السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المكان الذي يؤخذ إليه الكاتب السياسي..وقد يتعرض فيه للتعذيب!!!!....
أرجو من الجميع قراءة الموضوع بالكامل ومش حتندموا....
إخواني وأخواتي..
السبب في كتابتي لهذا الموضوع والذي يخص السياسيين ...لسبب بسيط...وهو أن السياسيين ....يموتون
ليس في ذاكرتي ..أي سياسي ...عاش من غير ...موت ...
الساسة ......كلهم سيموتون .....حكاماً...وكتاباً...ونقاداً.....ومحللين ....ومنظرين ...
لن تمنعهم .......السياسة ...من مواجهة الحقيقة ....الحتمية والأزلية
عد إلى التاريخ ....وانظر إلى السياسيين .....انظر إلى القادة والعظماء ...وإلى الكتاب ..والشعراء
والفنانين ..والناس ..والشباب والكبار والأطفال ..
هل استطاع أحدهم أن يفر من الموت ؟؟؟؟
هل الجاه والملك ....يقف أما م المصير والقدر إذا حل بنا ؟؟؟؟؟
هل خلد التاريخ ...أولئك العظماء والقادة ...وأولئك الطواغيت والفجرة
اختلفوا كثيرا شكلاً وعملاً ...لكنهم تشابهوا جميعا ...في المصير
الموت ....هو النهاية المخيفة
النهاية التي ......لا نريد التفكير فيها .....
القضية التي تشغلنا لكننا لا نريد الخوض فيها .
أين فرعون ؟؟؟وأين هتلر وموسليني ولينين ...
وأين أصحاب النظريات المنحطة ؟؟...أين فرويد ودارون ...؟؟؟
لقد شوهوا العالم .....ورحلوا
خلدهم التاريخ ..... نعم .....لكن كنماذج ...سيئة ....
إنه لمن المخجل حقأ ...أن نعرف أننا سنرحل عن هذه الدنيا من غير أن نترك خلفنا بصمة ...لا وصمة..!!
ومن العار ..أن يمن الله علينا بنعمة الإسلام ......فلا نسجل أسماءنا ...من العاملين فيه ..!!
وكيف سيفخر بنا هذا الدين ونحن لم نفخر به ؟؟؟؟
أيها القارئ الكريم ........توقف معي لحظة ....انتظر ..اقرأ المقال كله ...أرجوك .....اكمله حتى
النهاية ..لأننا نتحدث عن ...................... النهاية .....
الموضوع لا يخص السياسيين وحدهم ...بل يخصنا ..لا ..إنه يهمنا كلنا ......
هذه اللحظة وأنت تشاهد هذا المنظر ... هل تفكر في معصية؟؟؟
هذه اللحظة وأنت تنظر إلى القبر .. وتتذكر الموت ... والكفن ...أي شخص خطر ببالك ؟؟؟
لا شك أنه أنت ....أنت لا تفكر عادة .....إلا في .....نفسك
الآن...تخيل معي كل شيء .............اجلس الآن وحدك ........وفكر فيما سأخبرك به....
تخيل نفسك الآن أنك ميت ..
أنت الآن ........ميت ........نعم ......ميت ... ..مسجى . في مغسلة الأموات .......يقصون ثيابك
ليخلعوها ..بدلا منك...إنك .لا تستطيع الحراك ولا الرفض ...
يقلبونك ..ويرشون عليك الماء ...والسدر ...ثم يحنطونك بالسدر والكافور
تلتف داخل الكفن ....وحتى وجهك ..سيختبئ..!!
رائحة المسك تنبعث منك ..
ويأتي ذويك وأهلك ....ليودعون وجهك ...يقبلونك ..وتتساقط دموعهم على وجهك ...تتمنى لو تكلمهم لو تمسكهم . ..لكن ...لا حراك ..إنك مجرد جسد ......لا إرادة ولا قدرة معك ..!!
