية ومن ثم الشيعية" فلأسباب كثيرة ، من
    أهمها : ارتماء غوغاء الفرقتين في أحضان مراجعهم كالموتى ، وهذا من صميم
    عقيدتهم ، ومثل هؤلاء يسهل التحكم بهم بالتحكم بمراجعهم كما يحدث الآن في
    العراق مع أتباع السستاني الذي حرّم قتال الأمريكان وأمر أتباعه بالتصدي
    للمجاهدين ، وهناك من "غلاة الصوفية" من هم على شاكلة الرافضة .. أما أهل
    السنة فلا مرجعية عندهم إلا الكتاب والسنة ، ومن أخل بهما من العلماء وارتمى
    في أحضان الأعداء طرحوه أرضا وداسوا عليه بأرجلهم ورجعوا إلى كتاب ربهم وسنة
    نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ولذلك اشتد حنق الكفار على أهل السنة والجماعة
    لإستحالة ترويضهم كحمير الرافضة ..

    ثم ذكر الدكتور الخفاجي أنه "في عام 2006 صدر لمؤسسة راند دراسة بعنوان (ما
    بعد القاعدة) ، وهي تقع في مجلدين أشرف على إعدادها "أنجل راباسا" ، تدعو
    الدراسة الولايات المتحدة الأمريكية إلى توسيع الجهود بشكل كبير لتقويض الدعم
    للقاعدة وخاصة من داخل الدول الإسلامية ، وتقول : إن نجاح مكافحة القاعدة
    (الجهاد العالمي) يتم من خلال :
    1- مهاجمة العقيدة الجهادية العالمية ،
    2- وقطع الصلات بين الجماعات الجهادية ،
    3- وتعزيز قدرات دول المواجهة إلى مواجهة تهديدات الحركات الجهادية". (انتهى)
    ..

    أقول : وهذا ما يفعله الصليبيون اليوم ، فهم يحاولون بكل طاقتهم مهاجمة
    العقيدة الجهادية العالمية التي أطلقها الشيخ أسامة ، وذلك عن طريق القنوات
    الفضائية والدراسات والكتب والحكومات العربية وعلماء التسول وأهل النفاق ،
    فأمريكا تدعم جميع هؤلاء في مواجهة المجاهدين ، وقد خيب الله ظنهم ودحض مكرهم
    ، وزاد محبي الجهاد وعشاق الشهادة في الأمة رغم كل هذا الكيد والمكر ، فها هي
    الجماعات المجاهدة في أقطار الأرض تجتمع تحت راية قاعدة الجهاد في خراسان ،
    وها هي الجموع المجاهدة تلتف حول قيادة الأمة الشرعية ، وإن كان هناك شواذ
    واستثناءات فإن ذلك بسبب هذه الدعايات النصرانية والألاعيب الإعلامية التي
    نسأل الله أن يقلبها على رؤوس أصحابها ويري المسلمين الحق ويرزقهم اتباعه ..

    إن "العقيدة الجهادية العالمية" هي دعوة قرآنية ربانية مستمدة من قول الله
    تعالى {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا
    كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف : 4) ومن قول النبي صلى الله عليه
    وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" (متفق عليه) ، ولا شك أن الكفار
    لا يحبون أن يقاتلهم المسلمون صفا واحدا ، فلا بد من التفريق بينهم وتشتيت
    جهودهم ليفشلوا وتذهب ريحهم ، وللأسف لم يفهم هذا بعض المسلمين بعد ، وبقي
    بعضهم متعلقا بأثواب القومية البالية والقطرية المنتنة : فهذا جهاد فلسطيني ،
    وهذا جهاد عراقي ، وهذا جهاد صومالي !! أين الجهاد الإسلامي إذاً !! لماذا
    يحاول بعضهم التبرؤ من وجود مجاهدين في صفوفهم من غير قوميتهم أو قطرهم !!
    أهذا يسمى جهادا في شريعتنا ، أم هي الثورة القومية والقطرية !! أمريكا جيّشت
    عشرات القوميات والأقطار وحتى الأديان لحرب الإسلام ، وبعضهم يُنكر على
    إخوانه المسلمين القتال في صفوفه بدعوى أنهم ليسوا من القطر الذي فيه القتال
    !! إن لم تكن هذه هي القومية الكفرية المضادة للعقيدة الإسلامية ، فلا ندري ما تكون !!