أغمض عينيك ... ستخنقك ....عبرة ..طويلة ..وربما تنزل منك دمعة حارة مثل حرارة مشاعرك
ستتخيل حزن أهلك عليك .. وبكاء أبنائك ..وزوجتك ... وأقاربك ...
ستشفق على نفسك ... وأنت تتخيلهم بدونك .. لاشك ستبكي على نفسك ... أكثر حينما تتخيل نفسك بدونهم..
أنت الآن ستذهب ..........ولوحدك ........وللمكان الذي لا تريد ..........إلى القبر
ق ب ر .........قربت المقبرة ......بودك لو تهرب بلفافتك البيضاء .......أن تفر .......لكن القبر ..بانتظار مكثك فيه .......أنهم ما .حفروه ...إلا لك ....ولك وحدك لا يشاركك فيه أحد ..ولأول مرة ..تتمنى لو يشاركك أحداً في أملاكك ...
إنك هذه اللحظة لا تتخيل من هذا المصير إلا شيئاً واحداً وهو( الوحدة ..)
وما أقسى الوحدة .... وأقسى منها أنها أبدية ... سرمدية ....
لو جلسنا وحدنا داخل بيوتنا .. لشعرنا بالوحشة ... ولخفنا من أي صوت .. لانتفضنا من أي حركة ....
فكيف لو بقينا وحدنا في المقبرة ..... في الظلام ...و.الصحراء ..... والعراء .....و الأحجار.... والهوام ....و عواء الكلاب ..... والسكون ...و الخوف ...
هذا فقط ما نستطيع أن نتخيله..بعقلنا البشري ....
وهذا الخيال ...كفيل بأن يبكينا ..... وحده
من غير أن نفكر في عذاب القبر و حياة البرزخ...فكيف لو فكرنا في هذه الأمور؟؟؟؟!!!!!
القبر......هو المكان الذي تتجسد فيها أعمالنا لتصبح شخوصاً حقيقية....
إما .... أن تؤنسنا وتسلينا حتي يحين يوم القيامة
وإما أن تمعن وتزيد من ترويعنا فنزداد هلعاً إلى هلعنا ...
لو سافرنا عن أهلنا لمزقنا الشوق إليهم فكيف بسفر لا رجعة بعده؟؟؟؟ ..
لو لم يأتي من الموت إلا الفراق وترك الأهل والاخوة والأحباب والوحدة .. لكان الأمر فوق احتمالنا ..
فكيف بما بعد الموت ...والمصير ...والحساب
بل وكيف سنتحمل لحظات المعاقبة ؟؟؟
أنا كاتبة ......وأحب الحرف والقلم والكتاب .......وأخاف ......أخاف من صرير قلمي ......وأفخر بكتابات ومداخلات ...وأبيات ...وأظن أن الكثيرات يشاركنني هذا الحب ........وهذا الشعور يخالطه شعور مرير ...
الرهبة والخوف ......من عداوة ....أصدقائي لي (القلم والورقة والمجلة والصحيفة ووووو)
وإذا مت ....ستزداد تعاستي فيما لو عرفت ..بأنني لن أحمل معي شيئأ يسليني ويؤنسني ...لا قلمي هذا ولا كتابي..........ولا ملابسي ولا مجوهراتي ولا الأشياء التي أحبها وآنس بقربها...
هكذا ...عشت ...وهكذا سأنتهي .......
ياااااااااااااه ......إنها لحياة سخيفة ............إذا كانت هذه هي نهايتها..!!!
نجادل ..ونخاصم ..ونحارب ..وننتصر لآرائنا وننتقم لذواتنا ........نشتم ونقذف ..ونكذب ونفجر .........نفعل كل شيء ..من غير أن نحسب حسابا .......لهذا المصير وهذا المكان ..
أيها الكاتب :
اكتب الآن كما يحلو لك ...فاخر باسمك ....أو ...استتر تحت أي اسم ...
إنك تستطيع أن تفعل كل شيء ....لا أحد يمنعك ولاأحد يعرفك ..ولا أحد يعاقبك
لكن الله يسمعك ..ويرى مكانك ...ويعرف اسمك ...وجنسيتك ...بل والأدهى من ذلك كله .....أنه يعرف نيتك
ولقد أعد للنية الخبيثة .... نارأ ......... مؤصدة .....مهمتها ...أنها..... تطلع على الأفئدة ....تلك القلوب التي نبت فيها النفاق والخداع والمكر
أيها الكاتب :
لو ....لو .....
ولكنها تفتح لي باباً..لأسأل
لو أنك عرفت بأنك ستموت ....في حادث سيارة ...هل ستقود السيارة ؟؟؟؟
ولو أنك عرفت أنك ستموت بعد أسبوع ....هل ستكتب ...مقالأ مقذعأ ...سيئأ ...تسب فيه وتشتم وتتهم ...وتظلم ....وتنشر به الشائعات وتسيء فيه لدينك و لبلدك ولأمتك
أتحداك .....
إنك في لحظات الخوف لا تفكر إلا بنفسك ....و تتوسل للحي القيوم ..............أن يغفر لك ذنبك
ستنشغل عن كل شيء .....كل شيء
بل إنك تحزن لو قالوا لك أنهم يشتبهون في إصابتك بمرض مخيف
..اسأل ..أولئك الذين خضعوا للإشعاع المغناطيسي ....حينما أُدخلوا ......في أجهزة تشبه التابوت ...وبقوا لوحدهم ....نصف ساعة
فقط نصف ساعة من القلق والوحدة لا تستطيع أن تتحملها ....والخوف من المرض ...كل هذا كفيل بأن يجعلنا أخوف الناس وأجبن الناس .
أي خوف وهلع وحزن سيخيم عليك لو قيل لك أنك ستموت .. ..ستنسى كل اهتماماتك ...وكل تطلعاتك وآمالك
التجارة ...الأسهم ...السفر ..الزواج ...العمل....والناس والأصدقاء والأعداء ..وسينحصر تفكيرك .....فيك أنت ..وأنت فقط
إننا نخاف من المرض .........ليس لأنه مرض ...
إننا في الواقع نخاف من المرض لأنه يقربنا من .....الموت .......ويذكرنا به
لكننا يجب أن نعلم ...أن الموت قد لا يخبرنا وقد لا يرسل لنا رسول المرض ليهيئنا ...ليعلمنا
فقد يأتينا ...فجأة ...ومن غير أن نشعر ...وبغتة ..ونحن في لحظات ...لهو ..أو سكر ..أو معصية .
(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد*وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد *لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
انظر إلى يدك الآن ....نعم
اخفض رأسك وراقب اصابعك التي تتكيء على لوحة المفاتيح ....راقبها ...أطلب منها ان تنقر على حرف ...الفاء ..(بداية كلمة الفتنة )
ستطيعك يدك ....وستكتب لك كل ما تريد ....إنها تحت طوعك ........وأمرك ...هذه اللحظة
لكن ..........هناك
عند الله ....في الموقف العظيم ....عند الحساب ....
ستنقلب عليك ...وستشهد ضدك ..........
وتشتكي إلى الله منك ....
يارب ...إنه يجبرني على أن أكتب مالا يرضيك ....يارب .....إني أشهد عليه
وستغضب حينها...وتسألها :
لم شهدت علي يا يدي ؟؟؟؟
ستصعقك ....بالجواب ..الذي ذكره الله في كتابه :
(أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )
أن هذه اليد التي ...تملك القدرة عليها الآن ....هي التي لا تملك القدرة على إخراسها وإسكاتها ....في ذلك الآن
احذرها ......فهي أول من سينقلب ضدك..وستكون ألد أعداءك
فشهادتها عند الله مقبولة ....فهي التي كانت معك والتصقت بك وعملت تحت أمرك ...بل إنها ...جزء ..منك ..وكانت شريكتك ..والتي وافقت مكرهة على أن تشاركك .......جريمتك الأدبية ...والكتابية
لا تستطيع بكل ما أوتيت من قوة الحجة ومن أساليب البيان ..أن تنكر شهادتها
وتخيل معي مدى الحسرة ....التي ستتحسرها ..ولتتذكر.... وأنت تكتب .. . أن عليك رقيب ........