    عوداً إلى التقرير

    قال الدكتور الخفاجي : "يقول التقرير : إن العقيدة الجهادية تواصل الانتشار
    وتلقى مزيداً من القبول في العالم الإسلامي، وهذا سينتج إرهابيين أكثر يجددون
    صفوف القاعدة ، وإذا تم الطعن في هذه العقيدة ومصداقيتها فإن القاعدة ستنزوي
    وتموت.
    يؤكد التقرير أن طرق مكافحة الإرهاب التقليدية لا تكفي لهزيمة القاعدة ، ويجب
    فهم أن الصراع مع القاعدة صراع سياسي وعقدي ، وفي هذا يقول "راباسا" :
    "الحركة الجهادية العالمية حركة أيديولوجية متطرفة .. والحرب عليها في أبسط
    مستوى يكون بحرب الأفكار" ، والهدف من ذلك - كما يقول التقرير - هو منع
    القاعدة من استغلال الخطاب الإسلامي والخطاب السياسي والذي استخدمته بكل براعة". (انتهى) ..

    أقول : انظروا من يطعن في "العقيدة الجهادية" لقاعدة الجهاد اليوم لتعرفوا :
    لصالح من يعمل هؤلاء !!

    يقول الخفاجي : "يرى التقرير أن تقويض العقيدة الجهادية العالمية من الخارج
    أمر صعب ؛ فالقاعدة قد عبأت المسلمين ضد الغرب ، لكن ليس كل الجماعات
    الجهادية تتفق مع القاعدة في النظرة العالمية ؛ ولهذا السبب تدعو الدراسة
    الولايات المتحدة إلى قطع الصلة بين الجهاد العالمي والجهاد المحلي ، وذلك
    بنشر وتأكيد الاختلافات بين حركة الجهاد العالمية (القاعدة) ، وبين حركات
    الجهاد المحلية التي لا تهدد الغرب. ومن المهم تأكيد وإبراز أن الدولة
    الإسلامية التي تسعى القاعدة إلى إقامتها ستستبعد التيارات الإسلامية الأخرى
    ، وبالإضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة ستسعى إلى القضاء على الجماعات
    الإرهابية ، وتعزيز قدرات الحكومات الحليفة والصديقة للتعامل مع التهديدات
    الإرهابية ، لكن بصفة استشارية بتوفير مجال جمع البيانات والتحليل والتقرير."
    (انتهى) ..

    أقول : وهذا ما يحدث اليوم : فبعض "الحركات الجهادية" وقعت في هذا الفخ
    وأصبحت توجه سهامها في نحور المجاهدين بدلا من الكفار ، وصارت تطعن في "قاعدة
    الجهاد" وتشكك في برنامجها وأهدافها ونياتها ووسائلها وكل ما يمت لها بصلة ،
    وهذه طامة كبرى وقمة في التخلف الفكري وغياب لأي تفكير منطقي أو استراتيجي من
    قبل هؤلاء ، فأي شيء يريد تحقيقه هؤلاء !!

    إن بعض "الحركات الجهادية" تستخدم ذات مصطلحات "راند" بكل دقة وحرفية ، فهي
    "لا تتفق مع القاعدة في النظرة العالمية" و"لا تهدد الغرب" و"جهادها محلي"
    وهذا واضح في فلسطين والعراق (من قبل البعض) ، ويقولون بأن "الدولة الإسلامية
    التي تسعى القاعدة إلى إقامتها ستستبعد التيارات الإسلامية الأخرى" وهذا واضح
    في العراق (من قبل البعض) ، فهل قرأ هؤلاء دراسات راند ثم أطلقوا هذه
    العبارات أم أنهم فعلاً بهذا الغباء ، أم أن راند استمدت منهم هذه الأفكار !!