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
الملك الذي يتولى كتابة ...ما تكتبه أنت
الذي ينتظر منك ...كلمة طيبة ..ليصعد بها إليه عزوجل
(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
ترى ....كم كلمة طيبة ..كان بإمكاننا كتابتها ....ولم نكتبها ..غرورأ وتعاليأ وإعراضأ
ففاتت علينا فرصة صعودها للمولى جل جلاله ..!!!؟؟
دعونا نجمل وننظف كلامنا .......لأجله سبحانه ..حياء منه ...وإجلالا له ....وتقديرأ وتعظيماً
فالطيب لا يقبل إلا طيباً..
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شيءٍ ....يسرك في القيامة أن تراه
ولقد تكلم الكثير في الموت ...........ما أردت بهذه الكلمات إلا للفت النظر إلى عظيم شأن الكلام الذي يصدر من أفواهنا........ ومن فوهة أقلامنا
فرب كلمة ..يقولها الإنسان ..او يكتبها..من سخط الله ..لا يلقي لها بالا ًًً .............تهوي به في نار جهنم
وقد يقول ويكتب كلمة من رضوان الله ..لا يلقي لها بالاً ...يدخل بها جناته وينال بها رضاه
اكتب كلمة ...وامح كلمة
رب كلمة قالت لصاحبها ........دعني .........ورب كلمة تقول لصاحبها .......قلني اكتبني
انصربي الدين وانصر بي الحقيقة ..........
اكتب كلمة ...لوجه الله وطلبأ لرضاه تشفع لك عند الملك الجبار
......ولا تحتقر من المعروف شيئأ ..فلربما هذه الصغيرة ...... هي التي تدخلك الجنه ..........
طلب من أحد الصالحين ..وهو على فراش الموت أن يتوقف عن الكتابة ..فقال: ( دعوني أكتب فلربما لم أكتب بعد الكلمة التي تدخلني الجنة )
لا أريد ...أن أسبب لك المزيد من الحزن والتعاسة ..لا تحزن حينما تتذكر الموت ....ولا تأمن مكر الله ..وتزهو بعملك وطاعتك
فالإنسان عليه ان يشعر بشعورين .....الخوف .........والرجاء .........إنهما مثل جناح الطائر ......لا غنى لأحدهما عن الآخر .......
خف من عذابه سبحانه ...........وارج رحمته ورضوانه
والموت ...ليس با لمصير المخيف ...
قد يكون رحمة ...وراحة ... والقبر مخيف من الخارج .....لكنه قد يكون ....روضة وجنة من الداخل ...ينعم فيها العبد بأوقات من السعادة الأبدية لا يمكن ان يحصل عليها في هذه الدنيا التي مزجت بالكدر ....والتفت بالكدح والتعب ....
الموت ....نحن لا نتمناه ..............لكننا يجب ألا نخاف منه
ما علينا إلا الاستعداد ..........له ...ولو استعدينا ..........فلن نخاف ..لا يخاف إلا المذنب ..
والمذنب عليه ألا ييأس ....فالتواب يتوب ..........على العبد الذي يتوب ويعود ويستغفر ....ويستعد للقاء الملك ...القهار .
ليس الغرض ..من هذه الصور ..إثارة الرعب .
إنما ....التنبيه ....إلى ....الخطر والاستعداد للأمر ...وتجهيز الراحلة ...وتخيل المصير
المعادلة ...التي يجب أن نستخدمها في الحياة هي ......ان نعيش الدنيا ..ونحن نفكر بالآخرة
نعيش وكأننا نعيش أبدأ ....ونفكر بالموت وكأننا سنموت غدأ .
معادلة صعبة ..............لكنها هي الحل .........والحل الوحيد ...والتي تتناسب مع المصير الوحيد ..!!
المكان الذي يؤخذ إليه الكاتب السياسي..وقد يتعرض فيه للتعذيب!!!!....
أرجو من الجميع قراءة الموضوع بالكامل ومش حتندموا....
إخواني وأخواتي..
السبب في كتابتي لهذا الموضوع والذي يخص السياسيين ...لسبب بسيط...وهو أن السياسيين ....يموتون
ليس في ذاكرتي ..أي سياسي ...عاش من غير ...موت ...
الساسة ......كلهم سيموتون .....حكاماً...وكتاباً...ونقاداً.....ومحللين ....ومنظرين ...
لن تمنعهم .......السياسة ...من مواجهة الحقيقة ....الحتمية والأزلية
عد إلى التاريخ ....وانظر إلى السياسيين .....انظر إلى القادة والعظماء ...وإلى الكتاب ..والشعراء
والفنانين ..والناس ..والشباب والكبار والأطفال ..
هل استطاع أحدهم أن يفر من الموت ؟؟؟؟
هل الجاه والملك ....يقف أما م المصير والقدر إذا حل بنا ؟؟؟؟؟
هل خلد التاريخ ...أولئك العظماء والقادة ...وأولئك الطواغيت والفجرة
اختلفوا كثيرا شكلاً وعملاً ...لكنهم تشابهوا جميعا ...في المصير
الموت ....هو النهاية المخيفة
النهاية التي ......لا نريد التفكير فيها .....
القضية التي تشغلنا لكننا لا نريد الخوض فيها .
أين فرعون ؟؟؟وأين هتلر وموسليني ولينين ...
وأين أصحاب النظريات المنحطة ؟؟...أين فرويد ودارون ...؟؟؟
لقد شوهوا العالم .....ورحلوا
خلدهم التاريخ ..... نعم .....لكن كنماذج ...سيئة ....
إنه لمن المخجل حقأ ...أن نعرف أننا سنرحل عن هذه الدنيا من غير أن نترك خلفنا بصمة ...لا وصمة..!!
ومن العار ..أن يمن الله علينا بنعمة الإسلام ......فلا نسجل أسماءنا ...من العاملين فيه ..!!
وكيف سيفخر بنا هذا الدين ونحن لم نفخر به ؟؟؟؟
أيها القارئ الكريم ........توقف معي لحظة ....انتظر ..اقرأ المقال كله ...أرجوك .....اكمله حتى
النهاية ..لأننا نتحدث عن ...................... النهاية .....
الموضوع لا يخص السياسيين وحدهم ...بل يخصنا ..لا ..إنه يهمنا كلنا ......
هذه اللحظة وأنت تشاهد هذا المنظر ... هل تفكر في معصية؟؟؟
هذه اللحظة وأنت تنظر إلى القبر .. وتتذكر الموت ... والكفن ...أي شخص خطر ببالك ؟؟؟
لا شك أنه أنت ....أنت لا تفكر عادة .....إلا في .....نفسك
الآن...تخيل معي كل شيء .............اجلس الآن وحدك ........وفكر فيما سأخبرك به....
تخيل نفسك الآن أنك ميت ..
أنت الآن ........ميت ........نعم ......ميت ... ..مسجى . في مغسلة الأموات .......يقصون ثيابك
ليخلعوها ..بدلا منك...إنك .لا تستطيع الحراك ولا الرفض ...
يقلبونك ..ويرشون عليك الماء ...والسدر ...ثم يحنطونك بالسدر والكافور
تلتف داخل الكفن ....وحتى وجهك ..سيختبئ..!!
رائحة المسك تنبعث منك ..
ويأتي ذويك وأهلك ....ليودعون وجهك ...يقبلونك ..وتتساقط دموعهم على وجهك ...تتمنى لو تكلمهم لو تمسكهم . ..لكن ...لا حراك ..إنك مجرد جسد ......لا إرادة ولا قدرة معك ..!!