    ثم يذكر لنا الدكتور الخفاجي بأن مؤسسة راند "أصدرت مؤخراً تقريراً في نهاية
    شهر مارس من عام 2007م (ربيع الأول 1428هـ) بعنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة)
    "Building Moderate Muslim Networks" ، وهو تقرير متمم لسلسلة التقارير التي
    بدأ هذا المركز الفكري والمؤثر في إصدارها ؛ لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة
    مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر .... يؤكد التقرير أن
    الصراع هو صراع أفكار إضافة إلى الصـراع العسـكري أو الأمني ، وأن حسم
    المعركة مع الإرهاب لن يتم فقط على الساحات الأمنية أو العسكرية ، ولكن الأهم
    أن يهزم الفكر الإسلامي - الذي يصفه التقرير بالمتطرف - في ساحة الأفكار
    أيضاً.

    ما مفهوم الاعتدال الأمريكي؟

    تشير الدراسة إلى أن نقطة البدء الرئيسـة التي يجب على الولايات المتحدة
    العناية بها في بناء شبكات من المسلمين المعتدلين تكمن في تعريف وتحديد هوية
    هؤلاء المسلمين. وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى أنه يمكن التغلب على صعوبة
    تحديد ماهية هؤلاء المعتدلين من خلال اللجوء إلى التصنيفات التي وضعتها بعض
    الدراسات السابقة التي قام بها بعض باحثي معهد (راند). ولهذا الغرض فقد وضعت
    الدراسة بعض الملامح الرئيسة التي يمكن من خلالها تحديد ماهية الإسلاميين
    المعتدلين، أهمها ما يلي :
    1- القبول بالديمقراطية: يعتبر قبول قِيَم الديمقراطية الغربية مؤشراً مهماً
    على التعرف على المعتدلين ؛ فبعض المسلمين يقبل بالنسخة الغربية للديمقراطية
    ، في حين أن بعضهم الآخر يقبل منها ما يتواءم مع المبادئ الإسلامية؛ خصوصاً
    مبدأ (الشورى) ويرونه مرادفاً للديمقراطية. كما أن الإيمان بالديمقراطية يعني
    في المقابل رفض فكرة الدولة الإسلامية.
    2- القبول بالمصادر غير المذهبية في تشريع القوانين: وهنا تشير الدراسة إلى
    أن أحد الفروق الرئيسة بين الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين هو الموقف من
    مسألة تطبيق الشريعة. تؤكد الدراسة أن التفسيرات التقـليدية للشـريعة لا
    تتناسب مع مبادئ الديمقراطية ، ولا تحترم حقوق الإنسان ، وتدلل الدراسة على
    ذلك من خلال مقال للكاتب السوداني (عبد الله بن نعيم) قال فيه بأن الرجال
    والنساء والمؤمنين وغير المؤمنين لا يمتلكون حقوقاً متساوية في الشريعة
    الإسلامية.
    3- احترام حقوق النساء والأقليات الدينية : وفي هذا الصدد تشير الدراسة إلى
    أن المعتدلين أكثر قبولاً بالنساء والأقليات المختلفة دينياً، ويرون بأن
    الأوضاع التمييزية للنساء والأقليات في القرآن يجب إعادة النظر فيها؛ نظراً
    لاختلاف الظروف الراهنة عن تلك التي كانت موجودة إبَّان عصر النبي محمد (صلى
    الله عليه وسلم).
    4 - نبذ الإرهاب والعنف غير المشروع: تؤكد الدراسة هنا على أن الإسلاميين
    المعتدلين يؤمنون - كما هو الحال في معظم الأديان - بفكرة "الحرب العادلة" ،
    ولكن يجب تحديد الموقف من استخدام العنف ومتى يكون مشروعاً أو غير مشروع؟ "
    (انتهى) ..