أغمض عينيك ... ستخنقك ....عبرة ..طويلة ..وربما تنزل منك دمعة حارة مثل حرارة مشاعرك
ستتخيل حزن أهلك عليك .. وبكاء أبنائك ..وزوجتك ... وأقاربك ...
ستشفق على نفسك ... وأنت تتخيلهم بدونك .. لاشك ستبكي على نفسك ... أكثر حينما تتخيل نفسك بدونهم..
أنت الآن ستذهب ..........ولوحدك ........وللمكان الذي لا تريد ..........إلى القبر
ق ب ر .........قربت المقبرة ......بودك لو تهرب بلفافتك البيضاء .......أن تفر .......لكن القبر ..بانتظار مكثك فيه .......أنهم ما .حفروه ...إلا لك ....ولك وحدك لا يشاركك فيه أحد ..ولأول مرة ..تتمنى لو يشاركك أحداً في أملاكك ...
إنك هذه اللحظة لا تتخيل من هذا المصير إلا شيئاً واحداً وهو( الوحدة ..)
وما أقسى الوحدة .... وأقسى منها أنها أبدية ... سرمدية ....
لو جلسنا وحدنا داخل بيوتنا .. لشعرنا بالوحشة ... ولخفنا من أي صوت .. لانتفضنا من أي حركة ....
فكيف لو بقينا وحدنا في المقبرة ..... في الظلام ...و.الصحراء ..... والعراء .....و الأحجار.... والهوام ....و عواء الكلاب ..... والسكون ...و الخوف ...
هذا فقط ما نستطيع أن نتخيله..بعقلنا البشري ....
وهذا الخيال ...كفيل بأن يبكينا ..... وحده
من غير أن نفكر في عذاب القبر و حياة البرزخ...فكيف لو فكرنا في هذه الأمور؟؟؟؟!!!!!
القبر......هو المكان الذي تتجسد فيها أعمالنا لتصبح شخوصاً حقيقية....
إما .... أن تؤنسنا وتسلينا حتي يحين يوم القيامة
وإما أن تمعن وتزيد من ترويعنا فنزداد هلعاً إلى هلعنا ...
لو سافرنا عن أهلنا لمزقنا الشوق إليهم فكيف بسفر لا رجعة بعده؟؟؟؟ ..
لو لم يأتي من الموت إلا الفراق وترك الأهل والاخوة والأحباب والوحدة .. لكان الأمر فوق احتمالنا ..
فكيف بما بعد الموت ...والمصير ...والحساب
بل وكيف سنتحمل لحظات المعاقبة ؟؟؟
أنا كاتبة ......وأحب الحرف والقلم والكتاب .......وأخاف ......أخاف من صرير قلمي ......وأفخر بكتابات ومداخلات ...وأبيات ...وأظن أن الكثيرات يشاركنني هذا الحب ........وهذا الشعور يخالطه شعور مرير ...
الرهبة والخوف ......من عداوة ....أصدقائي لي (القلم والورقة والمجلة والصحيفة ووووو)
وإذا مت ....ستزداد تعاستي فيما لو عرفت ..بأنني لن أحمل معي شيئأ يسليني ويؤنسني ...لا قلمي هذا ولا كتابي..........ولا ملابسي ولا مجوهراتي ولا الأشياء التي أحبها وآنس بقربها...
هكذا ...عشت ...وهكذا سأنتهي .......
ياااااااااااااه ......إنها لحياة سخيفة ............إذا كانت هذه هي نهايتها..!!!
نجادل ..ونخاصم ..ونحارب ..وننتصر لآرائنا وننتقم لذواتنا ........نشتم ونقذف ..ونكذب ونفجر .........نفعل كل شيء ..من غير أن نحسب حسابا .......لهذا المصير وهذا المكان ..
أيها الكاتب :
اكتب الآن كما يحلو لك ...فاخر باسمك ....أو ...استتر تحت أي اسم ...
إنك تستطيع أن تفعل كل شيء ....لا أحد يمنعك ولاأحد يعرفك ..ولا أحد يعاقبك
لكن الله يسمعك ..ويرى مكانك ...ويعرف اسمك ...وجنسيتك ...بل والأدهى من ذلك كله .....أنه يعرف نيتك
ولقد أعد للنية الخبيثة .... نارأ ......... مؤصدة .....مهمتها ...أنها..... تطلع على الأفئدة ....تلك القلوب التي نبت فيها النفاق والخداع والمكر
أيها الكاتب :
لو ....لو .....
ولكنها تفتح لي باباً..لأسأل
لو أنك عرفت بأنك ستموت ....في حادث سيارة ...هل ستقود السيارة ؟؟؟؟
ولو أنك عرفت أنك ستموت بعد أسبوع ....هل ستكتب ...مقالأ مقذعأ ...سيئأ ...تسب فيه وتشتم وتتهم ...وتظلم ....وتنشر به الشائعات وتسيء فيه لدينك و لبلدك ولأمتك
أتحداك .....
إنك في لحظات الخوف لا تفكر إلا بنفسك ....و تتوسل للحي القيوم ..............أن يغفر لك ذنبك
ستنشغل عن كل شيء .....كل شيء
بل إنك تحزن لو قالوا لك أنهم يشتبهون في إصابتك بمرض مخيف
..اسأل ..أولئك الذين خضعوا للإشعاع المغناطيسي ....حينما أُدخلوا ......في أجهزة تشبه التابوت ...وبقوا لوحدهم ....نصف ساعة
فقط نصف ساعة من القلق والوحدة لا تستطيع أن تتحملها ....والخوف من المرض ...كل هذا كفيل بأن يجعلنا أخوف الناس وأجبن الناس .
أي خوف وهلع وحزن سيخيم عليك لو قيل لك أنك ستموت .. ..ستنسى كل اهتماماتك ...وكل تطلعاتك وآمالك
التجارة ...الأسهم ...السفر ..الزواج ...العمل....والناس والأصدقاء والأعداء ..وسينحصر تفكيرك .....فيك أنت ..وأنت فقط
إننا نخاف من المرض .........ليس لأنه مرض ...
إننا في الواقع نخاف من المرض لأنه يقربنا من .....الموت .......ويذكرنا به
لكننا يجب أن نعلم ...أن الموت قد لا يخبرنا وقد لا يرسل لنا رسول المرض ليهيئنا ...ليعلمنا
فقد يأتينا ...فجأة ...ومن غير أن نشعر ...وبغتة ..ونحن في لحظات ...لهو ..أو سكر ..أو معصية .
(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد*وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد *لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
انظر إلى يدك الآن ....نعم
اخفض رأسك وراقب اصابعك التي تتكيء على لوحة المفاتيح ....راقبها ...أطلب منها ان تنقر على حرف ...الفاء ..(بداية كلمة الفتنة )
ستطيعك يدك ....وستكتب لك كل ما تريد ....إنها تحت طوعك ........وأمرك ...هذه اللحظة
لكن ..........هناك
عند الله ....في الموقف العظيم ....عند الحساب ....
ستنقلب عليك ...وستشهد ضدك ..........
وتشتكي إلى الله منك ....
يارب ...إنه يجبرني على أن أكتب مالا يرضيك ....يارب .....إني أشهد عليه
وستغضب حينها...وتسألها :
لم شهدت علي يا يدي ؟؟؟؟
ستصعقك ....بالجواب ..الذي ذكره الله في كتابه :
(أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )
أن هذه اليد التي ...تملك القدرة عليها الآن ....هي التي لا تملك القدرة على إخراسها وإسكاتها ....في ذلك الآن
احذرها ......فهي أول من سينقلب ضدك..وستكون ألد أعداءك
فشهادتها عند الله مقبولة ....فهي التي كانت معك والتصقت بك وعملت تحت أمرك ...بل إنها ...جزء ..منك ..وكانت شريكتك ..والتي وافقت مكرهة على أن تشاركك .......جريمتك الأدبية ...والكتابية
لا تستطيع بكل ما أوتيت من قوة الحجة ومن أساليب البيان ..أن تنكر شهادتها
وتخيل معي مدى الحسرة ....التي ستتحسرها ..ولتتذكر.... وأنت تكتب .. . أن عليك رقيب ........