    أقول : مقومات التعريف الكفري (الراندي) للإعتدال الإسلامي ، هو :
    1- رفض فكرة الدولة الإسلامية عن طريق القبول بالديمقراطية ، وما أكثر من
    يتبنيى الديمقراطية اليوم !!
    2- عدم الرغبة في تحكيم الشريعة
    3- مسخ عقيدة الولاء والبراء
    4- ونبذ الجهاد ، وهو غير القتال الذي يقرّه الكفار ..

    يقول الدكتور الخفاجي : يضع التقرير في الفصل الخامس مجموعة من الأسئلة التي
    يعدّها مقـياساً للاعتـدال ، وأن الإجابة عـن هذه الأسئلة تحدد ما إذا كان
    الفرد أو الجماعة يمكن أن يوصف بالاعتدال أم لا. يحذر التقرير أن التيار
    الإسلامي يدعي في بعض الأحيان أنه تيار معتدل ولكن وفق تفسير خاص به للاعتدال
    ، وأن وجود قائمة من الأسئلة المختارة والمتفق عليها يمكن أن يحل هذه المشكلة
    ، ويكشف للإدارة الأمريكية حقيقة نوايا الأفراد والجماعات من التيار الإسلامي
    ممّن يدَّعون الاعتدال أو يطالبون أن يعاملوا معاملة المعتدلين ، وهو ما يجب
    أن يقتصر - حسب رؤية التقرير - على من يجتازون اختبار الاعتدال.

    يضع التقرير 11 سؤالاً تشكِّل في مجملها المحددات الرئيسـة لوصف الاعتدال
    المقترح أن تتبناه الإدارة الأمريكية. وهذه الأسئلة وردت بالتقرير ... وهي :
    1- هل يتقبّل الفرد أو الجماعة العنف أو يمارسه؟ وإذا لم يتقبل أو يدعم العنف
    الآن ؛ فهل مارسه أو تقبّله في الماضي؟
    2- هل تؤيد الديمقراطية ؟ وإن كان كذلك ؛ فهل يتم تعريف الديمقراطية بمعناها
    الواسع من حيث ارتباطها بحقوق الأفراد؟
    3- هل تؤيد حقوق الإنسان المتفق عليها دولياً ؟
    4- هل هناك أية استثناءات في ذلك (مثال: ما يتعلق بحرية الدين) ؟
    5- هل تؤمن بأن تبديل الأديان من الحقوق الفردية ؟
    6- هل تؤمن أن على الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات
    الجنائية ؟
    7- هل تؤمن أن على الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات
    المدنية ؟ وهل تؤمن بوجوب وجود خيارات لا تستند للشريعة بالنسبة لمن يفضِّلون
    الرجوع إلى القوانين المدنية ضمن نظام تشريع علماني ؟
    8- هل تؤمن بوجوب أن يحصل أعضاء الأقليات الدينية على حقوق كحقوق المسلمين
    تماماً ؟
    9- هل تؤمن بإمكانية أن يتولى أحد الأفراد من الأقليات الدينية مناصب سياسية
    عليا في دولة ذات أغلبية مسلمة ؟
    10- هل تؤمن بحق أعضاء الأقليات الدينية في بناء وإدارة دور العبادة الخاصة
    بدينهم (كنائس أو معابد يهودية) في دول ذات أغلبية مسلمة ؟
    11- هل تقبل بنظام تشريع يقوم على مبادئ تشريعية غير مذهبية ؟ (انتهى) ..

    أقول : لنعيد صياغة مفهوم هذه النقاط بترتيبها حتى يعيها غير الأصوليين
    والذين يسمون أنفسهم بـ "الإسلاميين المعتدلين" ليُرضوا الكفار :