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
الملك الذي يتولى كتابة ...ما تكتبه أنت
الذي ينتظر منك ...كلمة طيبة ..ليصعد بها إليه عزوجل
(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
ترى ....كم كلمة طيبة ..كان بإمكاننا كتابتها ....ولم نكتبها ..غرورأ وتعاليأ وإعراضأ
ففاتت علينا فرصة صعودها للمولى جل جلاله ..!!!؟؟
دعونا نجمل وننظف كلامنا .......لأجله سبحانه ..حياء منه ...وإجلالا له ....وتقديرأ وتعظيماً
فالطيب لا يقبل إلا طيباً..
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شيءٍ ....يسرك في القيامة أن تراه
ولقد تكلم الكثير في الموت ...........ما أردت بهذه الكلمات إلا للفت النظر إلى عظيم شأن الكلام الذي يصدر من أفواهنا........ ومن فوهة أقلامنا
فرب كلمة ..يقولها الإنسان ..او يكتبها..من سخط الله ..لا يلقي لها بالا ًًً .............تهوي به في نار جهنم
وقد يقول ويكتب كلمة من رضوان الله ..لا يلقي لها بالاً ...يدخل بها جناته وينال بها رضاه
اكتب كلمة ...وامح كلمة
رب كلمة قالت لصاحبها ........دعني .........ورب كلمة تقول لصاحبها .......قلني اكتبني
انصربي الدين وانصر بي الحقيقة ..........
اكتب كلمة ...لوجه الله وطلبأ لرضاه تشفع لك عند الملك الجبار
......ولا تحتقر من المعروف شيئأ ..فلربما هذه الصغيرة ...... هي التي تدخلك الجنه ..........
طلب من أحد الصالحين ..وهو على فراش الموت أن يتوقف عن الكتابة ..فقال: ( دعوني أكتب فلربما لم أكتب بعد الكلمة التي تدخلني الجنة )
لا أريد ...أن أسبب لك المزيد من الحزن والتعاسة ..لا تحزن حينما تتذكر الموت ....ولا تأمن مكر الله ..وتزهو بعملك وطاعتك
فالإنسان عليه ان يشعر بشعورين .....الخوف .........والرجاء .........إنهما مثل جناح الطائر ......لا غنى لأحدهما عن الآخر .......
خف من عذابه سبحانه ...........وارج رحمته ورضوانه
والموت ...ليس با لمصير المخيف ...
قد يكون رحمة ...وراحة ... والقبر مخيف من الخارج .....لكنه قد يكون ....روضة وجنة من الداخل ...ينعم فيها العبد بأوقات من السعادة الأبدية لا يمكن ان يحصل عليها في هذه الدنيا التي مزجت بالكدر ....والتفت بالكدح والتعب ....
الموت ....نحن لا نتمناه ..............لكننا يجب ألا نخاف منه
ما علينا إلا الاستعداد ..........له ...ولو استعدينا ..........فلن نخاف ..لا يخاف إلا المذنب ..
والمذنب عليه ألا ييأس ....فالتواب يتوب ..........على العبد الذي يتوب ويعود ويستغفر ....ويستعد للقاء الملك ...القهار .
ليس الغرض ..من هذه الصور ..إثارة الرعب .
إنما ....التنبيه ....إلى ....الخطر والاستعداد للأمر ...وتجهيز الراحلة ...وتخيل المصير
المعادلة ...التي يجب أن نستخدمها في الحياة هي ......ان نعيش الدنيا ..ونحن نفكر بالآخرة
نعيش وكأننا نعيش أبدأ ....ونفكر بالموت وكأننا سنموت غدأ .
معادلة صعبة ..............لكنها هي الحل .........والحل الوحيد ...والتي تتناسب مع المصير الوحيد ..!!
تعليق