    1- التخلي عن الجهاد
    2- التخلي عن فكرة إقامة دولة إسلامية
    3- التخلي عن عقيدة الولاء والبراء
    4- تغيير أحكام أهل الذمة في الشريعة ، والدعوة لإفساد النساء
    5- قبول ردة المسلمين "من بدّل دينه فاقتلوه" (رواه البخاري)
    6- القبول بتحكيم غير شرع الله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ
    فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة : 44)
    7- القبول بتحكيم غير شرع الله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ
    فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة : 44)
    8- الإعتراف بمساواة الكافر بالمسلم ضمن دولة الإسلام { أَفَمَنْ كَانَ
    مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ} (السجدة : 18) ..
    9- القبول بتمكين الكفار من المسلمين {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ
    عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (النساء : 141)
    10- قبول إقامة صروح الكفر في بلاد الإسلام (وهذا محرم بإجماع المسلمين ،
    انظر كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم)
    11- القبول بتحكيم غير شرع الله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ
    فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة : 44)

    فمن انطبقت عليه هذه الشروط فهو "مسلم معتدل" حسب مؤسسة راند ، وصدق الله
    {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ
    مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
    أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ
    مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (البقرة : 120) ، ونلاحظ هنا بأن هذه الشروط لا
    تتحدث عن كون صاحبها يدخل في النصرانية أو اليهودية ، وهذا يؤكد لنا بأن من
    اتصف بهذه المواصفات فإنه لا يكون محل رضى النصارى الأمريكان لأنه لم يتبع
    ملتهم ، وهذه حقيقة قرآنية ثابتة لا تقبل الجدال ، وإنما كل الذي فعله هذا
    أنه خرج عن الإسلام ، ولذلم سموه "مسلم معتدل" ، فهو لا زال مسلما في نظرهم
    وإن كان في نظر الشريعة كافر ، ولم يرضى عنه اليهود ولا النصارى وباء بغضب من
    الله ..

    يقول الدكتور الخفاجي : ومن الملفت للنظر أن التقرير يؤكد أهمية استخراج
    النصوص الشرعية من التراث الإسلامي والتي يمكن أن تدعم هذه اللائحة وتؤكدها ،
    وأن يُستخدَم الدعاة الجدد (أو الدعاة من الشباب كما أسماهم التقرير) لتحقيق
    ذلك والقيام بهذا الدور. ويوصي التقرير أن تكون الدعوة للاعتدال بعيداً عن
    المساجد ، وأن تُستخدَم البرامج التلفازية والشخصيات ذات القبول الإعلامي
    والجماهيري من أجل تحقيق ذلك" (انتهى) ..

    أقول : وهذا منتهى الخبث والمكر ، فهم يريدون "استخراج النصوص الشرعية من
    التراث الإسلامي والتي يمكن أن تدعم هذه اللائحة وتؤكدها" وهذا الإستخراج هو
    عين ما يقوم به علماء التسول من إظهار الأقوال الشاذة أو المرجوحة ، ولي
    أعناق النصوص ، ووضعها في غير موضعها ، وربما يصح تسمية هؤلاء ب "الرانديّون"
    لأنهم من أعظم الناس خدمة للعدو وتطبيقا لمقترحات مركز راند الأمريكي الصليبي
    الصهيوني ، وهم معروفون مشهورون مفضوحون مهتوكوا الستر ولله الحمد ..

    واقتراحهم بعدم استخدام المساجد دليل على دراستهم للحالة النفسية للمسلمين ،
    فلا زال للمنبر عند المسلمين مكانة وحرمة ، فكل من يتسول للصليبيين أو الحكام
    من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المسلمون يُبغضونه ويُكشف أمره
    ، ولذلك عمد هؤلاء إلى استخدام القنوات الفضائية المرئية التي هي أشد تأثيرا
    وأقل حساسية من المنابر ، على عكس عبيدهم الحكام .. أما "الشخصيات ذات القبول
    الإعلامي والجماهيري" ، فهي ما إن تضع يدها في نار الكفر حتى يسكب عليها
    المسلمون ماء الإيمان الذي به حياة القلوب ..

    بقي أن نعرف بأن "راند" هو أكبر مركز فكري في العالم ، مقره ولاية كاليفورنيا
    الأمريكية ، والإسم مشتق من الكلمتين الإنجليزيتين "Research & Development"
    أي "الأبحاث والتطوير" ، ويعمل في المركز ما يقارب 1600 باحث وموظف يحمل
    غالبيتهم شهادات عليا ، وهو من المراكز الرئيسة التي تخدم الحكومة الأمريكية
    وجيوشها وتعمل على دعمهم بالمعلومات والتحليلات والتوصيات، ودراساته جادة
    يعوّل عليها الساسة في البيت الأبيض ، والناظر في دراساته لا تخفى عليه
    المسحة الصهيونية الظاهرة ..

    هذا عنوان الموقع على الشبكة (http://www.rand.org) ، وأنا أحث المسلمين على
    الإطلاع على أبحاث المركز وترجمتها ، ولو خصص مركز إسلامي مستقل لترجمة
    كتابات هذا المركز لكان في ذلك مصلحة للمسلمين ، وينبغي اعتناء المجاهدين
    بهذا المركز وأمثاله ، ودراسة تقاريره دراسة وافية واستخدامه كسلاح إعلامي
    مضاد ، لينقلب سحرهم عليهم ، علما بأن آخر دراسة للمركز كانت بعنوان
    "التهديدات الأمنية الجديدة في ما وراء العراق ستتطلب تغييرات في انتشار
    وبنية الجيش" ،
    "NEW SECURITY THREATS BEYOND IRAQ WILL REQUIRE CHANGES IN
    MILITARY DEPLOYMENTS AND STRUCTURE"

    نشرت الدراسة في يوم الثلاثاء الموافق 17 -5 -2007م

    نكتة :

    حينما يطلق الغرب لفظ "الأصولية" على شخص فإنهم حتماً لا يقصدون المعنى
    "الشرعي" للكلمة ، وإنما يقصدون معناها الموضح في تقريرات "مركز راند"
    المذكورة أعلاه ، فهذه هي الأصولية عندهم ، وعندما يطلق الغرب لقب "الإعتدال"
    فإنهم يقصدون أيظا ما بينه "مركز راند" في ما ذكرنا ، فليجعل من يخرج علينا
    في الفضائيات هذه المعاني في ذهنه قبل أن يقرر أصوليته أو اعتداله ، فإنه
    الكفر والإيمان ، إن كان القصد المعنى الغربي للكلمتين ، وهذا القصد يتبين له
    إن كان يروم من كلامه التقرب إلى الغرب وقبولهم له ، وامرء رقيب نفسه ، والله
    يعلم السر وأخفى .. وأما إن قال قائلهم بأنه يقصد "الإعتدال" بالمفهوم
    الإسلامي ، فهو بلا شك "أصولي" بالمفهوم الغربي ، لأنه لا يكون مسلماً
    معتدلاً إلا من رجع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة
    للوحي ، فيبقى الخيار بين : الكفر بالمفهوم الشرعي أو الأصولية بالمفهوم
    الغربي !!
    اللهم رد كيد الكفار في نحورهم ، واحفظ المسلمين من شرورهم ، ووحد كلمة
    المجاهدين واجمع شملهم وألحِقنا بهم ، ولا تكتبنا في زمرة الخوالف القاعدين
    .. اللهم آمـــين ..
    اللهم ارحم عبدك "ثناء الله" ، اللهم ارحم عُبيدك "المستغيث بالله" [معنى
    "داد" بالأردو "ثناء" أو "استغاثة"]، اللهم ارحم عبدك "داد الله" وتقبله في
    الشهداء ، اللهم اجعل روحه في حواصل طير خضر معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث
    شاءت .. اللهم ألحقنا به .. اللهم ميتة كميتته يا رب العالمين .. اللهم
    آمـــين ..
    والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
    كتبه
    حسين بن محمود
    3 جمادى الأول 1428هـ

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخي وجزاك الله كل خير
    وجعل الله هذا في ميزان حسناتك

    اللهم اجعل قبورنا روضه من رياض الجنه

    تعليق


    • #3

      يعطيك العافية اخي وجزاك الله كل خير000وفي ميزان اعمالك يارب !

      تعليق

      يعمل...
      X